يقرر بعض الدارسين أن من أقدم النصوص الشعرية الشعبية المقاومة التي وصلتنامن القرن الماضي هي القصيدة التي قيل إنها وُجدت مكتوبة على جدران زنزانة في سجن عكا، يرثي فيها مناضلٌ فلسطيني نفسه قبل اقتياده إلى المشنقة عام 1936، ومما جاء فيها.
يا ليل خلِّ الأسيرْ تَ يْكمِّلْ نواحُو
رايح يفيق الفجر ويرفرف جْناحو
تَيَتْمَرْجَحْ المشنوق في هبّة رْياحو
.....
يا ليل وقِّف تَقَضِّي كلْ حسراتي
يمكن نسيت مين أنا ونْسيت آهاتي
يا حيف كيف انقضت بيدك ساعاتي
……
شمل الحبايب ضاعْ واتكسّروا اقْداحوا
لا تظنْ دمعي خوف.. دمعي على اوطاني
وعا كَمْشة زغاليل في البيت جوعاني
مين راح يطعمها بعدي وإخواني
……
شباب اثنين قبلي ع المشنقة راحوا
وبكرا مراتي كيف راح تقضي نهارها
ويلها عليّ وويلها على ظْغارها
يا ريتني خلّيت في أيدها سوارها
......
يوم أن دعتني الحرب تا اشتري سلاحو
ظنيت لنا ملوكٍ تمشي وراها رجالْ
تخسا الملوك إن كانوا هيك انذال
والله تيجانهم ما يصلحوا لنا نعال
إحنا اللي نحمي الوطن ونضمد جراحو
وقيل ان كاتبها هو أحد أبطال ثورة فلسطين عام 1936 وان اسم هذا البطل هو (عوض) كتب القصيدة في ليلته الاخيرة داخل سجن عكا بالفحم على جدران الزنزانة قبل أن يساق الى المشنقة لينفذ فيه حكم الاعدام الذي أصدرته محاكم الاحتلال البريطاني .وهو ثالث ثلاثة أخوة نفذ فيهم الإنكليز حكم الإعدام شنقا ، وهذا يبينه قوله: (شباب اثنين قبلي ع المشنقة راحوا..)
ويرجح بعض الدارسين للشعر الشعبي الفلسطيني أن الشاعر الشعبي (نوح إبراهيم) كان الاسبق في مضمار الشعر الشعبي الفلسطيني المقاوم، والمعروف أن (نوح إبراهيم) كتب القصيدة الشهيرة في رثاء شهداء الثلاثاء الحمراء (عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي ) ومن أبياتها:
من سجن عكا طلعت جنازِي
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا ربعي جازي
مندوب السامي وربعوا عموما
ويشير الشاعر (نوح إبراهيم) إلى الشهداء الثلاثة وتسابقهم إلى حبل المشنقة:
محمد ينادي أنا أولْكم
خوفي يا ربعي أشربْ حسرتكم
لقد كان للشعر الشعبي في فلسطين إبان الاحتلال البريطاني دوره في توجيه وتحريض الجماهير نحو الثورة، وكان الشاعر الشعبي موجودا في كل حدث وأزمة، سواء ما تعلق بما يعانيه الشعب تحت نير الاحتلال الإنكليزي الذي مهد للاغتصاب الصهيوني، وخيبة الأمل بالزعماء الذين أعمتهم المناصب والكراسي الزائفة، أو معاناة المواطن الفلسطيني الاقتصادية. وقد ظهر الشعر الشعبي الفلسطيني المحرض مبكرا، فقد جاء مترافقا مع الحملة الإنكليزية في الحرب الكونية الثانية، ومع توافد اليهود المهاجرين الزاحفين إلى فلسطين بموافقة إنكليزية. وإضافة إلى (نوح إبراهيم) فقد نَبَه ذكر الشاعر الشعبي (صبري شبلاق) ومن قصائده الشهيرة تلك التي قالها إبان ثورة 1936 ومنها:
عيد الضحية إجا وأنت ليش زعلان
امزح وهيّص وسيب الهم والأحزان
ولاّ أنت زعلان من الزعما اللي في الأوطان
......
اترك بقى الهم وعيش خالي الفكر مرتاح
وبلادنا باخرة كبيرة ما فيهاش قبطان
......
لو كان في فلسطين زعيم ع الوطن بيغار
كنت وجدت البلاد خالية من الأضرار
لكن زعامة بتتفرج ع رفع ستار
......
بكره الستار ينكشف تلقى العرب تايهين
وكل البلاد تروح وإحنا مع التيار
لقد حلل الشاعر الشعبي الواقع، وتنبأ بالكارثة المرتقبة، وحدد الداء وأصل البلاء، ووضع أصبعه على الجرح قبل أن يتحول هذا الجرح إلى داء خبيث مستعصٍ، وطالب في قصيدته بالوحدة الوطنية، ونبه إلى الخطر، ووجه الأنظار إلى الإنكليز:
لو كان زمان قمتو يد واحدة منعتوا الداء
الإنكليز ببلادنا أصبحوا أكبر داء
والأزمة مسكت خناقنا وساءت الأخلاق
......
وإحنا نصهين ونسكت والبلاد بتروح
لو من زمان انتبهنا ما كانش حالنا ساء
شوفوا الخطر بازدياد قال بيجينا
دم الجدود في الوطن.. بس إحنا نسينا
ويتابع الشاعر الشعبي تحذيره في عام 1936 متوقعا ما سيصبح واقعا ملموسا:
هذول بكره ياخذوا البلاد وعنينا تشوف
ومين بعدها اللي يحميكم ويحمينا
وقبل (شبلاق) قال الشاعر الشعبي (خليل اللحام) في (13 تشرين الثاني/نوفمبر 1933):
أما مصيبةْ يا جماعة
ما بقي رحمة يا جماعة
لَيْموها حاجِة فظاعة
هللي بيملك شقفة دار
افتكر لي نفسه (روتشيلد)
انتفح وزاد الأجار
وعا المستأجر صار يستبد
لا بترحموا واحد فقير
ولا بترحموا صاحب عيال
من جوركم رايح أطير
يا للي بتعبدوا الأموال
يا ريتنا نموت يا ريت
ونخلص من جور الملاّك
شو هالحالة يا حسرة
حكومتنا غاضه النظر
ولساها فاتحة الهجرة
لليهود تروح هدر..
بقلم: ا.محمد ابو عزة
يا ليل خلِّ الأسيرْ تَ يْكمِّلْ نواحُو
رايح يفيق الفجر ويرفرف جْناحو
تَيَتْمَرْجَحْ المشنوق في هبّة رْياحو
.....
يا ليل وقِّف تَقَضِّي كلْ حسراتي
يمكن نسيت مين أنا ونْسيت آهاتي
يا حيف كيف انقضت بيدك ساعاتي
……
شمل الحبايب ضاعْ واتكسّروا اقْداحوا
لا تظنْ دمعي خوف.. دمعي على اوطاني
وعا كَمْشة زغاليل في البيت جوعاني
مين راح يطعمها بعدي وإخواني
……
شباب اثنين قبلي ع المشنقة راحوا
وبكرا مراتي كيف راح تقضي نهارها
ويلها عليّ وويلها على ظْغارها
يا ريتني خلّيت في أيدها سوارها
......
يوم أن دعتني الحرب تا اشتري سلاحو
ظنيت لنا ملوكٍ تمشي وراها رجالْ
تخسا الملوك إن كانوا هيك انذال
والله تيجانهم ما يصلحوا لنا نعال
إحنا اللي نحمي الوطن ونضمد جراحو
وقيل ان كاتبها هو أحد أبطال ثورة فلسطين عام 1936 وان اسم هذا البطل هو (عوض) كتب القصيدة في ليلته الاخيرة داخل سجن عكا بالفحم على جدران الزنزانة قبل أن يساق الى المشنقة لينفذ فيه حكم الاعدام الذي أصدرته محاكم الاحتلال البريطاني .وهو ثالث ثلاثة أخوة نفذ فيهم الإنكليز حكم الإعدام شنقا ، وهذا يبينه قوله: (شباب اثنين قبلي ع المشنقة راحوا..)
ويرجح بعض الدارسين للشعر الشعبي الفلسطيني أن الشاعر الشعبي (نوح إبراهيم) كان الاسبق في مضمار الشعر الشعبي الفلسطيني المقاوم، والمعروف أن (نوح إبراهيم) كتب القصيدة الشهيرة في رثاء شهداء الثلاثاء الحمراء (عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي ) ومن أبياتها:
من سجن عكا طلعت جنازِي
محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا ربعي جازي
مندوب السامي وربعوا عموما
ويشير الشاعر (نوح إبراهيم) إلى الشهداء الثلاثة وتسابقهم إلى حبل المشنقة:
محمد ينادي أنا أولْكم
خوفي يا ربعي أشربْ حسرتكم
لقد كان للشعر الشعبي في فلسطين إبان الاحتلال البريطاني دوره في توجيه وتحريض الجماهير نحو الثورة، وكان الشاعر الشعبي موجودا في كل حدث وأزمة، سواء ما تعلق بما يعانيه الشعب تحت نير الاحتلال الإنكليزي الذي مهد للاغتصاب الصهيوني، وخيبة الأمل بالزعماء الذين أعمتهم المناصب والكراسي الزائفة، أو معاناة المواطن الفلسطيني الاقتصادية. وقد ظهر الشعر الشعبي الفلسطيني المحرض مبكرا، فقد جاء مترافقا مع الحملة الإنكليزية في الحرب الكونية الثانية، ومع توافد اليهود المهاجرين الزاحفين إلى فلسطين بموافقة إنكليزية. وإضافة إلى (نوح إبراهيم) فقد نَبَه ذكر الشاعر الشعبي (صبري شبلاق) ومن قصائده الشهيرة تلك التي قالها إبان ثورة 1936 ومنها:
عيد الضحية إجا وأنت ليش زعلان
امزح وهيّص وسيب الهم والأحزان
ولاّ أنت زعلان من الزعما اللي في الأوطان
......
اترك بقى الهم وعيش خالي الفكر مرتاح
وبلادنا باخرة كبيرة ما فيهاش قبطان
......
لو كان في فلسطين زعيم ع الوطن بيغار
كنت وجدت البلاد خالية من الأضرار
لكن زعامة بتتفرج ع رفع ستار
......
بكره الستار ينكشف تلقى العرب تايهين
وكل البلاد تروح وإحنا مع التيار
لقد حلل الشاعر الشعبي الواقع، وتنبأ بالكارثة المرتقبة، وحدد الداء وأصل البلاء، ووضع أصبعه على الجرح قبل أن يتحول هذا الجرح إلى داء خبيث مستعصٍ، وطالب في قصيدته بالوحدة الوطنية، ونبه إلى الخطر، ووجه الأنظار إلى الإنكليز:
لو كان زمان قمتو يد واحدة منعتوا الداء
الإنكليز ببلادنا أصبحوا أكبر داء
والأزمة مسكت خناقنا وساءت الأخلاق
......
وإحنا نصهين ونسكت والبلاد بتروح
لو من زمان انتبهنا ما كانش حالنا ساء
شوفوا الخطر بازدياد قال بيجينا
دم الجدود في الوطن.. بس إحنا نسينا
ويتابع الشاعر الشعبي تحذيره في عام 1936 متوقعا ما سيصبح واقعا ملموسا:
هذول بكره ياخذوا البلاد وعنينا تشوف
ومين بعدها اللي يحميكم ويحمينا
وقبل (شبلاق) قال الشاعر الشعبي (خليل اللحام) في (13 تشرين الثاني/نوفمبر 1933):
أما مصيبةْ يا جماعة
ما بقي رحمة يا جماعة
لَيْموها حاجِة فظاعة
هللي بيملك شقفة دار
افتكر لي نفسه (روتشيلد)
انتفح وزاد الأجار
وعا المستأجر صار يستبد
لا بترحموا واحد فقير
ولا بترحموا صاحب عيال
من جوركم رايح أطير
يا للي بتعبدوا الأموال
يا ريتنا نموت يا ريت
ونخلص من جور الملاّك
شو هالحالة يا حسرة
حكومتنا غاضه النظر
ولساها فاتحة الهجرة
لليهود تروح هدر..
بقلم: ا.محمد ابو عزة
عدل سابقا من قبل يافا في الأربعاء أكتوبر 15, 2008 12:58 pm عدل 1 مرات
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007