ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


2 مشترك

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه

    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Palest10
    نقاط : 6781
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty الحكايات الشعبيه الفلسطينيه

    مُساهمة من طرف ريتا الأحد يناير 31, 2010 1:11 pm


    الحكاية الشعبية الفلسطينية





    عد العديد من الباحثين والمعنيين بالتراث وتصنيفه أن وظيفة الحكاية الشعبية هي التعويض عن عدم مقدرة الإنسان على تحقيق رغبات معينة كان من الصعب عليه تحقيقها. والحكاية الشعبية الفلسطينية ليست بمعزل عن هذا التفسير. ولذلك فإننا نرى في القصص الشعبي الفلسطيني تعويضاً عن الجوع وعن العجز أمام المرض العضال، وعن الانسحاق أمام المضطهد، فنجد في ثنايا الحكايات الحطاب الفقير وقد حصل بطريق الصدفة على «باطية»(1) يمتلىء بالطعام بمجرد دعوته لذلك. ونجد الأعمى وقد جلس تحت شجرة فأرسلت له العناية الإلهية حمامتين تتحادثان وتقول الأولى للثانية أن الأعمى إذا تكحل بريشي من دمك فسيبرأ، ويسرع الأعمى الملهوف على مداواة نفسه بالطريقة الرائعة التي هبطت عليه من السماء ويبرأ. أما الشاب الفقير المضطهد والذي أهمله الناس وأهدروا حقوقه يجد خادماً ذا قوة خارقة يعينه على أن يبرز نفسه وينال إعجاب الجميع بتقحيقه للمعجزات أو بقضائه على مضطهديه. البقية
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17
    الحكاية الشعبية .. دراسة موجزةالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الشاطر محمدالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الطوير الأخضر
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17نماذج من الحكايات الشعبيةالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17القرصةالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17لم تشبع "نجمة" من اللحم
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الجمل والحمارالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الزلمة والحيةالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17المعز بن صالح
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الباطيةالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17بنت تايه الرأي
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17العنزة العنزيةالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17اللبيب والإشارة
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17نص انصيصالحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17فرط رمان ذهب
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Palest10
    نقاط : 6781
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty رد: الحكايات الشعبيه الفلسطينيه

    مُساهمة من طرف ريتا الأحد يناير 31, 2010 1:25 pm

    الحكاية الشعبية الفلسطينية
    دراسة موجزة




    يعد العديد من الباحثين والمعنيين بالتراث وتصنيفه أن وظيفة الحكاية الشعبية هي التعويض عن عدم مقدرة الإنسان على تحقيق رغبات معينة كان من الصعب عليه تحقيقها. والحكاية الشعبية الفلسطينية ليست بمعزل عن هذا التفسير. ولذلك فإننا نرى في القصص الشعبي الفلسطيني تعويضاً عن الجوع وعن العجز أمام المرض العضال، وعن الانسحاق أمام المضطهد، فنجد في ثنايا الحكايات الحطاب الفقير وقد حصل بطريق الصدفة على «باطية»(1) يمتلىء بالطعام بمجرد دعوته لذلك. ونجد الأعمى وقد جلس تحت شجرة فأرسلت له العناية الإلهية حمامتين تتحادثان وتقول الأولى للثانية أن الأعمى إذا تكحل بريشي من دمك فسيبرأ، ويسرع الأعمى الملهوف على مداواة نفسه بالطريقة الرائعة التي هبطت عليه من السماء ويبرأ. أما الشاب الفقير المضطهد والذي أهمله الناس وأهدروا حقوقه يجد خادماً ذا قوة خارقة يعينه على أن يبرز نفسه وينال إعجاب الجميع بتقحيقه للمعجزات أو بقضائه على مضطهديه.

    وفي الحكاية الشعبية أيضاً نجد المغزى الأخلاقي أو المعنى الفلسفي أو النمط السلوكي المفضل يبرز ويطفو فوق الأحداث. ويمكن للباحث أن يلاحظ دون أدنى عناء كيف أن مغزى الحكاية أو دلالة الأسطورة يبرزان حتى من عنوانها ولا تخلو حكاية مهما صغر حجمها أو قل تداولها من نقد لجانب معين من جوانب الحياة الاجتماعية إما بإبرازه في صورة بشعة أو في صورة مشرقة حتى الحكايات الخفيفة التي تتخذ التفكه طابعاً لها نجد أنها تقصد من وراء الفكاهة نقداً لاذعاً.. وهذا يدعو إلى الاعتقاد بأن الأدب الشعبي ملتزم بالضرورة.

    وتتفق جميع الحكايات في أن نهاياتها تكون مفرحة ومعروفة في الوقت نفسه، فالبطل يواجه صعوبات أسطورية ومشقات فظيعة يتغلب عليها دائماً ويحقق أهدافه كافة ومنها في أغلب الأحيان زواجه بالمرأة الحسناء وامتلاكه الكنوز والأموال الطائلة. وليس مما يقلل من قيمة الحكاية أن تكون ذات نهاية معروفة سلفاً لأن العقدة الفنية غالباً ما تقوم على الطريقة العبقرية التي يتبعها البطل في التغلب على الإشكالات والمصاعب التي تواجهه.

    عند الحديث عن الحكاية الشعبية في فلسطين، يستطيع الباحث أن يلاحظ أن المجتمعات الفلسطينية التي استوطنت المخيمات والمدن خارج أرض فلسطين أنها تمثل الأشكال المختلفة لبيئاتنا في فلسطين قبل نزوحها عامي 1948 و1967، تمثل قرانا الريفية هناك، وتمثل المدن، وتمثل البداوة، وذلك لأن كل شخص في المجتمع لا يستطيع أن يخرج عن معارفه المتوارثة، أوعاداته المتبعة، أو فنونه الأدبية والمادية، وأكثر ما يبدو ذلك، ولو جحده البعض، في لحظات التوتر العصبي والنفسي، وفي مناسبات الأفراح والأحزان.

    فأهل الريف الفلسطيني محافظون على المظاهر الفولكلورية المختلفة والتي تتضح في المساكن والأزياء والعادات وتتضح كذلك في الأغنية والحكاية والمعتقدات، ولكن محافظتهم هذه كانت أشد ما تكون قبل أن ينزحوا من ديارهم ذات الطابع الريفي المستقر، فلما كانت النكبة والتشرد تجمعوا -فلاحين وحضراً- تحت خيام وبطانيات، ثم لم يلبثوا مع السنين أن اتخذوا شكل مجتمع جديد في مخيم لا هو بالمجتمع الزراعي ولا بالمدني، ومن سكن من اللاجئين في المدن، وهم قلة، اتخذوا طابع هذه المدن، ومن سكن في القرى، في الضفة الغربية والشرقية، وهم الأقل، حافظوا على طابعهم إلى حد ما.

    ولذا فنحن حينما نقول الريف الفلسطيني فإنما نعني قبل النكبة، إذ أننا نجد أبناءه اليوم قد صاروا أقرب إلى جو المدينة والحضارة العصرية التي دخلت إلى كل بيت تقريباً وفي ألوان كسب الرزق.

    فأبناء ذلك الريف، يرجعون اليوم أصداءه، ويبعثونه حياً من خلال الحكاية التي لا يزالون يتداولونها بتلذذ وذكرى للجو الذي كانوا قد سمعوها فيه أول مرة وتناقلوها، أباً عن جد.

    ويغلب على تلك الحكايات كثرة وود العنصر الخرافي والأسطوري في أجواء الحكايات، وذلك للخروج من الواقع كما تم الإشارة سابقاً.

    ومع مجتمع الريف ومجتمع المدن، يجد الباحث أن مجتمع البادية يشارك في حمل الحكاية الشعبية ونقلها عبر الزمن إلى الأجيال، أن بدو بئر السبع وبدو السهل الساحلي الشمالي من فلسطين، وبدو منطقة بيت لحم والخليل، وبدو الأغوار تحفل مجالس السمر عندهم بالسواليف (الحكايات) التي غالباً ما يقصها شاعر بربابة. حيث يجمع فيها بين القص النثري وما تجيش به عواطف الأشخاص من مقطوعات شعرية، حينما يتحلق حوله في شق الشيخ، مجموعة من الأعراب وتدور القهوة المرة (السادة)، فيأخذ في تحديثهم بغرائب الغزوات وما تم فيها بين القبائل المتجاورة من عدوان ونهب وسلب ورد وسلب، وما فيها من مغامرات قام بها غالباً أبناء شيوخ القبائل، حينما يقع الواحد منهم في حب ابنة شيخ أو قبيلة أخرى، معادية لأبيه، ذلك أن أغلب الحكايات في مجتمع البادية تدور حول هذين الموضوعين الرئيسيين: الفروسية والحب.

    أما مادتها فغالباً من التاريخ الواقعي الذي يرويه شيوخ القبيلة لشبابها، إذ تراهم يذكرون أشخاصاً بعينهم ويحدثون عنهم، ويلاحظ أيضاً أن حكاياتهم تكاد تخلو من العنصر الخرافي والأسطوري، وتفيض أحاديث البادية حتى تصل إلى تجمعات الناس في القرى وفي المدن، فقد كان قسم كبير من الحكايات التي جمعتها من أهل الريف في مجتمعاتنا تتلذذ بحكايات أهل البادية، فحكاية منصور، وحكاية عبيد الطوال، وحكاية عنزات الطنيب، وحكاية سالم أبو سبيله كلها تفوح برائحة البادية.

    أما سبب هذه الكثرة من حكايات البادية في جو المجتمع الريفي، فقد يكون راجعاً للتفاعل المشتمر بين البئتين، وفي أن البادية تنداح على أطراف الريف، أو تقرب عهد الفلاحين بالبداوة وعاداتها، أو لتأثر الناس بتغريبة بني هلال وقصص أبو زيد وهي تمثل الحياة البدوية بأجلى مظاهرها.

    وتخلو حكايات البادية من العنصر الخرافي والأسطوري، ويرجع العديد من الباحثين ذلك إلى انشغال هؤلاء الأعراب بأنفسهم وبأخبار غزواتهم وقبائلهم وابلهم والمياه والمراعي التي عليها ينزلون بين الحين والحين وعليها يقتتلون، وينتج عن ذلك أن يصبحوا مجتمعاً منغلقاً على نفسه، يوصد دون الحكاية العالمية أبواب خيامه، رغم أنهم لا يعترفون بالحدود السياسية بين الدول.

    ويلمس المطلع على الحكايات الشعبية الفلسطينية أثر من آثار اللجوء والنزوح من الوطن الأصلي إلى وطن جديد، فتجد ذكرى الوطن المغتصب والمحتل تعطر أجواء الحكاية، سواء بالدعاء إلى الله (أن يعيدنا إلى بلادنا سالمين) كما نذكر كثير من جداتنا في بدايات الحكايات ونهاياتها، أو بضرب أمثلة على المسافات في الحكاية من واقع الأرض العربية المغتصبة، فتقول كالمسافة بين يافا والقدس أو يافا وحيفا، أو القرية الفلانية والفلانية، أو بصب اللعنات على اليهود الصهاينة إن ورد ذكر ساحر يهودي أو تاجر، أو ببعض الحكايات التي تحمل مضموناً سياسياً يتخذ موقفاً من المحتل أو مضموناً ثورياً يعيد إلى الأذهان بطولات ثوار سنة 1936 أو 1939.



    أصول الحكاية الشعبية في المجتمع الفلسطيني

    الحكاية الشعبية في المجتمع الفلسطيني، كأية حكاية شعبية في المجتمعات الأخرى، ترجع إلى أصول عالمية مشتركة ورثتها الأجيال عن الأمم البدائية ومعتقداتها الدينية الفطرية بما فيها من أساطير وديانات قديمة جداً قائمة على الخرافات، وترجع أيضاً إلى عوامل محلية إقليمية من أثر البيئة المكانية والزمانية التي تؤثر فيها تأثيراً بيناً، بما ينشأ عندالناس من مواقف معينة تجاه حياتهم الواقعية وما يحيط بهم من ظروف وتحديات.

    فمن أصول الحكاية في مجتمعنا الفلسطيني الديانات البدائية القديمة التي خلقت الحكاية منذ القديم وظلت إلى اليوم تشكل عنصراً منها، وظل الشعب يتناقلها ويؤمن بها، وهو يدرك خرافيتها ويجريها على الألسنة من أجل ملء الفراغ والتسلية.

    وقد يجد الباحث في الحكاية الشعبية في مجتمعنا، كما هي في أي مجتمع أمثلة وافرة لغرائب الحياة اليومية وغرائب الإنسان العادي، سواء في الإفراط في الذكاء أو في الإفراط في الغباء.

    فإذا بحثنا عن أصول هذه الحكايات التي تبحث في أحداث وقعت فعلاً، وتدور حول أشخاص إن لم يكونوا قد وجدوا فإنهم نماذج بشرية، وتعالج المشكلات الحياتية التي يحياها الناس إذا بحثنا عن أصولها وجدنا أنها مواقف هؤلاء الناس من أحوالهم الاجتماعية والسياسية والفكرية.

    فالناحية الاجتماعية هي التي تطلعنا فيها الحكاية على قيم الشعب ومثله في مجتمعات البادية والريف والمدن كل على حده، وهي التي تحدثنا عن تقاليد البدو في استقبال الضيف وفي شرب القهوة والقيام بتجهيزها وفي الغزو والنهب ورد السلب، وفي العلاقات العاطفية بن ابنة الشيخ وابن شيخ قبيلة أخرى فيكون بينهما الحرب أو الحلف، وهي التي تعرض علينا البيئة الزراعية في الريف وما يقوم به الفلاحون في أراضيهم من زراعة وحراثة وحصاد ينفقون عليه أحاديثهم، وأسمارهم وأعمارهم، وعن المضافات وفك الخصومات وعن حدود الشرف والأخلاق، وعن تقاليد الأعراس ومقاييس الزواج وطقوس الأفراح والوفيات، وهي التي تدخلنا إلى متاجر التجار في المدن وتعرض علينا ألوان التجارة التي أُتي بها من الشام أو من مصر أو من بغداد، تحدثنا الحكاية عن كل هذه البيئات وقد صدرت عن ضمير الشعب لذلك فإنه يرضى إذا عوقبت الأم بالحرق والقتل إذا ارتكبت جريمة الزنى، ويفرح في الوقت نفسه إذا أنصفت المظلومة المقطعة اليدين مثلاً فأعادها زوجها بعد وعودته إلى بيته وإكرامه، إن الحكاية ترسم الحدود الاجتماعية بدقة متناهية.

    ومن الناحية السياسية فإن الحكاية حافلة بدفاع القبيلة عن حماها بالنفس والنفيس، وحافلة بقص بطولات وطنية بولغ فيها فألبسها الخيال ثوباً زاهياً يزيد عن الحقيقة، وقد تعدد الوطن في الحكاية وكثيراً ما قيل «هاذي عادتنا في بلادنا» أو قيل «البلاد طلبت أهلها»، وكذلك فإن بطل الحكاية مهما طال اغترابه يعود إلى وطنه، ولا يقبل أن تعقد له حفلات الأفراح قبل أن يعود، وهي حافلة أيضاً بصور اعتزاز القوم بتماسكهم والتفافهم حول زعمائهم وقد يلاحظ الباحث أن عناصر حديثة قد دخلت الحكاية ذات علاقة بالتجمع من أجل مقاومة الأعداء في الدين أو في الأرض وغير ذلك.

    والمواقف الفكرية في الأمة بارزة في الحكاية، فالبطل غالباً شاب ذكي يخرج من المآزق منتصراً، ولا يضيره أن يتعاون مع الخوارق، إذ يحتاج مع ذلك إلى مهارة ودهاء ويحتاج إلى شجاعة وإقدام قد لا تتوفر عند الكثيرين، والحكاية لا تخفي علينا إكبارها للعلم والعلماء حتى ترفعهم أحياناً على درجات الحكم والسياسة، وهي تستمد مواقفها الفكرية غالباً من الدين فتفق واعظة مرشدة، وتستعين على ذلك بالقيم الروحية العليا التي استمدتها من الدين ومن التقاليد العربية العريقة في حب الخير، وحب العدل، وإغاثة الملهوف، ووجوب انتصار الحق على الباطل إلى غير ذلك من المواقف التي تجد لها صدى لدى عامة الشعب.

    وعند النظر إلى هذه التعريفات للحكاية نستنتج فيها عناصر: الأقدمية، الدوران حول أحداث أو أشخاص، صانعها خيال الشعب، والرواية الشفوية سبيل البقاء، بجزئيات تظل تتداول، وتصدق على أنها حقائق رغم خروجها على الحقيقة العلمية أحياناً، وهذا تقريباً ما لاحظه العديد من الباحثين في خصائصها من: العراقة، والمرونة، وحرية الرواية الشفوية بالزيادة والحذف عبر العصور والبيئات.

    إنها كما تبين، تدور حول الموضوع وعن الحدث دون تركيز شديد على الأشخاص، أي أن الحكاية تدعو لغايتها كل الناس ولا يهمها شخص بعينه، والتجربة هي التي تناول التركيز في اهتمام الحكاية واستطالة الحدث هي التي تطيل حجم الحكاية.

    وفيما يتصل ببطل الحكاية الشعبية فإنه قد يدخل تجارب خاصة ويكون فيها مدفوعاً برغبة اكتشاف مجهول، حتى إذا ما انتهت التجربة عاد لواقع الحياة والناس الذين يعيش بينهم، وهم ذوو مواهب متميزة، ولا يتلقون مساعدات من قوى خفية أوغيرها.

    كما أن مهمة البطل الشعبي الكشف عن الطريق المؤدي إلى النجاح وإن كان وعراً، وفي هذا الطريق تعترضه العقوبات وتصادفه القوى الشريرة ولكنه من جهة أخرى تعاونه قوى خيرة على تحطيم تلك العقبات. ومثل هذا البطل يظهر بصورة متعددة في القصص الشعبي في مجموعة: فهو شخص واقعي في الحكاية الشعبية، وهو مغامر خيالي في الحكاية الخرافية والأسطورة.

    إن المصدرالأول والآخر لفكرة البطولة يرجع إلى إعجاب الشعب بفكرة البطل. فالحياة بجوانبها المختلفة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بفضل عناصر بطولية تغلبت على الشر وتغلبت على عناصر الضعف والنقص حتى شارفت الكمال. ومن هنا كانت الأساطير مليئة بعناصر البطولة، بطولة الآلهة الذين أخذوا يتصارعون حتى استقر الكون على ما هوعليه، ومن هنا نشأت فكرة الإنسان الإلهي، ذلك الذي استطاع بصفات بطولية وروحية أن يطوع الطبيعة وفق رغبته أو يشاركها قوتها، إن كيان هذا الإنسان يتصل اتصالاً وثيقاً بإيقاع الحياة وانسجامها حتى أن لمسة من يده أو ايماءة من رأسه كفيلة بأن تحدث الخوارق.

    لقد تصور الشعب بطله مخلوقاً غير عادي فأخذ بصنع الأساطير، وأخذ بصور حياته من يوم ولادته إلى يوم وفاته تصويراً فيه من الخيال الشيءالكثير، ثم أخذ كذلك يصنع حول شخصه الأناشيد والأغاني، وما لبث كل ذلك أن تجمع وكون القصص والملاحم. وربما كان شخص هذا البطل غريباً عن الشعب لم يعش حياته بين أبنائه ولكنه يكفي أن يكون قد سمع عن غرابة أعماله الشيء الكثير حتى يمجده كما لو كان قد عاش بين أبنائه، إن ذلك هو صدى لما يسمعه الشعب عن الأبطال الذين أمعنوا في صراع دائم مع الآخرين بقصد الاستحواذ على الثروة والمال أو التوسع. وتسلط الحكاية الشعبية الأضواء على الأبطال وحدهم ولا ترينا الآخرين في بيئتهم إلا بمقدار خدمة هؤلاء للأحداث. وقد لاتذكر الحكاية أسماء الأبطال بل تشير إليهم هكذا: الولد والأم والعجوز والأب.. وتوضح ذلك المقطع من حكاية صحيح لا تكسري (صاروا لما يقعدوا يوكلوا إذا ابن العجوز قاعد العجوز ما تحكي ولا اشي. وإذاالولد بره بعد ما توكل العجوز هي وكنتها اكم لقمة تظب الأكل وتقول.. الخ). وبذلك نلاحظ أن الأبطال هم نماذج بشرية وليسوا شخصيات بعينها، إنهم ابن العجوز والعجوز والكنة، وهكذا فإنهم نماذج أكثر من كونهم أبطالاً لهم ملامح معينة ومكونات خاصة لشخصيتهم، نماذج يمكن أن يكونوا في هذه القرية أو تلك أو في هذا الجيل أو ذلك. وفي حكايات أخرى قد يذكر اسم البطل الرئيسي في حكاية مثل الشاطر محمد أو الشاطر حسن. ويبقى الآخرون نماذج بشرية تحمل صفات: نجار أو سلطان أو شيخ... الخ. وهكذا فإن الحكاية لا تحدثنا عن بطل صنعه خيال رواية وأضفى عليه ملامح خاصة بل إنها تتناول بكل بساطة النماذج البشرية الموجودة في البيئة المعاشة.

    وقد يوصف البطل بصفة بارزة فيه مثل نص انصيص أو اقريعون أو السلطان الأعور. ونرى الحكاية الشعبية تركز على هذه الشخصيات تركيزاً كبيراً تهدف من ورائه إلى تحقيق مقولة شعبية واسعة الانتشار تلك المقولة التي مؤداها أن الإنسان الكامل ليست لديه من الدوافع الخاصة ما يؤهله لأن يكون بطلاً. لكن حسنات الأحوال المعاكسة عند الأعور والأكتع والإنسان الناقص.. الخ تخلق لدى كل منهم قدرات خارقة ترفعه إلى مصاف الأبطال.

    ويجدر بنا أن نلاحظ أن الحكاية الشعبية لا تعقد لواء البطولة إلا لأولئك الأشخاص الذين تجابههم صعوبات معينة، فابنة المرأة المتوفاة تفوز بالكنز وزواج الأمير، في حين تفشل ابنة المرأة المسيطرة على البيت. وفي حين يفشل الأخوة راكبوا الخيول الأصيلة في الهرب والنجاة من مطاردة الغولة برغم فروسيتهم والشعير المجسك والمسك(2) الذي يقدم لها نجد أن أخاهم المعوق «نص انصيص» يفلح في الهرب بفضل عنزته التي يمتطيها عادة والتي تأكل «النخالة الطايرة»(3) ويتمكن نص انصيص من أن يردف أخوته وراءه على العنزة ويصل بهم إلى دار النجاة. ومن السهل أن نستكشف وراء مثل هذه المقولة أحلام المسحوقين وتطلعاتهم إلى الوصول إلى مستوى الأبطال والفرسان وأصحاب الحظ والثراء. وليست هناك وسيلة أفضل من صب كل تلك الأحاسيس المكبوتة في قلب الحكاية الشعبية.

    إن البطل الفولكوري، بطل الحكاية الشعبية، بطل خارق لكل ما هو عادي ومألوف. ساحر بكلماته وأفعاله، بحياته وموته، أما الأشرار الذين يقفون في وجه البطل فإما أن يتغلب عليهم أو يطيح بأعناق قاتليه حتى ولو بطريقة ما بعد مماته.

    ويكاد يخلو هذا البطل من أية ذاتية محققة فهو خلاصة نقية للجماعة، وهو بطل متجاوب مع روح الجماعة أو الطبقة التي ينتمي إليها، وليس البطل الفولكلوري بطلاً بذاته إنما هو تجسير لأحلام وآمال طبقة من الناس خلقته وصفت له مساراً من الأحداث انتظم ضمن حكاية شعبية معينة، ذلك لأن الخيال الشعبي الذي صنع تلك الأفكار المطروحة في الحكايات الشعبية ليس مجرد سياحة وهمية في عالم الأحلام وإنما هو أحد أشكال الروح الشعبية وقد تجسدت في بطولات تتباين رموزها كلما اختلف الإطار الفني، وبهذا المفهوم فإن البطل هو بطل الطبقة، وأن الحكاية الشعبية حين تأخذ على عاتقها الخوض في تناقضات التركيب الاجتماعي لا تسلم من أن تكون متحيزة لوجهة نظر معينة هي أولاً وأخيراً وجهة نظر الطبقة التي تبتدعها وتتداولها.

    تتوسل الطبقة المسحوقة لتحقيق أهدافها وطموحاتها بالصبر وتخيل فرح خيالي، مثال ذلك صبر البطلة الطويل في «ست اليدب» هذا الصبر الذي جعل قلب الطاغية -الغول سارق الأولاد- يلين وجعل ضميره يصحو فأعاد الأولاد لأمهم وكفر عن ذنبه بقوله أنه لن يعود للأعمال الشريرة التي اعتاد القيام بها.

    ولكننا في حكاية «الباطية» نجد الوجدان الشعبي وقد اختط خطة أخرى للوصول إلى الفرح وهي القوة، ففي هذه الحكاية نجد البطل وقد حصل على وعاء يمتلىء بأفخر أنواع الطعام بمجرد الطلب إليه أن يمتلىء. وسرعان ما يستولي المختار - وهو هنا رمز الاستبداد- على ذلك الوعاء ويبدله بوعاء آخر لا قيمة سحرية له. ويستكين البطل إلى أن يحصل على أداة سحرية أخرى وهي الديك الذي إذا ضربته ضربة خفيفة على رأسه نزل من ذلك الرأس سيل من الليرات الذهبية. وبحيلة أخرى يستولي المختار على الديك ويعيد للبطل ديكاً آخر عادياً لا ينزل من رأسه الذهب. وتظل هناك أمام البطل فرصة الحصول على أداة سحرية واحدة. وتكون هذه الأداة هي العصا السحرية. والتي إذا أطلقها البطل على خصومه انهالت عليهم ضرباً وتنكيلاً دون أن يوجهها أحد. وبالعصا هذه -رمز القوة- يستطيع البطل تأديب المختار واستعادة الأداتين السحريتين اللتين سلبا منه بغير وجه حق وهما الباطية والديك.

    لا يمكن أن يردد الشعب قصة ينتصر فيها البطل الشرير لأن ذلك يتعارض مع أحلامه وأمانيه، وفوق ذلك فالبطل الشرير لا يمكن أن يوصف في الحكاية الشعبية بأنه حسن الصورة لأنه لا يمكن أن يتصور في موضع الخير والشر إلاّ ما آمن به وأعجب به ورضي عنه.

    ونرى أن أفضل الفضائل التي ينصف بها البطل الشعبي هي الشجاعة. لأن القوة هي سبيل الطبقة المسحوقة للحصول عى ما حرمت منه. وهكذا نرى أن البطل الشعبي هو شجاع دائماً، وقادر على التغلب على خصومه حتى ولو ألقوا به في قرار الأرض وحرموه نعمة البصر. ونجده أخيراً وقد هزم أعداءه وتزوج الأميرة وعاش معها حياة سعيدة، وبذلك فهو يجسد طموح الطبقة التي صنعته والتي تحلم بهزيمة جلاديها والعيش برغد وهناء. وكذلك فالبطل لا يمكن أن يكون ممن بخلوا في إكرام الآخرين أو يتخلوا عن معونتهم، ذلك لأن الوجدان الجمعي للناس يرفض هذه الصورة ولا يمكن أن يردد حكاية فيها مثل ذلك البطل.

    وفي «سواليف العرب» -حكايات البدو- نجد البطل هو ذلك الذي يحمي الديار ويرد الظعن والأموال ويطرد الغزاة بعيداً، وبعد ذلك يمنحه الشيخ كل ما يريد ويزوجه ابنته الجميلة ويعلي مراتبه، وبذلك تجسد القبيلة فكرتها في تحقيق النمط الشعبي المطلوب من خلال الابن الشهم الشجاع الذي تسبح القبيلة بحمده بعد أن «يرد البوش»(4) ويطيح برقاب الغزاة.

    تعكس الحكايات الشعبية مسألة الفقر بحدة. ويصادفنا الحطاب أو صياد السمك أو سواهما من الكادحين الذين يكدحون طول يومهم من أجل أن يأتوا بالقوت اليومي إلى أبنائهم الذين ينتظرونه بفارغ الصبر، وقد لا يواني الحظ ذلك الإنسان الكادح فيبيت هو وأولاده على الطوى. وينتظر هذا النوع من الناس الفرصة المواتية التي يستطيع أن يقدم فيها هدية السلطان كي ينعم عليه. وقد تكون هذه الهدية طيراً جميلاً أو سمكة غريبة أو ثمراً جديداً من الثمار.

    ونرى الكبرياء الشعبية والعزوف عن أعتاب ذوي السلطان في حكاية ابنة القندرجي(5) التي ترفض الزواج من ابن الملك إلاّ إذا وافق على أن يتعلم «صنعة - حرفة». وبالفعل يتعلم ابن الملك حرفة نسج السجاد ويتزوج من ابنة القندرجي. وعندما يشاء سوء حظه أن يقع في قبضة جزار يذبح الآدميين ويبيع لحمهم تنقذه الحرفة عندما يصنع للجزار الشرير سجاداً يدر عليه ربحاً وفيراً، وتقع سجادة من مصنوعاته في يد زوجته فترسل العسكر لينقذوه. وهكذا أنقذت الحرفة حياة صاحبها. وفي ذلك تأكيد للقول الشعبي المأثور: «اللي معه صنعة مالك قلعة».

    كما نجد الكبرياء الشعبي أيضاً لدى ابنة الحطاب التي ترفض ابن السلطان كعشيق يلهو بها ولا تقبل به ألاّ كزوج وأب لأولادها. ونرى ذلك في حكاية «الدار دار باونا» فيتصور ابن السلطان أنه من الممكن أن يلهو بابنة الحطاب نظراً لسطوة أبيه وجاهه. ولكن ابنة الحطاب وعبرمفارقات عدة تكيل له الصاع الصاعين ولكنه يتزوجها أخيراً ويلقي بها في «دار الهجران» ومع ذلك تتمكن هي وبمعونة خاتم لبيك من أن تثبت له أنها أهل له فتضعه في أوضاع تفرض عليه أن ينجب منها ولدين وتأخذ هي منه علامتين القوة والجبروت، فعندما يذهب الأمير «جيد» ليأخذ العطاء من السلطان يجد ذلك السلطان وقد جلس يطلب من الله العفو والهناء في المسجد، ويقرر الأمير جيد أن يعدل عن الطلب من السلطان ويذهب ليلطلب هو من الله مباشرة، فيلبي الله دعاءه بمنحه «سبع أزيار(6) مال». وأخيراً يعود إليه السلطان ليمنحه المزيد من العطاء. وبذلك يود الوجدان الشعبي المتديّن أن يظهر لنا ازدراءه للسلطان الدنيوي والتشبث بأهداب ملك الملوك عز وجل.

    وفي حكاية دولة العسملي نجد صورة السلطان المسلم العادل الذي يخضع لشريعة الله وحكمه، فبعد أن اشترى السلطان حصاناً من صاحبه برغم إرادة ذلك البائع نجد أنه يضطر لإعادة الحصان لصاحبه وإلغاء الصفقة أمام القاضي. ثم نستمع إلى الحوار الذي يدور بين السلطان والقاضي والذي يؤكد مبادىء العدل والخضوع لشريعة الله. يقول السلطان للقاضي: «لو حكمت بغير حق قطعت رأسك بهالسيف». ويقول القاضي للسلطان: «لو خالفت الشرع خليت هالحية توكلك»(7) ونرى القاضي وقد رفع السجادة وأخرج الحية من تحتها وأراها للسلطان. وهو بذلك يؤكد سلطة رجل الدين المستمدة من إرادة الله كما هي مثبتة في كتابه الحكيم.

    ويكاد البطل يفشل في إنجاز مهمته لولا العون الذي يتلقاه من معين أو خادم وفيّ. وقد يكون هذا الخادم إنساناً طيباً أو حيواناً أسدى إليه البطل خدمة بطريق الصدقة أو كائناً من أصحاب الخوارق سخر أصلاً لخدمة البطل المحظوظ. وقد يكون رفيق البطل قزماً أو امرأة ساحرة غلبهما البطل ثم عفا عنهما فبادرا لنجدة البطل في أعماله القادمة. ويقف خدم البطل مع سيدهم في مواجهة العمالقة والأبالسة والغيلان الشريرة الكافرة والعرافين والسحرة. وقد تكون معونة البطل منحصرة في مجرد نقلة إلى مكان بعيد لا يقدر البشر على الوصو إليه بدون معونة. وربما دل الخادم سيده على الطريق التي يجب أن يسلكه إلى قصر الأميرة وأسدى له نصيحة ثمينة دون أن يتمكن ذلك الخادم من المساهمة بشكل عملي في المغامرة نفسها، وربما كان الحيوان الذي يسخر لخدمة البطل إنساناً مسخوطاً.

    وفي حكاية جزاء الإحسان يعثر البطل في مستهل رحلته على جثمان رجل لا يوارى التراب بسبب الديون التي لم يسددها. ويبادر البطل إلى دفع ما على الميت من ديون ويسهل مهمة دفن الميت. ثم يستأنف البطل رحلة المغامرة فيقابله رجل وقور يعينه على إنجاز مهامه الصعبة وينقذ حياته. وفي نهاية المطاف وبعد نجاح المغامرة يعرف البطل أن هذا المعين الأمين ما هو إلا الميت الذي سهل مهمة دفنه.

    وقد يكون خادم البطل حنياً في شكل حيوان، وفي حكاية أقريعون يقدم البطل خدمة لحصان فيمنحه هذا الحصان حزمة من شعره إذا قام البطل بإحراق شيء منها جاء الحصان لينجده. والحصان هنا عبارة عن جن متخف في شكل حصان.

    ولا تنعزل الحكاية عن المكان والزمان، فحكاية «البطيخ في غير أوانه» تذكر الحقول والبيوت ومجالس الرجال وسطح البيت والسلم الخشبي، وتذكر فصل الشتاء، وهكذا فإن الحكاية الشعبية تظل تجري في جو واقعي إن لم يكن حدث فعلاً فقد يمكن أن يحدث.

    سمات الحكاية الشعبية في المجتمع الفلسطيني

    يرى بعض الباحثين أن من أهم خصائص الحكاية الشعبية: العراقة «أي أنها ليست من ابتكارلحظة معروفة أو موقف معروف»، ثم الانتقال بحرية من شخص لآخر عن طريق الراوية الشفوية، وأخيراً المرونة التي تجعلها قابلة للتطور في الشكل والمضمون «تبعاً لمزاج الراوي أو مواقفه أو ظروف بيئته الاجتماعية».

    وهي خصائص عامة تأتي من أصل تعريف الحكاية بمجهولية المؤلف وسيرورتها الشفوية على مدى الأجيال حتى نسمعها حية على ألسنة الناس الذين تعيش معهم اليوم. وما في هذه خصائص من تعميم بسبب تداول الحكاية شفهياً يقرب ما بين الحرية والمرونة بحيث تبدوان كأنهما خصيصة واحدة.

    وحينما جهز الباحث رشدي صالح حكايات ألف ليلة وليلة لنشرة جديدة لاحظ عدة ملامح لفن الحكاية فيها، من مثل التمهيد بالعبرة من الحكاية في أولها والاستطراد، والتجسيد الذي يسرد تفصيلات دقيقة لأحداث عادية ويقرب مجتمع القوى غير المنظورة بأوصاف محسوسة، والتعميم في رسم صور الملامح النفسية والأنماط المعروفة بمواصفات معروفة.

    أما التمهيد فقلما نجده في حكاياتنا الشعبية، وأما التجسيد فقد أتينا عليه في محاولة رسم من القوى الغيبية كالمردة والغيلان والجن، وأما التعميم في رسم الأنماط المعروفة فقد مر معنا أن رسم صور ملامح المجتمع بأنماط المثالية والواقعية.

    لذلك يرى الباحث أن من المناسب أن يحاول استنتاج سمات الحكاية الشعبية من المجتمع الذي نبعت منه هذه الحكايات، بل من المادة التي جمعها من الحكايات في هذا المجتمع، بحيث أن هذه السمات تنطبق عليها بشكل خاص ودقيق ولا تصلح عامة للحكاية الشعبية حينما وجدت، وعليه فإننا نسقف عند مؤشرات واضحة تسم الحكاية في مجتمعنا الفلسطيني بالذات، كالعبارات المحددة في بداياتها ونهاياتها وما بينهما، وما يبدو على أسلوبها من بساطة ومبالغة واستطراد ومن حركة، ثم ما فيها من عبارات فنية تلفت النظر.

    بداية الحكاية: يلاحظ عند الاستماع للحكاية تروى على ألسنة أبناء مجتمعنا الفلسطيني أنهم يتخذون لبداياتها أكثر من شكل:

    فهم يرددون فيها العبارة التقليدية المعروفة في تراث الحياة الشعبية العالمي «كان ياما كان» والتي ذكر الباحثون أنها قد توحي بالعراقة في القدم، وهو المعنى الذي ربما كانوا يقصدون إليه فيها، إذ أنهم يتبعونها بقولهم «في قديم العصر والأوان، أو سالف العصر والأوان»، ولا يخفى معنى التجهيل، والمقصود في هذه العبارة، فيما يتصل بتحديد الزمان الذي كان، وهذا التجهيل لمنبع الحكاية أساس في مفهومها، وقد تصبح مجرد شكل افتتاحي. يزجي بسرعة ودون وعي تام به فيقال (مكان مكان).

    وقد يجرون على هذه العبارة تعديلاً يخفف من هذا التجهيل ويشي بطريق القص العادي الذي يأخذ من الماضي غير السحيق فيقولون: «كان في قديم الزمان»، أو «كان هان شيخ هالعرب»، أو يطرأ على العبارة نفسها تعديل آخر يقصر الحديث على موضوع بعينه، وكأنه يريد أن يطرد من أذهان المستمعين ما علق بها من حكايات وأحداث أخرى ويريد أن يشوق لأحداث حكايته التالية بطرد ما سواها فيقولون «ما كان هوني إلاّ قصة..»، أو «ما كان إلاّ هالناس» أو «ما فيه إلاّ هالـ.....»، أو «ما كان ولا كان إلاّ...».

    ويلاحظ أن هذه العبارة لا تفرض احترامها على جميع من يحكي حكاية في مجتمعنا، وأنها تحافظ على شكلها التقليدي إلاعند بعض الرواة من الرجال الذين تهمهم الأشكال المحددة في البدايات وفي غيرها، أما النساء فقد يوردنها في بدايات حكايتهن -على الأقل في الأرياف المحيطة بمدينة القدس- ولربما كان ذلك راجعاً إلى أنهن يلفظن هذه الكاف قريبة من حرف الشين (وهي التي تعرف في اللهجات بالكشكشة) كما يجري في لهجات هذه المنطقة العامة. أما الرجال فلا يجدون غضاضة من النطق بها كما هي في الفصحى، ومع ذلك فبعضهم لا يرددها، ويضع مكانها بدايات أخرى، منها البداية الدينية.

    فالراوي إما أن يبدأ، باسم الله الرحمن الرحيم، أو بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ويتبعها باسم الله، أو يبدأ بذكر الله في تحية المستمعين تحية المساء غالباً، قائلاً: اللهم يمسيكم بالخير» أو «الله يمسي الحاضرين بخير» أو يطالبهم بتوحيد الله قائلاً: «وحدوا الله» أو يبدأ بالصلاة على النبي قائلاً: «اللهم صلي على سيدنا محمد...» أو اللهم «صلي على سيدنا محمد ألف مئة صلاة»، أو يقول «ولا يطيب الحديث إلاّ بذكر الرسول عليه الصلاة والسلام»، أو أنه يطالب المستمعين بالصلاة على النبي ثم يطالبهم بذلك مرة أخرى قائلاً: «زيدوا النبي كمان صلاة»، وفي بعض الحكايات تكون البداية: «حتى توحدوا الله، ما كان ولا كان، يا سامعين الكلام، إلاّ ذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام»، وقد يرجع للصلاة علي النبي إذا شعر أنه شرع في القص قبلها قائلاً بعد سطر: «اللهم صلِّ على سيدنا محمد للأول»، وبالطبع فإن حظ الراوي في إنفاق هذه الكلمات ورصفها بشكلها المألوف يتناسب مع ما أوتي من ثقافة وتعليم. ومع ذلك فإنك تستشف من هذه الأشكال الافتتاحية للحكاية مبلغ تعمق الأثر الديني في نفوس الناس رواة ومستمعين، علماً بأن بعض الناس في مجتمعنا قد فرغ من حديثهم المحتوى الديني، وأصبحت لديهم عبارات لجلب الانتباه فقط، كما تسمعهم يتحدثون فيحاول الواحد جلب انتباه الآخرين لحديثه فيقول: صلوا على النبي!

    ولا نستطيع أن نغفل ما يبدو أن الراوي يقيمه من ألفة بينه وبين سامعيه منذ بداية الحكاية، فأما أن يحييهم بتحية المساء كما مر، حيث أن أغلب الحكايات تروى في المساء، وقليل جداً منها ما يروى في الصباح، وأما أن يقول لهم: يا «حفيظين العمر والسلامة»، أو يا «سامعين الكلام»، وأما أن لا يستأنف القص إلاّ إذا تأكد أن مستمعيه يتجاوبون معه، منذ البداية، فيطلب إليهم توحيد الله، أو الصلاة على نبيه وبعد أن يفعلواما طلب يدخل في قصته، أو أن يستزيدهم، أو أنه يشوقهم أكثر بقوله «نحكي وإلا ننام؟» فيهب الصغار في وجهه خاصة قائلين: نحكي، نحكي.

    وقد يمد الراوي حبل التشويق أكثر بينه وبين المستمعين، وخاصة الصغار، بعبارات غير مفهومة لديهم، فيها من السجع الشيء الكثير، ليزداد به التأثير على تساؤلاتهم وانتظارهم لما سيأتي بعده، ومن هذه البدايات: «على طاق على طرطاق، على خاروف محشي باب العراق، يمسكه (نبيل) من قدامه ويسيل عليه الآدام، ويمسكوا (عبد الكريم) من دانوا(8)، ويسيلعليه ادامو...»(9). ولترى وقع ذلك عليهم تسألهم في نهاية: منيح(10)؟ فيجيب الجميع معاً: منيح! و(نبيل وعبد الكريم) من الأطفال المستمعين.

    ومن الحكايات ما تدخل إلى موضوعها مباشرة، دونما بداية تقليدية، فيقول راوي حكاية أبي النواس: «في عصر هارون الرشيد...» وفيها ما تذكر لها عنواناً فتقول: «بدنا(11) نحكي لكن(12) هالؤصة(13) أبو السبع بنات».

    هذا فيما يتصل ببدايات الحكايات الشعبية في مجتمعنا، أما ما يأتي بعد هذه البدايات، على لسان الرواة، فالشخصية الأولى فيها، كالملك، أو الوزير، أو شيخ العرب، لكنها ليست حتماً الشخصية الرئيسية، كما يحدث بذلك الباحثون، بعد ذلك تدخل الحكاية في ذكر ما حدث مع هذه الشخصية من أحداث تأخذ في السيلان والإفراز.

    من عبارات الوسط: والملامح البارزة في هذه البدايات يحافظ عليها الراوي، أثناء روايته الأجزاء الداخلية من حكايته، فالأثر الديني (حتى تصلوا على البدر التمام ومصباح الظلام ورسول الله، الملك العلام) وعبارات المودة والمجاملة من الراوي للمستمعين (الله يمسيكم ويمسيه بالخير، مدت أمامهم مائدة لا تصلح إلاّ لهذه الوجوه، أصبحوا وأصبحنا وأصبحتم على خير)، وتنبههم ليظلوا يتجاوبون معه بين الحين والحين على شكل سؤال مفاجىء -راحوا لمين؟- فلان، وصلوا إلى أين؟ - إلى المكان الفلاني، هو يسأل ويجيب مع المجيب منهم.

    وإذا روى الراوي عن البطل المفارق لفتاته رحلة تأخذ من الحكاية قسماً لا بأس به، يعود يحدث الناس عن الفتاة فيقول: يرجع مرجوعنا للفتاة، أو يقول: يرجع النص والكلام للفتاة، ويسرد تفسير ذلك بعد قليل.

    النهاية: ينهي بعض الرواة حكاياتهم بالقول: «وهاذي خريفتي(14) طار عليكو عجاجها، وعليك يا فلا رد جوابها» فيقول هذا الفلان، لا أعرف، فيعود ليروي حكاية أخرى. والعبارة التي تقولها روايات الحكاية إلى اليوم، يقصد بطار عجاجها أنه انتهى واتجه جهة شخص آخر في الجالسين ليرد عليها بحكاية أخرى الذي هو (جوابها)، وقد تنهي الحكاية بالقول: «طار الطير الله يمسيكم بالخير» وطار الطير كناية لطيفة معبرة أدق تعبير عن المتعة التي كان يتوفر عليها المستمعون، أن طائراً حلوا جميلاً طار بين أيديهم، أما وقد انتهت فقط طار الطائر، من يدي الصغير، والكبير! ولا زال الأثر مبني بارزاً يختتم الحكاية بهذا الشكل أو يطرح تحية الوداع «والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». وقد تنهي الحكاية بعبارة صريحة وهاذي الخرفية أو الحديثة، أو الحزرية انتهت أو خلصت. وقد تنهي بعبارة فيها سجعة حلوة تشي بأنها وجهت أول ما وجهت للمستمعين الصغار. وفي المدن: توفتو توفتو فرغت الحدوتو، أو توته توته فرغت الحدوتة، وقد ينهي الحكاية بعض أهالي منطقة قلقيلية بقولهم «وكنا احنا واياهم وجينا ودشرناهم»(15) وفيها من إثارة الخيال وإحياء المشاهد المحكية ما فيها. وقد يتمنى الراوي في نهاية حكايته السعادة التي انتهى إليها أشخاص الحكاية واجتمع شملهم بعد الفراق، الله يجمع شملنا في بلادنا»(16) وواضح أثر التشرد والنكبة في هذه العبارة.



    خاتمة

    بعد استعراض الحكاية الشعبية وطبيعتها، يلاحظ العلاقة الحميمة بين الناس في فلسطين وبين الأرض من خلال العرض الجغرافي التاريخي ومن خلال استقراء النصوص التي تربط الناس بأراضيهم حينما يصورونها في حكاياتهم بمختلف بيئاتها، يصورونها بمحبة وبصور زاهية وبارتباط وثيق يقرب من ارتباط الروح بالجسد أثناء الحياة وهم في حكاياتهم لا زالوا متعلقين بها في الجزئيات من الحكاية والكليات، في بعض المفردات والتعبيرات التلقائية وفي بعض الحكايات الهادفة تلقائياً أيضاً، كما أنها تشرح من موقف الشعب الحاكي تجاه الحاكمين وتجاه السياسة في مختلف العصور.

    ويتضح أن هذا المجتمع محكوم بتأثيرات دينية محافظة لم ينفك عنها، وبعدها لعادات وتقاليد عربية موروثة أغلبها نفتخر به خلال عصور تاريخنا العربي الطويل، هذا مع الإقرار بوجود عادات تضرب في القدم القديم.

    غير أن الحياة العصرية التي أدخلت وسائل الحضارة الحديثة إلى بيوت المجتمعات في العالم بنسب متفاوتة، قد أخذت تؤثر على تداول الآداب الشعبية الشفوية بين الناس وهذا التأثير سلبي في أغلبه، فالتطور الذي شمل البلدان العربية كما شمل سائر أقطار الدنيا في كسب الرزق وفي المواصلات وفي وسائل الترفيه والأعمال. لم يعد يسمح كثيراً للجماعات أن يتحلقوا ليستمعوا إلى الحكايات المطولة، وهذا أمر يحس به الجميع في كل مكان وقد نبه إليه الباحثون في فلسطين منذ أكثر من أربعين سنة.

    الهوامش :



    1. آنية.


    2. النقي الطيب الرائحة.


    3. الناعم من النخالة.


    4. مواشي القبلية.


    5. صانع الأحذية.


    6. جميع زير - وعاء فخاري للماء.


    7. جعلت هذه الأفعى تأكلك.


    8. أذنه


    9. دهنه وشحمه


    10. هل هذا الشيء جيد ومناسب لكم.


    11. تريد


    12. لكم


    13. قصة ما


    14. حكايتي


    15. تركناهم هناك


    16. والدعوة إلى الله بأن يعيد الراوي إلى البلاد ونجدها في البداية أيضاً، وهذا من أثر التشرد والنزوح من المنطقة المحتلة.
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Palest10
    نقاط : 6781
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty رد: الحكايات الشعبيه الفلسطينيه

    مُساهمة من طرف ريتا الأحد يناير 31, 2010 1:28 pm

    نماذج من الحكايات الشعبية الفلسطينية




    الجمل والحمار







    كان من جملة الحكايات بأنه جمالة(1) من كثر ما حملوا على هالجمل وقام ظعف(2) وهزل وتركوه في الخلا وأخذوا حمله ع الجمال الثانيات(3) وتركوه في الخلا(4)

    أجت(5) قفالة(6) ثانية معهم حمار من جملة الحيوانات. لخري(7) هزل وكذلك تركوه، هذوله(8) في هالحرش(9) صارن يرعين ونصحهن(10) وما حداش(11) شايفهن في هالشجر.

    شو(12) قال الحمار للجمل. قال:

    - إجا على بالي(13) أغني.

    قاله(14) الجمل:

    - يا زلمة(15) هالقيت(16) إن غنيت بسمعونا وبيجوا(17) علينا وبنرجع مثل ما بقينا(18) قبل. خلينا(19) مستورين.

    قال له: لا بد أغني. يا راجل أجاك الله(20) يا ابن الناس(21).

    قاله أبداً إلاّ (22) أغني. وما غنى حتى أجوه(23) المراقة(24). قالوا ايه والنبي هان(25) في حمار. يم طلعوا لقيو الجمل. أخذوهم. قالوا هذول(26) ناصحات(27) أخذوهن. هان الحمار صاروا يحطوا عليه حمله. مع طول المشوار برخ. قالوا هاظا(28) كذاب ونصاب. حطوه(29) ع ظهر الجمل. مشي الجمل اشويه(30). قال الجمل أنا في بالي أرقص. قاله الحمار:

    - يا زلمة بتوقعني(31).

    قاله الجمل:

    - مثل ما غنيت بدي أرقص. هز حاله الجمل. وقع لحمار عن ظهر الجمل إلاّ رقبته مكسوره. يم أخذوا الجمل. وهاي الحكاية.
    هوامش الحكاية :

    1- سائقو الجمال

    2- ضعف

    3- الأخرى

    4- البر، الخلاء

    5- جاءت

    6- قافلة

    7- الآخر، هو بدوره

    8- هؤلاء

    9- الغابة

    10- أصبحت سمينة

    11- لا أحد

    12- ماذا

    13- أرغب

    14- قال له

    15- رجل

    16- هذا الوقت

    17- يأتون

    18- كنا

    19- دعونا

    20- بالله عليك

    21- يا ابن الناس الكرام

    22- لا بد من

    23- جاؤوه

    24- المارون

    25- هنا

    26- هؤلاء

    27- سمينة

    28- هذا

    29- وضعوه، اركبوه

    30- قليلاً

    31- تسقطني

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    الباطية






    كان يا ما كان يا مستمعين الكلام. حتى توحدوا الله.. لا إله إلا الله.

    في هون هون هالحطاب... فقير جداً. كل يوم بحمل هالشرخ(1) وبروح ع الوعر، بقطع له حطبات، وبحملهن على ظهره وبروح ببيعهن. بشتري في حقهن لاولاده خبزات وفجلات نتفة (2) زيت. حاجة محتاجة، منشان يوكلوا.

    يوم والله هو قاعد بطق في هالشجرة وإلا طلع له من قلبها هالعبد. قاله وبعدين معك. كل يوم طق. طق. جننتنا. حطيت الصرع في راسنا.

    قاله: أنا زلمة فقير على باب الله. الواحد بشتغل ع شان يطعم اعياله.

    قاله العبد: ما عندكش(3) بنت قاله عندي. قاله جيبها وأنا بغنيك.

    ثاني يوم جابها.

    أخذها العبد من أيدها وفات فيها بقلب هالشجرة. والله ما أقرب من فرج الله وإلا هو راجع وبيده هالباطيه. قاله خذ. قاله شو بدي بيها. لا عندي أكل ولا غيره. وشو بدي أحط بيها.

    قاله اسمع تاقول لك. بتمسكها بيديك الثنتين(4) وبتقولها:

    - يا باطيه امنا وأبونا انتليلنا (5) لحم ورز. بتنتلي أي إشي بدك بتنتلي.

    قاله طيب. كثر الله خيرك. أخذ الباطيه ومشى. في الطريق قال تاشوف(6) أجربها. وقف بعرق هالشجرة وقالها: يا باطية امنا وأبونا انتلينا لحم ورز. انتلت. قعد يوكل زي الفجعان(7) ومن العجلة أكل وكبكب(8) وروح يعرم(9).

    لاقته المره ع باب الدار. وقالت له: يجيك ويهل عليك(10) وين رحت بالبنت؟ ظيعت البنت وجبت بدالها باطيه؟ قالها: انخمي. وين راحوا الولاد. أجو يتراكظو. قالهم غسلوا منشان توكلوا.

    صاروا الولاد يطلعوا حواليهم. فش إشي. قالهم غسلوا واقعدوا. حط قدامهم هالباطية الفاضية.. مرته واقفه هناك مش راضيه تقرب. تطلع عليهم. مسك أبوهم الباطيه بيديه الثنتين وقالها:

    يا باطيه امنا وأبونا انتلينا لحم ورز.

    انتلت.

    هجموا الولاد عليها وأخذوا يوكلوا وهم طايرين من الفرح. إشي سمعوا فيه وعمرهم ما شافوه قربت المرة وهي تقول: عزى عليك(11).. شو هاظ.. بدي أوكل لي لقمه. بي، والله إنه زاكي.

    اشو تبربحت(12) هالعيله. ايش ما بدهم يوكلوا يطلبوا، لحم ورز وحلو، وكل شي. هالولاد عدلوا(13).

    مين سمع بالباطية؟ المختار جارهم. قال نادولنا هالحطاب لنشوف شو هالباطية. نادوا الحطاب إجا وجاب هالباطية. فات على هالديوان. هالزلام قاعدين. قاله المختار شو هالباطية بتاعتك(14) هات ورينا وخلينا نطعم الزلم. قالها: يا باطية امنا وأبونا انتلينا زردة وبلاو(15) انتلت. تبهللوا(16) هالزلم وأكلوا وانبسطوا. قال المختار خذوا هالباطية ع الدار خليهم يغسلوها. راحوا أخذوها وغسلوها وبدلوها رجعوا للحطاب باطيه غيرها بس مثلها. أخذ الحطاب باطيته وروح. قالت له المره وين بقيت تفر(17) الولاد جاعوا. قالها اسمعنا، هلى أنا جيت يلله غسلوا يا أولاد. غسلوا وقعدوا. قالها يا باطيه أمنا وأبونا انتلينانقول ملغوف. ما فش ملفوف انتلينا لحم ورز. ما فش لحم ورز.. قاموا.. ياكبهم يا تعسهم.

    ثاني يوم حمل هالشرخ وراح ع الشجرة يطق. من أول طقه طلع له العبد. قاله: مالك جيت. ما أعطيتك إشي يغنيك. قاله: راحت الباطية. قاله وين راحت يا خريب الكوشه؟(18) قاله: هالمختار. أعجبته وبدلها. وما استجريتش ارجع له. قاله: طيب عندك أخرى بنت. قاله عندي قاله روح جيبها. ركظ على الدار جابها. مثل ما عمل بأختها أخذها من أيدها وفات في هالشجرة. نتفه(19) وإلا هو راجع وبيده هالديك. قاله خذ: شو بدي بيه؟ شو بدي أطعمه؟ أنا مش لاقي أوكل أنا وأولادي. قاله: اسمع تاقولك. بتطق الديك على عرفه بنزل لك ذهب. قاله: طيب. قاله بس دير بالك عليه. راح في الطريق طق على عرف الديك. هر هالذهب حطهن باجيابه ووينك يا هالسوق. اشترى كل ما تطلب الشفه واللسان. واشترى لهالولاد أواعي ومشايات(20) حياش (21) من السامعين وروح بأول الشباب. رجعت هالعيله تبربحت مثل العادة وزيادة.

    سمع المختار بالديك. قال نادولنا الحطاب تنشوف شو هالديك هذا اللي بتحكي الناس عنه. نادوه. شو هالديك أبيظ ابيظ مثل الثلج، وعرفه أحمر أحمر مثل الدم. ريشه نافش وحالته حالة. والله قالوا له ورينا كيف بنزل الذهب. نقفه علي عرفه هر صاع ذهب. تهجمت هالزلم على الذهب اللي صح له واحدة اللي صلح له أكثر الله أعلم بيهم.

    قال المختار -ما شاء الله ما شاء الله.. هذا غناة(22) خذوا اعلفوه عالأقلة(23). أخذوه علفوه وطمع الدنيا قتال راحوا بدلوه. اش الك(24) بطول السيرة رجع الحطاب ع الحصيرة(25).

    عاود عالشجرة راح يحطب قال العبد ظيعت الديك لخري(26). قال له هذا الي صار. قال له نصيبك. في عندك بنت؟ قاله عندي. قاله جيبها.

    راح جابها أخذها العبد من ايدها وغاص في الشجرة نتفة وإلا هو راجع ومعاه عصاة قاله هذه العصاب بتقول لها..

    - يا عصاتي هوري هوري(27) ع اللي أخذلي ديكي وباطيتي دوري. بتظلها تقتل فيهم تاتلين(28) اظلاعهم ويرجعوا الباطية والديك.

    قال له الحطاب..

    - دلك الله ع الخير

    قاله

    - اياتها(29) واحد بقف بوجهك دير العصا عليه.

    أخذ هالعصا وروح. لاقته مرته بالباب «يجيك ويهل عليك.. وين رحت بالبنت.. ظيعت لي البنات ربيتهن من مقلة العين فرن من ديتي فرة الطير».

    قالها انخمي.. يا عصاتي هوري هوري ع مرتي دوري.

    العصا لينت اظلاعها. اشوية صارت مرته تدعي وتشحي(30) نادي العصا.

    قالت له روح للي(31) أخذوا ديكك وباطيتك.

    قالها عند قولك راح لديوان المختار. قالها «يا عصاتي هوري هوري ع اللي اخذوا ديكي وباطيتي دوري» ونزلت فيهم. اضرب من هون ردد من هون. وين ما تيجي تيجي(32) طلع صراخهم يا ناس منشان الله دخيل الله.. قالها تعالي يا مبروكة أجت العصا وقفت بجنبه. قالهم هاتوا الديك والباطيه الأصليات وإلا بتعرفوا اشوا بصير لكم. قالوا امرك.. جيبوا له أغراضه الله أغنانا عنهن. جابوا له الديك والباطية حطهن تحت أباطه وروح. وطار الطير الله يمسي الحاظرين بالخير.

    هوامش الحكاية :

    1- فاس لقطع الخشب

    2- قليل

    3- أليس لديك

    4- الاثنتين

    5- امتلئي من أجلنا

    6- حتى أرى

    7- مثل الشخص الذي فجع بخسارة الطعام الجيد زمنا طويلا.

    8- أسقط على الأرض

    9- يتمختر

    10- كناية عن الاستمرار في الشتم

    11- ليتك تموت ونقيم لك بيت العزاء

    12- أصبحت في بحبوحة

    13- أصبحوا سمينين

    14- الخاصة بك

    15- اسم مأكولات حلوة تركية

    16- ذهلوا ودهشوا

    17- تطوف بالبيوت

    18- خرب الله بيتك الصغير (المبني من الخشب والطين والحجر).

    19- قليلاً

    20- أحذية

    21- حاشا

    22- غنى مصدر ثروة

    23- أقل ما يمكن

    24- ماذا تريد بـ

    25- فقيراً جداً

    26- الآخر

    27- انزلي

    28- حتى تلين

    29- أيّ

    30- تكثر من دعوة الله للانتقام من شخص

    31- للذين

    32- حيثما تصيب فلتصب

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    العنزة العنزية






    كان يا مكان يا مستمعين الكلام. وما يطيب الهرج والكلام إلا بذكر الله. لا إله إلا الله.

    في هالعنزة إلها أربع أولاد واحد اسمه سعسع وواحد اسمه حمحم وواحد اسمه معمع وواحد اسمه حماحم. كل يوم بتطلع العنزة الصبح وبترجع الظهر حامله على ظهرها يندك(1) حشيش وابزازها مليانه حليب. أولاداتها جوا الدار. بتدق ع الباب.

    - يا أوليداتي ما.. يا اسخيلاتي ما.. افتحوا بويباتي با. ع ظهري بندك حشيش... وابزازي مليانات حليب.

    بهيظوا(2) الأولاد، وبفتحوا الباب. بوكلوا هالحشيش ويرظعوا الحليبات وبقيلوا بجنب امهم.

    والله يوم من ذات الأيام طلعت العنزة في رزقة أولادها.. هي بتطلع من هون والغول بيجي من هون. أثاري الغول يبقى سامع وعارف إنه في غنزه وأولادها. أجا الغول. صار يدبدب ع الباب ويقول بصوت هرج.

    - يا أوليداتي ما.. افتحوا ابويباتي با. ع ظهري بندك حشيش... وابزازي مليانات حليب.

    هاظوا السخول يفتحوا.. نط الزغير.. قالهم ولكم هذا الغول. الغول. مش الغول... ما ردوش على سعسع وراح يفتحوا الباب. زرق واتخبى بالقش. والله فتحوا الباب من هون والغول فات من هون.

    صاروا يتفارخوا(3). نط عليهم الغول وسرطهم(4) في بطنه.

    ما أقرب من فرج الله أجت العنزه.. لقيت الدار قفره والمزار بعيد(5). خرفها سعسع من قصقص لسلام عليكم.. طلعت.. راحت على ظهر بيت الغول وقعدت تدبك... صار الغول يقول:

    مين اللي ع حيطاننا كسر فخارنا

    ردت عليه العنزة:

    - هاي العنزة العنزية، أم قرون احديدية، اللي أكل معمع وحمحم وحماحم يطلع ع البر يزاحم.

    قالها الغول استنيتي تمني أعمل قرون من عجين وانزل لك. استنته. عمل قرون من عجين وقعد بالشمس. ونزل لها. قالت يا ستين بقرون العجين وكسرتهن بظربة واحدة. قالها استنيني تمني أعمل قرون من طين... عمل قرون من طين وقعد بالشمس تانشفت ونزل لها.. برظه كسرتهن بظربه واحدة. قالها استنيني تمني أعمل قرون حديد. فاظت مع العنزة. قالت له وبعدين معاك وراحت ظاربه بطنه بقرونها وفجرته.. نطوا أولادها معمع وحمحم وحماحم.. أخذتهم وخلت الغول متلس(6).

    هوامش الحكاية :

    1- كومة ضخمة، حمل

    2- يهجمون

    3- يصرخ الواحد في أثر الآخر

    4- ابتلع

    5- لا أحد موجود

    6- ميت وملقى على الأرض

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    نص انصيص






    في هالثلاث سلفات كل واحدة لها ولد والثالثة محبلتش(1)، مرة مرق بياع يبيع تفاع للحبل اشترت اللي بتحبلش حبة تفاح وحطتها على الشباك! أجا جوزها أكل نصها ودشر نصها أجت المرة أكلت نصها وقامت حبلت وجابت نص ولد إله عين وايد واجر (يعني نص) سموه (نص انصيص) لما كبر صار هو وأولادة عمه يروحوا على الصيد، أولاد عمه أبوتهم أغنياء وكل واحد كان يروح على فرس وهو عشان أبوه فقير كان يروح على غنمه، وبعدين هم يصيدوا بالبارود وميعرفوش يصيدوا أما هو في المقليعة(2) ويصيد اي شيء بده اياه.. غزال بقره.. الي هو. بعد ما يصيد كانوا يجوا أولاد عمه يقتلوه ويوخذوا الصيد منه ويعطوه لامهم (لأمهاتهم) فهذول يطبخوا الصيد ويوكلوه ويكبوا العظام باب دار نص انصيص: نص انصيص يقول لأهله أن أولاد عمه بقتلوه وبوخذوا الصيد ولكن محدش يصدقه.

    يوم من الأيام أبوه قال بدي أسرح وأربط ورا زيتونه وأشوف مين اللي بصيد ومين اللي بوخذ الصيد. لما أبوه راح ربط لهم لقي نص انصيص بصيد وأولاد عمه بقتلوه، لما هاظوا عليه وأخذ أبوه الصيد وقتلهم (ضربهم) وبعدين هو وأبوه أخذوا الصيد وطبخوه وكبوا العظام باب دار اعمامه. ثاني يوم أولاد عمه قالوا لبعظ بدنا نروح على بلاد بعيده نصيد ونوخذ نص انصيص معنا لأنه أهله هين صاروا يعرفوا مين بصيد ومين بوخذ. راحوا على بلد بعيده لقيتهم واحده غوليه بتحاوي(3) في هالديك.

    وقالت أهلا وسهلا انتوا أولاد أخوي وبدي أعمل لكم مفتول(4) على هذا الديك.

    ذبحته وطبخته على مفتول وتعشوا الثلاثة، وبعدين فرشت لهم يناموا. قال نص انصيص أنا بنمش على فرشه أنا بنام على قرطل(5) ومعاي عرام فول. عملت له هيك. صحيت الغوليه نص الليل وقالت (امظين يا اسناناتي امظين تني أوكل نص انصيص وأولاد عمه الاثنين) ساعتها نص انصيص قرط حبة فول قالت له الغوليه (مالك؟) قال (جعان وقلبي خالي من الطعام) راحت جابت له جوز زغاليل وطبخت له اياهن، ساعتها صارت الدنيا الصبح. ثاني ليله أجت ذبحت لهم خروف وطبخت لهم اياه واطعمتهم وقالت لنص انصيص وين بدك تنام قال في القرطل ومعاي عرام فول. ونام في القرطل نص الليل صحيت الغولية وقالت (امظين يا اسناناتي...) نص انصيص قرط حبة فول. قالت له مالك قال (كيف أنام وقلبي خالي من الطعام؟) راحت جابت له جاجة وذبحتها وطبختها، ما خلصت إلا الشمس طالعة الصبح راحت الغوليه تسرح، قام نص انصيص قال لأولاد عمه، يا خريبين البيت هذي غوليه. يلا نشرد

    قالوا هذي عمتنا والله لما تيجي لنقول لها.

    إجا نص انصيص ركب على الغنمة وهرب وهم بعدين غاروا منه وهربوا على خيلهم. لما رجعت لقيتهم طالعين، عظت إيدها من الندم وقالت اخ هم اللي يفلتوا مني من غير ما أوكلهم؟

    طلعت على ظهر المغارة وقالت (ريت يا نص انصيص النخاله اللي أكلتها غنمتك تقعد في اجريها والحقك وأوكلك. وريت يا حسن وحسين الشعير اللي أكلنه الخيل بعقل في اجريهن والحقكم وأوكلكم) عقل الشعير في أجريهن وبطلن يمشين صار يقول نص انصيص اركبوا يا أولاد عمي وراي وطيري يا نخاله وصلوا الدار. بعدين نص انصيص قال لهم شو رأيكم أروح أجيب فراش الغوليه؟ قالوا له: بتقدرش، بتوكلك الغوليه.

    مردش(6). راح اتنسنس(7) على بلدها ولقي فراشها منشور في الشمس إجا غزغز الفراش إبر وهي كانت سارحه تصيد في الليل لما نامت صارت تقول يما البراغيث ورمت الفراش في الواد. راح جابهن وأعطاهن لأهله. بعدين قال لهم شو رأيكم أروح أجيب جاجاتها. قالوا له: مش معقول. راح نص الليل على خم الغوليه، صار الديك يقول: (كوكو كوكو نص انصيص في الخم) فقالت الغوليه (انخم، نص انصيص في بلاده) إجا نص انصيص خنق الديك ورما لها اياه وأخذ الجاجات وعباهن في كيس (وهي كانت في مغارتها(8)) وبعدين روح.

    ثالث يوم قال بدي أروح أجيب الغوليه بحالها. قالوا له المر بتوكلك.

    راح عمل حاله بياع حلاوة وجاب سحارة حلاوة وحطها على حماره وراح يبيع في اذيال بلدها طلعت الغوليه تشتري بذهبه(9) قال لها (يا خالتي كيف بدي أبيعك بذهبه هذي كثيره، اطلعي كلي تتشبعي) عبرت في السحارة وقالت: بخاف، عينك عين نص انصيص قال لها: (نص انصيص في بلاده وأنا عمري ما سمعت فيه) عبرت ظلت توكل وطبق عليها الصندوق (السحاره) وقال لها: طقي موتي أنا نص انصيص. قالت: افتح لي وبعطيك اللي تحت إجر الخابيه. بتعني الذهب. قال لها: طقي والكل الي(10) قالت: بعطيك الذهب اللي في الأرض الفلانية.. قال لها: طقي والكل الي.

    بعدين أخذها على أعمامه وأهله وقال لهم اغلوا ميه ودار عليها وماتت. وبعدين أخذ أهل بلده على بلد الغوليه وأخذوا الخرفان والدور وكل إشي في قرية الغوليه بعد ما كان محدا(11) بقدر يخشها(12).

    هوامش الحكاية :

    1- لم تحمل

    2- أداة لقذف الحجارة

    3- تطارد

    4- أكلة شعبية تتألف من البرغل الممزوج بالطحين والمطبوخ عادة مع مرق لحم الطيور.

    5- سل من أغصان الزيتون الدقيقة

    6- لم يصغ لقولهم

    7- سل نفسه

    8- قن الدجاج

    9- بليرة من الذهب

    10- موتي وكل شيء لي

    11- لا أحد

    12- يدخل
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    الشاطر محمد






    هذا يا أولاد في هالشيخ.. اختيار هرمان صار عمره في السبعين وما جاهوش أولاد.. عجز الطب والدوا. ما خلى حكيم إلا راح له. بدون فايدة. ومرته زغيره. ما كان يجيه ولد. يوم والله هو قاعد وإلا هلي(1) ينادي: «اللي بدها دوا للحبل.. اللي بدها دوا للحبل».. سمع وسمعت مرته.. نادوه. إجا. قاله: «اسمع.. احنا عجزنا الطب والدوا ومر عنا ناس كثير مثلك.. كيف بطلع بيدك تداوي هالمرة». قاله: «عندي ولازم ذمتي».. قاله: «إذا داويت هالمره وجابت إلك اللي تطلبه مكافأة تملي جرابك(2)». قاله: «أنا مصاري ما بوخذ.. بس أول ولد بيجيك بتعطيني إياه يوم ما بولد وبرجع لك بعد خمستا عشر سنة.. أو بتعطيني اياه على طول بعد الخمستاش».

    فكر هالختيار.. فكر.. قال بعد خمستا عشر سنة يخلق ما لا تعلمون.. يا سرج بميل يا عنان بنقطع(3).. يا أنا برحل.. يا هو بموت..

    قاله: «أنا موافق.. بعد خمستاشر سنة أن إجانا ولد والله أحيانا خذه».

    وافق الحكيم. داوي المرة. والله أعطاها. جابت هالولد اللي ما شاء الله عنه. شو وجهه زي البدر. هالعنين اوساع وهالنصاحة وهالحلاة اللي تعالي وتفرجي.

    كبر الولد وابن الخرافيه بساع بكبر.. وعلمه أبوه.. قراه(4).. وتعلم ركوب الخيل وصار هالشاب اللي ما شاء الله عنه.. يوم ما كمل الخمستاشر سنة ما استفاقوا إلا الحكيم جاي.. قال لأبوه: «بدي الولد.. بدي الشاطر محمد».. قاله «كيف بدي أعطيك إياه.. بعد ما ربيت ولبيت هس أعطيك إياه». قاله: «اللي أوله شرط آخره رضا». منه منه نتش الولد.. وفقدوهم ما لقيوهم.. الحكيم يمشي والولد لاحقه كأنك طارده بمطراك.. سحره.

    ظلوا يمشوا تاوصلوا هالبلد. الحكيم يقول للشاطر محمد بابا وهذاك يقول له بابا.. الحكيم يطش يشتغل يداوي.. الله أعلم بيه الشاطر محمد يقعد في الدار.. يطلع ع البلد.. يتفرج.. يتعرف على الناس..

    يوم والله هو ماشي وإلا هالزلمه اختيار قاعد ع باب هالدار.. حاطط هالكرسي الزغيره وقاعد بنش ع هالغليون(5)... اطلع في الشاطر محمد وهو يصرخ: «يابا يا حبيبي»... وصار يبوس في هالولد.. ويعيط في هالولد.. والشاطر محمد مش داري اشو يقول.. الختيار.. يقول له: «يابا يا حبيبي يا محمد...» بعد ما هدي الزلمه قاله: «يا عمي.. صحيح أنا اسمي محمد.. بس أنا مش ابنك» قاله الختيار: «أنا عارف بس أنت مثل ابني مخلق منطق.. وهذا الله بعثك إلي مشان أبل شوقي من ابني اللي مات في زهرة شبابه...». وقعد الختيار ينهق(6)... هذا الولد صار يعيط.. ويحاول يهدي بالختيار.. فاتوا مع بعظ ع الدار... وقعدوا.. كل واحد منهم قص قصته للثاني.. الختيار قص قصة ابنه.. والولد قص قصته مع الحكيم الساحر.. قال الولد: «والراي بها الحكيم.. إن شافني بالبلد برد يسحرني ويستعبدني وأنا مش حابب أظل معاه. قاله: بس هذه هي» قاله: «وهذه بسيطة؟». قاله.. «استني علي».. قام الختيار جاب هالطاقية مطرزة ومدندشة(7) وحطها ع رأس الشاطر محمد.. قاله الشاطر محمد «شو هذه»؟ قاله «استنى تاقول لك» نادى الختيار ع الخدام.. قاله «صب قهوة».

    صب الخدام قهوة لسيده.. قاله: «صب للشاطر محمد».. صار الخدام يتلفت حواليه.. قاله «طيب روح»... راح الخدام.. قال الشاطر محمد: «مال خدامك كنه ما بشوف الظيوف؟» قاله: «بشوفش اللي ع راسه طاقية اخفا.. انت ع راسك طاقية لا بتخلي حدا يشوفك ولا يسمع صوتك».. قاله: «يعني أفلتت من الحكيم الساحر». قاله: «بعون الله».

    قعد الشاطر محمد عند هالختيار.. في النهار يطلع.. يلبس طاقية الاخفا ويدور في هالبلد... يوم ماشي من تحت هالقصر شاف هالبنت بتطل على هالقصر عند هالبنت عاد هو ما حدش بشوفه ما دام لابس طاقية الاخفاء..

    طلع.. مرق من بين هالحراس وهالخدم.. وطلع على هالدرج.. شو قصر ملوك. مرق من عند هالطباخ بصفط في هالجاج(8) على هالرز.. حط الطباخ جاجه.. فسخ فسخة منها وأكلها.. صار الطباخ يتلفح(9) حواليه ويقول: اسم الله... رد تناول الجاجة وعاود حطها.. ظل الطباخ يتلفح. دشر الطباخ وطلع عند البنت. لاقاها لابسه ثوب هالحرير وممددة على هالسرير بتقرأ بهالكتاب.. من ساعة ما فات شافها قعدت تتظبظب(10) قامت طالت تخت الرمل وقعدت تحسب. قالت له «قيم الطاقية عن راسك يا شاطر محمد.. أنت نصيبي من هالدنيا وجابك الله وجيت.. إنت جوزي اللي الكتب حكت لي عنك.. اظهر وبان وعليك الأمان..». الشاطر محمد قالك اظهر ما اظهر.. بعدين ما قدرش يطلع ويتركها وراه.. قام هالطقية.. وقرب سلم عليها.. قعدته بجنبها.. إجا تامنه يحكي لها قصته قالت له: «لا تتعب حالك.. أنا بدرج(11) فيك من يوم ما ولدت تاجيت على هالبلد. وأنا عارفة إنك لا بد وتيجي».

    قامت سفقت(12) بايديها.. اجو هالخدم.. فرشوا هالسفرة وقامت هي والشاطر أكلوا وشربوا واستحمدوا الله.. وقعدوا يحكوا ولعبوا.

    فات ابوها.. قالها: (مين هذا يا بنت؟» قالت له: «هذا اللي طول عمري بستناه.. هذا الشاطر محمد». قاله: «يا ميت أهلاً وسهلاً.. أنت الشاطر محمد اللي ع شانك رفظت أولاد الملوك».. قاله «أنا الشاطر محمد».

    قام عقد لهم ع بعظ وجوزهم وعملهم هالعرس وهالعرنسة وقعد عندهم الشاطر محمد كم يوم.. وقال لعمه: «يا عمي البلاد طلبت أهلها». قاله: «آ.. يا عمي.. شو عليه». سوي لهم هالزادة وهالزوادة وقالهم الله ييسر أمركم..

    مشوا.. مشوا.. تقول من هول لحيفا... قعدوا يتريحوا. والله ما لحقوا يقعدوا وإلا هي بتقوله: «آخ.. آخ.. البس الطاقية يا شاطر محمد..» قالت له: «هذا ابن عمي طلبني وأنا رفظته مشانك وهاي أنا وقعت تحت إيده..» سحب سيفه وقالها: «هس بخلصلك عليه» قالت له: «سيفك ما بفيدك.. هذا ابن عمي وأنا بعرفه.. ساحر ما فيه حدا أقدر منه.. وروحه مش معه.. البس طاقيتك وخلينا نشوف كيف بدنا نساوي فيه».

    لما وصل قالها: «جابك الله والنصيب.. طول عمرك ما بدك اياني وهاي الله حطك تحت ايدي..» قالت لحالها: «يا بنت سايريه(13)، قال اللي قبلنا بوس الكلب من ثمة تاتوخذ حاجتك منه» قالت له: «ولو يا ابن عمي.. هو أنا بدي ألاقي أحسن منك».. قالها: «ومين اللي بقى معك؟» قالت له: «الشاطر محمد..» قالها: «ومين الشاطر محمد» قالت له: «هذا ساحر معاه طاقية اخفا.. وطلبني من أبوي وأبوي جوزني غصبن عني». قالها: «وإذا قتلته؟» قالت له: «ريحني منه وأنا بتجوزك.» قالها: «امليح امليح امليح». قعد هناك يظرب بتخت الرمل.. يظرب.. ويحسب.. فش فايده.. قام قالها فوتي معاي على قصري وأنا بدبره.. فاتوا هالمغارة فات الشاطر محمد معاهم بين باب هالقصر قرأ عليه كلمتين فتح.. الشاطر محمد حفظ الكلمتين وفات معهم.. شو هالقصر.. تقول عنه قصر ملك.. هالخدم وهالحشم.. وهالمال اللي ما بتوكله نيران. فاتت هي على هالغرفة.. قالت له: «بدي اغير أواعي». وهو راح يدور ع كتب السحر. الشاطر محمد فات مع مرته. سد الباب وشلح الطاقية.. قالت له «اسمع خليك معانا الليلة... ظلك معانا أجرك واجرنا.. بعد العشا.. بنتعشى.. وبنسهر على كتب السحر بتاعيته وأنا بخليه ينطق ويقول وين روحه.. بتروح بتجيبها» قالها: «طيب». قالت له «فتح عينيك وذنيك».

    والله.. غيرت أواعيها.. ومشطت وتهندزت. طلعت قعدت عند ابن عمها. أجو الخدم. حطوا هالسفره، وقعدوا يتعشوا. صف الشاطر محمد معهم.. بس عاد ما حدا شايفه الطاقية ع راسه. أكلوا وشربوا وظحكوا ولعبوا قاموا.. قعد ابن عمها يقرأ بالكتب وقعدت هي توخذ وتعطي معاه عن السحر والأرواح والجن. منه كلمه.. منها كلمه.. قالت له: «إلا قل لي.. روحك وين». قالها: «يا مرحومة البي روحي في علبه في بطن ذيب في وادي الوحوش.. ذيب اسود وع صباحه (جبينه) نقطة بيظه».

    الشاطر محمد سامع.. سحب حاله وراح.. يدورع الذيب.. نزل ع واد الوحوش.. دور دور.. فش فايده.

    قال بدي أدور لي ع غنمات أرعاهن.. الغنم بتجلب الذياب. مرق على هالعجوز بتحوحي على هالغنمات.. قالها: «ياخالتي ما بترعيني هالغنمات؟» قالت له: «برعيك». رعي عندها.. صار يسوق هالغنم في واد الوحوش وهو لابس طاقية الإخفاء تبين هالغنم كأنها دايرة ع رأسها. والله يوم وإلا هالذيب الأسود جاي من بعيد يركظ ع ريحة الغنم. اطلع ع صباحه وإلا هالنقطة البيظة. قاله الله جابك.. سحب سيفه وتاوصل الذيب وقط راسه إلا هو مبلطح هاظ عليه. فجره. وفتح بطنه وطال هالعلبه.. ووينك يا القصر. بطريقة رد الغنمات للعجوز وراح.

    بالتصادف لقي الأمير ناصب لمرته عرس. إلا بدك تجوزي.. هي تقول له بصيرش أجوز اثنين.. اقتل الشاطر محمد وأنا بجوزك.. رفع الشاطر محمد الطاقية عن راسه وقال: هذا الشاطر محمد إجا لحدك تعال اقتله.. مرت الشاطر محمد فنت الزغروت(14) سحب الأمير سيفه وهجم على الشاطر محمد. رفع الشاطر محمد العلبه بيده وقاله «اللي بحمل لهم السيف الرجال مش السحرة الملاعين». الأمير وقف وسقط السيف من ايده. فرك هالعلبه. وقع الأمير ما بعنيه بله. نادى الشاطر محمد ع الخدم. جروا الملعون وكبوه.

    قام الشاطر محمد.. لم الذهب والمال وكل شيء خفيف الحمل غالي الثمن.. وأخذ مرته.. وروح على أمه وأبوه.

    والتم شمل العيلة وانبسطوا.

    ودشرتهم(15) مبسوطين وجيت.

    هوامش الحكاية :

    1- هذا الذي

    2- تملأ كيسك بالنقود

    3- لا بد وأن يحصل شيء ما

    4- علمه القراءة

    5- يدخن على الغليون

    6- يجهش بالبكاء

    7- مزخرفة

    8- الدجاج

    9- ينظر هنا وهناك مشدوها

    10- تلم حاجاتها

    11- أراقب خطواتك

    12- صفقت

    13- اتبعي طريق المدارة

    14- زغردت

    15- تركتهم
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Palest10
    نقاط : 6781
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty رد: الحكايات الشعبيه الفلسطينيه

    مُساهمة من طرف ريتا الأحد يناير 31, 2010 1:30 pm


    القرصة






    في هالمره، الها سبع اولاد، كل ما تجيب ولد تقول المره الجاي بجيب بنت. عاد تجيب ولد. تاجابت(1) السبع أولاد. بعدين حبلت بشهورها ولياليها. وتقول اجاها شهرها. يوم راحوا أولادها ع الصيد والقنص. قالوا لها يما إذا جبت ولد علقي البارودة. وإذا جبت بنت علقي المكحلة. بنطل من الشباك لما نيجي وبنعرف. قالت لهم طيب يما. ليش لا؟ الله معكم.

    راحوا الولاد ع الصيد والقنص. بغيبتهم جابت أمهم بنت. قالت للدايه: شو جاب الله؟ قالت لها بنت. هذهالمرة فنت الزغروته(2) وقالت للداية علقي المكحلة ع شان الولاد لما يجو من الصيد ينبسطوا. الدايه انبلشت ومن عمي قلبها(3) علقت البارودة بدل ما تعلق المكحلة.

    والله: اجو الولاد. طل واحد منهم من الشباك. شاف البارودة معلقة.

    قالهم: «امي جايبه يا حزاني. ولد»

    قالوا والله البلد اللي ما فيها بنات ما بنظل فيها. راحوا. طشوا.

    ظلت هالمرة وهالبنت. كبرت هالبنت. تسأل عن اخوتها. تقول أمها راحوا ع الصيد والقنص. تقولها «وينت بيجو يما».

    تقولها: «يما.. بيجو.. إن شاء الله أنهم بيجو.

    كل يوم هالبنت تقعد وتستنى أخوتها بيجو. ما بيجوش يا احسيرتي.

    يوم راحت هالبنت ع الطابون تخبز هالقرصة. حطتها ع ساس الطابون تاستوت. حملتها وطلعت. لأجل النصيب سقطت هالقرصة من ايدها وقعدت تدحل. (4). تدحل. هالقرصة تدحل والبنت وراها. ظلت تاوقفت هالقرصة باب هالخشة. حملت البنت هالقرصة وفاتت.

    لقيت هالأواعي مبهدلة(5). هالفراش مفروش. الصحون مش مغسولة. قامت رتبت هالأغراظ وغسلت هالصحون.. وكنست المصطبه. وطبخت وجهزت الأكل وراحت تخبت.

    المغربيات أجو الأولاد. أيه مين اللي ظبظب الدار وطبخ ونفخ. وقف الكبير وقال:

    «عليك الله وأمان الله. والخاين قبيلته على الله.. اطلعي يا اللي رتبت هالبيت».

    طلعت. مين أنت. وشو جابك. قالت لهم.. أنا هيك هيك قصتي. وحكت لهم إياها من قصقص لسلامو عليكم. صاح واحد منهم «والله هذه اختنا». «شو اسم امك يا بنت» فلانه «وأبوك؟». «فلان». «والله هذه اختنا.. اختنا.. يا حبيبتنا يا اختنا». قعدت معاهم. هم يسرحوا وهي تشتغلهم الشغل.. طبخ.. غسل.. هللي بحتاجوه.. عندها هالبسه. يوم البنت بتوكل حبة هالحمص. قالت لها البسة:

    اطعميني وإلا بابول ع النار وبطفيها.

    قالت لها: بقت معاي حبة وأكلتها.

    قالت لها: بدك تطعميني. معهاش البنت. بولت البسة على النار.

    عاد بدها البنت شقفة نار. بدها تطبخ لاخوتها. راحت تدور. مشت مشت. شافت هالنار.. مشت لعندها.. وإلا هالغول قاعد بجنب هالنار وبشلوط بهالبقرة. قالت السلام عليك يا أبونا الغول.

    قالها: وعليك السلام. لولا سلامك سبق كلامك لأخلي الذبان لزرق يسمع صحك أعظامك.

    قالت له: بدي شقفة نار.

    قالها: «هذه النار خذي».

    اخذت وراحت، ثاني يوم ظل يقص ع أثرها تامنه اندل على الخشه. دور على الباب. قاعده هي لحالها.

    قالها: «مدي لي اصباعك امصه». خافت البنت ومدت اصباعها. مصه. ثالث يوم بالمثل. صارت هالبنت تظعف. قالو لها «يا اختي مالك؟ قولي لنا شو مالك؟». حكت لهم.

    قال أخوهم الكبير: «أنا بدي أتاخر اليوم اربط للغول. انتو اسرحوا». هم سرحوا وهو ظل. تخبا قفا الباب. اجا الغول.

    قالها: «مدي اصباعك تامصه». قالت له زي ما اخوتها علموها: «بامدوش إن كأنك قوي اخلع الباب».

    قالها: «هس بوريك». خلع الباب وفات. اخوها محظر له السيف. قط راسه. مات. فطس. جروه. ورموه بالواد. دورت عليه اخته. لقيته ودفنته.

    بعد كم يوم دارت أخته تقصقص.. هون.. هون.. اجت عند البنت. عاملة حالها عجوز. قعدت تخرف على عادة العجايز.. قامن جابن سيرة لغول.

    قالت البنت: «والله بقي في غول عند هذاك الجبل. وصار يجي هون يقول لي مدي اصباعك تامصه ويمصه. وبعدين أخوي قتله ورميناه بالواد». شهقت العجوز. قالت لها البنت «مالك؟». قالت «ولا شي. يسلم يمينه أخوك كم أخو الك يا شاطرة»؟ قالت: «سبعة».

    ثاني يوم أجت الغولة بتبيع مراكيب(7) شرت البنت لأخوتها سبعة. لبسوهن من هون وانسحروا صار كل واحد منهم ثور. هي شافتهم هيك وقعدت تلطم وتعيط. وبعدين أخذتهم ومشت. مشت. مشت. الله اعلم قديش. وبعدين قعدت تتريح بفيه هالقصر.

    ع ذمة الراوي شافتها هالخدامة ونادتها لسيدها السلطان. السلطان حبها قالها بتجوزيك بسنة الله ورسوله. قالت له، بجّوز بالحلال لا عاش الحرام. قالت له بس هالثيران هاي عزيزة علي وما بطعمها إلا سمس منقى وميه مصفيه.

    اجوزها السلطان. وعاشت معاه. شو الملك بحبها وبهتم فيها واشو بدك حاجة. ودشر السلطان كل الناس واتبعها. عاد هي هالحلاة وهالشعر وهالطول اللي زي الخيزرانه. مين غار منها نسوان السلطان. (قال اللي قبلنا: ما حبت النسوان بيظه عزيره ولا حبت اللرجال رجل شجيع).

    يوم قاعدة بجنب هالبير وحده زقت كرستها وقعت في البير لقفها الحوت هي وابنها. السلطان بالصدفة عند الثيران.. شاف الثور الزغير يبكي.. زعل السلطان قال ماله هاظ هاتوا اذبحوه.. صار يصرخ: «يا اختي يا أختي مظوا لي السكاكين وحظروا لي القدور».

    ردت عليه اخته بصوت سمعه كل اللي في القصر:

    «يا اخوي.. يا اخوي.. شعري مجللني.. وابن السلطان في حظني».

    السلطان عرف أن الحوت بلعها. راح عليها ما لقيها. راح ع البير.

    حطوا خشبه كبيرة في ثم الحوت وربطوه. طالوا المرة وابنها قبل ما يوكلها الحوت. هذا السلطان انجن من الفرح وشو بس بده يعمل اشي للثيران اللي دلينه على مرته وابنه.

    يوم اجت الغوله لمرت السلطان عامله حالها ماشطه. تقربت لها وقالت لها تعالي يا حبيبتي امش لك شعرك. هذه المسكينة ع نياتها قالت لها: يلله. قعدت الغولة تمشط لها حطت براسها هالمشط الزغير وإلا هي تقلب حمامه. دور السلطان ع مرته. فش فايدة.

    يوم ما شافوا إلا هالولد الزغير بحط في حجره قمح وبركظ وراء هالحمام.. بتنزل هالحمامه لعنده بصير يطعم فيها قمح. اجا أبوه. قاله: «منلك هالحمامة؟» قاله «هذه أمي». صار السلطان يظحك.. تناول هالحمامة من ايد ابنه وصار يحسس عليها. ايه. اجت ايده بهالمشط. طاله. قلبت الحمامة وإلا هي مرت السلطان. سلم الله حيا الله.. قالها: «شو صارلك».. قالت له: «الغولة.. الغولة سحرت اخوتي ثيران.. والغولة سحرتني حمامة.. والغولة دايره وراي..».

    قالها: طيب.. ودى هالعسكر قالهم بدكم تخلقوا لي الغولة من تخوم الارظ. راحوا يدوروا.. يدوروا.. جابوها.. قالها: اسمعي (بدك ترجعي أخوة هاي المستورة وإلا بحرقك.. قالت له: آبود وسبع جدود. وأنت بتقدرش تحرقني ما دامهم ثيران.

    قالها: اسمعي الحكي وإلا بتشوفي.

    قالت له: بدون فايده. والله هم بهالحكي ومثله وإلا فايت هالسايس.

    قال كبيت مية على ثور وإلا هو بقلب شاب.

    قاله السلطان «قول وغير».

    قاله: «هذا اللي صار».

    راحوا كبو عليهم مية وإلا هم شباب اسم الله عليهم. ونادى المنادي: يا من يحب السلطان وابن السلطان وبجيب حزمة حطب وشقفة نار. جابت هالناس عملت هالنار اكبيرة قد الحلة ودبوا الغولة فيها تانحرقت.. وانبسط السلطان برجعة مرته وابنه ونسايبه.

    وطار الطير الله يمسي الحاظرين بالخير.

    هوامش الحكاية :

    1- حتى ولدت

    2- زغرتت

    3- بسبب كثرة المشاغل

    4- تتدحرج

    5- غير مرئية، في فوضى

    6- يشوي

    7- أحذية
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    الزلمه والحيه






    باقي هالواحد حطاب بروح يحطب هالحطبات ويبيعهن ويجيب لولاده اللي فيه النصيب ويروح.

    يوم احكي لمرته قل لها: يا حرمه هالحمار -بعيد من السامعين- مش نافع بدنا انبيعه ونشتري لنا واحد غيره.

    قالت له: روح.

    أخذه وطيحه على هالسوق باعه بعشر ليرات(1).

    لقى هالواحد حامل هالعلبة هالقد(2) وبقول: مين يشتري هالعلبة اللي تظره ما تنفعه؟

    راح - بعيد منك- متعوس البخث وشراها هو:

    كديش (كم) بدك فيها.

    قل له، عشر ليرات.

    أعطاه هالعشر ليرات، قل له: شوف باشرط عليك ما تفتحها غير في البر أوعى تفتحها عند الدار عند أولادك وإلا في محل غير لحالك في البر في الخلا الخالي.

    قل له: طيب.

    أخذ هالعلبة وراح، يوم راح ع هالخلا فتحها وإن فيها هالحية مكعكة(3) هالقد، من حد ما فتحها طلعت شدت في ذانه.

    قل لها: في دخلك في عرضك ارخيني.

    قالت له: ابرخكش(4)

    قل لها: يالله أنا وإياك نتقاظى عند أبو تجمل -عند الجمل يعني- راحوا قالت له: يالله.

    راحو ع هالجمل، قل له: أبو تجمل(5).

    قل له، نعم.

    قل له: صبحك بالخير.

    قل له: شوف بنت هالحلال، شريت هالعلبه وباقيه فيها وفتحتها، وبس فتحتها طلعت وشدت في ذاني، احكم لي عليها ترخي لي ذاني.

    قل له: روح إنت يوم بتحط الحمل في ظهري وأنا امقيل بتبدي في بالعصا بترحمني؟ اطلعي روحه.

    انقهر راح، قل لها: يالله عند أبو تثور-بعيد منكن- عند الثور راح عليه، قل له: أبو تثور.

    قل له: نعم.

    قل له: شوف شريت هالعلبة وباقي فيها بنت هالحلال وطلعت وشدتني في ذاني، احكم لي عليها خليها ترخي لي ذاني.

    قل له: روح إنت يوم بتذبحني ويوم بتخليني عطشان ما بتدري وبتبقى تحرث في بالمساس اطلعي روحه.

    والراي: قل لها: يالله عند أبو تحمر، عن الحمار، بعيد عنكن.

    راح عليه -أبو تحمر، صباح الخير.

    قل له: صباح الخير.

    قل له: احكم لي ع بنت هالحلال ترخي لي ذاني.

    قل له: انت لما إنك بتحمل الحمل في ظهري وبدور تنخز في بمسمار بترحمني؟ اطلعي روحه.

    اتحير هو، بحر هيذ لقي أبو حسن، حصيني، مقنبز(6) ع هالعراق(7) بعيد قل له: وين، هي أبو حسن، يالله نروح عليه نتقاظى عنده.

    قالت له: يالله.

    سحب حاله وراح، وهو موجه ع أبو حسن.

    قل له، أبو حسن -بجيب له يعني خمس ججات(8) -بقل له- (إشارة باليد) قل له: أبو حسن.

    قل له: نعم، شو بدك؟

    قل له: شوف، شريت هالعلبة وباقية فيها بنت هالحلال طلعت شدت في ذاني احكم لي عليها ترخي لي ذاني.

    قل له: والعلبة ونيه(9)

    قل له: هي هي في عبي

    طالها قل له: أنت واحد مجنون، هذه العلبة بتسيعها؟ هذه العلبة ما بتسعهاش، أخرى علبه قد هذي يا الله اتمليها، والله من ما وسعتها هالعلبة وطاحت فيها إني لاخليها تقرط ع نصك وتقصله كومين.

    قل لها: طيب ارخيه ارخيه طيحي.

    صارت اتكعك في حالها، اتلوى في حالها في هالعلبة، تالزقت في قاع هالعلبة. يوم لزقت في قاع هالعلبة إجا راح حطها تحت هالحجر هالقلعة وقل لها موتي هان -أبو حسن- قل له. ها روح أوعى اللي قلت لك عنهن بدك اتجيبهن.

    قل له: طيب.

    سحب حاله وروح ع مرته.

    وين حق لحمار؟ وين اللي شريته؟

    هصي(10) ي مستورة والله بعته وشريت هالعلبة ولوما أبو حسن حلها عني كان اطلعت روحي، وبده خمس فروجات، بده خمس ججات.

    قالت له: يا ريتها كون اطلعت روحك، والله لا تموت ما بعطيك ولا ريشه من جاجاتي روح هناك -بعيد من السامعين- هالجراو في الحاره خذ له منهن واعطيه، أنا والله من ججاتي ما بعطيك. سحب حاله وراح ثاني يوم، لقط هالثلث اجراو وحطهن ع ظهره.

    هي أبو حسن يشم الريحة.

    قال له: أبو حسن تعال.

    قل له: افلتهن عندك.

    يا بوحسن بطرن.

    قل له: لو بطرن ع كل جبل ريشه تلقطهن بس افلتهن وروح. افلتهن وانهن هالجراو الحقن هالحصيني وظلين وراه تاقطمين ذنيه.

    قل له: روح والله لا دبرك.

    سحب حاله وراح هذاك، شرت له مرته حمار.

    وقل لها: هذه التجارة مش نافعة بدنانروح -ما إني اسمعتها في لفتا هذه- من القدس على يافا وع الرملة ونشتري لنا بيظ وجاج، ونتاجر فيهن احسن من الحطب.

    قالت له روح.

    اخط هلقفاص وأخذ هالمصريات، اعطته مرته وراح، لما أنيته راح ظل امراقبه أبو حسن، راح شرى قفصين بيظ وحملهن ع لحمار ومشى، لما أن صار في نص الطريق أبو حسن راح اتمدد في الشارع سوى حاله ميت، دار ينخز فيه يدق فيه، الرغوة تطلع من ثمه سوى حاله ميت، دشره وشمى، خلاله تادار ظهره وراح، رد في أخرى كوربه(11) اتمدد، سوى حاله ميت دار يدق فيه بهالعصا، سحب حاله ودشره، رد أخرى مرة، ثلث مرات، المرة الثالثة، قال: ي قبرنا اهلينا في وقع (12) بالحصينيات.

    وأنا والله لاروح، هذولا ثلث احصينيات ميتات تاروح اسلخ اجلودهن كل واحد بجب لي ليره احسن من هالتجاره تبعتي هاذ.

    ربط -بعيد منكن الحمار في هالعراق ع جنب هالشارع وعاود من قلة عقله تايجيب أول واحد وراح، لا لقي هاذ ولا هاذ.

    خلاه تامنيته راح، أبو حسن ما هو بترصد له، راح لك ع هالقفاص وقطهن خنق هالجاج وكسر هالبيظ وفجر احماره، وقنبز له ع هالقلعة. وإنه جاي، قل له، هيكا يا بو حسن؟

    قل له: هذا جزاك ولا بكفاك، لو جبت خمس فروجات ما صار بكش هيك.

    طار الطير الله يمسيك بالخير.

    هوامش الحكاية :

    1- ليرات

    2- بهذا القدر

    3- شكلها مثل الكعكة

    4- لا اجعلك تفلت

    5- الجمل

    6- مقرفص

    7- الصخرة

    8- دجاجات

    9- وأين هي

    10- اسكتي

    11- منحني

    12- مرض - وباء
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    بنت تايه الرأي






    كان ياما كان في قديم الزمان شيخ قبيلة

    وكان صديقاً لرجل شامي امضى معه حوالي ثماني سنوات من التعامل التجاري.

    ذهب يوماً إلى الشامي ليشتري منه بضاعة، فأصرّ هذا على أخذه إلى البيت ليكرمه وقال له: أنت تزورني من سنين وأنا أقدم لك اللازم في الدكان وهذا لا يناسب الصداقة بيننا، فوافق الشيخ.

    وفي بيت صديقه أبصر الشيخ ثلاث فتيات كأنهن البدور، فخطر في باله أن يتزوج بواحدة منهن فسأل صديقه: هل أنا عزيز عليك؟ فقال الصديق: نعم فقال الشيخ إنني أطلب يد إحدى بناتك هؤلاء. فقال الشامي: لنر رأيهن فقالت الكبرى لا، وكذلك قالت الوسطى: أما الصغرى فقد وافقت. فقال لها الشيخ: سوف تحملين قربة الماء على ظهرك، فقالت: لا مانع عندي من ذلك، فأضاف وتحملين الفأس للتحطيب؟ فقالت: أفعل كما تفعل بنات البدور، فأضاف: وتخبزين على (الصاج)(1)؟ فقالت نعم أخبز ثم قال: وتحلبين النعاج؟ فقالت: أفعل ثم قال: وتركبين على النوق (الجمال) وترحلين بعيداً؟ قالت: افعل كل ما تفعله بنات البدو. وكان قصده أن يعرض عليها الحقيقة عندهم، لترفضها إذا أرادت. فقال له أبوها (عندما رأى منها هذا الاستعداد): أنا أعطيتك.

    أخذها الشيخ وأركبها على الجمل، مثل عادة الشوام، من دون رحل عليه.

    وبعد أن تزوجها في بلاده قال لها: سأسميك بابنة تايه الرأي، وأنجبت منه ثلاث أولاد، وتوقفت بعدهم عن الإنجاب.

    وذات يوم سألها ابنها الأصغر واسمه سعد: ما سبب اسم تايه الرأي الذي تنتسبين إليه؟

    ففكرت في هذا الاسم وشعرت بوجاهة سؤال ابنها وعاتبت زوجها قائلة: أليس من العار أن تسمي أبي بهذا الاسم؟ فرد عليها بأنه سيرسل لأبيها حزيرتين (لغزين)، فإذا عرفهن ناداها باسمها العادي قبل الزواج وإلا فإنه سيبقى على هذا الاسم. فسألته عن هاتين الحزيرتين فقال: الأولى عن أخف الخفيف ما هو؟ والثانية عن أثقل الثقيل ما هو؟

    فشدت على جملها وركبت هودجها، وسافرت قاصدة بلاد الشام. فأكرمها أبوها في زيارتها له ثم أخبرته بما هي آتية من أجله وبموضوع اللغزين. فقال لها: أخف الخفيف هو القطن، وأثقل الثقيل هو الرصاص. ففرحت بهذه الحلول، وحمّلها أبوها هدية وأرسلها إلى زوجها.

    خرج أبناؤها يلاقونها في أطراف البلدة ليعرفوا مسبقاً هل اهتدى الجد إلى الجواب الصحيح. وسأل ابنها الأصغر عن هذا الأمر فقالت له أمه: لقد حل جدك هذه الحزازير، وذكرت له الحلول، فقال الصغير الذكي: أخف الخفيف على الغانمين ثقيل: أين أن أية كلمة سيئة ولو كانت صغيرة على الرجال الكرام ثقيلة ولا يتحملونها. وأثقل الثقيل على الغانمين خفيف أي أن كل شيء على الكرام ولو كان ثقيلاً فهو عندهم ممكن وخفيف.

    ومشوا أدراجهم إلى البيت بعد أن أوصاها ابنها أن تقول لزوجها كما قال هو لا كما سمعت من أبيها.

    فسألها قائلاً: يا بنت تايه الرأي هل عرف أبوك الحزازير؟ فقالت نعم: فسألها عن الحل فأجابت بما أشار ابنها، فرضي به. ولكنه فكر قائلاً: إن الشامي لا يستطيع أن يصل إلى هذا المستوى من الذكاء، وربما كان ابنه الذكي (ابن الشيخ) هو الذي قام بالحل. وصمم أن يكشف الحقيقة بنفسه. فصرخ بابنه قائلاً: إن أخاك قد مات. فقالت زوجته: كيف مات لقد استقبلوني ولم يكن بهم أي مرض. فعرف أن ابنها هو صاحب الحل. فنادى أولاده وسألهم من فك الحزيرة؟ فقال الصغير أنا. فقال له: بما أنك عرفتها فأنت الشيخ من بعدي. فقدم الصغير أخاه الأكبر فقال أبوه: وإذا مرض فأجاب الصغير، فليكن أخي الأصغر. فقال الأب: وإن كان قليل الفهم؟ فرد الصغير: وحينئذ أكون أنا. فقال له أبوه إذا أتاك اثنان متخالفان: خاين وغانم (بخيل وكريم) فكيف تصلح بينهما؟ فقال: آخذ من مال الغانم وأرضي الخاين فيذهبان متراضيين. فقال الأب: وإذا أتاك الاثنان خائنين (بخيلين)؟ فقال الابن: أقسم بينهما بالسواء. قال الأب: وإذا أتاك اثنان كريمان؟ فقال الابن الكريمان يتراضيان قبل أن يصلا إليّ. قال الأب: اشهدوا إنه الشيخ من بعدي. واكرماً لهذا الشاب الصغير الذكي لم يعد يسمي أمه ابنة تايه الرأي.

    هوامش الحكاية :

    1- لوح من المعدن
    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    اللبيب والإشارة






    نذر أحد الرجال، إن رزقه الله بولد، أن لا يخرجه من البيت قبل أن يكتمل عمره خمسة عشر عاماً. وفعلاً، جاء يوم حملت امرأته ووضعت مولود ذكراً، ففرح به وظل يحوطه بعنايته ويحافظ على أن لا يخرج من البيت، فلما اكتمل السنوات التي حددها سمح له بالخروج.

    حينما خرج الفتى رأى مجموعة من الناس في سفر وموكب، اعجبته، فذهب إليهم يسألهم فقالوا: ذاهبون إلى الحج. فأسرع إلى أمه يطلب إليها أن يشارك هؤلاء الناس سفرهم. عارضت الأم ذلك، وعرضته على الأب فعارض أيضاً، ولكن ابنها ما زال يلح عليهما حتى وافقا.

    حطت القافلة في بعض المواقع للاستراحة، فاتفق إن كانت خيمة هذا الشاب قريبة من خيمة خضراء لابنة أحد الملوك، وكانت جميلة تعلق بها قلبه، وعند العودة من الحج أبصر الشاب هذه الفتاة تشير بإشارات ظلت غامضة بالنسبة إليه، رآها تغمز مرة بإحدى عينيها، ومرة بطرف كمها، وثالثة باصبعها إلى الأعلى ليظهر عليها الخاتم.

    عاد إلى أهله فوجد أنهم قد خطبوا له فتاة من بين الأقارب، رفضها، وأصر على البحث عن الفتاة التي رآها في الحج، ولكن مقاومته لم تستطع أن تصمد لإصرار أبويه وأهله، في وجوه ممن خطبوها له على غير رغبة منه فيها.

    لذلك جعل يضع بينه وبين زوجته، عند النوم، سيفاً، وحينما تكرر منه ذلك أخبرت زوجته أمها به. فأشارت عليها أن تسأله عن السبب، فسألته فأخبرها بقصة الفتاة التي تشغل ذهنه منذ أن ذهب للحج، وذكر لها الإشارات الغامضة فقالت له: غمزة العين هي الإشارة إلى بنات الملوك، وإشارة الأصبع التي بها الخاتم تعني أنها وحيدة أبويها، وأن مسكنهم بجوار صائغ، والإشارة بالكم معناها أنهم يسكنون أيضاً بجانب خياط (ترزي).

    في الصباح خرج الشاب يبحث عن صاحبة هذه الأوصاف، فنال منه الجهد والتعب وهو يبحث حتى وصل إلى صائغ وخياط يشتغلان قريبين بعضهما من بعض، ففرح بذلك وشعر بتحقق آماله، فقرر أن يتقرب من الصائغ لتنشأ له سمعة من التعامل معه فلعل اسمه يعرف في هذا الحي وتكون الفتاة من بعض المتعرفين عليه، فطلب إلى الصائغ أن يصنع له خاتماً من الذهب، وبعد أن صاغه الصائغ قاسه على إصبعه ثم قال خذه لك هذا صغير على اصبعي، ثم طلب منه أن يصوغ خاتماً آخر. ثم أهداه إياه لأنه -في رأيه- أكبر من اصبعه، ثم طلب إليه أن يصنع له خاتماً ثالثاً، فحدد له الصائغ ساعة محددة ليأتي ويتسلمه.

    تحدث الصائغ إلى زوجته في أمر هذا الشاب وأعطاها الخاتمين، فتحدثت زوجته مع الفتاة، وكانت تسكن قريبة منها، في الأمر نفسه، فأخذت الفتاة منها أحد الخاتمين، وطلبت إليها أن تريها هذا الشاب حينما يعود لتسلم الخاتم الثالث فوافقت.

    حين مجيئه إلى الصائغ كانت الفتاة تقف بإحدى النوافذ فظهر البشر على وجهها بشكل واضح كما هو على وجهه، فلم تتمالك نفسها من أن تشير إليه بابريق من الزجاج ومزهرية ورد. لكنه لم يحصل من هذه الإشارات شيئاً.

    عاد إلى زوجته فحكى لها ماحدث معه، فقالت له: إن إبريق الماء يرمز إلى نافورة الماء، والمزهرية ترمز إلى الحديقة، وكانت بالمدينة حديقة كبيرة جميلة يقصدها الأعيان والوجهاء.

    ذهب الشاب إلى هذه الحديقة ليتقابل مع هذه الفتاة في مكان حددته له فمنعه الحارس من الدخول لأن ابنة الملك سوف تزور الحديقة بعد قليل، فجعل يقنع الحارس بأنه مريض ويحتاج إلى كان صحي هادىء يريح فيه جسمه وأعصابه، فلم يوافق الحارس إلا ببعض قطع النقود التي رماها في جيبه، حيث قال له: لا تطل المكوث داخل الحديقة.

    أخذ الشاب يطوف ويطوف حتى انتهى إلى النافورة فجلس إليها، فسيطر عليه النعاس فنام، وحينما وصلت الفتاة إلى مكانها وجدته نائماً فلم توقظه واكتفت بأن وضعت بضع حصوات في جيبه وعادت من حيث أتت.

    وجد في جيبه عدداً من الحصى حينما أفاق، فعجب لها من أين أتت إلى جيبه وخرج من الحديقة فقال له الحارس: قلت لك لا تطل المكوث في الحديقة. لئلا تراك ابنة الملك. وها قد أتت إلى الحديقة وخرجت منها فماذا لو رأتك فيها؟ فأدرك أنها هي التي وضعت الحجارة الصغيرة في جيبه.

    عاد إلى زوجته وأخبرها بهذه الإشارة الجديدة فقالت له: إنها تريد أن تقول لك من خلال هذه الحصوات أنك لا زلت صغيراً على الحب، لا زلت طفلاً يلعب بالحصى مع الأطفال، وهذه هي الآن لعبة تناسبك أكثر من غيرها.

    عاد إلى بيتها ثانية وجعل يحوم حوله، فرأته، فأشارت له بسبع حبات من الرمان مشققات وسبع غير مشققات. لم يفهم مغزى هذه الإشارة كما لم يفهم ما سبقها من إشارات. قالت له زوجته في البيت، إنها تقول له: اذهب إلى قصرها وستجد فيه سبعة أبواب وعليك أن تقفل كل باب تفتحه بعد أن تدخل.

    أسرع إلى قصرها واجتاز الباب الأول وظل يخترق الأبواب دون أن يغلقها مما لحقه من الفرح وانشغال الذهن، وأخيراً وصل إلى غرفتها فألقاها تجلس على سريرها، فسرت به سروراً بالغاً، واستغرقهما الحديث في أول لقاء صريح ولم يفطنا إلى مرور ساعات الليل وهي تنقضي، وما زالا في سهر وسمر حتى غلبهما النعاس ولم يعلما متى أخلدا إلى النوم، ولم يطفئا الضوء الذي كان يضيء عليه الغرفة.

    لفت الضوء المشتعل إلى ساعة متأخرة من الليل انتباه الحراس فنظر إلى غرفة ابنة الملك فوجدوها نائمة وعندها شاب غريب، أذهلهما المنظر، ثم حملا الشابين وأدخلوهما السجن، وأوصلا الخبر إلى الملك، فلم يصدق ما يسمع، حيث أصر أن يتأكد بنفسه مما يقولون. فأتى إلى السجن،

    أما الشابان فحينما استيقظا وجدا نفسيهما في السجن، طلب الشاب من بعض الناس الذين رآهم أن يقولوا لزوجته «يا قطان قطنك احترق» ففهمت زوجته ما يريد فأحضرت صردين من الحلوى وأسرعت بهما إلى السجن، منعها الحراس من الدخول لأن الملك على وشك زيارة السجن، فقالت لهم: لقد نذرت أن أوزع هذين الصدرين من الحلوى على المساجين، وهذا نذراً للمحابيس، وبما أنكم موظفون في السجن فإني أعطيكم هذا الصدر، واسمحوا لي أن أدخل لأوزع الصدر الآخر إلى من بداخل السجن.

    ألهت الحلوى حراس السجن فاجتازت البوابة إلى حيث زوجها، فألبسته ثيابها ولبست ثيابه، وأعطته الحلوى وقالت له اخرج فوراً من السجن.

    غادر الشاب السجن ولم يفرق الحراس بين الداخل إليه والخارج منه.

    وصل الملك إلى السجن وطلب أن يرى بسرعة الشاب الذي ينام عند ابنته فحينما تحقق منه أمر أن يساق الاثنان إلى ساحة الإعدام، فجعلت زوجة الشاب تصرخ وتولول وتقول: هكذا تقابلون ضيوفكم. لأفضحنكم بين الناس جميعاً، ثم كشفت عن نفسها فتحقق الملك أنها امرأة لا شاب كما قد كان يحسب، فاعتذر لها الملك عما بدا منه من تسرع، ثم رجاها أن تخبره بقصتها.

    فقالت له: لقد وصلت إلى ابنتك لأخطبها إلى أخي، ولم أكن أستطيع أن أصل إليها بغير هذه الطريقة، وأخذنا السهر والليل فنمت بجانبها، ماذا في ذلك من جريمة تستحق أن نساق من أجلها إلى السجن، إنني سوف أفضحكم في جميع أقطار الدنيا.

    هدأ الملك من روعها ثم ذكر لها أنه موافق على فكرة زواج ابنته من «أخيها» لقاء ما أخطأوا في معاملتها، ثم عاقب الحراس الذين أخبروه أن شاباً ينام عند ابنته.

    تزوج الشاب العاشق من معشوقته صاحبة الإشارات والألغاز، تزوج من ابنة الملك وعاشا معاً حياة سعيدة.

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    فرط رمّان ذهب






    الله يمسيكّو بالخير. هان هان يا صاحبين الحكي والكلام فيه هالأستاذ بيجي بصير بكرّي(1) في هالبلد. أستاذ. هاذا غول. يوم بيجي هالغول. بتيجي هالبنت بتصير (زي ما بكوا(2) الاستاذية من زمان، عزمان بلادنا بكا بالدور مونة(3) الواحد). كاللّها: يا فرط رمان ذهب؟ كالت: نعم يا سيدي. كلها: اليوم الدور عليك. كالتله: نعم يا سيدي.

    راحت كالت يما(4)؟ كالتها يمّا، كالت: سَوي(5) لي الجاجة(6) والكماجة(7)، وبدي أروح أودي لسيدي، اليوم الدور(8) عليَّ.. كالت: بي حاظر. سوت بيظ. سوت صحن بيظ. وسوت صحن، اللي قدرها الله عليه سوته، وحملت، ولبست بابوج(9) الذهب. وكالتها يما سوّي جوز جاج، لبست بابوج الذهب، وحملت الجاجة والكماجة وبابوج الذهب، وراحت تودي له.

    يوم صارت في باب الدار في باب المدرسة لكته(10) معلّك -بعيد -عنكو- هالبغل وبوكل(11) فيه! البنت عاودت تجري، نست البابوج في باب المدرسة، وحطت صحن البيظ والجاجة والكماجة وشردت، لحكها الغول، كالّها: فرط ورمان وذهب؟ كالت: نعم سيدي. كالّها: شو اريتي من سيدك عجب، تنسيتي الجاجة والكماجة وبابوج الذهب، باب العتب(12)؟

    كالت له: شفته بصلّي ويصوم، ويعبد الرب الكيّوم(13)، ويكرّي في الولدات(14)، لأجل التوبة والإحسانات.

    كان يوم بيجي يكولّها: فرط ورمان وذهب.. (تكرار سؤاله وجوابها) كل يوم بيجي بكولها هيذ(15). كالت هذا دين يكفّر العابدين، أنا بدّي اطلع من المدرسة -بطلِّع العابدين. طلعت من المدرسة، راحت، كعدت. اصوّر(16) هالهدم(17) الحرير اللي سبحان اللي خالكه. كالوا هاذا لمين يصلح؟ للسلطان، بنت السلطان عادة(18) هيْهْ(19)، والله وَدُّوْالِه(20)، كِبرْ (21)، هدِمْ هالحرير وحَطُّوه عندَهْ في الليل، شدّها (من بين) فِيْديْها(22)، وسَحَبْهَا من بين اخوتها، (وكرر معها السؤال وردت عليه بنفس الجواب).

    ثاني يوم اصوَّر(23) خروف. كالُوا هالخرُوف ما يْصَلح غير للسلطان. رد عاوَدْ شَدّها فِيدَها، ونَتَعها(24) من بين اخوتها، (وكالّها السؤال وردت عليه بالجواب). شو بِدنا في الطويل(25) زَيْ ما كالت هذيكت(26) الخطَرة(27) كالّها. كالت والله لَهِجّ (28)، مَكَلَتِش(29) تْكُول(30) لبوُها(31) ولا لَمَّها(32) ولا لمخلوك، كالت والله لَهجّ من هالبلاد اللي بعرفني فيها.

    راحت، تكول راحت مثل ما تروح من عمان على الكدس(33)، كطْعت بلاد بعيدة. والله لفَّت(34) لكت(35) هالبدلة هالراعي. إمْمعَّ طه(36) في هالطريق، ولبستها عراسها(37) طاقية، كصكصت شعرها وصارت (بعيد عنكو- زي الشحاد، أي كرعة(38)، يكولُولْها يا اكرع(39) لِبستْ طاقية اكرع وراحت. والله وكفت(40) باب هالحاصل(41)، الحاصل ملان تنك(42) سمن، كلّه سمن، وكفت باب هالدكان. كال والله، صاحب الدكان باع يوميتها بحوالي ثلاثين اربعين ليرة. كالّه والله منعول(43) أبو كرعتك يا اكرع، والله شفنا(44) على وجهك الخير، بطحش حذانا(45)؟ كله: بطيح. والله في هالليل كعدت في هالدكان، هُمّا حطوّة في الدكان وروّحوا صاحبين الحواصل، وهو في هالحاصل في الليل، اجا عليها (نفس السؤال ونفس الجواب). كام على تنك السمنة بعطَّه(46) كلياتها ودشّره وسحب حاله وراح.

    اجو الصبحيات(47)، صاحت السمنة لكي كل هالسمنة مبعّط(48)، بَتَع(49) كتل. كالّه: يا منعُول أبو كرعتك خرّبت ادياري، راحوا شَكُوا عليه.. كالهم: أنا لا معاي(50) شِبْرية(51) ولا مَعَايْ مُوْس، كُمت(52) إلا هوا مْبَعَّط(53)، مَكَلْش يكُول(54) عاود راح قطعْ عثاني بلد. كول كطع نواحي مادبا غاد(55)، ملِحْكِش(56)، ظل صابر عليه تَمنُّه(57)، يعني ابعد. عاوَدْ وكِف باب هالدكان حاصًل كماش(58) من كل شي، فِجُواه(59) من جَمَعين اللبس فيه، والله لُخرى(60) الله فتح عليه، باع له بخمسين ستين ليرة، كالّه والله يا اكرع شُفْنا(61) عوجهك الخير. ابتكعدش(62) عنّا؟ كلّه: بَكْعُد. في الليل سكّروا عليه ونام في هالحاصل. اجا عليه (كالها نفس السؤال واجابت بنفس الجوال) هد(63) عهالكماش قرّطه قرَّطُه(64)، مَخَلاّ (65) منه ولا حاجة، وسحب حاله وراح.

    اجا صاحب الكماش، الصبح، حَنْدَل(66) فيه كَتِل (67)،منعول أبو كرعتك خَرّبت ادياري. كَلَّه: شُو بّدي اسَوِّيلكو(68) أنا ما كُمِت(69) إلا هوا ممعَّط(70)، سحب حالُه وكالت: أنا لَوْكْتِيش(71) بدي اظل في هالدنيا. ندَّت وراحت. وين راحت؟ نواحي الشام، يَمْ (72) ابعدتِ المشوار، راحت نواحي الشام.

    والله هناك، رمت بدلِة الاكرع عنها، ولبست، صارت مهي بدلة، الثوب عليها، وحوايجها عليها لابسة. هناكَ لفَّت(73) عدار هالسلطان كَعْدَت في جنب هالدار. كعدتْ جِمعة، جمعتين عند الناس، طًلْعِت هالعَبّدة بتكول: يا سِتّي والله في بِنْت كاعده ورا هالحيط، بنت سُلْطان هِيْهْ، في الزين ما خلّت، وفي الحلاه ما خلت. كالت: نادوا عليها. نادوا عليها، كعْدَت عندهم جمعة، جمعتين، بتيجي شهر يعني هيذْ. كالها السلطان: يا بنت؟ كالت له: نعم. كالّها: إبْتِتْجَوّزي؟ كالت بَجَوَّز بالحلال لا عاش الحرام.

    اجوّزت. يوم اجوّزت دخل عليها جابت منه ولد. اجا عليها في الليل (يا فرط رمان... إلا حسانات)! كامت، يوم كامت راحت، كام اجا عليها خَلّع اسنانها ومغمّلْها(74) بدم، مغملها، مغملها، واخذ الولد وراح! والله غاب عنها سنتين معاد مبدْها(75) تحْبَل في الولد الثاني. ردت حبلت جابت أخرى ولد. يوم جابت أخرى ولد (رجعت عليه) رجع عليها (كلها... الا حسانات)! مَغْمَلْها بدم، مغملها، واخذ الولد. جابت ثلث اولاد، والثلاثة أخذهم! عاودت حبلت، جابت أُخْرى بنت، عاود عليها أخذها. كال جُوْزها هاذا دين بطلع العابدين! أنا بدّي لَوكْتيش أظل صابر، ثلث أولاد وبنت مدريتْ وين دارت فيهم. طَيَّحَتْهم(76) في الأرظ(77) اكْلَتْهم: ذبحتُهم، أنا بدي أحُّطها في سُوكِ(78) الهُجرة، حطَّها في سوك الهُجرة، كعدت سنة، سنتين، مرمية في هالسكيفة(79) في سُوك الهجرة. راح يِطُل بيجي عليها عادْ هو. أخذ ولادها ويُطُل عليها!

    يوم من الليّام بدّا يروح يحج. بُكُلُّها يمَّا أنا بدِّي أروح احج. كَلتْلُه: يَمَّه الله يرظى عليك الله يوفقك، الله ينجحك، الله يريحك، تروح يمّا على هالقطيعة(80) اللي غريبة بلاد، مالها غُربة(81) مِسلم، إتْكُلّها شوبدك. تُجْبُر بخاطِرْها ىِجْبُر خاطرَك. راح (كالها شو بدك يا فلانة؟ أنا بدّي أروحْ أحجْ)! ودّا كَلَّها أنا بُرُحِش(82)، ودّا أمَّه، كَلْها انتي رُوحي كُوليلْها، كالَتِلْها يَمَّا الله يرظْى عليك، أبو فلان بِدّا يُروح يحج، شو بدَّا يجيبْ لَكْ؟ كالت: يجيب لي مْجَربة(83) الحِنَّا وعلْبِهةِ الصّبْر، كان بدّش(84) يجييهن ريتْ اجمالَه يُشِخِّين(85) دم!

    هناك بعد ما حج وخلص وركب عالجمل وبدّا يمشي( بكوا(86) من زمان يروحوا ع الجمال يحجوا) ركبوا على الجَمَل ومشى، يوم مشى إنهظْ في الجمل صارِ الجمل يُشخّ دَمْ! كال آ واللهِ إنْسِيت علبةِ الحِنّا ومِجْربة الصبر اللي وصتني عليهم إم محمد. اخذهن يوم أخذن أعطاها إياهن. اتكولْ يَا مجْربة الحِنّا يا عِلْبة الصبر اصبري زي ما صبرت. مَكَلَتِش(87) تِصبُر طَقَّت(88) مجْرَبة الحِنَّا مِجْرَبة الصبر وفكْعَت(89)، والله بعد يوم، يومين، بعد ما كَعُدوا، وكامُوا هالا فراح والليالي الملاح، بعد ما روّح من الحجاز، كال يمّا أنا بدي أجَّوَّز! راح صار يفر(90) لكي(91) بنت هالحلال، حَط عليها ودخَل عليها. وليلة ما بدّا يُدْخُل، يَم (92) ليلة دَخِلْتَه، وسوُوا هالسُّفرة(93) وكَدَّموها إلا الغول جَاي، جايب (الأربع) الثَلْث أوّلاد، والبنت، كالّها: خذي هاي هَذي أول أولادك وهذولَه ثلثْ شعرات من شعراتي، وكُلّ مذَّايَكْتي(94) إدعْكي(95) منهن شعْره. كالتلُه يَمّا هيْ أبوكُو الليلة بِدَّا يُدْخل، رُوحوا عليه خُشوّا عليه هي السفرة محطوطة(96)، من كِل صحن خذوا منه لُكْمة(97) هَيِّمَّا بكولولكو(98) اطلعوا بَرّه(99) بصيروا يَرحّمُوا عليكُوا. كولوا: هو الدَار دار أبُونا واجوا الغُربُ يطْحُونا(100). خشوَّا هالولاد سبحان اللي خالكهم، ولا ولاد أولاد إمْلُوك، ذي اولادِ املُوكَه، خَشُّوا الأربعة ورا بعظْهم البعظ، كلهم مَشُّوا، عالسّفرة طَوّالي(101) من الصحن هاذْ لُكْمة ومن الصحن هذا لُكْمة. صارِن النسوان يرحِّمن عليهم وكالوا: هي! الدارْ دارْ أبُونا واجُوا الغُرُب يُطْحُونا؟ والله البنت أجَت كَعدَت تركُص كُدَّام أبوها. الأولاد كَعَدُوا كُدَّام ابوهُم الزَلَمة ماحَ (102) على أولادُه لِكِيهم أولادُه. كال هاذِي الفَرْحَة التَّامة. كاموا صاروا يُرُكْضُوا ويغَنُّوا ويُطْبْخُوا لمين للاولاد، وعاودوا العروس لَهِلْهَا(103). رَجَعَّوا العروس لَهِلْهَا، وصار العُرْس للأولاد. كالها: يَمّة؟ كالتلْه: نَعْم. كالْهَا الصبحيات طيّحي(104) أم محمد على سُوكِ الحَمَّام واقطعي لها من أعلى جَنْس من أعلي بَدْلات.

    راحتَ ع الحمام طلعْنِ الجاريات معها، حَمَّمنْها وعَطَّرِنْها ولَبَّسِنْها، وشو صارَتَ لك عَرُوسُ جديدة، عاود عليها، وصار العُرْس إلها، وطار الطير الله يمسيكوا بالخير.

    هوامش الحكاية :

    1- يدرّس. من يقري

    2- كانوا

    3- مؤونة

    4- يا أمي

    5- اعملي

    6- دجاجة

    7- سندويش

    8- ترتيب الوجبة

    9- حذاء خفيف

    10- لقيته، يأكل

    11- العتبة

    12- القيوم

    13- الأولاد

    14- هكذا

    15- تشكل

    16- لباس الرجل الفلسطيني

    17- معروف

    18- هي

    19- ارسلوا له

    20- لباس رجل

    21- في يديها، ظهر في صورة

    22- جذبها

    23- القصة الطويلة

    24- تلك

    25- المرة

    26- تخرج في البرية

    27- لم تفعل

    28- تقول

    29- لابيها

    30- لأمها

    31- القدس

    32- دارت

    33- وجدت

    34- ممزقة

    35- على رأسها

    36- صلعاء

    37- ليس على رأسه شعر

    38- وقفت

    39- دكان

    40- صفائح

    41- ملعون

    42- رأينا

    43- إلا تشتغل معنا صبياً في الدكان

    44- مزقه

    45- الصباح

    46- مخرق

    47- بدأ

    48- معي

    49- خنجر

    50- صحوت

    51- ممزق

    52- لم يقل لهم الحقيقة

    53- وابعد

    54- لم يلحق بها

    55- حتى إنه

    56- قماش

    57- في داخله

    58- الثاني

    59- رأينا على وجهك

    60- الا تشتغل عندنا؟

    61- هجم

    62- مزقه

    63- لم يبق منه

    64- بدأ

    65- قتلا، ضرباً

    66- ماذا اعمل بكم

    67- صحوت

    68- ممزق

    69- إلى متى

    70- رأسا

    71- وصلت إلى

    72- مرغها

    73- تريد

    74- انزلتهم

    75- الأرض

    76- سوق

    77- السقيفة

    78- المقطوعة

    79- ليس لها قريب

    80- لا اذهب

    81- جراب

    82- لا يريد

    83- يتبولن

    84- كانوا

    85- لم تقبل

    86- ماتت فجأة

    87- ماتت فجأة

    88- يبحث

    89- وجد

    90- بالذات

    91- المأدبة

    92- إذا تضايقت

    93- احرقي

    94- موضوعة، جاهزة

    95- لقمة

    96- يقولون

    97- خارجا

    98- يطردونا

    99- رأسا

    100- مال

    101- انتظرن

    102- لئلا

    103- أي مال إليهم قلبه

    104- نظر مليا

    105- لأهلها

    106- خذي


    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Anibul17




    الطوير الأخضر






    كان يا ما كان في سالف العصر والأوان، رجل يعيش مع ابنه وابنته اللذين توفيت أمها، وظل هو يربيهما ويعتني بهما. وكانت فتاة من الجيران تحسن إلى الفتاة وتغسل لها الثياب، وتساعدها عندما تغتسل. وما زالت هذه الجارة كذلك إلى أن قالت للفتاة اليتيمة ذات يوم: «اطلبي من أبيك أن يتزوجني، لأعتنبي بك وبأخيك أكثر». فعرضت الفتاة الأمر على أبيها فأجاب: «أخشى أن تغدر بك وبأخيك فأكون أنا قد ظلمتكما بها». أما الصبي فكان يقول ل
    جورج الحكيم
    جورج الحكيم

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1656
    العمر : 49
    العمل/الترفيه : موظف
    المزاج : هادئ
    الدولة : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Palest10
    نقاط : 7220
    تقييم الأعضاء : 1
    تاريخ التسجيل : 31/12/2009
    الأوسمة : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty رد: الحكايات الشعبيه الفلسطينيه

    مُساهمة من طرف جورج الحكيم الأحد يناير 31, 2010 4:28 pm

    شو هاى الحلاوه مجموعه قصص رائعه
    يسلمو ايديك على ها الاداء
    تحياتى
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 35
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Palest10
    نقاط : 6781
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    الحكايات الشعبيه الفلسطينيه Empty رد: الحكايات الشعبيه الفلسطينيه

    مُساهمة من طرف ريتا الأحد يناير 31, 2010 4:45 pm

    الرائع هو مرورك رفيقي
    تحياتي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 10:16 pm