ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    الشاعران عاصي ومنصور الرحباني.... واحتراف الامل

    ريتا
    ريتا

    مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر  مشرفة فلسطينيو ال48 والمهجر



    انثى
    عدد الرسائل : 943
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طالبه في جامعة حيفا
    المزاج : دائما مرحه
    الدولة : الشاعران عاصي ومنصور الرحباني.... واحتراف الامل Palest10
    نقاط : 6763
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/04/2009

    الشاعران عاصي ومنصور الرحباني.... واحتراف الامل Empty الشاعران عاصي ومنصور الرحباني.... واحتراف الامل

    مُساهمة من طرف ريتا الأحد أبريل 19, 2009 1:46 pm

    صوره تمهيديه:
    (كان في ارض وكان فيه ايدين عم بتعمر تحت الشمس وتحت الريح
    وصار في بيوت وصار في شبابيك عم بتزهر
    صار في ولاد وبأيديهن في كتاب
    وبليل كل ليل سال الحقد فية لبيوت
    والايدين السودا خلعت لبواب
    وصارت لبيوت بلا صحاب....)
    بهذا الكلام التصويري المعبر(من أغنية فيروز شوارع الئدس العتيئه) يصور عاصي ومنصور ما كان هنا. الارض والانسان والبيت والعمل المنتج- كل هذه مجتمعه, كانت تجهز لصنع وطن أعيق بناؤه بفعل بشري غير انساني.
    رحلة صيد بحريه:
    على لسان العربي الفلسطيني اليافي, المقيم في المنافي , كتب الرحبانيان الكبيران-عاصي ومنصور-الكلام التالي الذي ملأ المسمع ولحناه, فأثلج الصدور, وأدفأ القلوب. أما الأداء الغنائي فكان للصوت الهادر: جوزيف عازار.
    ذلك الكلام الحواري الغنائي يدور بين صياد يافي الجذور والانتماء والهوى, ومجموعه من رفاقه الذين يبدو أن جميعهم , أو بعضهم هم كذلك من يافا.
    عبر هذا الحوار الشعري الغنائي, يصور الرحبانيان رحلة صيد بحريه في المتوسط الأبيض, انطلقت فجرا من ميناء يافا الفلسطينيه, وانطوت على مخاطر هلاكيه, وانتهت بعوده مكلله بالظفر والكسب.....
    *أذكر يوما كنت بيافا
    -خبرنا خبر عن يافا
    *وشراعي في مينا يافا
    -يا أيام الصيد بيافا
    *نادانا البحر ويومه سحر فهيأناه المجذافا
    -نلمح في الخاطر أطيافا عدنا بالشوق الى يافا
    *فجرا أقلعنا
    زندا وشراع
    في المطلق ضعنا
    والشاطئ ضاع
    -هل كان الصيد وفيرا؟
    *وغنمنا منه كثيرا
    قل من صبح لمساء
    نلهو بغيوب الماء
    لكن في الليل
    جاءتنا الريح
    يا عاصفة هوجاء
    وصلت ماء بسماء
    -عاصفة البحر الليليه
    قطعان ذئاب بحريه
    *أنزلنا الصاري
    امسكنا المجذاف
    نقسو ونداري
    والموت بنا طاف
    قاومنا الموج الغاضب
    روضنا البحر الصاخب
    وتشد وتعنف أيدينا
    ويشد يشد القارب
    ويومها قالوا اننا ضائعون
    اننا هالكون
    في الأبد البارد
    لكننا عدنا عدنا مع الصباح
    جئنا من الرياح
    كما يجيء المارد
    ودخلناها مينا يافا
    -يا طيب العود الى يافا
    *وملأنا الضفة أصدافا
    -يا محلا الأيام بيافا
    *كنا والريح تهب تصيح, نقول سنرجع يا يافا
    -واليوم الريح تهب تصيح ونحن سنرجع يا يافا
    *وسنرجع نرجع يا يافا
    -وسنرجع نرجع يا يافا
    رحلة الصيد تلك تتحول, بقدرة الشعر الجميل, من مجرد ذكرى مرتبطه بما كان قبل عام 1948 , مجرد ذكرى تثير الحنين (وقد تثير الأنين), تتحول الى رحم تلد عزما وفألا وأملا ونبوءة يقينيه بعودة من حرم وظلم. رحلة الصيد البحريه تتحول الى تمثيل لما يعانيه الفلسطيني منذ عقود, استلابا وتشردا, اقصاء وارتهانا, وعودة الصيادين الصباحيه الى شاطئ عروس البحر الفلسطينيه(يافا) تغدو تمثيلا للغد المرتقب المشرق الذي ينتظره الفلسطيني المثقل بالأحمال وبالأحلام, الفلسطيني الحالم بالنهار, بالديار, بالاستقرار, الفلسطيني المحمل بالأمال العريضه التي يحدوها فأل قد يخاطبه البعض زعما او وهما.
    معاينة المعاناه:
    في الخمسينات, عاين الرحبانيان الكبيران معاناة فلسطيني الخيام والتشريد معاينه حقيقيه وعميقه, فكتبا مغناه(راجعون) فيا يقولون على لسان أهل الخيام:
    هل ننام
    وشراع الخير حطام؟
    هل ننام
    ودروب الحق ظلام؟
    هل ننام؟
    لن ننام
    والكون أسى وظلام
    لن ننام
    وقوفا وقوفا أيها المشردون
    وقوفا يا ترى هل تسمعون؟
    .......
    بلادي أطلي قليلا فاننا راجعون
    في الأمطار راجعون
    في الأيمان راجعون
    للأوطان راجعون
    بهذه التسميه لهذا العمل الغنائي (راجعون), وبالتكرار مرارا للفظه ذاتها التي تشكل عنوانا, وبالتساؤل الذي يستنكر النوم (هل ننام؟), وبالاجابه النافيه المتكرره (لن ننام) من الحلي أن الرحبانيين هنا لا يعبران عن تمن, أو عن تفجع وأنين, كل هذا وذاك- على ما يبدو لهما-لا يخدم قضيه ولا يقدم حلا. التمني احلام يقظه قد تشكل (بديلا) تقاعسيا للعمل المقاوم. والتفجع رثاء للذات المظلومه المهدمه المحطمه, والأنين ليس بديلا عن خطاب وطني انساني يستنهض الهمم والمقدرات, ولا بديلا عن الفعل المقاوم. الرحبانيان يعبران عن ايمان يبلغ حد اليقين الذي لا يتزحزح, ايمان بأن عودة من سلبت أرضه اليها أمر لا يخضع لأي تشكيل, وبأن أصحاب القضيه هم أصحاب الحل-في الدرجه الأولى.
    في اكثر من نص واحد......
    مثل هذا الايمان اليقيني بحتمية احقلق الحقوق, وبعودة من طرد من وطنه, مثل هذا الايمان مبثوث في شعر الرحبانيين-عاصي ومنصور-في أكثر من نص, بل انما يصران, أحيانا, على عدم ارجاء التعبير عنه , فيبثانه ضمن كلام شجي, كما في مطلع (غاب نهار أخر)
    غاب نهار اخر
    غربتنا زادت نهار
    واقتربت عودتنا نهار
    فتفاقم المأساه لا يلقي بهما في مهاوي القنوط, بل يمنحما مزيدا من اليقين أن الحل في اقتراب. في هذا استشراف لحل أت رغم كل شي. في هذا قال من قال ان الساعة الاكثر حلكه هي تلك التي تسبق اطلالة الفجر الأولى.
    سنرجع يوما:
    وحين يختار عاصي ومنصور لفيروز ان تغني لغيرهما من الشعراء, تراهما يعبران بهذا الاختيار عن مثل هذا الايمان اليقيني. فعلى سبيل المثال, لا الحصر, حين اختارا لفيروز ان تغني من تلحينها وشعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد (هذا ما اعرفه , وثمة من ينسب هذا النص الى الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) وهناك من ينسبه الى الاخوين رحباني) كان مطلع الاغنيه:
    سنرجع يوما الى حينا ونغرق في دافئات المنى
    سنرجع مهما يمر الزمان
    وتنأى المسافات ما بيننا
    الشاعر الفلسطيني الغزي لا يتساءل هنا: متى سنرجع الى ديارنا الحبيبه؟ ترى هل سنرجع؟ هل من الممكن؟ ومن سيرجعنا الى هناك؟ لا يتساءل بحسرات وعبرات تغرق القلب والعين , بل يصر: سنرجع! الرجوع الى الوطن واحقاق الحق أمران محتمان. الرجوع حقيقه. قد يكون حقيقه مرجأة التجسد, بيد ـن تحقيقه مسألة وقت ليس الا (سنرجع مهما يمر الزمان).
    عودة الى الحزن:
    يعبر الرحبانيان, في أعمالهما الخالدة, عن الحزن والحنين والشجن, حين يتعلق الامر بفلسطين وبأهل فلسطين المنكوبيين. لا يسقطان من فنهما الحزن وما يتولد منه, بيد أنه حزن يرافقه نبل, حزن وليد ذكريات أناس كان لهم يوما أرض وبحر وسماء, حزن لا يفضي بالمتلقي الى حافة القنوط والتسليم والعجز. في احدى اغاني فيروز وعلى لسان الفلسطيني الذي كتبت له (الاقدار) الدوليه ان يشرد عن وطنه مرتيين(عام1948وعام1967), معانيا مر حياة الخيام يقول الرحبانيان:
    أحترف الحزن والانتظار
    أرتقب الأتي ولا يأتي
    تبددت زنابق الوقت
    عشرون عاما وأنا
    أحترف الحزن والانتظار
    عبرت من بوابة الدموع
    الى صقيع الشمس والبرد
    لا أهل لي, في خيمتي وحدي
    عشرون عاما وأنا
    يسكنني الحنين والرجوع
    كبرت في الخارج
    بنيت أهلا أخرين
    كالشجر استنبتهم فوقفوا أمامي
    صار لهم ظل على الارض
    ومن جديد ضربتنا موجة البغض
    وها انا استوطن الفراغ
    شردت عن أهلي مرتين
    سكنت في الغياب مرتين
    أرضي بالي وأنا
    أحترف الحزن والانتظار
    صحيح أن الحزن يستوطن هذه القصيدة المغناه, بيد أنها خلو من النحيب, والقنوط لم يتسلل الى كلماتها. الفلسطيني هنا يصور لحظته الحاضرة, ونكبته المضاعفه الحاضره كذلك. لا انتحاب ولا عويل. بل ثمة حزن من ذلك اللون الذي, لأنه لم يأت باسراف واثقال, قد يمكن المتلقي-وحامله كذلك-من أن يحوله الى وقود محرك, الى غضب فاعل, الى فعل نضالي. الحزن هنا (وفي مواضع أخرى, بل في كل حالة) لا يمكن ان يكون جدول عمل.
    في (زهرة المدائن):
    في الاغنيه الشهيره (زهرة المدائن)-وهي من كلمات العاصي والمنصور وتلحينهما-بعد نغمات الحزن والحنين التي ترافق بداية الأغنيه ووسطها, كما في :
    عيوننا اليك ترحل كل يوم.....
    الطفل في المغاره, وأمه مريم, وجهان يبكيان
    لأجل من تشردوا
    لأجل أطفال بلا منازل
    لأجل من دافع واستشهد في المداخل
    واستشهد السلام, في وطن السلام
    وسقط العدل على المداخل....
    بعد كل ذلك, لا تلبث نغمة الاصرار أن تطغى على سواها, فنسمع الشاعران يقولان:
    الغضب الساطع أت وأنا كلي ايمان
    الغضب الساطع أت سأمر على الاحزان
    الرحبانيان يعتبران الحزن قنطره عليها يخطو الفلسطيني ليبلغ الضفه الاخرى, كيما يترجم حلمه الى فعل ويؤسس لغد بهي. والرحبانيان لا يشيدان أملا من وهم او من كذب. الامل العريض الذي تعرضه أعمالهما, في ما يتعلق بفلسطين (وبمستقبل لبنان كذلك), هو أمل مدعم بحقائق. هو أمل ينبثق من رؤيا تستند الى رأي ورؤيه. فالشعوب التي تعشق الحياه منتصره حتما, والفن لا يمكن الا أن يكون منحازا الى الحياه, ومنحازا الى ما يتجاوز كل واقع رديء. والفنان قادر في أحلك الظروف, عبر فنه الراقي الرائي والمسؤول, قادر أن يقنع شعبه بأنه شعب حي ويستحق الحياه. وحين يقتنع المرء او الشعب بذلك, سيمارس أفعال الحياه. ومن كان ليه شك في أن الفن الحقيقي قادر على استشراف الغد (فالفنان يفهم الحاضر والماضي عميقا أكثر من سواه), فليراجع-على سبيل المثال-مسرحية الرحبانيين العظيمين (جبال الصوان)(1969) التي حملت (نبوءة) اندلاع الانتفاضه الفلسطينيه الاولى (1987) وخلاصة هذه النبوءه أن الحل لا يكون الا (من جوة).
    جميل أن نسمع الاغاني ونفهم عن ماذا تتحدث قد شرحت لكم هذه الاغاني ارجو ان ينال اعجابكم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 06, 2024 1:27 pm