تفسر دوائر سياسية غربية
وأكاديميون غربيون ظاهرة الانخراط في المنظمات العسكرية السرية في أغلب الأحيان من
منظور العوامل الاقتصادية والاجتماعية. إنهم يقولون بأن الفقر وما يترتب عليه من
انشغال رب الأسرة في البحث عن لقمة الخبز، ومن بحث الأم عن عمل مساعد يؤديان إلى
مشاكل وهموم نفسية واجتماعية لدى الفتية، مما يدفعهم إلى تبني أفكار العنف
والانتقام من الآخرين، أو إلى تعاطي المخدرات والاشتغال بالدعارة والانضمام إلى
عصابات نهب وسرقة وقتل. والاستنتاج عادة مفاده بأن المدخل إلى القضاء على ظاهرة
العنف والانحراف هو تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية للناس.
" كان من المهم لدى إسرائيل وأميركا في البداية تحويل الاهتمام الفلسطيني من حق العودة وحق تقرير المصير إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، واللعب على وتر معاناة أهل الضفة وغزة بهدف تقليص المطالب الفلسطينية وتقليص الشعب الفلسطيني إلى الشعب الموجود في الضفة وغزة " |
على مدى
السنين الطويلة للمعاناة الفلسطينية، كان من الصعب أن يتكلم مسؤول رسمي غربي عن
الحقوق الفلسطينية وضرورة إعادتها إلى أصحابها، وتركز الكلام في البحث عن حل ما
للصراع القائم.
السنين الطويلة للمعاناة الفلسطينية، كان من الصعب أن يتكلم مسؤول رسمي غربي عن
الحقوق الفلسطينية وضرورة إعادتها إلى أصحابها، وتركز الكلام في البحث عن حل ما
للصراع القائم.
ربما نسمع مسؤولا يتحدث عن
معاناة الفلسطينيين، وعن وضع المخيمات السيئ من النواحي الصحية والمعيشية، وربما
نسمعه يتحدث عن حقوق إنسانية للاجئين الفلسطينيين أو للفلسطينيين تحت الاحتلال،
لكنه من النادر جدا أن نسمعه متحدثا عن الحقوق الوطنية.
ولهذا نرى أن أفق الغرب
الرسمي في البحث عن حل للصراع القائم محصور في الغالب في البعد الاقتصادي أو
المعيشي للناس، على اعتبار أن الوضع الفلسطيني أفرز ظاهرة عنفية لا بد من القضاء
عليها.
قررت إسرائيل منذ البدء
مواجهة المقاومة الفلسطينية بالعنف المضاد، لكنها لم تحقق نجاحا على الرغم من
قدرتها التدميرية الهائلة، فاستمرت المقاومة وتنوعت أساليبها ووسائلها إلى درجة
وصولها إلى التجمعات السكانية اليهودية وإشاعة الذعر والخوف في قلوب
الإسرائيليين.
وجنبا إلى جنب مع المواجهة
العنيفة رأت إسرائيل والحكومات الغربية المؤيدة لها ضرورة العمل باتجاه المال
والاقتصاد.
ترويض فلسطينيين
اعتمد أعداء الشعب الفلسطيني سياستين تكمل
إحداهما الأخرى وهما: سياسة الإحباط الناجمة عن الإخفاقات والهزائم، وسياسة الحوافز
القائمة على المال والجاه.
لست هنا بصدد شرح هاتين
السياستين، وبإمكان المتتبع أن يربط بين هزيمة الفلسطينيين في لبنان عام 1982،
وسياسة تخريب انتفاضة 1987 من جهة، وسياسة سماح إسرائيل بتدفق أموال من الخارج
وصناعة قيادات فلسطينية محلية لا تؤيد فكرة المقاومة المسلحة.
تمثلت الخطوة الأولى في
البحث عن حل مالي للقضية الفلسطينية في إنشاء مراكز وجمعيات فلسطينية يشرف عليها
أكاديميون ومثقفون فلسطينيون يؤمنون بالحلول الاقتصادية، وبإظهار ما يسمى بالوجه
الحضاري للشعب الفلسطيني.
بدأ البحث عن أكاديميين
ومثقفين في بداية الثمانينيات بوتيرة منخفضة وحذرة جدا لأن البيئة الوطنية
الفلسطينية في الضفة والقطاع لم تكن مهيأة لاستقبال أو مهادنة نشاطات من هذا
القبيل.
ظهر مثقفون فلسطينيون
ينادون بضرورة مخاطبة الغرب باللغة التي يفهمها وهي لغة الإقناع اللفظي باستعمال
معاناة الفلسطينيين وفضح الممارسات الإسرائيلية ضدهم.
لم يتحدثوا في الثمانينات
بشيء ضد المقاومة، ولم يعلنوا عن استعدادهم للاعتراف بإسرائيل، لكنهم ضربوا على
نغمة تحسين الأوضاع الاقتصادية وسيلة لرفع بعض المعاناة عن الشعب، وركزوا على فكرة
إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع.
كنت أنا من الذين تمت
مقاربتهم، وعرض عليّ القنصل الأميركي في القدس التعاون عام 1983، وعرض عليّ
الإسرائيليون عام 1989 أن يصنعوا مني زعيما فلسطينيا.
كان من المهم في تلك الفترة
تحويل الاهتمام الفلسطيني من حق العودة وحق تقرير المصير إلى إقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة، واللعب على وتر معاناة أهل الضفة وغزة، بهدف تقليص المطالب
الفلسطينية وتقليص الشعب الفلسطيني إلى الشعب في الضفة وغزة.
مقابل ذلك، كان هؤلاء
المثقفون والأكاديميون يحصلون على تسهيلات من الاحتلال، مثل تسهيلات السفر والتنقل
وإلقاء المحاضرات وحضور الندوات على مستوى عالمي، وتلقي الدعم المالي.
أذكر هنا مثلا مركز الإعلام
الفلسطيني الذي وجد مجالا واسعا لنشاطاته، بما في ذلك تلقي المال من منظمة التحرير
الفلسطينية دون اعتراض جدي من قبل الاحتلال.
وأذكر هنا أن القائمين على
مثل هذه المراكز قد ظهروا على أنهم قيادات فلسطينية فيما بعد، وأن ملاحقة الاحتلال
لأغلبهم لم تكن سوى أعمال للتغطية وصناعة الصور القيادية.
عدل سابقا من قبل الغـــ باســـــل ـــــربي في الإثنين يناير 12, 2009 11:31 pm عدل 1 مرات
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007