بعد أسبوع خرجت ميرا من المستشفى ، اتصلت بالمصنع وطلبت إجازة مفتوحة لحين تتهيأ نفسيتها للعمل من جديد ، قررت الذهاب إلى مخيم جنين ، رحلة شاقة لا تخلو من المجازفة وربما الموت أيضاً ، لكنها مصرة على الذهاب ، حملت أمتعتها وسافرت إلى هناك ، وبعد ساعات وصلت إلى المخيم ، ركبت سيارة أجرة وطلبت من السائق الذي فهمها بصعوبة أن يأخذها إلى بيت صادق ، الأطفال يلحقون بالسيارة يرددون أمامها كلمات بالانجليزية تعلموها في المدرسة .
بعد دقائق وصلت ميرا البيت ، استقبلها الشيخ أبو صادق بنفسه ، كان يجلس على كرسيه الخشبي أمام البيت . . .
- تفضلي يا ابنتي . . الشيخ العجوز يطلب من ضيفته الجلوس على الفراش .
- شكراً لك . . أجابت بالإنجليزية مع أنها لم تفهم ما قاله سوى أنها رأته يشير لها بيديه إلى الأرض كأنه يطلب منها الجلوس ، جلست مثلما جلس آخرون جاءوا إلى بيت أبو صادق ليتبيّنوا أمر هذه السيدة الغريبة .
- أحضِروا الأستاذ علي . . . أشار الشيخ أبو صادق لأحد الجالسين . . . اعذريني يا ابنتي فأنا لا أفهم من كلامك شيئاً . . . بعد لحظات جاء الأستاذ علي مدرس اللغة الإنجليزية ، رحّب بالضيفة الغريبة وبدأ يحدثها بالإنجليزية ليعرف من هي وماذا تريد . . الجميع منتبه للحديث ، لكنهم لا يعرفون منه شيئاً .
- ضيفتك يا عم أبو صادق ، صحفية أمريكية الجنسية ، جاءت هنا لتكتب تقريراً مفصلاً عن حياة الشهيد صادق . . . كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة أمام ميرا لتجلس معهم دون أن تتعرض للأذى من أحد .
- أهلاً وسهلاً . . . ردد الجميع ترحيباً بضيفة الشيخ أبو صادق ، أستاذ على يترجم أولاً بأول ، وهي تتابع حديثها معهم من خلال هذا المترجم البارع .
سجلت في مفكرتها معلومات كثيرة عن حياة الشهيد صادق ، كما أنها أخذت عدداً من صوره وصور أبنائه الثلاثة ، وديع وهاني ولميس ، ثم جلست مع زوجته الذي بدا على وجهها حزن ممزوج بالأنفة والشموخ .
- جاء دور السؤال الذي جئت من أجله . . ميرا تخاطب نفسها . . كيف سأدخل دهليز هذه الأسئلة التي ستبدو غريبة ومستهجنة عند سماعهم إياها . . . تجاوزت كل المخاوف وبكل جرأة قالت للشيخ العجـوز :
- لماذا تُقبلون على الموت كإقبالكم على الحياة ؟
- نحن لا نحب الموت . . أجاب أبو صادق وسط دهشة الحاضرين من السؤال . . بالعكس نحن نحب الحياة . . نربي أبناءنا على الخير والحب والتسامح .
- ولكن لماذا فجّر صادق نفسه ، أليس هذا عكس ما تقول ؟ . . ثم تساءلت في صمت . . ليته يجيبني بصراحة ؟ سأدفع نصف عمري وأفهم الحقيقة .
- صادق يا ابنتي لبى نداء الواجب ، حب الوطن يسري في عروقنا ، الأرض المغتصبة تنادينا . . ثم أخرج مفتاحاً قديماً من تحت الوسادة التي يتكئ عليها . . هذا مفتاح بيتي الذي كنت أسكن فيه أنا وأبي وجدي ، كان لنا هناك أرضاً نزرعها وحياة رائعة نعيشها في أمن وسلام .
- أين . . ماذا تقصد ؟ ، أرجو أن توضح لي أكثر. . تساءلت باستجداء ولهفة .
- لقد جاء اليهود يا ابنتي وطردونا من أرضنا ، أخرجونا منها بقوة السلاح ، جميع من يسكنون هنا في المخيمات كان لهم أرض مثلي ، أنا يا ابنتي من مدينة اللد ، وهذا . . . أشار بيده على أحدهم . . وهذا من عكا . . ثم أشار على آخر . . وهذا من حيفا. . . ظل يؤشر بيده على الجالسين ويذكر مدنهم وقراهم التي شرّدوا هم وآباؤهم منها . . . ثم تابع : هل سمعت يا ابنتي بمذبحة دير ياسين ؟
- لا . . أجابت بسرعة . . ما هذه ؟
- مذبحة دير ياسين هي واحدة من المجازر والجرائم التي ارتكبتها عصابات اليهود الهاغانا والأرجون في عام النكبة 1948م ، ليجبروا السكان الآمنين على ترك بيوتهم والنزوح منها ..
- أعرف أن هذه المنظمات التي ذكرتها هي التي بنت لليهود دولتهم ومنحتهم الاستقلال .
- إنها النكبة يا ابنتي ، يوم 15مايو من ذلك العام كان يوم نكبتنا ، وسيظل يوماً أسوداً في حياتنا .
- لماذا لم تدافعوا عن بيوتكم وقتئذٍ ؟ . . . باستغراب شديد .
- استعداداتهم كانت أكبر منا بكثير ، المؤامرة كانت مدارة وقتها بشكل يجبرنا على النزوح أو الموت ، فمات البعض ونزح الآخر .
- ربما كانت أرضهم وجاءوا ليستردوها !! تجرأت وفجّرت هذا التساؤل في وجوههم .
- هذه يا ابنتي أرضنا منذ آلاف السنين ، عاش فيها أبي وجدي وجد جدي . . أحجارها القديمة وقبورها تهتف بعروبتها ، أشجار الزيتون والجميز المغروسة فيها تفصح عن عروبتها ، نحن كنعانيون ، أجدادنا عاشوا هنا قبل آلاف السنين ، عمّروا هذه الأرض وملؤوها بالحب والخير والسلام .
- " هذا الرجل العجوز الذي يحدّثني بوقار لا يبدو عليه الكذب !! " . . . صراع يدور بداخلها . ." لماذا يكذب وقد قدّم ابنه الوحيد فداء لأرضه المحتلة " . . . تهذي في صمت ، تختنق الأفكار في أعماقها ، تأتيها الحقيقة على ظهر دابة عرجاء . . مخاض وولادة لشمس ستشرق في أفقها بعد لحظات . . . " جئت إلى هنا لتصفعني الحقيقة في وجهي فأصحو من كذبة كبيرة صنعوها لنا لنعيش فوق جماجم هؤلاء الأبرياء . . أناس بسطاء ، طيبون تكدسوا في هذه المخيمات ، البيوت المهترئة والشوارع الضيقة والفقر ، كلها ضريبة يدفعها الجميع هنا !! " . . لا تزال تخاطب روحها وأبو صادق يتابع حديثه ، والأستاذ علي منهمك في ترجمة كل ما يقوله هذا الرجل الحكيم .
- إن حياتنا يا ابنتي مليئة بالنكبات والمآسي ، ماذا أقول لك ؟ جاء اليهود واحتلوا أرضنا ، جاءوا من بلاد العالم ، من الشرق ومن الغرب ، تجمعوا هنا وصنعوا لهم دولة على حسابنا.
- وأين العالم مما جرى لكم ؟ . . قاطعته متسائلة .
- العالم يا ابنتي بعضه متآمر علينا وآخر لا تعنيه قضيتنا وثالث لا حول له ولا قوة .
- والأمم المتحدة و. . . تساءلت ربما تكتمل الصورة ، لكن أبو صادق قاطعها فقال ، وتنهيدة عميقة خرجت من جوفه المملوء بالحزن : الأمم المتحدة هي جزء من هذا العالم الظالم ، نسمع منها أقوالاً ولا أفعال ، هي فقط تقدّم مساعدات لنا هنا في المخيمات لا أكثر ولا أقل .
- ألستم عرباً . . وأين العرب من نكبتكم هذه ؟
- العرب يا ابنتي محتلون مثلنا ، تحتلهم أمريكا وأنظمتهم العميلة ، هم بحاجة يا ابنتي لمن يحررهم مثلنا .
" يا لهذا العجوز ، قاموس من الإجابات المقنعة ، تسللت إجاباته إلى قلبي فبعثرت ما فيه ، يا له من سياسي محنك ، لم يدخل مدرسة قط ، لكن النكبة قد صنعت منه قائداً تسلح بإيمان عميق بقضيته العادلة ! " . . حديث يدور داخل أسوار عقلها وهي تتابع إجابات الشيخ أبو صادق بانبهار وإعجاب شديدين .
- إذن لا سبيل أمامكم سوى المقاومة . . بدأت تتحدث بلسان حالهم بعد أن فهمت الحقيقة .
- نحن يا ابنتي لا نملك سوى كرامتنا ، صحيح أنهم احتلوا أرضنا لكنهم لم ولن يحتلوا قلوبنا الشاخصة هناك صوب أرضنا المسلوبة ، إننا يا ابنتي نُورّث عشق هذه الأرض لأبنائنا ، لذلك نضحي من أجلها بالغالي والنفيس .
- لكن عملياتكم لن تعيدها لكم ، ولن تطرد اليهود من أرضكم . . سألت والذكاء يقطر من عينيها.
- عملياتنا يا ابنتي تذكّر العالم بأننا أصحاب حق ، وأننا ندافع عنه بأرواحنا ، عملياتنا يا ابنتي خطوة صغيرة من مشوار الألف ميل . . . أسئلتها غريبة ، تساءل الرجل العجوز بريبة .
- ألا يوجد طريق آخر غير الموت .
- إنّ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، هذا ما نعلّمه لأولادنا ، وهم سيحملون الراية من بعدنا ، سأورّث أولادي هذا المفتاح ليعرفوا أن لهم أرضاً هناك يحتلها اليهود الصهاينة . . وأشار بيده إلى بلده التي هجّر منها .
- لكن صادق ابنك الوحيد قد مات . . قالتها وأحست بالندم .
- لا يا ابنتي صادق حي ، حي في قلوبنا جميعاً ، حي عند خالقه ، صادق شهيد يا ابنتي والشهداء لا يموتون ، الشهداء ينبتون عزة وكرامة .
- كلنا صادق. . . هتف أحد الحاضرين .
- كلنا أولادك يا عمي . . . ردد آخر .
- صادق حي فينا إلى الأبد . . . ردد ثالث .
انتهت الحلقة 13
أبو فريد
بعد دقائق وصلت ميرا البيت ، استقبلها الشيخ أبو صادق بنفسه ، كان يجلس على كرسيه الخشبي أمام البيت . . .
- تفضلي يا ابنتي . . الشيخ العجوز يطلب من ضيفته الجلوس على الفراش .
- شكراً لك . . أجابت بالإنجليزية مع أنها لم تفهم ما قاله سوى أنها رأته يشير لها بيديه إلى الأرض كأنه يطلب منها الجلوس ، جلست مثلما جلس آخرون جاءوا إلى بيت أبو صادق ليتبيّنوا أمر هذه السيدة الغريبة .
- أحضِروا الأستاذ علي . . . أشار الشيخ أبو صادق لأحد الجالسين . . . اعذريني يا ابنتي فأنا لا أفهم من كلامك شيئاً . . . بعد لحظات جاء الأستاذ علي مدرس اللغة الإنجليزية ، رحّب بالضيفة الغريبة وبدأ يحدثها بالإنجليزية ليعرف من هي وماذا تريد . . الجميع منتبه للحديث ، لكنهم لا يعرفون منه شيئاً .
- ضيفتك يا عم أبو صادق ، صحفية أمريكية الجنسية ، جاءت هنا لتكتب تقريراً مفصلاً عن حياة الشهيد صادق . . . كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة أمام ميرا لتجلس معهم دون أن تتعرض للأذى من أحد .
- أهلاً وسهلاً . . . ردد الجميع ترحيباً بضيفة الشيخ أبو صادق ، أستاذ على يترجم أولاً بأول ، وهي تتابع حديثها معهم من خلال هذا المترجم البارع .
سجلت في مفكرتها معلومات كثيرة عن حياة الشهيد صادق ، كما أنها أخذت عدداً من صوره وصور أبنائه الثلاثة ، وديع وهاني ولميس ، ثم جلست مع زوجته الذي بدا على وجهها حزن ممزوج بالأنفة والشموخ .
- جاء دور السؤال الذي جئت من أجله . . ميرا تخاطب نفسها . . كيف سأدخل دهليز هذه الأسئلة التي ستبدو غريبة ومستهجنة عند سماعهم إياها . . . تجاوزت كل المخاوف وبكل جرأة قالت للشيخ العجـوز :
- لماذا تُقبلون على الموت كإقبالكم على الحياة ؟
- نحن لا نحب الموت . . أجاب أبو صادق وسط دهشة الحاضرين من السؤال . . بالعكس نحن نحب الحياة . . نربي أبناءنا على الخير والحب والتسامح .
- ولكن لماذا فجّر صادق نفسه ، أليس هذا عكس ما تقول ؟ . . ثم تساءلت في صمت . . ليته يجيبني بصراحة ؟ سأدفع نصف عمري وأفهم الحقيقة .
- صادق يا ابنتي لبى نداء الواجب ، حب الوطن يسري في عروقنا ، الأرض المغتصبة تنادينا . . ثم أخرج مفتاحاً قديماً من تحت الوسادة التي يتكئ عليها . . هذا مفتاح بيتي الذي كنت أسكن فيه أنا وأبي وجدي ، كان لنا هناك أرضاً نزرعها وحياة رائعة نعيشها في أمن وسلام .
- أين . . ماذا تقصد ؟ ، أرجو أن توضح لي أكثر. . تساءلت باستجداء ولهفة .
- لقد جاء اليهود يا ابنتي وطردونا من أرضنا ، أخرجونا منها بقوة السلاح ، جميع من يسكنون هنا في المخيمات كان لهم أرض مثلي ، أنا يا ابنتي من مدينة اللد ، وهذا . . . أشار بيده على أحدهم . . وهذا من عكا . . ثم أشار على آخر . . وهذا من حيفا. . . ظل يؤشر بيده على الجالسين ويذكر مدنهم وقراهم التي شرّدوا هم وآباؤهم منها . . . ثم تابع : هل سمعت يا ابنتي بمذبحة دير ياسين ؟
- لا . . أجابت بسرعة . . ما هذه ؟
- مذبحة دير ياسين هي واحدة من المجازر والجرائم التي ارتكبتها عصابات اليهود الهاغانا والأرجون في عام النكبة 1948م ، ليجبروا السكان الآمنين على ترك بيوتهم والنزوح منها ..
- أعرف أن هذه المنظمات التي ذكرتها هي التي بنت لليهود دولتهم ومنحتهم الاستقلال .
- إنها النكبة يا ابنتي ، يوم 15مايو من ذلك العام كان يوم نكبتنا ، وسيظل يوماً أسوداً في حياتنا .
- لماذا لم تدافعوا عن بيوتكم وقتئذٍ ؟ . . . باستغراب شديد .
- استعداداتهم كانت أكبر منا بكثير ، المؤامرة كانت مدارة وقتها بشكل يجبرنا على النزوح أو الموت ، فمات البعض ونزح الآخر .
- ربما كانت أرضهم وجاءوا ليستردوها !! تجرأت وفجّرت هذا التساؤل في وجوههم .
- هذه يا ابنتي أرضنا منذ آلاف السنين ، عاش فيها أبي وجدي وجد جدي . . أحجارها القديمة وقبورها تهتف بعروبتها ، أشجار الزيتون والجميز المغروسة فيها تفصح عن عروبتها ، نحن كنعانيون ، أجدادنا عاشوا هنا قبل آلاف السنين ، عمّروا هذه الأرض وملؤوها بالحب والخير والسلام .
- " هذا الرجل العجوز الذي يحدّثني بوقار لا يبدو عليه الكذب !! " . . . صراع يدور بداخلها . ." لماذا يكذب وقد قدّم ابنه الوحيد فداء لأرضه المحتلة " . . . تهذي في صمت ، تختنق الأفكار في أعماقها ، تأتيها الحقيقة على ظهر دابة عرجاء . . مخاض وولادة لشمس ستشرق في أفقها بعد لحظات . . . " جئت إلى هنا لتصفعني الحقيقة في وجهي فأصحو من كذبة كبيرة صنعوها لنا لنعيش فوق جماجم هؤلاء الأبرياء . . أناس بسطاء ، طيبون تكدسوا في هذه المخيمات ، البيوت المهترئة والشوارع الضيقة والفقر ، كلها ضريبة يدفعها الجميع هنا !! " . . لا تزال تخاطب روحها وأبو صادق يتابع حديثه ، والأستاذ علي منهمك في ترجمة كل ما يقوله هذا الرجل الحكيم .
- إن حياتنا يا ابنتي مليئة بالنكبات والمآسي ، ماذا أقول لك ؟ جاء اليهود واحتلوا أرضنا ، جاءوا من بلاد العالم ، من الشرق ومن الغرب ، تجمعوا هنا وصنعوا لهم دولة على حسابنا.
- وأين العالم مما جرى لكم ؟ . . قاطعته متسائلة .
- العالم يا ابنتي بعضه متآمر علينا وآخر لا تعنيه قضيتنا وثالث لا حول له ولا قوة .
- والأمم المتحدة و. . . تساءلت ربما تكتمل الصورة ، لكن أبو صادق قاطعها فقال ، وتنهيدة عميقة خرجت من جوفه المملوء بالحزن : الأمم المتحدة هي جزء من هذا العالم الظالم ، نسمع منها أقوالاً ولا أفعال ، هي فقط تقدّم مساعدات لنا هنا في المخيمات لا أكثر ولا أقل .
- ألستم عرباً . . وأين العرب من نكبتكم هذه ؟
- العرب يا ابنتي محتلون مثلنا ، تحتلهم أمريكا وأنظمتهم العميلة ، هم بحاجة يا ابنتي لمن يحررهم مثلنا .
" يا لهذا العجوز ، قاموس من الإجابات المقنعة ، تسللت إجاباته إلى قلبي فبعثرت ما فيه ، يا له من سياسي محنك ، لم يدخل مدرسة قط ، لكن النكبة قد صنعت منه قائداً تسلح بإيمان عميق بقضيته العادلة ! " . . حديث يدور داخل أسوار عقلها وهي تتابع إجابات الشيخ أبو صادق بانبهار وإعجاب شديدين .
- إذن لا سبيل أمامكم سوى المقاومة . . بدأت تتحدث بلسان حالهم بعد أن فهمت الحقيقة .
- نحن يا ابنتي لا نملك سوى كرامتنا ، صحيح أنهم احتلوا أرضنا لكنهم لم ولن يحتلوا قلوبنا الشاخصة هناك صوب أرضنا المسلوبة ، إننا يا ابنتي نُورّث عشق هذه الأرض لأبنائنا ، لذلك نضحي من أجلها بالغالي والنفيس .
- لكن عملياتكم لن تعيدها لكم ، ولن تطرد اليهود من أرضكم . . سألت والذكاء يقطر من عينيها.
- عملياتنا يا ابنتي تذكّر العالم بأننا أصحاب حق ، وأننا ندافع عنه بأرواحنا ، عملياتنا يا ابنتي خطوة صغيرة من مشوار الألف ميل . . . أسئلتها غريبة ، تساءل الرجل العجوز بريبة .
- ألا يوجد طريق آخر غير الموت .
- إنّ ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ، هذا ما نعلّمه لأولادنا ، وهم سيحملون الراية من بعدنا ، سأورّث أولادي هذا المفتاح ليعرفوا أن لهم أرضاً هناك يحتلها اليهود الصهاينة . . وأشار بيده إلى بلده التي هجّر منها .
- لكن صادق ابنك الوحيد قد مات . . قالتها وأحست بالندم .
- لا يا ابنتي صادق حي ، حي في قلوبنا جميعاً ، حي عند خالقه ، صادق شهيد يا ابنتي والشهداء لا يموتون ، الشهداء ينبتون عزة وكرامة .
- كلنا صادق. . . هتف أحد الحاضرين .
- كلنا أولادك يا عمي . . . ردد آخر .
- صادق حي فينا إلى الأبد . . . ردد ثالث .
انتهت الحلقة 13
أبو فريد
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007