مرّت ساعة . . ساعتان . . ثلاثة ، اقتربت لحظة الصفر ، وصل صادق إلى هدفه بسهولة ، تمتم بكلمات غير مسموعة ، ونظر بعدها إلى السماء ، سحابة بيضاء كانت على موعد معه ، كانت تنتظره هناك ، لتحمل روحه الطاهرة وتسافر فيها إلى جنة الشهداء .
إذن هي الآن . . المكان مزدحم بالجنود . . غاص وسط الزحام ، تذكر كلمات غسان ، " لا تمت قبل أن تكون ندّاً " ، ارتسمت أمامه صورة الجنود وهم يقتحمون المخيم ، يطلقون النار بعبثية واستهتار ، البيوت التي تهدم وأشجار الزيتون التي تقتلعها جرافاتهم لتمسح من الذاكرة عروبتها وأصالتها ، مدرس التاريخ يرسم خارطة فلسطين ، أمه يجرّها أحد الجنود ويركلها بقدمه بوحشية فتلثم الأرض ، قطته التي داسها الجندي بلا رحمة وهي تموء حتى الموت ، كان في قمة سعادته لأنه على مقربة من لحظة الثأر لكل الشهداء الذين قضوا على أيدي هؤلاء المجرمين القتلة ، ولكل الحالمين بساعة النصر .
- " ما أجمل الموت لأجلكم " ، لا زالت الصور تحتشد أمام عينيه تدفعه بقوة للثأر ، تذكر كلمات قرأها ذات يوم على أحد الجدران " سنحرق الأرض تحت أقدامهم " ، صورة الدم ومشاهد القتل ، الخوف المزروع في عيون أطفال المخيم ، كلّها كانت حاضرة كأنها بوصلة تُبصّره بالطريق إلى الجنة .
- " الحياة جميلة ، لكن لأجلكم سنموت ، سنصنع لكم من دمائنا حرية ومستقبل بلا احتلال " قال تلك الكلمات وابتسم للموت . .
انفجار هائل يهز المكان ، صعدت روحه إلى السماء ، اختفت السحابة كأنها واصلت مسيرتها إلى الجنة ، المكان غير المكان ، تغيرت ملامحه في لحظات ، تطايرت الأشلاء عشرات الأمتار ، اندلعت النيران هنا وهناك ، وانتشر الذعر والخوف والموت ، صراخ وعويل وبكاء في كل مكان ، صفير سيارات الإسعاف يغطي أصوات الهاربين من الموت وعويل الجرحى . . قتلى وجرحى بالعشرات ، جثث ممزقة ودم أزرق ينتشر على " اسفلت " الشارع وعلى جدران المباني . . بدأت عمليات الإسعاف . . متدينون يجمعون ما تبقى من أشلاء في أكياس صغيرة ، أخيراً جاءت الشرطة ، وأغلقت جميع الشوارع المؤدية إلى الانفجار . . بدأ المحتشدون في مكان الانفجار يسمعون صوت طائرة هليكوبتر تحوم في السمـاء لملاحقـة " المخربين " .
- " الأخبار الأولية تؤكد مقتل خمسة جنود وإصابة أكثر من عشرة آخرين ، بعضهم إصابته حرجة للغاية . ." أعلن فيلكس الخبر في المصنع وسط ذهول ودهشة الجميع ، ردد الخبر أمام رودي مرة أخرى لكنه أخفى بإتقان سعادته بنجاح العملية .
تجمّع العمال في صالة المصنع يتابعون بثاً مباشراً للقناة الثانية للتلفزيون " الإسرائيلي " ، شبح الموت أرخى بظلاله على تل أبيب بأسرها ، بل على كل مدن " إسرائيل " ، الجميع بلا استثناء مصاب بالصدمة ، وعدد القتلى في ازدياد ، العسكريون والسياسيون ، جميعهم يبحث عن سبب الانفجار ، روايات شهود العيان متضاربة ، تكهنات كثيرة حول العملية ولا أحد يعرف ما الذي أصاب هذا الشارع المنكوب .
عاد رياض إلى شقته ليلاً وراح يتابع الأخبار من جديد . .
- " إلى الجحيم " . . رددها أكثر من مرة ، أخرج صورة أشرف وقال : " أعتقد أنكم تحتفلون الآن بهذه المناسبة ، وأهلنا هناك يحتفلون أيضاً بها ، إن دماءك يا رفيقي ليست هواء ولا ماء ، ولن تكون مثل دماءهم المجبولة بالغطرسة والعنجهية والإجرام . . هي أنقى وأطهر بكثير " .
دخل غرفة نومه ، وبدأ يرتب في فراشه ، وقعت عينه على ورقة ميرا وتوقيع أحمر الشفاه . .
- " ما هذا ؟ " تساءل في اندهاش شديد . . أمسك الورقة بسرعة ، فتحها وراح يقرأها . . .
" أعرف أنك تهرب مني ، ولا تريدني . . . لا أعرف ما الذي غيّرك . . . أرى في عينيك أنك لا تزال تحبني إلى الآن ، ولكنني لم أجد سبباً يمنعك مني ، ويحرمك أن تمارس هذا الحب معي . . . لقد طلبتك أكثر من مرة ولكنك كنت دائماً تصدّني . . . أصبحت لا أحتمل حياتي بدونك . . . ولأنني صرت عبئاً في حياتك تريد الخلاص منه ، قررت أن أحررك من هذا العبء الثقيل .
لقد فكرت كثيراً ، وقد حسمت أمري . . .
سأغادر هذه الحياة التي خسرتك فيها ، لا معنى لوجودي الآن ، حياتي كانت لك وحدك ، كانت من أجلك أنت . . . وقد أخلصت لك حبي وحرّمت كل الرجال على جسدي ، كل هذا كان من أجلك أنت ، واليوم بعد أن خسرتك سأرحل عن هذه الدنيا إلى الأبد . . .
وداعاً يا حبيبي . . .
حبيبتك المعذبة
ميرا
. . . "
- " أحس بالخوف هذه المرة ! " يحدّث نفسه وهو ينظر إلى أصدقائه وهم يستعدون لسماع تفاصيل العملية الجديدة .
- " هذه آخر عملية سننفذها حتى آخر العام " بدأ حديثه معهم بهذه الكلمات . . نظروا إليه بدهشة
- " ما الذي تقوله ؟! ، لقد نُفذت العملية باقتدار ونجحت نجاحاً غير مسبوق " قال أحدهم باستغراب .
- " أي محاولة جديدة ستعرّض خلايانا بالداخل إلى الخطر ، يجب أن نتمهّل قليلاً ونعرف إلى أين ستنتهي تحقيقاتهم ، وإلى أي خيطك سيصلون ، بعدها سنعاود نشاطنا من جديد " أجابهم بثقة .
جاء اليوم التالي ولم تأت ميرا للمصنع ، الجميع يتحدث عن انفجار الأمس الذي أودى بحياة سبعة جنود حتى الآن ، رياض قلق على صاحبة الرسالة التي كتبت له أنها ستنتحر بسببه .
" هل حقاً فعلت ذلك " . . يتساءل
" لكن الإنسان يقف جباناً أمام موت كهذا ، هل كان يأسها مني ، وإحساسها بفقداني للأبد هو سلاحها في وجه الموت ، لا أدري . . إنها متهوّرة ، مجنونة ، عقلها يسكن بين ثنايا قلبها المجروح . . . "
ذهب رياض إلى مديره يسأله عن غياب ميرا ، لكنه لم يحصل على إجابة تطمئنه ، أو حتى ينزع الخوف من قلبه المرتجف حباً وحنيناً لتلك المسكينة . . . أخرج الرسالة من جيبه وأعطاها لمديره ليقرأها . . سخرية شديدة أطلّت من عينيه ، ثم قال :
" هل سمعت يوماً أن يهودياً قد انتحر . . !! نحن نحب الحياة مهما كانت ، ونتمسك بها حتى آخر لحظة فيها ، نفارق الحياة ونحن نحلم بالعودة إليها من جديد . . . " ، ثم ضحك في وجه رياض وتابـع حديثه :
" أنت لا زلت تجهل اليهود . . . " ضرب على كتفه بلطف أكثر من مرة وقال :
" لعلها مريضة . . . " صمت قليلاً . . ثم تابع :
" أو ربما كان أحد أقاربها من بين الضحايا أو الجرحى في عملية الأمس " .
انتهت الحلقة العاشرة
أبو فريد
إذن هي الآن . . المكان مزدحم بالجنود . . غاص وسط الزحام ، تذكر كلمات غسان ، " لا تمت قبل أن تكون ندّاً " ، ارتسمت أمامه صورة الجنود وهم يقتحمون المخيم ، يطلقون النار بعبثية واستهتار ، البيوت التي تهدم وأشجار الزيتون التي تقتلعها جرافاتهم لتمسح من الذاكرة عروبتها وأصالتها ، مدرس التاريخ يرسم خارطة فلسطين ، أمه يجرّها أحد الجنود ويركلها بقدمه بوحشية فتلثم الأرض ، قطته التي داسها الجندي بلا رحمة وهي تموء حتى الموت ، كان في قمة سعادته لأنه على مقربة من لحظة الثأر لكل الشهداء الذين قضوا على أيدي هؤلاء المجرمين القتلة ، ولكل الحالمين بساعة النصر .
- " ما أجمل الموت لأجلكم " ، لا زالت الصور تحتشد أمام عينيه تدفعه بقوة للثأر ، تذكر كلمات قرأها ذات يوم على أحد الجدران " سنحرق الأرض تحت أقدامهم " ، صورة الدم ومشاهد القتل ، الخوف المزروع في عيون أطفال المخيم ، كلّها كانت حاضرة كأنها بوصلة تُبصّره بالطريق إلى الجنة .
- " الحياة جميلة ، لكن لأجلكم سنموت ، سنصنع لكم من دمائنا حرية ومستقبل بلا احتلال " قال تلك الكلمات وابتسم للموت . .
انفجار هائل يهز المكان ، صعدت روحه إلى السماء ، اختفت السحابة كأنها واصلت مسيرتها إلى الجنة ، المكان غير المكان ، تغيرت ملامحه في لحظات ، تطايرت الأشلاء عشرات الأمتار ، اندلعت النيران هنا وهناك ، وانتشر الذعر والخوف والموت ، صراخ وعويل وبكاء في كل مكان ، صفير سيارات الإسعاف يغطي أصوات الهاربين من الموت وعويل الجرحى . . قتلى وجرحى بالعشرات ، جثث ممزقة ودم أزرق ينتشر على " اسفلت " الشارع وعلى جدران المباني . . بدأت عمليات الإسعاف . . متدينون يجمعون ما تبقى من أشلاء في أكياس صغيرة ، أخيراً جاءت الشرطة ، وأغلقت جميع الشوارع المؤدية إلى الانفجار . . بدأ المحتشدون في مكان الانفجار يسمعون صوت طائرة هليكوبتر تحوم في السمـاء لملاحقـة " المخربين " .
- " الأخبار الأولية تؤكد مقتل خمسة جنود وإصابة أكثر من عشرة آخرين ، بعضهم إصابته حرجة للغاية . ." أعلن فيلكس الخبر في المصنع وسط ذهول ودهشة الجميع ، ردد الخبر أمام رودي مرة أخرى لكنه أخفى بإتقان سعادته بنجاح العملية .
تجمّع العمال في صالة المصنع يتابعون بثاً مباشراً للقناة الثانية للتلفزيون " الإسرائيلي " ، شبح الموت أرخى بظلاله على تل أبيب بأسرها ، بل على كل مدن " إسرائيل " ، الجميع بلا استثناء مصاب بالصدمة ، وعدد القتلى في ازدياد ، العسكريون والسياسيون ، جميعهم يبحث عن سبب الانفجار ، روايات شهود العيان متضاربة ، تكهنات كثيرة حول العملية ولا أحد يعرف ما الذي أصاب هذا الشارع المنكوب .
عاد رياض إلى شقته ليلاً وراح يتابع الأخبار من جديد . .
- " إلى الجحيم " . . رددها أكثر من مرة ، أخرج صورة أشرف وقال : " أعتقد أنكم تحتفلون الآن بهذه المناسبة ، وأهلنا هناك يحتفلون أيضاً بها ، إن دماءك يا رفيقي ليست هواء ولا ماء ، ولن تكون مثل دماءهم المجبولة بالغطرسة والعنجهية والإجرام . . هي أنقى وأطهر بكثير " .
دخل غرفة نومه ، وبدأ يرتب في فراشه ، وقعت عينه على ورقة ميرا وتوقيع أحمر الشفاه . .
- " ما هذا ؟ " تساءل في اندهاش شديد . . أمسك الورقة بسرعة ، فتحها وراح يقرأها . . .
" أعرف أنك تهرب مني ، ولا تريدني . . . لا أعرف ما الذي غيّرك . . . أرى في عينيك أنك لا تزال تحبني إلى الآن ، ولكنني لم أجد سبباً يمنعك مني ، ويحرمك أن تمارس هذا الحب معي . . . لقد طلبتك أكثر من مرة ولكنك كنت دائماً تصدّني . . . أصبحت لا أحتمل حياتي بدونك . . . ولأنني صرت عبئاً في حياتك تريد الخلاص منه ، قررت أن أحررك من هذا العبء الثقيل .
لقد فكرت كثيراً ، وقد حسمت أمري . . .
سأغادر هذه الحياة التي خسرتك فيها ، لا معنى لوجودي الآن ، حياتي كانت لك وحدك ، كانت من أجلك أنت . . . وقد أخلصت لك حبي وحرّمت كل الرجال على جسدي ، كل هذا كان من أجلك أنت ، واليوم بعد أن خسرتك سأرحل عن هذه الدنيا إلى الأبد . . .
وداعاً يا حبيبي . . .
حبيبتك المعذبة
ميرا
. . . "
- " أحس بالخوف هذه المرة ! " يحدّث نفسه وهو ينظر إلى أصدقائه وهم يستعدون لسماع تفاصيل العملية الجديدة .
- " هذه آخر عملية سننفذها حتى آخر العام " بدأ حديثه معهم بهذه الكلمات . . نظروا إليه بدهشة
- " ما الذي تقوله ؟! ، لقد نُفذت العملية باقتدار ونجحت نجاحاً غير مسبوق " قال أحدهم باستغراب .
- " أي محاولة جديدة ستعرّض خلايانا بالداخل إلى الخطر ، يجب أن نتمهّل قليلاً ونعرف إلى أين ستنتهي تحقيقاتهم ، وإلى أي خيطك سيصلون ، بعدها سنعاود نشاطنا من جديد " أجابهم بثقة .
جاء اليوم التالي ولم تأت ميرا للمصنع ، الجميع يتحدث عن انفجار الأمس الذي أودى بحياة سبعة جنود حتى الآن ، رياض قلق على صاحبة الرسالة التي كتبت له أنها ستنتحر بسببه .
" هل حقاً فعلت ذلك " . . يتساءل
" لكن الإنسان يقف جباناً أمام موت كهذا ، هل كان يأسها مني ، وإحساسها بفقداني للأبد هو سلاحها في وجه الموت ، لا أدري . . إنها متهوّرة ، مجنونة ، عقلها يسكن بين ثنايا قلبها المجروح . . . "
ذهب رياض إلى مديره يسأله عن غياب ميرا ، لكنه لم يحصل على إجابة تطمئنه ، أو حتى ينزع الخوف من قلبه المرتجف حباً وحنيناً لتلك المسكينة . . . أخرج الرسالة من جيبه وأعطاها لمديره ليقرأها . . سخرية شديدة أطلّت من عينيه ، ثم قال :
" هل سمعت يوماً أن يهودياً قد انتحر . . !! نحن نحب الحياة مهما كانت ، ونتمسك بها حتى آخر لحظة فيها ، نفارق الحياة ونحن نحلم بالعودة إليها من جديد . . . " ، ثم ضحك في وجه رياض وتابـع حديثه :
" أنت لا زلت تجهل اليهود . . . " ضرب على كتفه بلطف أكثر من مرة وقال :
" لعلها مريضة . . . " صمت قليلاً . . ثم تابع :
" أو ربما كان أحد أقاربها من بين الضحايا أو الجرحى في عملية الأمس " .
انتهت الحلقة العاشرة
أبو فريد
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007