من طرف ابنة الجبهة الشعبية السبت يوليو 19, 2008 5:36 pm"عندما بدأت رأس الناقورة تلوح من
بعيد غائمة في الافق الأزرق ، وقفت السيارة ... ونزلت النسوة من بين الأمتعة
وتوجهن إلى فلاح كان يجلس القرفصاء واضعا سلة البرتقال مباشرة ، ... وحملن
البرتقال .... ، ووصلنا صوت بكائهن وبدا لي ساعتذاك أن البرتقال شئ عزيز علينا ...
كانت النساء قد اشترين برتقالات حملنها معهن الى السيارة ، ونزل ابوك من جانب
السائق ومد كفه فحمل برتقالة منها ... أخذ ينظر اليها بصمت ، ثم انفجر يبكي كطفل
بائس " .
"أرض البرتقال الحزين "
منتصف أيار ! ، قطرة دم ، او غضبة ريح ، نقلتنا من
حالة الى حالة ، من عالم الى عالم ، من مثل الى مثل ، ومن روح الى اخرى ، لحظتها
كان عالم الامال والاماني الحلوة ينهار ، وكان نسيج الاستقرار في ساحة البيت
القروي العتيق يتهتك ، كانت لحظة تحول الحاضر الى ذكرى بعيدة بابتعاد المسافة ،وابتعاد
الوطن ، صارت الذاكرة حبلا ننشر عليه ايامنا السالفة ، نغسل فيها سواد النفس ،
بإضاءات الحقل المخضر او الذي كان مخضّرا ، نحاول ان نهرب من حزن جديد نحو حزن
قديم ، فيصبح للتذكر طعماً مراً ، ويصبح للدمع لسعا على الوجنات ، وتكون "لو
" مفتاح الأمنيات التي لم تكن ، وبوابة الشعور الدائم بالندم ، ونصبح نحن
جميعاً واقفين أمام اتهام التاريخ ، وإصبعه الذي يشير الى عيوننا ، كمخالب تحاول
الانقضاض لتفقأها .
ومنتصف أيار في ذاكرة الطفل ،الكهل ، والشاب
الفلسطيني ، ليس يوماً ربيعاً مليئاً بالزهر وخضرة السهل ، خرير الربيع ،ليس لحظة
تفجير الأشواق الى التحليق في سماء لا يشوبها غيم أو ضباب ، منتصف أيار علامة بؤس
يود كل واحد فينا ان يشطبه من رزنامته ،حتى لو صادف يوم ميلاده .
وغسان كنفاني ، يشكل له هذا اليوم عقدة الذنب العربي
/الفلسطيني ، قمة الضياع وقاع المأساة المهلك ، فيومها ، كانت أرض البرتقال براحا
الغزاة يومها صار البرتقال حزينا مستباح . ويومها تحول الفلسطيني من مواطن الى
لاجئ ، ولكل حالته ومعناه ، لكل صيرورته
وقواعده .
أرض البرتقال الحزين مجموعة قصصية كتبها غسان في
اواخر الخمسينيات ، وأوائل الستينات اي على شفا انجراف حالة الحنين العاجز الى
حنين يتدفق بالاتهام ، ويحاول ان يعزو النتائج الى اسبابها ، أرض البرتقال الحزين
، هي لائحة اتهام كاملة لأمة كاملة فقد خذلت استغاثات فلسطين ، بكارة هذه الامة
التي فضت على مسمع ومرأى وربما تصفيق رذيل من الموكلين عليها .
"أرض البرتقال الحزين " رحلة في حياة
اللجوء ، بين الواقع البائس وآثار القمع اليومي ، وبين الذكريات التي تحاول ان
تتهم كيما تبرر احيانا وضع اللجوء . هي عرض حال لاجئ للمخيم ،للفقر الذي صار ،
للذل ، حياة الجوع ، وتجنب العيون المتهمة بغير حق .
فالفلسطيني فيما بعد ارض البرتقال الذي صار حزينا ،
صار موضوع للكسب الوجاهي والعمولات والصفقات التجارية والسياسية ، وهو مختبر
التجارب الضروري لاحدث وسائل القمع والتنكيل ، هو مادة الخطاب الزعامي ، وهو ايضا
مادة التآمر البوليسي ، لأنه "في الواقع
ليس الا تجارة من نوع نادر" (أبعد من الحدود ) . وهو ان كان كذلك
فالذنب ليس ذنبه ، وليس له شرف هذا الأمر ، بل ان المسؤولين هم الذين اعدوه ساعة
اثر ساعة لنتيجة هذا الوجود الذي يعيشه حالة اللجوء التي صارت قيمة سياحية حيث كل
زائر يجب ان يذهب الى المخيمات ، وقيمة زعامية فهم مادة الخطابات الوطنية
والمزايدات الشعبية التي تدر الربح يمينا ويسارا .
والفلسطيني بعد جفاف الشجر ، كان يخفي احزانه ،
وآلامه ، واوجاعه ، وربما احواله عشرات السنين ، ليصبح في كل اسرة سرا كبيرا
مدفونا خلفه منتصف أيار " لقد حملت على كتفي قدرا قميئا ثقيلا طيلة عشر سنوات
طويلة وعلي الان ان اغسله في ظل بوابة مندلباوم " (الأفق وراء البوابة )
بعيد غائمة في الافق الأزرق ، وقفت السيارة ... ونزلت النسوة من بين الأمتعة
وتوجهن إلى فلاح كان يجلس القرفصاء واضعا سلة البرتقال مباشرة ، ... وحملن
البرتقال .... ، ووصلنا صوت بكائهن وبدا لي ساعتذاك أن البرتقال شئ عزيز علينا ...
كانت النساء قد اشترين برتقالات حملنها معهن الى السيارة ، ونزل ابوك من جانب
السائق ومد كفه فحمل برتقالة منها ... أخذ ينظر اليها بصمت ، ثم انفجر يبكي كطفل
بائس " .
"أرض البرتقال الحزين "
منتصف أيار ! ، قطرة دم ، او غضبة ريح ، نقلتنا من
حالة الى حالة ، من عالم الى عالم ، من مثل الى مثل ، ومن روح الى اخرى ، لحظتها
كان عالم الامال والاماني الحلوة ينهار ، وكان نسيج الاستقرار في ساحة البيت
القروي العتيق يتهتك ، كانت لحظة تحول الحاضر الى ذكرى بعيدة بابتعاد المسافة ،وابتعاد
الوطن ، صارت الذاكرة حبلا ننشر عليه ايامنا السالفة ، نغسل فيها سواد النفس ،
بإضاءات الحقل المخضر او الذي كان مخضّرا ، نحاول ان نهرب من حزن جديد نحو حزن
قديم ، فيصبح للتذكر طعماً مراً ، ويصبح للدمع لسعا على الوجنات ، وتكون "لو
" مفتاح الأمنيات التي لم تكن ، وبوابة الشعور الدائم بالندم ، ونصبح نحن
جميعاً واقفين أمام اتهام التاريخ ، وإصبعه الذي يشير الى عيوننا ، كمخالب تحاول
الانقضاض لتفقأها .
ومنتصف أيار في ذاكرة الطفل ،الكهل ، والشاب
الفلسطيني ، ليس يوماً ربيعاً مليئاً بالزهر وخضرة السهل ، خرير الربيع ،ليس لحظة
تفجير الأشواق الى التحليق في سماء لا يشوبها غيم أو ضباب ، منتصف أيار علامة بؤس
يود كل واحد فينا ان يشطبه من رزنامته ،حتى لو صادف يوم ميلاده .
وغسان كنفاني ، يشكل له هذا اليوم عقدة الذنب العربي
/الفلسطيني ، قمة الضياع وقاع المأساة المهلك ، فيومها ، كانت أرض البرتقال براحا
الغزاة يومها صار البرتقال حزينا مستباح . ويومها تحول الفلسطيني من مواطن الى
لاجئ ، ولكل حالته ومعناه ، لكل صيرورته
وقواعده .
أرض البرتقال الحزين مجموعة قصصية كتبها غسان في
اواخر الخمسينيات ، وأوائل الستينات اي على شفا انجراف حالة الحنين العاجز الى
حنين يتدفق بالاتهام ، ويحاول ان يعزو النتائج الى اسبابها ، أرض البرتقال الحزين
، هي لائحة اتهام كاملة لأمة كاملة فقد خذلت استغاثات فلسطين ، بكارة هذه الامة
التي فضت على مسمع ومرأى وربما تصفيق رذيل من الموكلين عليها .
"أرض البرتقال الحزين " رحلة في حياة
اللجوء ، بين الواقع البائس وآثار القمع اليومي ، وبين الذكريات التي تحاول ان
تتهم كيما تبرر احيانا وضع اللجوء . هي عرض حال لاجئ للمخيم ،للفقر الذي صار ،
للذل ، حياة الجوع ، وتجنب العيون المتهمة بغير حق .
فالفلسطيني فيما بعد ارض البرتقال الذي صار حزينا ،
صار موضوع للكسب الوجاهي والعمولات والصفقات التجارية والسياسية ، وهو مختبر
التجارب الضروري لاحدث وسائل القمع والتنكيل ، هو مادة الخطاب الزعامي ، وهو ايضا
مادة التآمر البوليسي ، لأنه "في الواقع
ليس الا تجارة من نوع نادر" (أبعد من الحدود ) . وهو ان كان كذلك
فالذنب ليس ذنبه ، وليس له شرف هذا الأمر ، بل ان المسؤولين هم الذين اعدوه ساعة
اثر ساعة لنتيجة هذا الوجود الذي يعيشه حالة اللجوء التي صارت قيمة سياحية حيث كل
زائر يجب ان يذهب الى المخيمات ، وقيمة زعامية فهم مادة الخطابات الوطنية
والمزايدات الشعبية التي تدر الربح يمينا ويسارا .
والفلسطيني بعد جفاف الشجر ، كان يخفي احزانه ،
وآلامه ، واوجاعه ، وربما احواله عشرات السنين ، ليصبح في كل اسرة سرا كبيرا
مدفونا خلفه منتصف أيار " لقد حملت على كتفي قدرا قميئا ثقيلا طيلة عشر سنوات
طويلة وعلي الان ان اغسله في ظل بوابة مندلباوم " (الأفق وراء البوابة )
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
» أقوال جورج حبش
» اليسار التونسي الآن وهنا
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
» مرحبا
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
» جميع البومات فرقة صابرين
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
» اشحن رصيدك مجانا
» ماتفوت لهون