ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


+15
بنت الثورة
جيفارا حيفا
الملاك البرئ
بنت ابا الميسا
ريتا
عاشق-جيفارا
ابو عدى
ماركوس
ابنة الجبهة الشعبية
تشي ليلي
حكيم الثورة
فتحاوية والله
الغـــ باســـــل ـــــربي
جيــ تشي ــفارا
النسر الأحمر
19 مشترك

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أغسطس 22, 2008 10:26 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    الشاعر الفلسطيني الكبير
    محمود درويش
    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Darwich1

    لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات . فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية ، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا ، هكذا صدر الحكم ـ قدريا ـ على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها .
    والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت ـ بصورة نموذجية ـ أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها ، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب .

    مع الميلاد : عندما كنت صغيرا . . كانت الوردة داري . . والعصافير إزاري
    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Darwich3


    في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة " بالقرب من عكا ، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير ، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره .
    في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب ، وعلى هرج في المنزل ، وخروج فجائي ، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم " عصابات الهاجاناة " .
    ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان " ، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات ، مثل : فلسطين ، وكالات الغوث ، الصليب الأحمر ، المخيم ، واللاجئين . . وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض ، حين كان لاجئا فلسطينيا ، وسُرقت منه طفولته وأرضه .
    وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية ، وعن هذه التجربة يقول:
    " قيل لي في مساء ذات يوم . . الليلة نعود إلى فلسطين ، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل ، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل : أنا الآن في فلسطين الموعودة ؟! ولكن أين هي ؟ فلم أعد إلى بيتي ، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت " .
    هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء ، فصار يحمل اسما جديدا هو: " لاجئ فلسطيني في فلسطين " ، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية ، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل " . . وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي ، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية ، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( راكاح ) ، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول : " مع الشعوب العربية . . ضد الاستعمار " ، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر ، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة ، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش .
    وبعد سلسلة من المحاصرات ، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه ، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي ، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته .


    عدل سابقا من قبل النسر الأحمر في الجمعة أغسطس 22, 2008 10:54 pm عدل 1 مرات

    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    عدد الرسائل : 943
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف ريتا الخميس يناير 28, 2010 2:05 pm

    قصيدة الأرض

    في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدموية.

    في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات.

    وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ.

    افتتحن نشيد التراب.

    دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات.

    العصافير مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.



    أنا الأرض والأرض أنت خديجة! لا تغلقي الباب

    لا تدخلي في الغياب سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

    سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل سنطردهم من هواء الجليل.


    وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ.

    سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لون العصافير.

    في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.


    أسمّي التراب امتداداً لروحي أسمّي يديّ رصيف الجروح

    أسمّي الحصى أجنحة أسمّي العصافير لوزاً وتين

    وأستلّ من تينة الصدر غصناً وأقذفه كالحجر

    وأنسف دبّابة الفاتحين.

    وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،

    ولدت على كومة من حشيش القبور المضيء.

    أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب.

    كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبل عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر، غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقط سهواً...

    وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض في شهر آذار تنتشر الأرض فينا

    مواعيد غامضةً واحتفالاً بسيطاً ونكتشف البحر تحت النوافذ

    والقمر الليلكي على السرو في شهر آذار ندخلٌ أوّل سجنٍ وندخل أوّل حبّ

    وتنهمر الذكريات على قريةً في السياج ولدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل

    كيف تفرّين من سبلي يا ظلال السفرجل؟ في شهر آذار ندخل أوّل حبٍّ

    وندخل أوّل سجنٍ وتنبلج الذكريات عشاءً من اللغة العربية:

    قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعت وضاع بي الحلم. قلت تكاثر!

    تر النهر يمشي إليك. وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.


    بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي! بلادي القريبة مني.. كسجني!

    لماذا أغنّي مكاناً، ووجهي مكان؟ لماذا أغنّي

    لطفل ينام على الزعفران؟ وفي طرف النوم خنجر

    وأمي تناولني صدرها وتموت أمامي

    بنسمة عنبر؟ وفي شهر آذار تستيقظ الخيل

    سيّدتي الأرض! أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟

    وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور كأنّ الهياكل تستفسر الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل

    هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة- هذا نشيدي

    وهذا خروج المسيح من الجرح والريح أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي

    وهذا نشيدي وهذا صعود الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.

    في شهر آذار تستيقظ الخيل. سيّدتي الأرض!

    والقمم اللّولبية تبسطها الخيل سجّادةً للصلاة السريعة

    بين الرماح وبين دمي. نصف دائرةٍ ترجع الخيل قوسا

    ويلمع وجهي ووجهك حيفا وعرسا وفي شهر آذار ينخفض البحر عن أرضنا المستطيلة مثل

    حصانٍ على وتر الجنس في شهر آذار ينتفض الجنس في شجر الساحل العربي

    وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن

    أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني وأن تسكنين صهيلك

    أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية

    أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟

    وهذا ربيعي الطليعي وهذا ربيعي النهائيّ

    في شهر آذار زوّجت الأرض أشجارها. كأنّي أعود إلى ما مضى

    كأنّي أسير أمامي وبين البلاط وبين الرضا

    أعيد انسجامي أنا ولد الكلمات البسيطة

    وشهيد الخريطة أنا زهرة المشمش العائلية.

    فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل من البدء حتّى الجليل

    أعيدوا إليّ يديّ أعيدوا إليّ الهويّة!

    وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال

    وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات وواضحة كالحقول

    العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات. خديجة!

    - أين حفيداتك الذاهبات إلى حبّهن الجديد؟ - ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-

    قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.

    وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:

    تحيا بلادي من الصفر حتّى الجليل ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.

    خديجة! لا تغلقي الباب خلفك لا تذهبي في السحاب

    ستمطر هذا النهار ستمطر هذا النهار رصاصاً ستمطر هذا النهار!


    وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة:

    خمس بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت.

    يسطع بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر.

    خمس بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا

    البنات مرايا البلاد على القلب.. في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.

    أنا شاهد المذبحة وشهيد الخريطة أنا ولد الكلمات البسيطة

    رأيت الحصى أجنحة رأيت الندى أسلحة

    عندما أغلقوا باب قلبي عليّاً وأقاموا الحواجز فيّا

    ومنع التجوّل صار قلبي حارة وضلوعي حجارة

    وأطلّ القرنفل وأطلّ القرنفل

    وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواج العناصر.

    "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبر بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّر !

    هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.

    فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي

    سوف تنفجر الأرض حين أحقّق هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.


    وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدة ً في اتّجاهات كلّ البدايات.

    هذا نموّ التداعي. أسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي.

    رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلت: أنا الموج، فابتعدت في التداعي.

    رأيت شهيدين يستمعان إلى البحر:عكّا تجئ مع الموج.


    عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.

    ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!

    إن الشعوب ستدخل هذا الكتاب وتأفل شمس أريحا بدون طقوس.


    فيا وطن الأنبياء...تكامل!

    ويا وطن الزراعين.. تكامل!

    ويا وطن الشهداء.. . تكامل!

    ويا وطن الضائعين .. تكامل!

    فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.

    وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.



    مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة وعيناك نائمتان

    أعود ثلاثين عاماً وخمس حروبٍ

    وأشهد أنّ الزمان يخبّئ لي سنبلة

    يغنّي المغنّي عن النار والغرباء

    وكان المساء مساء وكان المغنّي يغنّي

    ويستجوبونه: لماذا تغنّي؟

    يردّ عليهم: لأنّي أغنّي

    وقد فتّشوا صدره فلم يجدوا غير قلبه

    وقد فتّشوا قلبه فلم يجدوا غير شعبه

    وقد فتشوا صوته فلم يجدوا غير حزنه

    وقد فتّشوا حزنه فلم يجدوا غير سجنه

    وقد فتّشوا سجنه فلم يجدوا غيرهم في القيود

    وراء التّلال ينام المغنّي وحيداً

    وفي شهر آذار تصعد منه الظلال


    أنا الأمل والسهل والرحب – قالت لي الأرض والعشب مثل التحيّة في الفجر

    هذا احتمال الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني

    يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعس عند خديجة


    يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرس ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.

    يا خديجة! إنّي رأيت .. وصدّقت رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها.

    أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقال اخضراري ويصبح هاجس يافا


    أنا الأرض منذ عرفت خديجة لم يعرفوني لكي يقتلوني


    بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض


    هذا التراب ترابي

    وهذا السحاب سحابي

    وهذا جبين خديجة



    أنا العاشق الأبديّ – السجين البديهيّ رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..

    قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر،

    لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم يسألون عن الأرض: هل نهضت


    طفلتي الأرض! هل عرفوك لكي يذبحوك؟

    وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟

    وهل عرفوك لكي يذبحوك

    وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟



    أنا الأرض.. يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها

    احرثوا جسدي! أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس

    مرّوا على جسدي أيّها العابرون على جسدي

    لن تمرّوا أنا الأرض في جسدٍ

    لن تمرّوا أنا الأرض في صحوها

    لن تمرّوا أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها

    لن تمرّوا

    لن تمرّوا

    لن تمرّوا
    أبومالك الحكيم
    أبومالك الحكيم

    وكيل  وكيل



    ذكر
    عدد الرسائل : 851
    العمر : 36
    العمل/الترفيه : طالب جامعي
    المزاج : رايق بس عصبي
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 6361
    تقييم الأعضاء : 3
    تاريخ التسجيل : 22/12/2009
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف أبومالك الحكيم الخميس يناير 28, 2010 2:12 pm

    قصيدة : و عاد في كفن
    يحكون في بلادنا
    يحكون في شجن
    عن صاحبي الذي مضى
    و عاد في كفن
    * كان اسمه...
    لا تذكروا اسمه!
    خلوه في قلوبنا...
    لا تدعوا الكلمة
    تضيع في الهواء، كالرماد...
    خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
    طريقه إليه...
    أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
    أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
    أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
    أخاف أن تنام في قلوبنا
    جراحنا ...
    أخاف أن تنام !!
    و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
    تقول إني عائد... و تسكت الظنون
    و لم يخط كلمة...
    تخاطب السماء و الأشياء ،
    تقول : يا وسادة السرير!
    يا حقيبة الثياب!
    يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
    أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
    يداه سلتان من ريحان
    و صدره و سادة النجوم و القمر
    و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
    أما رأيتم شاردا
    مسافرا لا يحسن السفر!
    راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
    إن جاع في طريقه ؟
    قلبي عليه من غوائل الدروب !
    قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
    قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
    يا دروب ! يا سحاب !
    قولوا لها : لن تحملي الجواب
    فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
    لأنه ...
    لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !

    *يا أمه!
    لا تقلعي الدموع من جذورها !
    للدمع يا والدتي جذور ،
    تخاطب المساء كل يوم...
    تقول : يا قافلة المساء !
    من أين تعبرين ؟
    غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
    سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
    لحظتين !
    لتمسحي الجبين و العينين
    و تحملي من دمعنا تذكار
    لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
    لا تشرحوا الأمور!
    أنا رأيتُ جُرحه
    حدقّت في أبعاده كثيرا...
    " قلبي على أطفالنا "
    و كل أم تحضن السريرا !
    يا أصدقاء الراحل البعيد
    لا تسألوا : متى يعود
    لا تسألوا كثيرا
    بل اسألوا : متى
    يستيقظ الرجال !
    لتمسحي الجبين و العينين
    و تحملي من دمعنا تذكار
    لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين

    يا أمه !
    لا تقلعي الدموع من جذورها
    خلي ببئر القلب دمعتين !
    فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
    أو صديقه أنا
    خلي لنا ...
    للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
    *يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
    حرائق الرصاص في وجناته
    وصدره... ووجهه...
    لا تشرحوا الأمور!
    أنا رأيتا جرحه
    حدقّت في أبعاده كثيرا...
    " قلبي على أطفالنا "
    و كل أم تحضن السريرا !
    يا أصدقاء الراحل البعيد
    لا تسألوا : متى يعود
    لا تسألوا كثيرا
    بل اسألوا : متى
    يستيقظ الرجال !


    تحياتي أبومالك
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 6772
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف ريتا الخميس يناير 28, 2010 3:25 pm

    أثر الفراشه__ أنت منذ الأن انت__ محمود درويش
    [size="2"]أنت, منذ الأن أنت
    الكرمل في مكانه السيد... ينظر من عال الى البحر
    والبحر يتنهد, موجه موجه, كأمراءه
    عاشقه تغسل قدمي حبيبها المتكبر!


    كأني لم أذهب بعيدا. كأنت عدت من
    زيارة قصيره لوداع صديق مسافر, لأجد
    نفسي جالسه في انتضاري على مقعد حجري
    تحت شجرة التفاح.


    كل ما كان منفى يعتذر, نيابة عني
    لكل ما لم يكن منفى!


    ألأن, الأن... وراء كواليس المسرح,
    يأتي المخاض الى عذراء في الثلاثين
    وتلدني على مرأى من مهندسي الديكور,
    والمصورين!


    جرت مياه كثيره في الوديان والأنهار.
    حينا على الحدود بينهما. الصفصافة العاليه
    لا تأبه ولا تكترث, فهي واقفة على
    قارعة الطريق.


    أمشي خفيفا لئلا أكسر هشاشتي. وأمشي
    ثقيلا لئلا أطير. وفي الحالين تحميني
    الأرض من التلاشي في ما ليس من صفاتها!


    في أعماقي موسيقى خفيه, أخشى عليها
    من العزف المنفرد.


    أرتكبت من الأخطاء ما يدفعني, لأصلاحها,
    الى العمل الأضافي في مسودة الأيمان
    بالمستقبل, من لم يخطئ بالماضي لا
    يحتاج الى هذا الأيمان


    جبل وبحر وفضاء. أطير وسبح, كأني
    طائر جو_ مائي, كأني شاعر!


    كل نثر هنا شعر أولي محروم من صنعة الماهر.
    وكل شعر, هنا, نثر في متناول الماره.
    بكل ما أوتيت من فرح, أخفي دمعتي
    عن أوتار العود المتربص بحشرجتي, والمتلصص
    على شهوات الفتيات.


    الخاص عام والعام خاص... حتى اشعار
    أخر, بعيد عن الحاضر وعن قصد القصيده!


    حيفا! يحق للغرباء ان يحبوك, وان ينافسوني
    على ما فيك, وأن ينسوا بلادهم في
    نواحيك, من فرط ما أنت حمامة تبني عشها
    على أنف غزال!


    أنا هنا. وما عاد ذلك شائعة ونميمه!


    يا للزمن! طبيب العاطفين... كيف يحول
    الجرح ندبه, ويحول الندبه حبة سمسم
    أنظر الى الوراء فأراني اركض تحت المطر, هنا,
    وهنا, وهنا. هل كنت سعيدا دون أن أدري؟



    هي المسافه: تمرين البصر على اعمال البصيره,
    وصقل الحديد بناي بعيد.


    جمال الطبيعه يهذب الطبائع, ما عاد طبائع من
    لم يكن جزءا منها. الكرمل سلام. والبندقيه نشاز...


    على غير هدى امشي. لا ابحث عن شيء. لا
    ابحث عن نفسي في كل هذا الضوء.



    حيفا في اليل أنصراف الحواس الى اشغالها
    السريه, بمنأى اصحابها الساهرين على الشرفات.

    يا للبداهة! قاهرة المعدن والبرهان!


    أداري تفادي, وأداري جراح حسادي على
    حب بلادي.... بزحاف خفيف, واستعارة
    حمالة أوجه!


    لم أر جنرالا لأسأله: في أي عام قتلتني؟
    لكني رأيت جنودا يكرعون البيره على الأرصفه
    وينتظرون انتهاء الحرب القادمه, ليذهبوا الى
    الجامعه لدراسة الشعر العربي الذي كتبه موتي
    لم يموتوا. وأنا واحد منهم!


    خيل لي أن خطاي السابقه على الكرمل هي
    التي تقودني الى( حديقة الأم) وأن
    التكرار رجع الصدى في أغنية عاطفيه لم تكتمل,
    من فرط ما هي عطشي الى نقصان متجدد!


    لا ضباب: صنوبره على الكرمل تناجي أرزه!
    على جبل لبنان: مساء الخير يا أختي!


    أعبر من شارع واسع الى جدار سجني
    القديم, وأقول سلاما يا معلمي الأول في
    فقه الحرية. كنت على حق: فلم يكن الشعر
    بريئا
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 6772
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف ريتا الخميس يناير 28, 2010 3:26 pm

    الجميلات هن الجميلات__ شعر محمود درويش
    الجميلات هن الجميلات
    نقش الكمنجات في الخاصره
    الجميلات هن الضعيفات
    " عرش طفيف بلا ذاكره
    الجميلات هن القويات
    يأس يضيء ولا يحترق


    الجميلات هن الأميرات
    ربات وحي قلق"
    الجميلات هن القريبات
    " جارات قوس قزح"
    الجميلات هن البعيدات
    " مثل اغاني الفرح
    الجميلات هن الفقيرات
    " مثل الوصيفات في حضرة الملكه
    الجميلات هن الطويلات
    " خالات نخل السماء
    الجميلات هن القصيرات
    " يشربن في كأس ماء
    الجميلات هن الكبيرات
    " مانجو مقشره ونبيذ معتق
    الجميلات, كل الجميلات, أنت
    اذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبل القاتلات
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر السبت فبراير 06, 2010 1:45 am

    146 ـ هكذا قالت الشجرة المهملة
    خارج الطقس،
    أو داخل الغابة الواسعة
    وطني .
    هل تحسّ العصافير أنّي
    لها
    وطن..أو سفر ؟
    إنّني أنتظر..
    في خريف الغصون القصير
    أو ربيع الجذور الطويل
    زمني .
    هل تحسّ الغزالة أنّي
    لها
    جسد..أو ثمر ؟
    إنّني أنتظر..
    في المساء الذي يتنزّه بين العيون
    أزرقا،أخضرا،أو ذهب
    بدني
    هل يحسّ المحبّون أنّي
    لهم
    شرفة..أو قمر ؟
    إنّني أنتظر..
    في الجفاف الذي يكسر الريح
    هل يعرف الفقراء
    أنّني
    منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
    لهم
    خنجر..أو مطر ؟
    أنّني أنتظر..
    خارج الطقس،
    أو داخل الغابة الواسعة
    كان يهملني من أحب
    و لكنّني
    لن أودّع أغصاني الضائعة
    في رخام الشجر
    إنّني أنتظر . .
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر السبت فبراير 06, 2010 1:46 am

    147 ـ هي في المساء
    هي في المساء وحيدةٌ،
    وأًنا وحيدٌ مثلها..
    بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ
    طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا]
    هي لا تراني،إذ أراها
    حين تقطفُ وردةً من صدرها
    وأنا كذلك لا أراها،إذ تراني
    حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً..
    هي لا تُفَتِّتُ خبزها
    وأنا كذلك لا أريق الماءَ
    فوق الشًّرْشَف الورقيّ
    [لا شيءٌ يكدِّر صَفْوَنا]
    هي وَحْدها،وأَنا أمامَ جَمَالها
    وحدي . لماذا لا تًوَحِّدُنا الهَشَاشَةُ ؟
    قلت في نفسي
    لماذا لا أَذوقُ نبيذَها ؟
    هي لا تراني،إذ أراها
    حين ترفًعُ ساقها عن ساقِها..
    وأَنا كذلك لا أراها،إذ تراني
    حين أَخلَعُ معطفي..
    لا شيء يزعجها معي
    لا شيء يزعجني،فنحن الآن
    منسجمان في النسيان..
    كان عشاؤنا،كُلٌّ على حِدَةٍ،شهيّاً
    كان صَوْتُ الليل أزْرَقَ
    لم أكن وحدي،ولا هي وحدها
    كنا معاً نصغي إلي البلَّوْرِ
    [ لا شيءٌ يُكَسِّرُ ليلنا]
    هِيَ لا تقولُ :
    الحبُّ يُولَدُ كائناً حيّا
    ويُمْسِي فِكْرَةً .
    وأنا كذلك لا أقول :
    الحب أَمسى فكرةً
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر السبت فبراير 06, 2010 1:47 am

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 008
    148 ـ وتحمل عبء الفراشة
    ستقول : لا , وتمزّق الألفاظ والنهر البطيء . ستلعن
    الزمن الرديء،وتخفي في الظلّ . لاـ للمسرح
    اللغويّ . لا ـ لحدود هذا الحلم . لاـ للمستحيل
    تأتي إلي مدن وتذهب . سوف تعطي الظلّ أسماء
    القرى . وتحذّر الفقراء من لغة الصدى والأنبياء .
    وسوف تذهب..سوف تذهب،والقصيدة
    خلف هذا البحر والماضي . ستشرح هاجسا فيجيء
    حرّاس الفراغ العاجزون الساقطون من البلاغة
    والطبول
    لنشيدك انكسرت سماء الماء . حطّاب وعاشقة،
    وينفتح الصباح على المكان . تواصل الكلمات
    نسيانا تزوّج ألف مذبحة . يجيء الموت أبيض .
    تهطل الأمطار . يتضح المسدّس والقتيل .
    سيجيئك الشهداء من جدران لفظتك الأخيرة . يجلسون
    عليك تاجا من دم،ويتابعون زراعة التفاح
    خارج ذكرياتك . سوف تتعب..سوف تتعب
    سوف تطردهم فلا يمضون . تشتمهم فلا يمضون
    يحتلّون هذا الوقت . تهرب من سعادتهم إلي وقت
    يسير على الشوارع والفصول .
    ويجيئك الفقراء . لا خبز لديك،ولا دعاء ينقذ القمح
    المهدّد بالجفاف . تقول شيئا ما عن الغضب الذي
    زفّ السنابل للسيوف . تقول شيئا ما عن النهر
    المخبّأ في عباءات النساء القادمات من الخريف .
    فيضحكون ويذهبون،ويتركون الباب مفتوحا
    لأسئلة الحقول .
    لنشيدك اتسعت عيون العاشقات . نعم تسمّي خصلة
    القمح البلاد،وزرقة البحر البلاد . نعم تسمّي
    الأرض سيّدة من النسيان . ثم تنام وحدك بين
    رائحة الظلال وقلبك المفقود في الدرب الطويل .
    ستقول طالبة : وما نفع القصيدة ؟ شاعر يستخرج
    الأزهار والبارود من حرفين . والعمال مسحوقون
    تحت الزهر والبارود في حربين . ما نفع القصيدة
    في الظهيرة الظلال ؟ تقول شيئا ما وتخطيء : سوف
    يقترب النخيل من اجتهادي،ثم يكسرك النخيل .
    لنشيدك انتشرت مساحات البياض وحنكة الجلاّد .
    تأتي دائما كالانتحار فيطلبون الحزن أقمشة .
    وتأتي دائما كالانفجار فيطلبون الورد خارطة . ستأتي
    حين تذهب،ثم تأتي حين تذهب،ثم يبتعد
    الوصول .
    ستكون نسرا من لهيب،والبلاد فضاءك الكحليّ .
    تسأل : " هل أسأت إليك يا شعبي ؟ " وتنكسر
    السفوح على جناح النسر . يحترق الجناح على بخار
    الأرض .تصعد،ثم تهبط،ثم تصعد ثم تدخل
    في السيول
    وتمرّ من كل البدايات احتفالا : " هل أسأت إليك
    يا زمني ؟ " تغنّي الأخضر الممتدّ بين يدين
    يابستين : تدخل وردة وتصبح : ما هذا الزحام ؟ .
    ترى دما فتصبح : من قتل الدليل ؟
    وتموت وحدك .سوف تتركك البحار على شواطئها
    وحيدا كالحصى . ستفرّ منك المكتبات،السيّدات،
    الأغنيات،شوارع المدن،القطارات،المطارات
    البلاد تفرّ من يدك التي خلقت بلادا للهديل .
    وتموت وحدك . سوف تهجرك البراكين التي كانت
    تطيع صهيلك الدامي . وتهجرك اندفاعات الدم
    الجنسيّ والفرح الذي يرميك للأسماك . يهجرك
    التساؤل والتعامل بين أغنية وسجّان ويهجرك
    الصهيل .
    وسيدفنون العطر بعدك . يمنحون الورد قيدك .
    يحكمون على الندى المهجور بالإعدام بعدك .
    يشعلون النار في الكلمات بعدك . يسرقون الماء من
    أعشاب جلدك . يطردونك من مناديل الجليل .
    وتقول لا ـ للمسرح اللغويّ
    لا – لحدود هذا الحلم
    لا – للمستحيل
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر السبت فبراير 06, 2010 1:48 am

    149 ـ الورد والقاموس
    و ليكن .
    لا بد لي..
    لا بد للشاعر من نخب جديد
    و أناشيد جديدة
    إنني أحمل مفتاح الأساطير و آثار العبيد
    و أنا أجتاز سردابا من النسيان
    و الفلفل،و الصيف القديم
    و أرى التاريخ في هيئة شيخ،
    يلعب النرد و يمتصّ النجوم
    و ليكن
    لا بدّ لي أن أرفض الموت،
    و إن كانت أساطيري تموت
    إنني أبحث في الأنقاض عن ضوء،و عن شعر جديد
    آه..هل أدركت قبل اليوم
    أن الحرف في القاموس،يا حبي،بليد
    كيف تحيا كلّ هذي الكلمات !
    كيف تنمو ؟..كيف تكبر ؟
    نحن ما زلنا نغذيها دموع الذكريات
    واستعارات..و سكّر !
    وليكن..
    لا بد لي أن أرفض الورد الذي
    يأتي من القاموس،أو ديوان شعر
    ينبت الورد على ساعد فلاّح،و في قبضة عامل
    ينبت الورد على جرح مقاتل
    و على جبهة صخر..
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر السبت فبراير 06, 2010 1:49 am

    150 ـ وشم العبيد
    روما على جلودنا
    أرقام أسرى .و السياط
    تفكها إذا هوت،أو ترتخي..
    كان العبيد عزّلا
    ففتتوا البلاط !
    بابل حول جيدنا
    وشم سبايا عائدة
    تغيرت ملابس الطاغوت
    من عاش بعد الموت
    لو آمنت..لا يموت
    متنا و عشنا،و الطريق واحدة !
    إفريقيا في رقصنا
    طبل..و نار حافية
    وشهوة على دخان غانية .
    في ذات يوم..أحسن العزف على
    ناي الجذوع الهاوية .
    أنوّم الأفعى
    و أرمي نابها في ناحية
    فتلقي في رقصة جديدة..جديدة
    إفريقيا..وآسيه !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء فبراير 10, 2010 3:45 am

    151 ـ وطن
    علّقوني على جدائل نخلة
    واشنقوني..فلن أخون النخلة !
    هذه الأرض لي..و كنت قديما
    أحلب النوق راضيا و موله
    وطني ليس حزمة من حكايا
    ليس ذكرى،و ليس حقل أهلّه
    ليس ضوءا على سوالف فلّة
    وطني غضبة الغريب على الحزن
    وطفل يريد عيدا و قبلة
    ورياح ضاقت بحجرة سجن
    و عجوز يبكي بنيه..و حقله
    هذه الأرض جلد عظمي
    و قلبي..
    فوق أعشابها يطير كنخلة
    علقوني على جدائل نخلة
    و اشنقوني فلن أخون النخلة !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء فبراير 10, 2010 3:45 am

    152 ـ وعاد في كفن
    ـ 1ـ
    يحكون في بلادنا
    يحكون في شجن
    عن صاحبي الذي مضى
    و عاد في كفن
    ـ 2 ـ
    كان اسمه..
    لا تذكروا اسمه !
    خلوه في قلوبنا..
    لا تدعوا الكلمة
    تضيع في الهواء،كالرماد..
    خلوه جرحا راعفا..لا يعرف الضماد
    طريقه إليه..
    أخاف يا أحبتي..أخاف يا أيتام..
    أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
    أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء !
    أخاف أن تنام في قلوبنا
    جراحنا..
    أخاف أن تنام ! !
    و لم يضع رسالة . .كعادة المسافرين
    تقول إني عائد..و تسكت الظنون
    و لم يخط كلمة..
    تخاطب السماء و الأشياء،
    تقول : يا وسادة السرير !
    يا حقيبة الثياب !
    يا ليل ! يا نجوم ! يا إله ! يا سحاب ! :
    أما رأيتم شاردا..عيناه نجمتان ؟
    يداه سلتان من ريحان
    و صدره و سادة النجوم و القمر
    و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
    أما رأيتم شاردا
    مسافرا لا يحسن السفر !
    راح بلا زوادة،من يطعم الفتى
    إن جاع في طريقه ؟
    قلبي عليه من غوائل الدروب !
    قلبي عليك يا فتى..يا ولداه !
    قولوا لها،يا ليل ! يا نجوم !
    يا دروب ! يا سحاب !
    قولوا لها : لن تحملي الجواب
    فالجرح فوق الدمع . .فوق الحزن و العذاب !لن تحملي..لن
    تصبري كثيرا
    لأنه..
    لأنه مات،و لم يزل صغيرا !
    ـ 3 ـ
    يا أمه !
    لا تقلعي الدموع من جذورها !
    للدمع يا والدتي جذور،
    تخاطب المساء كل يوم..
    تقول : يا قافلة المساء !
    من أين تعبرين ؟
    غضت دروب الموت..حين سدها المسافرون
    سدت دروب الحزن..لو وقفت لحظتين
    لحظتين !
    لتمسحي الجبين و العينين
    و تحملي من دمعنا تذكار
    لمن قضوا من قبلنا..أحبابنا المهاجرين
    لا تشرحوا الأمور !
    أنا رأيت جرحه
    حدقّت في أبعاده كثيرا..
    " قلبي على أطفالنا "
    و كل أم تحضن السريرا !
    يا أصدقاء الراحل البعيد
    لا تسألوا : متى يعود
    لا تسألوا كثيرا
    بل اسألوا : متى
    يستيقظ الرجال !
    لتمسحي الجبين و العينين
    و تحملي من دمعنا تذكار
    لمن قضوا من قبلنا..أحبابنا المهاجرين
    لا تشرحوا الأمور !
    أنا رأيت جرحه
    حدقّت في أبعاده كثيرا..
    " قلبي على أطفالنا "
    و كل أم تحضن السريرا !
    يا أصدقاء الراحل البعيد
    لا تسألوا : متى يعود
    لا تسألوا كثيرا
    بل اسألوا : متى
    يستيقظ الرجال !
    لتمسحي الجبين و العينين
    و تحملي من دمعنا تذكار
    لمن قضوا من قبلنا..أحبابنا المهاجرين
    يا أمه !
    لا تقلعي الدموع من جذورها
    خلي ببئر القلب دمعتين !
    فقد يموت في غد أبوه..أو أخوه
    أو صديقه أنا
    خلي لنا..
    للميتين في غد لو دمعتين..دمعتين !
    ـ 4 ـ
    يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
    حرائق الرصاص في وجناته
    وصدره..ووجهه..
    لا تشرحوا الأمور !
    أنا رأيت جرحه
    حدقّت في أبعاده كثيرا..
    " قلبي على أطفالنا "
    و كل أم تحضن السريرا !
    يا أصدقاء الراحل البعيد
    لا تسألوا : متى يعود
    لا تسألوا كثيرا
    بل اسألوا : متى
    يستيقظ الرجال !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء فبراير 10, 2010 3:46 am

    153 ـ وعود من العاصفة
    و ليكن..
    لا بدّ لي أن أرفض الموت
    و أن أحرق دمع الأغنيات الراعفه
    و أعرّي شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة
    فإذا كنت أغني للفرح
    خلف أجفان العيون الخائفة
    فلأنّ العاصفة
    وعدتني بنبيذ..و بأنخاب جديدة
    و بأقواس قزح
    و لأن العاصفة
    كنست صوت العصافير البليدة
    و الغصون المستعارة
    عن جذوع الشجرات الواقفة .
    و ليكن..
    لا بدّ لي أن أتباهى،بك،يا جرح المدينة
    أنت يا لوحة برق في ليالينا الحزينة
    يعبس الشارع في وجهي
    فتحميني من الظل و نظرات الضغينة
    سأغنى للفرح
    خلف أجفان العيون الخائفة
    منذ هبت،في بلادي،العاصفة
    وعدتني بنبيذ،وبأقواس قزح
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء فبراير 10, 2010 3:59 am

    154 ـ ولاء
    حملت صوتك في قلبي و أوردتي
    فما عليك إذا فارقت معركتي
    أطعمت للريح أبياتي وزخرفها
    إن لم تكن كسيوف النار قافيتي
    آمنت بالحرف..إما ميتا عدما
    أو ناصبا لعدوي حبل مشنقة
    آمنت بالحرف..نارا لا يضير إذا
    كنت الرماد أنا أو كان طاغيتي !
    فإن سقطت..و كفى رافع علمي
    سيكتب الناس فوق القبر :
    " لم يمت "............
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء فبراير 10, 2010 4:00 am

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 12 008

    155 ـ ولادة
    كانت أشجار التين
    و أبوك..
    و كوخ الطين
    و عيون الفلاحين
    تبكي في تشرين !
    ـ المولود صبي
    ثالثهم..
    و الثدي شحيح
    و الريح
    ذرت أوراق التين !
    حزنت قارئة الرمل
    وروت لي،
    همسا،
    هذا الغصن حزين !
    ـ يا أمي
    جاوزت العشرين
    فدعي الهمّ،و نامي !
    إن قصفت عاصفة
    في تشرين..
    ثالثهم..
    فجذور التين
    راسخة في الصخر..و في الطين
    تعطيك غصونا أخرى..
    و غصون !

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 2:50 am