أجرى الحوار : أ. وليد محمّد علي
تحرير : أ. منصور إبراهيم
في هذه الظّروف الحسّاسة التي تمرّ فيها قضيّتنا الفلسطينية، وللوقوف على آخر تطوّرات المشهد الفلسطينيّ والإقليمي، أجرت مجلّة (دراسات باحث) مجموعة من اللّقاءات السياسية-الفكرية مع أبرز قيادات العمل الوطنيّ الفلسطيني. فكانت حواراتٌ مع الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والدكتور رمضان عبدالله شلّح ، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والأستاذ عباس زكي، ممثّل منظّمة التحرير الفلسطينية في لبنان. واليوم، نلتقي الدكتور ماهر الطّاهر، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج.
س: كيف ترون نتائج العدوان الصهيوني على غزة؟ وهل أثّرت هذه الحرب الوحشيّة على المشروع الوطني الفلسطيني بشكلٍ عام؟
ـ إن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أواخر العام الماضي ومطلع العام الحالي، يؤكّد، وبشكلٍ صارخ، أننا أمام عدوٍ لا يريد السّلام. والرّأي الذي كنّا نجاهر به منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، بأن الهدف الصهيوني هو ترويض المشروع الوطنيّ الفلسطيني، وليس إيجاد حلٍ سياسي، قد تأكّد بالوقائع خلال الخمسة عشر عاماً الماضية؛ وأيضاً عندما حصل العدوان الغاشم على غزة، بالقتل والتدمير واقتراف الجرائم التي لا نظير لها. ما وضعنا -من وجهة نظري- أمام سؤالٍ استراتيجي: هل هناك إمكانيّة لحلولٍ سياسيةٍ مع هذا الكيان الصهيوني، أم لا؟ وجوابنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعن قناعةٍ راسخة، بأننا لسنا أمام أيّ أفقٍ لأيّة عملية سلام، وأنه لا يمكن التعايش مع هذا الكيان، ومع دوره أو وظيفته العدوانيّة في المنطقة. نحن أمام مشروعٍ استعماريٍ له أهدافٌ كبرى في فلسطين، وفي عموم المنطقة، ولا يمكن بناء سلامٍ معه، على أساس قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.
عندما حصل العدوان على غزة، كان من الواضح أن الهدف الرئيس له هو سحق المقاومة الفلسطينية، وتجريد شعبنا من أيّ وسائل قوّة. وبالتّالي، محاولة فرض الاستسلام عليه؛ أي بمعنىً آخر: نحن أمام مشروعٍ يريد فرض استسلامٍ كاملٍ على الشعب الفلسطيني، وجعل «إسرائيل» القوّة الإقليميّة الكبرى، المسيطِرة اقتصادياً وعسكرياً في عموم المنطقة. لذلك، المطروح اليوم على القيادات الفلسطينية أوّلاً، وعلى القيادات العربية ثانياً، الإجابة على سؤالٍ كبير: هل هناك أفقٌ واقعي لعملية السلام؟
و جوابنا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: لا يوجد أيّ أفقٍ لعملية سلام. ولذا، علينا أن نقوم بعملية مراجعةٍ موضوعية، صادقة ونزيهة، لكلّ المسار السياسي الذي انطلق منذ توقيع اتفاقات أوسلو وحتى الآن، لكي نصل إلى استراتيجيةٍ شاملةٍ للمواجهة، تقوم على قاعدة توحيد الصفّ الفلسطيني، وعلى أساس رؤيةٍ سياسية، لأن خيار الحلّ السياسي قد فشل؛ وبالتالي، فتح المجال أمام خياراتٍ أخرى، من وجهة نظرنا، تتجسّد أساساً بالحفاظ على المقاومة وتطوير هذه المقاومة، لأن «إسرائيل» لن تنسحب لا من الأراضي الفلسطينية، ولا من الأراضي العربية، ما لم تصل إلى قناعةٍ بأن استمرار احتلالها مكلِفٌ اقتصاديا،ً ومكلِفٌ بشرياً. وبدون ذلك، لن تكون هناك أيّة حلول، لأن الترجمة الفعلية للممارسات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية خلال الأعوام الطويلة الماضية، تفيد بأنها كانت تعيق، وتعرقل، وتمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة. ونحن اليوم أمام واقعٍ جديد: الضفة الغربية مقطّعة الأوصال، جدارٌ عازل، واستيطانٌ يتمدّد، ما يطرح علينا السؤال البديهي: أين ستقوم الدولة الفلسطينية؟ إن كلّ من يطّلع على الخرائط، على زحف الاستيطان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، سيصل إلى استنتاجٍ بأنه لم تعد توجد مقوّماتٌ لقيام دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلّة. وأكثر من ذلك، هناك سؤالٌ كبيرٌ حول مشروع الحلّ المرحلي، الذي طرِح إثر حرب أكتوبر 1973. وهنا أتذكّر دراسة منذ عام 1974، لكاتبٍ فلسطينيٍ تحدثّ عن الحلّ المرحلي والسلطة الوطنية، حيث شهدت الساحة الفلسطينية في ذلك الوقت انقساماً. وكنّا، في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نرى، حينها، أن مسألة الحلّ المرحلي غير واقعيّة، فرفضناها، وشكّلنا جبهة الرفض. ومن ثمّ انقسم الوضع الفلسطيني بشكلٍ خطير.
وكذلك انقسمت الساحة العربية. وقد اقترح كاتب المقال علينا (في حينه) أن نعمل في اتجاه خوض غمار الحلّ المرحلي. وبرأيه، كان الفلسطينيون والعرب سيصلون بعد عشرين عاماً، أو خمسة وعشرين عاماً، إلى استنتاجٍ بأن «إسرائيل» لن تقبل حتّى بالحلّ المرحلي. وبالتّالي، هم سوف يتوحّدون من جديدٍ في مواجهة المشروع الصهيوني! وهنا نتساءل: هل هناك واقعيّة في طرح هذا الحلّ؟ وهل هناك إمكانيّة لترجمته عبر عملية مفاوضات؟ برأيي، لقد جاء الجواب الحاسم في هذه المرحلة: لسنا أمام أيّ احتمالٍ واقعيٍ عبر المفاوضات لانتزاع الحدّ الأدنى من حقوقنا الوطنية. صحيحٌ أنه يمكن لنا أن نصل إلى استعادة الأراضي المغتصبة عام 1967، وإقامة دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلّةٍ وعاصمتها القدس. لكن هذه مهمّةٌ كفاحيّةٌ لن تُنجز فقط عبر المفاوضات؛ فهي تحتاج إلى تعديلٍ في موازين القوى، واللّجوء إلى كلّ وسائل الكفاح، وعلى رأسها المقاومة. لذلك، أعتقد أن العدوان الصهيوني على غزة كانت له بالفعل انعكاساتٌ وتداعياتٌ على الوضع الفلسطيني. ومن أهمّ هذه التداعيات:
1- نحن لسنا أمام أفقٍ واضحٍ لحلٍ سياسي، عادلٍ ونهائيٍ لقضيّتنا!
2 - من خلال صمود شعبنا، اتّضح أن لخيار المقاومة وهزيمة المشروع الصهيوني وخططه التوسّعية العدوانيّة إمكانيّة نجاحٍ واقعيّة؛ وهذا ما أكّدته تجربة المقاومة في غزة، كما تجربة المقاومة اللبنانية، عندما صمدت (مع الشعب) لمدّة (33) يوماً (في العام 2006). وقد صمدت غزة مؤخّراً لمدّة (22) يوماً. إذاً، نحن لدينا فرصة واقعيّة لتحقيق إنجازاتٍ ملموسةٍ وكبيرة، من خلال خيار الصمود والمقاومة.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007