ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


+15
بنت الثورة
جيفارا حيفا
الملاك البرئ
بنت ابا الميسا
ريتا
عاشق-جيفارا
ابو عدى
ماركوس
ابنة الجبهة الشعبية
تشي ليلي
حكيم الثورة
فتحاوية والله
الغـــ باســـــل ـــــربي
جيــ تشي ــفارا
النسر الأحمر
19 مشترك

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أغسطس 22, 2008 10:26 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    الشاعر الفلسطيني الكبير
    محمود درويش
    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Darwich1

    لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات . فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية ، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا ، هكذا صدر الحكم ـ قدريا ـ على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها .
    والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت ـ بصورة نموذجية ـ أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها ، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب .

    مع الميلاد : عندما كنت صغيرا . . كانت الوردة داري . . والعصافير إزاري
    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Darwich3


    في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة " بالقرب من عكا ، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير ، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره .
    في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب ، وعلى هرج في المنزل ، وخروج فجائي ، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم " عصابات الهاجاناة " .
    ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان " ، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات ، مثل : فلسطين ، وكالات الغوث ، الصليب الأحمر ، المخيم ، واللاجئين . . وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض ، حين كان لاجئا فلسطينيا ، وسُرقت منه طفولته وأرضه .
    وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية ، وعن هذه التجربة يقول:
    " قيل لي في مساء ذات يوم . . الليلة نعود إلى فلسطين ، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل ، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل : أنا الآن في فلسطين الموعودة ؟! ولكن أين هي ؟ فلم أعد إلى بيتي ، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت " .
    هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء ، فصار يحمل اسما جديدا هو: " لاجئ فلسطيني في فلسطين " ، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية ، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل " . . وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي ، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية ، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( راكاح ) ، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول : " مع الشعوب العربية . . ضد الاستعمار " ، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر ، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة ، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش .
    وبعد سلسلة من المحاصرات ، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه ، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي ، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته .


    عدل سابقا من قبل النسر الأحمر في الجمعة أغسطس 22, 2008 10:54 pm عدل 1 مرات

    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    عدد الرسائل : 11994
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:48 am

    ألآن أغنيتي تمرّ . .
    تمرّ أغنيتي على أفق نبيذي .

    ويسقط في أغانيك البياض
    الآن أغنيتي تمرّ . . تمرّ أغنيتي على مدن السواد
    فتسرحين الشّعر ، أو تتناثرين على الخرائط والبلاد .
    والآن أغنيتي تمرّ . .
    تمرّ أغنيتي على حجر فيزهر في يديك اسمي ويتّحد اللقاء
    ماتوا ولا تدرين . لكنّ الجدار يقول ماتوا في تساقطه
    ولا تدرين . ماتوا . .
    تلك أغنيتي ووجهك طائر ومدى
    يودّعني الوداع
    وساعة الدم دقّت الموتى
    وموعدنا النحاسيّ ، الدخاني ، الحريريّ المزوّد بالزلازل
    والمقيّد بالجدائل .
    الآن تنتحرين . . تنتصرين . . تنطفئين . . تشتعلين في
    الميدان والنسيان
    دقّت ساعة الدم
    دقّت الموتى
    ليفتتحوا نشيد الفرق بين العشق واللغة الجميلة
    هو أنت
    أنت أنا
    يغيب الحاضر العلنيّ .
    يأتي الغائب السري . .
    يلتحمان . .
    يتحدان في المتكلّم المفقود بين البحر والأشجار والمدن
    الذليلة .
    والآن أشهد أنني غطّيته بالصمت قرب البحر
    أشهد أنني ودعته بين الندى والانتحار
    قال : انتحرت . ورد معتذرا : أتيت
    وقال حارسه الزماني انتحارك انتصار
    الانتحار ـ الانتصار يمدّ جسرا
    هكذا يبنون نهرا
    قال : ماتوا
    ردّ معتذرا : لقد وضعوا حدود الانتحار .
    والآن أغنيتي تمرّ . . تمرّ أغنيتي
    وتلتحق الخطى بدمي
    دمي المتقدم
    الفتيات تخرج من أزيز الطائرات
    البحر يخرج من خدوش الأسطوانات
    المدينة قد أعدّت عرسها
    وجنازتي
    وتمرّ أغنيتي ، وترمي عادة الأزهار في الأنهار
    سيّدتي ‍ سأهديك انتحاري الساطع اختصري نعاسك
    وانفجار الشارع ، اختصري المسافة بين
    سكّيني وصدري
    واستقرّي أنت بينهما بلاد
    النهر يعفيني من التاريخ
    والجلّاد أعفاني من الذكرى
    فأنسى حصّتي من جثتي الأخرى
    وأهديك التتمّة والحوار
    قال انتحرت
    وردّ معتذرا : أتيت
    وقال حارسه : رأيت القمح ملء يديه .
    عند الانتحار
    كانت يداه خريطتين : خريطة للحلم تمطر حنطة
    وخريطة لمحاورات الانتظار
    والطائرات ؟ سألت
    قال : تمرّ في يومي القديم ، يحلّق الأطفال ، يبتهجون
    في السنة الجديدة ، يجعلون البحر أصغر من زوارقهم ،
    أنا أعتاد هذا الموت ، أعتاد الرحيل إلي النهار .
    والآن أشهد أنه قطع المسافة بين مدخل جرحه والانفجار .

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:50 am

    الحلم يأخذ شكله
    فيخاف

    لكنّ المدينة واقفة
    في أوج قيدي
    وانفجار العاصفة
    مطر على خيل
    وأعددنا لك الفرح الترابيّ الجديد
    خيل على ليل
    وأعددنا لك الفصح الخواتم والنشيد
    والحلم يأخذ شكله
    ويصير صورتك العنيفة
    موتي : أو اختصري هنا موتاك
    كوني ياسمينا أو قذيفة .
    والحلم يأخذ شكله
    فيخاف
    لكنّ المدينة واقفة
    في قمّة الجرح الجديد
    وفي انفجار العاصفة .
    ماذا تقول الريح
    نحن الريح نقتلع المراكب والكواكب
    والخيام مع العروش الزائفة
    ماذا تقول الريح
    نحن الريح
    ننشر عار فخذيك السماويين
    ننشر عارنا
    ونطيل عمر العاصفة
    ليل على موت
    وأعددنا لك المهد الحضانة والجبل
    والحلم يشبهنا
    ويشبهك المغني والمنادي والبطل
    والحلم يأخذ شكله
    فيخاف
    لكنّ المدينة واقفة
    في شعلة النار الطليقة
    في شرايين الرجال
    ذوبي أو انتشري رمادا أو جمال
    ماذا تقول الريح ؟
    نحن الريح
    نحن الريح
    نحن الريح !!
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:54 am

    33 ـ تموت في الجليل
    لوحة على الجدار . . و نقول الآن أشياء كثيرة

    عن غروب الشمس في الأرض الصغيرة
    و على الحائط تبكي هيروشيما
    ليلة تمضي ، و لا نأخذ من عوالمنا
    غير شكل الموت
    في عز الظهيرة .
    . . و لعينيك زمان آخر
    و لجسمي قصة أخرى
    و في الحلم نريد الياسمين ،
    عندما وزّعنا العالم من قبل سنين
    كانت الجدران تستعصي على الفهم
    و كان الأسبرين
    يرجع الشبّاك و الزيتون و الحلم إلي أصحابه
    كان الحنين
    لعبة تلهيك عن فهم السنين
    . . و نقول الآن أشياء كثيرة
    عن ذبول القمح في الأرض الصغيرة
    و على الحائط تبكي هيروشيما
    خنجرا يلمح كالحق ، و لا نأخذ عن عالمنا
    غير لون الموت
    في عز الظهيرة . .
    في اشتعال القبلة الأولى
    يذوب الحزن
    و الموت يغني
    و أنا لا أحزن الآن
    و لكني أغني
    أي جسم لا يكون الآن صوتا
    أي حزن
    لا يضم الكرة الأرضية الآن
    إلي صدر المغني ؟ !
    . . و نقول الآن أشياء كثيرة
    عن عذاب العشب في الأرض الصغيرة
    و على الحائط تبكي هيروشيما
    قبلة تنسى ، ، و لا نأخذ من عوالمنا
    غير طعم الموت
    في عزّ الظهيرة . .
    ألف نهر يركض الآن
    و كل الأقوياء
    يلعبون النرد في المقهى ،
    و لحم الشهداء
    يختفي في الطين أحيانا
    و أحيانا يسلي الشعراء !
    و أنا يا امرأتي أمتصّ من صمتك
    في الليل . . حليب الكبرياء !
    . . و نقول الآن أشياء كثيرة
    عن ضياع اللون في الأرض الصغيرة
    و على الحائط تبكي هيروشيما
    طفلة ماتت . و لا نأخذ من عوالمنا
    غير صوت الموت
    في عز الظهيرة . .
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:56 am

    34 ـ تموز والأفعى
    تموز مرّ على خرائبنا

    و أيقظ شهوة الأفعى .
    القمح يحصد مرة أخرى
    و يعطش للندى . . المرعى
    تموز عاد ، ليرجم الذكرى
    عطشا . . و أحجارا من النار
    فتساءل المنفيّ :
    كيف يطيع زرع يدي
    كفا تسمم ماء أباري ؟
    و تساءل الأطفال في المنفى :
    آباؤنا ملئوا ليالينا هنا . . وصفا
    عن مجدنا الذهبي
    قالوا كثيرا عن كروم التين و العنب
    تموز عاد ، و ما رأينا
    و تنهّد المسجون : كنت لنا
    يا محرقي تموز . . معطاء
    رخيصا مثل نور الشمس و الرمل
    و اليوم ، تجلدنا بسوط الشوق و الذل
    تموز . . يرحل عن بيادرنا
    تموز ، يأخذ معطف اللهب
    لكنه يبقى بنا
    أفعى
    ويترك في حناجرنا
    ظمأ
    و في دمنا . .
    خلود الشوق و الغضب
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أكتوبر 31, 2008 1:57 am

    35 ـ ثلاث صور
    ( 1 )
    كان القمر
    كعهده ـ منذ ولدنا ـ باردا
    الحزن في جبينه مرقرق . .
    روافدا . . روافدا
    قرب سياج قرية
    خر حزينا
    شاردا . .
    ( 2 )
    كان حبيبي
    كعهده ـ منذ التقينا ـ ساهما
    الغيم في عيونه
    يزرع أفقا غائما . .
    و النار في شفاهه
    تقول لي ملاحما . .
    و لم يزل في ليله يقرأ شعرا حالما
    يسألني هديه . .
    و بيت شعر . ناعما !
    ( 3 )
    كان أبي
    كعهده ، محملا متاعبا
    يطارد الرغيف أينما مضى . .
    لأجله . . يصارع الثعالبا
    و يصنع الأطفال . .
    و التراب . .
    و الكواكبا . .
    أخي الصغير اهترأت
    ثيابه . . فعاتبا
    و أختي الكبرى اشترت جواربا !
    و كل من في بيتنا يقدم المطالبا
    ووالدي ـ كعهده ـ
    يسترجع المناقبا
    و يفتل الشواربا !
    و يصنع الأطفال . .
    و التراب . .
    و الكواكبا !

    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الخميس نوفمبر 27, 2008 11:52 pm

    36 ـ جبين وغضب
    وطني يا أيّها النسر الذي يغمد منقاره اللهب

    في عيوني ،
    أين تاريخ العرب ؟
    كل ما أملكه في حضرة الموت :
    جبين و غضب .
    و أنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرة
    و جبيني منزلا للقبّرة .
    وطني ، إنّا ولدنا و كبرنا بجراحك
    و أكلنا شجر البلّوط . .
    كي نشهد ميلاد صباحك
    أيّها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سبب
    أيّها الموت الخرافي الذي كان يحب
    لم يزل منقارك الأحمر في عينّي
    سيفا من لهب . .
    و أنا لست جديرا بجناحك
    كل ما أملكه في حضرة الموت :
    جبين . . و غضب !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الخميس نوفمبر 27, 2008 11:55 pm

    37 ـ جدارية
    هذا هُوَ اسمُكَ /
    قالتِ امرأةٌ ،
    وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ…
    أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي .
    ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
    طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني
    كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ
    أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…
    وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
    الفَلَك الأَخيرِ .

    وكُلُّ شيء أَبيضُ ،
    البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ
    بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في
    سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم
    أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه
    الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي
    فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي :
    (( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ ))
    ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا
    أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ،
    أَنا وحيدُ …

    لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ .
    لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا
    أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ
    الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل :
    أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ
    الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ
    هنا في اللا هنا … في اللازمان ،
    ولا وُجُودُ

    وكأنني قد متُّ قبل الآن …
    أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأَعرفُ أَنني
    أَمضي إلي ما لَسْتُ أَعرفُ . رُبَّما
    ما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ
    ما أُريدُ …
    سأصيرُ يوماً ما أُريدُ

    سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها
    إلي الأرض اليبابِ ، ولا كتابَ …
    كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من
    تَفَتُّح عُشْبَةٍ ،
    لا القُوَّةُ انتصرتْ
    ولا العَدْلُ الشريدُ
    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
    وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
    اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
    الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
    عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
    رحلتي الأولى إلي المعنى ، فأَحْرَقَني
    وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ
    الطريدُ .
    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    سأَصير يوماً كرمةً ،
    فَلْيَعْتَصِرني الصيفُ منذ الآن ،
    وليشربْ نبيذي العابرون على
    ثُرَيَّات المكان السُكَّريِّ !
    أَنا الرسالةُ والرسولُ
    أَنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ
    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الخميس نوفمبر 27, 2008 11:56 pm

    هذا هُوَ اسمُكَ /
    قالتِ امرأةٌ ،

    وغابتْ في مَمَرِّ بياضها .
    هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً !
    لا تختلفْ مَعَهُ على حَرْفٍ
    ولا تَعْبَأْ براياتِ القبائلِ ،
    كُنْ صديقاً لاسمك الأُفُقِيِّ
    جَرِّبْهُ مع الأحياء والموتى
    ودَرِّبْهُ على النُطْق الصحيح برفقة الغرباء
    واكتُبْهُ على إحدى صُخُور الكهف ،
    يا اسمي : سوف تكبَرُ حين أَكبَرُ
    سوف تحمِلُني وأَحملُكَ
    الغريبُ أَخُ الغريب
    سنأخُذُ الأُنثى بحرف العِلَّة المنذور للنايات
    يا اسمي: أَين نحن الآن ؟
    قل : ما الآن ، ما الغَدُ ؟
    ما الزمانُ وما المكانُ
    وما القديمُ وما الجديدُ ؟
    سنكون يوماً ما نريدُ

    لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى
    لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ
    كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ
    ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ،
    فلنذهب إلي أَعلى الجداريات :
    أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةُ ،
    كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي
    وأَنا البعيدُ
    أَنا البعيدُ

    في كُلِّ ريحٍ تَعْبَثُ امرأةٌ بشاعرها
    ـ خُذِ الجهةَ التي أَهديتني
    الجهةَ التي انكَسَرتْ ،
    وهاتِ أُنوثتي ،
    لم يَبْقَ لي إلاّ التَأمُّلُ في
    تجاعيد البُحَيْرَة . خُذْ غدي عنِّي
    وهاتِ الأمس ، واتركنا معاً
    لا شيءَ ، بعدَكَ ، سوف يرحَلُ
    أَو يَعُودُ

    ـ وخُذي القصيدةَ إن أَردتِ
    فليس لي فيها سواكِ
    خُذي (( أَنا )) كِ . سأُكْملُ المنفى
    بما تركَتْ يداكِ من الرسائل لليمامِ .
    فأيُّنا منا (( أَنا )) لأكون آخرَها ؟
    ستسقطُ نجمةٌ بين الكتابة والكلامِ
    وتَنْشُرُ الذكرى خواطرها : وُلِدْنا
    في زمان السيف والمزمار بين
    التين والصُبَّار . كان الموتُ أَبطأَ .
    كان أَوْضَح . كان هُدْنَةَ عابرين
    على مَصَبِّ النهر . أَما الآن ،
    فالزرُّ الإلكترونيُّ يعمل وَحْدَهُ . لا
    قاتلٌ يُصْغي إلي قتلى . ولا يتلو
    وصيَّتَهُ شهيدُ

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الخميس نوفمبر 27, 2008 11:58 pm

    من أَيِّ ريح جئتِ ؟
    قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ

    الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ !
    وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ، ويُرْجِعُني
    إلي زَمَنٍ خرافيّ . ويوجعني دمي
    والملحُ يوجعني … ويوجعني الوريدُ

    في الجرّة المكسورةِ انتحبتْ نساءُ
    الساحل السوريّ من طول المسافةِ ،
    واحترقْنَ بشمس آبَ . رأيتُهنَّ على
    طريق النبع قبل ولادتي . وسمعتُ
    صَوْتَ الماء في الفخّار يبكيهنّ :
    عُدْنَ إلي السحابة يرجعِ الزَمَنُ الرغيدُ

    قال الصدى :
    لاشيء يرجعُ غيرُ ماضي الأقوياء
    على مِسلاَّت المدى … [ ذهبيّةٌٌ آثارُهُمْ
    ذهبيّةٌٌ ] ورسائلِ الضعفاءِ للغَدِ ،
    أَعْطِنا خُبْزَ الكفاف ، وحاضراً أَقوى .
    فليس لنا التقمُّصُ والحُلُولُ ولا الخُلُودُ

    قال الصدى :
    وتعبتُ من أَملي العُضَال . تعبتُ
    من شَرَك الجماليّات : ماذا بعد
    بابلَ؟ كُلَّما اتَّضَحَ الطريقُ إلي
    السماء ، وأَسْفَرَ المجهولُ عن هَدَفٍ
    نهائيّ تَفَشَّى النثرُ في الصلوات ،
    وانكسر النشيدُ

    خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ عالية ٌ…
    تُطِلُّ عليَّ من بطحاء هاويتي …
    غريبٌ أَنتَ في معناك . يكفي أَن
    تكون هناك ، وحدك ، كي تصيرَ
    قبيلةً…
    غَنَّيْتُ كي أَزِنَ المدى المهدُورَ
    في وَجَع الحمامةِ ،
    لا لأَشْرَحَ ما يقولُ اللهُ للإنسان ،
    لَسْتُ أَنا النبيَّ لأَدَّعي وَحْياً
    وأُعْلِنَ أَنَّ هاويتي صُعُودُ

    وأَنا الغريب بكُلِّ ما أُوتيتُ من
    لُغَتي . ولو أخضعتُ عاطفتي بحرف
    الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ،
    وللكلمات وَهيَ بعيدةٌ أَرضٌ تُجاوِرُ
    كوكباً أَعلى . وللكلمات وَهيَ قريبةٌ
    منفى . ولا يكفي الكتابُ لكي أَقول :
    وجدتُ نفسي حاضراً مِلْءَ الغياب .
    وكُلَّما فَتَّشْتُ عن نفسي وجدتُ
    الآخرين . وكُلَّما فتَّشْتُ عَنْهُمْ لم
    أَجد فيهم سوى نَفسي الغريبةِ ،
    هل أَنا الفَرْدُ الحُشُودُ ؟

    وأَنا الغريبُ . تَعِبْتُ من ” درب الحليب ”
    إلي الحبيب . تعبتُ من صِفَتي .
    يَضيقُ الشَّكْلُ . يَتّسعُ الكلامُ . أُفيضُ
    عن حاجات مفردتي . وأَنْظُرُ نحو
    نفسي في المرايا :
    هل أَنا هُوَ ؟
    هل أُؤدِّي جَيِّداً دَوْرِي من الفصل
    الأخيرِ ؟
    وهل قرأتُ المسرحيَّةَ قبل هذا العرض ،
    أَم فُرِضَتْ عليَّ ؟
    وهل أَنا هُوَ من يؤدِّي الدَّوْرَ
    أَمْ أَنَّ الضحيَّة غَيَّرتْ أَقوالها
    لتعيش ما بعد الحداثة ، بعدما
    انْحَرَفَ المؤلّفُ عن سياق النصِّ
    وانصرَفَ المُمَثّلُ والشهودُ ؟

    وجلستُ خلف الباب أَنظُرُ :
    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:00 am

    هل أَنا هُوَ ؟
    هذه لُغَتي . وهذا الصوت وَخْزُ دمي

    ولكن المؤلِّف آخَرٌ…
    أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ
    أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ
    أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ :
    اكتُبْ تَكُنْ !
    واقرأْ تَجِدْ !
    وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ
    ضدَّاكَ في المعنى …
    وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ

    بَحَّارَةٌ حولي ، ولا ميناء
    أَفرغنى الهباءُ من الإشارةِ والعبارةِ ،
    لم أَجد وقتاً لأعرف أَين مَنْزِلَتي ،
    الهُنَيْهةَ ، بين مَنْزِلَتَيْنِ . لم أَسأل
    سؤالي ، بعد ، عن غَبَش التشابُهِ
    بين بابَيْنِ : الخروج أم الدخول …
    ولم أَجِدْ موتاً لأقْتَنِصَ الحياةَ .
    ولم أَجِدْ صوتاً لأَصرخَ : أَيُّها
    الزَمَنُ السريعُ ! خَطَفْتَني مما تقولُ
    لي الحروفُ الغامضاتُ :
    ألواقعيُّ هو الخياليُّ الأَكيدُ

    يا أيها الزَمَنُ الذي لم ينتظِرْ …
    لم يَنْتَظِرْ أَحداً تأخَّر عن ولادتِهِ ،
    دَعِ الماضي جديداً ، فَهْوَ ذكراكَ
    الوحيدةُ بيننا ، أيَّامَ كنا أَصدقاءك ،
    لا ضحايا مركباتك . واترُكِ الماضي
    كما هُوَ ، لا يُقَادُ ولا يَقُودُ

    ورأيتُ ما يتذكَّرُ الموتى وما ينسون …
    هُمْ لا يكبرون ويقرأون الوَقْتَ في
    ساعات أيديهمْ . وَهُمْ لا يشعرون
    بموتنا أَبداً ولا بحياتهِمْ . لا شيءَ
    ممَّا كُنْتُ أو سأكونُ . تنحلُّ الضمائرُ
    كُلُّها . ” هو ” في ” أنا ” في ” أَنت ” .
    لا كُلٌّ ولا جُزْءٌ . ولا حيٌّ يقول
    لميِّتٍ : كُنِّي !

    .. وتنحلُّ العناصرُ والمشاعرُ . لا
    أَرى جَسَدي هُنَاكَ ، ولا أُحسُّ
    بعنفوان الموت ، أَو بحياتيَ الأُولى .
    كأنِّي لَسْتُ منّي . مَنْ أَنا ؟ أَأَنا
    الفقيدُ أَم الوليدُ ؟

    الوقْتُ صِفْرٌ . لم أُفكِّر بالولادة
    حين طار الموتُ بي نحو السديم ،
    فلم أكُن حَيّاً ولا مَيْتاً،
    ولا عَدَمٌ هناك ، ولا وُجُودُ

    تقولُ مُمَرِّضتي : أَنتَ أَحسَنُ حالا ً.
    وتحقُنُني بالمُخَدِّر : كُنْ هادئاً
    وجديراً بما سوف تحلُمُ
    عما قليل …

    رأيتُ طبيبي الفرنسيَّ
    يفتح زنزانتي
    ويضربني بالعصا
    يُعَاونُهُ اثنانِ من شُرْطة الضاحيةْ

    رأيتُ أَبي عائداً
    من الحجِّ ، مُغمىً عليه
    مُصَاباً بضربة شمسٍ حجازيّة
    يقول لرفِّ ملائكةٍ حَوْلَهُ :
    أَطفئوني ! …

    رأيتُ شباباً مغاربةً
    يلعبون الكُرَةْ
    ويرمونني بالحجارة : عُدْ بالعبارةِ
    واترُكْ لنا أُمَّنا
    يا أَبانا الذي أخطَأَ المقبرةْ !
    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:02 am

    رأيت ” ريني شار ”
    يجلس مع ” هيدغر ”
    على بُعْدِ مترين منِّي ،
    رأيتهما يشربان النبيذَ
    ولا يبحثان عن الشعر …
    كان الحوار شُعَاعاً
    وكان غدٌ عابرٌ ينتظرْ

    رأيتُ رفاقي الثلاثَةَ ينتحبونَ
    وَهُمْ
    يَخيطونَ لي كَفَناً
    بخُيوطِ الذَّهَبْ

    رأيت المعريَّ يطرد نُقَّادَهُ
    من قصيدتِهِ :
    لستُ أَعمى
    لأُبْصِرَ ما تبصرونْ ،
    فإنَّ البصيرةَ نورٌ يؤدِّي
    إلي عَدَمٍ …. أَو جُنُونْ

    رأيتُ بلاداً تعانقُني
    بأَيدٍ صَبَاحيّة : كُنْ
    جديراً برائحة الخبز . كُنْ
    لائقا ًبزهور الرصيفْ
    فما زال تَنُّورُ أُمِّكَ
    مشتعلاً ،
    والتحيَّةُ ساخنةً كالرغيفْ !

    خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ . نهرٌ واحدٌ يكفي
    لأهمس للفراشة : آهِ ، يا أُختي ، ونَهْرٌ واحدٌ يكفي لإغواءِ
    الأساطير القديمة بالبقاء على جناح الصَّقْر ، وَهْوَ يُبَدِّلُ
    الراياتِ والقممَ البعيدةَ ، حيث أَنشأتِ الجيوشُ ممالِكَ
    النسيان لي . لا شَعْبَ أَصْغَرُ من قصيدته . ولكنَّ السلاحَ
    يُوَسِّعُ الكلمات للموتى وللأحياء فيها ، والحُرُوفَ تُلَمِّعُ
    السيفَ المُعَلَّقَ في حزام الفجر ، والصحراء تنقُصُ
    بالأغاني ، أَو تزيدُ

    لا عُمْرَ يكفي كي أَشُدَّ نهايتي لبدايتي
    أَخَذَ الرُّعَاةُ حكايتي وتَوَغَّلُوا في العشب فوق مفاتن
    الأنقاض ، وانتصروا على النسيان بالأَبواق والسَّجَع
    المشاع ، وأَورثوني بُحَّةَ الذكرى على حَجَرِ الوداع ، ولم
    يعودوا …

    رَعَويَّةٌ أَيَّامنا رَعَويَّةٌ بين القبيلة والمدينة ، لم أَجد لَيْلاً
    خُصُوصِيّاً لهودجِكِ المُكَلَّلِ بالسراب ، وقلتِ لي :
    ما حاجتي لاسمي بدونكَ ؟ نادني ، فأنا خلقتُكَ
    عندما سَمَّيْتَني ، وقتلتَني حين امتلكتَ الاسمَ …
    كيف قتلتَني ؟ وأَنا غريبةُ كُلِّ هذا الليل ، أَدْخِلْني
    إلي غابات شهوتك ، احتضنِّي واعْتَصِرْني ،
    واسفُك العَسَلَ الزفافيَّ النقيَّ على قفير النحل .
    بعثرني بما ملكتْ يداك من الرياح ولُمَّني .
    فالليل يُسْلِمُ روحَهُ لك يا غريبُ ، ولن تراني نجمةٌ
    إلاّ وتعرف أَنَّ عائلتي ستقتلني بماء اللازوردِ ،
    فهاتِني ليكونَ لي ـ وأَنا أُحطِّمُ جَرَّتي بيديَّ ـ
    حاضِريَ السعيدُ

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:03 am

    ـ هل قُلْتَ لي شيئاً يُغَيِّر لي سبيلي ؟
    ـ لم أَقُلْ . كانت حياتي خارجي
    أَنا مَنْ يُحَدِّثُ نفسَهُ :
    وَقَعَتْ مُعَلَّقتي الأَخيرةُ عن نخيلي
    وأَنا المُسَافِرُ داخلي
    وأَنا المُحَاصَرُ بالثنائياتِ ،
    لكنَّ الحياة جديرَةٌ بغموضها
    وبطائرِ الدوريِّ …
    لم أُولَدْ لأَعرفَ أَنني سأموتُ ، بل لأُحبَّ محتوياتِ ظلِّ
    اللهِ
    يأخُذُني الجمالُ إلي الجميلِ
    وأُحبُّ حُبَّك ، هكذا متحرراً من ذاتِهِ وصفاتِهِ
    وأِنا بديلي …

    أَنا من يُحَدِّثُ نَفْسَهُ :
    مِنْ أَصغر الأشياءِ تُولَدُ أكبرُ الأفكار
    والإيقاعُ لا يأتي من الكلمات ،
    بل مِنْ وحدة الجَسَدَيْنِ
    في ليلٍ طويلٍ …

    أَنا مَنْ يحدِّثُ نَفْسَهُ
    ويروِّضُ الذكرى … أَأَنتِ أَنا ؟
    وثالثُنا يرفرف بيننا ” لا تَنْسَيَاني دائماً ”
    يا مَوْتَنا ! خُذْنَا إليكَ على طريقتنا ، فقد نتعلَّمُ الإشراق …
    لا شَمْسٌ ولا قَمَرٌ عليَّ
    تركتُ ظلِّي عالقاً بغصون عَوْسَجَةٍ
    فخفَّ بِيَ المكانُ
    وطار بي روحي الشَّرُودُ

    أَنا مَنْ يحدِّثُ نفسَهُ :
    يا بنتُ : ما فَعَلَتْ بكِ الأشواقُ ؟
    إن الريح تصقُلُنا وتحملنا كرائحة الخريفِ ،
    نضجتِ يا امرأتي على عُكَّازَتيَّ ،
    بوسعك الآن الذهابُ على ” طريق دمشق ”
    واثقةً من الرؤيا . مَلاَكٌ حارسٌ
    وحمامتان ترفرفان على بقيَّة عمرنا ، والأرض عيدُ …

    الأرض عيدُ الخاسرين [ ونحن منهُمْ ]
    نحن من أَثَرِ النشيد الملحميِّ على المكان ، كريشةِ النَّسْرِ
    العجوز خيامُنا في الريح . كُنَّا طيِّبين وزاهدين بلا تعاليم
    المسيح . ولم نكُنْ أَقوى من الأعشابِ إلاّ في ختام
    الصَيْفِ ،
    أَنتِ حقيقتي ، وأَنا سؤالُكِ
    لم نَرِثْ شيئاً سوى اسْميْنَا
    وأَنتِ حديقتي ، وأَنا ظلالُكِ
    عند مفترق النشيد الملحميِّ …
    ولم نشارك في تدابير الإلهات اللواتي كُنَّ يبدأن النشيد
    بسحرهنَّ وكيدهنَّ . وكُنَّ يَحْمِلْنَ المكانَ على قُرُون
    الوعل من زَمَنِ المكان إلي زمان آخرٍ …

    كنا طبيعيِّين لو كانت نجومُ سمائنا أَعلى قليلاً من
    حجارة بئرنا ، والأَنبياءُ أَقلَّ إلحاحاً ، فلم يسمع مدائحَنا
    الجُنُودُ …
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:05 am

    خضراءُ ، أرضُ قصيدتي خضراءُ
    يحملُها الغنائيّون من زَمَنٍ إلي زَمَنٍ كما هِيَ في
    خُصُوبتها .
    ولي منها : تأمُّلُ نَرْجسٍ في ماء صُورَتِهِ
    ولي منها وُضُوحُ الظلِّ في المترادفات
    ودقَّةُ المعنى …
    ولي منها : التَّشَابُهُ في كلام الأَنبياءِ
    على سُطُوح الليلِ
    لي منها : حمارُ الحكمةِ المنسيُّ فوق التلِّ
    يسخَرُ من خُرافتها وواقعها …
    ولي منها : احتقانُ الرمز بالأضدادِ
    لا التجسيدُ يُرجِعُها من الذكرى
    ولا التجريدُ يرفَعُها إلي الإشراقة الكبرى
    ولي منها : ” أَنا ” الأُخرى
    تُدَوِّنُ في مُفَكِّرَة الغنائيِّين يوميَّاتها :
    (( إن كان هذا الحُلْمُ لا يكفي
    فلي سَهَرٌ بطوليٌّ على بوابة المنفى … ))
    ولي منها : صَدَى لُغتي على الجدران
    يكشِطُ مِلْحَهَا البحريَّ
    حين يخونني قَلْبٌ لَدُودُ …

    أَعلى من الأَغوار كانت حكمتي
    إذ قلتُ للشيطان : لا . لا تَمْتَحِنِّي !
    لا تَضَعْني في الثُّنَائيّات ، واتركني
    كما أَنا زاهداً برواية العهد القديم
    وصاعداً نحو السماء ، هُنَاكَ مملكتي
    خُذِ التاريخَ ، يا ابنَ أَبي ، خُذِ
    التاريخَ … واصنَعْ بالغرائز ما تريدُ

    وَلِيَ السكينةُ . حَبَّةُ القمح الصغيرةُ
    سوف تكفينا ، أَنا وأَخي العَدُوّ ،
    فساعتي لم تَأْتِ بَعْدُ . ولم يَحِنْ
    وقتُ الحصاد . عليَّ أَن أَلِجَ الغيابَ
    وأَن أُصدِّقَ أوَّلاً قلبي وأتبعَهُ إلي
    قانا الجليل . وساعتي لم تأتِ بَعْدُ .
    لَعَلَّ شيئاً فيَّ ينبُذُني . لعلِّي واحدٌ
    غيري . فلم تنضج كُرومُ التين حول
    ملابس الفتيات بَعْدُ . ولم تَلِدْني
    ريشةُ العنقاء . لا أَحَدٌ هنالك
    في انتظاري . جئْتُ قبل ، وجئتُ
    بعد ، فلم أَجد أحداً يُصَدِّق ما
    أرى . أنا مَنْ رأى . وأَنا البعيدُ
    أَنا البعيدُ

    مَنْ أَنتَ ، يا أَنا ؟ في الطريقِ
    اثنانِ نَحْنُ ، وفي القيامة واحدٌ .
    خُذْني إلي ضوء التلاشي كي أَرى
    صَيْرُورتي في صُورَتي الأُخرى . فَمَنْ
    سأكون بعدَكَ ، يا أَنا ؟ جَسَدي
    ورائي أم أَمامَكَ ؟ مَنْ أَنا يا
    أَنت ؟ كَوِّنِّي كما كَوَّنْتُكَ ، ادْهَنِّي
    بزيت اللوز ، كَلِّلني بتاج الأرز .
    واحملني من الوادي إلي أَبديّةٍ
    بيضاءَ . عَلِّمني الحياةَ على طريقتِكَ ،
    اختَبِرْني ذَرَّةً في العالم العُلْوِيِّ .
    ساعِدْني على ضَجَر الخلود ، وكُنْ
    رحيماً حين تجرحني وتبزغ من
    شراييني الورودُ …
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:07 am

    لم تـأت سـاعـتُنا . فـلا رُسُـلٌ يَـقِـيـسُـونَ
    الزمانَ بقبضة العشب الأخير . هل استدار ؟ ولا ملائكةٌ
    يزورون المكانَ ليتركَ الشعراءُ ماضِيَهُمْ على الشَّفَق
    الجميل ، ويفتحوا غَدَهُمْ بأيديهمْ .
    فغنِّي يا إلهتيَ الأثيرةَ ، يا عناةُ ،
    قصيدتي الأُولى عن التكوين ثانيةً …
    فقد يجدُ الرُّوَاةُ شهادةَ الميلاد
    للصفصاف في حَجَرٍ خريفيّ . وقد يجدُ
    الرعاةُ البئرَ في أَعماق أُغنية . وقد
    تأتي الحياةُ فجاءةً للعازفين عن
    المعاني من جناح فراشةٍ عَلِقَتْ
    بقافيةٍ ، فغنِّي يا إلهتيَ الأَثيرةَ
    يا عناةُ ، أَنا الطريدةُ والسهامُ ،
    أَنا الكلامُ . أَنا المؤبِّنُ والمؤذِّنُ
    والشهيدُ

    ما قلتُ للطَّلَلِ : الوداع . فلم أَكُنْ
    ما كُنْتُ إلاّ مَرَّةً . ما كُنْتُ إلاّ
    مرَّةً تكفي لأَعرف كيف ينكسرُ الزمانُ
    كخيمة البدويِّ في ريح الشمال ،
    وكيف يَنْفَطِرُ المكانُ ويرتدي الماضي
    نُثَارَ المعبد المهجور . يُشبهُني كثيراً
    كُلُّ ما حولي ، ولم أُشْبِهْ هنا
    شيئاً . كأنَّ الأرض ضَيِّقَةٌ على
    المرضى الغنائيِّين ، أَحفادِ الشياطين
    المساكين المجانين الذين إذا رأوا
    حُلْماً جميلاً لَقَّنُوا الببغاءَ شِعْر
    الحب ، وانفتَحتْ أَمامَهُمُ الحُدُودُ …

    وأُريدُ أُن أُحيا …
    فلي عَمَلٌ على ظهر السفينة . لا
    لأُنقذ طائراً من جوعنا أَو من
    دُوَارِ البحر ، بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ
    عن كَثَبٍ : وماذا بعد ؟ ماذا
    يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟
    هل يُعيدونَ الحكايةَ ؟ ما البدايةُ ؟
    ما النهايةُ ؟ لم يعد أَحَدٌ من
    الموتى ليخبرنا الحقيقة … /
    أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض ،
    انتظرني في بلادِكَ ، ريثما أُنهي
    حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي
    قرب خيمتكَ ، انتظِرْني ريثما أُنهي
    قراءةَ طَرْفَةَ بنِ العَبْد . يُغْريني
    الوجوديّون باستنزاف كُلِّ هُنَيْهَةٍ
    حريةً ، وعدالةً ، ونبيذَ آلهةٍ … /
    فيا مَوْتُ ! انتظرني ريثما أُنهي
    تدابيرَ الجنازة في الربيع الهَشّ ،
    حيث وُلدتُ ، حيث سأمنع الخطباء
    من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين
    وعن صُمُود التينِ والزيتونِ في وجه
    الزمان وجيشِهِ . سأقول : صُبُّوني
    بحرف النون ، حيث تَعُبُّ روحي
    سورةُ الرحمن في القرآن . وامشوا
    صامتين معي على خطوات أَجدادي
    ووقع الناي في أَزلي . ولا
    تَضَعُوا على قبري البنفسجَ ، فَهْوَ
    زَهْرُ المُحْبَطين يُذَكِّرُ الموتى بموت
    الحُبِّ قبل أَوانِهِ . وَضَعُوا على
    التابوتِ سَبْعَ سنابلٍ خضراءَ إنْ
    وُجِدَتْ ، وبَعْضَ شقائقِ النُعْمانِ إنْ
    وُجِدَتْ . وإلاّ ، فاتركوا وَرْدَ
    الكنائس للكنائس والعرائس /
    أَيُّها الموت انتظر ! حتى أُعِدَّ
    حقيبتي : فرشاةَ أسناني ، وصابوني
    وماكنة الحلاقةِ ، والكولونيا ، والثيابَ .
    هل المناخُ هُنَاكَ مُعْتَدِلٌ ؟ وهل
    تتبدَّلُ الأحوالُ في الأبدية البيضاء ،
    أم تبقى كما هِي في الخريف وفي
    الشتاء ؟ وهل كتابٌ واحدٌ يكفي
    لِتَسْلِيَتي مع اللاَّ وقتِ ، أمْ أَحتاجُ
    مكتبةً ؟ وما لُغَةُ الحديث هناك ،
    دارجةٌ لكُلِّ الناس أَم عربيّةٌ
    فُصْحى/

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:10 am

    .. ويا مَوْتُ انتظرْ ، يا موتُ ،
    حتى أستعيدَ صفاءَ ذِهْني في الربيع
    وصحّتي ، لتكون صيَّاداً شريفاً لا
    يَصيدُ الظَّبْيَ قرب النبع . فلتكنِ العلاقةُ
    بيننا وُدّيَّةً وصريحةً : لَكَ أنَتَ
    مالَكَ من حياتي حين أَملأُها ..
    ولي منك التأمُّلُ في الكواكب :
    لم يَمُتْ أَحَدٌ تماماً ، تلك أَرواحٌ
    تغيِّر شَكْلَها ومُقَامَها /
    يا موت ! يا ظلِّي الذي
    سيقودُني ، يا ثالثَ الاثنين ، يا
    لَوْنَ التردُّد في الزُمُرُّد والزَّبَرْجَدِ ،
    يا دَمَ الطاووس ، يا قَنَّاصَ قلب
    الذئب ، يا مَرَض الخيال ! اجلسْ
    على الكرسيّ ! ضَعْ أَدواتِ صيدكَ
    تحت نافذتي . وعلِّقْ فوق باب البيت
    سلسلةَ المفاتيح الثقيلةَ ! لا تُحَدِّقْ
    يا قويُّ إلي شراييني لترصُدَ نُقْطَةَ
    الضعف الأَخيرةَ . أَنتَ أَقوى من
    نظام الطبّ . أَقوى من جهاز
    تَنَفُّسي . أَقوى من العَسَلِ القويّ ،
    ولَسْتَ محتاجاً ـ لتقتلني ـ إلي مَرَضي .
    فكُنْ أَسْمَى من الحشرات . كُنْ مَنْ
    أَنتَ ، شفَّافاً بريداً واضحاً للغيب .
    كن كالحُبِّ عاصفةً على شجر ، ولا
    تجلس على العتبات كالشحَّاذ أو جابي
    الضرائبِ . لا تكن شُرطيّ سَيْرٍ في
    الشوارع . كن قويّاً ، ناصعَ الفولاذ ، واخلَعْ عنك أَقنعةَ
    الثعالب . كُنْ
    فروسياً ، بهياً ، كامل الضربات . قُلْ
    ما شئْتَ : (( من معنى إلي معنى
    أَجيءُ . هِيَ الحياةُ سُيُولَةٌ ، وأَنا
    أكثِّفُها ، أُعرِّفُها بسُلْطاني وميزاني )) .. /
    ويا مَوْتُ انتظرْ ، واجلس على
    الكرسيّ . خُذْ كأسَ النبيذ ، ولا
    تفاوِضْني ، فمثلُكَ لا يُفاوِضُ أَيَّ
    إنسانٍ ، ومثلي لا يعارضُ خادمَ
    الغيبِ . استرح … فَلَرُبَّما أُنْهِكْتَ هذا
    اليوم من حرب النجوم . فمن أَنا
    لتزورني ؟ أَلَدَيْكَ وَقْتٌ لاختبار
    قصيدتي . لا . ليس هذا الشأنُ
    شأنَكَ . أَنت مسئول عن الطينيِّ في
    البشريِّ ، لا عن فِعْلِهِ أو قَوْلِهِ /
    هَزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها .
    هزمتك يا موتُ الأغاني في بلاد
    الرافدين . مِسَلَّةُ المصريّ ، مقبرةُ الفراعنةِ ،
    النقوشُ على حجارة معبدٍ هَزَمَتْكَ
    وانتصرتْ ، وأِفْلَتَ من كمائنك
    الخُلُودُ …
    فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:12 am

    وأَنا أُريدُ أريدُ أَن أَحيا
    فلي عَمَلٌ على جغرافيا البركان
    من أَيام لوط إلي قيامة هيروشيما
    واليبابُ هو اليبابُ كأنني أَحيا
    هنا أَبداً وبي شَبَقٌ إلي ما لست
    أَعرف قد يكون الآن أَبعَدَ
    قد يكونُ الأمس أَقربَ والغَدُ الماضي
    ولكني أَشدُّ الآن من يَدِهِ ليعبُرَ
    قربيَ التاريخُ لا الزَّمَنُ المُدَوَّرُ
    مثل فوضى الماعز الجبليِّ هل
    أنجو غداً من سرعة الوقت الإلكترونيّ
    أَم أَنجو غداً من بُطْء قافلتي
    على الصحراء؟ لي عَمَلٌ لآخرتي
    كأني لن أَعيش غداً ولي عَمَلٌ ليومٍ
    حاضرٍ أَبداً لذا أُصغي على مَهَلٍ
    على مَهَل لصوت النمل في قلبي
    أعينوني على جَلَدي وأَسمع صَرْخَةَ
    الحَجَر الأسيرةَ حَرِّروا جسدي وأُبصرُ
    في الكمنجة هجرةَ الأشواق من بَلَدٍ
    تُرَابيّ إلي بَلَدٍ سماويّ وأَقبضُ في
    يد الأُنثى على أَبَدِي الأليفِ خُلِقتُ
    ثم عَشِقْتُ ثم زهقت ثم أَفقتُ
    في عُشْبٍ على قبري يدلُّ عليَّ من
    حينٍ إلي حينٍ فما نَفْعُ الربيع
    السمح إن لم يُؤْنِس الموتى ويُكْمِلْ
    بعدهُمْ فَرَحَ الحياةِ ونَضْرةَ النسيان؟
    تلك طريقةٌ في فكِّ لغز الشعرِ
    شعري العاطفيّ على الأَقلِّ وما
    المنامُ سوى طريقنا الوحيدة في الكلام
    وأَيُّها الموتُ التَبِسْ واجلسْ
    على بلَّوْرِ أَيامي كأنَّكَ واحدٌ من
    أَصدقائي الدائمين كأنَّكَ المنفيُّ بين
    الكائنات ووحدك المنفيُّ لا تحيا
    حياتَكَ ما حياتُكَ غير موتي لا
    تعيش ولا تموت وتخطف الأطفالَ
    من عَطَشِ الحليب إلي الحليب ولم
    تكن طفلاً تهزُّ له الحساسينُ السريرَ
    ولم يداعِبْكَ الملائكةُ الصغارُ ولا
    قُرونُ الأيِّل الساهي كما فَعَلَتْ لنا
    نحن الضيوفَ على الفراشة وحدك
    المنفيُّ يا مسكين لا امرأةٌ تَضُمُّك
    بين نهديها ولا امرأةٌ تقاسِمُك
    الحنين إلي اقتصاد الليل باللفظ الإباحيِّ
    المرادفِ لاختلاط الأرض فينا بالسماءِ
    ولم تَلِدْ وَلَداً يجيئك ضارعاً:أَبتي
    أُحبُّكَ وحدك المنفيُّ يا مَلِكَ
    الملوك ولا مديحَ لصولجانكَ لا
    صُقُورَ على حصانك لا لآلئَ حول
    تاجك أَيُّها العاري من الرايات
    والبُوق المُقَدَّسِ!كيف تمشي هكذا
    من دون حُرَّاسٍ وجَوْقَةِ منشدين
    كَمِشْيَة اللصِّ الجبان وأَنتَ مَنْ
    أَنتَ المُعَظَّمُ عاهلُ الموتى القويُّ
    وقائدُ الجيش الأَشوريِّ العنيدُ
    فاصنع بنا واصنع بنفسك ما تريدُ


    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:14 am

    وأَنا أُريدُ أُريد أَن أَحيا وأَن
    أَنساك أَن أَنسى علاقتنا الطويلة

    لا لشيءٍ بل لأَقرأ ما تُدَوِّنُهُ
    السماواتُ البعيدةُ من رسائلَ كُلَّما
    أَعددتُ نفسي لانتظار قدومِكَ
    ازددتَ ابتعاداً كلما قلتُ ابتعدْ
    عني لأُكمل دَوْرَةَ الجَسَدَيْنِ في جَسَدٍ
    يفيضُ ظهرتَ ما بيني وبيني
    ساخراً ” لا تَنْسَ مَوْعِدَنا ”
    متى؟في ذِرْوَة النسيان
    حين تُصَدِّقُ الدنيا وتعبُدُ خاشعاً
    خَشَبَ الهياكل والرسومَ على جدار الكهف
    حيث تقول” آثاري أَنا وأَنا ابنُ نفسي” أَين موعدُنا ؟
    أَتأذن لي بأن أَختار مقهىً عند
    باب البحر؟ـ لا لا تَقْتَرِبْ
    يا ابنَ الخطيئة يا ابن آدمَ من
    حدود الله!لم تُولَدْ لتسأل بل
    لتعمل ـ كُن صديقاً طَيِّباً يا
    موت!كُنْ معنىً ثقافياً لأُدرك
    كُنْهَ حكمتِكَ الخبيئةِ!رُبَّما أَسْرَعْتَ
    في تعليم قابيلَ الرمايةَ رُبَّما
    أَبطأتَ في تدريب أَيُّوبٍ على
    الصبر الطويل وربما أَسْرَجْتَ لي
    فَرَسا ًلتقتُلَني على فَرَسي . كأني
    عندما أَتذكَّرُ النسيانَ تُنقِذُ حاضري
    لُغَتي . كأني حاضرٌ أَبداً . كأني
    طائر أَبداً . كأني مُذْ عرفتُكَ
    أَدمنتْ لُغَتي هَشَاشَتَها على عرباتك
    البيضاءِ ، أَعلى من غيوم النوم ،
    أَعلى عندما يتحرَّرُ الإحساس من عبء
    العناصر كُلّها . فأنا وأَنتَ على طريق
    الله صوفيَّانِ محكومان بالرؤيا ولا يَرَيَان /
    عُدْ يا مَوْتُ وحدَكَ سالماً ،
    فأنا طليق هاهنا في لا هنا
    أو لا هناك . وَعُدْ إلي منفاك
    وحدك . عُدْ إلي أدوات صيدك ،
    وانتظرني عند باب البحر . هَيِّئ لي
    نبيذاً أَحمراً للاحتفال بعودتي لِعِيادَةِ
    الأرض المريضة . لا تكن فظّا ًغليظ
    القلب ! لن آتي لأَسخر منك ، أَو
    أَمشي على ماء البُحَيْرَة في شمال
    الروح . لكنِّي ـ وقد أَغويتَني ـ أَهملتُ
    خاتمةَ القصيدةِ : لم أَزفَّ إلي أَبي
    أُمِّي على فَرَسي . تركتُ الباب مفتوحاً
    لأندلُسِ الغنائيِّين ، واخترتُ الوقوفَ
    على سياج اللوز والرُمَّان ، أَنفُضُ
    عن عباءة جدِّيَ العالي خُيُوطَ
    العنكبوت . وكان جَيْشٌ أَجنبيٌّ يعبر
    الطُرُقَ القديمةَ ذاتها ، ويَقِيسُ أَبعادَ
    الزمان بآلة الحرب القديمة ذاتها /

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:24 am

    يا موت ، هل هذا هو التاريخُ ،
    صِنْوُكَ أَو عَدُوُّك ، صاعداً ما بين
    هاويتين ؟ قد تبني الحمامة عُشَّها
    وتبيضُ في خُوَذ الحديد . وربما ينمو
    نباتُ الشِّيحِ في عَجَلاتِ مَرْكَبَةٍ مُحَطَّمةٍ .
    فماذا يفعل التاريخُ ، صنوُكَ أو عَدُوُّكَ ،
    بالطبيعة عندما تتزوَّجُ الأرض السماءُ
    وتذرفُ المَطَرَ المُقَدَّسَ ؟ /

    أَيها الموت ، انتظرني عند باب
    البحر في مقهى الرومانسيِّين . لم
    أَرجِعْ وقد طاشَتْ سهامُكَ مَرَّةً
    إلاّ لأُودِعَ داخلي في خارجي ،
    وأُوزِّعَ القمح الذي امتلأتْ به رُوحي
    على الشحرور حطَّ على يديَّ وكاهلي ،
    وأُودِّعَ الأرض التي تمتصُّني ملحاً ، وتنثرني
    حشيشاً للحصان وللغزالة . فانتظرني
    ريثما أُنهي زيارتي القصيرة للمكان وللزمان ،
    ولا تُصَدِّقْني أَعودُ ولا أَعودُ
    وأَقول : شكراً للحياة !
    ولم أكن حَيّاً ولا مَيْتاً
    ووحدك ، كنتَ وحدك ، يا وحيدُ !

    تقولُ مُمَرِّضتي : كُنْتَ تهذي
    كثيراً ، وتصرخُ : يا قلبُ !
    يا قَلْبُ ! خُذْني
    إلي دَوْرَة الماءِ /

    ما قيمةُ الروح إن كان جسمي
    مريضاً ، ولا يستطيعُ القيامَ
    بواجبه الأوليِّ ؟
    فيا قلبُ ، يا قلبُ أَرجعْ خُطَايَ
    إليَّ ، لأَمشي إلي دورة الماء
    وحدي !

    نسيتُ ذراعيَّ ، ساقيَّ ، والركبتين
    وتُفَّاحةَ الجاذبيَّةْ
    نسيتُ وظيفةَ قلبي
    وبستانَ حوَّاءَ في أَوَّل الأبديَّةْ
    نسيتُ وظيفةَ عضوي الصغير
    نسيتُ التنفُّسَ من رئتيّ .
    نسيتُ الكلام
    أَخاف على لغتي
    فاتركوا كُلَّّ شيء على حالِهِ
    وأَعيدوا الحياة إلي لُغَتي !..

    تقول مُمَرِّضتي : كُنْتَ تهذي
    كثيراً ، وتصرخ بي قائلا ً:
    لا أُريدُ الرجوعَ إلي أَحَدِ
    لا أُريدُ الرجوعَ إلي بلدِ
    بعد هذا الغياب ألطويل
    أُريدُ الرجوعَ فَقَطْ
    إلي لغتي في أقاصي الهديل

    تقولُ مُمَرِّضتي :
    كُنْتَ تهذي طويلا ً، وتسألني :
    هل الموتُ ما تفعلين بي الآنَ
    أَم هُوَ مَوْتُ اللُغَةْ ؟

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:25 am

    خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةٌ
    على مَهَلٍ أُدوِّنُها ، على مَهَلٍ ، على
    وزن النوارس في كتاب الماءِ . أَكتُبُها
    وأُورِثُها لمنْ يتساءلون : لمنْ نُغَنِّي
    حين تنتشرُ المُلُوحَةُ في الندى ؟
    خضراءُ ، أكتُبُها على نَثْرِ السنابل في
    كتاب الحقلِ ، قَوَّسَها امتلاءٌ شاحبٌ
    فيها وفيَّ . وكُلَّما صادَقْتُ أَو
    آخَيْتُ سُنْبُلةً تَعَلَّمْتُ البقاءَ من
    الفَنَاء وضدَّه : (( أَنا حَبَّةُ القمح
    التي ماتت لكي تَخْضَرَّ ثانيةً . وفي
    موتي حياةٌ ما ))

    كأني لا كأنّي
    لم يمت أَحَدٌ هناك نيابةً عني .
    فماذا يحفظُ الموتى من الكلمات غيرَ
    الشُّكْرِ : ” إنَّ الله يرحَمُنا ”
    ويُؤْنِسُني تذكُّرُ ما نَسِيتُ مِنَ
    البلاغة : ” لم أَلِدْ وَلَدا ًليحمل مَوْتَ
    والِدِهِ ”
    وآثَرْتُ الزواجَ الحُرَّ بين المُفْرَدات
    سَتَعْثُرُ الأُنثى على الذَّّكَر المُلائِمِ
    في جُنُوح الشعر نحو النثر
    سوف تشُّبُّ أَعضائي على جُمَّيزَةٍ ،
    ويصُبُّ قلبي ماءَهُ الأرضيَّ في
    أَحَدِ الكواكب ..مَنْ أَنا في الموت
    بعدي ؟ مَنْ أَنا في الموت قبلي
    قال طيفٌ هامشيٌّ : ( كان أوزيريسُ
    مثْلَكَ ، كان مثلي . وابنُ مَرْيَمَ
    كان مثلَكَ ، كان مثلي. بَيْدَ أَنَّ
    الجُرْحَ في الوقت المناسب يُوجِعُ
    العَدَمَ المريضَ ، ويَرْفَعُ الموتَ المؤقَّّتَ
    فكرةً )
    من أَين تأتي الشاعريَّةُ ؟ من
    ذكاء القلب ، أَمْ من فِطْرة الإحساس
    بالمجهول ؟ أَمْ من وردةٍ حمراءَ
    في الصحراء ؟ لا الشخصيُّ شخصيُّ
    ولا الكونيُّ كونيٌّ

    كأني لا كأني/
    كلما أَصغيتُ للقلب امتلأتُ
    بما يقول الغَيْبُ ، وارتفعتْ بِيَ
    الأشجارُ . من حُلْم إلي حُلْمٍ
    أَطيرُ وليس لي هَدَفٌ أَخيرٌ
    كُنْتُ أُولَدُ منذ آلاف السنين
    الشاعريَّةِ في ظلامٍ أَبيض الكتّان
    لم أَعرف تماماً مَنْ أَنا فينا ومن
    حُلْمي . أَنا حُلْمي
    كأني لا كأني
    لم تَكُنْ لُغَتي تُودِّعُ نَبْرها الرعويَّ
    إلاّ في الرحيل إلي الشمال كلابُنا
    هَدَأَتْ . وماعِزُنا توشَّح بالضباب على
    التلال . وشجَّ سَهْمٌ طائش وَجْهَ
    اليقين . تعبتُ من لغتي تقول ولا
    تقولُ على ظهور الخيل ماذا يصنعُ
    الماضي بأيَّامِ امرئ القيس المُوَزَّعِ
    بين قافيةٍ وقَيْصَرَ/
    كُلَّما يَمَّمْتُ وجهي شَطْرَ آلهتي
    هنالك ، في بلاد الأرجوان أَضاءني
    قَمَرٌ تُطَوِّقُهُ عناةُ ، عناةُ سيِّدَةُ
    الكِنايةِ في الحكايةِ لم تكن تبكي على
    أَحَدِ ، ولكنْ من مَفَاتِنِها بَكَتْ :
    هَلْ كُلُّ هذا السحرِ لي وحدي
    أَما من شاعرٍ عندي
    يُقَاسِمُني فَرَاغَ التَخْتِ في مجدي ؟
    ويقطفُ من سياج أُنوثتي
    ما فاض من وردي ؟
    أَما من شاعر يُغْوي
    حليبَ الليل في نهدي ؟
    أَنا الأولى
    أَنا الأخرى
    وحدِّي زاد عن حدِّي
    وبعدي تركُضُ الغِزلانُ في الكلمات
    لا قبلي..ولا بعدي

    يتبع/
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:26 am

    سأحلُمُ،لا لأُصْلِحَ مركباتِ الريحِ
    أَو عَطَباً أَصابَ الروحَ
    فالأسطورةُ اتَّخَذَتْ مكانَتَها/المكيدةَ
    في سياق الواقعيّ وليس في وُسْعِ القصيدة
    أَن تُغَيِّرَ ماضياً يمضي ولا يمضي
    ولا أَنْ تُوقِفَ الزلزالَ
    لكني سأحلُمُ
    رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي كما أَنا
    واحداً من أَهل هذا البحر
    كفَّ عن السؤال الصعب :( مَنْ أَنا؟
    هاهنا ؟ أَأَنا ابنُ أُمي ؟)
    لا تساوِرُني الشكوكُ ولا يحاصرني
    الرعاةُ أو الملوكُ.وحاضري كغدي معي
    ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ:كُلَّما حَكَّ
    السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ:فَكَّ الحُلْمُ
    أَجنحتي.أنا أَيضاً أطيرُ.فَكُلُّ
    حيّ طائرٌ.وأَنا أَنا لا شيءَ
    آخَرَ/

    واحدٌ من أَهل هذا السهل
    في عيد الشعير أَزورُ أطلالي
    البهيَّة مثل وَشْم في الهُوِيَّةِ
    لا تبدِّدُها الرياحُ ولا تُؤبِّدُها/
    وفي عيد الكروم أَعُبُّ كأساً
    من نبيذ الباعة المتجوِّلينَ خفيفةٌ
    روحي وجسمي مُثْقَلٌ بالذكريات وبالمكان/
    وفي الربيع أكونُ خاطرةً لسائحةٍ
    ستكتُبُ في بطاقات البريد على
    يسار المسرح المهجور سَوْسَنَةٌ وشَخْصٌ
    غامضٌ . وعلى اليمين مدينةٌ عصريَّةٌ)

    وأَنا أَنا لا شيء آخَرَ
    لَسْتُ من أَتباع روما الساهرينَ
    على دروب الملحِ لكنِّي أسَدِّدُ نِسْبَةً
    مئويَّةً من ملح خبزي مُرْغَماً ، وأَقول
    للتاريخ زَيِّنْ شاحناتِكَ بالعبيد وبالملوك الصاغرينَ ومُرَّ
    ..لا أَحَدٌ يقول
    الآن:لا.

    وأَنا أَنا لا شيء آخر
    واحدٌ من أَهل هذا الليل.أَحلُمُ
    بالصعود على حصاني فَوْقَ،فَوْقَ
    لأَتبع اليُنْبُوعَ خلف التلِّ
    فاصمُدْ يا حصاني.لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ
    أَنتَ فُتُوَّتي وأَنا خيالُكَ.فانتصِبْ
    أَلِفاً،وصُكَّ البرقَ.حُكَّ بحافر
    الشهوات أَوعيةَ الصَدَى واصعَدْ
    تَجَدَّدْ وانتصبْ أَلفاً توتَّرْ يا
    حصاني وانتصبْ ألفا ًولا تسقُطْ
    عن السفح الأَخير كرايةٍ مهجورةٍ في
    الأَبجديَّة لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ
    أَنت تَعِلَّتي وأَنا مجازُكَ خارج الركب
    المُرَوَّضِ كالمصائرِ فاندفِعْ واحفُرْ زماني
    في مكاني يا حصاني فالمكانُ هُوَ
    الطريق ولا طريقَ على الطريق سواكَ
    تنتعلُ الرياحَ أَُضئْ نُجوماً في السراب
    أَضئْ غيوماً في الغياب وكُنْ أَخي
    ودليلَ برقي يا حصاني لا تَمُتْ
    قبلي ولا بعدي عَلى السفح الأخير
    ولا معي حَدِّقْ إلي سيَّارة الإسعافِ
    والموتى لعلِّي لم أَزل حيّاً /
    سأَحلُمُ لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي
    بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر
    الجفاف العاطفيِّ حفظتُ قلبي كُلَّهُ
    عن ظهر قلبٍ:لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً
    ومُدَلّلاً تَكْفيهِ حَبَّةُ ” أَسبرين ” لكي
    يلينَ ويستكينَ كأنَّهُ جاري الغريبُ
    ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ فالقلب
    يَصْدَأُ كالحديدِ فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ
    ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ
    ولا يرنُّ ّكعشب آبَ من الجفافِ
    كأنَّ قلبي زاهدٌ أَو زائدٌ
    عني كحرف ” الكاف ” في التشبيهِ
    حين يجفُّ ماءُ القلب تزدادُ الجمالياتُ
    تجريداً وتدَّثرُ العواطف بالمعاطفِ
    والبكارةُ بالمهارة /
    يتبع >>>>>
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:28 am

    كُلَّما يَمَّمْتُ وجهي شَطْرَ أُولى

    الأغنيات رأيتُ آثارَ القطاة على
    الكلام . ولم أَكن ولداً سعيداً
    كي أَقولَ : الأمس أَجملُ دائماً .
    لكنَّ للذكرى يَدَيْنِ خفيفتين تُهَيِّجانِ
    الأرض بالحُمَّى . وللذكرى روائحُ زهرةٍ
    ليليَّةٍ تبكي وتُوقظُ في دَمِ المنفيِّ
    حاجتَهُ إلي الإنشاد : (( كُوني
    مُرْتَقى شَجَني أَجدْ زمني )) … ولستُ
    بحاجةٍ إلاّ لِخَفْقَةِ نَوْرَسِ لأتابعَ
    السُفُنَ القديمةَ . كم من الوقت
    انقضى منذ اكتشفنا التوأمين : الوقتَ
    والموتَ الطبيعيَّ المُرَادِفَ للحياة ؟
    ولم نزل نحيا كأنَّ الموتَ يُخطئنا ،
    فنحن القادرين على التذكُّر قادرون
    على التحرُّر ، سائرون على خُطى
    جلجامشَ الخضراءِ من زَمَنٍ إلي زَمَنٍ … /

    هباءٌ كاملُ التكوينِ …
    يكسرُني الغيابُ كجرَّةِ الماءِ الصغيرة .
    نام أَنكيدو ولم ينهض . جناحي نام
    مُلْتَفّاً بحَفْنَةِ ريشِهِ الطينيِّ . آلهتي
    جمادُ الريح في أَرض الخيال . ذِراعِيَ
    اليُمْنى عصا خشبيَّةٌ . والقَلْبُ مهجورٌ
    كبئرٍ جفَّ فيها الماءُ ، فاتَّسَعَ الصدى
    الوحشيُّ : أنكيدو ! خيالي لم يَعُدْ
    يكفي لأُكملَ رحلتي . لا بُدَّ لي من
    قُوَّةٍ ليكون حُلْمي واقعيّاً . هاتِ
    أَسْلِحتي أُلَمِّعْها بمِلح الدمعِ . هاتِ
    الدمعَ ، أنكيدو ، ليبكي المَيْتُ فينا
    الحيَّ . ما أنا ؟ مَنْ ينامُ الآن
    أنكيدو ؟ أَنا أَم أَنت ؟ آلهتي
    كقبض الريحِ . فانهَضْ بي بكامل
    طيشك البشريِّ ، واحلُمْ بالمساواةِ
    القليلةِ بين آلهة السماء وبيننا . نحن
    الذين نُعَمِّرُ الأرض الجميلةَ بين
    دجلةَ والفراتِ ونحفَظُ الأسماءَ . كيف
    مَلَلْتَني ، يا صاحبي ، وخَذَلْتَني ، ما نفْعُ حكمتنا بدون
    فُتُوّةٍ … ما نفعُ حكمتنا ؟ على باب المتاهِ خذلتني ،
    يا صاحبي ، فقتلتَني ، وعليَّ وحدي
    أَن أرى ، وحدي ، مصائرنا . ووحدي
    أَحملُ الدنيا على كتفيَّ ثوراً هائجاً .
    وحدي أَفتِّشُ شاردَ الخطوات عن
    أَبديتي . لا بُدَّ لي من حَلِّ هذا
    اللُغْزِ ، أنكيدو ، سأحملُ عنكَ
    عُمْرَكَ ما استطعتُ وما استطاعت
    قُوَّتي وإرادتي أَن تحملاكَ . فمن
    أَنا وحدي ؟ هَبَاءٌ كاملُ التكوينِ
    من حولي . ولكني سأُسْنِدُ ظلَّّك
    العاري على شجر النخيل . فأين ظلُّكَ ؟
    أَين ظلُّك بعدما انكسرَتْ جُذُوعُك؟
    قمَّةُ
    الإنسان
    هاويةٌ …
    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:29 am

    ظلمتُكَ حينما قاومتُ فيكَ الوَحْشَ ،
    بامرأةٍ سَقَتْكَ حليبَها ، فأنِسْتَ …

    واستسلمتَ للبشريِّ . أَنكيدو ، ترفَّقْ
    بي وعُدْ من حيث مُتَّ ، لعلَّنا
    نجدُ الجوابَ ، فمن أَنا وحدي ؟
    حياةُ الفرد ناقصةٌ ، وينقُصُني
    السؤالُ ، فمن سأسألُ عن عبور
    النهر ؟ فانهَضْ يا شقيقَ الملح
    واحملني . وأَنتَ تنامُ هل تدري
    بأنك نائمٌ ؟ فانهض .. كفى نوما ً!
    تحرَّكْ قبل أَن يتكاثَرَ الحكماءُ حولي
    كالثعالب : [ كُلُّ شيء باطلٌ ، فاغنَمْ
    حياتَكَ مثلما هِيَ برهةً حُبْلَى بسائلها ،
    دَمِ العُشْب المُقَطَّرِ . عِشْ ليومك لا
    لحلمك . كلُّ شيء زائلٌ . فاحذَرْ
    غداً وعشِ الحياةَ الآن في امرأةٍ
    تحبُّكَ . عِشْ لجسمِكَ لا لِوَهْمِكَ .
    وانتظرْ
    ولداً سيحمل عنك رُوحَكَ
    فالخلودُ هُوَ التَّنَاسُلُ في الوجود .
    وكُلُّ شيءٍ باطلٌ أو زائل ، أو
    زائل أو باطلٌ ]
    مَنْ أَنا ؟
    أَنشيدُ الأناشيد
    أم حِكْمَةُ الجامعةْ ؟
    وكلانا أَنا …
    وأَنا شَاعرٌ
    ومَلِكْ
    وحكيمٌ على حافّة البئرِ
    لا غيمةٌ في يدي
    ولا أَحَدَ عَشَرَ كوكباً
    على معبدي
    ضاق بي جَسَدي
    ضاق بي أَبدي
    وغدي
    جالسٌ مثل تاج الغبار
    على مقعدي

    باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ
    كُلُّ شيء على البسيطة زائلْ

    أَلرياحُ شماليَّةٌ
    والرياحُ جنوبيَّةٌ
    تُشْرِقُ الشمسُ من ذاتها
    تَغْرُبُ الشمسُ في ذاتها
    لا جديدَ ، إذاً
    والزَمَنْ
    كان أَمسِ ،
    سُدىً في سُدَى .
    ألهياكلُ عاليةٌ
    والسنابلُ عاليةٌ
    والسماءُ إذا انخفضت مَطَرتْ
    والبلادُ إذا ارتفعت أَقفرت
    كُلُّ شيء إذا زاد عن حَدِّهِ
    صار يوماً إلي ضدِّهِ .
    والحياةُ على الأرض ظلٌّ
    لما لا نرى ….

    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:30 am

    باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ
    كلُّ شيء على البسيطة زائلْ

    1400 مركبة
    و12,000 فرس
    تحمل اسمي المُذَهَّبَ من
    زَمَنٍ نحو آخر …
    عشتُ كما لم يَعِشْ شاعرٌ
    مَلكاً وحكيماً …
    هَرِمْتُ ، سَئِمْتُ من المجدِ
    لا شيءَ ينقصني
    أَلهذا إذاً
    كلما ازداد علمي
    تعاظَمَ هَمِّي ؟
    فما أُورشليمُ وما العَرْشُ ؟
    لا شيءَ يبقى على حالِه
    للولادة وَقْتٌ
    وللموت وقتٌ
    وللصمت وَقْتٌ
    وللنُّطق وقْتٌ
    وللحرب وقْتٌ
    وللصُّلحِ وقْتٌ
    وللوقتِ وقْتٌ
    ولا شيءَ يبقى على حالِهِ …
    كُلُّ نَهْرٍ سيشربُهُ البحرُ
    والبحرُ ليس بملآنَ ،
    لاشيءَ يبقى على حالِهِ
    كُلُّ حيّ يسيرُ إلي الموت
    والموتُ ليس بملآنَ ،
    لا شيءَ يبقى سوى اسمي المُذَهَّبِ
    بعدي :
    (( سُلَيمانُ كانَ )) …
    فماذا سيفعل موتى بأسمائهم
    هل يُضيءُ الذَّهَبْ
    ظلمتي الشاسعةْ
    أَم نشيدُ الأناشيد
    والجامعةْ ؟

    باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ
    كُلُّ شيء على البسيطة زائلْ /…

    مثلما سار المسيحُ على البُحَيْرَةِ ،
    سرتُ في رؤيايَ . لكنِّي نزلتُ عن
    الصليب لأَنني أَخشى العُلُوَّ ،ولا
    أُبَشِّرُ بالقيامةِ . لم أُغيِّرْ غَيْرَ
    إيقاعي لأَسمَعَ صوتَ قلبي واضحاً .
    للملحميِّين النُّسُورُ ولي أَنا : طوقُ
    الحمامةِ ، نجمةٌ مهجورةٌ فوق السطوح ،
    وشارعٌ مُتَعرِّجُ يُفْضي إلي ميناءِ
    عكا ـ ليس أكثرَ أَو أَقلَّ ـ
    أُريد أَن أُلقي تحيَّاتِ الصباح عليَّ
    حيث تركتُني ولداً سعيدا [ لم
    أَكُنْ ولداً سَعيدَ الحظِّ يومئذٍ ،
    ولكنَّ المسافةَ، مثلَ حدَّادينَ ممتازينَ ،
    تصنَعُ من حديدٍ تافهٍ قمراً ]
    ـ أَتعرفني ؟
    سألتُ الظلَّ قرب السورِ ،
    فانتبهتْ فتاةُ ترتدي ناراً ،
    وقالت : هل تُكَلِّمني ؟
    فقلتُ : أُكَلِّمُ الشَبَحَ القرينَ
    فتمتمتْ : مجنونُ ليلى آخرٌ يتفقَُّّد
    الأطلالَ ،
    وانصرفتْ إلي حانوتها في آخر السُوق
    القديمةِ…
    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:31 am

    ههنا كُنَّا . وكانت نَخْلَتانِ تحمِّلان
    البحرَ بعضَ رسائلِ الشعراءِ …

    لم نكبر كثيراً يا أَنا . فالمنظرُ
    البحريُّ ، والسُّورُ المُدَافِعُ عن خسارتنا ،
    ورائحةُ البَخُور تقول : ما زلنا هنا ،
    حتى لو انفصَلَ الزمانُ عن المكانِ .
    لعلَّنا لم نفترق أَبداً
    ـ أَتعرفني ؟
    بكى الوَلَدُ الذي ضيَّعتُهُ :
    (( لم نفترق . لكننا لن نلتقي أَبداً )) …
    وأَغْلَقَ موجتين صغيرتين على ذراعيه ،
    وحلَّّق عالياً …
    فسألتُ : مَنْ منَّا المُهَاجِرُ ؟ /
    قلتُ للسّجَّان عند الشاطئ الغربيّ :
    ـ هل أَنت ابنُ سجّاني القديمِ ؟
    ـ نعم !
    ـ فأين أَبوك ؟
    قال : أَبي توفِّيَ من سنين.
    أُصيبَ بالإحباط من سَأَم الحراسة .
    ثم أَوْرَثَني مُهمَّتَهُ ومهنته ، وأوصاني
    بان أَحمي المدينةَ من نشيدكَ …
    قُلْتُ : مُنْذُ متى تراقبني وتسجن
    فيَّ نفسَكَ ؟
    قال : منذ كتبتَ أُولى أُغنياتك
    قلت : لم تَكُ قد وُلِدْتَ
    فقال : لي زَمَنٌ ولي أَزليَّةٌ ،
    وأُريد أن أَحيا على إيقاعِ أمريكا
    وحائطِ أُورشليمَ
    فقلتُ : كُنْ مَنْ أَنتَ . لكني ذهبتُ .
    ومَنْ تراه الآن ليس أنا ، أنا شَبَحي
    فقال : كفى ! أَلسْتَ اسمَ الصدى
    الحجريِّ ؟ لم تذهَبْ ولم تَرْجِعْ إذاً .
    ما زلتَ داخلَ هذه الزنزانة الصفراءِ .
    فاتركني وشأني !
    قلتُ : هل ما زلتُ موجودا ً
    هنا ؟ أَأَنا طليقٌ أَو سجينٌ دون
    أن أدري . وهذا البحرُ خلف السور بحري ؟
    قال لي : أَنتَ السجينُ ، سجينُ
    نفسِكَ والحنينِ . ومَنْ تراهُ الآن
    ليس أَنا . أَنا شَبَحي
    فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي : أَنا حيٌّ
    وقلتُ : إذا التقى شَبَحانِ
    في الصحراء ، هل يتقاسمانِ الرملَ ،
    أَم يتنافسان على احتكار الليل ؟ /
    المقطع قبل الأخير
    كانت ساعَةُ الميناءِ تعمَلُ وحدها
    لم يكترثْ أَحَدٌ بليل الوقت ، صَيَّادو
    ثمار البحر يرمون الشباك ويجدلون
    الموجَ . والعُشَّاقُ في الـ” ديسكو ” .
    وكان الحالمون يُرَبِّتُون القُبَّراتِ النائماتِ
    ويحلمون …
    وقلتُ : إن متُّ انتبهتُ …
    لديَّ ما يكفي من الماضي
    وينقُصُني غَدٌ …
    سأسيرُ في الدرب القديم على
    خُطَايَ ، على هواءِ البحر . لا
    امرأةٌ تراني تحت شرفتها . ولم
    أملكْ من الذكرى سوى ما ينفَعُ
    السَّفَرَ الطويلَ . وكان في الأيام
    ما يكفي من الغد . كُنْتُ أصْغَرَ
    من فراشاتي ومن غَمَّازتينِ :
    خُذي النُّعَاسَ وخبِّئيني في
    الرواية والمساء العاطفيّ /
    وَخبِّئيني تحت إحدى النخلتين /
    وعلِّميني الشِعْرَ / قد أَتعلَّمُ
    التجوال في أنحاء ” هومير ” / قد
    أُضيفُ إلي الحكاية وَصْفَ
    عكا / أقدمِ المدنِ الجميلةِ ،
    أَجملِ المدن القديمةِ / علبَةٌ
    حَجَريَّةٌ يتحرَّكُ الأحياءُ والأمواتُ
    في صلصالها كخليَّة النحل السجين
    ويُضْرِبُونَ عن الزهور ويسألون
    البحر عن باب الطوارئ كُلَّما
    اشتدَّ الحصارُ / وعلِّميني الشِعْرَ /
    قد تحتاجُ بنتٌ ما إلي أُغنية
    لبعيدها : (( خُذْني ولو قَسْراً
    إليكَ ، وضَعْ منامي في
    يَدَيْكَ )) . ويذهبان إلي الصدى
    مُتَعانِقَيْنِ / كأنَّني زوَّجتُ ظبياً
    شارداً لغزالةٍ / وفتحتُ أبوابَ
    الكنيسةِ للحمام … / وعَلِّميني
    الشِعْرَ / مَنْ غزلتْ قميصَ
    الصوف وانتظرتْ أمام الباب
    أَوْلَى بالحديث عن المدى ، وبخَيْبَةِ
    الأَمَلِ : المُحاربُ لم يَعُدْ ، أو
    لن يعود ، فلستَ أَنتَ مَن
    انتظرتُ …
    يتبع
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:33 am

    ومثلما سار المسيحُ على البحيرة …
    سرتُ في رؤيايَ . لكنِّي نزلتُ عن
    الصليب لأنني أَخشى العُلُوَّ ولا
    أُبشِّرُ بالقيامة . لم أُغيِّر غيرَ إيقاعي
    لأَسمع صوتَ قلبي واضحاً …
    للملحميِّين النُسُورُ ولي أَنا طَوْقُ
    الحمامة ، نَجْمَةٌ مهجورةٌ فوق السطوح ،
    وشارعٌ يُفضي إلي الميناء … /
    هذا البحرُ لي
    هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
    هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ
    من خُطَايَ وسائلي المنويِّ … لي
    ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي . ولي
    شَبَحي وصاحبُهُ . وآنيةُ النحاس
    وآيةُ الكرسيّ ، والمفتاحُ لي
    والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي
    لِيَ حَذْوَةُ الفَرَسِ التي
    طارت عن الأسوار … لي
    ما كان لي . وقصاصَةُ الوَرَقِ التي
    انتُزِعَتْ من الإنجيل لي
    والملْحُ من أَثر الدموع على
    جدار البيت لي …
    واسمي ، إن أخطأتُ لَفْظَ اسمي
    بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي :
    ميمُ / المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى
    حاءُ / الحديقةُ والحبيبةُ ، حيرتانِ وحسرتان
    ميمُ / المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته
    الموعود منفيّاً ، مريضَ المُشْتَهَى
    واو / الوداعُ ، الوردةُ الوسطى ،
    ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ ، وَوَعْدُ الوالدين
    دال / الدليلُ ، الدربُ ، دمعةُ
    دارةٍ دَرَسَتْ ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني /
    وهذا الاسمُ لي …
    ولأصدقائي ، أينما كانوا ، ولي
    جَسَدي المُؤَقَّتُ ، حاضراً أم غائباً …
    مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن …
    لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً …
    والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ ،
    يشربني على مَهَلٍ ، ولي
    ما كان لي : أَمسي ، وما سيكون لي
    غَدِيَ البعيدُ ، وعودة الروح الشريد
    كأنَّ شيئا ًلم يَكُنْ
    وكأنَّ شيئاً لم يكن
    جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ …
    والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ
    ومن أَبطالِهِ …
    يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ …
    هذا البحرُ لي
    هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
    واسمي ـ
    وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت ـ
    لي .
    أَما أَنا ـ وقد امتلأتُ
    بكُلِّ أَسباب الرحيل ـ
    فلستُ لي .
    أَنا لَستُ لي
    أَنا لَستُ لي …
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة نوفمبر 28, 2008 12:33 am

    38 ـ الجرح القديم
    واقف تحت الشبابيك ،

    على الشارع واقف
    درجات السلّم المهجور لا تعرف خطوي
    لا و لا الشبّاك عارف
    من يد النخلة أصطاد سحابه
    عندما تسقط في حلقي ذبابه
    و على أنقاض إنسانيتي
    تعبر الشمس و أقدام العواصف
    واقف تحت الشبابيك العتيقة
    من يدي يهرب دوريّ وأزهار حديقة
    اسأليني : كم من العمر مضى حتى تلاقى
    كلّ هذا اللون والموت ، تلاقى بدقيقه ؟
    وأنا أجتاز سردابا من النسيان ،
    والفلفل ، والصوت النحاسي
    من يدي يهرب دوريّ . .
    وفي عيني ينوب الصمت عن قول الحقيقة !
    عندما تنفجر الريح بجلدي
    وتكفّ الشمس عن طهو النعاس
    وأسمّي كل شيء باسمه ،
    عندها أبتاع مفتاحا وشباكا جديدا
    بأناشيد الحماس !
    ـ أيّها القلب الذي يحرم من شمس النهار
    ومن الأزهار والعيد ، كفانا !
    علمونا أن نصون الحب بالكره !
    وأن نكسو ندى الورد . . غبار !
    ـ أيّها الصوت الذي رفرف في لحمي
    عصافير لهب ،
    علّمونا أن تغني ، ونحب
    كلّ ما يطلعه الحقل من العشب ،
    من النمل ، وما يتركه الصيف على أطلال دار .
    .علّمونا أن نغنى ، ونداري
    حبّنا الوحشيّ ، كي لا
    يصبح الترنيم بالحب مملا !
    عندما تنفجر الريح بجلدي
    سأسمي كل شيء باسمه
    وأدق الحزن والليل بقيدي
    يا شبابيكي القديمة . . !

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 6:05 am