كثيرة هي مفارقات المشهد السياسي الفلسطيني،التي تحتاج لتفسير من علماء الاجتماع السياسي بعيدا عن التبريريات والتفسيرات التي يروجها اللاعبون في المشهد السياسي عن أدوارهم. مثلا ما يلفت الانتباه في الفترة الأخيرة التركيز الكبير للأحزاب والحركات السياسية ـ حركتا فتح وحماس على وجه الخصوص ـ على إحياء ذكرى انطلاقتها،فهناك جهد غير مسبوق للقوى السياسية في إحياء مناسبات انطلاقتها ،حيث تتسابق في حشد اكبر عدد من الجمهور وكل منها يتباهي بأنه حَشَد مئات الآلاف بمناسبة انطلاقته،في هذه المناسبات ترفع الشعارات الكبيرة التي لا تعبر عن واقع الحزب ولا عن الواقع الوطني بشكل عام ،وفيها تهرق الأموال بدون حساب،المهم أن تصور كاميرات التلفاز جموع هادرة وان يقال إنها مسيرة مليونية،أو قريبة من المليون إن تواضع الحزب أو الحركة.ليس المهم إن كانت غزة تحت الحصار والضفة مختنقة بالاحتلال والاستيطان ،ليس المهم حتى انتشار وباء أنفلونزا الخنازير، حيث أفتى بعضهم ـ وما أكثر المفتون عندنا ـ في غزة بأن مَن يحضر مهرجان حماس ويصاب بالمرض ويموت فهو شهيد!،المهم أن يقال بأن مهرجان حركة فتح أكبر من مهرجان حركة حماس أو العكس.
لقد لاحظنا ما جرى مع احتفال حركة فتح في الضفة الغربية بعيد انطلاقتها ،ونشاهد اليوم ما يجرى مع احتفال حركة حماس بعيد انطلاقتها ،نعتقد أن هذه الظاهرة ليست صحية بل تعبر عن حالة مرضية سياسية،إنها تشبه حالة المعلول الذي يخفي علته الداخلية بالتأنق الخارجي في اللباس والتزين وإدعاء القوة والصحة،هذه المسيرات والحشود لا تعكس قوة حقيقية للحزب بل هي تعبير انعكاسي لإحساس داخلي بالهزيمة والفشل في تحقيق الأهداف الحقيقية للحزب،وكأن قيادة هذه الأحزاب تريد القول من خلال مهرجانات وبهرجات انطلاقتها بأن الحزب ما زل قويا وله شعبية واسعة!. وتتناسى هذه الأحزاب أنها لم تخلق لتسيير مظاهرات وتحشيد جموع في المناسبات بل لأهداف وطنية وفي الحالة الفلسطينية لهدف تحرير الوطن من الاحتلال.
لقد تم أختزل الوطن بالحزب وأصبح الحزب هدفا بحد ذاته،لم يعد مهما بالنسبة للأحزاب ما تصير إليه القضية الوطنية،ليس مهم أن يُقسم الوطن ويُحاصر الشعب، ليس مهم أن تتسرب الأرض من بين أيدينا لليهود شيراً شبراً وتهود القدس بيتاً بيتاً ,وحجرا حجرا،ليس مهم أن يقتل جيش العدو في كل جولة من جولات عدوانه ألفا ويأسر آلافا ويدمر آلافا من المنازل، هذه تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية التي لا تُسأل ولا تسأل عنها الأحزاب... المهم أن الأحزاب باقية وصامدة ،تنمو وتترعرع وتحتفل كل عام بعيد انطلاقتها، العشرون أو الثلاثون أو الأربعون ،أطال الله في عمرها وفي عمر قادتها !.
ضمن نفس المفارقة، ما نلاحظه من تضخم لأحزاب سياسية: تضخم مالي وتضخم في الشعارات والإعلام في ظل الانقسام والخراب المعمم للوطن، فهل وجدت الأحزاب والنخب لمصلحة القضية الوطنية أم بالعكس؟ يبدو أن بعض الأحزاب والقوى توظف القضية الوطنية ومعاناة الشعب لتعلي من شأن برنامجها وإيديولوجيتها،المهم بالنسبة لها هو الحزب والحركة نفسها أما الوطن والشعب فلهما رب يحميهما أو يُترك مصيرهما للأجيال القادمة، وبالتالي يصبح هدف بعض نخب الأحزاب والحركات السياسية يقتصر على كيفية توضيف معاناة الشعب لتغتني وتُسمن وتضمن حياة كريمة لأبنائهم وذويهم.
ولأن بعض الأحزاب السياسية باتت تعتقد بأن الشعب والقضية الوطنية وجدا من أجلها وليس العكس،فقد بتنا نشاهد أحزاباً تتحدث عن انتصارات وتحتفل بإنتصارات فيما المشروع الوطني والقضية الوطنية برمتها تنهار !فكيف يمكن أن ينتصر حزب وينهزم وطن؟.كيف يمكن فهم وتفسير قدرة أحزاب وحركات على إخراج مليون شخص في مسيرة تمجد الحزب وترفع شعارات مستفزة ضد عدوها الداخلي (الوطني)ولا تستطيع /أو ترغب في تسيير مظاهرة بعُشر هذا العدد لمواجهة العدو الحقيقي القابع وسطنا في الضفة أو على مرمى حجر منا في غزة؟.
مقابل هذه المهرجانات والبهرجات الحزبية،تتراجع وتتضاءل الاحتفالات بالمناسبات الوطنية التي يشارك فيها الجميع كما كان يحدث سابقا.فأين المظاهرات والمسيرات بمناسبة يوم الأرض؟أين الاحتفالات والمسيرات بمناسبة وعد بلفور ؟أين الاحتفالات والمسيرات بمناسبة النكبة؟الخ.ولا نريد أن نتعمق أكثر ونتحدث عن كون هذا الاحتفالات الحزبية تكرس عملية الانقسام، حيث تُمنع حركة حماس من الاحتفال بانطلاقتها في الضفة، وتُمنع حركة فتح من الاحتفال بانطلاقتها في غزة،حتى بالنسبة للقوى الأخرى يمكننا أن نتساءل لماذا تُحيي الجبهة الشعبية ذكرى انطلاقتها في غزة ولا تقوم بذلك في الضفة بنفس الحجم والاهتمام ؟نفس الأمر بالنسبة للجهاد الإسلامي مع تلمس الوضع الخاص للجهاد في الضفة.
لقد لاحظنا ما جرى مع احتفال حركة فتح في الضفة الغربية بعيد انطلاقتها ،ونشاهد اليوم ما يجرى مع احتفال حركة حماس بعيد انطلاقتها ،نعتقد أن هذه الظاهرة ليست صحية بل تعبر عن حالة مرضية سياسية،إنها تشبه حالة المعلول الذي يخفي علته الداخلية بالتأنق الخارجي في اللباس والتزين وإدعاء القوة والصحة،هذه المسيرات والحشود لا تعكس قوة حقيقية للحزب بل هي تعبير انعكاسي لإحساس داخلي بالهزيمة والفشل في تحقيق الأهداف الحقيقية للحزب،وكأن قيادة هذه الأحزاب تريد القول من خلال مهرجانات وبهرجات انطلاقتها بأن الحزب ما زل قويا وله شعبية واسعة!. وتتناسى هذه الأحزاب أنها لم تخلق لتسيير مظاهرات وتحشيد جموع في المناسبات بل لأهداف وطنية وفي الحالة الفلسطينية لهدف تحرير الوطن من الاحتلال.
لقد تم أختزل الوطن بالحزب وأصبح الحزب هدفا بحد ذاته،لم يعد مهما بالنسبة للأحزاب ما تصير إليه القضية الوطنية،ليس مهم أن يُقسم الوطن ويُحاصر الشعب، ليس مهم أن تتسرب الأرض من بين أيدينا لليهود شيراً شبراً وتهود القدس بيتاً بيتاً ,وحجرا حجرا،ليس مهم أن يقتل جيش العدو في كل جولة من جولات عدوانه ألفا ويأسر آلافا ويدمر آلافا من المنازل، هذه تفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية التي لا تُسأل ولا تسأل عنها الأحزاب... المهم أن الأحزاب باقية وصامدة ،تنمو وتترعرع وتحتفل كل عام بعيد انطلاقتها، العشرون أو الثلاثون أو الأربعون ،أطال الله في عمرها وفي عمر قادتها !.
ضمن نفس المفارقة، ما نلاحظه من تضخم لأحزاب سياسية: تضخم مالي وتضخم في الشعارات والإعلام في ظل الانقسام والخراب المعمم للوطن، فهل وجدت الأحزاب والنخب لمصلحة القضية الوطنية أم بالعكس؟ يبدو أن بعض الأحزاب والقوى توظف القضية الوطنية ومعاناة الشعب لتعلي من شأن برنامجها وإيديولوجيتها،المهم بالنسبة لها هو الحزب والحركة نفسها أما الوطن والشعب فلهما رب يحميهما أو يُترك مصيرهما للأجيال القادمة، وبالتالي يصبح هدف بعض نخب الأحزاب والحركات السياسية يقتصر على كيفية توضيف معاناة الشعب لتغتني وتُسمن وتضمن حياة كريمة لأبنائهم وذويهم.
ولأن بعض الأحزاب السياسية باتت تعتقد بأن الشعب والقضية الوطنية وجدا من أجلها وليس العكس،فقد بتنا نشاهد أحزاباً تتحدث عن انتصارات وتحتفل بإنتصارات فيما المشروع الوطني والقضية الوطنية برمتها تنهار !فكيف يمكن أن ينتصر حزب وينهزم وطن؟.كيف يمكن فهم وتفسير قدرة أحزاب وحركات على إخراج مليون شخص في مسيرة تمجد الحزب وترفع شعارات مستفزة ضد عدوها الداخلي (الوطني)ولا تستطيع /أو ترغب في تسيير مظاهرة بعُشر هذا العدد لمواجهة العدو الحقيقي القابع وسطنا في الضفة أو على مرمى حجر منا في غزة؟.
مقابل هذه المهرجانات والبهرجات الحزبية،تتراجع وتتضاءل الاحتفالات بالمناسبات الوطنية التي يشارك فيها الجميع كما كان يحدث سابقا.فأين المظاهرات والمسيرات بمناسبة يوم الأرض؟أين الاحتفالات والمسيرات بمناسبة وعد بلفور ؟أين الاحتفالات والمسيرات بمناسبة النكبة؟الخ.ولا نريد أن نتعمق أكثر ونتحدث عن كون هذا الاحتفالات الحزبية تكرس عملية الانقسام، حيث تُمنع حركة حماس من الاحتفال بانطلاقتها في الضفة، وتُمنع حركة فتح من الاحتفال بانطلاقتها في غزة،حتى بالنسبة للقوى الأخرى يمكننا أن نتساءل لماذا تُحيي الجبهة الشعبية ذكرى انطلاقتها في غزة ولا تقوم بذلك في الضفة بنفس الحجم والاهتمام ؟نفس الأمر بالنسبة للجهاد الإسلامي مع تلمس الوضع الخاص للجهاد في الضفة.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007