بإعلان الرئيس محمود عباس مرسومه الرئاسي المتعلق بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية المقبلة، وبعدم توقيع حركة حماس على ورقة المصالحة المصرية، ورفضها إجراء الانتخابات في غزة، وفق الموعد الذي حدده عباس بالطبع، يكون قد دق المسمار الأخير في نعش المصالحة الوطنية، وكذلك يكون الأمل قد انعدم تماماً بأية إمكانية لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، كأحد اشتراطات الانتصار في معركة التحرر الوطني التي خاضها ويخوضها شعبنا في ثوراته القديمة والحديثة، وفي معاناته وآلامه وتضحياته ودماء شهدائه وجرحاه وعذابات معتقليه، على مدى قرن زمني يمتد منذ أواخر الحكم العثماني وبداية الانتداب البريطاني على فلسطين وبدء الهجرة اليهودية إليها، مروراً بكافة المحطات الأخرى، وصولاً إلى المرحلة الحالية، التي لا تسر صديقاً، بل يرتاح إليها العدو والأعداء جميعاً.
هل نكتب بيان نعي القضية والمشروع في هذه المرحلة السوداء من التاريخ الفلسطيني العربي الإنساني رغم عدالتهما، والتي اتسع مداها في متوازية مع التضحيات؟ هل نكتب بيان النعي والعدو ماض في جرائمه وحصاره واغتيالاته، وفي تهويده للقدس وهدم الأقصى، وفي سرقته للأرض وحصاره للقطاع، وأيضاً في سرقته وتزييفه للتاريخ واعتداءاته المتواصلة على الجغرافيا؟ هل نكتب بيان النعي أمام كل التحديات التي تواجه قضيتنا والمصائر التي تنتظر كل واحد منا؟
لقد مرت مراحل أشد إيلاماً وإيذاء للسفر الفلسطيني منذ ابتداء عهده، لكنها كانت تُواجَهْ بالمجموع، بالكل الفلسطيني موحداً في المجابهة، إلاّ المرحلة الحالية حيث الداء يكمن في ذات الجسد الفلسطيني، هذه الظاهرة تتجاوب تماماً مع ما خطط له الأعداء الكثر للنضال الفلسطيني، هذه الظاهرة تستجيب لما أرادوه ويريدونه وما سيريدونه.
القضية لا تكمن في وجود الأزمة، فالأزمات في التاريخ الوطني متتالية طبيعية مرافقة للظاهرة النضالية، وهي لا تحمل معنى القدرية في مختلف حالاتها، بل يُخطط لها للقضاء على تلازمية الشعب والكفاح لإفراغ محتوى المشروع الوطني من مضامينه. القضية أيضاً لا تكمن في إدراك مدى عناصر الأزمة وخطر تداعياتها على القضية والمشروع وتيئيس الشعب وصولاً إلى الصفر، لكن الأزمة تتمثل في “تكتيف” اليدين أمام القيام بمهام معروفة ومُدْرَكة ومجرّبة في نضالات أخرى من أجل سحق الأزمة والقضاء عليها، وتجاوزها إلى الفضاء النضالي الرحب، الذي يبعث الأمل من جديد في نفوس الجماهير الشعبية، التي ظلت منذ الأزل وستظل حتى الأزل وقود الثورة للانتصار، فلا انتصار من دون تضحياتها.
لقد قلنا الكلام، وأغرقنا كتابةً وحبراً خزّان التشخيص، في سلسلة هائلة من الخطابات والشعارات الرنانة وتحميل الآخر كل الوزر، وأصدرنا البيانات الواحد تلو الآخر، في سبيل تجريد الذات من استحقاقاتها وعجزها وفشلها في العمل على تجاوز الأزمة، وسط ظاهرة أكثر من واضحة، معالمها: سلطتان وهميتان على الأرض، تنتفي عن كل واحدة منهما صفة الدويلة، تتنازعان على امتلاك مفاتيح السجن لعموم الشعب ولكل منهما، سلطتان لو جرى حلهما، واستبدال كل منهما بقيادة وطنية من مختلف الفصائل والقوى تكون مرجعية لكافة قضايا المواجهة في مرحلة التحرر الوطني، لوضعنا أيدينا على جوهر الأزمة وعلى تناقضات اللحظة.
الحل يبدأ أولاً وأخيراً بالمقاومة، والعودة إلى مربع الصراع الأول، وفي العودة إلى المنطلقات الأولى في أن فلسطين، كل فلسطين، هي الأرض التي نسعى إلى تحريرها، وأن لا انتصار من دون تحقيق معادلة التلاحم العضوي بين الوطني والقومي والأممي الصديق. هذه المهمة فرضها ولا يزال يفرضها من نواجهه، فلا حلول وسطاً مع هذا العدو.
هل نكتب بيان نعي القضية والمشروع في هذه المرحلة السوداء من التاريخ الفلسطيني العربي الإنساني رغم عدالتهما، والتي اتسع مداها في متوازية مع التضحيات؟ هل نكتب بيان النعي والعدو ماض في جرائمه وحصاره واغتيالاته، وفي تهويده للقدس وهدم الأقصى، وفي سرقته للأرض وحصاره للقطاع، وأيضاً في سرقته وتزييفه للتاريخ واعتداءاته المتواصلة على الجغرافيا؟ هل نكتب بيان النعي أمام كل التحديات التي تواجه قضيتنا والمصائر التي تنتظر كل واحد منا؟
لقد مرت مراحل أشد إيلاماً وإيذاء للسفر الفلسطيني منذ ابتداء عهده، لكنها كانت تُواجَهْ بالمجموع، بالكل الفلسطيني موحداً في المجابهة، إلاّ المرحلة الحالية حيث الداء يكمن في ذات الجسد الفلسطيني، هذه الظاهرة تتجاوب تماماً مع ما خطط له الأعداء الكثر للنضال الفلسطيني، هذه الظاهرة تستجيب لما أرادوه ويريدونه وما سيريدونه.
القضية لا تكمن في وجود الأزمة، فالأزمات في التاريخ الوطني متتالية طبيعية مرافقة للظاهرة النضالية، وهي لا تحمل معنى القدرية في مختلف حالاتها، بل يُخطط لها للقضاء على تلازمية الشعب والكفاح لإفراغ محتوى المشروع الوطني من مضامينه. القضية أيضاً لا تكمن في إدراك مدى عناصر الأزمة وخطر تداعياتها على القضية والمشروع وتيئيس الشعب وصولاً إلى الصفر، لكن الأزمة تتمثل في “تكتيف” اليدين أمام القيام بمهام معروفة ومُدْرَكة ومجرّبة في نضالات أخرى من أجل سحق الأزمة والقضاء عليها، وتجاوزها إلى الفضاء النضالي الرحب، الذي يبعث الأمل من جديد في نفوس الجماهير الشعبية، التي ظلت منذ الأزل وستظل حتى الأزل وقود الثورة للانتصار، فلا انتصار من دون تضحياتها.
لقد قلنا الكلام، وأغرقنا كتابةً وحبراً خزّان التشخيص، في سلسلة هائلة من الخطابات والشعارات الرنانة وتحميل الآخر كل الوزر، وأصدرنا البيانات الواحد تلو الآخر، في سبيل تجريد الذات من استحقاقاتها وعجزها وفشلها في العمل على تجاوز الأزمة، وسط ظاهرة أكثر من واضحة، معالمها: سلطتان وهميتان على الأرض، تنتفي عن كل واحدة منهما صفة الدويلة، تتنازعان على امتلاك مفاتيح السجن لعموم الشعب ولكل منهما، سلطتان لو جرى حلهما، واستبدال كل منهما بقيادة وطنية من مختلف الفصائل والقوى تكون مرجعية لكافة قضايا المواجهة في مرحلة التحرر الوطني، لوضعنا أيدينا على جوهر الأزمة وعلى تناقضات اللحظة.
الحل يبدأ أولاً وأخيراً بالمقاومة، والعودة إلى مربع الصراع الأول، وفي العودة إلى المنطلقات الأولى في أن فلسطين، كل فلسطين، هي الأرض التي نسعى إلى تحريرها، وأن لا انتصار من دون تحقيق معادلة التلاحم العضوي بين الوطني والقومي والأممي الصديق. هذه المهمة فرضها ولا يزال يفرضها من نواجهه، فلا حلول وسطاً مع هذا العدو.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007