ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


+2
بنت ابا الميسا
أبو فريد
6 مشترك

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5941
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Empty رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد السبت نوفمبر 08, 2008 8:55 pm

    - " اشربوا نخبكم يا شباب " هذا ما قاله الزعيم عندما اجتمع بأفراد عصابته للمرة الأولى بعد سرقة البنك ، ثم تابع وهو يتلذذ في نفث دخان سيجارته في السماء " المخربون خلطوا جميع الأوراق ، المخرّب المنتحر الذي وصل هدفه دون أن يشعر به أحد ، وعدد القتلى المتزايد وما تركته العملية من رعب وذعر في المدينة مسح من ذاكرة أهلها عملية ديسكونت ، لم يعد أحد الآن يفكّر في حادثة السرقة رغم أنها هزّت المدينة بأكملها " .



    رفعت يديها للسماء وقلبها ينفطر من الخوف على ابنها " اللهم احفظه من كل سوء ، ووفّقه ، وابعد عنه شر أولاد الحرام " استمرت والدة رياض في الدعاء لابنها عندما وصلتها أخبار العملية .

    " الحياة في تل أبيب أصبحت مثل الجحيم ، لماذا لا تقنعيه يا عمتي بأن يرجع إلينا ويكفينا تشرد وهوان " تحدثت زوجة رياض متوسلة فقد حاولت مع زوجها أكثر من مرة لكن دون جدوى .



    هناك في مخيم جنين ، هذه المدينة التي خرج من بين أزقتها الشهيد صادق ، أناس بسطاء طيبون يعشقون الحياة ، هناك توزّع الحلوى والتمر في بيت العزاء ، أعلام فلسطين ترفرف فوق أسطح المنازل ، أكاليل الورود وبوسترات النعي ، وصور صادق تملأ الشوارع ، كتابة على الجدران لكافة الفصائل والتنظيمات ، أغاني وطنية حماسية تنطلق هنا باستمرار يقطعها كلمات يلقيها أحد القادمون من المدن المجاورة لتقديم واجب العزاء .



    طريق ملتوية قرب الشاطئ كأنها أفعى طويلة تتحرك بموازاة البحر، والسيارة تسير مسرعة مثل أرنب صغير ابتلعته تلك الأفعى ، عادت أم ميرا إلي البيت وهي تنظر إلى الشاطئ المكتظ بالناس ، الصيف الحار قد حررهم من ملابسهم وجعلهم يقذفون بأجسادهم في البحر لعل مياهه المنعشة تطفئ حر الشمس ، السماء صافية تتجلى فيها الشمس فترسل ضياءها بلا بخل ولا حياء .

    - " نصف ساعة أو أقل وأصل إلى البيت " ، السيارة تُقلها وحدها ، لا أحد يسليها أو يملأ عليها فراغ الطريق ، تذكرت كلمات ميرا " ربما هناك حقيقة أخرى نجهلها يا أمي " ، أخذتها تلك الكلمات إلى أكثر من ثلاثين سنة مضت ، تذكرَتْ الحاجام عوفاديا الذي أطلق النار ذات يوم على جارهم الذي رفض أن يغادر طهران للقدوم إلى هنا ، وقد كان يحرّض اليهود آنذاك للبقاء هناك ، " أطلق عليه النار فقتله بلا رحمة أو شفقة ، وعندما سألنا والدي عن السبب قال : إنه جاسوس ويستحق القتل " ، غاصت في ذكرياتها وراحت تُحدث نفسها طوال الطريق . . ، " كان والدي طيباً وخدوماً ، وقد جمعته علاقة حميمة مع الحاخام عوفاديا الذي أقنع والدي بالسفر إلى إسرائيل بسهولة رغم أننا كنا سعداء هناك في طهران ، ليس هذا فحسب بل استغل شهرة والدي الذي كان تاجراً ثرياً وصاحب علاقات طيبة مع الجميع ، استغله ليسهّل عليه فكرة إقناع اليهود بالهجرة إلى إسرائيل وتعزيز الوازع الديني ليكون دافعهم الرئيسي للهجرة هناك " ، جاء شريط الذكريات أمام عينيها على امتداد ذلك الطريق الطويل . . " كان ينفرد بوالدي كثيراً ، سافر معظم اليهود على يديه وكان يغدقهم بالأموال ليضمن قبولهم بفكرة السفر بلا تردد . . لا أعرف من أين كان يأتي بكل تلك الأموال ، . . وذات مرة جاء إلى والدي ومعه شهادات ميلاد وجوازات سفر سمعته يقول يومها بأن جميعها كانت مزورة قد حصل عليها بالرشاوى والبلطجة كانت إحدى تلك الشهادات لأخي أبراهام " . . ابتسمت قليلاً . . " يومها هاج أبراهام في وجه الحاخام الذي أخبره بأن عمره فقط ستة عشر عاماً وأنه لم يصبح رجلاً بعد ، أمسك أخي بالورقة وكاد أن يمزقها لولا تدخل والدي الذي أقنعه بأن هذه الشهادة لتمكنه من السفر إلى إسرائيل دون أن يلتحق بالخدمة العسكرية في الجيش الإيراني ". . " جاء هنا أبراهام ولم يعجبه الحال طويلاً فسافر إلى هولندا ، تزوج هناك واستقر فيها إلى الآن " ، غاصت في بحر ذكرياتها ، تقلّب صفحات الماضي ، " أذكر يوم أن وصل إلى والدي خبر مقتل الحاخام عوفاديا الذي حكم عليه بالإعدام بسبب الخيانة العظمى ، وعندما سألت والدي ، لماذا لم يسافر معنا ؟ قال : بأنه بقي هناك ليساعد جميع اليهود بالسفر إلى إسرائيل لكن الشرطة قد ألقت القبض عليه وهو يحمل جوازات سفر مزورة ومستندات خطيرة تسببت في إعدامه " ، تأهبت بعدها للنزول من السيارة بعد أن اقتربت من البيت .



    وفي صباح اليوم التالي انتظرت ميرا والدتها بفارغ الصبر " لقد تأخرتِ كثيراً يا أمي !! " هي تعرف بأن الوقت لا زال مبكراً ، وأن والدتها لازالت في الطريق ، بعد دقائق حضرت والدة ميرا فاستقبلتها ابنتها بحرارة ، كأنها لم ترها منذ فترة طويلة . لم تنتظر ميرا طويلاً فقد استجمعت قواها المنهكة وفتحت الباب على مصراعيه لأسئلة كثيرة تبحث عن إجابات قاطعة لها :

    - " لقد ولدت أنا هنا يا أمي أهذا صحيح ؟! "

    - " بلا صحيح " . . أجابت الأم مندهشة ثم تابعت " وما الجديد في ذلك ؟ ".

    - " وأنت ولدت هنا أيضاً !! " تساءلت مرة أخرى .

    - " بالطبع لا ، أنا يا ابنتي ولدت في طهران وعشت هناك طفولتي وبعدها جئنا إلى هنا " قالت مستسلمة لسيل من الأسئلة .

    - " إذن جدي وجد جدي وكل عائلتي منذ مئات السنين جميعهم ولدوا هناك ، وعاشوا هناك ، ودفنوا هناك إذن لماذا جئتم إلى هنا ، أليست هناك أرضكم وأرض أجدادكم " .

    - " لماذا جئنا إلى هنا !! ، هذه حكاية طويلة سأحدثك عنها عندما تعودي إلى البيت " بدأت تختصر في الحديث رأفة بابنتها المتعبة .

    - " أرجوك يا أمي أريدك أن تكملي حديثك معي ولا تخف عني شيئاً " قالت متوسلة .

    - " أقسم لك بأنني سأخبرك الحقيقة ، لكنني أشفق عليك الآن فإنني أراك منهكة .

    - " لا عليك ، احكِ الحكاية وسأكون بخير " .

    تنهدت الأم وصمتت قليلاً تبحث عن بداية ترضي فضول ابنتها الغارقة في بحر الأسئلة ، ثم قالت :

    " لقد كان والدي تاجراً ثرياً وكان كثير السفر وقد طفنا معه معظم بلدان العالم ، لقد وهبه الله ذكاءً خارقاً وظّفه في جمع المال "

    - " أعرف أن جدي كان ثرياً جداً ، ولكن ما علاقة ذلك بمجيئنا إلى إسرائيل "

    تبحث عن الحقيقة كمن يبحث عن إبرة في كومة قش ، لا تزال تذكر كلمات الحاخام عزرا الذي كان يحشو عقول الأطفال بأحاديث الرب ووعده لليهود بأرض الميعاد ، تمر من أمامها صورة رودي وهو ينعت اليهود بالقتلة والمجرمين ، لأنهم شردوا أهله من أرضهم وقتلوا صديقه ، والمهندس صادق يفجّر نفسه وأمه توزع الحلوى عند تشييع جثمانه .

    " رأسي تكاد تنفجر من كل تلك الصور والمتناقضات ، أين أنت أيتها الحقيقة !! " تحدّثت في صمت

    - كان جدك ديفيد واحد من الذين رتبوا لمجيء المئات إلى هنا "

    - كيف !! قالتها باستغراب .

    - " هذه حكاية طويلة عشتها مع جدك ، ولا زالت ذاكرتي تختزن جزءً منها "

    - " حقاً ستكون ممتعة ومثيرة يا أمي ، أرجوك أخبريني ولا تنس شيئاً " ردّت بلهفة .

    - " لقد تغيرت حياتنا رأساً على عقب يوم أن جاء رجل يدعى عوفاديا ليقنع أبي بالسفر إلى إسرائيل ، كان أبي قد التقي به بالصدفة في أحد رحلاته إلى أوربا ، اختار عوفاديا جدّك ليقنع مئات اليهود هناك بالسفر أيضاً ، كانت تلك مهمة شاقة جداً لكن أبي كان صبوراً وذكياً جداً وقد نجح في النهاية " .

    - " كيف !! "

    أخبرتها والدتها بما علق في ذاكرتها من ذكريات وميرا تستمع إليها ينهم الباحث عن الحقيقة .



    انتهت الحلقة 12

    أبو فريد
    بنت ابا الميسا
    بنت ابا الميسا

    مشرف المنتديات الــعـــامــة
     مشرف المنتديات الــعـــامــة



    انثى
    عدد الرسائل : 2920
    العمر : 38
    رقم العضوية : 533
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Soudia10
    نقاط : 6833
    تقييم الأعضاء : 5
    تاريخ التسجيل : 06/05/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بنت ابا الميسا الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 12:04 am

    نسختها وسوف اقرأها....اعجبتني كثيرا...تابع واستمر
    تحياتي الكـ
    icon_flower
    بنت الشعبية
    بنت الشعبية

    وكيل  وكيل



    انثى
    عدد الرسائل : 657
    العمر : 36
    نقاط : 6468
    تقييم الأعضاء : 1
    تاريخ التسجيل : 15/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Empty

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بنت الشعبية الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 3:06 pm

    رائعة جدا رفيقى
    استمر فى الكتابة
    ليلى
    ليلى

    رقيب  رقيب



    انثى
    عدد الرسائل : 559
    العمر : 38
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Palest10
    نقاط : 6504
    تقييم الأعضاء : 1
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف ليلى الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 3:18 pm

    الى الأمام رفيقى
    اسلوبك رائع فى الكتابة
    ننتظر جديدك
    حنظلة
    حنظلة

    رقيب  رقيب



    ذكر
    عدد الرسائل : 443
    العمر : 41
    نقاط : 6338
    تقييم الأعضاء : 3
    تاريخ التسجيل : 06/01/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف حنظلة الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 4:56 pm

    يسلمو رفيقى
    فى انتظار باقى الحلفات
    بوليفار
    بوليفار

    عريف  عريف



    عدد الرسائل : 363
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : طالب
    المزاج : تمام
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Palest10
    نقاط : 6450
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 26/11/2007

    رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة 12 // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بوليفار الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 5:34 pm

    والله يارفيق ولا اسامة أنور عكاشة
    اسلوبك رائع جدا فى السرد
    استمر رفيققى

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:13 am