ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


+17
بوليفار
ابو عدى
عاشقة أرض الوطن
بنت الشعبية
zen
المناضل
ريتا
بنت الثورة
che_lady
الملاك الحنون
سيد
جيفارا غزه
ماركسي
ابنة الجبهة الشعبية
حكيم الثورة
النسر الأحمر
ابو وطن
21 مشترك

    حلقات من دفاتر النكبة

    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الثلاثاء يوليو 14, 2009 5:37 am

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    رفاقي لاعزاء اليكم حلقات كل يوم حلقة من دفاتر النكبة وفيها ادق التفاصيل ارجو التفاعل
    من دفاتر النكبة (1):
    معركة جنين(2-4 حزيران 1948 ) وأبعادها الاستراتيجية والتاريخية../ د.مصطفى كبها




    تعتبر معركة جنين الأولى والتي جرت بين الثاني والرابع من حزيران عام 1948 في قطاع مدينة جنين الفلسطينية وعمقها القروي من أكثر المعارك تأثيراً على مجريات الحرب في النصف الثاني من عام 1948. فلهذه المعركة الكثير من المدلولات التكتيكية والاستراتيجية والعديد من الانعكاسات القريبة والطويلة المدى على سير المعارك وعلى معنويات الشعب الفلسطيني وصموده في هذا القطاع المهم من جبهات القتال.

    منذ البداية، ظهر واضحاً للعيان أن قوات الجيوش العربية التي جاءت إلى فلسطين في الخامس عشر من أيار 1948 ورابطت في أجزاء مختلفة منها كانت تتمركز وتشترك في القتال، بشكل فعلي، فقط في المناطق المخصصة للدولة العربية حسب قرار التقسيم. هذا في حين لم تلتزم القوات اليهودية بذلك،حيث لم تكتف باحتلال المناطق المخصصة للدولة اليهودية بل هاجمت مناطق مخصصة للدولة العربية وقامت باحتلالها حتى قبل مغادرة القوات البريطانية فلسطين في الخامس عشر من أيار 1948.

    بعد ان أكملت القوات اليهودية احتلال قرى المزار ونوريس وزرعين وتهجير أهلها في الثلاثين والحادي والثلاثين من ايار 1948، بدأت هذه القوات تقصف مدينة جنين بمدافع الهاون وبعض الطلعات الجوية وقد تركزت معظم الهجمات على محيط منطقة القلعة ( نقطة البولسي التي كانت في الماضي جزءاً من حزام القلاع الذي أقامه الضابط البريطاني تشارلز تيجارت أثناء ثورة 1936 -1939 ) والتي كانت مقراً للقوات المدافعة عن المدينة.

    كان هذا القصف يهدف، كما يبدو، لتحقيق جملة من الأهداف العسكرية والاستراتيجية بعيدة المدى. فمن الناحية العسكرية كانت هذه الهجمات تهدف لاحتلال مدينة جنين والوصول إلى مفرقي قباطية ودير شرف الاستراتيجيين بحيث يكون من شأن القوات الواصلة إلى هناك عزل القوات العراقية المتمركزة في المثلث ومفاجأتها من الخلف بشكل يضطرها للانسحاب أو التسليم وهو أمر يعزز إلى حد كبير الوضع العسكري للقوات الإسرائيلية في االمواقع التي كانت قد احتلتها في قضائي حيفا وبيسان.

    أما على الصعيد الاستراتيجي فقد كان هذا القصف يهدف لترويع السكان المدنيين وتعجيل تهجيرهم كما حصل في القرى والمدن العربية التي كانت قد احتلت وهجر سكانها قبل ذلك. هذا مع العلم أن نسبة عالية من اللاجئين القادمين من قطاعات حيفا وبيسان، كانت قد وجدت لها ملجأ في مدينة جنين ومحيطها، إذ أن تهجير سكان المدينة ومحيطها أنفسهم كان من الممكن ان يبعد اللاجئين مسافة أكبر عن قراهم ويزعزع لديهم المعنويات والإصرار على العودة.

    كما وثمة هدف آخر سعت القيادة الإسرائيلية لتحقيقه وهو محاولة منع هجوم عراقي محتمل نحو العفولة ومرج ابن عامر يكون من شأنه عزل القوات اليهودية المتواجدة في منطقة بيسان وطبريا.

    في البداية نزح سكان زرعين والمزار ونورس وصندلة ومقيبلة والجلمة وزبوبة إلى جنين وبرقين وميثلون وقرى أخرى، ولكن مع اجتياح القوات الاسرائيلية مدينة جنين في الثاني من حزيران 1948 نزح اللاجئون وسكان مدينة جنين وقرية برقين أنفسهم نحو قرى جنوب القضاء وقرى شمالي قضاء نابلس.

    بلغ عدد القوات اليهودية المهاجمة قرابة 4000 مقاتل انتظموا في أربع فرق، ثلاث منها (الفرق 21 و 22 للواء كرملي والفرقة 13 للواء جولاني) قامت بالهجوم بشكل فعلي، أما الرابعة فقد انحصر نشاطها في أعمال التمويه والامداد. أما القوات العربية المدافعة فقد تكونت من: 250 جندياً عراقياً ينتمون إلى سريتين الأولى سرية مشاة بقيادة نوح عبد الله الحلبي وسرية مدرعات بقيادة الضابط محسن الأعظمي.

    وقد كانت هذه القوات مسلحة ببضعة مدافع هاون وسبع مدرعات وخمس رشاشات من طراز فيكرز. إلى جانب القوة العراقية كان هناك فصيل فلسطيني يتكون من خمسين مقاتلاً من قرى شرقي قضاء جنين يقوده الشهيد داود الحوراني وفصيل فلسطيني آخر يقوده فوزي فياض جرار من صانور وقد كان يتبع جيش الجهاد المقدس هذا إضافة لفصيل من المتطوعين الفلسطينيين والأردنيين كان يقودهم الضابط عبد الرحمن الصحن (وقد كانوا مرابطين قبل ذلك في قرى شمالي قضاء جنين كزرعين والمزار ونوريس) وبعض رجال البوليس الفلسطيني برئاسة الملازم نايف صالح البرغوش. وقد كان كل المتطوعين ورجال البوليس مسلحين سلاحاً خفيفاً لم يتعد البنادق الشخصية وبعض صناديق الذخيرة للبنادق الخفيفة. اما السرية التابعة للجيش الأردني والتي كانت تحت قيادة الضابط عصر المجالي ( إبن الشيخ رفيفان المجالي ) فقد كانت قد غادرت جنين قبيل الهجوم الإسرائيلي بأربع وعشرين ساعة وقد أثار انسحابها الهلع في قلوب المدنيين وصاحب ذلك تدهور حاد في معنوياتهم.

    مع قدوم الضابط العراقي نوح الحلبي ( من مواليد الموصل عام 1909، خريج الكلية العسكرية في بغداد وقد أنهى خدمته في الجيش العراقي برتبة عقيد ) مع سريته في ليلة الثاني من حزيران أصبح هو القائد الأعلى لكافة الجنود والمتطوعين العرب وقد جعل مبنى قلعة البوليس مقراً لقيادته، وقد كان معه في مقر القيادة إضافة لقادة الوحدات المذكورة أعلاه قائمقام جنين عصام الشوا وقاضي محكمة الصلح في جنين خليل العبوشي والدكتور نصفت كمال وضابط البوليس نور الدين العبوشي.

    سير المعركة: في غضون يوم الثاني من حزيران 1948 وليلة الثالث منه، استطاعت القوات الإسرائيلية السيطرة على معظم التلال المحيطة بمدينة جنين بل واقتحمت معظم الأحياء السكانية بحيث لم يبق بيد القوات المدافعة سوى بعض الجيوب ومبنى القيادة في القلعة. وقد ابرق القائد نوح الحلبي إلى كافة القطاعات العراقية في فلسطين طالباً النجدة، وذلك بعد أن أوشكت ذخيرة جنوده على النفاذ. وقد كانت الوحدات التي يقودها المقدم عمر علي ( من مواليد كركوك عام 1910، خريج كلية بغداد العسكرية أنهى خدمته في الجيش العراقي برتبة زعيم ركن ) هي أقرب الوحدات العراقية إلى جنين حيث كانت هذه الوحدات في طريقها لاستبدال وحدات عراقية أخرى مرابطة في منطقة المثلث الجنوبي ( الطيرة وكفر قاسم ).

    بدأت طلائع القوة العراقية تصل مشارف جنين في الساعات المبكرة من فجر الثالث من حزيران، وقد سارت هذه القوات، التي ساندتها قوات من المتطوعين الفلسطينيين، في مسارين: الأول على الطريق العام نابلس - جنين وقد كانت هذه القوات برئاسة المقدم ميخائيل شلمون ( عراقي –أشوري)، والثاني كان بقيادة عمر علي وقد سلك طريقاً فرعياً غربي الطريق العام ليتسنى له مفاجأة القوات اليهودية من الخلف في منطقة برقين –اليامون.

    حاولت القوات اليهودية وقف تقدم النجدات العراقية من خلال قصفها من الجو من دير شرف وحتى جنين لكن هذه الهجمات لم تفلح بوقف التقدم سيما وأن تقدم القوات العراقية كان قد تم في الليل. بدأ الالتحام بين القوات في الثامنة صباحاً من يوم الثالث من حزيران. في البداية احتلت القوات العربية سفوح برقين وبعد ذلك استطاعت هذه القوات من السيطرة على تل الخروبة الاستراتيجي بعد معركة في السلاح الأبيض خاضتها سرية عراقية بقيادة الضابط إدريس عبد اللطيف. ثم اشتد القتال في منطقة محطة السكة الحديدية التي جعلتها القيادة اليهودية مقراً لها. في عصر ذلك اليوم حاولت القوات اليهودية القيام بهجوم مضاد من خلال وحدة مدرعات ووحدتي مشاة ولكن نيران المدفعية العراقية منعت هذا الهجوم من تحقيق أي انجاز على الأرض بل قامت القوات العراقية وقوات المتطوعين الفلسطينيين بهجوم آخر تكلل في صباح الرابع من حزيران بطرد القوات اليهودية من كافة الأحياء السكنية للمدينة بل طاردت فلول القوات المنسحبة إلى ظاهر جنين الشمالي، حيث انتهت الأعمال القتالية حوالي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.

    وقد غنم الجيش العراقي في هذه المعركة حوالي 300 بندقية من طرازات مختلفة وعشرة مدافع هاون وعشرين رشاشاً وأربعة أجهزة لاسلكية. قدرت خسائر القوات الإسرائيلية ب-300 بين قتيل وجريح، في حين قدرت الخسائر العربية بنحو 100 من العسكريين (عراقيين وفلسطينيين وأردنيين ) ونحو خمسين مدنياً.

    الملفت للنظر أن هذه المعركة لم تحظ بالاهتمام البالغ من جهة الكتاب والمؤرخين اليهود، فقد اختار البعض تجاهلها في حين ذكرها البعض الآخر بشكل عرضي، في حين لم ير فيها من ذكرها إخفاقاً بل انجازاً منع التواصل بين قوات الجيش العراقي في محيط المثلث الكبير ( جنين – نابلس – طولكرم ) وبين قوات جيش الانقاذ في الجليل. وعلى سبيل المثال فقد قال موشيه كرمل قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي آنذاك في معرض حديثه عن تلك المعركة: " هذه المعركة المرة التي دفعنا فيها أغلى الدماء، حسمت مصير مرج يزراعيل الذي أصبح بعدها لنا إذ أن خطط وتحضيرات العدو لمهاجمة العفولة تحولت إلى شظايا بعد المعارك الطاحنة التي دارت في جنين ومحيطها".

    صحيح أن خط النار بعد هذه المعركة كان على مشارف مدينة جنين، لكن القوات العراقية سعت لإبعاده قرابة 15 كم نحو الشمال وقد نجحت في ذلك في سلسلة من الهجمات قامت بها في الثامن من تموز 1948، بحيث أضحى خط النار على تخوم قرية زرعين المهجرة شمالي خط قرى صندلة ومقيبلة، وقد بقي هذا خطاً للنار حتى اتفاقية رودس في ربيع 1949 بين الأردن وإسرائيل والتي جرى بموجبها تسليم قرى مقيبلة وصندلة للقوات الإسرائيلية التي دخلتها في تموز 1949. في حين كان العراقيون قد غادروا تلك المنطقة وسلموها للجيش الأردني في كانون الثاني من العام 1949.

    وللخلاصة نقول إنه لولا الإنجاز الذي حققته القوات العراقية وقوات المتطوعين من الفلسطينيين والأردنيين في معركة جنين لكان جزء كبير من قرى هذا القضاء في عداد القرى المهجرة وربما مدينة جنين نفسها التي كان سكانها قد نزحوا بمعظمهم عنها أثناء موجة الهجوم الإسرائيلية الأولى وقد عادوا بعد استردادها من قبل القوات
    العربية

    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    عدد الرسائل : 11994
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر السبت فبراير 06, 2010 12:09 am

    شوقتنا كثيرا يارفيق
    لباقى الحلقات
    مع ان حلقات النكبة لم تنتهى بعد
    بوليفار
    بوليفار

    عريف  عريف



    عدد الرسائل : 363
    العمر : 44
    العمل/الترفيه : طالب
    المزاج : تمام
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 6271
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 26/11/2007

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف بوليفار السبت فبراير 06, 2010 12:10 am

    شكرا يارفيقي على المعلومات
    حكيم الثورة
    حكيم الثورة

    المؤسس  المؤسس



    ذكر
    عدد الرسائل : 2482
    العمر : 46
    العمل/الترفيه : كتائب ابو على مصطفى
    المزاج : هادئ
    رقم العضوية : 1
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8518
    تقييم الأعضاء : 1
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف حكيم الثورة الإثنين فبراير 08, 2010 2:50 am

    كل التحية لك رفيقى على هذة الحلقات
    نتمنى الأستمرار بالطرح وعدم التوقف مرة اخرى
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الإثنين فبراير 08, 2010 7:12 am

    شكرا للمرو رفاقي
    رفيق الحكيم كان سبب التوقف انو الكاتب بطل ينزل لحقات لفترة وهلا رجع وان شاء الله بستمر
    دمتم بخير
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الجمعة فبراير 19, 2010 1:01 pm

    من دفاتر النكبة (22):
    جيش الإنقاذ بين الواقع والأسطورة (4)../ د. مصطفى كبها
    18/02/2010 16:10
    كنا قد تطرقنا في الحلقة السابقة لبعض المعارك التي خاضها جيش الإنقاذ قبل وصول الجيوش النظامية العربية إلى فلسطين في منتصف أيار من العام 1948. وفي هذه الحلقة سنتطرق إلى إحدى أهم المعارك التي خاضها جيش الإنقاذ قبيل الإعلان عن قيام دولة إسرائيل وهي معركة "هوشة والكساير" الواقعتين في الظاهر الغربي لمدينة شفاعمرو، والتي دارت رحاها في الفترة الواقعة بين الثاني عشر السادس من نيسان 1948.

    كانت هذه المعركة، وما زالت، مثاراً للجدل وذلك لدخول اعتبارات كثيرة منها تتعلق بالتركيبة المذهبية لمقاتلي فوج جبل الدروز الذين شاركوا في القتال من جهة، ومنها يعود إلى العلاقة المركبة بين جنود جيش الإنقاذ بشكل عام وبين المواطنين الفلسطينيين أو مقاتلي جيش الجهاد المقدس التابع للهيئة العربية العليا من جهة أخرى.

    بعد فشل القاوقجي، القائد العام لجيش الإنقاذ، في هجومه على "مشمار هعيمق" ورغبة منه في تخفيف الضغط على قواته في منطقتي وادي عارة وجنين، طلب من شكيب وهّاب، قائد فوج جبل الدروز المتمركز في منطقة شفاعمرو، أن يبادر إلى الضغط على المستوطنات اليهودية وخطوط إمدادها في المنطقة الواقعة بين شفاعمرو وحيفا.

    ورد في الكتاب الذي يؤرخ للمعارك التي خاضها لواء "كرميلي" التابع لقوات "الهاجاناه" أن شكيب وهّاب منذ مجيئه لتلك المنطقة كان قد وطّد العزم على عدم مهاجمة المستوطنات اليهودية في المنطقة وذلك بناء على جملة من التفاهمات التي كان قد توصل إليها مع بعض الزعماء الدروز من جبل الكرمل والذين كانت تربطهم علاقات مع جهاز الشاي ( الجهاز الاستخباري التابع لمنظمة الهاجاناه والوكالة اليهودية ).

    هذه التفاهمات، حتى لو صح حدوثها، لم تصمد على محك الاختبار بحيث قامت سرايا تابعة للفوج الدرزي، ونزولاً عند رغبة القائد العام لجيش الإنقاذ، بمهاجمة مستوطنة "رمات يوحنان" وكيبوتس "هيوتسريم" منذ مساء يوم الثاني عشر من نيسان.

    اعتمد الهجوم في البداية على أعمال القنص وزخّات من رصاص البنادق والمدافع الرشاشة وذلك رغبة من المهاجمين بامتحان ردود الفعل والقدرات الدفاعية للحاميات اليهودية المرابطة هناك. وجه قائد الحامية من لواء كرميلي للمدافعين اليهود أوامر بضبط النفس وعدم الرد على النيران إلا بشكل محدود ومقتضب، وذلك كما يبدو لإيهام القوات العربية بضعف خطوط الدفاع وقوة نار المدافعين.

    في يوم الثالث عشر من نيسان قامت سريتان من جيش الإنقاذ بمهاجمة منشأة تابعة لشركة "مقوروت" للمياه كانت تتحصن فيها سرية تابعة للواء "كرميلي" ومجموعة من عمال الشركة وذلك قبالة قرية الكساير ومحاصرتها بشكل كامل.

    في الموجة الأولى للهجوم أصيب بعض أفراد السرية اليهودية الشيء الذي أوجب قيادة "كرميلي"، وبشكل عاجل، محاولة تمرير نجدات من المعدات والسلاح إلى جنود السرية المحاصرة. وعما جرى لتلك النجدات جاء فيما كتبه الضابط ش. كمينكار: "مباشرة بعدما تجاوز مقاتلو السرية الجدار الآمن تعرضوا لوابل من الرصاص. طلب يعقوب (القائد المحلي، م.ك ) من جدعون (قائد النجدات، م.ك ) أن لا يتم الوصول إلى منشأة المياه بشكل مباشر، وذلك لأن العدو الموجود بالقرب من تلك المنطقة سيبدأ بـ"حصدهم " الواحد تلو الآخر. وافق جدعون على تقديرات يعقوب هذه، ولكنه قال مع ذلك إنه تلقى تعليمات من جهات عليا وإن عليه تنفيذ ذلك بكل ثمن. نشب جدال شديد بين القائدين وذلك عندما رفض جدعون العودة إلى قاعدته دون تنفيذ التعليمات التي تلقاها حتى لو دفع حياته ثمناً لذلك. طلب جدعون من رجاله أن يركضوا بسرعة، وأن يعبروا حقل النار البالغ 150 متراً بالسرعة القصوى. كان هو البادئ بالانطلاق وكان رفاقه وراءه. فتحت نار شديدة على الفور، الأوائل نجحوا بالمرور في حين أصيب من جاء بعدهم ورجع الباقون".

    كانت حصيلة محاولة المرور الفاشلة هذه قتيلين والعديد من الجرحى، ولم تنجح القوات اليهودية بإخراجهم إلا تحت جنح الظلام. وقد استغلت تلك القوات الظلام كذلك لإخراج النساء والأطفال من "رمات يوحنان" وكيبوتس "هيوتسريم" ونقلهم إلى "قريات بيالك".

    في اليوم الثالث للمعارك قامت القوات اليهودية بهجوم مضاد انطلق من مستوطنة "كفار آتا"، واستهدف التلال التي حولها والتي سيطر عليها قناصو جيش الإنقاذ. شاركت في هذا الهجوم ثلاث سرايا تم استقدام اثنتين منها من منطقة "مشمار هعيمق" والجعارة. مني هذا الهجوم بالفشل الذريع، وعادت القوات على أعقابها وقد تكبدت المزيد من القتلى والجرحى.

    قاد سرية جيش الإنقاذ في صد الهجوم اليهودي إسماعيل قبلان الذي قاد هذه السرية في غياب قائدها أبو الخير رضوان الذي كان وقت الهجوم على تل الشارعة في لقاء تنسيقي مع القائد الأعلى للفوج شكيب وهّاب في قرية الكساير.

    يقول إسماعيل قبلان عن تلك المعركة: "تقدمت مع سريتين تحت غطاء نيران السرية الثالثة للفوج تقدمنا بسرعة داخل الوادي الذي كان مزروعاً بالحنطة، انتشرنا أسفل تل الشارعة وذلك عندما فتحت علينا النار من جهة مركز الشرطة البريطانية في شفاعمرو.... تقدمنا صعوداً جهة قمة التل وقمنا بمهاجمة اليهود ونحن نغني الأناشيد الحربية لجبل الدروز، قام جندي يهودي برمينا بقنبلة يدوية ولكننا وصلنا إلى وضع قتال وجه لوجه. عندما سمع اليهود صياحنا هربوا إلى داخل الوادي المؤدي إلى كفار عطا. اثنان من اليهود تمددا جنباً إلى جنب وأخذا يرمياننا بالرصاص، أحد جنودي رماهما بقنبلة يدوية التي انفجرت بقربهما وقد وجدتهما بعد ذلك ميتين".

    وعن تلك المعركة كتب شكيب وهّاب تقريراً للقيادة العليا جاء فيه: "حصل العدو على نجدات من حيفا وحاول مهاجمتنا من الجهة الشمالية تحت غطاء من النيران الميتة. صمد جنودنا في مواقعهم والمعارك استمرت طيلة اليوم. لقد ضربناهم ضربة قاصمة وأوصلناهم ثانية إلى كفار عطا. كانت خسائر اليهود 200 قتيل على الأقل والكثير من الجرحى. لقد غنمنا الكثير من الغنائم. استشهد أربعة من رجالنا وجرح عشرة آخرون".

    من الواضح أن شكيب وهّاب بالغ إلى حد كبير بالنسبة لأعداد القتلى اليهود ( ذكر 200 قتيل بدلاً من 12 قتيلاً ) ولكنه كان دقيقاً بالنسبة للوقائع على الأرض. هذه الوقائع التي أدخلت كافة الأطر القيادية العسكرية اليهودية في منطقة الشمال في حالة طوارئ قصوى قاموا على إثرها باستقدام لواء كامل ( 12 سرية مقاتلة ) من كافة قطاعات القتال لحسم المعركة في منطقة الهوشة والكساير، وكان الهدف احتلال هاتين القريتين وإخراج قوات جيش الإنقاذ منهما وتهجير أهلهما.

    وهذا ما حصل بالفعل في اليوم الرابع للمعارك أي في السادس عشر من نيسان 1948. استعملت القوات اليهودية في الهجوم هذه المرة راجمات القنابل من عيار بوصتين ومدافع رشاشة حديثة هذا إضافة إلى استبدال كافة الوحدات المقاتلة بوحدات أخرى الشيء الذي لم يحصل لدى القوات العربية والتي قاتل مقاتلوها ثلاثة أيام كاملة دون راحة أو استبدال بقوات أخرى وقد جاؤوا إلى لحظة الحسم في اليوم الرابع وهم منهكون وخائرو القوى. استعمل جيش الانقاذ في هذه المعركة بعض المدرعات وقرابة 50 مدفعاً رشاشاً قد استبسلوا بالدفاع عن قرية هوشة التي استمر القتال فيها يوماً كاملاً بعد سقوط قرية الكساير. انتهت المعارك في هذه الجبهة في الليلة الواقعة بين 16-17 نيسان بانسحاب فوج جيش الإنقاذ من القريتين بعد تكبده خسائر فادحة في اليوم الرابع للمعارك. في حين تم تهجير السكان من القريتين وهدم معظم بيوتهما.
    ميساء
    ميساء

    مشرف المنتديات الإجتماعية و الترفيهية
     مشرف المنتديات الإجتماعية و الترفيهية



    انثى
    عدد الرسائل : 4669
    العمر : 48
    رقم العضوية : 729
    نقاط : 8476
    تقييم الأعضاء : 8
    تاريخ التسجيل : 17/07/2008

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ميساء الجمعة فبراير 19, 2010 4:19 pm

    كل التحيه والتقدير رفيق لجهودك00
    يعطيك العافيه00
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الأحد فبراير 21, 2010 7:34 am

    شكرا على المرور رفيقة ميساء
    دمتي بخير
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الخميس مارس 18, 2010 7:13 am

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Product_print حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Product_email
    من دفاتر النكبة (23 ):
    "جيش الجهاد المقدس" واستقلالية القرار الفلسطيني (1)../ د
    17/03/2010 11:39
    بعد ازدياد تدخل الجامعة العربية في الشأن الفلسطيني وجملة القرارات التي اتخذتها في هذا الشأن، ومن ضمنها إرسال قوات جيش الإنقاذ إلى فلسطين، وجدت القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الحاج أمين الحسيني، نفسها مهمشة وغير قادرة على اتخاذ أي قرار يتعلق بمستقبل بلادها. لم يرق ذلك للحاج أمين الذي حمل منذ فجر سنوات العشرين من القرن الماضي راية "استقلالية القرار الفلسطيني"، خاصة بعدما ازدادت علاقاته تعقيداً مع قادة اللجنة العسكرية للجامعة العربية وقادة جيش الإنقاذ وعلى رأسهم قائده العام فوزي القاوقجي.

    قرر المفتي إقامة ذراع عسكري فلسطيني داعم للهيئة العربية العليا، وقد أطلق عليه اسم "جيش الجهاد المقدس".

    تكون هذا الجيش من وحدات من المتطوعين الفلسطينيين، عمادها قادة ومقاتلو الفصائل المسلحة التي اشتركت في ثورة 1936 -1939 وبضع عشرات من الفلسطينيين الذين كانوا قد تجندوا في قوات الحلفاء (ضمن الجيش البريطاني ) أثناء الحرب العالمية الثانية.

    أخذت الهيئة العربية العليا على عاتقها أمر تسليح وتموين هذه القوات، وعلى النقيض من الوحدات التابعة لجيش الإنقاذ، فقد فازت وحدات جيش الجهاد المقدس بتعاطف ومعاضدة الأهالي في الأماكن التي نشطت فيها هذه الوحدات. وقد فضل الشبان الفلسطينيون التطوع في صفوف هذه الوحدات على أن يكونوا هدفاً للاستهتار من قبل القائمين على قوات جيش الإنقاذ والذين لم يخفوا مشاعر الاستعلاء والاستهتار إزاء المتطوعين الفلسطينيين في وحداتهم.

    أما النواة الأساسية لهذه القوات فكانت مجموعة الفصائل المسلحة التي أنشأها عبد القادر الحسيني (1908 – 1948 ) في منطقة القدس. وعبد القادر هو ابن موسى كاظم الحسيني ( والي اليمن ورئيس بلدية القدس في العهد العثماني ورئيس اللجنة التنفيذية العربية أبان حكم الانتداب البريطاني). وهو حائز على شهادة البكالوريا من الجامعة الأمريكية في القاهرة (يوم تخرجه من هذه الجامعة قام بتمزيق شهادتها على الملأ وأمام السفير الأمريكي في القاهرة، الشيء الذي سبب أزمة دبلوماسية بين القاهرة وواشنطن انتهت بإبعاد عبد القادر من مصر).

    استعان عبد القادر بتجربته الغنية في حرب الأنصار، والتي كان قد اكتسبها أثناء ثورة 1936 -1939، كما وأضاف إليها دراسة مهنية في العلوم العسكرية تلقاها في الكلية العسكرية العراقية في بغداد، والتي حصل على أثرها على رتبة ضابط صف في الجيش العراقي، وشارك في الثورة التي قادها رشيد عالي الكيلاني هناك في أيار من عام 1941.

    فور الإعلان عن إنشاء وحدات جيش الجهاد المقدس، سارع للانضمام لعبد القادر رفاقه من قدامى مقاتلي ثورة 1936- 1939 وزملاؤه من أيام الكلية العسكرية في بغداد. فقد انضم على التوالي كل من : إبراهيم أبودية من صوريف (قضاء الخليل)، وبهجت أبو غربية من القدس، وحسن سلامة من قرية قولا (قضاء الرملة )، ويحيى هواش من قرية البروة (قضاء عكا)، وحمد زواتا من قرية زواتا (قضاء نابلس)، وتوفيق الإبراهيم (أبو إبراهيم الصغير ) من قرية أندور (قضاء الناصرة)، وخليل العيسى (أبو إبراهيم الكبير) من قرية المزرعة الشرقية (قضاء رام الله ) وآخرون.

    ومن المهم التنويه هنا أن بعض هؤلاء الذين سبق ذكرهم كان قد انتمى للفصائل السرية المسلحة التي أقامها الشيخ عز الدين القسام في منطقة حيفا والشمال في النصف الثاني من الثلاثينيات. وبسبب هذه الخلفية عاد هؤلاء واتخذوا لأنفسهم لقب "قساميين"، وقد عادوا إلى القواعد التي كانت لهم في ثورة 1936-1939، وأعادوا تجنيد من تبقى من رفاق السلاح أثناء تلك الثورة.

    في مذكراته يتحدث بهجت أبو غربية، أحد مساعدي عبد القادر الحسيني في جبهة القدس،عن آليات تجهيز وتدريب جيش الجهاد المقدس، فيقول إنه سافر إلى القاهرة ليلاقي القائد عبد القادر الحسيني الذي قام بالاتصال بالمحاربين القدامى في جميع أنحاء فلسطين، وذلك كي يتم تنظيمهم ضد المشروع الصهيوني.

    ويضيف أبو غربية أنه اتفق مع عبد القادر على خطة لتنظيم وتسليح قطاع القدس، بحيث حددا كميات السلاح والذخيرة لكل حي، وقاما بتعيين قائد عسكري لكل حي. واتفقا على أن يقوم عبد القادر بإرسال كل السلاح والذخيرة التي يحتاجها قطاع القدس مع إبراهيم أبو دية، في حين يقوم أبو غربية بتهيئة المخازن والمخابئ لاستلام السلاح.

    من الضروري أن نذكر بأن هذا اللقاء الذي يروي وقائعه بهجت أبو غربية، كان قد حصل قبل اتخاذ هيئة الأمم المتحدة لقرار التقسيم في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947، الشيء الذي يعني أن القيادة الفلسطينية (وعبد القادر الحسيني على وجه الخصوص ) كانت مدركة لإمكانية تعقد الأوضاع واللجوء إلى السلاح وأنها أخذت احتياطاتها في قطاع القدس على الأقل، ولكن دخول الجامعة العربية في الصورة أعاق إلى حد كبير قدرة المناورة للقيادات العسكرية الفلسطينية، وجعل من أمر نجاحها بالدفاع عن مواقعها أمراً أشبه بالمستحيل.

    قد يقول قائل بأن ذلك جاء متأخراً، ويقول آخر بأن سياسة الحاج أمين طيلة فترة الانتداب انصبت على جذب انتباه العالمين العربي والإسلامي نحو دور أكثر فعالية في الموضوع الفلسطيني، ولكن الإجابة تكمن في شكل الدور العربي والذي لم يأت كما أرادته القيادة الفلسطينية: مجسداً لحدة التعاطف الشعبي العربي في سائر الأقطار العربية مع الشعب الفلسطيني من جهة، ومحترماً لاستقلالية الرأي الفلسطيني وسيادته من جهة أخرى. أما لقضية التوقيت المتأخر لعملية التأهب والاستعداد فإنه من الواضح للجميع بأن المجتمع الفلسطيني برمته لم يدرك خطورة ما آلت إليه قضيته إلا في السنوات القليلة التي تلت الحرب العالمية الثانية، وذلك بسبب ازدياد وتيرة الهجرة اليهودية، وتعاظم تعاطف القوى المؤثرة على مستوى العالم آنذاك، مع مشروع الوطن القومي اليهودي.

    ولكن بالرغم من ذلك التأخر الواضح إلا أن التحضيرات التي قام بها عبد القادر الحسيني في قطاع القدس في النصف الثاني من سنة 1947 كان قد أثبت نفسه (على الأقل حتى استشهاد عبد القادر الحسيني في الثامن من نيسان 1948 في موقعة القسطل) في كل ما يتعلق بالدفاع عن الأحياء العربية في القدس وما جاورها من قرى.

    وكذلك فيما يتعلق بإقلاق الأحياء اليهودية وإجبار قيادة "الهاجاناة" بالحفاظ على قوات كبيرة للدفاع الشيء قلل من كثافة القوات اليهودية وفاعليتها في جبهات أخرى. ولعل المتأمل لمجمل الصورة في فلسطين في الشهور الأربعة الأولى التي أعقبت إصدار قرار التقسيم بوسعه أن يتفهم، إلى حد ما، دعاوى المفتي الحاج أمين الحسيني حول فظاظة تدخل الجامعة العربية وبعض البلاد العربية المجاورة بالشأن الفلسطيني وعدم مراعاتها لقدرات ورغبات الفلسطينيين حتى في قضية عن مدنهم وقراهم وأراضيهم.
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الأحد مارس 28, 2010 8:45 am

    من دفاتر النكبة (24):
    جيش الجهاد المقدس والسعي لاستقلالية القرار الفلسطيني (2)../
    كانت إقامة جيش الجهاد المقدس منافية للمصالح البريطانية والطموحات الهاشمية ومصالح بعض الدول العربية الأخرى. وقد رافق الجنرال تشارلز كلايتون، الملحق السياسي البريطاني في القاهرة، كافة المداولات المتعلقة بالشأن الفلسطيني إن كان على مستوى مؤسسات الجامعة العربية أو على مستوى العلاقات الثنائية بين القاهرة وبين باقي العواصم العربية.

    انصبت السياسة البريطانية في حينه على معارضة إقامة دولة فلسطينية مستقلة أو أي جسم ومؤسسة فلسطينية مستقلة تعمل بإمرة المفتي، وذلك لعدة أسباب كان أهمها محاسبة المفتي على التحالف مع دول المحور في الحرب العالمية الثانية، وكذلك الخوف من أن تسير الدولة الفلسطينية المستقلة المقترحة على سياسة معادية لبريطانيا وحليفاتها بشكل يهدد، حسب الرؤية البريطانية، أمن واستقرار المنطقة.

    كما وأنه غني عن القول الـتأكيد على أن بريطانيا فضلت تفاهماتها وتحالفها مع الهاشميين ( الذين عارضوا معارضة شديدة إقامة دولة فلسطينية بزعامة المفتي الحاج أمين الحسيني ) والذين وقفوا وراء بريطانيا في المراحل الصعبة أثناء الحرب العالمية الثانية. هذا فضلاً على أن الهاشميين في العراق والأردن لم ينسوا اشتراك المفتي في ثورة رشيد عالي الكيلاني في أيار 1941. صحيح أنه كانت للدولتين الهاشميتين (العراق والأردن ) طموحات مختلفة بالنسبة لمستقبل الهلال الخصيب، ولكن كان لكليهما عداء واضح للحاج أمين ولخططه بالنسبة لمستقبل القضية الفلسطينية.

    جيش الجهاد المقدس في محك المعارك: اختلفت آليات عمل جيش الجهاد المقدس عن آليات عمل جيش الإنقاذ إن كان ذلك في طريقة القتال أو طرق التعبئة والتموين والتسليح، والأهم من ذلك كله علاقته مع الأهلين. ففي حين حاول جيش الإنقاذ التصرف كجيش نظامي، عملت وحدات جيش الجهاد المقدس حسب مبدأ "حرب الأنصار" المبنية على هجمات مباغتة ضد المعسكرات والقواعد العسكرية أو مفارق وعصب المواصلات المركزية دون المحاولة للاستيلاء والسيطرة الدائمة (حسب المفاهيم العسكرية النظامية).

    كانت الوسائل والخطط القتالية التي سار عليها مقاتلو هذا الجيش مشابهة جداً لطرق القتال التي سارت عليها فصائل الثورة الفلسطينية للأعوام 1936 -1939، بحيث كان 35 ضابطاً من ضباط هذا الجيش من قادة الفصائل المسلحة للثورة.

    تمركزت معظم فصائل جيش الجهاد المقدس في منطقة المركز من القدس والخليل في الجنوب وحتى الحدود الشمالية لمنطقة اللد والرملة مروراً بمدينة يافا وقراها. كانت القيادة المركزية لهذا الجيش في مدينة بير زيت حيث تواجدت هناك هيئة أركان بقيادة عبد القادر الحسيني وعضوية كل من كامل عريقات (من قرية أبو ديس ) وقاسم الريماوي (من قرية بيت ريما ). وبعد استشهاد القائد عبد القادر الحسيني في موقعة القسطل قام خليفته في القيادة، خالد الحسيني، بنقل هيئة الأركان والقيادة إلى داخل البلدة القديمة في مدينة القدس.

    نشطت في محيط مدينة القدس قرابة 15 سرية من سرايا جيش الجهاد، وبلغ عدد مقاتليها قرابة 1000 مقاتل. في محيط مدينة رام الله نشطت سبع سرايا، وبلغ عدد أفرادها قرابة 500 مقاتل، في حين نشطت في منطقة يافا واللد والرملة اثنتا عشرة سرية بقيادة حسن سلامة، وبلغ عدد مقاتليها قرابة الألف مقاتل. وأقام حسن سلامة هيئة أركان قيادية في منطقة راس العين ضمت بالإضافة له كلاً من محمود أبو الخير وفخري مرقة.

    كما وعملت سرايا أخرى لجيش الجهاد في منطقة الشمال حيث نشطت سرية في محيط مدينة طبرية بقيادة صبحي شاهين، وسرية أخرى في منطقة جنين بقيادة فوزي جرار (من قرية صانور)، وثلاث سرايا في منطقة الناصرة عملت تحت قيادة توفيق الإبراهيم (أبو إبراهيم الصغير وهو من قرية اندور).

    بلغ عدد مقاتلي كافة سرايا منطقة الشمال قرابة 500 مقاتل. وبذلك يكون العدد العام لمجموع مقاتلي جيش الجهاد قد بلغ قرابة الثلاثة آلاف مقاتل، هذا إضافة إلى العشرات الذين اهتموا بالأمور التنظيمية واللوجستية كالتجنيد وإيجاد السلاح ونقله إلى مواقع المقاتلين وكذلك إقامة شبكة لجمع المعلومات ونقلها بين قيادة المفتي في القاهرة إلى قادة السرايا المقاتلة على الأرض.

    كانت قوات جيش الجهاد المقدس هي القوات العربية الوحيدة التي كانت جاهزة لمباشرة مهامها القتالية فور الإعلان عن قرار التقسيم في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947. كانت العملية العسكرية الأولى التي نفذها مقاتلو هذا الجيش في قطاع القدس، وذلك في الرابع عشر من كانون الأول لعام 1947 حين قامت مجموعة لجيش الجهاد المقدس بقيادة بهجت أبو غربية بمهاجمة حافلة يهودية كانت في طريقها إلى الجامعة العبرية في جبل المشارف (هار هتسوفيم ). قتل في هذه العملية اثنان من راكبي الحافلة، وجرح تسعة. وأعلنت قيادة الجهاد المقدس أن هذه العملية جاءت رداً على مهاجمة قوات "الهاجاناه" لتجمع عربي في باب الخليل وقتلها لستة من العرب وإصابة قرابة العشرين بجراح متفاوتة.

    توالت هجمات جيش الجهاد المقدس على القوافل ووسائل النقل اليهودية، ففي الرابع عشر من كانون الثاني عام 1948 هوجمت قافلة يهودية على مقربة من قرية بيت نبالا (قضاء الرملة ) قتل بعض أفرادها وجرح آخرون، وفي السادس عشر من الشهر ذاته هوجمت قافلة يهودية ترافقها سيارات عسكرية يهودية للحراسة في منطقة قرية صوريف في قضاء الخليل وقد قتل 35 من أعضاء القافلة وجرح العشرات، في حين خسر مقاتلو جيش الجهاد أربعة مقاتلين وجرح مثل عددهم.

    ولشدة ما أصاب القافلة اليهودية من أهوال يعرف الحدث في الرواية التاريخية اليهودية باسم " قافلة ال- 35 أو ال- ל"ה " وذلك على عدد القتلى اليهود في هذا الحدث. كما وقامت خلايا التفجير التابعة للجهاد المقدس بتفجير شارع "هسوليل" في الأول من شباط 1948، وشارع "بن يهودا" في الثاني والعشرين منه. وأدت هاتان العمليتان إلى مقتل 74 شخصاً وجرح قرابة المائتين.

    وووجهت هذه العمليات بعمليات يهودية انتقامية بشكل فاقم الوضع في قطاع القدس إلى حرب أحياء دامية راح ضحيتها المئات من الطرفين في غضون شهري شباط وآذار 1948، الشيء الذي شكل مقدمة لما جرى في الثامن والتاسع من نيسان 1948 في موقعة القسطل ومجزرة دير ياسين وعن ذلك سنفصل في الحلقة القادمة
    حنظلة
    حنظلة

    رقيب  رقيب



    ذكر
    عدد الرسائل : 443
    العمر : 40
    نقاط : 6159
    تقييم الأعضاء : 3
    تاريخ التسجيل : 06/01/2008

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف حنظلة الأحد مارس 28, 2010 12:25 pm

    كل التحية لك رفيقى اشتقنا لباقى الحلقات
    ننتظر المزيد منك
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن السبت أبريل 03, 2010 7:25 am

    من دفاتر النكبة (25):
    جيش الجهاد المقدس واستقلالية القرار الفلسطيني (3)../
    02/04/2010 12:02
    بعد اشتداد معارك الأحياء في القدس، انتقلت شعلة الصدامات لتشمل قرى محيط القدس ومداخلها الجنوبية والغربية. وفي شهر آذار 1948، على وجه لتحديد، اشتدت المساعي للسيطرة على النقاط الإستراتيجية المؤدية إلى مدينة القدس من منطقة اللطرون وباب الواد وكذلك على طريق القدس – بيت لحم –الخليل.

    معركة الدهيشة: كانت معركة الدهيشة من أكبر الانجازات العسكرية لجيش الجهاد المقدس في قطاع القدس. حصلت هذه المعركة يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من شهر آذار، وذلك على أثر نجاح قافلة يهودية كبيرة مكونة من 58 مركبة موزعة بين مصفحات وحافلات وشاحنات، خرجت من القدس إلى "كفار عتسيون" تحت جنح الظلام، ودون أن يتمكن المقاتلون العرب من اعتراضها.

    ولكن القادة الميدانيين قدّروا، وكان تقديرهم في محله، على أن القافلة ستعود من نفس الطريق بعد إفراغها لحمولتها وهذا ما كان في الفعل. ففي الصباح الباكر ليوم السابع والعشرين من آذار عادت سيارات القافلة أدراجها إلى القدس، وكان كمين عربي كبير بانتظارها في موقع الدهيشة المجاور لمدينة بيت لحم.

    قام المقاتلون العرب، ومن ساعدهم من قوات الفزعة القادمة من القرى المحيطة، بإغلاق الطريق بحواجز من الحجارة وحاجز من الألغام. توقفت القافلة تحت وطأة رصاص رجال الكمين وقيام المقاتل يوسف الرشماوي بإيقاف المصفحة اليهودية الأولى بعد أن فجر نفسه بحزام ناسف قبالتها فتعطلت وقتل من في داخلها.

    قام مقاتلو جيش الجهاد بتشديد الحصار على رجال القافلة اليهودية الذين لجأوا بمعظمهم إلى مبنى مهجور وقع بالقرب من الحاجز، وقد حاولت طائرتان يهوديتان خفيفتان التدخل لكسر الحصار عن رجال القافلة، ولكن مهمتهما كانت مستحيلة لالتحام القوتين وعدم قدرة الطيارين على التفريق بين المقاتلين من الطرفين.

    استمر القتال بشدة حتى المساء، في حين طالب الطرف اليهودي المندوب السامي والصليب الأحمر بالتدخل، حيث بدأت عملية مفاوضات مكثفة بين قائد جيش الجهاد في الموقع، كامل عريقات، وبين ضباط بريطانيين وممثلي الصليب الأحمر يرافقهم وسيطان فلسطينيان هما عارف العارف وعيسى البندك. وقد أصرّ عريقات، بعد مشاورات تلفونية أجراها مع الحاج أمين الحسيني (المقيم في حينه في القاهرة ) على ضرورة استسلام رجال القافلة وتسليمهم العتاد والمركبات بكاملها.

    وهذا ما حصل في نهاية الأمر حيث قام رجال القافلة بتسليم ما لديهم من عتاد صالح لقوات الجهاد، في حين قام الانجليز بنقل جثث القتلى والجرحى وتسليمها إلى ممثلي القوات اليهودية في القدس.

    بلغت غنائم جيش الجهاد من المركبات والعتاد 3 من المصفحات، و8 من الحافلات المصفحة، و30 شاحنة، وطنا ونصف من المواد المتفجرة، ومئات البنادق، وبعض المدافع الرشاشة من طراز "ستين" و"برين" و"براوننغ".

    خسر اليهود في هذه المعركة 15 قتيلاً، ووقعت في صفوف مقاتليهم 50 إصابة، في حين بلغت خسائر جيش الجهاد 12 شهيداً و3 من الجرحى.

    رفعت معركة الدهيشة كثيراً من معنويات الطرف الفلسطيني، ولكن هذه الغنائم لم تحول للقيادة المركزية لجيش الجهاد بل تقاسمها رؤساء فصائل القرى التي شاركت في القتال وذلك ليتسنى لها الدفاع عن قراها إذا اقتضت الضرورة ذلك.

    معركة المصرارة: رغبة من القوات اليهودية بتخفيف الضغط عن قافلة الدهيشة المحاصرة، قامت بمهاجمة حي المصرارة بشدة مستعملة في قصفها له قنابل المورتر من عيار 2 و3 انتش. وقد أحدث ذلك دماراً هائلاً في المباني والشوارع وهلعاً شديداً في صفوف الأهلين، خاصة عندما امتد القصف ليشمل منطقة باب العمود.

    وقد سقط نتيجة للقصف 7 من المدنيين (2 في المصرارة و5 في ساحة باب العمود ) وجرح العشرات. وقد ردت القوات العربية المرابطة في المنطقة بقيادة بهجت أبو غربية بقصف مماثل بقنابل المورتر لحي "ميئة شعاريم"، وأحدثت فيه خسائر جسيمة أدت إلى اشتعال حريقين كبيرين في مراكز للذخيرة تقع في الطرف الجنوبي لـ"ميئة شعاريم"، كما وسبب القصف المركز في المورتر نزوح ما لا يقل عن خمسة آلاف من سكانها إلى مناطق أكثر أمناً في غربي القدس.

    معركة القسطل: كانت قرية القسطل وقلعتها الواقعة على الحافة الجنوبية لطريق يافا – القدس (على بعد قرابة 12 كم منها) هي إحدى أهم النقاط الإستراتيجية التي سعى الطرفان للسيطرة عليها. أولاً بحكم ارتفاعها ومناعتها (ترتفع عن مستوى سطح البحر 750 متراً )، وثانياً لكونها تسيطر بإحكام على طريق الإمدادات اليهودية من منطقة الساحل ( تل أبيب على وجه التحديد ) إلى الأحياء اليهودية في القدس.

    قامت قوات يهودية كبيرة بمهاجمة قرية القسطل (التي بلغ عدد سكانها قرابة 300 نسمة عام 1948 ) يوم الثالث من نيسان، واحتلتها بعد معركة قصيرة مع حاميتها ضئيلة العدد والمسلحة بعتاد قليل لم يتعد بضعة بنادق وبعض صناديق الذخيرة.

    قامت القوات المهاجمة بإجلاء السكان فور احتلالهم للقرية، وشرعت على الفور بتحصينها بالأسلاك الشائكة والسواتر الترابية خاصة في بيت المختار الواقع في القلعة ومنطقة المسجد الملاصق لها في أعلى القمة.

    كان عبد القادر الحسيني أثناء الهجوم اليهودي الأول متواجداً في دمشق للاجتماع بأعضاء اللجنة العسكرية للجامعة العربية وسكرتيرها العام عبد الرحمن عزام. ناقش عبد القادر مع من اجتمع به أمور تسليح المقاتلين الفلسطينيين بشكل عام ومنطقة القدس بشكل خاص. كما وناقش معهم قضية التضييقات التي مارستها قوات جيش الإنقاذ ضد المقاتلين الفلسطينيين التابعين لجيش الجهاد والتي وصلت في بعض الحالات إلى الاعتقال وتجريد السلاح.

    لم تفلح مفاوضات عبد القادر في دمشق كثيراً، وقد خرج من قاعة الاجتماع معهم، ليلة السادس من نيسان 1947، بعد تبادل الاتهامات والكلمات اللاذعة ضدهم ناعتاً إياهم بالخيانة والتقصير.

    عاد عبد القادر من دمشق إلى القدس صباح اليوم السابع من نيسان، عاد حانقاً خالي الوفاض، وقد اتصل برجاله وهو في الطريق أكثر من مرة يحثهم فيها على استعادة القسطل مؤكداً لهم بأن "القسطل هي القدس ". عاد ليخوض معركة استعادة القسطل وليستشهد فيها، وعن ذلك سنفصل في الحلقة القادمة
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن السبت أبريل 17, 2010 7:42 am

    من دفاتر النكبة (26)
    : جيش الجهاد المقدس واستقلالية القرار الفلسطيني (4)../ د. مصطفى كبها
    استرداد القسطل واستشهاد عبد القادر الحسيني:
    تسارعت الأحداث بعد عودة عبد القادر من دمشق بشكل صعّب على الباحثين استرجاع وحصر ما جرى من تفاصيل منذ عودته وحتى لحظة استشهاده.

    حاول المناضل بهجت أبو غربية في مذكراته " في خضم النضال العربي الفلسطيني "استرجاع ما حصل مع عبد القادر منذ عودته، والواضح من حديثه بأن عبد القادر عاد مباشرة إلى منطقة القسطل، ولم يلتق به في القدس بعد عودته. حيث أن عبد القادر ذهب للقاء إبراهيم أبو ديّة، قائد القطاع الجنوبي الغربي لمنطقة القدس.

    وقد نقل ما حدثه به إبراهيم أبو ديّة عما حصل في الساعات القليلة التي سبقت استشهاد عبد القادر حيث قال: "وضعنا خطة لاسترداد القسطل، ونظمنا صفوفنا للهجوم على ثلاثة محاور، فبعد القصف بالمورتر، تتقدم الميمنة من الجنوب الشرقي، ويقودها حافظ بركات، والميسرة تتقدم من الجنوب الغربي وقوامها مجموعة المناضل هارون بن جازية والقلب يقوده إبراهيم أبو دية.

    أما القائد عبد الحسيني فاتخذ من محاجر الياشار مقر قيادة على بعد نحو كيلومتر ونصف من قمة القسطل، ولم يبق لديه إلا بعض الإداريين وكبار السن، حتى أن حارسه الخاص عوض محمود الترمسعاوي ألحقه بإبراهيم أبو دية لأنه كان مسلحاً برشاش برن جيد".

    إلى هنا رواية إبراهيم أبو ديّة كما نقلها بهجت أبو غربية عن المرحلة الأولى من مراحل الهجوم لاسترداد القسطل. وقد يكون في بعض التفاصيل الواردة ما يميط اللثام عمّا جرى مع القائد عبد القادر الحسيني بعد ذلك.

    ذكر أبو دية بأنه لم يبق لدى القائد إلا بعض الإداريين وكبار السن وهو لم يعرف بالطبع بأنه كان بينهم أيضاً مستعرب يهودي يدعى يسرائيل نتّاح ومتعاون عربي (من المقربين جداً للقائد عبد القادر) ويدعى محمود، وقد كانا قد كلفا من قبل جهاز الاستخبارات التابع لـ"الهاجاناه" بمرافقة القائد عبد القادر الحسيني وتزويد القيادة اليهودية أنباء تحركاته وتحركات قواته.

    أقام محمود (وأصله من القدس ) فترة من الزمن في يافا، وهناك تعرف على إلياهو جولمب، القائد البارز في الهاجاناه، الذي قام بتجنيده لمصلحة الشاي (جهاز الاستخبارات التابع للهاجاناه ) مستغلاً صلاته القريبة بالقائد عبد القادر الحسيني.

    وعن علاقة يسرائيل نتاح مع محمود وطبيعة المهمة التي كلفا بها جاء في كتاب صدر تحت عنوان "وطني إسرائيلي" وفيه توثيق لقصة يسرائيل نتاح واستعرابه داخل قوات الجهاد المقدس الفلسطينية: "توطدت العلاقة بين يسرائيل ومحمود بعد أن قاما بتثبيت "ميثاق أخوة" وهو ميثاق دم على الطريقة العربية. حصل ذلك على شاطئ بحر يافا وعلى خلفية الغروب. قدم يسرائيل إبهامه لمحمود الذي قام بجرحه وكذلك فعل محمود. ثم قاما بتقريب أصبعيهما النازفين بالدم لتخلط دماؤهما ويقسما أن يكونا مخلصين، الواحد للآخر، وأن يكون كل واحد منهما على استعداد ليبذل حياته في سبيل صاحبه. ومنذ ذلك التاريخ لم ينفصل الواحد منهما عن الآخر، وقاما سوية بالتخطيط لعملهما المشترك في خدمة الهاجاناه.

    تلخصت مهمتهما بالانضمام إلى المجموعات الفلسطينية المقاتلة المنتشرة في أنحاء البلاد المختلفة، بغرض الوقوف على خططها وشكل تسليحها. انتحل يسرائيل شخصية مصور صحافة عربي، أما محمود فعرض نفسه على أنه مرافق مساعد للصحافي.

    غيّر يسرائيل اسمه إلى إبراهيم السيّد، وحمل بطاقة صحافي مزورة تابعة لصحيفة فلسطين. وبالمقابل تعلم عادات العرب وصلواتهم ودأب على أداء الركعات خمس مرات في اليوم. بعدها سافر الاثنان للقدس وهناك تلقيا الأوامر بالانضمام للمجموعات المسلحة العربية. قام إبراهيم (يسرائيل ) ومحمود بشراء كاميرا صغيرة من طراز كوداك وأفلام مناسبة ثم اشتريا، بغرض إكمال عملية التخفي والانتحال، بعض أمشاط الرصاص التي تعلق على الصدر وكوفيات ومسدسات. ثم انتقلا إلى حي الشيخ جراح إلى بيت ابن عم محمود وهناك التقيا بعبد القادر الحسيني وكان ذلك في نهاية كانون الأول 1947 ".

    وعما جرى في معركة القسطل تحديداً يقول يسرائيل بأنه وصل هو ومحمود إلى مقر القيادة المؤقت لعبد القادر الحسيني في المنطقة، وذلك في ليلة السابع من نيسان، وهناك التقيا عبد القادر. وأردف قائلاً بأنه شاهد عن كثب عبد القادر الحسيني وقد انكب على خارطة رملية يشرح لرجاله تفاصيل خطة الهجوم المرتقب لاستعادة القسطل. قام يسرائيل بتصوير عبد القادر وهو يشرح خطة الهجوم وقد كانت آخر صورة تلتقط لعبد القادر وهو على قيد الحياة.

    لم تحسم الروايات العربية ما حصل بعد انطلاق الهجوم لاسترداد القسطل في تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً. جميع المصادر تجمع على توقف القوة الأولى بقيادة إبراهيم أبو دية على أعتاب قلعة القسطل وبيت المختار، وذلك بعد تحصن معظم المدافعين اليهود هناك، بعد إصابة قائد هذه الوحدة بجراح عرقلت إمكانية استمراره بقيادة الهجوم. هذا فضلاً عن استشهاد بعض رجاله في طليعة الهجوم. كما وتجمع الروايات على توقف الجناح الأيمن للهجوم وتقدم الجناح الأيسر الذي استطاع دخول القرية من الغرب واجتياح معظم المواقع التي أقامها اليهود في هذه الجهة.

    بعد ورود كل هذه الأخبار إلى عبد القادر وهو في المحاجر بعث يطلب النجدة من حاميات منطقة القدس المختلفة، ولما وقع إلى أسماعه خبر إصابة أبو دية، بعث مبعوثاً من لدنه يستطلع الأمر، وعندما تأخر ذلك المبعوث قرر دخول المنطقة بنفسه دون التنسيق مع رجاله الذين استمروا بمهاجمة القلعة وتمكنوا من تحصيناتها في فجر يوم الثامن من نيسان.

    عن ذلك يقول نبيل خالد الآغا كاتب السيرة الذاتية لعبد القادر: "أصيب إبراهيم أبو دية بجرح عميق ومعه ستة عشر من رجاله، واستشهد آخرون وتضعضع قلب الهجوم، فغضب عبد القادر أشد الغضب وأقساه، وخشي الهزيمة، فاندفع مزمجراً مكبراً: الله أكبر، إلى الأمام يا أبطال القسطل.. وهاجم تلاً عالياً حصيناً وقاد بنفسه جنوده مخالفاً بذلك قوانين الحرب التي تحتم بقاء القادة الكبار في مؤخرة الجنود حفاظاً على سلامتهم، وانتصر البطل وحقق معجزة حربية".

    لا تفي أقوال الآغا هذه بغاية كشف النقاب عن حقيقة ما حدث، كما أن حديثه عن قيادة عبد القادر لجموع جنوده نحو القلعة تتنافى مع أقوال أوردها بنفسه عن بقاء عبد القادر في مركز القيادة مع أربعة رجال فقط: مساعده علي الموسوس وثلاثة من الشباب المقدسين ليس إلا. والسؤال يبقى من أين أتى الآغا بجموع الجنود التي تبعت القائد بهجومه الرديف لقواته التي كانت آنذاك في عز أتون المعركة؟

    وإذا افترضنا أن اثنين من الأربعة الذين بقوا مع القادر كانا يسرائيل ومحمود (وذلك حسب أقوال أفضى إلي بها يسرائيل نتاح في مقابلة كنت قد أجريتها معه في السابع عشر من تموز عام 2008 ) وإذا قارنا ذلك بغياب الاثنين الآخرين بمهمات ألقاها عليهم عبد القادر ( الأول بعثه عبد القادر لطلب النجدات من القدس، والثاني، وهو علي الموسوس، بعثه عبد القادر ليستطلع حقيقة إصابة أبو دية في مقدمة الجبهة) نخلص إلى القول بأن أكثر التفسيرات رجوحاً لما حصل هو أن يكون المستعرب يسرائيل ورفيقه مسؤولين محتملين عن اغتيال القائد في تلك المرحلة الدقيقة من المعركة بعد أن استغلا غياب رجاله من حوله، وانشغالهم في عملية استرجاع القسطل.

    لم يصادق يسرائيل في المقابلة معه على هذا الاحتمال، ولكنه لم ينفه أيضا. واكتفى بالقول بأنه كان ورفيقه محمود أول من وصل إلى جثة عبد القادر بعد استشهاده، فأخذا من أغراضه مصحفاً صغيراً كان يضعه في جيب سترته، وخنجراً حفر عليه اسمه. ومن الجدير ذكره أن هذه الأغراض المسلوبة تعرض في المتحف التابع لقوات البلماح والواقع في مدينة تل أبيب.

    لقد حقق عبد القادر رغبته باسترجاع القسطل، لكن لم يكتب له رؤية ذلك عن كثب. وقد كان لخبر استشهاده الوقع الأليم على معنويات مقاتليه الذين ترك معظمهم مواقعهم صبيحة اليوم التالي، ليشاركوا بتشييع جثمان قائدهم ودفنه في رحاب الحرم القدسي. الشيء الذي فتح المجال أمام القوات اليهودية بشن هجوم معاكس واحتلال قرية القسطل ونسف منازلها
    zen
    zen

    ملازم  ملازم



    انثى
    عدد الرسائل : 1150
    العمر : 47
    رقم العضوية : 131
    نقاط : 7139
    تقييم الأعضاء : 2
    تاريخ التسجيل : 05/01/2008

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف zen الإثنين أبريل 19, 2010 4:37 pm

    تاريخنا الفلسطينى مليئ بالنكبات والحروب
    تحياتى رفيقى
    نتظر المزييد من حلقات النكبة
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الخميس مايو 27, 2010 6:08 am

    من دفاتر النكبة (28):
    حول دور الجيوش العربية في حرب ونكبة 1948 في فلسطين (2)../ د. مصطفى كبها
    25/05/2010 09:59
    خطة عمل الجيوش العربية وآليات تنفيذها: تمت صياغة خطة العمل التنفيذية الأصلية للجيوش العربية التي دخلت فلسطين في اجتماع عقد في مدينة الزرقاء في الأردن. وقد تحدد في هذه الخطة أن يقوم الجيش اللبناني باجتياز الحدود الشمالية في منطقة رأس الناقورة بحيث يقوم باحتلال الشريط الساحلي من هناك وحتى مدينة عكا، في حين تقوم وحدات جيش الإنقاذ بمهاجمة القوات والمستوطنات اليهودية في منطقة حيفا. أما الجيش السوري فيقوم باجتياز الحدود الفلسطينية في منطقتي بانياس وبنت جبيل ثم يقوم بغرض سيطرته على صفد ويتقدم باتجاه الناصرة والعفولة.

    في منطقة الوسط يقوم الجيش العراقي باجتياز الحدود لدى جسر اللنبي، ويتقدم من هناك باتجاه بيسان وجنوبي العفولة. أما الجيش الأردني فيجتاز الحدود في منطقة جسر دامية على أن يتقدم في جناحين: الأول يتقدم باتجاه منطقة سهل طوباس ثم جنين، والثاني يتقدم باتجاه رام والقدس.

    فيما يتعلق بالجيوش التي ستلتقي في العفولة فقد كان من المفروض أن تتقدم سوية لاحتلال الخضيرة ونتانيا. في الجبهة الجنوبية يقوم الجيش المصري، حسب الخطة، باجتياز الحدود في منطقتي رفح وعوجا الحفير ثم يتقدم من هناك باتجاه المجدل، في حين تقوم سرايا المتطوعين المصريين، من الإخوان المسلمين وغيرهم، بالوصول حتى طريق بيت لحم – الخليل – القدس وبذلك تكون القوات العربية قد أحاطت بالقدس من جهتي الجنوب والغرب ( الجيش المصري ) ومن جهتي الشمال والشرق ( الجيش الأردني ).

    في اجتماع الزرقاء أنيطت عملية تنفيذ هذه الخطة بالملك عبد الله بن الحسين بوصفه قائداً أعلى للجيوش العربية وبالجنرال العراقي نور الدين محمود بوصفه قائداً عاماً لهذه الجيوش.

    لكن هذه الخطة جرى تغييرها قبل ساعة الصفر بأقل من أربع وعشرين ساعة وذلك، كم يبدو، لتمكين قوات الجيش الأردني من السيطرة على أكبر قدر من مساحة الأراضي المخصصة للدولة العربية وذلك من خلال عرقلة تقدم سائر القوات الأخرى بشتى الوسائل والعوائق.

    كما وتضمن التغيير تغييراً جوهرياً من خلال حذف البند المتعلق باحتلال الخضيرة ونتانيا، وذلك للامتناع من دخول أراض كانت مخصصة، حسب قرار التقسيم، للدولة اليهودية. وقد خلت الخطة الجديدة من أي ذكر أو نية أو توجه لتجاوز حدود المناطق المخصصة للدولة العربية. هذه الحقيقة غابت كما يبدو عن بال الباحثين والمصممين للرواية التاريخية الصهيونية وكاتبي الكتب التدريسية الإسرائيلية الذين يتحدثون عن " غزو عربي" للدولة الفتية.

    حسب الخطة الجديدة ألقيت على عاتق الجيش السوري اجتياز الحدود جنوبي بحيرة طبريا والاستيلاء على بلدة سمخ ومحطة القطارات فيها. في حين يقوم الجيش العراقي باجتياز الحدود عند نقطة جسر الشيخ حسين بحيث يقوم باحتلال محطة روطنبرج لتوليد الكهرباء وكيبوتس "جيشر" القريب منها.

    أما الجيش المصري فيقوم بدخول الحدود في منطقة رفح ثم يتقدم حتى اسدود بحيث يقيم خطاً من التحصينات يمتد من أسدود في الغرب وحتى الخليل في الشرق مروراً بالمجدل والفالوجة. وقد طرأ تغيير كذلك على طريقة تقدم الجيش الأردني التي كانت من المفروض أن تتم حسب الخطة الجديدة حسب النظام التالي: قسم من القوات يجتاز الحدود في جسر دامية ويتقدم من هناك نحو نابلس ثم رام الله، أما القسم الثاني فيجتاز الحدود لدى جسر اللنبي ويتوجه إلى القدس مباشرة. فيما يتعلق بمسيرة الجيش اللبناني فقد طلب منه عدم اجتياز الحدود والاكتفاء بإقامة تحصينات له على الحدود الدولية.

    مرحلة القتال الأولى: 15 أيار – 10 حزيران 1948: على الرغم من كل النواقص ونقاط الضعف لدى الجيوش العربية في كل ما يتعلق بالتحضيرات والتسليح وسائر الأمور اللوجستية، إلا أن دخول هذه الجيوش على معادلات الحرب وضع الدولة اليهودية أمام تحديات ليست بالسهلة. فقد أجبر دخول هذه الجيوش القوات اليهودية على إيقاف اندفاعتها الهجومية ضد قوات المتطوعين العرب وجيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس وإعادة التفكير بشكل جدي بصياغة إستراتيجية دفاعية في كافة جبهات القتال.

    وقد تضمنت الخطة الدفاعية هذه الانتقال إلى وضعية الدفاع بقصد امتصاص الهجمات العربية هذا فضلاً عن إقامة خطوط دفاعية وتقوية تحصينات المستوطنات والتحضير لهجمات تكتيكية معاكسة. ولوهلة الأولى يمكن للمتأمل سير القتال في الشهر الأول لدخول هذه القوات فلسطين على أن أجزاء كبيرة من خطة دخول القوات العربية تم تحقيقها بشكل شبه كامل خاصة في كل ما يتعلق بتقدم هذه القوات وانتشارها في المناطق المخصصة لها. بل ويمكننا القول بشكل اقرب إلى الجزم بأن دخول هذه القوات وضع الدولة العبرية أمام خطر جدي هدد كيانها وإمكانيات تثبيت سيطرتها على المناطق التي احتلتها ولو إلى حين.
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن السبت يونيو 12, 2010 10:31 am

    من دفاتر النكبة (29):
    الجيوش العربية النظامية ودورها في حرب فلسطين (3)../ د.مصطفى كبها
    11/06/2010 11:01
    تعرضنا في الحلقة السابقة إلى الخطة العامة لعمل الجيوش العربية، وسنستعرض في هذه الحلقة وفي حلقات قادمة آليات تنفيذ هذه الخطة من قبل الجيوش العربية كل على حدة.

    الجيش الأردني بين تلكؤ وتواطؤ قيادة جلوب باشا وحماس الضباط والجنود العرب: كان الجيش الأردني هو الجيش العربي الوحيد من بين الجيوش العربية الذي كانت له وحدات نظامية رابطت في فلسطين قبل القرار بإرسال الجيوش العربية النظامية إليها.

    وقد رابطت هذه الوحدات في منطقة ميناء حيفا وفي معسكر بيت نبالا وفي منطقة أريحا. وقد شاركت بعض هذه الوحدات في الحرب العالمية الثانية ضمن المجهود الحربي لقوات الحلفاء بحيث كانت من أفضل الجيوش العربية تسليحاً وتدريباً، هذا مع العلم بأن القيادة العامة للجيش بدءا من ضباط الصف وحتى القادة الكبار كانوا من الضباط البريطانيين، ولم يتعد عدد الضباط الكبار من العرب أصابع اليد الواحدة ( كان بين الخمسين ضابطاً كبيراً الذين قادوا قوات الجيش العربي خمسة فقط من الضباط العرب؛ وهم عبد الله التل، صدقي الجندي، حابس المجالي، عبد الحليم الساكت وعلي الحياري، علماً بأن صدقي الجندي وعبد الحليم الساكت انتميا لسلك البوليس ولم يكن لهما خبرة في المجال العسكري ).

    أما القائد العام لهذا الجيش فقد كان جون باغوت غلوب وهو من الضباط المؤسسين للفيلق العربي بحيث وقف على رأس الجيش الأردني قرابة الثلاثين عاماً إلى أن قام الملك حسين بن طلال بتنحيته عام 1956 فيما عرف في حينه بعملية تعريب الجيش.

    وقد حاول جلوب جاهداً طيلة هذه الفترة الانغماس الكامل في أشكال الحياة اليومية العربية من حيث اللباس ولغة التحدث والمآكل وحفظ الشعر والمأثورات العربية ولكنه لم ينس يوماً انتماءه لبريطانيا العظمى وتفانى في خدمة مصالحها ومصالح حلفائها.

    وقد وثق جلوب تجربته هذه بكتاب أسماه "جندي مع العرب" يحاكي فيه ابن جلدته توماس لورانس في كتابه المشهور "أعمدة الحكمة السبعة" من حيث كونه ينضح بمعاني الاستشراق والاستعلاء على قوم منحوه ثقتهم وسلموه مقاليد الأمور.

    بلغ عدد أفراد الجيش الأردني الذين اشتركوا في القتال قرابة 4500 جندي، يضاف إليهم 1500 من المتطوعين (يختلف هذا العدد الوارد في العديد من المصادر مع العدد الذي أورده عبد الله التل في كتابه "كارثة فلسطين" والذي يحدث فيه عن 9050 مقاتل ). انضووا في إطار أربعة ألوية ضمت خمسة عشرة كتيبة، وقد أخذت مواقعها حسب التفصيل التالي:

    اللواء الأول تمركز في منطقة مدينة رام الله وقرية النبي صموئيل وقرية بدو، وتوزعت كتائب اللواء الثاني والتي ضمت بطاريات المدفعية وبعض فرق المستودعات والذخائر وبعض الكتائب المدرعة بين أريحا ورام الله والخليل واللد والرملة ونابلس ومنطقة جسر المجامع.

    أما قوات اللواء الثالث في منطقة اللطرون والتلال المشرفة على منطقة باب الواد الإستراتيجية جاعلة من قرية يالو مقر قيادة لها. أما اللواء الرابع فقد جعل من مدينة رام الله مقر قيادة له فيما توزعت كتائبه بين رام الله وأريحا ومنطقة الجفتلك والخان الأحمر ومنطقة جسر داميا.

    امتلكت هذه القوات من العتاد والذخائر ما مجموعه: 72 مدرعة ثقيلة مجهزة بمدفع ورشاشين، 52 مدرعة خفيفة مجهزة برشاشين، 24 بطارية مدفع من عيار زنة 25 رطلاً، 38 بطارية مدفع من عيار زنة ستة أرطال، 40 مدفع هاون، 29 مدفعا من قياس 2 بوصة، 334 رشاشاً من طراز برن، 22 رشاشاً من طراز فيكرز، 35 رشاشاً من طراز هوشكيز، 668 رشاشاً من طراز طومسون و7359 بندقية.

    إن المتأمل لهذه الأرقام يمكن أن يلحظ بان قوات الجيش الأردني كانت مسلحة تسليحاً جيداً، ومجهزة بالعتاد الكافي ليخوض الحرب كما خطط لها. ولكن اللواء عبد الله التل قائد الكتيبة السادسة يتحدث في كتابه عن خلل في توزيع هذا العتاد بين الكتائب والفرق المختلفة بحيث جعل السلاح الحديث والثقيل تحت إمرة ضباط بريطانيين يأتمرون بشكل مباشر بأوامر جلوب باشا الذي اهتم، حسب أقوال عبد الله التل، بعدم منح الفرق والكتائب التي كانت تحت إمرة الضباط العرب المدافع الثقيلة والسيارات المدرعة وكافة وسائل الحركة السريعة والناجعة.

    وقد قال عبد الله التل في ذلك ملوحاً إلى تواطؤ بريطاني واضح: "وثمة أمر هام وهو أن الكتائب التي كان يقودها الإنجليز كانت مسلحة ومتحركة وجنودها المشاة تنقلهم السيارات، وقد بلغ عدد سيارات كل كتيبة بما في ذلك المدرعات أكثر من مئة سيارة، بينما لم تصرف للكتائب التي يقودها العرب – أي الرابعة والخامسة والسادسة – سوى عدد قليل من السيارات لم يتجاوز أصابع اليد".

    لم يفتأ التل عن ذكر هذا التواطؤ في كافة أجزاء كتابه ويستشف مما كتبه بأن المنجزات العسكرية للجيش الأردني في معارك القدس القديمة وباب الواد وكفار عتسيون كانت رغماً عن هذا التواطؤ. وعن ذلك سنفصل في الحلقة القادمة
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الخميس يوليو 08, 2010 6:35 am

    من دفاتر النكبة (30 ):
    الجيوش العربية النظامية ودورها في حرب فلسطين (4)../ د.مصطفى كبها
    خاص بـ عــ48ـرب
    07/07/2010 10:19
    الجيش الأردني ومعارك القدس: على الرغم من كل الادعاءات حول تواطؤ الضباط البريطانيين ومحاولتهم عرقلة المجهود الحربي للجيش الأردني في فلسطين، فقد حاول بعض الضباط الأردنيين، وعلى رأسهم الكولونيل عبد الله التل، بذل كل ما في وسعهم من جهود لعدم تخييب الآمال التي بنيت عليهم خاصة في قطاع القدس التي حاول اليهود فرض سيطرتهم عليها وعلى مداخلها بكل ثمن.

    احتلال مستوطني عطروت (قلندية) ونفي يعقوب: وقعت هاتان المستوطنتان شمالي مدينة القدس وقد شكلتا حاجزاً فاصلاً بين مدينة القدس وعمقها الريفي من جهة الشمال، هذا مع العلم بأنهما تعرضا لحصار شبه تام منذ بداية المصادمات فشهر كانون الأول 1947. وقد تسبب هذا الحصار بنضوب الكثير من موارد المستوطنتين الشيء الذي قوّض، إلى حد كبير، من قدرتهما على الصمود.

    ألقيت مسؤولية احتلال المستوطنتين على عاتق الكتيبة الأردنية الخامسة التي تمركزت في محيط مدينة رام الله، وقد حدد يوم السابع عشر من أيار 1948 موعداً للهجوم. كان اليهود المرابطون في المستوطنتين قد علموا كما يبدو ( على الأرجح من ضباط انجليز عملوا مع الجيش الأردني ) بالنوايا الأردنية، وعندما أيقنوا بأنه لن يكون بمقدورهم الصمود أمام الهجوم المرتقب قاموا بإخلاء المستوطنين مع كامل العدة والعتاد، ودخلتهما القوات الأردنية بلا قتال.

    في كتابه " كارثة فلسطين " يصف عبد الله التل وقائع احتلال المستوطنتين وعملية سلب الممتلكات ونقلها إلى عمان قائلاً: " وحينما وصلت طلائع الكتيبة الخامسة إلى هاتين المستعمرتين في يوم الاثنين 1948. 5. 17 وجدوا أن اليهود قد انسحبوا بأسلحتهم وذخائرهم وكما حصل في مشروعي روتنبرغ والبوتاس فقد حصل في قلندية والنبي يعقوب إذ أوعزت حكومة عمان إلى قائد المنطقة أن يباشر نقل أثاث المستعمرتين إلى بيوت الوزراء والمقربين إلى القصر. وتمت العملية بنجاح كبير حتى أن الطحين والأبقار نقلت بسيارات الجيش إلى عمان".

    لم تقتصر اتهامات عبد الله التل على عملية نقل الغنائم إلى عمان وتوزيعها على أصحاب النفوذ، ولكنه اتهم أيضا الضابط البريطاني لاش الذي تعمد تأخير ساعة الصفر المحددة للهجوم بيومين بغرض تمكين المقاتلين اليهود مغادرتها مع سلاحهم. وكما يبدو فإن لهذا الاتهام ما يبرره، وذلك لأنه لم تكن هناك أسباب وجيهة تدعو إلى تأجيل الهجوم مدة 48 ساعة في حين كانت كل دقيقة مهمة لدى الجانب اليهودي الذي سعى لتقوية نقاط ضعفه في هذه المنطقة ليتسنى له تنظيم عملية الصراع العسكري على القدس والمحافظة على طرق الإمدادات للحياء اليهودية فيها.

    معارك الشيخ جراح: كان حي الشيخ جراح (وهو حي عربي يقع شمالي القدس ) قد سقط في أيدي القوات اليهودية قبل وصول الجيوش العربية النظامية بأيام قليلة، وقد ألقيت على عاتق الكتيبة الأردنية الخامسة مسؤولية استرجاعه بعد نجاحها باحتلال عطروت والنبي يعقوب.

    قامت بالهجوم سريتا مدرعات خفيفة بقيادة الضابطين سليمان مسعود وحمدان صبيح. بدأ الهجوم مساء يوم السابع عشر من أيار من خلال قصف مركز بالمدفعية الثقيلة استهدف القوات اليهودية المتحصنة في حي الشيخ جراح. استمر القصف المدفعي الثقيل طيلة ليلة 17 -18 أيار وفي فجر يوم الثلاثاء الموافق الثامن عشر من الشهر ذاته تقدمت المدرعات تحت ساتر القصف المدفعي واسترجعت جميع بيوت الحي مع إشراقة شمس اليوم ذاته. انسحب اليهود نحو الغرب تاركين هناك بعض القتلى والكثير من الدمار الذي أحدثه القصف المتبادل لبيوت الحي.

    نتيجة احتلال حي الشيح جراح، أحدثت القوات الأردنية المتقدمة من الشمال على الجنوب تواصلاً مع قوات المقاتلين الفلسطينيين التابعين لوحدات جيش الجهاد المقدس الذين رابطوا في منطقتي وادي الجوز وباب الساهرة.

    أما المصادر اليهودية فتتحدث عن انسحاب تكتيكي قامت به القوات اليهودية التي رابطت في الشيخ جراح. ولكن المتمعن بنتائج المعارك الدامية التي دارت في يومي السابع عشر والثامن عشر من أيار لن يكون بوسعه فهم هذا " الانسحاب التكتيكي " الذي أبقى على مناطق مستشفى هداسا ( القديم ) والجامعة العبرية مناطق معزولة عن باقي الأحياء اليهودية بل انه فتح الطريق أمام الجيش الأردني لإحكام السيطرة على الطرق المؤدية للمدينة القديمة بشكل مهد لمحاصرة واحتلال الحي اليهودي في البلدة القديمة، وتكثيف الضغط على الأحياء اليهودية في القدس الغربية والطريق الممتد حتى بيت لحم والخليل وعن ذلك سنتحدث في الحلقة القادمة
    rita
    rita

    مشرفة المنتدي الأخباري  مشرفة المنتدي الأخباري



    انثى
    عدد الرسائل : 1809
    العمر : 29
    العمل/الترفيه : أنا شاهد المذبحة وشهيد الخريطة انا وليد الكلمات البسيطة.
    المزاج : تمام
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 7576
    تقييم الأعضاء : 3
    تاريخ التسجيل : 22/01/2010
    الأوسمة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف rita الخميس يوليو 08, 2010 7:44 am

    بالفعل اخي لك مني جزيل الشكر على هكذا موضوع مهم استفدنا منه الكثير ليبقى تاريخنا دوما في ذهننا
    يعطيك العافية
    تحياتي
    احمد ابو حميد
    احمد ابو حميد

    جندي نشيط  جندي نشيط



    ذكر
    عدد الرسائل : 133
    العمر : 33
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 5295
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 01/04/2010
    الأوسمة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف احمد ابو حميد الثلاثاء يوليو 13, 2010 8:20 pm

    شكرا لك رفيق بس في مشكله فينا نحن العرب عامه واهل فلسطين خاصه نحن نمجد الناضي وهذا شي جميل ولكن نحن نقسم عقولنا نصفها للماضي وربع النصف الاخر للحاضر وباقي الربع فراغ تام ما في عندنا نظره للمستقبل ولا بننظر للمستقبل بشي عكس اسرائيل الي كل تفكيرها للمستقبل \\\\ ابو اسير
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الأحد يوليو 18, 2010 7:30 am

    شكرا لكم رفاقي على المرور
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 4 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الخميس يوليو 22, 2010 7:06 am

    من دفاتر النكبة (31):
    الجيوش العربية النظامية ودورها في حرب فلسطين (5)../ د.مصطفى كبها
    19/07/2010 14:24
    معركة "رامات راحيل" وتعاون مصري –أردني محدود:
    كان أحد أهم أسباب الإخفاق العربي في حرب 1948 هو عدم التنسيق بل التنافر والتنافس وحتى التصادم في بعض القطاعات. ولكن الأمر لم يخل في بعض الأحيان من التنسيق حتى ولو كان ذلك على نطاق محلي ضيق ورغماً عن القيادات العليا للجيوش. ولعل معركة "رمات راحيل" التي دارت رحاها في منطقة جنوبي غرب القدس بين قوات مصرية وأردنية مشتركة هي من المعارك النادرة التي جرى فيها مثل هذا التنسيق.

    وقعت "رمات راحيل" على تل عال مشرف على قرية صور باهر العربية، ويتحكم بشكل شبه تام بطريق القدس – بيت لحم. كانت بيوت هذه المستوطنة ضخمة ومحصنة تحصيناً منيعاً تحيطها ثلاثة خطوط دفاع بنيت بشكل بيضوي يجعل النفاد منها نحو بيوت المستوطنة أمراً بالغ الصعوبة فيه الكثير من المجازفة.

    عند تقدم الجيش الأردني لاحتلال المنطقة المحيطة بالحزام الجنوبي - الغربي لمدينة القدس وبالمقابل تحرك وحدات المتطوعين المصريين بقيادة الضابط أحمد عبد العزيز، والمرابطة في منطقة بيت لحم، بالاتجاه المعاكس نتج أن تكون هذه المستوطنة حاجزاً مانعاً يمنع تواصل القوات العربية مع بعضها البعض.

    قرر القائد أحمد عبد العزيز احتلال هذه المستوطنة المنيعة بكل ثمن، وقد خابر في ذلك الجانب الأردني وعلى الأخص القائد عبد الله التل الذي لم يتوان ولم يتردد عن الاستجابة لهذا الطلب واعداً الطرف المصري بمواكبة تقدم قوات المشاة المصرية بقصف مدفعي مركز وبإرسال وحدات إمداد ومؤازرة من قوات المشاة ووحدات المدرعات الخفيفة التي كانت تحت قيادته.

    بدأ الهجوم على "رامات راحيل" صباح يوم الاثنين الموافق الرابع والعشرين من أيار 1948 وقد شاركت فيه من الجيش الأردني القوات التالية: من السرية الثانية عشرة اشترك خمسون جندياً ومدرعتان خفيفتان مجهزتان بقاذفات للهاون والمدافع الرشاشة. ومن سرايا المتطوعين اشترك قرابة 120 متطوعاً من سرية أسامة بن زيد بن حارثة، وسرية أبو عبيدة عامر بن الجراح، وقد كانت هذه القوات تحت القيادة الميدانية للضابط محمد قسيم. وقد انضمت هذه القوات إلى قوات المتطوعين المصرية البالغ عددها في هذا القطاع قرابة 250 مقاتلاً والمسلحين بالبنادق الخفيفة ومدافع المورتر والمدافع الرشاشة.

    تقدمت قوات المشاة نحو الموقع بعد أن قامت المدفعية الأردنية بالتمهيد للتقدم من خلال قصف مركز لـ"رمات راحيل" وللأحياء اليهودية في القدس الغربية رغبة بإشغال تلك الأحياء ومنعها من محاولة التدخل في المعركة لتخفيف الضغط عن القوات اليهودية المتواجدة داخل المستوطنة.

    بعد ذلك القصف المركز استطاعت قوات المشاة العربية من دخول بيوت القرية المحصنة، وذلك بعد أن تعرضت تلك البيوت والمواقع الدفاعية المحصنة التي أحاطت بها إلى دمار هائل بعد القصف المدفعي المركز من جانب المدفعية المصرية والمدفعية الأردنية وأعمال فرق الألغام المتقدمة التي استطاعت تحت غطاء القصف المدفعي زرع الألغام في الدشم الحصينة وتفجيرها.

    مع قدوم ظهر يوم الاثنين كان القتال قد انحصر بين القوات العربية المهاجمة والقوات اليهودية في منزل حصين مكون من طابقين طبقت فيه القوات المدافعة نظرية "حبة الجوز غير القابلة للكسر " واضعين كل ما يملكون من قوة في سبيل منع كسر حبة الجوز تلك. ولعل الأمر الذي ساعد "حبة الجوز" تلك على الصمود هو انشغال الكثير، من قوات المتطوعين العرب ومن جاء وراءهم من قوات "الفزعة" وبعض المدنيين، بجمع الغنائم من بيوت كيبوتس "رمات راحيل" بشكل جعل الفوضى تدب في صفوف المهاجمين ومنعتهم من إكمال عملية الاحتلال التام للمستوطنة.

    يصف عبد الله التل تلك الفوضى بأسى شديد قائلاً: "وقع ما اعتاد العرب القيام به في كل مرة يكون فيها النصر حليفهم. فما أن شعر العرب في تلك المنطقة بانتصار الجيش واحتلال المستعمرة حتى أخذوا يفدون إلى منطقة القتال بالمئات وهمهم كسب الغنائم. وقد نجحوا في مهمتهم هذه ونقلوا جميع ما كان في المستعمرة من أثاث وأبقار وأرزاق ويا ليتهم فعلوا ذلك دون نشر العدوى إلى القوات المقاتلة. فحينما شاهد الجنود الأردنيون والمناضلون أن إخوانهم من غير المحاربين يغنمون وينقلون الأموال الكثيرة أصيبوا بحمى الطمع والحسد، ومن هنا نشأت خطورة السماح للمدنيين بالاقتراب من ميادين القتال.

    وقد ثبت أنه لم يكن من السهل منعهم، في ذلك القطاع من الميدان، بسبب قربهم من المستعمرة وتحمسهم لمشاهدة القتال. وفي دقائق معدودة تحول الهجوم من الهدف الذي رسمه القائد، وشرع الجنود الأردنيون والمناضلون يجمعون الغنائم أسوة بغير المحاربين. وحاول القائد أن يمنع تحول المحاربين عن أهدافهم الرئيسية وهي احتلال المستعمرة وتطهيرها ثم تثبيت المراكز قبل أن يقوم العدو بهجومه المعاكس. ولكن جهوده ذهبت أدراج الرياح لأن المحاربين بدأوا يعودون مثقلين بالغنائم وهدفهم تأمين إيصالها إلى المؤخرة، فصار منظر الميدان محزناً ومخزياً ولم يذق مرارته سوى القائد احمد عبد العزيز والرئيس قسيم محمد والملازم قاسم الناصر من ضباط الجيش العربي ".

    ليس من الصعوبة على المرء أن يقدر نهاية هذا السيناريو المحزن الذي يصفه عبد التل في أقواله أعلاه، فانشغال أعداد كبيرة من المهاجمين بأعمال جمع الغنائم ومحاولة إيصالها إلى القرى العربية المجاورة وعلى الأخص قرية صور باهر، مكّن المدافعين من أن يتنفسوا الصعداء وأن يصمدوا حتى قدوم طلائع الإمدادات اليهودية التي وصلت بعد حلول الظلام وتسللت نحو البيت الذي تحصن فيه المدافعون بل استطاعت بعملية التفاف ليلي على استعادة العديد من بيوت ومواقع المستوطنة بل أوشكت عند بزوغ فجر اليوم التالي على محاصرة القائد أحمد عبد العزيز ومن تبقى معه من ضباط وجنود. وكانت الطامة الكبرى حين أمر الضابط البريطاني الأعلى (في الجيش الأردني) في المنطقة الجنرال لاش المقدم حكمت مهيار، قائد السرية الثانية عشرة، بسحب الجنود الأردنيين المشاركين في المنطقة وإعادتهم الفورية إلى مواقعهم الأولى التي تمركزوا فيها قبل نشوب المعركة.

    ولعل ما ورد في الرواية اليهودية عن المعركة ما يصف النهاية البائسة، من الناحية العربية، لهذه المعركة، حيث جاء هناك: "في محيط "رمات راحيل" جنوبي القدس دارت رحى قتال مرير حيث انتقل الكيبوتس من يد إلى يد، ونجح المصريون بالتمركز في شقه الشرقي.

    قام الزعماء المدنيون اليهود في القدس دوف يوسف وزلمان أران وجرشون دوبكين بالتوجه بشكل يائس إلى إسحاق رابين (قائد الكتيبة الخامسة للبلماح في حينه، م. ك ) طالبين منه أن يتدخل. قام رابين بإعلام دافيد شآلتيئيل باستعداد كتيبة هارئيل التابعة للبالماح للمشاركة في المعركة الدائرة في "رمات راحيل". في فجر يوم الخامس والعشرين من أيار قامت قوات تابعة لكتيبة هارئيل بمحاولة احتلال مبنى حاضنة الأولاد الواقع في القسم الشرقي من الكيبوتس والذي كان تحت سيطرة القوات المصرية، وقامت وحدة مدرعة تابعة لهذه الكتيبة بمؤازرة الهجوم الذي فشل بسبب تحصن القوات المصرية في الموقع.... في فجر يوم السادس والعشرين من أيار تعرض المصريون لقصف مركز من مدافع من طراز "ديفيدكا " بشكل أجبرهم على الانسحاب من مواقعهم وإخلاء رمات راحيل".

    لم تفز هذه المعركة بتغطية جديرة ممن كتبوا عن تاريخ المعارك في قطاع القدس - بيت لحم في عام 1948، خاصة وأنها كانت من المرات النادرة التي جرى فيها تنسيق مسبق بين القوات المصرية والأردنية. صحيح أن المحصلة النهائية للمعركة كانت بائسة ولكنه كان من الجدير تغطية تفاصيل هذه المعركة وتحليل نتائجها بشكل أن يفسر جانباً الإخفاق العربي في الحرب حتى في المواقع التي توفرت فيها مكونات النجاح كما كان الوضع في بداية المعركة في "رمات راحيل".

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:39 pm