الانقسام الداخلي أخطر على قضيتنا من وعد بلفور
تستطلعنا هذه الأيام ذكرى أليمة مفجعة أسست فيما بعد لتشريد شعب ونهب أرضه وإقامة كياناً سرطانياً عليها ، إنها ذكرى وعد بلفور المشئوم يوم أن وعدت بريطانيا اليهود بفلسطين ، واحد وتسعون عاماً مرت على هذا الوعد الذي لا زال وصمة عار على جبين هذا العالم الظالم وفي مقدمته بريطانيا صاحبة الوعد .
أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، هكذا ادّعوا ، كانت هذه الأكذوبة لتبرير منح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين ، لا شك أن مصالح مشتركة بين الحركة الصهيونية وبريطانيا آنذاك تضافرت جميعها في إبرام هذا الوعد ، ليس هذا فحسب ، بل وضمان تنفيذه لاحقاً ، بذل زعماء الحركة الصهيونية جهداً خرافياً من أجل الحصول على هذا الوعد ، ثم عملت الحركة جاهدة لتنفيذ هذا الوعد إلى أن جاءت نكبة 1948م ، يوم أن أعلن اليهود بكل وقاحة " استقلالهم " ، مستغلين لحظة تاريخية مواتية لوجودهم واستمرارهم .
احتلت جزء كبير من فلسطين ، وأقام اليهود عليها دولة كما خططوا ، واستكملوا في نكسة عام 1967م باقي فلسطين ، وكان لهم ما وعدوا به . لكن ذلك لم يمنع الفلسطينيين من الدفاع عن أرضهم فقد تزامن مع تاريخ الوعد المشئوم تأسيس الحركة الوطنية الفلسطينية التي نادت من ذلك الوقت بوحدة العرب وتنبّهت لخطورة ما يجري في المنطقة وأطماع الاستعمار فيها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتغوّل شبح الاستعمار فيها .
قدم نموذج النضال الوطني الفلسطيني نماذج راقية في البطولة والتضحية وعكس صورة مشرّفة للفدائي الذي يحمل السلاح دفاعاً عن أرضه وتمسكه بحقه ، ورفع شعار المفتاح للدلالة على أن لهذه الأرض أصحاب سيرجعوا لها مهما طال الزمن وبأن جيل النكبة يورّث المفتاح للأجيال التي تليه ، كما رفع شعار غصن الزيتون للدلالة على أننا شعب نحب الحياة ونحب السلام ، ولكن أي سلام وأرضنا مسلوبة ومغتصبة ، نحن دعاة سلام عادل يصون الأرض والعرض ويعيد الحق لأصحابه .
آلاف من الشهداء الأبرار قضوا في سبيل الحرية والاستقلال ، وآلاف الأسرى والجرحى رهنوا حياتهم وآلامهم في سبيل تحرير الأرض المغتصبة وكنس الصهاينة من عليها وإقامة دولتنا المستقلة . ويستمر مسلسل الدفاع عن الأرض ويستمر مسلسل التضحية والفداء ،
إلى أن جاءت أوسلو المشئومة ، وضيّعت ما ضيّعت من الحقوق وجاءت السلطة الفلسطينية ، سلطة بلا سيادة على الأرض ولا الجو ولا البحر ولا المعابر أو الحدود وحدّث ولا حرج ، سلطة حماية المستوطنات وتكريس بقاء الاحتلال ، سلطة وهمية ، وحل وهمي لقضية عادلة .
ودخلنا أخيرا في مرحلة النزاع على هذه السلطة " الكعكة التي انتهى تاريخ صلاحيتها " بشهادة أصحابها ، جاءت الانتخابات ومضت وجاءت انتخابات أخرى ودخلت حماس معترك التنافس ودخلت السلطة وبدأ التناحر على الحكم ، حكومة ورئاسة وغرق الشعب في دوامة الخلاف والاختلاف ، وغرق أكثر في بحر الحصار والقطيعة ، ودخلنا مرحلة الاقتتال الدموي ، رفع السلاح وقتل العشرات بل المئات من خيرة الشباب ، واعتدي على المؤسسات وأحرقت المقرات الأمنية ودمرت ، وتغيّرت المفاهيم والمصطلحات ، أصبح للوطن جناحان ،وجناحان منفصلان ، غزة وفيها حكم لحماس ، والضفة وفيها حكم للرئاسة ، وتبادل الطرفان كافة أشكال السب والشتم والتحريض وعلى أعلى المستويات ، وفي كل ما هو متاح من وسائل الإعلام الأرضية والفضائية ، وطرحت الحلول وسقطت الحلول ، وبقينا نعيش في هذه الدوامة ، الاحتلال الصهيوني يعرف أهدافه جيداً ولا يتوانى لحظة في الانقضاض عليها ونحن نغرق في وحل القطيعة والانقسام .
بصراحة أصبح وضعنا الداخلي من انقسام وتناحر وإنفلاش أخطر على قضيتنا بكثير من وعد بلفور ونكبة 48 ، لكننا إلى الآن لم نفقد الأمل في عودة المياه إلى مجاريها ، فكل الأنظار تنصب هذه الأيام لما ستتوصل إليه حوارات القاهرة واجتماعات الفصائل ، كلنا أمل أن نتجاوز هذه الأزمة العاتية ، وأن تتفق الفصائل على وثيقة شرف يحرّم ويجرّم فيها الاقتتال الداخلي وأن نطوي هذه الصفحة المخزية إلى الأبد وأن نواجه الاحتلال الصهيوني ، العدو المشترك ونحن متوحدين يجمعنا هم واحد وهدف واحد وتحت راية واحدة فهذا هو طريقنا الوحيد للخلاص من الاحتلال .
تستطلعنا هذه الأيام ذكرى أليمة مفجعة أسست فيما بعد لتشريد شعب ونهب أرضه وإقامة كياناً سرطانياً عليها ، إنها ذكرى وعد بلفور المشئوم يوم أن وعدت بريطانيا اليهود بفلسطين ، واحد وتسعون عاماً مرت على هذا الوعد الذي لا زال وصمة عار على جبين هذا العالم الظالم وفي مقدمته بريطانيا صاحبة الوعد .
أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، هكذا ادّعوا ، كانت هذه الأكذوبة لتبرير منح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين ، لا شك أن مصالح مشتركة بين الحركة الصهيونية وبريطانيا آنذاك تضافرت جميعها في إبرام هذا الوعد ، ليس هذا فحسب ، بل وضمان تنفيذه لاحقاً ، بذل زعماء الحركة الصهيونية جهداً خرافياً من أجل الحصول على هذا الوعد ، ثم عملت الحركة جاهدة لتنفيذ هذا الوعد إلى أن جاءت نكبة 1948م ، يوم أن أعلن اليهود بكل وقاحة " استقلالهم " ، مستغلين لحظة تاريخية مواتية لوجودهم واستمرارهم .
احتلت جزء كبير من فلسطين ، وأقام اليهود عليها دولة كما خططوا ، واستكملوا في نكسة عام 1967م باقي فلسطين ، وكان لهم ما وعدوا به . لكن ذلك لم يمنع الفلسطينيين من الدفاع عن أرضهم فقد تزامن مع تاريخ الوعد المشئوم تأسيس الحركة الوطنية الفلسطينية التي نادت من ذلك الوقت بوحدة العرب وتنبّهت لخطورة ما يجري في المنطقة وأطماع الاستعمار فيها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وتغوّل شبح الاستعمار فيها .
قدم نموذج النضال الوطني الفلسطيني نماذج راقية في البطولة والتضحية وعكس صورة مشرّفة للفدائي الذي يحمل السلاح دفاعاً عن أرضه وتمسكه بحقه ، ورفع شعار المفتاح للدلالة على أن لهذه الأرض أصحاب سيرجعوا لها مهما طال الزمن وبأن جيل النكبة يورّث المفتاح للأجيال التي تليه ، كما رفع شعار غصن الزيتون للدلالة على أننا شعب نحب الحياة ونحب السلام ، ولكن أي سلام وأرضنا مسلوبة ومغتصبة ، نحن دعاة سلام عادل يصون الأرض والعرض ويعيد الحق لأصحابه .
آلاف من الشهداء الأبرار قضوا في سبيل الحرية والاستقلال ، وآلاف الأسرى والجرحى رهنوا حياتهم وآلامهم في سبيل تحرير الأرض المغتصبة وكنس الصهاينة من عليها وإقامة دولتنا المستقلة . ويستمر مسلسل الدفاع عن الأرض ويستمر مسلسل التضحية والفداء ،
إلى أن جاءت أوسلو المشئومة ، وضيّعت ما ضيّعت من الحقوق وجاءت السلطة الفلسطينية ، سلطة بلا سيادة على الأرض ولا الجو ولا البحر ولا المعابر أو الحدود وحدّث ولا حرج ، سلطة حماية المستوطنات وتكريس بقاء الاحتلال ، سلطة وهمية ، وحل وهمي لقضية عادلة .
ودخلنا أخيرا في مرحلة النزاع على هذه السلطة " الكعكة التي انتهى تاريخ صلاحيتها " بشهادة أصحابها ، جاءت الانتخابات ومضت وجاءت انتخابات أخرى ودخلت حماس معترك التنافس ودخلت السلطة وبدأ التناحر على الحكم ، حكومة ورئاسة وغرق الشعب في دوامة الخلاف والاختلاف ، وغرق أكثر في بحر الحصار والقطيعة ، ودخلنا مرحلة الاقتتال الدموي ، رفع السلاح وقتل العشرات بل المئات من خيرة الشباب ، واعتدي على المؤسسات وأحرقت المقرات الأمنية ودمرت ، وتغيّرت المفاهيم والمصطلحات ، أصبح للوطن جناحان ،وجناحان منفصلان ، غزة وفيها حكم لحماس ، والضفة وفيها حكم للرئاسة ، وتبادل الطرفان كافة أشكال السب والشتم والتحريض وعلى أعلى المستويات ، وفي كل ما هو متاح من وسائل الإعلام الأرضية والفضائية ، وطرحت الحلول وسقطت الحلول ، وبقينا نعيش في هذه الدوامة ، الاحتلال الصهيوني يعرف أهدافه جيداً ولا يتوانى لحظة في الانقضاض عليها ونحن نغرق في وحل القطيعة والانقسام .
بصراحة أصبح وضعنا الداخلي من انقسام وتناحر وإنفلاش أخطر على قضيتنا بكثير من وعد بلفور ونكبة 48 ، لكننا إلى الآن لم نفقد الأمل في عودة المياه إلى مجاريها ، فكل الأنظار تنصب هذه الأيام لما ستتوصل إليه حوارات القاهرة واجتماعات الفصائل ، كلنا أمل أن نتجاوز هذه الأزمة العاتية ، وأن تتفق الفصائل على وثيقة شرف يحرّم ويجرّم فيها الاقتتال الداخلي وأن نطوي هذه الصفحة المخزية إلى الأبد وأن نواجه الاحتلال الصهيوني ، العدو المشترك ونحن متوحدين يجمعنا هم واحد وهدف واحد وتحت راية واحدة فهذا هو طريقنا الوحيد للخلاص من الاحتلال .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007