ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    رواية عكا أخيراً // الحلقة التاسعة// بقلم : أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5890
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة التاسعة// بقلم : أبو فريد Empty رواية عكا أخيراً // الحلقة التاسعة// بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد السبت نوفمبر 01, 2008 12:50 pm

    جاء يوم الجمعة ، الشمس محدقة في السماء . انتصف نهار تل أبيب ، وصلت السيارة في موعدها ، شوارع المدينة خالية من الناس بسبب عطلة نهاية الأسبوع .

    - " ساعات الصباح مضت بسرعة هيا يا شباب " خاطبهم الزعيم بعد أن أعطاهم جرعة من الحماسة والتأهب . . انضمت إليهم هذه المرة سارة ، عشيقة الزعيم .

    تحركت السيارة باتجاه بنك ديسكونت وبعد ساعة تقريباً كانت على بعد أمتار من البوابة الرئيسية ، نزلت سارة وحدها ، ثم انصرفت السيارة بعيداً ، وباقتدار بدأت تستدرج الحارسين إليها ، التعري هي اللغة الأقرب إلى السيطرة عليهم بسهولة ، أمام البوابة بدأت تمارس أنوثتها الطاغية ، وعندما اقتربا منها بدأت في التعري ، وقع الحارسين في شباكها .

    - " صيد ثمين " قال أحدهم للآخر .

    اقتربا منها وفتحا لها البوابة فدخلت في غنج ، أخذاها إلى غرفة الحراسة ، وبعد دقائق أحكمت السيطرة عليهما بقليل من مادة مخدرة رشتها في وجهيهما ، ثم عادت إلى البوابة الرئيسية .

    وبعد لحظات جاءت السيارة مرة أخرى ونزل اللصوص الثلاثة ، عادت سارة إلى السيارة مرة أخرى وانزوت بها بعيداً إلى حين ، ذهب أحدهم إلى غرفة الحراسة وقام بشد وثاق الحارسين ووضع اللاصق على أفواههم ثم تركهم ولحق بباقي أفراد العصابة ، تحركوا باتجاه الباب الخلفي دون أن يراهم أحد ، ثم نزلوا إلى الطابق الأرضي ، كسروا الباب المؤدي إلى قسم الخزانات الخاصة بأصحاب الحسابات في هذا البنك. وعند حلول الظلام ، حفروا ثغرة كبيرة في أحد الجدران ، استمرت العملية ساعات مضنية ، تبدد التعب والقلق بسرعة عندما تمكنوا من إفراغ محتويات معظم الخزانات ، عادت سارة بعد ساعات بعد أن انتهت العملية بنجاح ، ثم غادروا دون إن يحس بهم أحد .

    وفي اليوم التالي اُكتشف الأمر بسرعة ، ذهول في المدينة وهيجاناً لم تعشه منذ سنوات ، كانت العملية محكمة بدرجة حيّرت رجال الشرطة ، حاول بعضهم إلصاق التهمة بالعرب لكن الحارسَين أكدا بأن اللصوص من اليهود وأن من غررت بهم يهودية .

    – " الفلسطينيين لم ينجحوا إلى الآن استخدام يهوديات في عملياتهم ضد اليهود " ، حدّث الضابط زميله بعد أن استمع إلى إفادات الحارسين .

    جهود مضنية بذلتها الشرطة لتتعرف على اللصوص لكن دون جدوى ، ومع مرور الوقت خاب أملهم في الكشف عن الحقيقة



    وصل إلى الشقة ليلاً يحمل معه حقيبة المتفجرات ، 30 كيلوجرام من المواد شديدة الانفجار تم إعدادها لعملية الغد ، كان الوصول إلى شقة رياض سهلاً بعد أن وصفها له أصدقاؤه بدقة . . جاء إلى تل أبيب يحمل معه الحقيبة وصورة أشرف / المفتاح . . كم هي رحلة شاقة ومضنية ، لكن الإرادة التي تسلّح بها كانت أقوى من كل شيء . . استقبله رياض بحرارة كأنه يعرفه منذ زمن ، صورة رفيقه أشرف قد أزالت كل الحواجز .



    - " سيموت بعد ساعات ، لكنه مفعم بالحيوية والنشاط ، الموت أسخف من أن يفكر فيه الآن ، كأنه راحل إلى حياة أجهلها ، ولا يريد أن يتعبني بالحديث عنها . . كان مرحاً لدرجة أنني لم أصدق أنه ذاهب للموت ، كان شوقه لقدوم الصباح كأنه سيزف إلى عروسه فيقضي معها ليلة العمر . . لم يحدّثني عن العملية قط ، وأنا لم أبادره السؤال ، سألني عن الأوقات التي تكون فيها شوارع المدينة أكثر ازدحاماً ، أجبته كما يريد ، كان يهزّ رأسه كلما أجبت ، كأنه يعرف الإجابة . . طلب مني أن أقلّه صباحاً بالسيارة ليجوب شوارع المدينة ، وفي آخر الليل استأذن ليذهب للنوم ، أوصاني أن أيقظه مبكراً ، وضع رأسه على الوسادة وغطّ في نوم عميق . . لم أنم ليلتها ، كنت أفكر في أمر هذا الشاب الذي يذهب للموت بكل شجاعة " .

    جاء الصباح وركبا السيارة ، جابا شوارع المدينة ، اختار هدفه بسهولة .

    - " هنا ستتم العملية "

    أشار بيده ، قالها بثقة ، اجتاحته لحظتها نشوة غريبة كأنه وجد ضالته . . موقف باصات - تَحَنَا ، كما يقولون بالعبرية - نقطة تجمع الجنود ، يتحركون منها إلى مواقعهم .

    تحركت السيارة بعيداً ، اختار مكاناً منزوياً لينزل فيه ، ودّع رياض بعينيه ومضى حاملاً معه الحقيبـة .

    عاد رياض إلى شقته بسرعة كأن شيئاً لم يكن ، يا للمفاجأة . . كانت ميرا تنتظـره عند باب الشقـة ، " ترى ما الذي أتى بها إليّ الآن ، لقد تعوّدت على قدومها في المساء " ردد بدهشة .

    - " صباح الخير ميرا " بادرها وفي عينيه نظرة تساؤل ..

    - " صباح الخير حبيبي " .

    - " تفضلي " . . وفتح باب شقته .

    كانت تتمنى أن يطلبها لتبقى معه هذا الصباح ، لكنه لم يفعل .

    - " جئتك لأشرب فنجاناً من القهوة ثم نمضي معاً إلى المصنع . . ما رأيك ؟ " .

    - " هذا جميل ، وحتى لا يدركنا الوقت سأذهب لأجهّز القهوة بسرعة "

    تهرّب منها وانزوى في المطبخ يجهّز القهوة ، دخلت غرفة نومه خلسة وأخرجت من جيبها ورقة ، ثنتها مرة ، وأخرى . . ثم طبعت عليها قبلة حمراء من شفتيها الرائعتين . . أخْفت الورقة تحت الوسادة ثم عادت إلى الصالة مرة أخرى .

    وبعد أن انتهيا من شرب القهوة ، استأذن منها وراح يجهّز نفسه للخروج إلى مصنع الخياطة .

    - " لقد تأخرنا على فيلكس " . . نظر إليها بشفقة كأنه يعرف ما يتفاعل بداخلها من إحساس بالقهر والظلم والحرمان ، لم تنجح ردود أفعالها المتوترة في أن تخفي رعشات يديها الخاضعتان تحت سطوة الحب والرغبة العارمة .

    - " ما عدتّ رودي الذي يبادلك الحب والغرام ، صدقيني أنا حزين لأجلك ، لقد رحل رودي إلى غير رجعة ، أنا لست لك ، ولن أكون ، إنني أحبك ، ولكن هذا الحب بلا أمل . . بلا طموح ، بلا حياة " نظر إليها متأسفاً لحالها ، كان بودّه أن يصارحها بتلك الكلمات لكنه لم يستطع ، قرأت ميرا ما يجول بخاطره فأجابته وهي تنظر إليه :

    - " وأنا أحبك ، أحبك يا رودي . . لا تحرمني أن أعيش معك هذا الحب ، لماذا تعذبني وتعذب نفسك ؟ " تجاهلت كل ما قاله ، سوى أنه يحبها . . . انتحرت الكلمات بين شفتيها ، كبحت هي الأخرى مشاعرها وتركت لعيونها تحدّثه وتناجي قلبه الحزين .

    لا زالا يقفان عند باب الشقة ، عندما انتحرت الكلمات ، وذُبحت فوق اللسان ، تحدثت العيون ، حدّثها بعينيه فأجابته بعيون باكية يملؤها الرجاء .

    - " هيا بنا " . . قالها كاسراً جدار الصمت .

    - " نعم لقد تأخرنا " . . " يبدو أنه لا فائدة من أي شيء " تخاطب روحها . .

    خرجا إلى المصنع وبقي طول الطريق يحدثها عن رأيها في الموديل الجديد التي سيتـم تجهيزه هذا الصيـف .

    انتهت الحلقة التاسعة

    أبو فريد

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء سبتمبر 24, 2024 2:35 am