ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


2 مشترك

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 11 // بقلم : أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5941
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 11 // بقلم : أبو فريد Empty رواية عكا أخيراً // الحلقة 11 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد الأربعاء نوفمبر 05, 2008 12:49 pm

    مر يومان وميرا تغيب عن الأنظار ، قلبه يشتعل من حرقة الانتظار ، ومن وساوس المجهول .

    - " لقد قسوتُ عليها " يخاطب روحه بندم . . . " إن ماتت بسببي فلن أغفر لنفسي هذه الخطيئة أبداً " . . . اتصل أخيراً بالبيت . . سأل عنها فأجابته أختها الصغيرة وهي تبكي :

    - " ميرا في المستشفى ، حاولت الانتحار " . . .

    - " الانتحار ! !! تصنّع المفاجأة ثم سأل مرة أخرى . . " وكيف هي الآن ؟ "

    - " لولا عناية الله لما بقيت على قيد الحياة . . . " ، ولا زالت تجهش بالبكاء .

    - " ماذا حصل ؟ وكيف حاولت الانتحار ؟ "

    - " لقد دخلت عليها أمي وهي تشهق أنفاسها الأخيرة بعد أن بدأ السم يسري في عروقها ، كانت شفتاها زرقاوان يغطيهما الزبد ، كانت تختنق ، تموت في صمت . . بعدها صرخت أمي من هول ما رأت ، اتصلنا بالإسعاف ونقلناها بسرعة إلى المستشفى ، وكتبت لها الحياة من جديد " .

    - " حمداً لله على سلامتها " .



    يا لهذا الحب الذي يقود صاحبه للموت ، لماذا نفتح له الباب ونسمح له بالدخول ؟ نستسلم له فيأخذنا إلى الجحيم . . ملعون هذا الحب ، يغزو خلايانا ، ويحتلنا ، فلا جيش يستطيع أن يقف في وجهه أو يصدّ غزواته !!!.



    عشرات المصابين في المستشفى بعضهم فارق الحياة قبل قليل ، وآخرين بانتظار الموت ، لا زال عدد القتلى في ازدياد ، تكتيم إعلامي على الحصيلة النهائية لعدد الجنود القتلى ، نجاح العملية أصاب الجميع هنا بالرعب ، أهالي القتلى والجرحى وحشود غاضبة في الخارج يهتفون : " الموت للعرب " ، دخل رياض المستشفى ومر من بين الحشود بسهولة فلا أحد يعرف أنه عربي وقد ألِف وجهه جميع من في المدينة الغارقة في جحيم الموت . . . وصل أخيراً غرفة ميرا الراقدة في الفراش تتابع الأخبار . .

    - " رودي . . !!" انتفضت من فراشها وقد تفاجأت من قدومه .

    - " نعم رودي أيتها المجنونة المنتحرة . . " ، اقترب منها حاملاً في يده باقة من الورود ، قبّلها من جبينها وقدم لها الورود وقال :

    -= " حمداً لله على سلامتك " .

    - " دمت لي بخير يا حبيبي . ." ردت وقلبها يرقص فرحاً . . " هل قرأت رسالتي ؟ " ، وكأنها تسخر من بقائها على قيد الحياة . .

    - " نعم قرأتها . . قرأتها أيتها المجنونة !! " .

    - " المرة القادمة سأموت بطريقة أخرى . . سأموت دون أن يشعر بي أحد ، سأموت بسببك " . . قاطعها رافضاً حماقتها وإصرارها على الانتحار ، وقال : " لا داعي للحديث عن الموت الآن ، واظبي على تناول الدواء ، وعندما تخرجي من المستشفى سنتفق على كل شيء " .

    - " أصحيح ما تقول ؟ ستعود حبيبي كما كنت " . . . قالت وعيونها تمتلئ بالسعادة .

    - " أيتها المجنونة ، لا تفكري في شيء الآن ، سوى خروجك من المستشفى ".

    - " سأحاول ذلك يا حبيبي " .

    مكث قليلاً عندها حاول أن يرفع معنوياتها ليطرد من رأسها هذه الفكرة الشيطانية ، ثم غادر المستشفى ولا تزال الحشود هناك في ازدياد تصب جل غضبها على العرب .



    تقرير عن العملية في القناة الثانية ، ميرا تتابع عن كثب . . صورة امرأة عجوز - أم صادق - وهي تزغرد عند سماعها خبر استشهاد ابنها ، أبوه يتحدث عنه . . . ميرا تفكر فيما تسمع ، ثم تتساءل . .

    - " أي شابٍ هذا الذي يتحدثون عنه . . مهندس متفوق في عمله ، متزوج وله أولاد ، ناجح في حياته ، يحبه الجميع ، إذن لماذا يفكر في الموت ، لماذا ينتحر بهذه الطريقة المخيفة ، البشعة ؟ " تذكرت كلمات رودي عندما تحدث عن أحد أصدقائه الذين قتلوا في غزة " نحن ندافع عن أرضنا المسلوبة ، وأنتم قتلة ومجرمون " . .

    - " جدار سميك يقف بيني وبين الحقيقة ، أين أنت أيتها الحقيقة ، هل نحن حقاً قتلة ومجرمون كما قالها رودي ، هل ما تعلمته في المدرسة وما كانوا يرددوه لنا عن " إسرائيل " هو كذب وافتراء ، أصبحت الآن لا أفهم شيئاً . . . فكرة مجنونة تقتحم رأسي المثقل بالهموم ، . . سأذهب إلى هناك ، نعم سأذهب إلى جنين ، ربما هناك أجد ما أبحث عنه " .



    دخلت والدتها الغرفة وهي تحمل معها باقة من الورد وابتسامة عريضة بعد أن أكد لها الطبيب تجاوز ميرا مرحلة الخطر وتماثلها السريع للشفاء . .

    - " كدت أن أفقدك إلى الأبد " ثم انحنت نحو ابنتها الراقدة في الفراش وقبلتها من جبينها. .

    " حمداً لله على سلامتك " وبعد لحظات أفاقت ميرا فوجدت والدتها تجلس بجوارها .

    -" أهلاً بك يا أمي " اعتدلت من الفراش ونظرت إلى ساعتها وقالت :

    - " ياه . . لقد نمت طويلاً !! " تذكرت ما شاهدته في التلفاز بالأمس ، ثم تابعت :

    - " كم تمنيت يا أمي لو كنت بجواري البارحة ، لتشاهدي معي تلك العجوز وهي توزع الحلوى بعد سماعها خبر موت ابنها "

    تفاجأت الأم من حديث ابنتها وتمتمت بصوت منخفض :

    - " ويلي عليك يا ابنتي لقد ضيّع السم عقلك " احتضنت ابنتها خوفاً عليها وربّتت على ظهرها ثم ابتسمت وقالت :

    - " غداً سنعود للبيت وستكونين بخير "

    - " أنا لا أهذي يا أمي ، لقد شاهدت في التلفاز أم الشاب الذي انتحر بالأمس وكانت تودّع ابنها بالحلوى والزغاريد !! ، وهذا ما كنت أريدك أن تشاهديه معي ، لأنني أريد أن أتحدث معك في أمر أولئك الذين يموتون بهذه الطريقة "

    - " إنه الجنون بعينه !! ، يقتلونا ويقتلون أنفسهم ، حقاً إنهم مجرمون ، يأتون إلينا ليقتلونا ، إنه الجنون بعينه !! " تحدّثت بثقة .

    - " ربما هناك حقيقة أخرى نجهلها يا أمي ، من منا لا يحب الحياة ، أما سألت نفسك لماذا يقدم شبابهم على الموت بهذه الطريقة ، إن من مات بالأمس ليس مجنوناً ولا مدمن مخدرات أو يائساً من الحياة كما تتصورين ، إنه مهندس ، مهندس يا أمي !! ليس شاباً طائشاً أو جاهلاً لا يعِ ما يفعل ، يبدو أنه ذهب للموت بشجاعة وعن قناعة " .

    الأم تنصت لابنتها لكنها تنهي الجدل في هذه القضية قائلة :

    - " أنا لا أفكر بهذه الطريقة ، ولا أحب أن أخوض في مثل هذه المواضيع التي تسوقني إلى التوهان "

    - " لكني يا أمي أبحث عن الحقيقة ، لقد اختلط في رأسي كل شيء وما عدت أنظر إلى الدنيا بسطحية كما بالأمس " . . هكذا أنهت ميرا حديثها مع والدتها دون أن تصلا إلى قناعات مشتركة حول ما حدث .



    انتهت ح11

    أبو فريد
    بنت ابا الميسا
    بنت ابا الميسا

    مشرف المنتديات الــعـــامــة
     مشرف المنتديات الــعـــامــة



    انثى
    عدد الرسائل : 2920
    العمر : 38
    رقم العضوية : 533
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 11 // بقلم : أبو فريد Soudia10
    نقاط : 6833
    تقييم الأعضاء : 5
    تاريخ التسجيل : 06/05/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 11 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 11 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بنت ابا الميسا السبت نوفمبر 08, 2008 8:37 pm

    ومن الحب ماقتل....احببت ميرا بافكارها المتهوره
    قصة راااااااائعه جدا جدا
    تحياتي الكـ ياابو فريد
    icon_flower

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:11 am