الرباط وكالات: أجمع قياديون سياسيون مغاربة على أهمية جمع شتات اليسار الاشتراكي المغربي ضمن تجمع سياسي، أو تحالف، أو حزب كبير قبل الانتخابات التشريعية المقبلة، المقرر إجراؤها سنة 2012،وذلك خلال مشاركتهم في ندوة نظمها مركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الإنسان بالرباط، شكلت فرصة لمساءلة الواقع السياسي لليسار المغربي في ظل مجموعة من التحولات، التي باتت تلقي بظلالها عليه.
وقال محمد أوجار، رئيس المركز، وهو تنظيم جمعوي غير حكومي يسعى إلى ترسيخ ثقافة الحوار وحقوق الإنسان، لدى افتتاح الندوة، إن هذا اللقاء يندرج ضمن مشروع فكري وسياسي يستهدف نقاشا عموميا حول أبرز الإشكاليات التي تواجه المشهد السياسي المغربي.
ولدى تدخله،أبرز عبد الواحد الراضي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشارك في الحكومة، الظروف العامة والمراحل الأساسية التي أدت إلى ميلاد هذا التيار السياسي في البلاد، من خلال خلفية تاريخية استفاض طويلا في استعراض محطاتها.
والمح الراضي إلى أن غالبية الشباب المغربي المثقف كان يميل أكثر في البداية للاشتراكية، الثورية منها بالخصوص، إثر الحرب العالمية الثانية،نظرا لنتائجها، ولكون الدول الاشتراكية أعطت صورة مشرقة في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي هذا الصدد، قال الراضي، إن الاشتراكيين المغاربة في البداية كانوا منتمين إلى التوجه الثوري، وكانوا على اتصال بالمنظمات التي تنشط في هذا الاتجاه، وذلك قبل أن يغيروا مواقفهم فيما بعد بكيفية جذرية تفاعلا مع بعض الأحداث والتطورات.وشكلت سنة 1975 منحى فاصلا اختار فيه الاشتراكيون المغاربة الطريق الديمقراطي لبناء الاشتراكية.
وذكر الراضي أن حزبه يحمل مشروعا ديمقراطيا اجتماعيا، "ناضل من أجله عشرات السنين في ظروف صعبة، ولانعتبر أنه وصل إلى أهدافه،ومازال في خدمة هذا المشروع،" مشيرا إلى أن مناضليه يريدون أن يبنوا مجتمعا ديمقراطيا يضمن المشاركة الفعلية للمواطنين في تسيير شؤونهم بأنفسهم بواسطة الديمقراطية التمثيلية والتشاركية.
وشدد الراضي على أن مشروع حزبه لن يبنيه مناضلوه وحدهم، " بل يجب أن نتقاسمه مع الأخرين، ونحن مقتنعون بأن بناء هذا المجتمع الديمقراطي يستلزم إشراك كل القوى الحية في البلاد ،" في إشارة إلى انفتاح حزبه على بقية مكونات الأسرة السياسية المغربية.
وبدوره، انطلق التهامي الخياري، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، المعارض، من " المعطيات التاريخية لتحليل واقع الاشتراكية،" ليستخلص أن الأزمة المالية العالمية أظهرت بوضوح أن التوجه الاشتراكي مازال له مكانه في عالم اليوم، عكس النظام الرأسمالي الذي يستمر في خلق الفوارق الطبقية والاجتماعية بين الدول، ويكرس الهوة بين الفقراء والأغنياء.
وفي تعليق له على مبادرة الراضي الرامية إلى الانفتاح على المكونات الأخرى للمشهد السياسي، دعا الخياري أحزاب اليسار أن تجتمع أولا، وتوحد نفسها، في إطار من التحالف، وقال إنه" بات من الضروري بالنسبة للمغرب،أن يتوفر على حزب يساري قوي يساهم في تسيير الشأن العام وحل مشاكل المواطنين."
وفي نفس السياق،قال سعيد فكاك عن حزب التقدم والاشتراكية،المشارك في الحكومة، في كلمة باسم الأمين العام للحزب، السيد اسماعيل العلوي،الذي تغيب لظروف عائلية طارئة، إن تحالف كافة القوى الاشتراكية اليسارية كفيل بالدفع قدما بمسلسل التحديث والعصرنة من أجل الارتقاء بمستوى الأداء السياسي لكافة الفرقاء.
بيد أن فكاك أشار في كلمته إلى أن اليسار المغربي متفق على ضرورة المراجعة النقدية، ووصف الأحزاب الديمقراطية بانها حققت طفرة نوعية في وعيها الديمقراطي، اعتبارا لكون" الاشتراكية لايمكنها إلا أن تكون ديمقراطية في المعنى والمبنى،" على حد تعبيره.
واعتبر ادريس لشكر، من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو في نفس الوقت، وزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان، أن وحدة الأحزاب او تحالفاتها، تمليها عليها دائما مجموعة من الظروف الموضوعية، وقد تتم التحالفات حتى بين أحزاب متباينة المرجعيات،ملحا على "أن التحالفات القوية لابد أن تؤسس على برنامج واضح المعالم."
وقال لشكر إن مايحتاجه الاشتراكيون اليوم هو الوحدة، وليس التحالف، مضيفا أنه آن الأوان لتشكيل الحزب الاشتراكي الكبير، من دون أن يعني ذلك في نظره ماأسماه " الاندماج القسري."
ودعا لشكر إلى ضرورة فتح حوار وطني واسع،مع كافة الأحزاب، في أفق إعادة الاعتبار للعمل السياسي، متوقفا بالخصوص عند مسألة الإصلاحات السياسية التي تمليها التطورات السياسية في البلد، مثل ترسيخ المنهجية الديمقراطية، وتوسيع الجهوية.
وفي هذا الإطار قال لشكر :" لابد ان تعرف البلاد رجة سياسية حقيقية، قبل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها سنة 2012، كضرورة لإصلاح سياسي عميق،" معبرا عن اعتقاده بأن "الرجة السياسية وحدها قادرة على تحريك المجتمع."
وفي تقديمه لأرضية الندوة،أوضح حسن طارق، أستاذ العلوم السياسية، أن مسألة اليسار المغربي تعود من جديد إلى الواجهة،على إيقاع الحديث المتواتر عن "الحاجة" إلى بناء تقاطبات كبرى مهيكلة وفارزة للحقل السياسي بناء على امتيازات مجتمعية وإيديولوجية واضحة، في سياق يبدو فيه اليسار فاقدا أويكاد للمبادرة السياسي وللفعل الموضوعي في التاريخ، منهمكا بشكل يكاد " مرضيا" في أسئلة الذات، تقييما للأداة التنظيمية، وبحثا عن المشروع السياسي المطابق لروح المرحلة.
وتأسيسا على ذلك، يبدو أن هناك أزمة معلنة لليسار، "لكن الإقرار بالأزمة، يضيف حسن طارق، لايكفي لوحده، خاصة مع تسارع التحولات السياسية في مغرب اليوم،تحولات تبدو في البداية، تتم في مجملها على حساب مكانة اليسار، ووضعه الاعتباري،ورأسماله الرمزي، ونفوذه الانتخابي."
وفي رأي عدد من المتتبعين فإن اليسار السياسي في المغرب، فقد في السنوات الأخيرة، الكثير من وهجه وبريقه، بعد مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية في الحكومة، مما كان له انعكاس سلبي على صورته وسط الرأي الوطني العام، لعدة اعتبارات، من بينها أن تلك المشاركة في تدبير الشأن العام لم تكن في مستوى الطموحات لدى المواطنين
وقال محمد أوجار، رئيس المركز، وهو تنظيم جمعوي غير حكومي يسعى إلى ترسيخ ثقافة الحوار وحقوق الإنسان، لدى افتتاح الندوة، إن هذا اللقاء يندرج ضمن مشروع فكري وسياسي يستهدف نقاشا عموميا حول أبرز الإشكاليات التي تواجه المشهد السياسي المغربي.
ولدى تدخله،أبرز عبد الواحد الراضي، الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المشارك في الحكومة، الظروف العامة والمراحل الأساسية التي أدت إلى ميلاد هذا التيار السياسي في البلاد، من خلال خلفية تاريخية استفاض طويلا في استعراض محطاتها.
والمح الراضي إلى أن غالبية الشباب المغربي المثقف كان يميل أكثر في البداية للاشتراكية، الثورية منها بالخصوص، إثر الحرب العالمية الثانية،نظرا لنتائجها، ولكون الدول الاشتراكية أعطت صورة مشرقة في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي.
وفي هذا الصدد، قال الراضي، إن الاشتراكيين المغاربة في البداية كانوا منتمين إلى التوجه الثوري، وكانوا على اتصال بالمنظمات التي تنشط في هذا الاتجاه، وذلك قبل أن يغيروا مواقفهم فيما بعد بكيفية جذرية تفاعلا مع بعض الأحداث والتطورات.وشكلت سنة 1975 منحى فاصلا اختار فيه الاشتراكيون المغاربة الطريق الديمقراطي لبناء الاشتراكية.
وذكر الراضي أن حزبه يحمل مشروعا ديمقراطيا اجتماعيا، "ناضل من أجله عشرات السنين في ظروف صعبة، ولانعتبر أنه وصل إلى أهدافه،ومازال في خدمة هذا المشروع،" مشيرا إلى أن مناضليه يريدون أن يبنوا مجتمعا ديمقراطيا يضمن المشاركة الفعلية للمواطنين في تسيير شؤونهم بأنفسهم بواسطة الديمقراطية التمثيلية والتشاركية.
وشدد الراضي على أن مشروع حزبه لن يبنيه مناضلوه وحدهم، " بل يجب أن نتقاسمه مع الأخرين، ونحن مقتنعون بأن بناء هذا المجتمع الديمقراطي يستلزم إشراك كل القوى الحية في البلاد ،" في إشارة إلى انفتاح حزبه على بقية مكونات الأسرة السياسية المغربية.
وبدوره، انطلق التهامي الخياري، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، المعارض، من " المعطيات التاريخية لتحليل واقع الاشتراكية،" ليستخلص أن الأزمة المالية العالمية أظهرت بوضوح أن التوجه الاشتراكي مازال له مكانه في عالم اليوم، عكس النظام الرأسمالي الذي يستمر في خلق الفوارق الطبقية والاجتماعية بين الدول، ويكرس الهوة بين الفقراء والأغنياء.
وفي تعليق له على مبادرة الراضي الرامية إلى الانفتاح على المكونات الأخرى للمشهد السياسي، دعا الخياري أحزاب اليسار أن تجتمع أولا، وتوحد نفسها، في إطار من التحالف، وقال إنه" بات من الضروري بالنسبة للمغرب،أن يتوفر على حزب يساري قوي يساهم في تسيير الشأن العام وحل مشاكل المواطنين."
وفي نفس السياق،قال سعيد فكاك عن حزب التقدم والاشتراكية،المشارك في الحكومة، في كلمة باسم الأمين العام للحزب، السيد اسماعيل العلوي،الذي تغيب لظروف عائلية طارئة، إن تحالف كافة القوى الاشتراكية اليسارية كفيل بالدفع قدما بمسلسل التحديث والعصرنة من أجل الارتقاء بمستوى الأداء السياسي لكافة الفرقاء.
بيد أن فكاك أشار في كلمته إلى أن اليسار المغربي متفق على ضرورة المراجعة النقدية، ووصف الأحزاب الديمقراطية بانها حققت طفرة نوعية في وعيها الديمقراطي، اعتبارا لكون" الاشتراكية لايمكنها إلا أن تكون ديمقراطية في المعنى والمبنى،" على حد تعبيره.
واعتبر ادريس لشكر، من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو في نفس الوقت، وزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان، أن وحدة الأحزاب او تحالفاتها، تمليها عليها دائما مجموعة من الظروف الموضوعية، وقد تتم التحالفات حتى بين أحزاب متباينة المرجعيات،ملحا على "أن التحالفات القوية لابد أن تؤسس على برنامج واضح المعالم."
وقال لشكر إن مايحتاجه الاشتراكيون اليوم هو الوحدة، وليس التحالف، مضيفا أنه آن الأوان لتشكيل الحزب الاشتراكي الكبير، من دون أن يعني ذلك في نظره ماأسماه " الاندماج القسري."
ودعا لشكر إلى ضرورة فتح حوار وطني واسع،مع كافة الأحزاب، في أفق إعادة الاعتبار للعمل السياسي، متوقفا بالخصوص عند مسألة الإصلاحات السياسية التي تمليها التطورات السياسية في البلد، مثل ترسيخ المنهجية الديمقراطية، وتوسيع الجهوية.
وفي هذا الإطار قال لشكر :" لابد ان تعرف البلاد رجة سياسية حقيقية، قبل الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها سنة 2012، كضرورة لإصلاح سياسي عميق،" معبرا عن اعتقاده بأن "الرجة السياسية وحدها قادرة على تحريك المجتمع."
وفي تقديمه لأرضية الندوة،أوضح حسن طارق، أستاذ العلوم السياسية، أن مسألة اليسار المغربي تعود من جديد إلى الواجهة،على إيقاع الحديث المتواتر عن "الحاجة" إلى بناء تقاطبات كبرى مهيكلة وفارزة للحقل السياسي بناء على امتيازات مجتمعية وإيديولوجية واضحة، في سياق يبدو فيه اليسار فاقدا أويكاد للمبادرة السياسي وللفعل الموضوعي في التاريخ، منهمكا بشكل يكاد " مرضيا" في أسئلة الذات، تقييما للأداة التنظيمية، وبحثا عن المشروع السياسي المطابق لروح المرحلة.
وتأسيسا على ذلك، يبدو أن هناك أزمة معلنة لليسار، "لكن الإقرار بالأزمة، يضيف حسن طارق، لايكفي لوحده، خاصة مع تسارع التحولات السياسية في مغرب اليوم،تحولات تبدو في البداية، تتم في مجملها على حساب مكانة اليسار، ووضعه الاعتباري،ورأسماله الرمزي، ونفوذه الانتخابي."
وفي رأي عدد من المتتبعين فإن اليسار السياسي في المغرب، فقد في السنوات الأخيرة، الكثير من وهجه وبريقه، بعد مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية في الحكومة، مما كان له انعكاس سلبي على صورته وسط الرأي الوطني العام، لعدة اعتبارات، من بينها أن تلك المشاركة في تدبير الشأن العام لم تكن في مستوى الطموحات لدى المواطنين
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007