القضية الفلسطينية , هي إحدى أهم القضايا الجوهرية في القرنين الماضي والحالي , وهي قضية ملأت الدنيا وشغلت الناس , بل هي الآن كما في الماضي , محور أي سياسة في منطقة الشرق الأوسط , وتداعياتها تحس بها وتتأثر جميع القارات في العالم , ولكن الأكثر حزناً وألماً للشعب الفلسطيني , وبقية الشعوب العربية , أو الإسلامية التي تتأثر بها , أو التي جعلت سياستها مركّزة على القضية الفلسطينية, هي أن هذه القضية الجوهرية , تحولت من قضية شعب ووطن إلى قضية سياسية , إذ أصبح القاصي والداني يتحدث بها , ويذكرها إما عرضاً أو لماماً , وبما أن السياسة هي مصالح , فإن الكثيرين حولوا القضية الفلسطينية إلى قضية مصلحية , فإذا كانت هذه المصلحة أي السياسة توافق مصالحهم كانوا معها , وإذا كانت تعارض جنحوا إلى المراهنة والرياء, فلا بأس من ذكر فلسطين والعروبة , والنضال القومي الخ , أما البعض الآخر فقد فهم اللعبة تماماً وعرف مدى أهمية هذه القضية , عند الشعوب العربية , أو الإسلامية بشكل عام , وبدأ يظهر لهذه الشعوب أنّ جوهر سياسته هي القضية الفلسطينية , لاعباً على أهم وأخطر وتر عند هؤلاء الناس , وبذا يكون أيضاً جَانَبَ الحقيقة , وكذلك ساهم في موتها الرحيم, فالسياسات إذن لهؤلاء جميعاً تحاول أن تظهر أن القضية الفلسطينية هي حجر الزاوية في سياساتهم ومواقفهم 0 هذا كان قديماً عند الشيوعيين , وكذلك الأحزاب اليسارية , واليمين بأشكاله المختلفة المتطرفة , أو الكامنة , أو التي تلهج بذكرها في الجوامع منفوخة الأوداج وتبسمل , وبعد ذلك يذهب كل ٌ إلى سوقه , ليسوِّق , مصالحه كما سوّق بالعواطف الرخيصة القضية الفلسطينية , ويظل جوهر القضية ( هم الفلسطينيون) , أصحاب الشأن والمأساة , بآن , والمضحوك عليهم من الجميع , رغم التضحيات الهائلة التي قدمها هذا الشعب العظيم , الذي واجه ولا زال ومنذ البدء الرصاص بصدر مفتوح , ورخّصَ الدم والولد من أجل ذلك , وتفنن بكل أشكال العذابات ليصل إلى أي جزء من قضيته , ولكن دون جدوى وبلا أمل , لأنه ظلّ اللاعب الوحيد الخاسر بكل أطيافه وأنتماءاته والمضحوك عليه أبداً , لماذا؟ لأن الجميع بما في ذلك القسم الأعظم من الساسة بمن فيهم الفلسطينيون, لم يفهموا أن هذه المسألة الخطيرة هي مسألة شعب / أي دم وروح وجغرافيا وانتماء , أنما فهموها قضية سياسية, أو تسيسوا مع المتسيسين , وتصالحوا مع المتصالحين , وتعاركوا مع المتعاركين وتعادوا مع المتعادين, إلى أن أضحت العائلة الواحدة , متعادية وتحمل السلاح بوجه بعضها البعض, وهذا ما جرى منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي , أي منذ نشوء المنظمات الفلسطينية , والتي كل منها تتبنى سياسة حزب ٍ ما , أو دولة ما تدعم هذا التيار , أو هذا الفصيل , لذا كان ولا يزال الشعب الفلسطيني , متطرفاً مع المتطرفين , ومهادناً مع المهادنين, وموضوعياً مع الموضوعيين , ولكنه إلى الآن لم يكن يوماً فلسطينياً خالصاً , ولكن الجميع أخذوا من القضية الفلسطينية بعض أطرافها , هذه الأطراف التي بعثروها على مساحة العالم العربي والعالم , وكأن القضية الفلسطينية كانت أكبر من الجميع , إذ أنها كانت ولا زالت أكبر من العواطف والدموع , وتموت قبلها الرغبات والنوايا الحسنة لأنها قضية شعب , شردوه في كل أنحاء العالم , ولكنه ظل أسير قضيته , على الرغم من أنه بشكل ما , لم يستطع على الأقل إلى الآن من القبض على بوصلة القضية , ومعرفة توجيهها – كما أراد الشاعر – مظفر النواب – وشهداء جوهر وروح القضية الفلسطينية – غسلن كنفاني – ناجي العلي – وكل الذين كبَِروا عن الانتماء ضيق الأفق , وتماهوا مع قضيتهم الفلسطينية , وهم أكثر من أن يُعَدّوا , وربما على رأس هؤلاء جميعاً هم أطفال فلسطين , الذين ذهبوا شهداء على مذابح القضية المقدسة, ولم تستطع السياسات بانتماءاتها الداعمة من تكريمهم , لأنهم هم الكرامات, أما هؤلاء الساسة الجدد الذين يصرون على ذبح القضية الفلسطينية بسياساتهم المتهورة , أو تصدير أزماتهم الداخلية , على شماعة القضية الفلسطينية , فهم لن يزيدوا المسألة إلا أَوَاراً , إذ يصبون الزيت على النار , على الجثة الفلسطينية التي يتنعمون بخيراتها , ولا يهمهم من ذلك سوى ذر رماد جثتها في العيون , فهل أسياد الجهل والتخلف , والهمجية , والعودة بالمفاهيم إلى القرون الوسطى , واستخدام الولاءات إلى المنتَظر المجهول , قادرون على أكثر من دق آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية , حتى لو كان ذلك على حساب حرق المنطقة , وذلك تماماً كما يريد النهج الصهيوني , ويظل السؤال الجوهري هل الذين يتقاتلون بسيوف ملائكة , الوهم وأجندة الشر, والتعصب الأعمى , لأجندة المجهول والسياسي الخاذل والمخذول, هي التي تحرر أرض فلسطين, وتعيد الأرض إلى أصحابها , والمقدسات إلى طلابها , أم أنّ هذا الوهم المستشري , لا يريد أكثر من اللعب على ضعف الفارس الفلسطيني , الذي ظلمه الأهل, وبَرقَعَهُ الرومُ بِبُرْدةٍ مسمومةٍ , فلم تعدْ له سوى آلام قروح هذا الجسد المتهالك , الذي أصبح يباع في مزاد السياسات الرخيصة , والطوائف البغيضة 0 * لله درك أيها العظيم – ناجي العلي – كنت الأفهم فينا
لذى أدار- حنظلة – ظهره لهم جميعاً0
اتمنى ان يعجبكم الموضوع
والاستفاده منه
لذى أدار- حنظلة – ظهره لهم جميعاً0
اتمنى ان يعجبكم الموضوع
والاستفاده منه
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007