إن الصدام بشكله الظاهري [العنيف] يعبر عن مرحلة متقدمة من مراحل الصراع لا يمكن الإحاطة به إلا من خلال مراقبة سلوك أحد أطراف الصراع أحدهما أو كلاهما.
أما بدايات الصراع التي يصعب علينا إدراكها بالشكل الاعتيادي، بعيداً عن التحليل المنهجي والعلمي، تبدأ قبل ذلك بمراحل عدة، يكون فيها الصراع على أوجه دون سلوك معلن يعبر ذلك.
ولعل أهم وأخطر ميادين الصراع السياسي والايدويولوجي بين الخصوم والأعداء هو الصراع على دائرة الوعي وتشكيله. فتشويه الوعي العام لمجتمع ما أو القدرة على تشكيله وتوجيهه بشكل سلبي منافي للمصالح العليا للمجتمع ولصالح الخصم، هو أخطر واشد الأسلحة فتكاً بالمجتمع.
وفي حال إسقاط هذا المنهج على واقع الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني لوجدنا أن هذا المنهج هو الأخطر الذي تتبعه إسرائيل في إدارة الصراع مع الجانب العربي والفلسطيني على وجه التحديد، صاحب العلاقة المباشرة الأولى بالصراع.
فقد اتبعت إسرائيل هذا المنهج المتدحرج في إدارة الصراع مع الفلسطينيين خلال عقود الصراع الطويلة. وكانت إسرائيل وما زالت تعمل بهذا النهج الهادف إلى تغير الوعي العام الفلسطيني من قضاياه الأساسية والجوهرية.
بل تحاول إسرائيل ومعها أطراف دولية مساندة الالتفاف على الوعي الوطني ليس من الواقع المادي الملموس فقط بل أيضاً على صعيد الفكرة والانتماء.
ولعل ما شاهدناه وعايشناه خلال سنوات الانتفاضة الثانية في حالات متعددة كان أبرزها، ربط فتح المعابر بعملية إطلاق الصورايخ مثالاً بارزاً على ذلك، فلم تكن إسرائيل تستهدف تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة بقدر ما كانت تستهدف وعيهم.
ذلك الوعي الذي أرادت إسرائيل غرس رسالة فيه مفادها أن الصاروخ هو جوهر القضية. هذا الأمر الذي بات في مرحلة معينة جزء من الوعي العام الشعبي استدعى القول بأن مشكلتنا ليست مع الاحتلال وسياساته بل المشكلة مع مطلق الصورايخ.
كما أن قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، ليست منفصلة عن هذه السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تشويه الوعي الفلسطيني من القيم الأساسية للنضال والمقاومة معاً.
فمن السذاجة المجادلة بأن المفاوضات حول شاليت تتعثر فقط من أجل عدد الأسرى أو نوعيتهم ( ممن تلطخت أيديهم بالدماء أو غيرهم) ممن تطالب بهم حركة حماس، بل المقصود هنا هو توجيه الوعي العام الفلسطيني بشكل سلبي تجاه قضية حساسة وحرجة لإسرائيل وهي قضية أسر الجنود.
ومن المؤسف أن حركة حماس لم تدرك هذا الأمر منذ بداياته لتقطع على إسرائيل مأربها وأهدافها، فقد نجحت إسرائيل في تحويل موضوع أسر الجندي إلى مادة مفيدة للتأثير على الوعي الفلسطيني من هذه القضية. ولو سألنا اليوم غالبية الجمهور الفلسطيني عن رأيه في عملية أسر الجنود سنجد الغالبية العظمي رافضة لهذا الأمر.
ولو انتقلنا إلى الواقع السياسي لمناقشة هذا المنهج بشي من التحليل في ضوء حالة واحدة نستقرئ من خلالها المستقبل وهي قرار الاتحاد الأوروبي الأخير والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولتين، سندرك دون عناء أن القرار هو جزء من ذلك المخطط الذي يستهدف الوعي العربي والفلسطيني.
ذلك القرار المليء بالغموض حول حدود كل طرف من المدينة يفتح الباب مرة أخرى أمام فكرة التفاوض على حدود جديدة غير حدود ما أقرته الشرعية.
ومن سيتتبع هذا الأمر يلاحظ أنه سيأخذ من الآن فصاعداً عقد زمنياً لتفسير ألحانه على كافة السيمفونيات السياسية المختلفة. وما أن يبدأ الجانب العربي والفلسطيني على تهجيه ترانيمه كجزء من وعيه للواقع الجديد، المفروض بالقوة، تحت مظلة متينة من الحماية الأمريكية والأوروبية، تبدأ إسرائيل بإنتاج ألحان جديدة ليتدرب عليها الجانب العربي والفلسطيني وندخل في عقد زمني آخر هادف إلى استلاب جزء آخر من الوعي.
هذا المنهج الجديد القديم التي أصبحت حدود فلسطين فيه اليوم هي حدود ما قبل أيلول/سبتمبر 2000. وكانت فيه فلسطين عام 1993، ما أصطلح سياسياً العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967. وربما تصبح فيه مشكلة فلسطين بعد سنوات ليست بعيدة، تختزل في إجراءات فنية على كيفية عمل معابر قطاع غزة.
لذلك علينا أن ندرك جميعاً الحقيقة التي لا لبس فيها أن هناك مؤامرة محاكة بإتقان وبراعة ضد الشعب الفلسطيني. وأن إسرائيل هي أحد أطراف هذا المؤامرة تنفذها لمصلحتها الذاتية ولمصلحة أطراف أخرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول الاتحاد الأوروبي تهدف إلى صيانة المصالح الاستعمارية التي بدأت من القرن التاسع عشر. وأن الرد على هذا المنطق والمنهج الإسرائيلي والأميركي هو العودة المدروسة والمنهجية للمربع الأول للصراع، ولكن بعيداً عن كل الوصفات العاطفية وردات الفعل اللامنهجية، وبعيداً عن المساس بمصالح المواطنين الأساسية التي تم انجازها كاستحقاق لمراحل كفاحية ونضالية خاضها الشعب الفلسطيني تبعاً لرؤية محددة لإنهاء الصراع تم إفشالها من قبل إسرائيل وحلفائها. ولنعلم جميعاً أن صون مصالح الشعب الفلسطيني هي حاضنة التصدي, الصمود والمقاومة وهي الرافعة ألأساسية لتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة اللحمة الوطنية وقذف كرة النار إلى العمق الإسرائيلي.
أما بدايات الصراع التي يصعب علينا إدراكها بالشكل الاعتيادي، بعيداً عن التحليل المنهجي والعلمي، تبدأ قبل ذلك بمراحل عدة، يكون فيها الصراع على أوجه دون سلوك معلن يعبر ذلك.
ولعل أهم وأخطر ميادين الصراع السياسي والايدويولوجي بين الخصوم والأعداء هو الصراع على دائرة الوعي وتشكيله. فتشويه الوعي العام لمجتمع ما أو القدرة على تشكيله وتوجيهه بشكل سلبي منافي للمصالح العليا للمجتمع ولصالح الخصم، هو أخطر واشد الأسلحة فتكاً بالمجتمع.
وفي حال إسقاط هذا المنهج على واقع الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني لوجدنا أن هذا المنهج هو الأخطر الذي تتبعه إسرائيل في إدارة الصراع مع الجانب العربي والفلسطيني على وجه التحديد، صاحب العلاقة المباشرة الأولى بالصراع.
فقد اتبعت إسرائيل هذا المنهج المتدحرج في إدارة الصراع مع الفلسطينيين خلال عقود الصراع الطويلة. وكانت إسرائيل وما زالت تعمل بهذا النهج الهادف إلى تغير الوعي العام الفلسطيني من قضاياه الأساسية والجوهرية.
بل تحاول إسرائيل ومعها أطراف دولية مساندة الالتفاف على الوعي الوطني ليس من الواقع المادي الملموس فقط بل أيضاً على صعيد الفكرة والانتماء.
ولعل ما شاهدناه وعايشناه خلال سنوات الانتفاضة الثانية في حالات متعددة كان أبرزها، ربط فتح المعابر بعملية إطلاق الصورايخ مثالاً بارزاً على ذلك، فلم تكن إسرائيل تستهدف تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة بقدر ما كانت تستهدف وعيهم.
ذلك الوعي الذي أرادت إسرائيل غرس رسالة فيه مفادها أن الصاروخ هو جوهر القضية. هذا الأمر الذي بات في مرحلة معينة جزء من الوعي العام الشعبي استدعى القول بأن مشكلتنا ليست مع الاحتلال وسياساته بل المشكلة مع مطلق الصورايخ.
كما أن قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، ليست منفصلة عن هذه السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تشويه الوعي الفلسطيني من القيم الأساسية للنضال والمقاومة معاً.
فمن السذاجة المجادلة بأن المفاوضات حول شاليت تتعثر فقط من أجل عدد الأسرى أو نوعيتهم ( ممن تلطخت أيديهم بالدماء أو غيرهم) ممن تطالب بهم حركة حماس، بل المقصود هنا هو توجيه الوعي العام الفلسطيني بشكل سلبي تجاه قضية حساسة وحرجة لإسرائيل وهي قضية أسر الجنود.
ومن المؤسف أن حركة حماس لم تدرك هذا الأمر منذ بداياته لتقطع على إسرائيل مأربها وأهدافها، فقد نجحت إسرائيل في تحويل موضوع أسر الجندي إلى مادة مفيدة للتأثير على الوعي الفلسطيني من هذه القضية. ولو سألنا اليوم غالبية الجمهور الفلسطيني عن رأيه في عملية أسر الجنود سنجد الغالبية العظمي رافضة لهذا الأمر.
ولو انتقلنا إلى الواقع السياسي لمناقشة هذا المنهج بشي من التحليل في ضوء حالة واحدة نستقرئ من خلالها المستقبل وهي قرار الاتحاد الأوروبي الأخير والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولتين، سندرك دون عناء أن القرار هو جزء من ذلك المخطط الذي يستهدف الوعي العربي والفلسطيني.
ذلك القرار المليء بالغموض حول حدود كل طرف من المدينة يفتح الباب مرة أخرى أمام فكرة التفاوض على حدود جديدة غير حدود ما أقرته الشرعية.
ومن سيتتبع هذا الأمر يلاحظ أنه سيأخذ من الآن فصاعداً عقد زمنياً لتفسير ألحانه على كافة السيمفونيات السياسية المختلفة. وما أن يبدأ الجانب العربي والفلسطيني على تهجيه ترانيمه كجزء من وعيه للواقع الجديد، المفروض بالقوة، تحت مظلة متينة من الحماية الأمريكية والأوروبية، تبدأ إسرائيل بإنتاج ألحان جديدة ليتدرب عليها الجانب العربي والفلسطيني وندخل في عقد زمني آخر هادف إلى استلاب جزء آخر من الوعي.
هذا المنهج الجديد القديم التي أصبحت حدود فلسطين فيه اليوم هي حدود ما قبل أيلول/سبتمبر 2000. وكانت فيه فلسطين عام 1993، ما أصطلح سياسياً العودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967. وربما تصبح فيه مشكلة فلسطين بعد سنوات ليست بعيدة، تختزل في إجراءات فنية على كيفية عمل معابر قطاع غزة.
لذلك علينا أن ندرك جميعاً الحقيقة التي لا لبس فيها أن هناك مؤامرة محاكة بإتقان وبراعة ضد الشعب الفلسطيني. وأن إسرائيل هي أحد أطراف هذا المؤامرة تنفذها لمصلحتها الذاتية ولمصلحة أطراف أخرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول الاتحاد الأوروبي تهدف إلى صيانة المصالح الاستعمارية التي بدأت من القرن التاسع عشر. وأن الرد على هذا المنطق والمنهج الإسرائيلي والأميركي هو العودة المدروسة والمنهجية للمربع الأول للصراع، ولكن بعيداً عن كل الوصفات العاطفية وردات الفعل اللامنهجية، وبعيداً عن المساس بمصالح المواطنين الأساسية التي تم انجازها كاستحقاق لمراحل كفاحية ونضالية خاضها الشعب الفلسطيني تبعاً لرؤية محددة لإنهاء الصراع تم إفشالها من قبل إسرائيل وحلفائها. ولنعلم جميعاً أن صون مصالح الشعب الفلسطيني هي حاضنة التصدي, الصمود والمقاومة وهي الرافعة ألأساسية لتوحيد الصف الفلسطيني وإعادة اللحمة الوطنية وقذف كرة النار إلى العمق الإسرائيلي.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007