ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


+2
حكيم الثورة
أبو فريد
6 مشترك

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5889
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Empty رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 5:35 pm

    بعد أسبوع خرجت ميرا من المستشفى ، اتصلت بالمصنع وطلبت إجازة مفتوحة لحين تتهيأ نفسيتها للعمل من جديد ، قررت الذهاب إلى مخيم جنين ، رحلة شاقة لا تخلو من المجازفة وربما الموت أيضاً ، لكنها مصرة على الذهاب ، حملت أمتعتها وسافرت إلى هناك ، وبعد ساعات وصلت إلى المخيم ، ركبت سيارة أجرة وطلبت من السائق الذي فهمها بصعوبة أن يأخذها إلى بيت صادق ، الأطفال يلحقون بالسيارة يرددون أمامها كلمات بالانجليزية تعلموها في المدرسة .

    بعد دقائق وصلت ميرا البيت ، استقبلها الشيخ أبو صادق بنفسه ، كان يجلس على كرسيه الخشبي أمام البيت . . .

    - تفضلي يا ابنتي . . الشيخ العجوز يطلب من ضيفته الجلوس على الفراش .

    - شكراً لك . . أجابت بالإنجليزية مع أنها لم تفهم ما قاله سوى أنها رأته يشير لها بيديه إلى الأرض كأنه يطلب منها الجلوس ، جلست مثلما جلس آخرون جاءوا إلى بيت أبو صادق ليتبيّنوا أمر هذه السيدة الغريبة .

    - أحضِروا الأستاذ علي . . . أشار الشيخ أبو صادق لأحد الجالسين . . . اعذريني يا ابنتي فأنا لا أفهم من كلامك شيئاً . . . بعد لحظات جاء الأستاذ علي مدرس اللغة الإنجليزية ، رحّب بالضيفة الغريبة وبدأ يحدثها بالإنجليزية ليعرف من هي وماذا تريد . . الجميع منتبه للحديث ، لكنهم لا يعرفون منه شيئاً .

    - ضيفتك يا عم أبو صادق ، صحفية أمريكية الجنسية ، جاءت هنا لتكتب تقريراً مفصلاً عن حياة الشهيد صادق . . . كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة أمام ميرا لتجلس معهم دون أن تتعرض للأذى من أحد .

    - أهلاً وسهلاً . . . ردد الجميع ترحيباً بضيفة الشيخ أبو صادق ، أستاذ على يترجم أولاً بأول ، وهي تتابع حديثها معهم من خلال هذا المترجم البارع .

    سجلت في مفكرتها معلومات كثيرة عن حياة الشهيد صادق ، كما أنها أخذت عدداً من صوره وصور أبنائه الثلاثة ، وديع وهاني ولميس ، ثم جلست مع زوجته الذي بدا على وجهها حزن ممزوج بالأنفة والشموخ .

    - جاء دور السؤال الذي جئت من أجله . . ميرا تخاطب نفسها . . كيف سأدخل دهليز هذه الأسئلة التي ستبدو غريبة ومستهجنة عند سماعهم إياها . . . تجاوزت كل المخاوف وبكل جرأة قالت للشيخ العجـوز :

    - لماذا تُقبلون على الموت كإقبالكم على الحياة ؟

    - نحن لا نحب الموت . . أجاب أبو صادق وسط دهشة الحاضرين من السؤال . . بالعكس نحن نحب الحياة . . نربي أبناءنا على الخير والحب والتسامح .

    - ولكن لماذا فجّر صادق نفسه ، أليس هذا عكس ما تقول ؟ . . ثم تساءلت في صمت . . ليته يجيبني بصراحة ؟ سأدفع نصف عمري وأفهم الحقيقة .

    - صادق يا ابنتي لبى نداء الواجب ، حب الوطن يسري في عروقنا ، الأرض المغتصبة تنادينا . . ثم أخرج مفتاحاً قديماً من تحت الوسادة التي يتكئ عليها . . هذا مفتاح بيتي الذي كنت أسكن فيه أنا وأبي وجدي ، كان لنا هناك أرضاً نزرعها وحياة رائعة نعيشها في أمن وسلام .

    - أين . . ماذا تقصد ؟ ، أرجو أن توضح لي أكثر. . تساءلت باستجداء ولهفة .

    - لقد جاء اليهود يا ابنتي وطردونا من أرضنا ، أخرجونا منها بقوة السلاح ، جميع من يسكنون هنا في المخيمات كان لهم أرض مثلي ، أنا يا ابنتي من مدينة اللد ، وهذا . . . أشار بيده على أحدهم . . وهذا من عكا . . ثم أشار على آخر . . وهذا من حيفا. . . ظل يؤشر بيده على الجالسين ويذكر مدنهم وقراهم التي شرّدوا هم وآباؤهم منها . . . ثم تابع : هل سمعت يا ابنتي بمذبحة دير ياسين ؟

    - لا . . أجابت بسرعة . . ما هذه ؟

    - مذبحة دير ياسين هي واحدة من المجازر والجرائم التي ارتكبتها عصابات اليهود الهاغانا والأرجون في عام النكبة 1948م ، ليجبروا السكان الآمنين على ترك بيوتهم والنزوح منها ..

    - أعرف أن هذه المنظمات التي ذكرتها هي التي بنت لليهود دولتهم ومنحتهم الاستقلال .

    - إنها النكبة يا ابنتي ، يوم 15مايو من ذلك العام كان يوم نكبتنا ، وسيظل يوماً أسوداً في حياتنا .

    - لماذا لم تدافعوا عن بيوتكم وقتئذٍ ؟ . . . باستغراب شديد .

    - استعداداتهم كانت أكبر منا بكثير ، المؤامرة كانت مدارة وقتها بشكل يجبرنا على النزوح أو الموت ، فمات البعض ونزح الآخر .

    - ربما كانت أرضهم وجاءوا ليستردوها !! تجرأت وفجّرت هذا التساؤل في وجوههم .

    - هذه يا ابنتي أرضنا منذ آلاف السنين ، عاش فيها أبي وجدي وجد جدي . . أحجارها القديمة وقبورها تهتف بعروبتها ، أشجار الزيتون والجميز المغروسة فيها تفصح عن عروبتها ، نحن كنعانيون ، أجدادنا عاشوا هنا قبل آلاف السنين ، عمّروا هذه الأرض وملؤوها بالحب والخير والسلام .

    - " هذا الرجل العجوز الذي يحدّثني بوقار لا يبدو عليه الكذب !! " . . . صراع يدور بداخلها . ." لماذا يكذب وقد قدّم ابنه الوحيد فداء لأرضه المحتلة " . . . تهذي في صمت ، تختنق الأفكار في أعماقها ، تأتيها الحقيقة على ظهر دابة عرجاء . . مخاض وولادة لشمس ستشرق في أفقها بعد لحظات . . . " جئت إلى هنا لتصفعني الحقيقة في وجهي فأصحو من كذبة كبيرة صنعوها لنا لنعيش فوق جماجم هؤلاء الأبرياء . . أناس بسطاء ، طيبون تكدسوا في هذه المخيمات ، البيوت المهترئة والشوارع الضيقة والفقر ، كلها ضريبة يدفعها الجميع هنا !! " . . لا تزال تخاطب روحها وأبو صادق يتابع حديثه ، والأستاذ علي منهمك في ترجمة كل ما يقوله هذا الرجل الحكيم .

    - إن حياتنا يا ابنتي مليئة بالنكبات والمآسي ، ماذا أقول لك ؟ جاء اليهود واحتلوا أرضنا ، جاءوا من بلاد العالم ، من الشرق ومن الغرب ، تجمعوا هنا وصنعوا لهم دولة على حسابنا.

    - وأين العالم مما جرى لكم ؟ . . قاطعته متسائلة .

    - العالم يا ابنتي بعضه متآمر علينا وآخر لا تعنيه قضيتنا وثالث لا حول له ولا قوة .

    - والأمم المتحدة و. . . تساءلت ربما تكتمل الصورة ، لكن أبو صادق قاطعها فقال ، وتنهيدة عميقة خرجت من جوفه المملوء بالحزن : الأمم المتحدة هي جزء من هذا العالم الظالم ، نسمع منها أقوالاً ولا أفعال ، هي فقط تقدّم مساعدات لنا هنا في المخيمات لا أكثر ولا أقل .

    - ألستم عرباً . . وأين العرب من نكبتكم هذه ؟

    - العرب يا ابنتي محتلون مثلنا ، تحتلهم أمريكا وأنظمتهم العميلة ، هم بحاجة يا ابنتي لمن يحررهم مثلنا .

    " يا لهذا العجوز ، قاموس من الإجابات المقنعة ، تسللت إجاباته إلى قلبي فبعثرت ما فيه ، يا له من سياسي محنك ، لم يدخل مدرسة قط ، لكن النكبة قد صنعت منه قائداً تسلح بإيمان عميق بقضيته العادلة ! " . . حديث يدور داخل أسوار عقلها وهي تتابع إجابات الشيخ أبو صادق بانبهار وإعجاب شديدين .

    - إذن لا سبيل أمامكم سوى المقاومة . . بدأت تتحدث بلسان حالهم بعد أن فهمت الحقيقة .

    - نحن يا ابنتي لا نملك سوى كرامتنا ، صحيح أنهم احتلوا أرضنا لكنهم لم ولن يحتلوا قلوبنا الشاخصة هناك صوب أرضنا المسلوبة ، إننا يا ابنتي نُورّث عشق هذه الأرض لأبنائنا ، لذلك نضحي من أجلها بالغالي والنفيس .

    - لكن عملياتكم لن تعيدها لكم ، ولن تطرد اليهود من أرضكم . . سألت والذكاء يقطر من عينيها.

    - عملياتنا يا ابنتي تذكّر العالم بأننا أصحاب حق ، وأننا ندافع عنه بأرواحنا ، عملياتنا يا ابنتي خطوة صغيرة من مشوار الألف ميل . . . أسئلتها غريبة ، تساءل الرجل العجوز بريبة .

    - ألا يوجد طريق آخر غير الموت .

    - إنّ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، هذا ما نعلّمه لأولادنا ، وهم سيحملون الراية من بعدنا ، سأورّث أولادي هذا المفتاح ليعرفوا أن لهم أرضاً هناك يحتلها اليهود الصهاينة . . وأشار بيده إلى بلده التي هجّر منها .

    - لكن صادق ابنك الوحيد قد مات . . قالتها وأحست بالندم .

    - لا يا ابنتي صادق حي ، حي في قلوبنا جميعاً ، حي عند خالقه ، صادق شهيد يا ابنتي والشهداء لا يموتون ، الشهداء ينبتون عزة وكرامة .

    - كلنا صادق. . . هتف أحد الحاضرين .

    - كلنا أولادك يا عمي . . . ردد آخر .

    - صادق حي فينا إلى الأبد . . . ردد ثالث .



    انتهت الحلقة 13

    أبو فريد
    حكيم الثورة
    حكيم الثورة

    المؤسس  المؤسس



    ذكر
    عدد الرسائل : 2482
    العمر : 46
    العمل/الترفيه : كتائب ابو على مصطفى
    المزاج : هادئ
    رقم العضوية : 1
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Palest10
    نقاط : 8645
    تقييم الأعضاء : 1
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف حكيم الثورة الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 6:11 pm

    يسلموا رفيق
    اسلوب رائع فى السرد والأنتقال من موقف الى أخر
    موهبة تحسد عليها
    فى أنتظار التتمة
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Palest10
    نقاط : 16027
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Empty

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء نوفمبر 12, 2008 3:34 pm

    احس وانا اقرا هذة الرواية
    بأنىى اعيش فيها وتجتذبنى لأطير واحلق بفكرى معها
    تحياتى رفيق
    حنظلة
    حنظلة

    رقيب  رقيب



    ذكر
    عدد الرسائل : 443
    العمر : 40
    نقاط : 6286
    تقييم الأعضاء : 3
    تاريخ التسجيل : 06/01/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف حنظلة الأربعاء نوفمبر 12, 2008 6:33 pm

    رواية رائعة رفيق
    مشكور عليها فى أنتظار باقى الرواية
    ابو عدى
    ابو عدى

    جُـــنـدي نـظامــي
     جُـــنـدي نـظامــي



    ذكر
    عدد الرسائل : 245
    العمر : 53
    العمل/الترفيه : ضابط عسكرى
    المزاج : احسن من هيك بطر
    رقم العضوية : 176
    نقاط : 6219
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 24/01/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف ابو عدى الأربعاء نوفمبر 12, 2008 11:30 pm

    انا قرأت هاد الجزء من الوراية وبصراحة رائعة
    وراح أبدأ اقرا بالرواية من بدايتها
    تحياتى رفيق واستمر وفى أمتاعنا بالفكر الهادف
    بنت ابا الميسا
    بنت ابا الميسا

    مشرف المنتديات الــعـــامــة
     مشرف المنتديات الــعـــامــة



    انثى
    عدد الرسائل : 2920
    العمر : 37
    رقم العضوية : 533
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Soudia10
    نقاط : 6781
    تقييم الأعضاء : 5
    تاريخ التسجيل : 06/05/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 13 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بنت ابا الميسا الخميس نوفمبر 13, 2008 12:44 am

    لماذا تُقبلون على الموت كإقبالكم على الحياة ؟

    شدني هذا السؤال واجابته بقوة قرائتي للروايهـ
    هذه الحلقه رائعه ومميزه
    استمر
    تحياتي الكـ
    icon_flower

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء سبتمبر 24, 2024 12:26 am