ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


+15
بنت الثورة
جيفارا حيفا
الملاك البرئ
بنت ابا الميسا
ريتا
عاشق-جيفارا
ابو عدى
ماركوس
ابنة الجبهة الشعبية
تشي ليلي
حكيم الثورة
فتحاوية والله
الغـــ باســـــل ـــــربي
جيــ تشي ــفارا
النسر الأحمر
19 مشترك

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أغسطس 22, 2008 10:26 pm

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    الشاعر الفلسطيني الكبير
    محمود درويش
    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Darwich1

    لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات . فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية ، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا ، هكذا صدر الحكم ـ قدريا ـ على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها .
    والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت ـ بصورة نموذجية ـ أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها ، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب .

    مع الميلاد : عندما كنت صغيرا . . كانت الوردة داري . . والعصافير إزاري
    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Darwich3


    في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة " بالقرب من عكا ، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير ، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره .
    في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب ، وعلى هرج في المنزل ، وخروج فجائي ، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم " عصابات الهاجاناة " .
    ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان " ، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات ، مثل : فلسطين ، وكالات الغوث ، الصليب الأحمر ، المخيم ، واللاجئين . . وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض ، حين كان لاجئا فلسطينيا ، وسُرقت منه طفولته وأرضه .
    وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية ، وعن هذه التجربة يقول:
    " قيل لي في مساء ذات يوم . . الليلة نعود إلى فلسطين ، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل ، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل : أنا الآن في فلسطين الموعودة ؟! ولكن أين هي ؟ فلم أعد إلى بيتي ، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت " .
    هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء ، فصار يحمل اسما جديدا هو: " لاجئ فلسطيني في فلسطين " ، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية ، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل " . . وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي ، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية ، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي ( راكاح ) ، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول : " مع الشعوب العربية . . ضد الاستعمار " ، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر ، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة ، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش .
    وبعد سلسلة من المحاصرات ، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه ، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي ، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته .


    عدل سابقا من قبل النسر الأحمر في الجمعة أغسطس 22, 2008 10:54 pm عدل 1 مرات

    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    عدد الرسائل : 11994
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:11 pm

    ـ 11ـ
    أداعب الزمن
    كأمير يلاطف حصانا .
    و ألعب بالأيام
    كما يلعب الأطفال بالخرز الملون
    إني أحتفل اليوم
    بمرور يوم على اليوم السابق
    و أحتفل غدا
    بمرور يومين على الأمس
    و أشرب نخب الأمس
    ذكرى اليوم القادم
    و هكذا..أواصل حياتي
    عندما سقطت عن ظهر حصاني الجامح
    و انكسرت ذراعي
    أوجعتني إصبعي التي جرحت
    قبل ألف سنة !
    و عندما أحييت ذكرى الأربعين لمدينة عكا
    أجهشت في البكاء على غرناطة
    و عندما التفّ حبل المشنقة حول عنقي
    كرهت أعدائي كثيرا
    لأنهم سرقوا ربطة عنقي !
    ـ 12 ـ
    نرسم القدس :
    إله يتعرّى فوق خطّ داكن الخضرة .أشباه عصافير تهاجر
    و صليب واقف في الشارع الخلفيّ . شيء يشبه البرقوق
    و الدهشة من خلف القناطر
    و فضاء واسع يمتدّ من عورة جندي إلي تاريخ شاعر .
    نكتب القدس :
    عاصمة الأمل الكاذب..الثائر الهارب..الكوكب
    الغائب . اختلطت في أزقّتها الكلمات الغريبة،
    و انفصلت عن شفاه المغّنين و الباعة القبل
    السابقة .
    قام فيها جدار جديد لشوق جديد،و طروادة
    التحقت بالسبايا . و لم تقل الصخرة الناطقة
    لفظة تثبت العكس .طونى لمن يجهض النار في
    الصاعقة ! .
    و تغني القدس :
    يا أطفال بابل
    يا مواليد السلاسل
    ستعودون إلي القدس قريبا
    و قريبا تكبرون .
    و قريبا تحصدون القمح من ذاكرة الماضي
    قريبا يصبح المع سنابل
    آه،يا أطفال بابل
    ستعودون إلي القدس قريبا
    و قريبا تكبرون .
    و قريبا
    و قريبا
    وقريبا..
    هلّلويا
    هلّلويا !

    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:12 pm

    127 ـ المزمور الحادي والخمسون بعد المائة
    أورشليم ! التي ابتعدت عن شفاهي..
    المسافات أقرب .
    بيننا شارعان،و ظهر إله
    و أنا فيك كوكب
    كائن فيك،طوبى لجسمي المعذّب !
    يسقط البعد في ليل بابل
    و انتمائي إلي خضرة الموت ـ حق
    و بكاء الشبابيك ـ حق
    صوت حرّيتي قادم من صليل السلاسل
    و صليبي يقاتل !
    أورشليم ! التي عصرت كل أسمائها
    في دمي..
    خدعتني اللغات التي خدعتني
    لن أسميك
    إني أذوب،و إنّ المسافات أقرب
    و إمام المغنّين صكّ سلاحا ليقتلني
    في زمان الحنين المعلّب،
    و المزامير صارت حجارة
    رجموني بها
    و أعادوا اغتيالي
    قرب بيارة البرتقال..
    أورشليم ! التي أخذت شكل زيتونة
    دامية..
    صار جلدي حذاء
    للأساطير و الأنبياء
    بابلي أنت،طوبى لمن جاور الليلة الآتية
    و أنا فيك أقرب
    من بكاء الشبابيك . طوبى
    لإمام المغنّين في الليلة الماضية
    و إمام المغنّين كان،و جسمي كائن
    و أنا فيك كوكب
    يسقط البعد في ليل بابل
    و صليبي يقاتل..
    هلّلويا
    هلّلويا..
    هلّلويا..
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:13 pm

    128 ـ المستحيل
    أموت اشتياقا
    أموت احتراقا
    وشنقا أموت
    وذبحا أموت
    و لكنني لا أقول
    مضى حبنا،و انقضى
    حبنا لا يموت
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:14 pm

    129 ـ مطر
    ـ 1ـ
    ناري،
    و خمس زنابق شمعية في المزهرية
    و عزاؤنا الموروث :
    في الغيمات ماء
    و الأرض تعطش . و السماء
    تروى . و خمس زنابق شمعية في المزهرية .
    ـ 2ـ
    عفوية صلوات جدتنا،و كان
    جدي يحب الكستناء
    و طعام أمي
    قد كنت كالحمل الوديع
    و كان همي
    أن يفاجئنا الربيع !
    يا جدي المرحوم ! أهلا بالمطر
    يروي ثراك . فلا يزال السنديان
    من يومها يدمي الحجر !
    ـ 3 ـ
    لنقل مع الأجداد :خير !
    هذا مخاض الأرض : خير !
    تضع الوليد غدا..ربيعا أخضرا !
    كعيون سائحة أطلّت ذات فجر !
    لا الأم أمي..
    لا الوليد أخي،و لا
    ذات العيون الخضر لي
    و أقول :خير !
    ـ 4 ـ
    يا نوح !
    هبني غصن زيتون
    ووالدتي..حمامة !
    إنّا صنعنا جنة
    كانت نهايتها صناديق القمامة !
    يا نوح !
    لا ترحل بنا
    إن الممات هنا سلامة
    إنّا جذور لا تعيش بغير أرض..
    و لتكن أرضي قيامه !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:15 pm

    130 ـ المطر الأول
    في رذاذ المطر الناعم
    كانت شفتاها
    وردة تنمو على جلدي،
    و كانت مقلتاها
    أفقا يمتدّ من أمسي
    إلي مستقبلي..
    كانت الحلوة لي
    كانت الحلوة تعويضا عن القبر
    الذي ضم إلها
    و أنا جئت إليها
    من وميض المنجل
    و الأهازيج التي تطلع من لحم أبي
    نارا..و آها..
    ( كان لي في المطر الأول
    يا ذات العيون السود
    بستان ودار
    كان لي معطف صوف
    وبذار
    كان لي في بابك الضائع
    ليل و نهار.. )
    سألتني عن مواعيد كتبناها
    على دفتر طين
    عن مناخ البلد النائي
    و جسر النازحين
    و عن الأرض التي تحملها
    في حبّة تين،
    سألتني عن مرايا انكسرت
    قبل سنين..
    عندما ودّعتها
    في مدخل الميناء
    كانت شفتاها
    قبلة
    تحفر في جلدي صليب الياسمين . .
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:16 pm

    131 ـ مطر ناعم في خريف بعيد
    مطر ناعم في خريف بعيد
    و العصافير زرقاء..زرقاء
    و الأرض عيد .
    لا تقولي أنا غيمة في المطار
    فأنا لا أريد
    من بلادي التي سقطت من زجاج القطار
    غير منديل أمي
    و أسباب موت جديد .
    مطر ناعم في خريف غريب
    و الشبابيك بيضاء..بيضاء
    و الشمس بيّارة في المغيب
    و أنا برتقال سلّيب،
    فلماذا تفرين من جسدي
    و أنا لا أريد
    من بلاد السكاكين و العندليب
    غير منديل أمي
    و أسباب موت جديد .
    مطر ناعم في خريف حزين
    و المواعيد خضراء..خضراء
    و الشمس طين
    لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين
    كان وجهي مساء
    و موتى جنين .
    و أنا لا أريد
    من بلادي التي نسيت لهجة الغائبين
    غير منديل أمي
    و أسباب موت جديد
    مطر ناعم في خريف بعيد
    و العصافير زرقاء..زرقاء
    و الأرض عيد .
    و العصافير طارت إلي زمن لا يعود
    و تريدين أن تعرفي وطني
    و الذي بيننا
    ـ وطني لذة في القيود
    ـ قبلتي أرسلت في البريد
    و أنا لا أريد
    من بلادي التي ذبحتني
    غير منديل أمي
    و أسباب موت جديد..
    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 728733
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:16 pm

    132 ـ مغني الدم
    لمغنّيك،على الزيتون،خمسون وتر
    و مغنيك أسير كان للريح،و عبدا للمطر
    و مغنيك الذي تاب عن نوم تسلّى بالسهر
    سيسمي طلعة الورد،كما شئت،شرر
    سيسمّي غابة الزيتون في،ميلاد سحر
    و سيبكي،هكذا اعتاد
    إذا مرّ نسيم فوق خمسين وتر
    آه يا خمسين لحنا دمويا
    كيف صارت بركة الدمّ نجوما و شجر ؟
    الذي مات هو القاتل يا قيثارتي
    و مغنيك انتصر !
    افتحي الأبواب يا قريتنا
    افتحيها للرياح الأربع
    ودعي خمسين جرحا يتوهّج
    كفر قاسم..
    قرية تحلم بالقمح،و أزهار البنفسج
    و بأعراس الحمائم
    ........
    ـ احصدوهم دفعة واحدة
    احصدوهم
    ........
    ... . .حصدوهم..
    ........
    آه يا سنبلة القمح على صدر الحقول
    و مغنيك يقول :
    ليتني أعرف سر الشجرة
    ليتني أدفن كل الكلمات الميتة
    ليت لي قوة صمت المقبرة
    يا يدا تعزف،يا للعار ! خمسين وتر
    ليتني أكتب بالمنجل تاريخي
    و بالفأس حياتي،
    وجناح القبره
    ........
    كفر قاسم
    إنني عدت من الموت لأحيا،لأغني
    فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج
    و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
    إنني مندوب جرح لا يساوم
    علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
    و أمشي..
    ثم أمشي..
    و أقاوم
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:18 pm

    132 ـ مغني الدم
    لمغنّيك،على الزيتون،خمسون وتر
    و مغنيك أسير كان للريح،و عبدا للمطر
    و مغنيك الذي تاب عن نوم تسلّى بالسهر
    سيسمي طلعة الورد،كما شئت،شرر
    سيسمّي غابة الزيتون في،ميلاد سحر
    و سيبكي،هكذا اعتاد
    إذا مرّ نسيم فوق خمسين وتر
    آه يا خمسين لحنا دمويا
    كيف صارت بركة الدمّ نجوما و شجر ؟
    الذي مات هو القاتل يا قيثارتي
    و مغنيك انتصر !
    افتحي الأبواب يا قريتنا
    افتحيها للرياح الأربع
    ودعي خمسين جرحا يتوهّج
    كفر قاسم..
    قرية تحلم بالقمح،و أزهار البنفسج
    و بأعراس الحمائم
    ........
    ـ احصدوهم دفعة واحدة
    احصدوهم
    ........
    ... . .حصدوهم..
    ........
    آه يا سنبلة القمح على صدر الحقول
    و مغنيك يقول :
    ليتني أعرف سر الشجرة
    ليتني أدفن كل الكلمات الميتة
    ليت لي قوة صمت المقبرة
    يا يدا تعزف،يا للعار ! خمسين وتر
    ليتني أكتب بالمنجل تاريخي
    و بالفأس حياتي،
    وجناح القبره
    ........
    كفر قاسم
    إنني عدت من الموت لأحيا،لأغني
    فدعيني أستعر صوتي من جرح توهّج
    و أعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
    إنني مندوب جرح لا يساوم
    علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
    و أمشي..
    ثم أمشي..
    و أقاوم
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:19 pm

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 008

    133 ـ المناديل
    كمقابر الشهداء صمتك
    و الطريق إلي امتداد
    ويداك..أذكر طائرين
    يحوّمان على فؤادي
    فدعي مخاض البرق
    للأفق المعبّأ بالسواد
    و توقّعي قبلا مدماه
    و يوما دون زاد
    و تعودي ما دمت لي
    موتي . .و أحزان البعاد !
    كفنّ مناديل الوداع
    و خفق ريح في الرماد
    ما لوّحت،إلاّ ودم سال
    في أغوار واد
    وبكى،لصوت ما،حنين
    في شراع السندباد
    ردّي،سألتك،شهقة المنديل
    مزمارا ينادي..
    فرحي بأن ألقاك وعدا
    كان يكبر في بعادي
    ما لي سوى عينيك،لا تبكي
    على موت معاد
    لا تستعيري من مناديلي
    أناشيد الوداد
    أرجوك ! لفيها ضمادا
    حول جرح في بلادي
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:20 pm

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 008
    134 ـ موال
    خسرت حلما جميلا،
    خسرت لسع الزنابق
    و كان ليلي طويلا،
    على سياج الحدائق
    وما خسرت السبيلا
    لقد تعوّد كفّى،
    على جراح الأماني
    هزي يدي بعنف..ينساب نهر الأغاني
    يا أم مهري و سيفي !
    ـ يمّا..مويل الهوى
    ـ يمّا..مويليا
    "ضرب الخناجر..و لا
    "حكم النذل فيّا
    *
    يداك فوق جبيني،تاجان من كبرياء
    إذا انحنيت،انحنى،تل وضاعت سماء
    ولا أعود جديرا بقبلة أو دعاء
    و الباب يوصد دوني
    كوني على شفتيا
    اسما لكل الفصول
    لم يأخذوا من يديّا،
    إلا مناخ الحقول
    و أنت عندي دنيا !
    "يمّا..مويل الهوى
    "يمّا..مويليا
    "ضرب الخناجر..و لا
    "حكم النذل فيّا
    *
    الريح تنعس عندي..على جبين ابتسامة
    و القيد خاتم مجد،و شامة للكرامة
    و ساعدي..للتحدي
    على يديك تصلي طفولة المستقبل
    وخلف جفنيك،طفلي يقول : يومي أجمل
    و أنت شمسي و ظلي
    *
    "يمّا..مويل الهوى
    "يمّا..مويليا
    "ضرب الخناجر..و لا
    "حكم النذل فيّا
    الأرض،أم أنت عندي أم أنتما توأمان
    مد مدّ للشمس زندي ؟ الأرض،أم مقلتان
    سيان سيان..عندي
    *
    إذا خسرت الصديقة فقدت طعم السنابل
    و إن فقدت الحديقة ضيّعت عطر الجدائل
    و ضاع حلم الحقيقة
    *
    عن الورد أدافع شوقا إلي شفتيك
    وعن تراب الشوارع خوفا على قدميك
    و عن دفاعي أدافع
    *
    "يمّا..مويل الهوى
    "يما..مويليا
    "ضرب الخناجر..و لا
    "حكم النذل فيّا
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:21 pm

    135 ـ موت آخر وأحبك
    ـ 1ـ
    أجدّد يوما مضى،لأحبّك يوما..و أمضي
    و ما كان حبا
    لأن ذراعيّ أقصر من جبل لا أراه
    و أكمل هذا العناق البدائيّ،أصعد هذا الإله
    الصغير
    و ما كان يوما
    لأن فراش الحقول البعيدة ساعة حائط
    و أكمل هذا الرحيل البدائيّ . أصعد هذا الإله
    الصغير
    و ما كنت سيدة الأرض يوما
    لأن الحروب تلامس خصرك سرب حمام
    و تنتشرين على موتنا أفقا من سلام
    يسد طريقي إلي شفتيك،فأصعد هذا الإله
    الصغير
    و ما كنت ألعب في الرمل لهوا
    لأن الرذاذ يكسرني حين تعلن عيناك
    أن الدروب إلي شهداء المدينة مقفرة من يديك
    فأصعد هذا الإله الصغير
    و ما كان حبا
    و ما كان يوما
    و ما كنت
    و ما كنت
    إني أجدد يوما مضى
    لأحبك يوما
    و أمضي
    ـ 2 ـ
    سألتك أن تريديني خريفا و نهرا
    سألتك أن تعبري النهر وحدي
    و تنتشري في الحقول معا
    سألتك ألا أكون و ألا تكوني
    سألتك أن ترتديني
    خريفا
    لأذبل فيك،و ننمو معا
    سألتك ألا أكون و ألا تكوني
    سألتك أن تريديني
    نهرا
    لأفقد ذاكرتي في الخريف
    و نمشي معا
    و في كل شيء نكون
    يوحدّنا ما يشتّتنا
    ليس هذا هو الحبّ
    في كل شيء نكون
    يجددنا ما يفتّتنا
    ليس هذا هو الحبّ ـ
    هذا أنا..
    أجيئك منك،فكيف أحبك ؟
    كيف تكونين دهشة عمري ؟
    و أعرف
    أن النساء تخون جميع المحبين الأّ المرايا
    و أعرف :
    أن التراب يخون جميع المحبين إلاّ البقايا
    أجيئك منك انتظارا
    و أغرق فيك انتحارا
    أجيئك منك انفجارا
    و أسقط فيك شظايا..
    و كيف أقول أحبك ؟
    كيف تحاول خمس حواسّ مقابلة المعجزة
    و عيناك معجزتان ؟
    تكونين نائمة حين يخطفني الموج
    عند نهاية صدرك يبتدئ البحر
    ينقسم الكون هذا المساء إلي اثنين :
    أنت و مركبة الأرض .
    من أين أجمع صوت الجهات لأصرخ :
    إني أحبك
    ـ 3 ـ
    تكونين حريتي بعد موت جديد
    أحبّ
    أجدّد موتي
    أودّع هذا الزمان و أصعد
    عيناك نافذتان على حلم لا يجيء
    و في كل حلم أرمّم حلما و أحلم
    قالت مريّا : سأهديك غرفة نومي
    فقلت : سأهديك زنزانتي يا ماريّا
    ـ لماذا أحبك ؟
    من أجل طفل يؤجل هجرتنا يا ماريا
    ـ سأهديك خاتم عرسي
    سأهديك قيدي و أمسي
    ـ لماذا تحارب ؟
    من أجل يوم بلا أنبياء
    تكونين جندية،تغلقين طريقي،تقولين : ما اسمك ؟
    أعلن أني أمشط موج البحار بأغنيتي ودمي
    كي تكوني مريّا
    ـ إلي أين تذهب ؟
    أذهب في أول السطر،لا شيء يكتمل الآن
    ـ هل يلعب الشهداء بأضلاعهم كي تعود مريّا ؟
    تعود . و هم لا يعودون
    ـ هل كنت فيهم
    وعدت لأني نصف شهيد
    لأني رأيت مريا
    ـ سأهديك غرفة نومي
    سأهديك زنزانتي يا مريّا .
    ـ 4 ـ
    غربيان
    إن القبائل تحت ثيابي تهاجر
    و الطفل يملأ ثنية ركبتك
    الآن أعلن أن ثيابك ليست كفن
    غريبان
    إن الجبال الجبال الجبال..
    غريبان
    ما بين يومين يولد يوم جديد لنا
    قلنا : وطن
    غريبان
    إن الرمال الرمال الرمال..
    غريبان
    و الأرض تعلن زينتها
    ـ أنت زينتها ـ
    و السماء تهاجر تحت يدين
    غريبان
    إن الشمال الشمال الشمال
    غريبان
    شعرك سقفي،و كفاك صوتان
    أقبّل صوتا
    و أسمع صوتا
    و حبك سيفي
    و عيناك نهران
    و الآن أشهد أن حضورك موت
    و أن غيابك موتان
    و الآن أمشي على خنجر و أغني
    فقد عرف الموت أني
    أحبك،أني
    أجدد يوما مضى
    لأحبك يوما
    و أمضي..
    ـ 5 ـ
    سمعت دمي،فاستمعت إليك
    و لم تصلي بعد
    كان البنفسج لون الرحيل
    و كنت أميل مع الشمس ـ
    يا أيّها الممكن المستحيل
    و كانت ظلال النخيل تغطي خطانا التي تتكون
    منذ الصباح و أمس .
    و كنا نميل مع الشمس .
    كنت القتيل الذي لا يعود
    نسيت الجنازة خلف حدود يديك
    سمعت دمي فاستمعت إليك..
    إلي أين أذهب ؟
    ليست مفاتيح بيتي معي
    ليس بيتي أمامي
    و ليس الوراء ورائي
    و ليس الأمام أمامي
    إلي أين أذهب ؟
    إن دمائي تطاردني،و الحروب تحاربني،و الجهات
    تفتشني عن جهاتي
    فأذهب في جهة لا تكون
    كأنّ يديك على جبهتي لحظتان
    أدور أدور
    و لا تذهبان
    أسير أسير
    و لا تأتيان
    كأن يديك أبد
    آه،من زمن في جسد !
    يعرف الموت أني أحبّك
    يعرف وقتي
    فيحمل صوتي
    و يأتيك مثل سعاة البريد
    و مثل جباه الضرائب
    يفتح نافذة لا تطل على شجر
    ( قد ذهبت و لم أعرف ) .
    يعرف الموت أني أحبك..
    يستجوب القبلة النصف..
    تستقبلين اعترافي..
    و تبكين زنبقة ذبلت في الرسالة
    ثم تنامين وحدك وحدك وحدك
    يشهق موت بعيد
    و يبقى بعيد
    إلي أين أذهب ؟
    إن الجداول باقية في عروقي
    و إن السنابل تنضج تحت ثيابي
    و إنّ المنازل مهجورة في تجاعيد كفي
    و إن السلاسل تلتفّ حول دمي
    و ليس الأمام أمامي
    و ليس الوراء ورائي
    كأن يديك المكان الوحيد
    كأن يديك بلد
    آه من وطن في جسد !
    ـ 6 ـ
    وصلت إلي الوقت مبتعدا
    لم يكون بلدا
    كي أقول وصلت
    و ما كان ـ حين وصلت ـ سدى
    كي أقول تعبت
    و ما كان وقتا لأمضي إليه..
    وصلت إلي الوقت مبتعدا
    لم أجد أحدا
    غير صورتها في إطار من الماء
    مثل جبيني الذي ضاع بيني
    و بين رؤاي سدى !
    سمعت دمي
    فاستمعت إليك
    مشيت
    لأمشي إليك
    و كانت عصافير ملء الهواء
    تسير ورائي
    و تأكلني ـ كنت سنبلة ـ
    كنت أحمل ضلعا و أسأل أين بقية
    آخر الشهداء
    يحاول ثانية
    كيف أحمل نهرا بقبضة كفي
    و أحمل سيفي
    و لا يسقطان
    أنا آخر الشهداء
    أسجل أنك قدسية في الزمان وضائعة
    في المكان
    أريد بقية ضلعي
    أريد بقية ضلعي
    أريد بقية ضلعي

    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:00 am

    136 ـ الموت في الغابة
    نامي !
    فعين الله نائمة
    عنا . .و أسراب الشحارير
    و السنديانة..و الطريق هنا
    فتوسدي أجفان مصدور
    و ثلاث عشرة نجمة خمدت
    في درب أوهام المقادير
    لا شيء ! قصة طفلة همدت
    لا شيء يوحي صمت تفكير
    جرح صغير..مات صاحبه
    فطواه ليل كالأساطير
    تاريخه..أنفاس مزرعة
    تسطو عليها كف شرير
    كانت،فلا نقرات قبرة
    بقيت،و لا صيحات ناطور
    و غصون زيتون مقدسة
    ذبلت عليها قطرة النور !
    لا شيء يستدعي غناء أسى
    فالموت أكبر من مزاميري..
    نامي..عيون الله نائمة
    عنا،و أسراب الشحارير
    وضماد جرحك زهرة ذبلت !
    في مسرب في الفسح مهجور
    لكن عين أخيك ساهرة
    خلف الضباب،ووحشة السور
    و فؤاده ملقى على جسد
    ينهد كالأطلال..مصدور
    و يداه ممسكتان في لهف
    بترابه..رغم الأعاصير ! . .
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:01 am

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 008

    137 ـ الموت مجانا
    كان الخريف يمرّ في لحمي جنازة برتقال..
    قمرا نحاسيا تفتته الحجارة و الرمال
    و تساقط الأطفال في قلبي على مهج الرجال
    كل الوجوم نصيب عيني..كل شيء لا يقال..
    و من الدم المسفوك أذرعة تناديني : تعال !
    فلترفعي جيدا إلي شمس تحنّت بالدماء
    لا تدفني موتاك !..خليهم كأعمدة الضياء
    خلي دمي المسفوك..لافته الطغاة إلي المساء
    خليه ندا للجبال الخضر في صدر الفضاء !
    لا تسألي الشعراء أن يرثوا زغاليل الخميلة
    شرف الطفولة أنها
    خطر على أمن القبيلة
    إني أباركهم بمجد يرضع الدم و الرذيلة
    و أهنيء الجلاد منتصرا على عين كحيلة
    كي يستعير كساءه الشتوي من شعر الجديلة
    مرحى لفاتح قرية !..مرحى لسفاح الطفولة !..
    يا كفر قاسم !..إن أنصاب القبور يد تشدّ
    و تشد للأعماق أغراسي و أغراس اليتامى إذ تمد
    باقون..يا يدك النبيلة،علمينا كيف نشدو
    باقون مثل الضوء،و الكلمات،لا يلويهما ألم و قيد
    يا كفر قاس !
    إن أنصاب القبور يد تشد..!
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:02 am

    138 ـ الموعد
    لم تزل شرفة..هناك
    في بلادي،ملوحة
    ويد تمنح الملاك
    أغنيات،و أجنحة
    العصافير أم صداك
    أم مواعيد مفرحة
    قتلتني..لكي أراك ؟ !
    وطني ! حبنا هلاك
    و الأغاني مجرحة
    كلما جاءني نداك
    هجر القلب مطرحه
    و تلاقى على رباك
    بالجروح المفتحة
    لا تلمني ففي ثراك
    أصبح الحب..مذبحة !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:04 am

    139 ـ الموعد الأول
    شدّت على يدي
    ووشوشتني كلمتين
    أعزّ ما ملكته طوال يوم :
    " سنلتقي غدا "
    و لفّها الطريق
    حلقت ذقني مرتين !
    مسحت نعلي مرتين
    أخذت ثوب صاحبي..و ليرتين..
    لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب !...
    *
    وحدي على المقعد
    و العاشقون يبسمون..
    و خافقي يقول :
    و نحن سوف نبتسم !
    *
    لعلّها قادمة على الطريق..
    لعلّها سهت .
    لعلّها..لعلّها
    و لم تزل دقيقتان !
    *
    النصف بعد الرابعة
    النصف مر
    و ساعة..و ساعتان
    و امتدت الظلال
    و لم تجيء من وعدت
    في النصف بعد الرابعة
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:04 am

    140 ـ ناي
    لا تقتلوني أيّها الرعاة
    لا تعزفوا
    خافوا عليّ الله
    أستحلف الفحيح أن ينام
    في ألحانكم..
    حتى أمرّ في سلام
    زنجار ! يا قاتلي زنجار
    لا تنتظري
    إني سمعت الناي
    لا تنتظري
    إني هجرت الدار !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:06 am

    141 ـ النزول من الكرمل
    ليوم يجدّد لي موعدي،قلت للكرمل : الآن أمضي .
    و ينشر البحر بين السماء و مدخل جرحي
    و أذهب في أفّق ينحني فوقنا،و يصلّي
    لنا،أو يكسّرنا . هذه الأرض تشبهنا
    حين نأتي إليها . و تشبهنا حين نذهب عنها .
    تركت ورائي ملامحها،و اسمها كان يمشي أمامي
    يسمي ملامحها و انفجاري . تركت سرير الولادة
    تركت ضريحا معدا لأي كلام..
    تركت التي أوجعتها ذراعي . تركت التي أوجعتني يداها .
    تفتّش عن عاشق بعد خمس دقائق من هجرتي
    ليوم يجدّد لي موعدي،قلت للكرمل : الآن أمضي .
    تمرّ الرصاصة فوق جبيني،و تجمعني مثلما تجمع القبلة
    الشفتين
    و تولد رمّانة في الصخور التي دجّنتني،و تجعلني عاشقين
    بعيدا..بعيدا .
    و ينتشر البحر بين السماء و مدخل جرحي
    تخيّلت أنك متّكئي
    و سئمت العلاقة بين المسامير و الخشبة
    و حين ترجلت عن قمّة الرمح و الجرح أمسكت شيئا
    فكان حذاء الحرس
    يكلمني هابطا هابطا..
    منذ ذاك النهار المبكر أبحث عن موطئ القدمين
    و أتبع نهرا،و لا أتبع الموج
    هل أسترد زفيري ! .
    يقاسمني عسكريّ جراحي
    و يحرسها كي ينال وساما
    و يمنعني من مواصلة الموت،يأخذ نصف جراحي
    و يترك نصفا لأمن الأمم .
    يهزّ أصابع كفيّ
    فتسقط ذكرى .
    رصاص قديم .
    صنوبرة .
    ثمر فاسد .
    تهمة .
    أسئلة
    يفتّش كفّي ثانية،فيصادر حيفا التي هرّبت سنبلة
    و يا أيّها الكرمل،
    الآن تقرع أجراس كل الكنائس
    و تعلن أنّ مماتي المؤقّت لا ينتهي دائما،أو ينتهي مرّة،
    أيّها الكرمل،الآن تأتي إليك العصافير من ورق
    كنت لا فرق بين الحصى و العصافير .
    و الآن بعث المسيح يؤجّل ثانية
    أيّها الكرمل،الآن تبدأ عطلة كل المدارس
    و تنشدني الآن فيروز
    و الآن نأخذ أنبوبة من حبوب تسيل الدموع،
    فنبكي على جبل طائر
    أيّها الكرمل،الآن يجعلني ضابط آخر عرضة للخلود !
    بعدنا عن الشجر . البحر فاصلة بيننا
    و ها نحن بين الطهارة و الإثم شيئان يلتحمان و ينفصلان
    كأن الأحبّة دائرة من طباشير
    قابلة للفناء و قابلة للبقاء .
    و ها نحن نحمل ميلادنا مثلما تحمل المرأة العاقر الحلما
    و ها أنت مئذنة الله حينا
    و قبّعة لجنود المظلاّت حينا
    و ها أنت يا كرملي كلّما
    جرّدتني الحروب من الأرض أعطيتني حلما .
    و ها أنا أعلن أن الزمان تغيّر :
    كانت صنوبرة تجعل الله أقرب
    و كانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب
    و كانت صنوبرة تنجب الأنبياء
    و تجعلني خادما فيهم
    أيّها الكرمل المتشعب في كل جسمي
    لماذا تحملني كل هذي المسافات
    و البحر فاصلة بيننا ؟
    أوقفتني فتاة معبّأة بالدوالي
    و كانت تغنّي على طرق الشام :
    يا ليت دالية واحدة
    لم تسافر معي..فأعود إليها
    قبّلتني فتاة لأني لفظت اسم كرملها في مكبرّ صوت،
    فجاءت إلي فندقي لتقول"أحبّك"،و التجأت
    لاسمه في ذراعي
    ـ و ماذا يقول الجبل ؟
    بكى قصب في الغدير
    و كان الغدير مرايا
    فلم ينطبق الجبل
    ـ و هل رحلوا ؟
    تصببت الريح من جبهتي
    فمسحت الرياح كما تمسحين العرق..
    تذكرت أني نهضت صباحا
    و كانت شهادة ميلاد أمي قابلة للنقاش
    و كانت أناشيد أهلي العرب
    ترتب أمتعة اللاجئين .
    و تبني جسور العبور .
    و صارت فلسطين أقرب .
    فاختلف اللاجئون على موسم القمح و البرتقال
    أوقفتني فتاة معبأة بالدوالي
    و كانت تغّي على طرق الشام
    يا ليت دالية واحدة
    لم تسافر معي..فأعود إليها
    و سافرت ـ
    يا أيّها الكرمل .البحر . و العشب . و النار
    يا صخرة الفرح العائمة
    و صمّمت جلدي قميصا لأخفي آثار طعنتك النادمة
    فأنكرني العسكريّ
    و كنت على باب أمي هناك أنادي دمشق
    فتسمع نبض دمي حفيف صنوبرك المبتعد
    و تغسلني دجلة الخير حين أموت من الوجد شوقا إلي
    أرض بابل .
    و ها أنا ذا الآن
    حين دخلت إلي الجامع الأموي تساءل أهل دمشق :
    من العاشق المغترب ؟
    و كانت مياه الفرات و نافورة النيل تحذف آثار زنزانتي
    عن ضلوعي
    و حين وقفت على النيل يوما و شاطئ دجلة يوما
    تساءل كل الذين رأوا دهشتي
    من السائح المغترب ؟ !
    تركت الحبيبة ـ لم أنسها ـ في غروب الشجر
    تطرّز من زبد البحر منديلها و ضمادي
    توهمت أنّ السموات أبعد من يدها عن جبيني
    و أوهمّتها أن قلبي يصل
    و أن يدي تنتقل
    إلي جثّة ضائعة
    تركت الحبيبة ـ لم أنسها ـ عند سفح الجبل
    تعير العصافير ألوانها
    و كانت يداها ينابيع من كل لون و ما اشتق منه
    و لكنني كنت أشعر أن الينابيع كانت معرّضة للجفاف
    و أنّ فمي ينتقل
    إلي لغة ثانية
    تركت الحبيبة لم أنسها
    تركت الحبيبة
    تركت..
    أحبّ البلاد التي سأحب
    أحب النساء اللواتي أحب
    و لكن غصنا من السرو في الكرمل الملتهب
    يعادل كل خصور النساء
    و كلّ العواصم
    أحبّ البحار التي سأحبّ
    أحبّ الحقول التي سأحبّ
    و لكنّ قطرة ماء على ريش قبرّة في حجارة حيفا
    تعادل كل البحار
    و تغسلني من ذنوبي التي سوف أرتكب
    أدخلوني إلي الجنة الضائعة
    سأطلق صرخة ناظم حكمت
    آه..يا وطني !..
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:08 am

    142 ـ نشيد
    ـ 1ـ
    لأجمل ضفة أمشي
    فلا تحزن على قدمي
    من الأشواك
    إن خطاي مثل الشمس
    لا تقوى بدون دمي !
    لأجمل ضفة أمشي
    فلا تحزن على قلبي
    من القرصان..
    إن فؤادي المعجون كالأرض
    نسيم في يد الحبّ
    و بارود على البغض !
    لأجمل ضفة أمشي
    فإمّا يهترئ نعلي
    أضع رمشي
    نعم..رمشي !
    و لا أقف
    و لا أهفو إلي نوم و أرتجف
    لأن سرير من ناموا
    بمنتصف الطريق..
    كخشبة النعش !
    تعالوا يا رفاق القيد و الأحزان
    كي نمشي
    لأجمل ضفة نمشي
    فلن نقهر
    و لن نخسر
    سوى النعش !
    ـ 2ـ
    إلي الأعلى
    حناجرنا
    إلي الأعلى
    محاجرنا
    إلي الأعلى
    أمانينا
    إلي الأعلى
    أغانينا
    سنصنع من مشانقنا
    و من صلبان حاصرنا و ماضينا
    سلالم للغد الموعود
    ثم نصيح يا رضوان !
    افتح بابك الموصود !
    سنطلق من حناجرنا
    و من شكوى مراثينا
    قصائد . كالنبيذ الحلو
    تكرع في ملاهينا
    و تنشد في الشوارع
    في المصانع
    في المحاجر
    في المزارع
    في نوادينا !
    سننصب من محاجرنا
    مراصد،تكشف الأبعد و الأعمق و الأروع
    فلا نقشع
    سوى الفجر
    و لا نسمع
    سوى النصر
    فكل تمرّدّ في الأرض
    يزلزلنا
    و كل جميلة في الأرض
    تقبّلنا
    و كل حديقة في الأرض
    نأكل حبه منها
    و كل قصيدة في الأرض
    إذا رقصت نخاصرها
    و كل يتيمة في الأرض
    إذا نادت نناصرها
    سنخرج من معسكرنا
    و منفانا
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:09 am

    سنخرج من مخابينا
    و يشتمنا أعادينا :

    "هلا..همج هم..عرب "
    نعم !عرب
    و لا نخجل
    و نعرف كيف نمسك قبضة المنجل
    و كيف يقاوم الأعزل
    و نعرف كيف نبني المصنع العصري
    و المنزل..
    و مستشفى
    و مدرسة
    و قنبلة
    و صاروخا
    و موسيقى
    و نكتب أجمل الأشعار..
    و ماذا بعد ؟
    سمعنا صوتك المدهون بالفسفور
    سمعناه..سمعناه
    فكيف ستجعل الكلمات
    أكواخ الدجى..بلّور !
    و دربك كله ديجور
    و شعبك..
    دمعة تبكي زمان النور
    و أرضك..
    نقش سجادة
    على الطرقات مرمية
    و أنت..بدون زوادة
    و ماذا بعد ؟ و ماذا بعد ؟
    جميل صوتك المحمول بالريح الشماليّة
    و لكنا سئمناه !
    صوت :
    ذليل أنت كالإسفلت
    ذليل أنت
    يا من يحتمي بستارة الضجر
    غبيّ أنت..كالقمر
    و مصلوب على حجر
    فدعني أكمل الإنشاد
    دعني أحمل الريح الشماليّة
    و دعني أحبس الإعصار في كمي
    و دعني أخزن الديناميت في دمي
    ذليل أنت كالإسفلت
    و كالقمر..
    غبيّ أنت !
    نشيد بنات طروادة
    وداعا يا ليالي الطهر
    يا أسوار طروادة
    خرجنا من مخابينا
    إلي أعراس غازينا
    لنرقص فوق موت رجال طروادة
    سبايا نحن،نعطيهم بكارتنا
    و ما شاءوا
    لأنهم أشداء
    و نرقد في مضاجع قاتلي أبطال طروادة
    وداعا يا ليالي الطهر و الأحلام
    يا ذكرى أحبتنا
    سبايا نحن منذ اليوم
    من آثار طرواده
    تعليق النشيد
    بلى،أصغيت للنغم
    فلا تخضع لجناز الردى
    قيثارك المشدود..
    من قاع المحيط لجبهة القمم !
    لئلا تجهض الأزهار و الكبريت
    فوق فم
    سيزهر مرة طلعا و قنديلا
    و شعرا يصهر الفولاذ..
    يرصف شارع النغم
    لئلا تحقن الأجساد
    أفيونا من الألم
    نعم،أصغيت للنغم
    و لكني،تحريت السنا في الدمع
    لا ديمونة الظلم
    لنحرق ريشة الماضي
    و نعرف لحننا الرائد !
    فمن عزمي
    و من عزمك
    و من لحمي
    و من لحمك
    نعبد شارع المستقبل الصاعد
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:11 am

    صوت :
    و ماذا بعد ؟ ماذا بعد !

    و شعبك..
    دمعة ترثي زمان المجد
    و لحن القيد
    يجنزنا
    و يحفر للذين يقامون اللحد !
    مع المسيح
    ـ لو..
    ـ أريد يسوع
    ـ نعم ! من أنت !
    ـ أنا أحكي من" إسرائيل"
    و في قدمي مسامير..و إكليل
    من الأشواك أحمله
    فأي سبيل
    أختار يا بن الله..أي سبيل
    أأكفر بالخلاص الحلو
    أم أمشي ؟
    أم أمشي و أحتضر ؟
    ـ أقول لكم أماما أيّها البشر !
    مع محمّد !
    ـ ألو..
    ـ أريد محمّد !العرب
    ـ نعم ! من أنت ؟
    ـ سجين في بلادي
    بلا أرض
    بلا علم
    بلا بيت
    رموا أهلي إلي المنفى
    و جاؤوا يشترون النار من صوتي
    لأخرج من ظلام السجن..
    ما أفعل ؟
    ـ تحدّ السجن و السجان
    فإن حلاوة الإيمان
    تذيب مرارة الحنظل !
    مع حبقوق
    ـ ألو..هالوا
    أموجود هنا حبقوق ؟
    ـ نعم من أنت ؟
    ـ أنا يا سيدي عربي
    و كانت لي يد تزرع
    ترابا سمدته يدا وعين أبي
    و كانت لي خطى و عباءة..
    و عمامة ودفوف
    وكانت لي..
    ـ كفي يا ابني
    على قلبي حكايتكم
    على قلبي سكاكين
    بقية النشيد
    دعوني أكمل الإنشاد
    فإن هدية الأجداد للأحفاد
    "زرعنا..فاحصدوا !"
    و الصوت يأتينا سمادا
    يغرق الصحراء بالمطر
    و يخصب عاقر الشجر !
    دعوني أكمل الإنشاد
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:12 am

    143 ـ نشيد إلي الأخضر
    إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون،لا يمشي إليك
    الظلّ،لا تتّسع لرايات صباحك .
    ووحيد في انعدام اللون،
    تمتدّ من اليأس إلي اليأس
    وحيدا وغريبا كالرجاء الآسيويّ
    إنّك الأخضر،من أوّل حمّلتك الاسم حتى
    أحدث الأسلحة
    الأخضر أنت الأخضر الطالع من معركة الألوان
    والغابات ريش في جناحك .
    وقتك القمح الجماعيّ،الزفاف الدمويّ .
    إنّك الأخضر مثل الصرخة الأولى لطفل يدخل العالم
    من باب الخيانات،
    ومثل الطلقة الأولى لجنديّ
    رأى قصر الشتاء الملكيّ .
    وانتظرناك على النرجس
    أجراسا وقتلى
    وخلقناك،لكي تخلقنا
    ضوءا وظلا .
    إنّك الأخضر . لا يشبهك الزيتون،لا يمشي إليك
    الظلّ .لا تتّسع الأرض لرايات صباحك
    ونشيدي لك يأتي دائما أسود من كثرة موتي قرب نيران
    جراحك
    فلتجدّد أيّها الأخضر موتي وانفجاري
    إنّ في حنجرتي عشرة آلاف قتيل يطلبون الماء،
    جدّد أيّها الأخضر صوتي وانتشاري
    إنّ في حنجرتي كفّا تهزّ النخل
    من أجل فتى يأتي نبيا
    أي : فدائيّا
    وجدّد أيّها الأخضر صوتي . إنّ في حنجرتي خارطة
    الحلم وأسماء المسيح الحيّ
    جدّد أيّها الأخضر موتي
    إنّ في جثّتي الأخرى فصولا وبلاد
    أيّها الأخضر في هذا السواد السائد،الأخضر في بحث
    المناديل عن النيل وعن مهر العروس
    الأخضر الأخضر في كلّ البساتين التي أحرقها السلطان
    والأخضر في كلّ رماد
    لن أسمّيك انتقال الرمز من حلم إلي يوم
    أسمّيك الدم الطائر في هذا الزمان
    وأسمّيك انبعاث السنبلة
    أيّها الطائر من جثّتي الكاملة المكتملة
    في فضاء واضح كالخبز..
    يا أخضر ! لا يقترب البحر كثيرا من سؤالي
    أيّها الأخضر
    لا يبتعد البحر كثيرا عن سؤالي
    وأنا أذكر،
    أو لا أذكر الحادثة الأولى،
    ولكني أرى طقس اغتيالي
    وأنا العائد من كل اغتيال
    مستحيلا في جسد
    فلتواصل أيّها الأخضر
    لون النار والأرض وعمر الشهداء
    ولتحاول أيّها الأخضر
    أن تأتي من اليأس إلي اليأس
    وحيدا يائسا كالأنبياء
    ولتواصل أيّها الأخضر لونك
    ولتواصل أيّها الأخضر لوني
    إنّك الأخضر . والأخضر لا يعطي سوى الأخضر،
    لا يشبهنا الزيتون،
    لا يمشي إلينا الظلّ،
    لا تتسع الأرض لوجهي
    في صباحك ! . .
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:14 am

    144 ـ نشيد ما
    عسل شفاهك،واليدان
    كأسا خمور..
    للآخرين..
    الدوح مروحة و حرش السنديان
    مشط صغير
    للآخرين..
    و حرير صدرك و الندى و الأقحوان
    فرش وثير
    للآخرين
    و أنا على أسوارك السوداء ساهد
    عطش الرمال أنا..وأعصاب المواقد !
    من يوصد الأبواب دوني ؟
    أي طاغية و مارد ! !
    سأحب شهدك
    رغم أن الشهد يسكب في كؤوس الآخرين
    يا نحلة
    ما قبلت إلا شفاه الياسمين !
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 16080
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء ديسمبر 02, 2009 12:17 am

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 008

    145 ـ النهر غريب وأنت حبيبي
    الغريب النهر ـ قالت
    و استعدّت للغناء
    لم نحاول لغة الحبّ،و لم نذهب إلي النهر سدى
    و أتاني الليل من مناديلها
    لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء
    ليموتوا بدلا منا..
    و نبقى ساعة فوق رصيف الغرباء
    و استعدت للغناء .
    وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء
    و أقدام على الماء
    إلي أين سنذهب
    للغزال الريح و الرمح . أنا السكّين و الجرح .
    إلي أين سنذهب ؟
    ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع .
    عيناك و بلدان على النافذة الصغرى
    و يا عصفورة النار،إلي أين سنذهب ؟
    للغزال الريح و الرمح،
    و للشاعر يأتي زمن أعلى من الماء،و أدنى من حبال
    الشّنق .
    يا عصفورة المنفى !إلي أين سنذهب ؟
    لم أودعك،فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن..
    معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع .
    ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت
    يأتي حين لا ننتظر الحبّ،،
    فلا تنتظريني..
    الغريب النهر ـ قالت
    و استعدت للسفر،
    الجهات الست لا تعرف عن" جانا"
    سوى أن المطر
    لم يبللها .
    و لا تعرف عنها
    غير أني قد تغيّرت تغيرّت
    تصببت بروقا و شجر
    و أسرت السندباد
    و الغريب النهر ـ قالت
    ها هو الشيء الذي نسكت
    قد صار بلاد
    هل هي الأرض التي نسكن
    قد صارت سفر
    و الغريب النهر ـ قالت
    و استعدّت للسفر
    وحدنا لا ندخل الليل
    لماذا يتمنّى جسمك الشّعر
    وزهر اللوتس الأبعد من قبري
    لماذا تحملين
    بمزيد من عيون الشهداء ؟
    اقتربي مني يزيدوا واحدا
    "خبزي كفاف البرهة الأولى "..
    و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين .
    وحدنا لا ندخل الليل سدى،
    يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض،
    و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي
    كوني لأكون .
    حاولي أن ترسميني قمرا
    ينحدر الليل إلي الغابات خيلا
    حاولي أن ترسميني حجرا
    تمضي المسافات إلي بيتي خيلا
    فلماذا تحملين
    بمزيد من وجوه الشهداء،
    ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد..
    هل تحرقين الريح في خاصرتي
    أم تمتشقين الشمس ؟
    أم تنتحرين ؟
    علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك .
    لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا"
    فلا تنتظريني !..
    الغريب النهر ـ قالت
    و استعدّت للبكاء .
    لم تكن أجمل من خادمة المقهى
    و لا أقرب من أمّي
    و لكنّ المساء
    كان قطا بين كفّيها
    و كان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة
    لاجئا في ظلّ عينيها
    و كان الغرباء
    يملئون الظلّ
    لن أمضي إلي النهر سدى .
    اذهبي في الحلم يا جانا !
    بكت جانا !
    و كان الوقت يرميني على ساعة ماء
    اذهبي في الوقت يا جانا !
    بكت جانا
    و كان الحلم ذرات هواء
    اذهبي في الفرح الأول يا جانا
    بكت جانا
    و كان الجرح ورد الشهداء.. ؟
    آه،جانا
    لم تكوني مدني
    أو وطني
    أو زمني
    كي أوقف النهر الذي يجرفني
    فلماذا تدخلين الآن جسمي
    لتصيري النهر أو سيّدة النهر
    لماذا تخرجين الآن من جسمي
    و من أجلك جدّدت الإقامة
    فوق هذي الأرض..جدّدت الإقامة
    اذهبي في الحلم يا جانا !
    بكت جانا
    و صار النهر زنّارا على خاصرتي
    و اختفى شكل السماء
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 6772
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف ريتا الإثنين يناير 11, 2010 3:50 pm

    سلام على جرح ريتا



    سلام على حجر لم يعد حجرا

    ونـهر تشرّد بين الحصى والغمامْ



    سلام على شجر لم يعد شجرا

    وزيتونة ذبُلتْ .. ومراعٍ تعرّتْ

    ففاض بـها دمٌ

    من دموع الحمامْ



    سلام على مطر لم يعد مطرا

    قدِ امْتزجَتْ فيهِ

    أوحالُ مستنقعاتٍ

    بـشاي الخليلْ

    وأدمُعِ أيتامْ



    سلام على زمنٍ لم يعدْ زمنا

    فلسطينُ ..كسّرتُ سيفي

    فلستُ أملكُ ..إلا الكلامْ !



    سلامٌ على طائراتٍ تزور المخيّمَ

    ترمي سنابلَ محشوةً ..بالحِمامْ



    سلام على صخرة القدسِ

    حيث ينام النّبيؤونَ

    في برزخٍ .. لا ينامْ



    سلام على فتيةٍ خـائفينَ

    تطاردهمْ

    في بساتينِ كنعانَ

    طائرةٌ تجْرَحُ الرّيحَ

    ثم تمزّق.. جلدَ الرُّ خـامْ



    سلام على برتقال فلسطينَ

    يسقيهِ أبناءُ كنعانَ

    من دمهمْ

    ثمّ يشربهُ الغرباءُ اللّئـامْ



    سلام على فجرِ حَيْفا

    أصابتهُ .. كل السّهـامْ

    فخرَّ صريعاً على أتْـرِبَةِ الشّرْقِ

    وانْطفأتْ روحهُ

    فوقَ أعشاشِ .. هذا الظلامْ



    سلام على صوتِ الآذان

    مختلطا بـأزيزِ الرّصاصِ

    وزُغْرودةِ أمِّ الشَّـهيدِ

    وصوتِ صغارِ اليـمامْ



    سلام على دميةِ العيدِ

    يسرقها غرباءُ المَـغُولِ

    ويرمونـَها .. فوقَ قبرِ الـسَّلامْ !
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 6772
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف ريتا الخميس يناير 28, 2010 1:26 pm

    شتاء ريتا الطويل


    ريتا ترتب ليل غرفتنا : قليل هذا النبيذ

    وهذه الأزهار أكبر من سريري

    فافتح لها الشباك كي يتعطر الليل الجميل

    ضع ههُنا قمراً على الكرسيَّ

    ضع فوق البحيرةَ

    حول منديلي ليرتفع النخيل أعلى وأعلى

    هل لبست سواي ؟ هل سكنتك إمرأةٌ

    لتجهش كلما التفّت على جذعي فُروعُكَ ؟

    حُكَّ لي قدمي وحُكَّ دَمي لنعرف ما

    تخلفه العواصفُ والسُّيولُ

    منِّي ومنك ...

    تنامُ ريتا في حديقةِ جسمها

    توتُ السياجِ على أظافرها يُضيءُ

    الملحَ في جسدي . أُ حبُّكِ .

    نام عصفوران تحت يديَّ...

    نامت موجةُ القمح النبيل على تنفسها البطيء

    و وردةُ حمراء نامت في الممر

    ونام ليلُ لا يطول

    والبحر نام أمام نافذتي على إيقاع ريتا

    يعلو ويهبط في أشعة صدرها العاري

    فنامي بيني وبينك

    لا تغطي عَتمَة الذهب العميقة بيننا

    نامي يداً حول الصدى

    ويداً تبعثرُ عزلة الغابات

    نامي بين القميص الفستقي ومقعد الليمون

    نامي فرساً على رايات ليلة عرسها ...

    هدأ الصهيلُ

    هدأت خلايا النحل في دمنا

    فهل كانت هنا ريتا

    وهل كنا معا ؟

    .... ريتا سترحلُ بعد ساعاتٍ وتتركُ ظلها

    زنزانةٌ بيضاء . أين سنلتقي ؟

    سألَت يديها ، فالتَفَتُّ إلى البعيد

    البحر خلف الباب ، والصحراء خلف البحر

    قبلني على شفتي قالت .

    قُلتَ : يا ريتا أأرحلُ من جديد

    مادام لي عنبٌ وذاكرةٌ ، وتتركني الفصول

    بين الإشارة والعبارة هاجسا ً ؟

    ماذا تقول ؟

    لا شيء يا ريتا ، أقلدُ فارساً في أُغنية

    عن لعنة الحب المحاصر بالمرايا ...

    عَنّي ؟

    وعن حلمين فوق وسادةٍ يتقاطعان ويهربان

    فواحدٌ يستل سكيناً وآخرُ يُودعُ الناي الوصايا

    لا أدرك المعنى ، تقول

    و لا أنا ، لغتي شظايا

    كغياب إمرأةٍ عن المعنى ،

    وتنتحرُ الخيولُ في آخر الميدان ...

    ريتا تحتسي شاي الصباح

    وتقشر التفاحة الأولى بعشر زنابقٍ

    وتقول لي :

    لا تقرأ الآن الجريدة ، فالطبول هي الطبول

    والحرب ليست مهنتي . وأنا أنا . هل أنتَ أنتْ ؟

    أنا هو

    هو من رآكِ غزالةً ترمي لآلئها عليه

    هو من رأى شهواتهِ تجري وراءكِ كالغدير

    هو من رآنا تائهين توحدا فوق السرير

    وتباعدا كتحية الغرباء في الميناء

    يأخذنا الرحيل في ريحه ورقاً

    أمام فنادق الغرباء

    مثل رسائلٍ قرئت على عجل

    أتأخُذني معك ؟

    فأكون خاتم قلبك الحافي ، أتأخُذني معك

    فأكون ثوبك في بلاد أنجبتك ... لتصرعك

    وأكون تابوتا من النعناع يحمل مصرعك

    وتكون لي حياً وميتاً

    ضاع يا ريتا الدليل

    والحب مثل الموت وعدٌ لا يرد .. ولا يزولُ

    .... ريتا تُعدُّ لي النهار

    حجلاً تجمع حول كعب حذائها العالي :

    صباحُ الخير يا ريتا

    وغيماً أزرقاً للياسمينة تحت إبطيها :

    صباحُ الخير يا ريتا

    وفاكهةً لضوء الفجر: يا ريتا صباح الخير

    يا ريتا أعيديني إلى جسدي لتهدأ لحظةً

    إبرُ الصنوبر في دمي المهجور بعدك ِ .

    كلما عانقتُ برجَ العاجِ فرت من يديَّ يمامتان ..

    قالت : سأرجع عندما تتبدل الأيام والأحلام

    يا ريتا طويل هذا الشتاء ، ونحن نحن

    فلا تقولي ما أقول أنا هي

    هيَ من رأتكَ معلقاً فوق السياج ، فأنزلتك وضمدتك

    وبدمعها غسلتك ، انتشرت بسوسنها عليك

    ومررت بين سيوف اخوتها ولعنة أمها وأنا هيَ

    هل أنتَ أنتْ ؟

    ... تقوم ريتا عن ركبتي

    تزور زينتها ، وتربط شعرها بفراشةٍ فضيةٍ .

    ذيل الحصان يُداعبُ النمش المبعثر

    كرذاذ ضوءٍ فوق الرخام الأنثوي

    تعيد ريتا زر القميص إلى القميص الخردلي ... أأنتَ لي ؟

    لَكِ ، لو تركت الباب مفتوحاً على ماضيَّ ،

    لي ماضٍ أراه الآن يولدُ في غيابك

    من صرير الوقت في مفتاح هذا الباب

    لي ماض أراه الآن يجلس قربنا كالطاولة

    لي رغوة الصابون

    والعسل المملح

    والندى

    والزنجبيل

    ولكَ الأيائل ،إن أردت ، لك الأيائل والسهول

    ولك الأغاني ،إن أردت، لك الأغاني والذهول

    إني ولدت لكي أحبك

    فرساً تُرقِّصُ غابةً ، وتشق في المرجان غيابك

    ووُلدتُ سيدةً لسيدها ، فخذني كي أصبك

    خمراً نهائياً لأشفي منك فيك ، وهات قلبك

    إني ولدت لكي أحبك

    وتركت أمي في المزامير القديمة تلعن الدنيا وشعبك

    ووجدت حراس المدينة يُطعمون النار حُبك

    وإني ولدت لكي أحبك

    ريتا تكسر جوز أيامي ، فتتسع الحقول

    لي هذه الأرض الصغيرة في غرفة في شارعٍ

    في الطابق الأرضي من مبنى على جبلٍ

    يطل على هواء البحر . لي قمرٌ نبيذيٌ ولي حجر صقيل

    لي حصة من مشهد الموج المسافر في الغيوم ، وحصة

    من سِفرِ تكوين البداية و سِفرِ أيوب ، ومن عيد الحصاد

    وحصة مما ملكتُ ، وحصة من خبز أمي

    لي حصة من سوسن الوديان في أشعار عشاق قدامى

    لي حصة من حكمة العشاق : يعشقُ وجهَ قاتلهِ القتيلُ

    لو تعبرين النهر يا ريتا

    وأين النهر ، قالت ...

    قُلتُ فيكِ وفيَّ نهرٌ واحد

    وأنا أسيل دماً وذاكرةً أسيلُ

    لم يترك الحراس لي باباً لأدخل فاتكأت على الأفق

    ونظرت تحت

    نظرت فوق

    نظرت حول

    فلم أجد

    أفقاً لأنظر ، لم أجد في الضوء إلا نظرتي

    ترتد نحوي . قلت عودي مرةً أخرى إلي ، فقد أرى

    أحداً يحاول أن يرى أفقاً يرممه رسول

    برسالة من لفظتين صغيرتين : أنا ، وأنتِ

    فرحٌ صغيرٌ في سريرٍ ضيقٍ ... فرحٌ ضئيل

    لم يقتلونا بعد ، يا ريتا ، ويا ريتا .. ثقيل

    هذا الشتاء وبارد

    .... ريتا تغني وحدها

    لبريد غربتها الشمالي البعيد : تركتُ أمي وحدها

    قرب البحيرة وحدها ، تبكي طفولتي البعيدة بعدها

    في كل أمسية تنام ضفيرتي الصغيرة عندها

    أمي ، كسرت طفولتي وخرجت إمرأةً تُربِّي نهدها

    بفم الحبيب . تدور ريتا حول ريتا وحدها :

    لا أرض للجسدين في جسد ، ولا منفى لمنفى

    في هذه الغرف الصغيرة ، والخروج هو الدخول

    عبثا نغني بين هاويتين ، فلنرحل ليتضح السبيل

    لا أستطيع ، ولا أنا ، كانت تقول ولا تقول

    وتهدئ الأفراس في دمها : أمن أرض بعيدة

    تأتي السنونو ، يا غريب ويا حبيب ، إلى حديقتك الوحيدة ؟

    خذني إلى أرض البعيدة

    خذني إلى الأرض البعيدة ، أجهشت ريتا : طويل هذا الشتاء

    وكسرت خزف النهار على حديد النافذة

    وضعت مسدسها الصغير على مسودة القصيدة

    ورمت جواربها على الكرسي فانكسر الهديل

    ومضت إلى المجهول حافيةً ، وأدركني الرحيل
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Palest10
    نقاط : 6772
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 11 Empty رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

    مُساهمة من طرف ريتا الخميس يناير 28, 2010 2:05 pm

    قصيدة الأرض

    في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدموية.

    في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات.

    وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ.

    افتتحن نشيد التراب.

    دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات.

    العصافير مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.



    أنا الأرض والأرض أنت خديجة! لا تغلقي الباب

    لا تدخلي في الغياب سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل

    سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل سنطردهم من هواء الجليل.


    وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ.

    سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لون العصافير.

    في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.


    أسمّي التراب امتداداً لروحي أسمّي يديّ رصيف الجروح

    أسمّي الحصى أجنحة أسمّي العصافير لوزاً وتين

    وأستلّ من تينة الصدر غصناً وأقذفه كالحجر

    وأنسف دبّابة الفاتحين.

    وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،

    ولدت على كومة من حشيش القبور المضيء.

    أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب.

    كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبل عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر، غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقط سهواً...

    وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض في شهر آذار تنتشر الأرض فينا

    مواعيد غامضةً واحتفالاً بسيطاً ونكتشف البحر تحت النوافذ

    والقمر الليلكي على السرو في شهر آذار ندخلٌ أوّل سجنٍ وندخل أوّل حبّ

    وتنهمر الذكريات على قريةً في السياج ولدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل

    كيف تفرّين من سبلي يا ظلال السفرجل؟ في شهر آذار ندخل أوّل حبٍّ

    وندخل أوّل سجنٍ وتنبلج الذكريات عشاءً من اللغة العربية:

    قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعت وضاع بي الحلم. قلت تكاثر!

    تر النهر يمشي إليك. وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.


    بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي! بلادي القريبة مني.. كسجني!

    لماذا أغنّي مكاناً، ووجهي مكان؟ لماذا أغنّي

    لطفل ينام على الزعفران؟ وفي طرف النوم خنجر

    وأمي تناولني صدرها وتموت أمامي

    بنسمة عنبر؟ وفي شهر آذار تستيقظ الخيل

    سيّدتي الأرض! أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟

    وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور كأنّ الهياكل تستفسر الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل

    هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة- هذا نشيدي

    وهذا خروج المسيح من الجرح والريح أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي

    وهذا نشيدي وهذا صعود الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.

    في شهر آذار تستيقظ الخيل. سيّدتي الأرض!

    والقمم اللّولبية تبسطها الخيل سجّادةً للصلاة السريعة

    بين الرماح وبين دمي. نصف دائرةٍ ترجع الخيل قوسا

    ويلمع وجهي ووجهك حيفا وعرسا وفي شهر آذار ينخفض البحر عن أرضنا المستطيلة مثل

    حصانٍ على وتر الجنس في شهر آذار ينتفض الجنس في شجر الساحل العربي

    وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن

    أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني وأن تسكنين صهيلك

    أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية

    أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟

    وهذا ربيعي الطليعي وهذا ربيعي النهائيّ

    في شهر آذار زوّجت الأرض أشجارها. كأنّي أعود إلى ما مضى

    كأنّي أسير أمامي وبين البلاط وبين الرضا

    أعيد انسجامي أنا ولد الكلمات البسيطة

    وشهيد الخريطة أنا زهرة المشمش العائلية.

    فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل من البدء حتّى الجليل

    أعيدوا إليّ يديّ أعيدوا إليّ الهويّة!

    وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال

    وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات وواضحة كالحقول

    العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات. خديجة!

    - أين حفيداتك الذاهبات إلى حبّهن الجديد؟ - ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-

    قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.

    وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:

    تحيا بلادي من الصفر حتّى الجليل ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.

    خديجة! لا تغلقي الباب خلفك لا تذهبي في السحاب

    ستمطر هذا النهار ستمطر هذا النهار رصاصاً ستمطر هذا النهار!


    وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة:

    خمس بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت.

    يسطع بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر.

    خمس بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا

    البنات مرايا البلاد على القلب.. في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.

    أنا شاهد المذبحة وشهيد الخريطة أنا ولد الكلمات البسيطة

    رأيت الحصى أجنحة رأيت الندى أسلحة

    عندما أغلقوا باب قلبي عليّاً وأقاموا الحواجز فيّا

    ومنع التجوّل صار قلبي حارة وضلوعي حجارة

    وأطلّ القرنفل وأطلّ القرنفل

    وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواج العناصر.

    "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبر بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّر !

    هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.

    فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي

    سوف تنفجر الأرض حين أحقّق هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.


    وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدة ً في اتّجاهات كلّ البدايات.

    هذا نموّ التداعي. أسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي.

    رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلت: أنا الموج، فابتعدت في التداعي.

    رأيت شهيدين يستمعان إلى البحر:عكّا تجئ مع الموج.


    عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.

    ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!

    إن الشعوب ستدخل هذا الكتاب وتأفل شمس أريحا بدون طقوس.


    فيا وطن الأنبياء...تكامل!

    ويا وطن الزراعين.. تكامل!

    ويا وطن الشهداء.. . تكامل!

    ويا وطن الضائعين .. تكامل!

    فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.

    وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.



    مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة وعيناك نائمتان

    أعود ثلاثين عاماً وخمس حروبٍ

    وأشهد أنّ الزمان يخبّئ لي سنبلة

    يغنّي المغنّي عن النار والغرباء

    وكان المساء مساء وكان المغنّي يغنّي

    ويستجوبونه: لماذا تغنّي؟

    يردّ عليهم: لأنّي أغنّي

    وقد فتّشوا صدره فلم يجدوا غير قلبه

    وقد فتّشوا قلبه فلم يجدوا غير شعبه

    وقد فتشوا صوته فلم يجدوا غير حزنه

    وقد فتّشوا حزنه فلم يجدوا غير سجنه

    وقد فتّشوا سجنه فلم يجدوا غيرهم في القيود

    وراء التّلال ينام المغنّي وحيداً

    وفي شهر آذار تصعد منه الظلال


    أنا الأمل والسهل والرحب – قالت لي الأرض والعشب مثل التحيّة في الفجر

    هذا احتمال الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني

    يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعس عند خديجة


    يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرس ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.

    يا خديجة! إنّي رأيت .. وصدّقت رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها.

    أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقال اخضراري ويصبح هاجس يافا


    أنا الأرض منذ عرفت خديجة لم يعرفوني لكي يقتلوني


    بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض


    هذا التراب ترابي

    وهذا السحاب سحابي

    وهذا جبين خديجة



    أنا العاشق الأبديّ – السجين البديهيّ رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..

    قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر،

    لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم يسألون عن الأرض: هل نهضت


    طفلتي الأرض! هل عرفوك لكي يذبحوك؟

    وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟

    وهل عرفوك لكي يذبحوك

    وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟



    أنا الأرض.. يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها

    احرثوا جسدي! أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس

    مرّوا على جسدي أيّها العابرون على جسدي

    لن تمرّوا أنا الأرض في جسدٍ

    لن تمرّوا أنا الأرض في صحوها

    لن تمرّوا أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها

    لن تمرّوا

    لن تمرّوا

    لن تمرّوا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 3:17 am