ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


2 مشترك

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 15 ، الأخيرة // بقلم : أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5941
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 15 ، الأخيرة // بقلم : أبو فريد Empty رواية عكا أخيراً // الحلقة 15 ، الأخيرة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد الجمعة نوفمبر 14, 2008 5:47 pm

    فيلكس في حيرة من أمره ، كيف سيغطي العجز في المصنع بعد أن طلبت ميرا إجازة أسبوع لحضور حفل زفاف أختها ، ورودي الذي سيذهب إلى غزة ليقضى هناك أسبوعاً مع أهله بعد غياب طويل . .

    - معلومات خطيرة وصلتنا عن رودي ، يجب أن تحضر إلينا فوراً . . استقبل فيلكس هذا الاتصال من مركز الشرطة .

    - دقائق وسأكون عندكم . . أجابهم بكثير من الخوف والقلق .

    بعد أقل من ربع ساعة كان فيلكس جالساً أمام ضابط الشرطة آفي . .

    - مساء الخير

    - مساء الخير عزيزي

    استقبله آفي بحفاوة وحدّثه عن أشياء كثيرة تخص شركته ، لكنه لم يحدّثه عن رودي .

    - حدّثني عن رودي أرجوك ، أعصابي لا تحتمل التأخير . .

    - حسناً . . وصلتنا معلومات بأن رياض له علاقة بالتفجير الأخير في تل أبيب وأنه عضو في خلية نشطة هنا ستقوم بعمليات أخرى في الأيام القادمة .

    - معقول !! . . هذه كارثة ، مصيبة . . ، ردد بجنون

    - نعم كارثة ، لذلك طلبتك اليوم .

    - وما العمل الآن ، هل ستعتقلوه ؟

    - الآن لا ، نحن لا زلنا نجمع معلومات عن هؤلاء المخربين ، سنختار الوقت المناسب للقبض عليه ، كي نصل إلى جميع أعضاء الخلية .

    ساعة ونصف قضاها فيلكس في مركز الشرطة لكنها غيّرت لديه الكثير . .

    - " رودي الحقير عضو في خلية إرهابية ، ينشر الموت والرعب هنا ، سأقتله قبل أن يقتلني هذا الوغد " ، تمتم بهذه الكلمات عند خروجه من مكتب الضابط آفي .



    استقل رودي سيارته وسافر إلى عكا . . وبعد أقل من ساعتين كان هناك . .

    - " أخيراً جئتك عكا ، بلا موعد ولا انتظار . . " يخاطب نفسه فرحاً بدخوله هذه المدينة التي طالما قرأ عنها . .

    وصل عكا . . المدينة الساحرة التي ترقد في حضن الشاطئ وقد منحها المتوسط شموخاً وكبرياء . . بدت له المدينة ، بجوامعها وكنائسها وأسوارها وبلدتها القديمة شاخصة كأنها الزمان الذي كتب على أسوارها حكايات البطولة والصمود . . تحتمس مرّ من هنا . . والاسكندر ومعاوية وصلاح الدين . . أحمد باشا الجزار خلف تلك الأسوار لا زال يعلّم أبناءها فنون القتال . . نابليون عاد من هنا بلا أماني ولا أحلام . . هي عكا التي أنجبت الشقيري وغسان كنفاني ، مدينة الشهداء . . مدينة الأدباء . .

    - أيتها المسكونة بأنفاس الرجال العظام ، جئتك اليوم أبلغك السلام فنحن على موعد قريب . . لا تكترثي بما قيل أو يقال عن إتفاقات وعقود بيع بالمجان . . فكل ذلك هراء . . فنحن يا عكا نحلم باللقاء . .



    كأن هواءها قد ألبسه ثوب الشعراء ، قصيدة تكاد تولد بين شفتيه . . أيلول في يومه الثالث عشر ، ورياح الخماسين تداعب ما تبقى من أوراق على أشجار الرصيف . . أمواج البحر على طول هذا الطريق الساحلي تغنّي لأشجار الزيتون المترامية خلف أسوار البلدة القديمة " الأرض بتتكلم عربي . . " ، وتعزف لعكا سلامها الوطني . . " فلسطين داري وأرض الجدود . . " .



    نظر في المرآة . . سيارة زرقاء تلاحقه منذ سفره . . لم يكترث كثيراً ،

    - " ربما هي مجرد صدفة لا تحتاج كل هذا التفكير . . مِن هنا . . " يخاطب نفسه ممسكاً بيده خارطة الطريق . . " نعم مِن هنا " ، يتحرك يساراً ثم يميناً ثم ينظر مرة أخرى إلى الخارطة . . " اقتربنا على الوصول " ، هي تنتظره هناك . . السيارة الزرقاء لا زالت خلفه أينما اتجه . .



    فيلكس شاهرٌ مسدسه ، يشتعل غضباً . . صور الأشلاء وجثث القتلى تتزاحم أمام عينيه لا يكاد يرى الطريق . .

    - " سأقتله ، الجبان . . غرّر بي ، قال أنه سيذهب إلى غزة ، وقد وصل الآن عكا ، أي مجرم محترف هو ، سأقتله عندما ألحق به " . . يدمدم غضباً . . " ربما سيجتمع بأصحابه القتلة هنا ، أو سيشتري سلاحاً لينفذ عمليته الجديدة " . . ظل فيلكس يهذي طيلة الطريق .



    - " عرس بنكهة عربية يا للعجب ، من أين أتت لنا هذه المصيبة ؟ لم يكتفوا باحتلال أرضنا ، بل احتلوا ثقافتنا وتراثنا ، أي كارثة هذه " . .اقترب من المكان يتفحّص كل شيء حوله ، عكا تبكي ، تتمنى لو أن يبتلعهم البحر فلا يعودوا إليها مرة أخرى . .



    توقفت السيارة ونزل رياض ، لمحته ميرا من بعيد ، كانت تلبس فستاناً أبيضاً ، جاءته ركضاً . . نزل فيلكس من سيارته شاهراً مسدسه لم ير أحداً سوى رودي ، لم يسمع طبول العرس ولا صوت الغناء ، فقط كان انفجار يدوي في رأسه طيلة الطريق . . كأن أحداً قد صب في أذنيه حمماً من جهنم ، أصبح على مسافة قريبة منه لا تتجاوز عشرات الأمتار .

    - روووووودي . . نادى فيلكس بصوت عالٍ .

    رأته ميرا يصوّب مسدسه على رودي ليقتله . .

    - لااااااااااااا ، صرخت بأعلى صوتها وهرعت نحوه . .

    التفت رودي خلفه ، أدرك سر السيارة الزرقاء التي تبعته من تل أبيب بإصرار . .

    اقتحم صوت أزيز الرصاص فضاءات المكان ، ليصمت معه صوت الفرح .

    آلام شديدة في كتفه الأيسر

    ميرا تجري كالمجانين تكاد أقدامها لا تلامس الأرض ، لا زالت تصرخ . .

    رصاصة أخرى حاقدة تخترق صدره ، مادت الأرض تحته فجثم على ركبتيه . . تارة ينظر إلى ميرا حبيبته ، وتارة أخرى يقاوم طلقات هذا الأرعن .

    وصلته ميرا ، بدأ جسده يترنح من سيل الطلقات . .

    احتضنته قبل أن يسقط على الأرض . .

    - حبيبي لا تمت ، أرجوك . .

    الدم يسيل من كتفه . . من صدره . . من قدميه . . يسيل بغزارة

    استمر فيلكس في إطلاق النار. . رغبة القتل العمياء أعمت بصيرته تماماً ، فقط يريد أن يقتل .

    أخفته بين ضلوعها فأصيبت هي الأخرى . .

    لا زال فيلكس يطلق النار . .

    سقطت ميرا وسقط رياض واقترب فيلكس منهما يطلق ما تبقى من رصاص . .

    مد رياض يده وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ومدت ميرا يدها . .

    - " بعد دقائق سنلتقي يا حبيبي " . .

    - " وداعاً يا حبيبتي " . .

    صعدت روحهما إلى السماء . . احتضنتهما سحابة كانت تنقش اسميهما في سماء عكا . . رحل رياض ورحلت ميرا وبقي فيلكس شاهراً سلاحه . . .



    حديقة كأنها رقعة من الجنة . . جمهور يصفق . . عدد كبير من الصحفيين والساسة الكبار هنا . . إنه سلام الشجعان . . يوقّع كلاهما الاتفاق . .هنا يجتمع – الكبار - . . يستمر الحضور في التصفيق . . كلاهما يمد يده للآخر . . ابتسامة صفراء ترتسم على الوجوه . . غربت شمس أوسلو الشاحبة مبكراً وغط ناسها في نوم عميق . . .



    غزة أريحا أولاً . . اتفاق وُقع بحبر أزرق على أوراق ملوثة . .

    عكا أخيراً . . اتفاق وُقع بالدم على أرض عكا . .







    انتهت

    أبو فريد
    بنت ابا الميسا
    بنت ابا الميسا

    مشرف المنتديات الــعـــامــة
     مشرف المنتديات الــعـــامــة



    انثى
    عدد الرسائل : 2920
    العمر : 38
    رقم العضوية : 533
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 15 ، الأخيرة // بقلم : أبو فريد Soudia10
    نقاط : 6833
    تقييم الأعضاء : 5
    تاريخ التسجيل : 06/05/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 15 ، الأخيرة // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 15 ، الأخيرة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بنت ابا الميسا الجمعة نوفمبر 14, 2008 11:43 pm

    نهاية محزنة ومؤلمة لقصة رائعه جدا جدا

    كانت نهايتهما على ارض عكا ومازالت تعقد تلك الاتفاقيات الملوثه كما ذكرت في الروايه
    رفيقي ابو فريد ..ابدعت بالروايه كثير..فلذلك تقبل خالص شكري وامتناني عني وعن بقية رفاق الملتقى على هذه القصة المؤلمة والرائعه والتي جسدت واقعا فلسطينينا في عكا
    يعطيكـ الف الف عافيه وبانتظار المزيد

    تحياتي

    icon_flower

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:21 am