ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


3 مشترك

    رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5941
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد Empty رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد الإثنين نوفمبر 03, 2008 2:33 pm

    مرّت ساعة . . ساعتان . . ثلاثة ، اقتربت لحظة الصفر ، وصل صادق إلى هدفه بسهولة ، تمتم بكلمات غير مسموعة ، ونظر بعدها إلى السماء ، سحابة بيضاء كانت على موعد معه ، كانت تنتظره هناك ، لتحمل روحه الطاهرة وتسافر فيها إلى جنة الشهداء .

    إذن هي الآن . . المكان مزدحم بالجنود . . غاص وسط الزحام ، تذكر كلمات غسان ، " لا تمت قبل أن تكون ندّاً " ، ارتسمت أمامه صورة الجنود وهم يقتحمون المخيم ، يطلقون النار بعبثية واستهتار ، البيوت التي تهدم وأشجار الزيتون التي تقتلعها جرافاتهم لتمسح من الذاكرة عروبتها وأصالتها ، مدرس التاريخ يرسم خارطة فلسطين ، أمه يجرّها أحد الجنود ويركلها بقدمه بوحشية فتلثم الأرض ، قطته التي داسها الجندي بلا رحمة وهي تموء حتى الموت ، كان في قمة سعادته لأنه على مقربة من لحظة الثأر لكل الشهداء الذين قضوا على أيدي هؤلاء المجرمين القتلة ، ولكل الحالمين بساعة النصر .

    - " ما أجمل الموت لأجلكم " ، لا زالت الصور تحتشد أمام عينيه تدفعه بقوة للثأر ، تذكر كلمات قرأها ذات يوم على أحد الجدران " سنحرق الأرض تحت أقدامهم " ، صورة الدم ومشاهد القتل ، الخوف المزروع في عيون أطفال المخيم ، كلّها كانت حاضرة كأنها بوصلة تُبصّره بالطريق إلى الجنة .

    - " الحياة جميلة ، لكن لأجلكم سنموت ، سنصنع لكم من دمائنا حرية ومستقبل بلا احتلال " قال تلك الكلمات وابتسم للموت . .



    انفجار هائل يهز المكان ، صعدت روحه إلى السماء ، اختفت السحابة كأنها واصلت مسيرتها إلى الجنة ، المكان غير المكان ، تغيرت ملامحه في لحظات ، تطايرت الأشلاء عشرات الأمتار ، اندلعت النيران هنا وهناك ، وانتشر الذعر والخوف والموت ، صراخ وعويل وبكاء في كل مكان ، صفير سيارات الإسعاف يغطي أصوات الهاربين من الموت وعويل الجرحى . . قتلى وجرحى بالعشرات ، جثث ممزقة ودم أزرق ينتشر على " اسفلت " الشارع وعلى جدران المباني . . بدأت عمليات الإسعاف . . متدينون يجمعون ما تبقى من أشلاء في أكياس صغيرة ، أخيراً جاءت الشرطة ، وأغلقت جميع الشوارع المؤدية إلى الانفجار . . بدأ المحتشدون في مكان الانفجار يسمعون صوت طائرة هليكوبتر تحوم في السمـاء لملاحقـة " المخربين " .



    - " الأخبار الأولية تؤكد مقتل خمسة جنود وإصابة أكثر من عشرة آخرين ، بعضهم إصابته حرجة للغاية . ." أعلن فيلكس الخبر في المصنع وسط ذهول ودهشة الجميع ، ردد الخبر أمام رودي مرة أخرى لكنه أخفى بإتقان سعادته بنجاح العملية .

    تجمّع العمال في صالة المصنع يتابعون بثاً مباشراً للقناة الثانية للتلفزيون " الإسرائيلي " ، شبح الموت أرخى بظلاله على تل أبيب بأسرها ، بل على كل مدن " إسرائيل " ، الجميع بلا استثناء مصاب بالصدمة ، وعدد القتلى في ازدياد ، العسكريون والسياسيون ، جميعهم يبحث عن سبب الانفجار ، روايات شهود العيان متضاربة ، تكهنات كثيرة حول العملية ولا أحد يعرف ما الذي أصاب هذا الشارع المنكوب .



    عاد رياض إلى شقته ليلاً وراح يتابع الأخبار من جديد . .

    - " إلى الجحيم " . . رددها أكثر من مرة ، أخرج صورة أشرف وقال : " أعتقد أنكم تحتفلون الآن بهذه المناسبة ، وأهلنا هناك يحتفلون أيضاً بها ، إن دماءك يا رفيقي ليست هواء ولا ماء ، ولن تكون مثل دماءهم المجبولة بالغطرسة والعنجهية والإجرام . . هي أنقى وأطهر بكثير " .

    دخل غرفة نومه ، وبدأ يرتب في فراشه ، وقعت عينه على ورقة ميرا وتوقيع أحمر الشفاه . .

    - " ما هذا ؟ " تساءل في اندهاش شديد . . أمسك الورقة بسرعة ، فتحها وراح يقرأها . . .

    " أعرف أنك تهرب مني ، ولا تريدني . . . لا أعرف ما الذي غيّرك . . . أرى في عينيك أنك لا تزال تحبني إلى الآن ، ولكنني لم أجد سبباً يمنعك مني ، ويحرمك أن تمارس هذا الحب معي . . . لقد طلبتك أكثر من مرة ولكنك كنت دائماً تصدّني . . . أصبحت لا أحتمل حياتي بدونك . . . ولأنني صرت عبئاً في حياتك تريد الخلاص منه ، قررت أن أحررك من هذا العبء الثقيل .

    لقد فكرت كثيراً ، وقد حسمت أمري . . .

    سأغادر هذه الحياة التي خسرتك فيها ، لا معنى لوجودي الآن ، حياتي كانت لك وحدك ، كانت من أجلك أنت . . . وقد أخلصت لك حبي وحرّمت كل الرجال على جسدي ، كل هذا كان من أجلك أنت ، واليوم بعد أن خسرتك سأرحل عن هذه الدنيا إلى الأبد . . .

    وداعاً يا حبيبي . . .

    حبيبتك المعذبة

    ميرا

    . . . "



    - " أحس بالخوف هذه المرة ! " يحدّث نفسه وهو ينظر إلى أصدقائه وهم يستعدون لسماع تفاصيل العملية الجديدة .

    - " هذه آخر عملية سننفذها حتى آخر العام " بدأ حديثه معهم بهذه الكلمات . . نظروا إليه بدهشة

    - " ما الذي تقوله ؟! ، لقد نُفذت العملية باقتدار ونجحت نجاحاً غير مسبوق " قال أحدهم باستغراب .

    - " أي محاولة جديدة ستعرّض خلايانا بالداخل إلى الخطر ، يجب أن نتمهّل قليلاً ونعرف إلى أين ستنتهي تحقيقاتهم ، وإلى أي خيطك سيصلون ، بعدها سنعاود نشاطنا من جديد " أجابهم بثقة .



    جاء اليوم التالي ولم تأت ميرا للمصنع ، الجميع يتحدث عن انفجار الأمس الذي أودى بحياة سبعة جنود حتى الآن ، رياض قلق على صاحبة الرسالة التي كتبت له أنها ستنتحر بسببه .

    " هل حقاً فعلت ذلك " . . يتساءل

    " لكن الإنسان يقف جباناً أمام موت كهذا ، هل كان يأسها مني ، وإحساسها بفقداني للأبد هو سلاحها في وجه الموت ، لا أدري . . إنها متهوّرة ، مجنونة ، عقلها يسكن بين ثنايا قلبها المجروح . . . "

    ذهب رياض إلى مديره يسأله عن غياب ميرا ، لكنه لم يحصل على إجابة تطمئنه ، أو حتى ينزع الخوف من قلبه المرتجف حباً وحنيناً لتلك المسكينة . . . أخرج الرسالة من جيبه وأعطاها لمديره ليقرأها . . سخرية شديدة أطلّت من عينيه ، ثم قال :

    " هل سمعت يوماً أن يهودياً قد انتحر . . !! نحن نحب الحياة مهما كانت ، ونتمسك بها حتى آخر لحظة فيها ، نفارق الحياة ونحن نحلم بالعودة إليها من جديد . . . " ، ثم ضحك في وجه رياض وتابـع حديثه :

    " أنت لا زلت تجهل اليهود . . . " ضرب على كتفه بلطف أكثر من مرة وقال :

    " لعلها مريضة . . . " صمت قليلاً . . ثم تابع :

    " أو ربما كان أحد أقاربها من بين الضحايا أو الجرحى في عملية الأمس " .



    انتهت الحلقة العاشرة

    أبو فريد
    بنت ابا الميسا
    بنت ابا الميسا

    مشرف المنتديات الــعـــامــة
     مشرف المنتديات الــعـــامــة



    انثى
    عدد الرسائل : 2920
    العمر : 38
    رقم العضوية : 533
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد Soudia10
    نقاط : 6833
    تقييم الأعضاء : 5
    تاريخ التسجيل : 06/05/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بنت ابا الميسا الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 9:16 pm

    جميلهـ جدا ..شوقتني للحلقة الحاديه عشرهـ
    لاتطول علينا فيها رفيقي
    بجد يعطيك الف الف عافيه
    استمر ولكـ احترامي
    تحياتي الكـ
    icon_flower
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد Palest10
    نقاط : 16079
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد Empty

    رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة العاشرة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الثلاثاء نوفمبر 04, 2008 9:50 pm

    استمر يارفيقى فالأحداث تتزايد اثارة
    فى انتظار الباقى

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:28 am