ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


+17
بوليفار
ابو عدى
عاشقة أرض الوطن
بنت الشعبية
zen
المناضل
ريتا
بنت الثورة
che_lady
الملاك الحنون
سيد
جيفارا غزه
ماركسي
ابنة الجبهة الشعبية
حكيم الثورة
النسر الأحمر
ابو وطن
21 مشترك

    حلقات من دفاتر النكبة

    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الثلاثاء يوليو 14, 2009 5:37 am

    تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

    رفاقي لاعزاء اليكم حلقات كل يوم حلقة من دفاتر النكبة وفيها ادق التفاصيل ارجو التفاعل
    من دفاتر النكبة (1):
    معركة جنين(2-4 حزيران 1948 ) وأبعادها الاستراتيجية والتاريخية../ د.مصطفى كبها




    تعتبر معركة جنين الأولى والتي جرت بين الثاني والرابع من حزيران عام 1948 في قطاع مدينة جنين الفلسطينية وعمقها القروي من أكثر المعارك تأثيراً على مجريات الحرب في النصف الثاني من عام 1948. فلهذه المعركة الكثير من المدلولات التكتيكية والاستراتيجية والعديد من الانعكاسات القريبة والطويلة المدى على سير المعارك وعلى معنويات الشعب الفلسطيني وصموده في هذا القطاع المهم من جبهات القتال.

    منذ البداية، ظهر واضحاً للعيان أن قوات الجيوش العربية التي جاءت إلى فلسطين في الخامس عشر من أيار 1948 ورابطت في أجزاء مختلفة منها كانت تتمركز وتشترك في القتال، بشكل فعلي، فقط في المناطق المخصصة للدولة العربية حسب قرار التقسيم. هذا في حين لم تلتزم القوات اليهودية بذلك،حيث لم تكتف باحتلال المناطق المخصصة للدولة اليهودية بل هاجمت مناطق مخصصة للدولة العربية وقامت باحتلالها حتى قبل مغادرة القوات البريطانية فلسطين في الخامس عشر من أيار 1948.

    بعد ان أكملت القوات اليهودية احتلال قرى المزار ونوريس وزرعين وتهجير أهلها في الثلاثين والحادي والثلاثين من ايار 1948، بدأت هذه القوات تقصف مدينة جنين بمدافع الهاون وبعض الطلعات الجوية وقد تركزت معظم الهجمات على محيط منطقة القلعة ( نقطة البولسي التي كانت في الماضي جزءاً من حزام القلاع الذي أقامه الضابط البريطاني تشارلز تيجارت أثناء ثورة 1936 -1939 ) والتي كانت مقراً للقوات المدافعة عن المدينة.

    كان هذا القصف يهدف، كما يبدو، لتحقيق جملة من الأهداف العسكرية والاستراتيجية بعيدة المدى. فمن الناحية العسكرية كانت هذه الهجمات تهدف لاحتلال مدينة جنين والوصول إلى مفرقي قباطية ودير شرف الاستراتيجيين بحيث يكون من شأن القوات الواصلة إلى هناك عزل القوات العراقية المتمركزة في المثلث ومفاجأتها من الخلف بشكل يضطرها للانسحاب أو التسليم وهو أمر يعزز إلى حد كبير الوضع العسكري للقوات الإسرائيلية في االمواقع التي كانت قد احتلتها في قضائي حيفا وبيسان.

    أما على الصعيد الاستراتيجي فقد كان هذا القصف يهدف لترويع السكان المدنيين وتعجيل تهجيرهم كما حصل في القرى والمدن العربية التي كانت قد احتلت وهجر سكانها قبل ذلك. هذا مع العلم أن نسبة عالية من اللاجئين القادمين من قطاعات حيفا وبيسان، كانت قد وجدت لها ملجأ في مدينة جنين ومحيطها، إذ أن تهجير سكان المدينة ومحيطها أنفسهم كان من الممكن ان يبعد اللاجئين مسافة أكبر عن قراهم ويزعزع لديهم المعنويات والإصرار على العودة.

    كما وثمة هدف آخر سعت القيادة الإسرائيلية لتحقيقه وهو محاولة منع هجوم عراقي محتمل نحو العفولة ومرج ابن عامر يكون من شأنه عزل القوات اليهودية المتواجدة في منطقة بيسان وطبريا.

    في البداية نزح سكان زرعين والمزار ونورس وصندلة ومقيبلة والجلمة وزبوبة إلى جنين وبرقين وميثلون وقرى أخرى، ولكن مع اجتياح القوات الاسرائيلية مدينة جنين في الثاني من حزيران 1948 نزح اللاجئون وسكان مدينة جنين وقرية برقين أنفسهم نحو قرى جنوب القضاء وقرى شمالي قضاء نابلس.

    بلغ عدد القوات اليهودية المهاجمة قرابة 4000 مقاتل انتظموا في أربع فرق، ثلاث منها (الفرق 21 و 22 للواء كرملي والفرقة 13 للواء جولاني) قامت بالهجوم بشكل فعلي، أما الرابعة فقد انحصر نشاطها في أعمال التمويه والامداد. أما القوات العربية المدافعة فقد تكونت من: 250 جندياً عراقياً ينتمون إلى سريتين الأولى سرية مشاة بقيادة نوح عبد الله الحلبي وسرية مدرعات بقيادة الضابط محسن الأعظمي.

    وقد كانت هذه القوات مسلحة ببضعة مدافع هاون وسبع مدرعات وخمس رشاشات من طراز فيكرز. إلى جانب القوة العراقية كان هناك فصيل فلسطيني يتكون من خمسين مقاتلاً من قرى شرقي قضاء جنين يقوده الشهيد داود الحوراني وفصيل فلسطيني آخر يقوده فوزي فياض جرار من صانور وقد كان يتبع جيش الجهاد المقدس هذا إضافة لفصيل من المتطوعين الفلسطينيين والأردنيين كان يقودهم الضابط عبد الرحمن الصحن (وقد كانوا مرابطين قبل ذلك في قرى شمالي قضاء جنين كزرعين والمزار ونوريس) وبعض رجال البوليس الفلسطيني برئاسة الملازم نايف صالح البرغوش. وقد كان كل المتطوعين ورجال البوليس مسلحين سلاحاً خفيفاً لم يتعد البنادق الشخصية وبعض صناديق الذخيرة للبنادق الخفيفة. اما السرية التابعة للجيش الأردني والتي كانت تحت قيادة الضابط عصر المجالي ( إبن الشيخ رفيفان المجالي ) فقد كانت قد غادرت جنين قبيل الهجوم الإسرائيلي بأربع وعشرين ساعة وقد أثار انسحابها الهلع في قلوب المدنيين وصاحب ذلك تدهور حاد في معنوياتهم.

    مع قدوم الضابط العراقي نوح الحلبي ( من مواليد الموصل عام 1909، خريج الكلية العسكرية في بغداد وقد أنهى خدمته في الجيش العراقي برتبة عقيد ) مع سريته في ليلة الثاني من حزيران أصبح هو القائد الأعلى لكافة الجنود والمتطوعين العرب وقد جعل مبنى قلعة البوليس مقراً لقيادته، وقد كان معه في مقر القيادة إضافة لقادة الوحدات المذكورة أعلاه قائمقام جنين عصام الشوا وقاضي محكمة الصلح في جنين خليل العبوشي والدكتور نصفت كمال وضابط البوليس نور الدين العبوشي.

    سير المعركة: في غضون يوم الثاني من حزيران 1948 وليلة الثالث منه، استطاعت القوات الإسرائيلية السيطرة على معظم التلال المحيطة بمدينة جنين بل واقتحمت معظم الأحياء السكانية بحيث لم يبق بيد القوات المدافعة سوى بعض الجيوب ومبنى القيادة في القلعة. وقد ابرق القائد نوح الحلبي إلى كافة القطاعات العراقية في فلسطين طالباً النجدة، وذلك بعد أن أوشكت ذخيرة جنوده على النفاذ. وقد كانت الوحدات التي يقودها المقدم عمر علي ( من مواليد كركوك عام 1910، خريج كلية بغداد العسكرية أنهى خدمته في الجيش العراقي برتبة زعيم ركن ) هي أقرب الوحدات العراقية إلى جنين حيث كانت هذه الوحدات في طريقها لاستبدال وحدات عراقية أخرى مرابطة في منطقة المثلث الجنوبي ( الطيرة وكفر قاسم ).

    بدأت طلائع القوة العراقية تصل مشارف جنين في الساعات المبكرة من فجر الثالث من حزيران، وقد سارت هذه القوات، التي ساندتها قوات من المتطوعين الفلسطينيين، في مسارين: الأول على الطريق العام نابلس - جنين وقد كانت هذه القوات برئاسة المقدم ميخائيل شلمون ( عراقي –أشوري)، والثاني كان بقيادة عمر علي وقد سلك طريقاً فرعياً غربي الطريق العام ليتسنى له مفاجأة القوات اليهودية من الخلف في منطقة برقين –اليامون.

    حاولت القوات اليهودية وقف تقدم النجدات العراقية من خلال قصفها من الجو من دير شرف وحتى جنين لكن هذه الهجمات لم تفلح بوقف التقدم سيما وأن تقدم القوات العراقية كان قد تم في الليل. بدأ الالتحام بين القوات في الثامنة صباحاً من يوم الثالث من حزيران. في البداية احتلت القوات العربية سفوح برقين وبعد ذلك استطاعت هذه القوات من السيطرة على تل الخروبة الاستراتيجي بعد معركة في السلاح الأبيض خاضتها سرية عراقية بقيادة الضابط إدريس عبد اللطيف. ثم اشتد القتال في منطقة محطة السكة الحديدية التي جعلتها القيادة اليهودية مقراً لها. في عصر ذلك اليوم حاولت القوات اليهودية القيام بهجوم مضاد من خلال وحدة مدرعات ووحدتي مشاة ولكن نيران المدفعية العراقية منعت هذا الهجوم من تحقيق أي انجاز على الأرض بل قامت القوات العراقية وقوات المتطوعين الفلسطينيين بهجوم آخر تكلل في صباح الرابع من حزيران بطرد القوات اليهودية من كافة الأحياء السكنية للمدينة بل طاردت فلول القوات المنسحبة إلى ظاهر جنين الشمالي، حيث انتهت الأعمال القتالية حوالي الساعة الحادية عشرة قبل الظهر.

    وقد غنم الجيش العراقي في هذه المعركة حوالي 300 بندقية من طرازات مختلفة وعشرة مدافع هاون وعشرين رشاشاً وأربعة أجهزة لاسلكية. قدرت خسائر القوات الإسرائيلية ب-300 بين قتيل وجريح، في حين قدرت الخسائر العربية بنحو 100 من العسكريين (عراقيين وفلسطينيين وأردنيين ) ونحو خمسين مدنياً.

    الملفت للنظر أن هذه المعركة لم تحظ بالاهتمام البالغ من جهة الكتاب والمؤرخين اليهود، فقد اختار البعض تجاهلها في حين ذكرها البعض الآخر بشكل عرضي، في حين لم ير فيها من ذكرها إخفاقاً بل انجازاً منع التواصل بين قوات الجيش العراقي في محيط المثلث الكبير ( جنين – نابلس – طولكرم ) وبين قوات جيش الانقاذ في الجليل. وعلى سبيل المثال فقد قال موشيه كرمل قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي آنذاك في معرض حديثه عن تلك المعركة: " هذه المعركة المرة التي دفعنا فيها أغلى الدماء، حسمت مصير مرج يزراعيل الذي أصبح بعدها لنا إذ أن خطط وتحضيرات العدو لمهاجمة العفولة تحولت إلى شظايا بعد المعارك الطاحنة التي دارت في جنين ومحيطها".

    صحيح أن خط النار بعد هذه المعركة كان على مشارف مدينة جنين، لكن القوات العراقية سعت لإبعاده قرابة 15 كم نحو الشمال وقد نجحت في ذلك في سلسلة من الهجمات قامت بها في الثامن من تموز 1948، بحيث أضحى خط النار على تخوم قرية زرعين المهجرة شمالي خط قرى صندلة ومقيبلة، وقد بقي هذا خطاً للنار حتى اتفاقية رودس في ربيع 1949 بين الأردن وإسرائيل والتي جرى بموجبها تسليم قرى مقيبلة وصندلة للقوات الإسرائيلية التي دخلتها في تموز 1949. في حين كان العراقيون قد غادروا تلك المنطقة وسلموها للجيش الأردني في كانون الثاني من العام 1949.

    وللخلاصة نقول إنه لولا الإنجاز الذي حققته القوات العراقية وقوات المتطوعين من الفلسطينيين والأردنيين في معركة جنين لكان جزء كبير من قرى هذا القضاء في عداد القرى المهجرة وربما مدينة جنين نفسها التي كان سكانها قد نزحوا بمعظمهم عنها أثناء موجة الهجوم الإسرائيلية الأولى وقد عادوا بعد استردادها من قبل القوات
    العربية

    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    عدد الرسائل : 6822
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن السبت سبتمبر 05, 2009 8:58 am

    من دفاتر النكبة (13):
    فوزي القاوقجي ومعركة "مشمار هعيمق"../



    تعتبر شخصية فوزي القاوقجي من الشخصيات المؤثرة والمثيرة للجدل في التاريخ الفلسطيني الحديث خاصة في تلك الفترة المفصلية التي جمعت ثورة 1936 -1939 ونكبة 1947 -1947. شهدت كيفية تسجيل نشاطه في النضال الوطني الفلسطيني في الذاكرة الجماعية الفلسطينية والعربية مراوحة بين وصفه بالبطل المغوار والقائد العسكري المتمرس في مراحل معينة (خاصة في تلك الفترة الدقيقة المشار إليها أعلاه) وبين نعته بعد ذلك بالخيانة أو التقصير والتفريط على أقل تقدير.

    ولد فوزي القاوقجي في طرابلس لبنان عام 1890، تجند في الجيش العثماني وترقى إلى رتبة ضابط كبير في سلاح الخيالة. شارك في معارك الحرب العالمية الأولى على أكثر من جبهة: في العراق والبلقان وفلسطين، وجرح فيها أكثر من مرة.

    اشترك القاوقجي كذلك في الثورات السورية المختلفة في عشرينيات القرن الماضي وعند تأسيس الكلية العسكرية في بغداد عين محاضراً فيها، وهناك حصل على الجنسية العراقية التي كانت قد سحبت منه بعد ذلك بعد اشتراكه في ثورة أيار 1941 التي قادها رشيد عالي الكيلاني.

    في الثورة الفلسطينية لعام 1936 -1939 قاد القاوقجي أربعة فصائل من المتطوعين العرب الذين وصلوا إلى فلسطين في آب 1936 وغادروها في تشرين أول من السنة ذاتها. أقام القاوقجي قيادة له على جبل حريش قرب قرية صانور في منطقة المثلث الكبير ( جنين – نابلس –طولكرم ). وهناك انضمت إليه بعض الفصائل المحلية ليخوض معها أربع معارك ضد القوات البريطانية في بلعا وجبع وبيت أمرين وكفر صور. بعد هذه المعارك التي حقق فيها القاوقجي بعض المنجزات وأظهر فيها بعض ملامح القيادة الميدانية، أحكم البريطانيون حصارهم لقواته في منطقة جنين وسهل طوباس. وقد توصل الطرفان، كما يبدو، إلى تفاهمات سمحت للقاوقجي وقوات المتطوعين العرب بمغادرة فلسطين في الرابع عشر من تشرين الأول من خلال فتحة في الطوق بجانب إحدى العبّارات على نهر الأردن. وعند تجدد الثورة المسلحة في تموز 1937 كان قادتها هذه المرة من الفلسطينيين.

    لم تنته بذلك قصة القاوقجي مع فلسطين، فمع اندلاع المصادمات المسلحة بين العرب واليهود على أثر صدور قرار التقسيم من قبل الأمم المتحدة في تشرين الثاني 1947، قامت اللجنة العسكرية التابعة للجامعة العربية بإرسال بعض الألوية العسكرية على عجل، وقد أطلق على هذه الألوية اسم " جيش الإنقاذ ". كان هذا الجيش تحت القيادة العليا للجنرالات العراقيين إسماعيل صفوت وطه الهاشمي، في حين أشغل القاوقجي منصب القائد الميداني في منطقة المثلث الكبير والأغوار في مراحل القتال الأولى وفي منطقة الجليل في مراحلها المتأخرة.

    يقع كيبوتس "مشمار هعيمق"، الذي كان تأسس عام 1926 وكان يسكنه في ذلك الحين 600 نسمة، على جانب الطريق الرئيسي الذي كان يربط جنين بحيفا، على بعد قرابة 26 كم إلى جهة الجنوب الشرقي من حيفا. وقد أحاطت به بعض القرى العربية مثل أبو شوشة، أبو زريق والغبيّات.

    في مطلع نيسان 1948 أراد القاوقجي أن يخفف من الضغط اليهودي على الأحياء العربية في حيفا من خلال مهاجمة بعض المستوطنات اليهودية الواقعة على طريق حيفا جنين وقد وقع الاختيار على كيبوتس "مشمار هعيمق".

    جعل القاوقجي من قرية المنسة (آخر قرى قضاء جنين من جهة حيفا ) مقراً لتجميع وتنظيم القوات المهاجمة. اشترك في عمليات التحضير للهجوم فوج القادسية بقيادة الضابط العراقي صالح مهدي، وفوج اليرموك بقيادة الضابط السوري محمد صفا، وسرية من فوج حطين كانت تحت القيادة المباشرة لفوزي القاوقجي، هذا إضافة إلى فصائل مسلحة من المقاتلين الفلسطينيين قادهم علي الفارس محاميد من أم الفحم. كان بحوزة القوات المهاجمة بطاريتا مدافع فرنسيتا الصنع من عيار 75 ملم وراجمات هاون من عيار 81 ملم وعشر مدرعات خفيفة.

    في ساعات بعد الظهيرة من يوم الرابع من نيسان 1948، بدأت القوات المهاجمة عملية الهجوم بقصف مركز على الكيبوتس، وقد سبب القصف أضراراً هائلة خاصة بكل ما يتعلق بالبنى التحتية وخطوط الدفاع الأولى. وما أن حلت ساعات المساء الأولى حتى كان قرابة 400 مقاتل من جيش الإنقاذ يقطعون الأسلاك الشائكة المحيطة بالمستوطنة، ويشتبكون مع المدافعين من قوات "الهاجاناه" وجهاً لوجه. استغل المدافعون توقف القتال في ساعات الليل ليخرجوا من الكيبوتس (من جهة الغرب التي كانت مازالت مفتوحة ) النساء والأطفال كما ووصلتهم نجدات جدية من السلاح وكتيبة كاملة من قوات "الهاجاناه" بقيادة مئير عميت.

    في صباح يوم الخامس من نيسان واصلت قوات جيش الإنقاذ التي كانت قد تمركزت على الشارع الرئيسي جنين – حيفا ( قرابة المئة متر شرقي مشمار هعيمق) قصفها الشديد للكيبوتس، وقام المقاتلون الفلسطينيون تحت غطاء ذلك القصف بالاستيلاء على بعض التلال المهمة المحيطة بالمستوطنة، خاصة تل خربة بيت راس الواقع شمالها.

    في ظهيرة اليوم ذاته تدخل قائد القاعدة الجوية البريطانية المجاورة، وعرض وقفاً لإطلاق النار لمدة 24 ساعة ليتسنى إخلاء القتلى والجرحى. وسارع الطرف اليهودي بقبول العرض، ولم يتردد الطرف العربي بقبوله هو الآخر الأمر الذي يطرح جملة من التساؤلات حول مدى حاجة الطرف العربي لهذا الوقف لا سيما وأنه كان على وشك إتمام احتلال المستوطنة. وقد يكون لهذا الموقف بالذات حصة الأسد في الشائعات التي انطلقت حول شخصية القاوقجي وعن وجود علاقات خفية بينه وبين القوات اليهودية.

    استغل الطرف اليهودي فترة الأربع وعشرين ساعة أحسن استغلال، وقد تم إخلاء كافة السكان من غير العسكريين واستقدام كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والمقاتلين، حيث قدم إلى منطقة الجعّارة (على بعد ثلاثة كيلومترات إلى الغرب من مشمار هعيمق ) اللواء الأول التابع لقوات "البلماح" بقيادة حاييم أبي نوعم. وضع الأخير خطة الهجوم المضاد الذي نوت القوات اليهودية شنه فور انتهاء الهدنة القصيرة. وقد اقتضت خطة الهجوم أن تقوم قوات "البلماح" بشن سلسلة من هجمات التغطية والتضليل على بعض القرى العربية في المنطقة وذلك بقصد تشتيت الجهد العربي في منطقة "مشمار هعيمق" وتجنيب الكيبوتس الدمار في حالة لو انطلق الهجوم من داخله.

    بدأ الهجوم المضاد في الثاني عشر من نيسان 1948 حيث نجحت قوات "البلماح" باحتلال قرى الغبيات وأبو شوشة وأبو زريق وهاجمت المنسة واللجون، لكنها لم تنجح في حينه باحتلالها، وقد هدمت القرى التي جرى احتلالها على الفور وذلك لمنع عودة سكانها ومنع استغلالها مجدداً قواعد لمهاجمة القوات اليهودية. أصاب سقوط تلك القرى السريع جنود جيش الإنقاذ المهاجمين لـ"مشمار هعيمق" بالإحباط هذا إضافة إلى أخبار محبطة أخرى وصلت من جبهة القدس تحدثت عن استشهاد عبد القادر الحسيني، قائد جيش الجهاد المقدس الفلسطيني، في معركة القسطل في الثامن من نيسان وأخبار المجزرة الفظيعة التي وقعت غداة ذلك أثناء احتلال القوات اليهودية لقرية دير ياسين المحاذية للقدس.

    هاجمت قوات "البلماح" قوات القاوقجي من جهتين: من جهة الغبيات في الجنوب، ومن جهة أبو شوشة من الشمال، وأصبح مقاتلو جيش الإنقاذ في مرمى نار القوات المهاجمة من الجهتين، إضافة إلى نيران المدافع الرشاشة التي انطلقت من داخل الكيبوتس. وبذلك وقع الجنود الذين كانوا ينتظرون استسلام الكيبوتس في مصيدة نيران شديدة أدت إلى سقوط العشرات منهم وتراجع الباقين إلى المنسة واللجون. وبذلك انتهت هذه المعركة بفشل الهجوم وتراجع جيش الإنقاذ إلى مواقع دفاعية.

    كان مجموع قتلى القوات اليهودية في المعركة قرابة العشرين في حين بلغ عدد الجرحى العشرات، أما في الطرف العربي فقد قدر عدد الإصابات بمائة بين شهيد وجريح.

    أثر فشل القاقوجي في "مشمار هعيمق" معنوياً على معنويات المقاتلين في العديد من المدن والقرى العربية، كانت أولها مدينة حيفا التي سقطت في الثاني والعشرين- الرابع والعشرين من نيسان وباقي القرى في الجهة الشرقية الجنوبية لقضاء حيفا والتي سقطت في تلك الفترة تباعاً.
    جيفارا غزه
    جيفارا غزه

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1502
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : مدرس تاريخ
    المزاج : صافى الذهن احيانا
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 7066
    تقييم الأعضاء : 6
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف جيفارا غزه الأحد سبتمبر 06, 2009 11:18 pm

    رفيقى /// ابو وطن
    مواضيعك كلها شيقه وفيها معلومات كتييييييييييييييييييييييير ممتعه نريد المزيد
    @@@ جيفارا غزة @@@
    عاشقة أرض الوطن
    عاشقة أرض الوطن

    مشرفة منتدى شؤون العدو الصهيوني والأستراحة
     مشرفة منتدى شؤون العدو الصهيوني والأستراحة



    انثى
    عدد الرسائل : 999
    العمر : 34
    المزاج : مبسوطة كتير كتيــــــــــــــــــــر
    رقم العضوية : 271
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 6772
    تقييم الأعضاء : 19
    تاريخ التسجيل : 15/02/2008
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف عاشقة أرض الوطن الإثنين سبتمبر 07, 2009 1:36 pm

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 12v
    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 20bc0be11c
    شكرا لك رفيقي العزيز تعلمت الكثير من هذه الدفاتر
    دائما مميز مثل مواضيعك المميزة والرئعة
    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 3de03f5609
    يعطيك العافية رفيقي
    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 B2979a051d
    تقبل مروري
    تحياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتي
    جيفارا غزه
    جيفارا غزه

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1502
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : مدرس تاريخ
    المزاج : صافى الذهن احيانا
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 7066
    تقييم الأعضاء : 6
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف جيفارا غزه الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 10:53 am

    الى الرفيق /// ابو وطن
    شو هالكلام المبدع صدقنى يوجد بعض المعلومات من حلقات النكبه كنت لاأعرف عنها شىء وبفضلك الان حفظتها استمر حتى النهايه وكلنا معك حتى النهايه .
    @@@ جيفارا غزة @@@
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الأربعاء سبتمبر 09, 2009 6:44 am

    كل الشكر للمرور رفق جيفارا غزة والرفيقة عاشقة ارض الوطن
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الأربعاء سبتمبر 09, 2009 6:45 am

    من دفاتر النكبة (14):
    طيرة الكرمل: حكاية نضال وصمود وتهجير
    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 B09615112412
    صورة جامع طيرة الكرمل الذي حول إلى كنيس
    طيرة الكرمل التي تعرف أيضاً باسم طيرة اللوز هي قرية من قرى قضاء حيفا الانتدابي، وتبعد عنها مسافة 10 كيلومترات باتجاه الجنوب. تمتد أراضيها من منطقة جامعة حيفا في أعلى الجبل وحتى شاطئ البحر في الغرب، ومن حي "دانيا" في الشمال وحتى أراضي عين حوض في الجنوب. كما وتحيط بالقرية بعض الخرب مثل خربة الدامون والشلالة وعين الحايك وخربة لوبية.

    بلغ عدد سكان الطيرة،عشية النكبة، 5800 نسمة في حين بلغت مساحة أراضيها قرابة 45000 دونم. ومن العائلات التي سكنت الطيرة يمكن أن نذكر: أبو راشد، السلمان، القوصيني، درباس، بستوني، زيدان، البطل، غنّام، حجير، أبو عيسى، الباش، الهندي، العسل، شبلاق، الناجي، باكير، بهلول، الحامولي، الشايب، الرباني، عمورة، السعدي، شلّح، الأبطح، أبو جاموس، دلول، أبو طايع، عسقول، الحسن، عويس، التيّم، بدران، قزلي والحميدي وعائلات أخرى.

    كان في القرية مدرستان (الحديثة منهما أنجز بناؤها عام 1947 وتعلم فيها أبناء الطيرة فصلا دراسيا واحدا قبل التهجير واللجوء وهي مكونة من ثلاثة طوابق تستعمل حتى اليوم مدرسة يهودية ثانوية) ومسجد جامع (حوله المستوطنون الجدد إلى كنيس ) ومقامان (مقام الشيخ خليل ومقام الشيخ عبد الله).

    الطيرة وثورة 1936 -1939 :
    شاركت الطيرة في النضال الوطني الفلسطيني منذ بدايته، حيث شارك العديد من أبنائها في هبة البراق نذكر منهم نمر قبيعة ومحمد عبد السلام وإبراهيم الصرفندي ومحمود التيّم وأسعد الدعاس وخالد محمد السمير. في حين انضم العديد من أبنائها المقيمين أو العاملين في حيفا إلى الخلايا المسلحة التي أقامها الشيخ عز الدين القسام في مطلع الثلاثينيات، ومنهم حسن الزواوي وعيسى البطل والشيخ حسن شبلاق وصالح أبو ليل ومحمد أبو طايع وأحمد غنّام وآخرون. وقد كان لهؤلاء الفضل الكبير في إقامة لجنة قومية في الطيرة وتأجيج نار إضراب وثورة 1936 -1939 عند انطلاقها في نيسان 1936.

    وفي أثناء الثورة تأسس في الطيرة فصيل كبير بقيادة الشيخ رشيد عبد الشيخ الذي كان يعمل تحت قيادة الشيخ عطية عوض من بلد الشيخ. وقد اشترك هذا الفصيل في عدة معارك منها معركة أم الدرج ومعركة أم الفحم ومعركة لد العوادين ومعركة أم الزينات. كما وشارك في اقتحام سجن عتليت.

    استشهد من أبناء الطيرة في ثورة 1936 – 1939 كل من : الشيخ رشيد عبد الشيخ، الشيخ ديب المحمد، حسن موسى السعدي، محمود أبو حسان، عيسى مفلح أبو راشد، محمود نمر درباس، محمد قاسم الشواهين، أحمد موسى الباش، أسعد سيّد أبو راشد، عبد الله يوسف أبو راشد، محمد أحمد السلمان ومحمود أبو حسان.

    معركة الصمود ومرارة التهجير :
    مع اندلاع المواجهات بين العرب واليهود على أثر صدور قرار التقسيم بدأت معركة صمود الطيرة التي استهدفتها الهجمات العسكرية اليهودية منذ بداية كانون الأول 1947. ففي بداية هذا الشهر استشهد المواطن الطيراوي عبد الرازق عبد النور في سوق الحسبة في حيفا في حادث تفجير قنابل وضعتها وحدة تابعة لمنظمة "الإيتسيل" المتشددة. ولم تستفق الطيرة من جرحها هذا إلا على حادث أشد هولاً عندما قامت خلية أخرى تابعة لنفس المنظمة بمهاجمة بعض بيوت الحارة الشمالية في الطيرة مستخدمة الرشاشات والقنابل اليدوية. وقد استشهد في هذا الهجوم 12 شخصاً وجرح ستة كانت غالبيتهم من عائلة حجير.

    على أثر ذلك تأسست في الطيرة لجنة قومية للدفاع تكونت من: المختار عبد الله السلمان، سلمان عبد الله حجير، أحمد سليمان الصادق نايف العبد المحمود، حافظ النجم، راجح الفهد، عبد الرحمن البطل، موسى نمر أبو راشد، محمود حسن عمورة وأحمد محمود أبو غيدا. ثم استمر التراشق بالنيران بين مدافعي الطيرة ومسلحين يهود كانوا يأتون عادة من حي "أحوزا" طيلة كانون الثاني وشباط وآذار 1948. وفي السابع والعشرين من آذار 1948 جرت معركة بين مدافعي الطيرة ومجموعة تابعة لقوات "الهاجاناه" في منطقة وادي العين الواقعة شرقي الطيرة. وقد استشهد في هذه المعركة كل من مصلح خليل غنام ونمر منصور باكير وفيصل خضر القزلي.

    في منتصف نيسان وصل إلى الطيرة بعض الضباط العراقيين والسوريين، ومعهم عشرات المتطوعين الذين عملوا على تدريب المدافعين وإقامة خطوط دفاع مضادة للدروع خاصة من الجهتين الشرقية والشمالية.

    وفي الليلة الواقعة بين الخامس والعشرين والسادس من عشرين من نيسان 1948 قامت قوات يهودية راجلة معززة ببعض المركبات المسلحة بالرشاشات ومدفعين من طراز "براوننغ" وقاذفتي هاون، بمهاجمة الطيرة وذلك بقصد فحص قدرات الطيرة الدفاعية بعد سقوط مدينة حيفا قبل ذلك بثلاثة أيام. أطلق على هذه العملية اسم "حوف 1" أي "الشاطئ 1". بدأت في تمام الساعة الثالثة والربع فجراً، واستمرت حتى السابعة صباحاً بعدما نجح المدافعون بصد الهجوم ومنع المركبات اليهودية من التقدم. واستشهد جراء عملية القصف أربعة مواطنين وأحد المدافعين، في حين قتل أحد المهاجمين وجرح خمسة آخرون. وفي رسالة بعثها قائد العملية للقيادة المنطقية لـ"الهاجاناه" في حيفا قال: "وجدنا أن القرية محصنة كاللازم، وأن المدافعين يسيطرون على نقاط استراتيجية في مساحة قطرها كيلومتر واحد في أطراف القرية. كما ووجدنا المدافعين يتمتعون بمعنويات عالية وقدرات قتالية فعّالة".

    بعد فشل هذه العملية كانت هناك صورة ضبابية عما يجري داخل الطيرة سيما وأن المدافعين قاموا بزرع الألغام على الطرق والمسالك الترابية المؤدية إليها. وقد تضاربت التقارير التي وردت لقيادة القوات اليهودية في المنطقة، ففي أحد التقارير التي كتبها أحد المخبرين العرب الذي نجح بالخروج من الطيرة قبل عملية زرع الألغام بأن عدد المقاتلين هناك يربو على الثمانمائة مقاتل، من أبناء الطيرة وقرى أخرى لجأوا إليها بعد تهجيرهم من قراهم الأصلية.

    أما تقرير آخر فيتحدث عن ثمانين من العراقيين والسوريين والباقي من الفلسطينيين يقدرون بالعشرات. وعلى الأغلب فإن القول الثاني هو الأقرب إلى الدقة لأن مجموع ما خرج من الطيرة من المقاتلين بعد سقوطها في السابع عشر من تموز 1948 كان أقل بكثير من رقم الثمانمائة. أما بالنسبة للعتاد فقد كان مقاتلو الطيرة قد استولوا على بعض العتاد الثقيل والمدافع والرشاشات الحديثة من المعسكر البريطاني الذي كان غربي القرية، بل إن بعض التقارير التي وصلت القيادة اليهودية تتحدث عن وجود دبابتين وأكثر من عشرة مدافع من طرازات مختلفة وعشرات الرشاشات من طراز برن وهوتشكيز والكثير من صناديق الذخيرة. وتحدث أيضا أحد هذه التقارير عن وجود ثمانية من الضباط والجنود البريطانيين الذين تركوا المعسكر البريطاني بعد خروج الإنجليز من فلسطين وانضموا للمدافعين عن الطيرة.

    لا شك أن هناك بعض المغالاة في هذه التقارير خاصة فيما يتعلق بجنود انجليز انضموا للمدافعين عن الطيرة إذ لم نجد في الروايات الشفوية ذكراً لذلك.

    منذ نهاية نيسان بدأ الضغط العسكري اليهودي على الطيرة يزداد يوماً بعد يوم، وتحول في أيار إلى قصف من الجو والبحر والبر بشكل شبه يومي، الأمر الذي جعل قادة الحامية يعمدون لإخلاء النساء والأطفال والشيوخ إلى قرى جبع وإجزم وعين غزال، وعائلات أخرى إلى منطقة وادي عارة.

    في الأسبوع الثاني من تموز تحدث التقارير الاستخباراتية اليهودية عن مغادرة جماعية للسكان خلا المقاتلين، وبناء على هذه المعلومات تعرضت القرية لقصف جوي رهيب طيلة الأسبوع الواقع بين العاشر والسابع عشر من الشهر ذاته أسفرت عن استشهاد أكثر من عشرين شخصاً من المدافعين والأهلين. وبسبب تناقص الذخيرة والمؤن بشكل كبير تشكلت لجنة من السكان الباقين لمفاوضة اليهود على تسليم القرية وإبقائها قرية مفتوحة وآمنة، ولكن المفاوضين اليهود وضعوا شروطاً تعجيزية وطلبوا استسلام القرية بلا قيد أو شرط، الشيء الذي لم يدع لوفد الطيرة أي بديل عن الاستمرار بالقتال حتى الطلقة الأخيرة وهذا ما حصل بالفعل وقد لخص قائد العملية من لواء "الكسندروني" عملية احتلال الطيرة في السابع عشر من تموز 1948 كالتالي: "قرية الطيرة الواقعة بجانب حيفا احتلت هذا الصباح من قبلنا بعد مقاومة عنيدة، عمليات تطهير القرية ما زالت مستمرة، بعض السكان نجحوا بالفرار نحو جبع وإجزم".

    أثناء احتلال القرية تم اعتقال عشرات الشبان وبعثهم إلى معسكر الاعتقال في عتليت، أما من بقي من السكان فقد حملوا في شاحنات أنزلتهم في مفرق اللجون ليتوجهوا إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الأردنية.

    وتفيد الروايات الشفوية أنه أثناء عملية الطرد لم يتمكن بعض العجزة وكبار السن من اللحاق بركب التهجير السائر تحت حث الجنود وعصيهم الغليظة، فتم تجميعهم في أحد حقول القمح المجاورة لمفرق اللجون وحرقوا أحياء. ويتراوح عدد هؤلاء حسب الروايات المختلفة بين 14 -21 شهيداً وشهيدة.

    بقيت بعض العائلات شرقي الطيرة فترة تقارب الخمسين عاماً، وكان عددهم في الستينيات والسبعينيات قرابة 300 نسمة. أقيمت لهم مدرسة أغلقت أبوابها عام 1979 وبعدها بدأ عقدهم بالانفراط والمغادرة إلى عسفيا وحيفا وأماكن أخرى وذلك في ظل عدم الاعتراف بهم وتزويدهم بالخدمات الأساسية، علماً بأنه لم يبق منهم اليوم سوى عائلتبن اثنتين تذكران ما كان مرة قرية زاخرة بالحياة تسير بخطى حثيثة نحو التحديث والتطور.
    جيفارا غزه
    جيفارا غزه

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1502
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : مدرس تاريخ
    المزاج : صافى الذهن احيانا
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 7066
    تقييم الأعضاء : 6
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف جيفارا غزه الأربعاء سبتمبر 09, 2009 11:44 am

    الى ابو وطن
    اكتب فى مقالاتك المبدعه الشيقه التى انتظرها على احر من الجمر ا
    الى الامام قدما وانا لمنتصرون
    @@@ جيفارا غزة @@@
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الخميس سبتمبر 10, 2009 12:59 am

    اشكرك جزيل الشكر رفيقي على المرور
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 15900
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الخميس سبتمبر 10, 2009 4:57 am

    لا شك أن هناك بعض المغالاة في هذه التقارير خاصة فيما يتعلق بجنود انجليز انضموا للمدافعين عن الطيرة إذ لم نجد في الروايات الشفوية ذكراً لذلك


    انا برضوا ماسمعت من قبل انو فى انجليز دافعوا معنا

    على العموم كل الشكر الط رفيق
    ابو عدى
    ابو عدى

    جُـــنـدي نـظامــي
     جُـــنـدي نـظامــي



    ذكر
    عدد الرسائل : 245
    العمر : 53
    العمل/الترفيه : ضابط عسكرى
    المزاج : احسن من هيك بطر
    رقم العضوية : 176
    نقاط : 6092
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 24/01/2008

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو عدى السبت سبتمبر 12, 2009 11:16 pm

    كل التحية رفيقى موضوع فى غاية الأهمية
    ننتظر بافى الحلقات على أحر من الجمر
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 6:08 am

    من دفاتر النكبة (15):
    حكاية بئر السبع عاصمة الجنوب المنسية
    لعل قصة مدينة بئر السبع هي من أشد نقاط الضعف التي تعانيها الرواية التاريخية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بقصة التهجير واللجوء. في حين يبدو تغييب الرواية الصهيونية للماضي العربي لبئر السبع أمراً معروفة دوافعه وأهدافه فإن هذا التغييب والتجاهل من الرواية الفلسطينية هو أمر غريب بل ومستهجن.

    إزاء هذا الإهمال من جانب الرواية الفلسطينية علينا أن لا نعجب من تبني طلابنا الجامعيين وطالبي العلم والمعرفة على مختلف اهتماماتهم ومشاربهم لرواية الطرف المهيمن، لأن هذه الرواية هي الرواية السائدة والشائعة والمتواجدة في متناول اليد.

    اسم بئر السبع هو اسم قديم ينسب البئر إلى سبع (حيوان بري مفترس) كان يعيش في محيطها، وليس كما يحاول البعض تفسيره بأنه نسبة إلى سبع آبار كما تقول الرواية العبرية، وإذا كان الأمر كما يقولون فلماذا سبق المعدود العدد؟ ولماذا تظهر لفظة بئر بصيغة المفرد إذا كان الحديث عن سبع آبار بالفعل؟

    هناك مغالطة تاريخية نرى لزوماً علينا تصحيحها وهي القول بأن مدينة بئر السبع أقيمت عام 1900. ما علينا قوله هو إن العثمانيين جددوا بناء بئر السبع عام 1900 وذلك كي تكون مناسبة لمكانة عاصمة القضاء، والأصح القول بأنها مدينة قديمة أقيمت على الأغلب في عهد الكنعانيين وازدهرت في العصور التالية، وفي صدر الإسلام أطلق عليها البعض اسم "بلد عمرو" أو "مدينة عمرو"، وذلك نسبة لعمرو بن العاص فاتح مصر الذي يقال بأنه قضى الفترة الأخيرة من حياته في بئر السبع وكذلك فعل ابنه عبد الله.

    كانت بئر السبع في هذه الفترة مفترق طرق ومحطة تجارية مهمة على الطريق بين مصر وبلاد الشام. ولكن تحول الاهتمام إلى طرق ونقاط أخرى أثر على مكانة هذه المدينة التي أهملت في القرن الحادي عشر الميلادي وتراجعت لتكون بلدة صغيرة في العهود الأيوبية والمملوكية، وعندما دخلها العثمانيون عام 1519 تحدثوا عن "بلدة صغيرة ومهملة".

    بئر السبع الحديثة: عادت الحياة تدب في شرايين بئر السبع بعد أن قرر العثمانيون جعلها عاصمة لقضاء الجنوب الذي كان أكبر الأقضية في فلسطين (شكل فيما بعد 40 % من مساحة فلسطين الانتدابية)، حيث أقيم فيها مجلس بلدي ودار للحكومة. وتسارع تطور المدينة بعد وصول سكة الحديد الحجازية إليها عام 1905 الشيء الذي جعلها تلعب دور الحاضرة المدنية لمناطق النقب كافة، بحيث أصبحت مركز جذب لأبناء الأرياف والبادية الذين وجدوا فيها رزقاً ومتنفساً. وفي الحرب العالمية الأولى اكتسبت بئر السبع مكانة مميزة بسبب جعلها قيادة لجمال باشا لبضع الوقت وقد اصدر فيها جريدة ناطقة باسمه سماها "الصحراء المصورة".

    بدأ المبنى الاجتماعي لسكان المدينة بالتشكل بداية من عائلات الموظفين الذين جاؤوا من مدن أخرى كغزة والقدس ويافا ونابلس، وبعد ذلك بدأت عملية توطين طبيعية لأبناء البادية الذين أخذ عددهم بالتزايد ليصبحوا أغلبية سكان المدينة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.

    في هذه الفترة، تزايد عدد سكان المدينة تزايداً ملحوظاً فمن 300 نسمة عام 1900 وصل عددهم إلى 7200 نسمة عام 1948. هذا علماً بأن عدد السكان عشية النكبة كان أكثر من ذلك بكثير لأن العديد منهم كانوا يعدون مع عشائرهم خارج المدينة وليس مع سكانها.

    كان في بئر السبع مدرستان ابتدائيتان، واحدة للبنين وأخرى للبنات ومدرسة داخلية. وفي العام الدراسي 1947 -1948 (العام الدراسي الأخير قبل النكبة) أصبحت المدرستان مدرستين ثانويتين وكان مجموع عدد الطلاب فيهما 600 طالب منهم 290 طالبة.

    كانت منطقة بئر السبع منطقة ناشطة في ثورة 1936 -1939 وقد تولى بعض شيوخ العشائر قيادة الفصائل الثورية في المنطقة التي عدت ضمن منطقة نشاط قائد منطقة الخليل عبد الحليم الجولاني (الشلف) الذي احتل مدينة بئر السبع في تشرين الثاني عام 1938.

    التهجير: تولت الدفاع عن مدينة بئر السبع وحدات شبه نظامية من المتطوعين العرب بقيادة عبد الله أبو ستة ووحدات من متطوعي الأخوان المسلمين الذين عملوا، قبل ذلك، تحت قيادة الشهيد أحمد عبد العزيز وبعض مفارز المشاة من الجيش المصري.

    بلغ مجموع المقاتلين العرب هناك قرابة 400 مقاتل، تحصنوا في مبنى شرطة المدينة وفي محطة القطار التركية وفي مدرستي المدينة. وكان سلاحهم مكوناً، بالإضافة للبنادق الخفيفة، من سبع قاذفات هاون، مدفعين زنة ستة أرطال وبطارية مدفع جبلي عيار 3.7 بوصة، و3 مدافع مضادة للطائرات وأربع مدرعات خفيفة غنموها من الجيش الإسرائيلي بعد معركة عراق المنشية الأولى وثلاث مدرعات بريطانية خفيفة.

    بدأ الهجوم الإسرائيلي على بئر السبع تمام الساعة الثالثة من مساء العشرين من تشرين الأول 1948 من خلال قصف جوي مركز وعنيف وقصف مدفعي من مدافع تمركزت إلى الغرب من المدينة، في منطقة كيبوتس "حتسيريم".

    بعد ساعتين من صب الحمم على المدينة تقدمت وحدة من اللواء الإسرائيلي التاسع، واحتلت الحي الحديث الذي كان خارج خطوط الدفاع المحفورة المانعة للمدرعات والتي أقيمت حول الأحياء القديمة. عند وصول طلائع القوة الإسرائيلية إلى منطقة المقبرة الإسلامية ووجهت بمقاومة عنيفة نجحت بإيقافها وتكبيدها العديد من الخسائر بشكل استدعى التراجع بقصد التعامل مع الحامية العربية بالقصف الجوي مجدداً.

    بعد قصف جوي مركز لفترة ساعات إضافية استطاعت وحدة مشاة مهاجمة من اقتحام محطة القطار ومبنى المدرسة الداخلية، وبذلك تم تطويق الحامية التي تجمعت مجدداً في مبنى الشرطة من الوراء. وقد دارت على إثر ذلك معركة وجهاً لوجه وفي السلاح الأبيض من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت.

    وفي الساعة العاشرة إلا ربعاً تم إخضاع آخر نقاط المقاومة، التي تعرضت للهجوم من جهات مختلفة، وأسر من كان داخل مركز الشرطة من جنود مصريين ومتطوعين فلسطينيين.

    خسرت القوات المهاجمة ستة قتلى و21 جريحاً، في حين بلغت خسارة الطرف العربي 12 شهيداً من المقاتلين و21 شهيداً من المدنيين، في حين أصيب بجراح 44 شخصاً من المقاتلين والمدنيين.

    وهكذا نجحت القوات اليهودية باحتلال بئر السبع، حاضرة النقب العربي، وتهجير أهلها بعد أن فشلت باحتلال عراق المنشية والفالوجة قبل ذلك بأسبوع. وقد بقيت هاتان القريتان صامدتين فيما عرف باسم " كيس الفالوجة " حتى إخلائهما من قبل الجيش المصري طبقاً لاتفاقية الهدنة الموقعة بين مصر وإسرائيل في شباط عام 1949.
    جيفارا غزه
    جيفارا غزه

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1502
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : مدرس تاريخ
    المزاج : صافى الذهن احيانا
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 7066
    تقييم الأعضاء : 6
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف جيفارا غزه الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 6:54 pm

    الى /// ابو وطن
    المزيد@ المزيد@ المزيد
    اتحفنا بكل ماتستطيع من مواضيع فى النكبه
    تسلم كتير
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الأربعاء أكتوبر 07, 2009 6:36 am

    من دفاتر النكبة (17):
    قصة معركة عراق المنشية
    عراق المنشية قرية من قرى قضاء غزة الانتدابي، تبعد عن غزة 30 كم باتجاه الشمال الشرقي. تحدها من الغرب قرى الفالوجة وحتّا والجسير وعراق سويدان ومن الشمال الغربي صميل الخليل ومن الشرق بيت جبرين وزيتا الخليل وقد انتشرت من حولها كذلك مضارب عشيرة الجبارات.

    بلغ عدد سكان القرية عشية النكبة قرابة 2500 نسمة، في حين بلغت مساحة أراضيها 14000 دونم زرعت معظمها بالغلال والحبوب والقسم الأخر ببساتين الفواكه (العنب واللوز والزيتون والحمضيات) والخضراوات. كان في القرية مسجدان ومقام (مقام الشيخ أحمد العريني الذي كان يقع على تل صغير في الجهة الشمالية للقرية)، وكذلك مدرسة بلغ عدد طلابها عشية النكبة 270 طالباً.

    في ثورة 1936 -1939 كان في القرية فصيل ثوري نسق نشاطه مع قائدي منطقة الخليل عيسى البطاط وبعده عبد الحليم الجولاني.

    في حرب عام 1948 وبعد دخول الجيش المصري فلسطين (مع باقي الجيوش العربية ) في الخامس عشر من أيار 1948 تمركزت في عراق المنشية والفالوجة وحدات من الكتيبة المصرية السادسة التي كان يقودها العقيد سيد طه (المعروف بلقب الضبع الأسود ) في حين كان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قائد أركان هذه الكتيبة وقد كان في حينه برتبة بكباشي (مقدّم).

    في شهر تشرين الأول 1948 بدأ تراجع للقوات المصرية بعدما كانت قد وصلت إلى منطقة شمال أسدود (على بعد 17كم من تل أبيب) في الغرب وإلى منطقة الخليل وبيت لحم في الشرق.

    في الخامس عشر من تشرين الأول قامت وحدة إسرائيلية تابعة للواء "يفتاح" باحتلال خربة الراعي الإستراتيجية المسيطرة على شارع المجدل – الخليل. وقد أوجب ذلك من الجيش المصري محاول استعادة هذه النقطة المهمة. ويفيد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في مذكراته عن حرب فلسطين أنه أشرف بنفسه على التحضيرات للهجوم المعاكس الذي تحدد له تمام الساعة الخامسة من فجر يوم السادس عشر من الشهر ذاته.

    عندما كانت التحضيرات المصرية للهجوم المعاكس بأوجها والتي كانت تتم في قرية عراق المنشية، قرر يجئال ألون، القائد الإسرائيلي للمنطقة الجنوبية في حينه، مهاجمة عراق المنشية ومنع خروج القوات المصرية للهجوم، وقد حدد ساعة الصفر للهجوم الإسرائيلي الموعد المصري ذاته.

    كانت خطة الهجوم الإسرائيلي تقضي بأن تتم مهاجمة عراق المنشية من الشمال، وأن تشترك فيه قوات تابعة للوائين السابع والثامن التابعين للواء النقب بقيادة عوزي نركيس على أن تفوز هذه القوات بدعم من سلاح الجو واللواء المدرع الثاني والثمانين الذي أمد العملية بطاقمين انجليزيين لدبابتي "كرومويل" مع مدافع قطرها 57 ملم وثمانية طواقم شغلت ثماني دبابات فرنسية من طراز هوتشكيز مع مدافع قطرها 37 ملم، هذا إضافة إلى بضعة مدرعات خفيفة وسيارات الجيب المصفحة.

    كان من المفروض أن تتم السيطرة على بعض مرابض المدفعية المحيطة بكيبوتس "جات" والمشرفة على عراق المنشية، وذلك تحت غطاء من القصف الجوي المركز، والذي كان من المفروض أن يبدأ تمام الساعة الخامسة صباحاً ولكن الطائرات تأخرت بالوصول وتم إرجاء الشروع به ساعة كاملة، بحيث بدأ بقصف مركز على مدرسة القرية التي تحصن فيها الجنود المصريون وبقصف على طول الشارع العام الذي يربط عراق المنشية بالفالوجة.

    لم يطل الوقت وبدأ المصريون يردون على القوات المهاجمة بقصف مدفعي عنيف بقنابل زنة 25 رطلاً، من المدافع المصرية المنصوبة في الفالوجة وفي تل الشيخ العريني المشرف على عراق المنشية. ولما لم يكن لظهور الدبابات الإسرائيلية العامل النفسي الهدام الذي توقعه يتسحاق سديه في توجيهاته للقوات المهاجمة، بدأت القوات المصرية بهجوم معاكس ضد بعض السرايا الإسرائيلية التي نجحت بالتسلل نحو القرية تحت غطاء القصف المدفعي والجوي المركز. كانت المعركة الفاصلة في محيط مدرسة القرية التي وصلت طلائع القوة الإسرائيلية المدرعة إلى بعد أمتار قليلة عنها. وهناك تم إعطاب دبابتين من طراز هوتشكيز والاستيلاء على أخريين في حين تم إصابة وأسر كافة طواقمها.

    مع تقدم ساعات القتال تمت إصابة أكثر من ثلث القوات المهاجمة وإعطاب نسبة كبيرة من عتادها الحربي، في حين لم يتمكن سلاح الجو من التدخل في ظل الالتحام الحاصل بين القوات في محيطي المدرسة وتل الشيخ العريني.

    تراجعت القوات المهاجمة في الساعة العاشرة قبل الظهر لتبدأ موجة هجوم أخرى في الحادية عشرة، وقد قام المدافعون المصريون بصد هذه الموجة أيضاً تمام الثانية بعد الظهر بعد أن تكبدت المزيد من القتلى والجرحى وخسرت أربع دبابات أخرى.

    لم تيأس القوات المهاجمة وزجت لأرض المعركة بقوات جديدة بدأت هجوماً ثالثاً في الرابعة والنصف استمر حتى غروب الشمس. وقد صده هذه المرة هجوم مصري كاسح، وتتبع بالقصف المدفعي المركز فلول المهاجمين حتى قرية القسطينة المهجرة. كانت الخسائر البشرية للقوات المهاجمة 74 قتيلاً و81 جريحاً، في حين بلغت خسائر الطرف العربي 24 شهيداً (منهم أربعة من المدنيين الفلسطينيين والباقي جنود مصريون) و32 جريحاً (نصفهم من المدنيين).

    لم تهاجم القوات الإسرائيلية، هجوماً مباشراً، عراق المنشية مرة أخرى، بل تجاوزتها في تقدمها نحو الجنوب لاحتلال بئر السبع وباقي أجزاء النقب. بقيت هذه القرية وقرية الفالوجة صامدتين فيما عرف باسم " جيب الفالوجة حتى تم توقيع اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل وانسحاب القوات المصرية من ذلك الجيب وعن ذلك سنتحدث في حلقات قادمة من هذه السلسلة.
    جيفارا غزه
    جيفارا غزه

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1502
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : مدرس تاريخ
    المزاج : صافى الذهن احيانا
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 7066
    تقييم الأعضاء : 6
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف جيفارا غزه الأربعاء أكتوبر 07, 2009 8:22 pm

    الى الرفيق/// ابو وطن
    اشكرك كثيرا على معلوماتك الوفيرة عن مدتتا وقرانا التى حدثت بها النكبه
    تسلم على هالمعلومات الوفيرة
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن السبت أكتوبر 17, 2009 7:19 am

    من دفاتر النكبة (18):
    الرواية التاريخية الصهيونية للنكبة وانعكاسها على تعامل المجتمع الإسرائيلي مع حق العودة
    منذ حصول نكبة الشعب الفلسطيني وتأسيس إسرائيل عام 1948، انصبت جهود الرواية التاريخية الرسمية الإسرائيلية في بلورة محوري كتابة أساسيين: أولهما تصوير قيام دولة إسرائيل على أنها " تتويج لحركة انبعاث قومي لشعب أقام دولته المستقلة على أرض يملك معها صلات تاريخية وثيقة ووطيدة"، وثانيهما تقزيم حجم وهول النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني وتصوير نتائج ما حل بهذا الشعب على أنها "نتائج مرافقة لسعي الشعب اليهودي للاستقلال وتجسيده لمبدأ السيادة القومية" ومن خلال ذلك خلق صورة يتم فيها تصوير تهجير الفلسطينيين من قراهم ومدنهم واقتلاعهم من أرضهم على أنه "هروب" أو "إخلاء اختياري" على أفضل الأحوال.

    وعليه، فقد ركزت الرواية التاريخية الرسمية الإسرائيلية على سبع نقاط رئيسية يتمسك بها مصممو الوعي الشعبي الإسرائيليّ، من خلال المناهج التعليمية ووسائل الإعلام، إلى حدّ بعيد. أما هذه النقاط السبع فهي :

    1. كان العرب هم المبادرون إلى حرب 1948، وهم الذين رفضوا قرار الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين وإقامة دولة يهوديّة إلى جانب دولة عربيّة. ولذا كانت الحرب محاولة يائسة من اليهود للدفاع عن أنفسهم ضد المبادرة الهجومية العربيّة وإزاء الرفض العربي المطلق لوجودهم.

    2. العرب الفلسطينيون الذين سكنوا فلسطين مع بداية تطبيق المشروع الصهيوني لا يشكلون شعباً متكاملاً عضوياً، وعليه فهو ليس جديراً بتجسيد مبدأ السيادة الوطنية والقومية على وطنه بل هو مجموعة من الفرق الدينية والإجتماعية الطارئة على فلسطين وهم بحكم ذلك لا يملكون حقوقاً فيها.

    3. كانت القوات الإسرائيليّة، في حرب عام 1948، أقل تفوّقًا في العدد والعتاد من الطرف العربي. وعليه تم تصوير الصراع على أنّه كان صراعًا بين "داود الضئيل الماهر " وَ "جولياث العملاق قليل الكفاءة".

    4. كان البريطانيون مؤيدين للعرب، الشيء الذي ألقى عبئاً إضافياً على عاتق القوات اليهوديّة.

    5. انتهت الحرب بنصر معجزة تم تحقيقه بفضل التميّز اليهوديّ في القدرات الأخلاقية والقتالية. حيث أرسل الإسرائيليّون للمعركة قوات مذهلة تحت قيادة خارقة ومقاتلين متفوقين في شجاعتهم وصمودهم وحكمتهم.

    6. تقع المسؤولية الكاملة حول تكوّن مشكلة اللاجئين على القيادات العربية التي سببت فرار الفلسطينيين من البلاد، وذلك على الرغم من المحاولات الإسرائيليّة التي حاولت منعهم من ذلك وطلبت منهم البقاء في أماكنهم.

    7. انتهت الحرب بتفاهمات هشة لوقف إطلاق النار، لا بسلام كامل؛ وذلك لأن العرب امتنعوا عن قبول نتائج الحرب، ورفضوا الاعتراف بالوجود الفعلي للدولة اليهوديّة بينهم.

    تشكل النقاط السبع هذه، الأسس الذي نشأت وترعرعت عليه الذاكرة الجماعية الإسرائيلية ولم يكن من السهل، ولن يكون في المدى المرئي، زحزحة هذه الأسس عن مواقعها الشيء الذي قد يجعل قبول الرأي العام بفكرة تجسيد حق العودة للاجئين الفلسطينيين أو أجزاء منه أمراً بعيد التحقق نتيجة لدخول هذه النقاط إلى خانة المسلمات والقناعات في الوعي الشعبي الإسرائيلي العام. وقد كانت الرواية التاريخية هي أداة التصميم الأساسية لها.

    لم يدوِّن المؤرخون الإسرائيليون عملية تأسيس دولتهم والعقد الأول لحياتها بطريقة موحدة. ولكن كانت هناك توجهات سائدة وجهت القراء،بشكل أساسي، لتبني المحورين المذكورين أعلاه وتبني تبعاتهما.

    كان الهدف الأساسي لأعمال هؤلاء المؤرخين يسعى للتأثير على تكوين ذاكرة جماعيّة للإسرائيليين تتبنى هذا التوجه وترفده بالمعطيات والصور(1). وقد بقي هذا التوجه سائداً، بشكل شبه مطلق، حتى ظهور بواكير أعمال المجموعة التي حملت اسم "المؤرخون الجدد " في الثمانينيّات من القرن الماضي، حيث حاولوا، دون نجاح كبير، أن يتحدّوا من خلال تلك الكتابات الرواية الإسرائيليّة السائدة(2).

    علينا أن نوضّح هنا أنّ معظم أعضاء مجموعة المؤرخين الجدد (باستثناء إيلان بابه وآفي شلايم)، بالرغم من نقدهم الواضح لممارسات الحركة الصهيونية عام 1948، لا يتَحدّون المشروع الصهيونيّ بذاته، وإنّما هم يعترضون فقط على بعض الميزات الثقافيّة والأخلاقيّة التي أصابته أثناء تلك الفترة وبعدها. ولم يبدأ الجدل حول ما اصطلح على تسميته " كتابة التاريخ الجديد" في إشغال حيّز على الصعيد الفكري والثقافي الإسرائيلي إلا في أواخر الثمانينيّات وبداية التسعينيات من القرن الماضي، حيث بدا أكثر حدة في النصف الثاني التسعينيّات ليعود ويتراجع مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعدول أحد أبرز أعضاء هذه المجموعة (بيني موريس ) عن آرائه السابقة.

    وكان قد وقف ثلاثة مؤرّخين في طليعة موجة محاولة الصياغة الجديدة لتاريخ عام 1948 : بيني موريس؛ إيلان بابيه؛ آفي شلايم. علماً بأن دراساتهم وأبحاثهم الجدية، لم تلفت أنظار إلا مجموعة قليلة العدد من القراء ولم تفلح بزحزحة الجزء الأكبر من الوعي الجماعي الإسرائيلي عن مواقفه المتبنية بشكل تام للرواية الرسمية المتأصلة في الوعي الشعبي والراسخة في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام.

    وعليه، يمكننا الافتراض أن شرائح واسعة من الجمهور اليهودي في إسرائيل تؤمن، إلى حد بعيد، بالرواية الرسمية المهيمنة بالنسبة لما جرى عام 1948، والتي تبرز فيها صورة "داود الصغير" (اليهود) الذي سدد ضربة قاصمة إلى "جوليات العملاق" (العرب)، أو صورة أخرى داعمة مفادها أن "بريطانيا" لم تكن تنوي إخلاء فلسطين، بل سعت بكل ما أوتيت من قوة لإفشال محاولات اليهود إقامة دولة يهوديّة مستقلة في فلسطين.

    ومن هذا الافتراض يمكننا أن نفهم أيضاً الغضب الواسع الانتشار الذي تم إطلاقه ضد محاولات كتابة "الرواية التاريخية الجديدة" وضد كتابها، وذلك لأنهم حاولوا أن يضربوا بالصميم عمق هذه الاقتناعات التي يؤمن بها معظم الإسرائيليين والتي شكلت الطريق الذي سلكوه لرؤية أنفسهم ورؤية الآخرين من شعوب العالم. بل أكثر من ذلك يمكن القول إنهم يروون فيها مؤشراً لتقدير مصيرهم في الحاضر ومقدراتهم في المستقبل، كما أنها تكوّن أحد المعايير الأساسية للمسلك الذي يتبعونه لفهم هويتهم الجماعية.

    يرى البعض أن استمرار هيمنة هذه النظرية كل هذه السنوات يعود إلى العداء الدائم والكراهية المستمرة تجاه العرب، تلك المشاعر التي بدأت تترسخ في مجتمع "الييشوف" قبل حرب 1948 بكثير، ومع استمرار حالة الصراع والحرب مع الفلسطينيين والعرب فإن أمر تغيير الأطروحة الإسرائيلية الرسمية عما جرى عام 1948 يعتبر أمراً صعب الإدراك لمعظم الإسرائيليّين.

    وعليه يمكن الافتراض أن تلك الحرب وحرمان الفلسطينيّين من أراضيهم ساهما في تعزيز هذا العداء، ولكنهما لم يكونا السبب في خلقه. إذ أنه يصعب على الإسرائيليّين أن يصدقوا، حتى الآن، أن العرب كانوا على استعداد لقبول تأسيس دولة يهوديّة في فلسطين. وأنهم على استعداد لقبول كيان يهودي سياسي طويل الأمد في المنطقة.

    كما ويعزو بعض الباحثين ذلك إلى كيفية فهم معظم الإسرائيليين للمحاولات الفلسطينيّة المستمرة والعنيفة لعرقلة المشروع الصهيونيّ في الأعوام: 1920؛ 1921؛ 1929 وخاصة في ثورتهم الكبرى خلال الأعوام 1936- 1939. إذ أن التجارب الشخصية للعديد من الإسرائيليّين أثناء حرب 1948 عززت إيمانهم بأنه لا مفر من سرد الرواية التاريخية الشاملة(كما يرونها هم) على أنها رد دفاعيّ يهوديّ على رفض العرب التام للطموح اليهوديّ للاستقلال.

    صورة الفلسطيني ومساهمتها في بلورة مواقف الرأي العام: ساهمت معارضة الفلسطينيّين العرب المستمرة، والعنيفة أحيانًا، للمشروع الصهيوني في رسم الملامح أو السمات للعربي الفلسطيني في الإدراك الجماعي للمجتمع اليهودي عن طريق دعم تصوير "الآخر" على أنه عدائيّ وشرّير ومتخلف وبدائي.

    هذا مع العلم أنه حتى العام 1948، حافظ بعض يهود فلسطين على علاقات عادية، وودّية في بعض الأحيان، مع العرب وكثيرًا ما حاولوا تبرئة "بسطاء الناس" الفلسطينيّين من تهمة العنف والكراهية واضعين كامل المسؤوليّة أو اللوم على عاتق" أبناء الذوات والأفندية" من العائلات المدينية العربيّة الذين،على حد قولهم، "استغلّوا عامّة الشعب الفلسطينيّ وحرّضوهم ضد اليهود لكي يلهوهم عن مأزقهم الخاص". أو على الحكومة البريطانية التي تبنت، وفق هذا الرأي، سياسة "فرّق تسُد" التي حاولت أن تمنع أي إمكانية للتفاهم بين العرب واليهود.

    ولكن الحرب التدميرية عام 1948 ألغت السواد الأعظم من هذه التبريرات. إذ لم يعد بالإمكان الاستمرار في فصل الفئات الشعبية الفلسطينيّة عن قيادة حركتها الوطنية بذلك الشكل الساذج والمكشوف.
    جيفارا غزه
    جيفارا غزه

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1502
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : مدرس تاريخ
    المزاج : صافى الذهن احيانا
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 7066
    تقييم الأعضاء : 6
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف جيفارا غزه الأحد أكتوبر 18, 2009 7:54 am

    الرفيق /// ابو وطن
    اشكرك جزيل الشكر على هذه الحلقات المميزة من دفاتر النكبه ، وايضا على التحليل النهائى لما حصل اثناء النكبه ومابعدها بالفعل لقد اعطيت الصورة الكامله للقارىء بأن يتعرف على حيثيات النكبه وكل اشكال تطورها منذ البدايه حتى النهايه ، فكل الشكر والامتنان لك
    دمت بود
    @@@ جيفارا غزة @@@
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 6592
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ريتا الأحد أكتوبر 18, 2009 10:59 pm

    مشكور رفيق ابو وطن على هذه المعلومات القيمه

    ولي زيادة معلومه رفيقي عن معركة المنشيه

    كان اللواء طه قائدا لكتيبة المشاه المصريه السادسه المرابطه في عراق
    المنشيه وبامراته ايضا كتيبتين مرابطتين في الفلوجه على بعد 3 كيلو مترات
    عن عراق المنشيه وكان من بين ضباطه جمال عبد الناصر والصاغ يوسف
    السباعي والأديب الرومانسي المعروف فيما بعد. خاض سيد طه مع جنوده
    معركة الدفاع عن عراق المنشيه مع أهلها وكان لبعضهم مثل المختار خالد
    الطيطي تأثيرا على الضباط المصريين حتى أن جمال عبد الناصر اسما
    ابنه البكر فيما بعد على اسم المختار خالد الطيطي الذي ربطته صداقه
    عميقه مع عبد الناصر الذي اصبح فيما بعد ما اصبح.
    وخلال معركة عراق المنشيه خاض سيد طه معركه شرسه مع العصابات
    الصهيونيه وايضا دخل في مفاوضات وكان من نتيجتها سحب قوات له من
    عراق المنشيه لتعزيز قواته في الفالوجه وعندما بدأت قوات طه بالانسحاب
    تدفق المستوطنون اليهود وافراد العصابات الصهيونيه مبتهجين على المواقع
    التي اخلاها جنود طه دون ان يدروا ما كان مخبئ لهم طه الذي أمر رجاله
    بفتح اسلحتهم تجاه افراد العصابات تلك الذين سقط منهم الكثيرون وكان
    ذلك سببا في اطلاق لقب الضبع الاسود على طه من قبل قائد في تلك
    العصابات وهو أسحق رابين
    معركة عراق المنشيه اقل شهره في الادبيات التي ارخت لتلك الحرب ودور
    المصريين فيها وكان التركيز على قرية الفالوجه الذي حوصر فيها الضبع
    الاسود مع رفاقه وخاض معارك شرسه رغم اختلال توازن القوى
    وخذلان السياسه للرجال فبعد حصار ومقاومة القريه ضاع كل شيء بعد
    اتقافية الهدنه وتسليم القريه وتهجير العصابات الصهيونيه لسكانها.

    وهكذا ضاعت قرية عراق المنشيه
    جيفارا غزه
    جيفارا غزه

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1502
    العمر : 61
    العمل/الترفيه : مدرس تاريخ
    المزاج : صافى الذهن احيانا
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 7066
    تقييم الأعضاء : 6
    تاريخ التسجيل : 30/05/2009
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف جيفارا غزه الأحد أكتوبر 18, 2009 11:05 pm

    الى الرفيقه /// ريتا
    اشكرك كثيرا على تلك المعلومات الواضحه والمميزة حول معركة المنشيه
    ودمتى بود
    @@@ جيفارا غزة @@@
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 15900
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الجمعة أكتوبر 23, 2009 11:24 am

    كل التحية لكم رفاق
    معلومات فى غاية الأهمية
    انتم بالفعل حماة التاريخ
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن السبت يناير 16, 2010 8:06 am

    من دفاتر النكبة (19):
    جيش الإنقاذ بين الواقع والأسطورة../ د.مصطفى كبها
    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 B10114201914
    القاوقجي يتوسط عددا من المتطوعين في جيش الإنقاذ





    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 B10114201429



    فوزي القاوقجي
    "جيش الإنقاذ" هو اسم أطلق على وحدات المتطوعين من البلاد العربية الذين قررت اللجنة العسكرية للجامعة العربية أن تبعثها إلى فلسطين على إثر اتخاذ الهيئة العامة لقرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من تشرين الثاني 1947. وقد أطلق على هذه الوحدات في البداية " جيش التحرير " ومن ثم غير الاسم إلى "جيش الإنقاذ".

    قيل وكتب الكثير عن هذا الجيش، ويجرى في هذه الأقوال والكتابات خلط كثير بين الدور الذي لعبه وبين الجيوش العربية الأخرى التي دخلت فلسطين أثناء حرب ونكبة عام 1948.

    عندما تقرر تأسيس هذا الجيش جرت في دهاليز الجامعة العربية ومؤسساتها مشاورات ومشادات حول قادة هذا الجيش وعدده وعدته. وكي نكون منصفين للحقيقة نقول إنه من الظلم بمكان أن نطلق صفة "جيش" على بضعة آلاف من المتطوعين ( 3830 متطوعاً مسجلاً في وثائق الجامعة العربية ) لم يحسن اختيارهم وتهيئتهم للمهام الجسام التي بعثوا من أجلها.

    وقد كان الحماس الشديد، في بداية الأمر، هو أهم ما ميز هذه الوحدات، ولكن هذا الحماس سرعان ما خفت مع اصطدام أحلام هؤلاء المتطوعين بأرضية الواقع المرير الذي واجههم فور عبورهم نهر الأردن غرباً نحو فلسطين. فمن صعوبات لوجستية هائلة (نقصان كبير في الذخيرة والتموين ) إلى تعليمات ضبابية وفضفاضة وظروف قتال لم يحضر لها المتطوعون البتة. قادت كل هذه الصعوبات إلى هبوط حاد في المعنويات وإلى عصبية في السلوك والتصرف بحيث كان أول المعانين من ذلك المواطنون الفلسطينيون الذين فرض عليهم، بإمكانياتهم الضئيلة والشحيحة، سد ما نقص على هذا الجيش من مؤن ومعدات لوجستية أخرى ( هناك شهادات عديدة جمعناها من قرى كثيرة أقام فيها جيش الإنقاذ تحدثت عن إجبار السكان على تحضير الطعام وتزويد المتطوعين بفراش النوم وغير ذلك من المهام التي أثقلت كاهل الأهلين).

    بالنسبة لقادة الجيش فقد تقرر بعد أخذ ورد تعيين فوزي القاوقجي ( من مواليد طرابلس –لبنان ) قائداً أعلى لوحدات جيش الإنقاذ، وذلك نظراً لسجله العسكري الحافل، حيث كان ضابطاً ممتازاً وحاصلاً على العديد من الأوسمة في الجيش العثماني، شارك في الثورات السورية في الأعوام 1920 و 1925، شارك في الثورة الفلسطينية 1936 -1939 وفي ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام 1941، ونظراً لميوله القومية العروبية الوحدوية، والأهم من ذلك كله قربه الشديد من الملك عبد الله (الأول ) بن الحسين ملك الأردن في حينه.

    عارض الحاج أمين الحسيني (الزعيم الفلسطيني الأبرز آنذاك) هذا التعيين بشدة وذلك لرواسب العلاقات الماضية التي كانت له مع القاوقجي (فشل الأخير في قيادة وحدات المتطوعين العرب في ثورة 1936 -1939 في فلسطين وكذلك الخلافات التي كانت بينهما أثناء ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام 1941). حاول المفتي، عبثاً، إقناع أعضاء اللجنة العسكرية للجامعة العربية بأن يتولى القائد الفلسطيني عبد القادر الحسيني قيادة المتطوعين على أن تتمحور المساعدات العربية بالذخيرة والعتاد، ولكن مطالبه هذه وقعت على آذان صماء، عندها أعلن المفتي عن إنشاء وحدات فلسطينية مستقلة بقيادة عبد القادر الحسيني وقدامى قادة فصائل ثورة 1936 -1939 وقد أطلق على هذه الوحدات اسم "جيش الجهاد المقدس".

    تكون جيش الإنقاذ من ثمانية أفواج سميت بأسماء من الفترة الإسلامية الأولى أو بأسماء مواقع جغرافية فلسطينية ذات دلالة تاريخية أو أسماء دلت على البلاد التي قدم منها المتطوعون وقد كانت كالتالي:

    1. فوج اليرموك الأول وتكون من ثلاث سرايا وقد بلغ عدد جنودها 500 متطوع.
    2. فوج اليرموك الثاني وتكون هو الآخر من ثلاث سرايا وبلغ عدد أفرادها 430 مقاتلاً.
    3. فوج اليرموك الثالث وتكون من سريتين وبلغ عدد مقاتليها 250.
    4. فوج حطين وقد تكون من ثلاث سرايا وبلغ عدد أفرادها 500 مقاتل.
    5. فوج الحسين (الفوج العراقي وتكون من ثلاث سرايا وبلغ عدد أفراده 500.
    6. فوج جبل الدروز وتكون من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 500.
    7. فوج القادسية وتكون من ثلاث سرايا بلغ عدد أفرادها 450.

    هذا إضافة لأربع سرايا منفصلة لم تكن تابعة لأحد من الأفواج أعلاه والتي بلغ عدد أفرادها 450 مقاتلاً على وجه التقريب.

    أقام فوزي القاوقجي مقر قيادته في قرية جبع (قضاء جنين) وذلك كما فعل في قدومه الأول إلى فلسطين أثناء ثورة 1936 -1939.

    دخلت الأفواج المختلفة الأراضي الفلسطينية الواحد تلو الآخر وذلك بعد فترة تحضير وتدريب قصيرة في مواقع تدريب أقيمت خصيصاً لهذا الغرض كان أشهرها وأهمها موقع قطنة في سورية.

    كان فوج اليرموك الثاني بقيادة أديب الشيشكلي ( رئيس سورية فيم بعد في الفترة الواقعة بين 1949 -1955 ) أول الأفواج الداخلة، وقد دخل من الحدود اللبنانية في التاسع من كانون الأول 1947 واستقر في بداية الأمر في منطقة عكا، وبعدها بدأ بتوزيع مناطق سيطرته لتشمل جميع مناطق الجليل الغربي ومنطقتي صفد والناصرة.

    بعد ذلك جاء فوج اليرموك الأول بقيادة محمد صفا (سوري ) ودخل فلسطين من الأراضي الأردنية في الثاني والعشرين من كانون الثاني 1948 وتمركز في منطقتي بيسان وجنين.

    في الفاتح من شباط 1948 دخل فوج القادسية بقيادة مهدي صالح العاني (عراقي ) الذي كان في البداية فوجاً احتياطياً تمركز بالقرب من القيادة العامة في جبع، وبعدها بعث ليتمركز في المنطقة الواقعة بين رام الله وباب الواد.

    في الأول من آذار 1948 دخل الأراضي الفلسطينية فوجان من جيش الإنقاذ: الأول كان فوج حطين بقيادة مدلول عباس (عراقي) وتمركز في قضاء طولكرم، أما الثاني فكان فوج الحسين بقيادة عادل نجم الدين (عراقي) وكان مركزه داخل مدينة يافا. في الخامس عشر من أيار تم تعيين الضابط الفلسطيني ميشيل العيسى قائداً لهذا الفوج بدلاً من عادل نجم الدين. وقد استمر العيسى في منصبه هذا حتى سقوط مدينة يافا في الثاني عشر من أيار 1948.

    وضعت باقي أفواج جيش الإنقاذ في موقع الاحتياط وتمت الاستعانة ببعضها، بشكل محدود للغاية، حتى دخول الجيوش العربية النظامية فلسطين في الخامس عشر من أيار 1948.

    من ناحية الأداء في الميدان، عانى هذا الجيش من مستوى معنوي منخفض، وذلك بعد الاحتكاكات الأولى التي جرت مع القوات اليهودية الشيء الذي أدى إلى انتشار ظاهرة الفرار من الخدمة لدى أفراده. بالإضافة لذلك، كانت هناك صعوبات جمة في كل ما يتعلق بالانضباط، وهذا بطبيعة الحال أمر ناتج عن اختلاف المشارب وقلة التدريب وسوء التهيئة. فالمتأمل لوثائق هذا الجيش (التي سقط جزء منها غنائم في أيدي القوات اليهودية بعد معركتي مشمار هعيمق والزرّاعة ) يرى بشكل واضح قلة النظام والعفوية التي ميزت أساليب عمل وحدات هذا الجيش. فقد كتب أحد جنود فوج اليرموك الأول في يومياته قائلاً: " في يوم الجمعة الموافق الأول من كانون الثاني 1948 تطوعت في فوج اليرموك الأول ضمن سرية الدير (دير الزور، م. ك) وذلك للاشتراك بالدفاع عن الأراضي المقدسة وعن الوطن العربي العزيز. خرجنا من دير الزور إلى حماة ومن هناك إلى قطنة وفيها مكثنا ثلاثة أيام حتى أخذنا الأوامر بالتوجه إلى فلسطين. خرجنا من قطنة في تاريخ 1948. 1. 7، كان اليوم يوم خميس. من قطنة اتجهنا لعمان ومن هناك باتجاه المناطق الفلسطينية. عندما اجتزنا الحدود الأردنية رافقتنا وحدة من الجيش الأردني حتى عبورنا النهر. في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كانت لنا استراحة قصيرة قدم لنا فيها التمر. خلال أكلنا للتمر فوجئنا بتعليمات جديدة تطالبنا بالاستعداد للمسير. أحد زملائنا واسمه حران بقي نائماً حيث كنا، أما زيدان "شيخ الشباب " فقد نسي بندقيته لأنه كان مشغولاً أكثر بتناول التمر".

    إن المتأمل لوصف هذا الجندي ولأمور أخرى ذكرها ويضيق المكان عن ذكرها هنا، يؤكد الصورة التي حاولنا رسمها لأداء جيش الإنقاذ أعلاه، تلك الصورة التي تجعل من عملية نجاح هذا الجيش بالمهمات التي أنيطت به أمراً أقرب للمستحيل. مع ذلك دخل هذا الجيش فلسطين وحاول قادته تنفيذ ما أوكلوا به. وعن مدى نجاحهم في ذلك سنتحدث في الحلقة القادمة بمشيئة الله.
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 6592
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ريتا السبت يناير 16, 2010 1:22 pm

    يسلمو رفيقي على مجهودك
    تحياتي وننتظر المزيد
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الأحد يناير 17, 2010 7:18 am

    اشكرك على المرور
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن السبت يناير 23, 2010 8:07 am

    من دفاتر النكبة (20)
    جيش الانقاذ بين الواقع والأسطورة (2)../ د. مصطفى كبها
    في الحلقة السابقة تطرقنا للظروف التي أنشئ فيها جيش الإنقاذ وإلى تركيبته البشرية والتنظيمية. وفي هذه الحلقة سنتطرق لوقائع ومعوقات نشاط هذا الجيش في الميدان، منذ قدوم طلائع وحداته إلى فلسطين في نهاية كانون الأول 1947 وحتى تقهقر ما تبقى ما تبقى من وحداته في منطقة الجليل في نهاية تشرين الأول 1948.

    عانى هذا الجيش، من الناحية اللوجستية الكثير من النقص في المواد التموينية والذخيرة، ومن العيوب الجمة وعدم صلاحية المواد التي استلمها فيس هذا المضمار. فالمتمعن في وثائق هذا الجيش بوسعه أن يرى شكاية دائمة قدمت من الجنود والضباط إلى قادة الأفواج وأعضاء اللجنة العسكرية للجامعة العربية، بحيث تضمنت هذه الشكاوى تذمراً من النقص في المواد الغذائية والذخيرة أو فساد المواد القتالية وعدم صلاحياتها للاستعمال.

    بالنسبة لنقص المواد الغذائية، قام الضباط بالضغط على الأهالي بغية تزويدهم بالطعام والفراش والأغطية، الأمر الذي أدى بدوره إلى احتكاكات مع الأهالي وذلك لشح الموارد وعدم قدرة الأهالي على تحمل أعباء النهوض باحتياجات الجنود لا سيما وأنهم استطاعوا بالكاد توفير حاجات منازلهم وعائلاتهم.

    أفقدت هذه الاحتكاكات جيش الإنقاذ تعاطف الأهالي وترحيبهم به. أما فيما يتعلق بالذخيرة فقد كان واضحاً بأنه لم يكن باستطاعة الأهالي تزويد الجيش بها، ومن هنا انصبت الشكاوى جميعاً في رسائل شبه يومية كانت موجهة إلى أعضاء اللجنة العسكرية التي وقف على رأسها اللواء إسماعيل صفوت (عراقي ) أو المفتش العام لجيش الإنقاذ العميد طه الهاشمي (وهو عراقي أيضا).

    عرضت هذه الرسائل صورة قاتمة عن الوضع في المناطق التي عمل فيها جيش الإنقاذ، فقد جاء على سبيل المثال في رسالة بعثها قائد حامية بيسان من قبل جيش الإنقاذ إلى الجنة العسكرية: "منذ يوم التاسع عشر من شباط 1948، حيث استلمت الذخيرة المخصصة للدفاع عن مدينة بيسان، قمت بتعيين 40 شخصاً في مواقع مختلفة في المدينة ولكني لم أجد أكثر من خمسين مشطاً من الذخيرة، هذا بالإضافة إلى أنني لم أجد فتائل إشعال للديناميت، هذا فضلاً عن أن نسبة عالية من الذخيرة كانت عديمة الصلاحية، فالعديد من الجنود لم يفلحوا بإطلاق طلقة واحدة من بنادقهم".

    في حالات أخرى كان هناك نقص شديد بموارد الطاقة وخاصة البنزين، فعلى سبيل المثال بعث قائد سرية في فوج اليرموك الأول برسالة إلى قائد الفوج جاء فيها: "لقد نفذ البنزين لدينا بشكل كامل، منذ ثلاثة أيام لا يوجد لدينا حتى لتر واحد من البنزين".

    مع ازدياد حدة هذه الصعوبات وازدياد تذمر الجنود، بدأت تطفو على السطح مظاهر خرق الانضباط وحتى العصيان والهروب من المعسكرات والمواقع.

    قصص كثيرة و"مثيرة " في هذا المجال يمكن أن نجدها في يوميات الضابط الأردني محمد أبو صوفة الذي كان قائداً لسرية "الصاعقة" في فوج اليرموك الأول. وفور توليه دفة قيادة هذه السرية حاول الضابط أبو صوفة التعامل مع مخالفات الجنود بشيء من التسامح ولم تتعد درجة العقاب التي فرضها على الجنود إلغاء وجبة من الوجبات اليومية المخصصة للجنود أو إضافة ساعات حراسة على حصة الجندي المخالف وما إلى ذلك من أوجه العقاب الخفيفة، ولكن ومع تزايد عدد هذه المخالفات وحين أصبحت "تياراً جارفاً"، كما وصفها أبو صوفة في يومياته، قام بجمع جميع أفراد السرية ووقف فيهم خطيباً حيث قال: "حاول بعض الجنود الهروب، وهؤلاء سيعاقبون بالسجن والفلقة (الجلد بالسوط على أسفل القدم، م.ك). كل جندي سيحاول الهروب من الآن فصاعداً سيجلد ويسجن قبل أن يعدم بالرصاص لأن كل من يفعل ذلك هو بمثابة خائن ومتعاون مع اليهود".

    لكن تهديد أبي صوفة هذا لم يكن، كما يبدو، مؤثراً بما فيه الكفاية لأن محاولات الهروب استمرت، واستمر معها تناقص عدد أفراد السرية، وذلك حسب ما جاء في رسالة بعثها أبو صوفة إلى قائد الفوج مشفوعة بقرار الاستقالة الذي رفضه القائد مجبراً أبا صوفة في وظيفته مكرهاً ومحبطاً.

    على الصعيد الميداني، لوحظ منذ بداية المبادرات العسكرية التي قام بها جيش الإنقاذ أنه يحاول السيطرة والتمركز في المساحات المخصصة للدولة العربية حسب قرار التقسيم ولم يحاول، ولو لمرة واحدة، أن يشذ عن ذلك.

    هذا الأمر يمكنه أن يفسر عدم محاولة البريطانيين (الذين كانوا من الناحية العملية المسؤولين الأمنيين عن كافة مساحة فلسطين الانتدابية حتى تاريخ 1948. 5. 15 ) منع جيش الانقاذ من تنفيذ مهامه بل إن المتمعن في وثائق جيش الإنقاذ والوثائق البريطانية من تلك الفترة بأنه كان هناك شيء من التنسيق الأمني الصامت بين الطرفين، وكما يبدو فإن ثمن هذا التنسيق كان عدم دخول الأراضي المخصصة للدولة اليهودية.

    على الأرض، تمركزت أفواج هذا الجيش في منطقتين أساسيتين: الأولى كانت منطقة المثلث الكبير ( جنين – نابلس – طولكرم ) والتي ضمت إليها من الجنوب منطقة لواء اللد ( التي ضمت قضائي يافا والرملة )، ومن الشمال منطقة الكرمل والروحة ومرج ابن عامر، بحيث كانت كافة هذه المناطق تحت القيادة المباشرة للقائد العام فوزي القاوقجي. أما المنطقة الثانية فكانت في الشمال حيث ضمت مناطق الجليل الأعلى والجليل الأسفل ومنطقة الساحل الممتدة من عكا حتى الحدود اللبنانية، وقد قاد هذه المنطقة العقيد أديب الشيشكلي. وقد بقي هذا التقسيم قائماً حتى دخول الجيوش النظامية العربية في الخامس عشر من أيار 1948. ولكن جيش الإنقاذ، وقبل مجيء هذه الجيوش، خاض جملة من المعارك وعن تفاصيلها سنتحدث في الحلقة القادمة.
    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 6592
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ريتا السبت يناير 23, 2010 3:04 pm

    مشكور رفيقي والى الأمام
    ابو وطن
    ابو وطن

    مشرف المنتديات الفلسطينية  مشرف المنتديات الفلسطينية



    ذكر
    عدد الرسائل : 6822
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : مشرف شبكات حاسوب
    المزاج : ولا احلى من هيك
    رقم العضوية : 7
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 8915
    تقييم الأعضاء : 10
    تاريخ التسجيل : 14/11/2007
    وسام مسابقة الضيف المجهول : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف ابو وطن الجمعة فبراير 05, 2010 6:03 pm

    من دفاتر النكبة (21):
    جيش الإنقاذ بين الواقع والأسطورة (3)../
    تطرقنا في الحلقتين السابقتين إلى الإطار التاريخي الذي عملت فيه أفواج جيش الإنقاذ التي عملت في فلسطين، ورصدنا القيود والقسريات العديدة التي عمل فيها هذا الجيش. وفي هذه الحلقة سنتطرق إلى أهم المعارك التي خاضها.

    تمحورت خطة العمل الميدانية لجيش الإنقاذ منذ البداية حول هجمات تكتيكية ضد مستوطنات ومواقع يهودية محصنة أو واقعة على مفارق الطرق الرئيسية وضمن هذه الخطة يمكن أن تقع المعارك التالية:

    1. معركة قلعة جدين (يحيعام ):
    تقع قلعة جدين (وهي قلعة تاريخية قديمة) في منطقة الجليل الأعلى، وهي منطقة مشرفة وحصينة تقع في منطقة وعرة يصعب الوصول إليها. وأقرب القرى العربية إليها هي قرى معليا وترشيحا.

    حصل الهجوم على هذه المستوطنة في الليلة الواقعة بين 22-23 كانون الثاني 1948، وقد شارك فيه سرية من فوج اليرموك الثاني وبعض رجال جيش الجهاد المقدس بقيادة خليل محمد عيسى (أبو إبراهيم الكبير) أحد أهم رجال المفتي في الجليل وقائد منطقة الجليل الأعلى في فترة ثورة 1936 -1939.

    بلغ عدد المهاجمين قرابة 120 مقاتلاً كانوا مسلحين بالبنادق والقنابل اليدوية وبعض المدافع الرشاشة. كان في القلعة حامية يهودية لم يزد عدد أفرادها عن الثلاثين.

    هاجم جنود أبي إبراهيم القلعة بالبنادق الرشاشة والقنابل اليدوية ولكنهم لم يستطيعوا اقتحامها بسبب التحصينات القوية وحسن تسليح حاميتها. وعندما لم يفلح المهاجمون بالاقتحام ضربوا على القلعة حصاراً من جميع الاتجاهات بقصد إجبار الحامية على التسليم ولكن ذلك لم يحصل بسبب وصول الإمدادات للحامية من الجو بحيث جرى إسقاطها داخل القلعة، وقد استهلك المهاجمون معظم ما كان لديهم من ذخيرة ومؤن الشيء الذي أجبرهم في النهاية على إخلاء مواقعهم وفك الحصار عن القلعة لا سيما أنهم خسروا قرابة العشرين شهيداً في محاولات الاقتحام الفاشلة للموقع.

    ومن الجدير ذكره هنا أن القوات اليهودية الواقعة في نهريا حاولت تمرير قافلة تموين وذخيرة إلى مستوطنة يحيعام المعزولة في منتصف آذار 1948، ولكن هذه القافلة أوقفت في قرية الكابري العربية وأبيد معظم من كان فيها. وقد تحدثنا عن ذلك في حلقة سابقة من هذه السلسلة تحت عنوان "معركة الكابري".

    2. معركة الزراعة (طيرات تسفي):
    الزراعة قرية فلسطينية من قضاء بيسان الانتدابي، وهي تنتمي لمجموعة القرى الفلسطينية التي كانت قد هجرت قبل عام 1948. وقد أقيمت على أراضيها مستعمرة طيرات تسفي.

    كان قائد الهجوم على هذه المستوطنة الضابط السوري محمد صفا، قائد فوج اليرموك الأول، وقد وقف على رأس فرقة من المشاة بلغ تعدادها قرابة الـ400 مقاتل. حصل الهجوم في الليلة الواقعة بين السادس عشر والسابع عشر من شباط 1948. كان توقيت الهجوم بائساً ومفتاحاً للفشل، حيث كانت تلك الليلة ليلة شديدة الأمطار وقد غاص المهاجمون المشاة في الأوحال المحيطة بالمستوطنة التي أحاطتها خطوط الدفاع القوية والأسلاك الشائكة من كافة الجوانب. وبإمكان المتأمل لهذا التوقيت وتلك الظروف أن يتوقع مصير بضع مئات من المهاجمين المشاة يحاولون اقتحام حصون وقلاع وهم غائصون في الأوحال وفي الحصون قناصة مهرة جنبتهم حصونهم معاناة الأمطار الهاطلة والأرض الموحلة.

    سقط في الهجوم قرابة 70 شهيداً ومثلهم عدد الجرحى. كان من بينهم بعض المتطوعين اليمنيين الذي أبلوا في المعركة بلاء حسناً، واستطاعوا الوصول إلى بعض التحصينات واقتحامها رغم قسريات الظروف واستحالة التقدم. وقد تعرض قائد الهجوم، المقدم محمود صفا، إلى الهجوم الشديد من الصحافة العربية في ذلك الوقت متهمة إياه بالتقصير وسوء الإدارة والتخطيط، ولكن ذلك النقد لم يجعل القيادة العليا تحرك بشأنه ساكناً.

    كان للفشل في هذه المعركة التأثير المدمر على معنويات فوج اليرموك الأول ولم يقوموا بعدها بأي عمل عسكري مؤثر سوى بعض الحركات الاستعراضية التي تضمنت إقامة الحواجز على الطرق ومهاجمة بعض المركبات اليهودية السائرة عليها.

    3. معركة مشمار هعيمق:
    كنا قد تطرقنا في حلقة سابقة من هذه السلسلة لهذه المعركة، وعليه لن نطيل التفصيل بصددها ويكفي أن نذكر بأنها خططت وأديرت، هذه المرة، من قبل القائد العام للجيش فوزي القاوقجي.

    وقد كان لفشل هذه المعركة، في المحصلة النهائية، الأثر الكبير في تدن المعنويات لدى جنود جيش الإنقاذ وبالأساس لدى المدافعين عن القرى الفلسطينية في مناطق الروحة ووادي عارة ومرج ابن عامر. فقد سقطت أثناء الهجوم المضاد الذي قامت به القوات اليهودية بين الثاني عشر والرابع عشر من نيسان 1948 على إثر تراجع قوات جيش الإنقاذ عن محيط مستوطنة مشمار هعيمق في التاسع والعاشر من الشهر ذاته كل من قرى الغبيات وقيري وأبو زريق وأبو شوشة والنغنغية والكفرين ودالية الروحة والريحانية من منطقة شمال - شرق الروحة، واختلت خطوط الدفاع في قرى السنديانة وبريكة وصبارين وخبيزة وأم الشوف في منطقة وسط وغربي الروحة إلى أن سقطت نهائياً في الثاني عشر من أيار من العام ذاته.

    وقد شكل سقوط هذه القرى ضغطاً شديداً على قرى وادي عارة التي هاجمتها القوات اليهودية مراراً، وفشلت في احتلالها ككفر قرع التي هجر أهلها لمدة أحد عشر شهراً على اثر معركة دامية حصلت في الثامن من أيار 1948، ومعاوية التي هدمت بشكل شبه كامل، وكذلك قرى مصمص ومشيرفة التي تعرضت الكثير من منازلها للهدم جراء القصف وأعمال التفجير التي قامت بها جماعات "البالماح" اليهودية المسلحة.

    وهكذا كانت نتائج المعارك الثلاث الكبيرة التي خاضها جيش الإنقاذ قبيل حضور القوات العربية إلى فلسطين فاشلة على الأغلب ومثبطة للعزائم والمعنويات. أما عن المعارك التي خاضها هذا الجيش بعد قدوم الجيوش النظامية، في منطقة الجليل تحديداً، وخاصة معركة هوشة والكساير فسنتحدث في الحلقة القادمة بمشيئة الله.
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Palest10
    نقاط : 15900
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty

    حلقات من دفاتر النكبة - صفحة 3 Empty رد: حلقات من دفاتر النكبة

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر السبت فبراير 06, 2010 12:09 am

    شوقتنا كثيرا يارفيق
    لباقى الحلقات
    مع ان حلقات النكبة لم تنتهى بعد

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:08 pm