من طرف نسر الأمل الثلاثاء يناير 19, 2010 3:23 amلم تبدأ نكبة 48 قبل ستين عاما بدأت سياسياً قبل أكثر من مأتي عام ، عام 1799 استعصت أسوار عكا على نابليون ، فاتجه تفكيره الاستعماري ضد توسع بريطانيا ووجه نداء إلى يهود العالم قائلاً فيه "" أيها الإسرائيليون انهضوا فهذه هي اللحظة المناسبة إن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة إرث اسرائيل سارعوا بالمطالبة باستعادة مكانتكم بين شعوب العالم "" لقد تحول نداء نابليون إلى خير رئيسي في الصحف الفرنسية ؛ هزم نابليون ولم يبقى من ذكراه في عكا سوى مجسماً يقف على تله سميت باسمه .
لكن فكرة نابليون بإنشاء وجود يهودي في المنطقة لم تمت ، فبعد أربعين عاماً عادت بريطانيا الفكرة لترد على محاولة " محمد علي " توحيد مصر وسوريا ففي عام 1840م كتب وزير الخارجية البريطاني " بالمستر ون " إلى سفيره في اسطنبول (( عليك أن تقنع السلطان وحاشيته بأن الحكومة الانجليزية ، ترى أن الوقت أصبح مناسباً لفتح فلسطين أمام هجرة اليهود )) .
لم يزد عدد اليهود في فلسطين آنذاك على ثلاثة ألاف ، استجاب اليهود للمبادرة البريطانية وكان من الأوائل البارون الثري ايدموند روتشيلد ، زار فلسطين أربع مرات ليطلع على فرص الاستثمار فيها ومول بأكثر من أربع عشر مليون فرانك ، إنشاء ثلاثين مستعمرة يهودية من أهمها مستعمرة ريشون لاتسيون ، التي رفعت العلم الإسرائيلي الموجود اليوم وكان ذلك في العام 1885م بينما كانت فلسطين تحت الحكم العثماني .
اليوم يرقد رفاه البارون روتشيلد في ضريح قرب حيفا يزوره الأطفال والسياح الإسرائيليون ليتعلموا عن ثري دعم اسرائيل قبل أكثر من مئة عام .
أما في العام 1885 ظهر لأول مرة مصطلح الحركة الصهيونية على يد الكاتب الصهيوني ناتان برنباوم ، وكان هدف الحركة الاستيطان في فلسطين والصهيونية مشتقة من كلمة صهيون والتي تطلق على إحدى تلال القدس .
وكان يوجد طائفة يهودية تحت الحكم العثماني ولم يكونوا صهاينة بل كانوا يهود محليين ، أما اليهود الذين جاءوا من أوروبا خصوصاً من شرق أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر كانوا يريدون بناء صهيوني يهودي جديد .
في العام 1896 نشر الصحفي الصهيوني "تيودور هرتزل" كتابه الدولة اليهودية باللغة الألمانية ، لكن يهود أوروبا كانوا يجدون حلمهم بالسفر إلى أمريكا ، هذا ما جعل الطبيب "ماكس نوردو" الساعد الأيمن لهرتزل يرسل اثنين من كبار رجال الدين اليهود إلى فلسطين وقد أرسلا جوابا من سطر واحد كان فيه "" العروس جميلة جداً ومستوفية لجميع الشروط ولكنها متزوجة فعلاً ""
وفهم "نوردو" أن المقصود أن فلسطين ليس كما ذكر هرتزل أرضاً بلا شعب وان فيها شعب يسكنها منذ ألاف السنين .
في صيف العام التالي شارك "نوردو" و"برنباوم" تحت رئاسة هرتزل في المؤتمر الصهيوني الأول في العام 1897 في مدينة بازل السويسرية تبنى المؤتمر برنامج تأسيس وطن معترف به للشعب اليهودي في فلسطين .
وبدأ هرتزل بالدعوة رسمياً وعلناً لإقامة هذا الكيان وعمل اتصالاته على كبرى دول العالم في أوروبا لكي تحمي واحدة منها هذا الكيان .
ويعتبر هرتزل أبو الدولة الصهيونية ولكنه ليس مبدع الفكر الصهيوني .
ولقد أكدت انجلترا على مصلحتها في إقامة دولة يهودية عندما صرح رئيس وزرائها "كامبل بنرمن" بأنه من المهم إقامة حاجز قوي وغريب على الجسر الذي يربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر وقال حرفياً ""يتعين علينا أن نضع في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة معادية لأهل البلد وصديقة للدول الأوروبية "" .
بحيث أن هذا الجسم يكون معتمد على الاستعمار الغربي ويعتمد على الأوروبيين وهذا الجسم ضمان بقاه أن يكون ما حوله ضعيفاً .
وكان فكرة عند الاوروبين بأن اليهود مقربين لديهم أكثر من العرب وإذا قامت لهم دولة يهودية يكون أفضل لأوروبا .
في عام 1907م توجه إلى فلسطين أول مرة عالم الكيمياء البريطاني وعضو الحركة الصهيونية العالمية ""حاييم وايزمان" ليؤسس شركة تطوير أراضي فلسطين في يافا بدعم من عائلة "روتشيلد" وكان الهدف شراء أراضي فلسطين بطريقة منظمة ، وبعد ثلاثة أعوام صفقة هامة تتحقق اشترى الصندوق القومي اليهودي أكثر من مأتي ألف دونم في سهل مرج ابن عامر شمال فلسطين وكان البائع عائلة "سرسق" اللبنانية المقيمة في أوروبا والتي اشترت الأرض مسبقاً من ضباط عثمانيين وقد اشترطت الصفقة إخلاء الأراضي من ألاف الفلاحين المقيمين عليها.
لقد كان إخلاء الفلاحين هو تطبيق لمبدأين من حبة الاستيلاء على الأرض بمعنى تهويد الأرض وثانيا العمل العبري وهو الاستعادة عن فلاحين عرب بيهود إما من شرق أوروبا وفي حالات أخرى عندما قل العدد استعادوا بيهود من اليمن .
وتم تأسيس الحرس اليهودي "هاشومير" لحراسة المستعمرات اليهودية .
وتظاهر اليهود للمطالبة بالاعتراف باللغة العبرية في ظل الدولة العثمانية .
أصدر الصيدلاني الفلسطيني "نجيب نصار" صحيفة الكرمل في حيفا بهدف التحذير من مطامع الصهيونية وكان يؤكد أن الدولة اليهودية ستكون خنجراً ساماً في خاصرة العرب ، كانت الكرمل صحيفة صغيرة يعمل بها نجيب نصار وزوجته "ساذج بهائي" ولم يسلم نصار من قمع الأتراك فسجن ولوحق وحورب .
في عام 1915م قدمت لمجلس الوزراء البريطاني مذكرة سرية بعنوان مستقبل فلسطين كتبها أول صهيوني يهودي يصل لمنصب وزير بريطاني وهو "هربت صموئيل" وقد جاء في الوثيقة "" الوقت الحاضر ليس مناسباً لإنشاء دولة يهودية مستقلة لذا يجب أن توضع فلسطين بعد الحرب تحت السيطرة البريطانية لتعطي تسهيلات للمنظمات اليهودية لشراء الأراضي وإقامة المستعمرات وتنظيم الهجرة وعلينا أن نزرع بين المحمديين ثلاث إلى أربعة ملايين يهودي أوروبي "" .
تم الأخذ بتوصية صموئيل في الاتفاقية السرية التي جمعت بريطانيا وفرنسا لتقسيم سوريا الكبرى عرفت الاتفاقية باسم مهندسيها البريطاني "مارك سايكس" والفرنسي "جورج بيكو" ، وضعت اتفاقية سايكس بيكو فلسطين تحت سيادة مشتركة للحلفاء لإعدادها للدولة اليهودية ، لقد كان البريطاني صديقاً مقرباً من الصهيوني حاييم وايزمان ولقد تبادلا عدة مراسلات قبل توقيع اتفاقية سايكس بيكو ، أوضحت دعم سايكس للحركة الصهيونية وبعد عام واحد وافق مجلس الوزراء البريطاني برئاسة "ديفيد لوي جورج" على إصدار وعد بريطاني لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . كتب الوعد على صيغة رسالة وزير الخارجية "آرثر بلفور" إلى اللورد الصهيوني ليونل ولتر روتشلد ، وبلفور كان يكتب باسم الحكومة البريطانية آنذاك وروتشلد كان يلعب دور الشخص اللوبي لكي يشجع الحكومة البريطانية أن تأخذ سياسة معينة لكل تسهل لليهود في فلسطين وكان يمثل الحركة الصهيونية ، وكان يرعى كل ذلك "حاييم وايزمان" وهو الذي شارك في صياغة الوعد .
بعد شهر من وعد بلفور احتفل في لندن بالانجاز الصهيوني وتحدث في الاحتفال اللورد "روتشيلد" و"هربت صموئيل" و"مارك سايكس" و"حاييم وايزمان" .
وبعد ذلك بأيام احتل الجيش البريطاني بقيادة الجنرال "ايدموند ألنبي" القدس ودخل مع جيش ألنبي فيلق يهودي تم تدريبه بتوجيه من وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل ، وكان أحد أعضاء هذا الفيلق وجهاً نعرفه جيداً "ديفيد بن غوريون" وكان مع الفيلق أيضاً "زئيف جابوتنسكي" و" ايدموند صموئيل" ابن هربت صموئيل و"نحميا رابين" وهو والد يتسحاق رابين ، وفي غضون شهر استقبل ألنبي في القدس صديقه الحميم حاييم "وايزمان" وكان عدد اليهود في فلسطين خمسين ألف يهودي مقابل نصف مليون عربي ، أي شكل اليهود أقل من عشر السكان .
مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وأثناء الإعداد لمؤتمر السلام في باريس أرسل الرئيس الأمريكي ويلسون في العام 1919م لجنة برئاسة الأكاديمي هنري كنج والسياسي تشارز كرين إلى الشرق الأوسط لدراسة الوضع ، قدما تقريراً جاء في توصياته /
(( إذا أردنا تطبيق مبادئ العدالة الأمريكية فإن أماني الشعب الفلسطيني هب التي يجب أن تقرر مستقبل فلسطين ، إن تسعة أعشار السكان في فلسطين يعارضون برنامج الصهيونية وهذا الشعور عام في جميع سوريا ، لقد أكد كل مسئول بريطاني قابلناه أن برنامج الصهيونية لا يمكن تنفيذه إلا بقوة السلاح وأن هناك حاجة إلى مالا يقل عن خمسين ألف جندي للبدء في تنفيذ هذا البرنامج ، وهذا بحد ذاته دليل على ظلم برنامج الصهيونية وبناءً على كل ما سبق نوصي بالتخلي عن مشروع جعل فلسطين كومنولثاً يهودياً )) .و لم يجد تقرير كنج كرين آذاناً صاغية .
شارك في مؤتمر السلام في باريس عن بريطانيا ديفيد لوي جورج وآرثر بلفور وترأس الوفد الصهيوني حاييم وايزمان ليعرض خريطة وضح فيها مساحة الوطن القومي لليهود ، وكانت تشمل فلسطين وغور شرق الأردن وجنوب لبنان وصولاً إلى صيدا وصور وكذلك القنيطرة السورية بحدود تسير بمحاذاة خط السكة الحديد الحجازية ، في المؤتمر أحاط ألنبي وديفيد لوي جورج بالأمير فيصل بن الحسين ، ووقع وايزمان مع فيصل اتفاقية عرفت باسم فيصل وايزمان ، لكن مهندسها الحقيقي الكولونيل البريطاني توماس ادوارد لورانس المعروف بلورنس العرب ، وقع فيصل لكنه تحفظ بخطه أن الاتفاقية لن تتم إلا إذا نالت العرب استقلالها .
كانت في بعض مناطق فلسطين العلاقات اليهودية العربية جيدة وكان بعض اليهود يتحدثون العربية وكانوا يركبون الفرس وكان من وراء هذه العلاقة هو جمع المعلومات عن أهل فلسطين عن كل صغير وكبير ونجح الصهاينة في معرفة كل شيء عن الفلسطينيين وذلك في العام 1920م .
في نفس العام عين أول حاكم بريطاني لفلسطين ووقع اختيار الحكومة البريطانية لمنصب المندوب السامي البريطاني على اليهودي الصهيوني هربت صموئيل والذي جاء ليطبق ما طرحه قبل خمسة أعوام وهو تهيئة فلسطين لتكون دولة يهودية .
كان صموئيل صديقاً لألنبي وتدل مراسلاتهما على تفاهم كامل عن الدور البريطاني وكانت المادة الثانية من بنود صك الانتداب البريطاني على فلسطين الذي صادقت عليه عصبة الأمم تنص على /
(( تكليف بريطانيا بوضع البلاد في حالة سياسية وإدارية واقتصادية تسمح بإنشاء الوطن القومي لليهود )) .
ومنذ اليوم الأول اعتبر صموئيل اللغة العبرية لغة رسمية إلى جانب العربية والانجليزية وأضيف إلى كلمة فلسطين بالعبرية الحرفان ألف وياء كرمز لكلمتي إيرتز اسرائيل والتي تعني بالعربية أرض اسرائيل .
ويعتبر صموئيل تحت إشراف الانتداب البريطاني هو الذي خلق اسرائيل قانوناً حيث وضع القوانين أي حوالي مئة قانون لكي يمكن تسريب الأراضي العربية إلى يد اليهود ؛ وسمح لليهود أن يكون لهم نظام تعليم منفصل عن حكومة فلسطين وبنوا أيضاً نواة وزارة الطاقة ومحطات طاقة لهم ، وأيضاً وزارة الأشغال ووزارة المياه وأهم ما عمله الانجليز سمح لهم الانجليز بأن يكون لليهود جيش منفصل ونحن هنا نتكلم عن العام 1920م .
لقد وفرت لهم بريطانيا الوسيلة للهجرة ولم كانوا ليستطيعوا الهجرة لولا الوجود البريطاني لفلسطين ولم يكونوا اليهود ليقدروا أن يفعلوا ذلك لولا رعاية بريطانيا لهم .
قامت بريطانيا بحماية الوكالة اليهودية بوجودهم في فلسطين وأعطوها المساعدات العسكرية والمادية وساعدوا على إخفاء نفسها ، فهي مهارة صهيونية ومؤامرة بريطانية وآسفين القول بأنه غباء عربي .
مع انحياز البريطانيين لليهود وازدياد عدد الفلاحين المطرودين من الأراضي الزراعية بدأت بالظهور مجموعات من الثوار في المناطق الريفية ، ونظمت المظاهرات الحاشدة ضد هجرة الصهاينة عام 1921م .
كانت القيادة السياسية الفلسطينية قيادة تقليدية قائمة على ثوابت مناصب الزعماء فكان مفتي القدس أمين الحسيني الذي ورث هذا المنصب وعمره 25 عاماً بعد وفاة أخيه كامل الذي هو الآخر خلف والده طاهر الحسيني مفتي القدس في قيادة هذا المنصب ، وتوجهت هذه القيادة منذ أوائل العشرينات في وفود متتالية إلى لندن لبحث القضية الفلسطينية .
كانت في كل منطقة وفي كل قاعة عربية وكل مؤسسات القيادة السياسية العربية في فلسطين بعد كل جلسة سرية ومغلقة يقوم اليهود بشرح ما قالوه خلال الجلسة السرية حيث كانت تزرع الحركة الصهيونية أجهزة تصنت استطاعت إسقاط عدد من السياسيين في وحلهم .
على الأرض تواصل العمل لتحقيق هدف الانتداب البريطاني وجاء في تقرير حكومة بريطانيا إلى مجلس عصبة الأمم .
يتـــــــــــــــــبع في الحلقة الثانية . .
لكن فكرة نابليون بإنشاء وجود يهودي في المنطقة لم تمت ، فبعد أربعين عاماً عادت بريطانيا الفكرة لترد على محاولة " محمد علي " توحيد مصر وسوريا ففي عام 1840م كتب وزير الخارجية البريطاني " بالمستر ون " إلى سفيره في اسطنبول (( عليك أن تقنع السلطان وحاشيته بأن الحكومة الانجليزية ، ترى أن الوقت أصبح مناسباً لفتح فلسطين أمام هجرة اليهود )) .
لم يزد عدد اليهود في فلسطين آنذاك على ثلاثة ألاف ، استجاب اليهود للمبادرة البريطانية وكان من الأوائل البارون الثري ايدموند روتشيلد ، زار فلسطين أربع مرات ليطلع على فرص الاستثمار فيها ومول بأكثر من أربع عشر مليون فرانك ، إنشاء ثلاثين مستعمرة يهودية من أهمها مستعمرة ريشون لاتسيون ، التي رفعت العلم الإسرائيلي الموجود اليوم وكان ذلك في العام 1885م بينما كانت فلسطين تحت الحكم العثماني .
اليوم يرقد رفاه البارون روتشيلد في ضريح قرب حيفا يزوره الأطفال والسياح الإسرائيليون ليتعلموا عن ثري دعم اسرائيل قبل أكثر من مئة عام .
أما في العام 1885 ظهر لأول مرة مصطلح الحركة الصهيونية على يد الكاتب الصهيوني ناتان برنباوم ، وكان هدف الحركة الاستيطان في فلسطين والصهيونية مشتقة من كلمة صهيون والتي تطلق على إحدى تلال القدس .
وكان يوجد طائفة يهودية تحت الحكم العثماني ولم يكونوا صهاينة بل كانوا يهود محليين ، أما اليهود الذين جاءوا من أوروبا خصوصاً من شرق أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر كانوا يريدون بناء صهيوني يهودي جديد .
في العام 1896 نشر الصحفي الصهيوني "تيودور هرتزل" كتابه الدولة اليهودية باللغة الألمانية ، لكن يهود أوروبا كانوا يجدون حلمهم بالسفر إلى أمريكا ، هذا ما جعل الطبيب "ماكس نوردو" الساعد الأيمن لهرتزل يرسل اثنين من كبار رجال الدين اليهود إلى فلسطين وقد أرسلا جوابا من سطر واحد كان فيه "" العروس جميلة جداً ومستوفية لجميع الشروط ولكنها متزوجة فعلاً ""
وفهم "نوردو" أن المقصود أن فلسطين ليس كما ذكر هرتزل أرضاً بلا شعب وان فيها شعب يسكنها منذ ألاف السنين .
في صيف العام التالي شارك "نوردو" و"برنباوم" تحت رئاسة هرتزل في المؤتمر الصهيوني الأول في العام 1897 في مدينة بازل السويسرية تبنى المؤتمر برنامج تأسيس وطن معترف به للشعب اليهودي في فلسطين .
وبدأ هرتزل بالدعوة رسمياً وعلناً لإقامة هذا الكيان وعمل اتصالاته على كبرى دول العالم في أوروبا لكي تحمي واحدة منها هذا الكيان .
ويعتبر هرتزل أبو الدولة الصهيونية ولكنه ليس مبدع الفكر الصهيوني .
ولقد أكدت انجلترا على مصلحتها في إقامة دولة يهودية عندما صرح رئيس وزرائها "كامبل بنرمن" بأنه من المهم إقامة حاجز قوي وغريب على الجسر الذي يربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر وقال حرفياً ""يتعين علينا أن نضع في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوة معادية لأهل البلد وصديقة للدول الأوروبية "" .
بحيث أن هذا الجسم يكون معتمد على الاستعمار الغربي ويعتمد على الأوروبيين وهذا الجسم ضمان بقاه أن يكون ما حوله ضعيفاً .
وكان فكرة عند الاوروبين بأن اليهود مقربين لديهم أكثر من العرب وإذا قامت لهم دولة يهودية يكون أفضل لأوروبا .
في عام 1907م توجه إلى فلسطين أول مرة عالم الكيمياء البريطاني وعضو الحركة الصهيونية العالمية ""حاييم وايزمان" ليؤسس شركة تطوير أراضي فلسطين في يافا بدعم من عائلة "روتشيلد" وكان الهدف شراء أراضي فلسطين بطريقة منظمة ، وبعد ثلاثة أعوام صفقة هامة تتحقق اشترى الصندوق القومي اليهودي أكثر من مأتي ألف دونم في سهل مرج ابن عامر شمال فلسطين وكان البائع عائلة "سرسق" اللبنانية المقيمة في أوروبا والتي اشترت الأرض مسبقاً من ضباط عثمانيين وقد اشترطت الصفقة إخلاء الأراضي من ألاف الفلاحين المقيمين عليها.
لقد كان إخلاء الفلاحين هو تطبيق لمبدأين من حبة الاستيلاء على الأرض بمعنى تهويد الأرض وثانيا العمل العبري وهو الاستعادة عن فلاحين عرب بيهود إما من شرق أوروبا وفي حالات أخرى عندما قل العدد استعادوا بيهود من اليمن .
وتم تأسيس الحرس اليهودي "هاشومير" لحراسة المستعمرات اليهودية .
وتظاهر اليهود للمطالبة بالاعتراف باللغة العبرية في ظل الدولة العثمانية .
أصدر الصيدلاني الفلسطيني "نجيب نصار" صحيفة الكرمل في حيفا بهدف التحذير من مطامع الصهيونية وكان يؤكد أن الدولة اليهودية ستكون خنجراً ساماً في خاصرة العرب ، كانت الكرمل صحيفة صغيرة يعمل بها نجيب نصار وزوجته "ساذج بهائي" ولم يسلم نصار من قمع الأتراك فسجن ولوحق وحورب .
في عام 1915م قدمت لمجلس الوزراء البريطاني مذكرة سرية بعنوان مستقبل فلسطين كتبها أول صهيوني يهودي يصل لمنصب وزير بريطاني وهو "هربت صموئيل" وقد جاء في الوثيقة "" الوقت الحاضر ليس مناسباً لإنشاء دولة يهودية مستقلة لذا يجب أن توضع فلسطين بعد الحرب تحت السيطرة البريطانية لتعطي تسهيلات للمنظمات اليهودية لشراء الأراضي وإقامة المستعمرات وتنظيم الهجرة وعلينا أن نزرع بين المحمديين ثلاث إلى أربعة ملايين يهودي أوروبي "" .
تم الأخذ بتوصية صموئيل في الاتفاقية السرية التي جمعت بريطانيا وفرنسا لتقسيم سوريا الكبرى عرفت الاتفاقية باسم مهندسيها البريطاني "مارك سايكس" والفرنسي "جورج بيكو" ، وضعت اتفاقية سايكس بيكو فلسطين تحت سيادة مشتركة للحلفاء لإعدادها للدولة اليهودية ، لقد كان البريطاني صديقاً مقرباً من الصهيوني حاييم وايزمان ولقد تبادلا عدة مراسلات قبل توقيع اتفاقية سايكس بيكو ، أوضحت دعم سايكس للحركة الصهيونية وبعد عام واحد وافق مجلس الوزراء البريطاني برئاسة "ديفيد لوي جورج" على إصدار وعد بريطاني لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين . كتب الوعد على صيغة رسالة وزير الخارجية "آرثر بلفور" إلى اللورد الصهيوني ليونل ولتر روتشلد ، وبلفور كان يكتب باسم الحكومة البريطانية آنذاك وروتشلد كان يلعب دور الشخص اللوبي لكي يشجع الحكومة البريطانية أن تأخذ سياسة معينة لكل تسهل لليهود في فلسطين وكان يمثل الحركة الصهيونية ، وكان يرعى كل ذلك "حاييم وايزمان" وهو الذي شارك في صياغة الوعد .
بعد شهر من وعد بلفور احتفل في لندن بالانجاز الصهيوني وتحدث في الاحتفال اللورد "روتشيلد" و"هربت صموئيل" و"مارك سايكس" و"حاييم وايزمان" .
وبعد ذلك بأيام احتل الجيش البريطاني بقيادة الجنرال "ايدموند ألنبي" القدس ودخل مع جيش ألنبي فيلق يهودي تم تدريبه بتوجيه من وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل ، وكان أحد أعضاء هذا الفيلق وجهاً نعرفه جيداً "ديفيد بن غوريون" وكان مع الفيلق أيضاً "زئيف جابوتنسكي" و" ايدموند صموئيل" ابن هربت صموئيل و"نحميا رابين" وهو والد يتسحاق رابين ، وفي غضون شهر استقبل ألنبي في القدس صديقه الحميم حاييم "وايزمان" وكان عدد اليهود في فلسطين خمسين ألف يهودي مقابل نصف مليون عربي ، أي شكل اليهود أقل من عشر السكان .
مع انتهاء الحرب العالمية الأولى وأثناء الإعداد لمؤتمر السلام في باريس أرسل الرئيس الأمريكي ويلسون في العام 1919م لجنة برئاسة الأكاديمي هنري كنج والسياسي تشارز كرين إلى الشرق الأوسط لدراسة الوضع ، قدما تقريراً جاء في توصياته /
(( إذا أردنا تطبيق مبادئ العدالة الأمريكية فإن أماني الشعب الفلسطيني هب التي يجب أن تقرر مستقبل فلسطين ، إن تسعة أعشار السكان في فلسطين يعارضون برنامج الصهيونية وهذا الشعور عام في جميع سوريا ، لقد أكد كل مسئول بريطاني قابلناه أن برنامج الصهيونية لا يمكن تنفيذه إلا بقوة السلاح وأن هناك حاجة إلى مالا يقل عن خمسين ألف جندي للبدء في تنفيذ هذا البرنامج ، وهذا بحد ذاته دليل على ظلم برنامج الصهيونية وبناءً على كل ما سبق نوصي بالتخلي عن مشروع جعل فلسطين كومنولثاً يهودياً )) .و لم يجد تقرير كنج كرين آذاناً صاغية .
شارك في مؤتمر السلام في باريس عن بريطانيا ديفيد لوي جورج وآرثر بلفور وترأس الوفد الصهيوني حاييم وايزمان ليعرض خريطة وضح فيها مساحة الوطن القومي لليهود ، وكانت تشمل فلسطين وغور شرق الأردن وجنوب لبنان وصولاً إلى صيدا وصور وكذلك القنيطرة السورية بحدود تسير بمحاذاة خط السكة الحديد الحجازية ، في المؤتمر أحاط ألنبي وديفيد لوي جورج بالأمير فيصل بن الحسين ، ووقع وايزمان مع فيصل اتفاقية عرفت باسم فيصل وايزمان ، لكن مهندسها الحقيقي الكولونيل البريطاني توماس ادوارد لورانس المعروف بلورنس العرب ، وقع فيصل لكنه تحفظ بخطه أن الاتفاقية لن تتم إلا إذا نالت العرب استقلالها .
كانت في بعض مناطق فلسطين العلاقات اليهودية العربية جيدة وكان بعض اليهود يتحدثون العربية وكانوا يركبون الفرس وكان من وراء هذه العلاقة هو جمع المعلومات عن أهل فلسطين عن كل صغير وكبير ونجح الصهاينة في معرفة كل شيء عن الفلسطينيين وذلك في العام 1920م .
في نفس العام عين أول حاكم بريطاني لفلسطين ووقع اختيار الحكومة البريطانية لمنصب المندوب السامي البريطاني على اليهودي الصهيوني هربت صموئيل والذي جاء ليطبق ما طرحه قبل خمسة أعوام وهو تهيئة فلسطين لتكون دولة يهودية .
كان صموئيل صديقاً لألنبي وتدل مراسلاتهما على تفاهم كامل عن الدور البريطاني وكانت المادة الثانية من بنود صك الانتداب البريطاني على فلسطين الذي صادقت عليه عصبة الأمم تنص على /
(( تكليف بريطانيا بوضع البلاد في حالة سياسية وإدارية واقتصادية تسمح بإنشاء الوطن القومي لليهود )) .
ومنذ اليوم الأول اعتبر صموئيل اللغة العبرية لغة رسمية إلى جانب العربية والانجليزية وأضيف إلى كلمة فلسطين بالعبرية الحرفان ألف وياء كرمز لكلمتي إيرتز اسرائيل والتي تعني بالعربية أرض اسرائيل .
ويعتبر صموئيل تحت إشراف الانتداب البريطاني هو الذي خلق اسرائيل قانوناً حيث وضع القوانين أي حوالي مئة قانون لكي يمكن تسريب الأراضي العربية إلى يد اليهود ؛ وسمح لليهود أن يكون لهم نظام تعليم منفصل عن حكومة فلسطين وبنوا أيضاً نواة وزارة الطاقة ومحطات طاقة لهم ، وأيضاً وزارة الأشغال ووزارة المياه وأهم ما عمله الانجليز سمح لهم الانجليز بأن يكون لليهود جيش منفصل ونحن هنا نتكلم عن العام 1920م .
لقد وفرت لهم بريطانيا الوسيلة للهجرة ولم كانوا ليستطيعوا الهجرة لولا الوجود البريطاني لفلسطين ولم يكونوا اليهود ليقدروا أن يفعلوا ذلك لولا رعاية بريطانيا لهم .
قامت بريطانيا بحماية الوكالة اليهودية بوجودهم في فلسطين وأعطوها المساعدات العسكرية والمادية وساعدوا على إخفاء نفسها ، فهي مهارة صهيونية ومؤامرة بريطانية وآسفين القول بأنه غباء عربي .
مع انحياز البريطانيين لليهود وازدياد عدد الفلاحين المطرودين من الأراضي الزراعية بدأت بالظهور مجموعات من الثوار في المناطق الريفية ، ونظمت المظاهرات الحاشدة ضد هجرة الصهاينة عام 1921م .
كانت القيادة السياسية الفلسطينية قيادة تقليدية قائمة على ثوابت مناصب الزعماء فكان مفتي القدس أمين الحسيني الذي ورث هذا المنصب وعمره 25 عاماً بعد وفاة أخيه كامل الذي هو الآخر خلف والده طاهر الحسيني مفتي القدس في قيادة هذا المنصب ، وتوجهت هذه القيادة منذ أوائل العشرينات في وفود متتالية إلى لندن لبحث القضية الفلسطينية .
كانت في كل منطقة وفي كل قاعة عربية وكل مؤسسات القيادة السياسية العربية في فلسطين بعد كل جلسة سرية ومغلقة يقوم اليهود بشرح ما قالوه خلال الجلسة السرية حيث كانت تزرع الحركة الصهيونية أجهزة تصنت استطاعت إسقاط عدد من السياسيين في وحلهم .
على الأرض تواصل العمل لتحقيق هدف الانتداب البريطاني وجاء في تقرير حكومة بريطانيا إلى مجلس عصبة الأمم .
يتـــــــــــــــــبع في الحلقة الثانية . .
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
» أقوال جورج حبش
» اليسار التونسي الآن وهنا
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
» مرحبا
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
» جميع البومات فرقة صابرين
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
» اشحن رصيدك مجانا
» ماتفوت لهون