من طرف جيفارا غزه الإثنين سبتمبر 21, 2009 7:54 pmبروتوكولات حكماء العرب
غربية هي هذه الحُمى الديمقراطية التي أصابت أو باغتت أغلب الحكّام "العرب" أو بالحريِّ من بقي منهم يدَّعي هذا الانتماء..!! و أقول حُمى لأنها تملك من أعراض المرض أكثر مما تحمل من تباشير الصحّة..!! إذ الحكّام وحدهم يعيشون فترة نقاهة تدعمها الشعوب بباقات و بقايا ورود الأمل..!! و ما أدري ما إن كانت الحيلة قد انطلت على الشعوب..!! أم أن أَمَدَ اليأس قد طال ليفسح الطريق أمام هذا الدّجل..!! و حتى المهدي المنتظر ما عاد يُغريه انتظار الشعوب.. مادام أشباه المهدي و بتحفّظ صارم قد عجزوا عن مدّ بساط اللّقاء, و توفير لحظة العناق, و إنارة المُظلم من دروب الحقيقة..!!
هكذا فما أن يرحل زعيم عربي, و الزعماء في هذه البلدان لا يرحلون من الحكم حتى يرحلون من الدنيا, فنادرًا ما نسمع برئيس أو زعيم عربيٍّ "سابق" و إنما "راحل". فهم لا يرضون ببعض أُوَيِّقاتِ العمر خارج الحكم و لا يؤمنون بالحياة العادية الجميلة و لو في مؤخّرة أعمارهم..!! و بذلك كانوا هم وحدهم من خَلَق وظيفة لا تعرف التقاعد و لا تعترف بالعياء و سطوة الملل..!!
زعماء لا يملكون رهافة تمني التّجوال في ما تبقّى من سنوات العمر بدون حراسة مشدّدة أو خفيفة و لا يدركون روعة التحرك بدون أمنٍ لصيق أو بعيد, فصادروا حرّيتهم قبل أن يجهزوا على حرّية الآخرين, و في هذا الشّق وحده فقط كانوا ديمقراطيين..!! و ما خافوا و لا احترموا حق تعب شعوبهم من محبّتهم. فالأصل في وجود الحاكم العربي الحب و التعلّق و الهُيام لا الصناديق و الاقتراع و المنافسون. و لعلّها أول مرّة في تاريخ المحبّة و العشق, تصبح فيها المحبّة بلا مللٍ و العشق بلا نهاية..!! و حتى العشق الصادق يتبرّم و لا يطيق ذُلَّ الغرام كقول الشاعر :
أَمولاي بالله رِفقًا بِمَنْ [/size]*** إِليْكَ بذُلِّ الغَرامِ انْتَسَبْ..
رقّة لا يفهمها من يفرض العشق الرديء, و من دأَبَ على العيش وسط المحبّات المبتذلة المهينة..!!
أعود فأقول ما أن يرحل زعيم عربي حتى يُلقى على مسامعنا و بكثير من الصَّخَب ما اصطلح عليه بالعهد الجديد هنا أو هناك..!! هي عهود جديدة لا تملك من الجدّة غير الاسم..!! و تتسلّل جوقة من المسميّات و المصطلحات إلى سيمفونية هذا الرُكود العام..!! أنسينا أننا كنا نسمع بالأمس عن حكّامٍ حُكَماء ملهَمين و ملهِمين على طول هذا التراب أو الغبار العربي..؟؟ فكيف إذن نصبح اليوم فجأة على عهد جديد..؟؟ و كأننا كنا لا نستحق إلهام ذاك الحاكم القديم..!! و في أروع التجلّيات ربّما نكون قد أُتخِمنا إلهامًا..!! ثم أليس العهد الجديد كاللّباس الجديد يُعلِنُ عيدًا تُرمى أو على الأقل تتقاعد فيه الملابس القديمة..؟؟ فما بالنا اليوم ندخل هذه العهود الجديدة بكل الألبسة القديمة و البالية و المهترئة..؟؟ بل و حتى مباركة هذه العهود تتمّ باللّغة القديمة..!! و الاحتفال الغريب بها يتمّ بالطريقة القديمة..!! و للأسماء حكايات نتركها لجدّة سترويها لحفدة سئموا من حكاياتها المتشابهة..!! و نحارُ و نحن نحاول أن نفهم أهي عهودهم الجديدة أم عهودنا الجديدة نحن..!! و يحقّ لنا أن نسأل : "متى خرجنا من عهد حتى ندخل آخر..؟؟"
هكذا تتبارى كلمات اللامعنى و المصطلحات المهلوسة فتحًا و كسرًا..!! و كأننا أمام عرض أزياء القُبح..!! مادام مصمّم الأزياء يهتمّ فقط بعُريِ العارضات أمام جمهور كثير اللّباس..!!
فمِنْ مُناصحة تتحوّل لمناطحة.. إلى ميثاقٍ يشنق دستورًا.. إلى توافقٍ يُبطِل صناديق الاقتراع.. إلى وئام مدني بأمر عسكري.. ثم وصولًا لتعديلٍ يعزّز تمديد السّبات الرئاسي أو يجيز توريث الحُكْم للابن في انتظار الحفيد.. تتناسل هذه البذاءات..!! فلا مُناصحةً صفّت النيات, و لا ميثاقا وثَّق العُرى و الصلات, و لا توافقًا وُفِّق في إقناعنا بصدق التوجّهات, و لا وئاما قطع الطريق أمام اللئام و أبعد أصحاب البدلات عن الزمام..!! و لا أُحِبُّ رغم كل هذا أن ينطبق على هذه البلدان ما قاله الشاعر القديم عن بلدة "بُخارى" :
رأيتُ بُخارى جيفة الأرض كلها *** كأنك منها قاعدٌ وسْط مخرجِ
فيا ربِّ أصْلِحْ أهلها و انْفِ نتنها *** و إلا فَعَنْها ربّ حوِّل و فرِّجِ..
فيا ربِّ أصْلِحْ أهلها و انْفِ نتنها *** و إلا فَعَنْها ربّ حوِّل و فرِّجِ..
شعرٌ كما أسلفتُ لا أريد و لا أودّ و لا أحبّذ أن ينطبق على هذه البلدان الطيبة في الوقت الذي ينطبق على سكّان هذه البلدان ما يقوله مثل أمازيغي حكيم : "أَشْكَادْ بْدَّا ألزلاَّتْ هَانْ العَربِي غُو اكْضِي..!!"
"العربي" إذن يُخبر المصائب بالحُفرة التي يوجد بها و يطلب منها أن تسقط عليه بدون هوادة, مادام وضع "العربي" لا يحتمل المقاومة..!! و لا يهمُّ إذا قال "كُثَيِّر عزة" : "مصيبة إذا وُطنت لها النفس ذَلّت", فهذا الأخير قال ما قال و هو بعيد عن موقع "العربي" الوجودي و الوجدانيّ.. فهذا يشكو الوطنَ و ذاك يشكو "عزة".. فبين مِشية "عزة" و مِشية الوطن بَعُدت المسافة الفاصلة بين الشاعر و الحكيم..!! فلعزَّة وحدها أن تأتي بمشية من بيت جارتها..!! و للحكيم أن لا يعيش وئامًا مع مَشية الجار..!!
و أستغرب بألم لما أرى دولة لا يتعدّى عدد سكانها عدد الموظفين في الحلف الأطلسي, و قد شيّدتْ من السّجون و المعتقلات ما يفوق و بكثير الاكتفاء الذاتي..!! و صنعتْ من الدموع ما يفوق عدد عيون مواطنيها..!! و خلَقتْ من الحزن ما يكبُر و بكثير عن صدور نسماتها و أعني النَّسَمة و لا النَّسيم..!! و أتساءل : كيف استعصى على هذا العدد القليل من السّكان صناعة الفرح و لو بغير السهولة التي يصنع بها الحلف الأطلسي الرعب و الحزن..!!
أحقًّا خُلقنا لكل هذا الحزن..؟؟ حيث تتهاوى الآمال و الآلام و تصطّف الخيبات كغابة تطرد الهواء.. رغم وجود الراكضين الذين لا يملكون من الوطنية غير بدلاتهم الرياضية المستوردة..!!
و ما عدت أذكر الشاعر الذي قال :
أنحن خُلقنا مواسمَ حُزْن..!!
نُقْطَع في الصيفِ..
نوقَدُ في الشتاءْ..
أَمْ تُرانا خُلِقْنا سيِّدي..
خُبْزَ المآتم و العَزاءْ..!!
نُقْطَع في الصيفِ..
نوقَدُ في الشتاءْ..
أَمْ تُرانا خُلِقْنا سيِّدي..
خُبْزَ المآتم و العَزاءْ..!!
نعم, وطني أدخلنا عهدًا جديدًا أو أخرجنا من دهاليز المنقذين و لو صدقوا.. فالغد الحقُّ لا يحتاج لمنجّم أو كاهن..!! و "العربي" الذي استقبل المصائب طائعًا لا أظنّه استطابها..
ختامًا, أذكر أن حاكمًا بيزنطيا سأله أحد المقربين : لماذا لا تستبدل الحرس القديم..؟؟ فأجابه : لا أمْلكُ بعد شعبًا جديدًا..!!
__________________
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
» أقوال جورج حبش
» اليسار التونسي الآن وهنا
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
» مرحبا
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
» جميع البومات فرقة صابرين
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
» اشحن رصيدك مجانا
» ماتفوت لهون