كانت ليلة من ليالي الصيف المقمرة التي تعوّد أن يقضيها العشاق في الخلاء ، لكن ديفيد استقل سيارته الحمراء وبجانبه عشيقته دينا متجهَين إلى أحد الملاهي القريبة ليقضيا ما تبقى من الليل هناك ، وعلى مقربة من الشاطئ تجاوزتهما سيارة مسرعة فقطعت عليهما الطريق ، توقف ديفيد مرغماً ، أحس بخطورة الموقف فحاول الهرب لكنه لم يستطع . . نزل جميع من بالسيارة شاهرين السلاح وأمطروه بوابل نيرانهم فقتل ومن معه علـى الفور .
انزوت السيارة المعتدية في شوارع المدينة بعيداً عن موقع الجريمة ، قبل أن يدرك أحد ما الخبر ، ديفيد غارق في دمه ودينا تسبح في بحر من الدم ، بعد أن تحولت ليلهما إلي ليلة تفوح منها رائحة الموت .
- " هذا جزاء من خان أصحابه " قال أحدهم وهو يشعل سيجارته بعد أن نفذوا عمليتهم باقتدار .
- " لقد تسرعنا في قتله ، كان يجب أن نعرف أولاً أين يخبّئ النقود والمجوهرات التي سرقناها مؤخراً " قال آخر وهو يخفي البنادق أسفل مقعد السيارة .
التفت إليهم زعيمهم سائق السيارة وقال : " لسنا بحاجة إلى المال بقدر ما نحن بحاجة للخلاص من هذا الوغد الذي حاول أن يغرر بنا ويستفرد بالمال والمجوهرات " ثم أخرج زجاجة البيرة وارتشف منها قليلاً وقال : " دعونا ننسى ما حدث ، ولنفكر جيداً في عملينا القادمة " .
- " بنك ديسكونت . . أليس كذلك ؟ " سأل أحدهم .
- " بلا " أجاب الزعيم . . " لكننا بحاجة إلى رابع ، سنختاره هذه المرة بدقة حتى لا يغرر بنا مثل الوغد ديفيد ، لعنه الله " .
بعد جولة تفقدية سريعة في المصنع ، عاد فيلكس إلى مكتبه يقلّب صفحات الجرائد كعادته كل صباح ، فاجأته صورة دينا القتيلة ، تشنجت أصابعه وتخشبت أنفاسه وهو يقرأ خبر مصرعها " جريمة قتل جديدة تودي بحياة أحد أخطر لصوص البنوك في تل أبيب وعشيقته " . . . وقبل أن يقرأ التفاصيل ،حمل الجريدة وطاف بها أرجاء المصنع يصرخ كالمخبول بصوت باكٍ :
- " قُتلت دينا . . قُتلت دينا "
أصيب الجميع بالصدمة وامتلأ المصنع بالكآبة والحزن ، أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات قاطعة :
" كيف !! " . . " متى !! "
وصل الخبر صديقتها ميرا التي ركضت باتجاه فيلكس لتتأكد من صحة الخبر ، أمسكت الجريدة تقلّب في صفحاتها تبحث عن دينا ، " كعادتها كل صباح تصحو تل أبيب غارقة في الدم . . . جريمة جديدة تشهدها تل أبيب . . . . " صورة دينا وعشيقها ديفيد تحت الخبر .
- " هي دينا إذن " . . .
" بعد أن تعرضت سيارتهما ليلة أمس إلى إطلاق نار كثيف تسبب في مصرعهما على الفور "
- " لا . . لا !! " ، صرخت بعلو صوتها وهي تتابع قراءة الخبر .
- " لماذا أنت يا دينا !! " ، أجهشت بالبكاء وظلت تهذي إلى أن خارت قواها فسقطت على الأرض مغشي عليـها .
وصل رودي متأخراً إلى المصنع ، مصرع دينا كان محور حديث الجميع هناك ، فاجأه أحدهم بالخبر فلم يستوعب شيئاً , " كيف ومتى ؟ ولماذا دينا بالذات ؟ " أسئلة كثيرة سألها وما من مجيب ، لم يبتلع الخبر من هول الصدمة ثم جرى إلى الداخل يبحث عن ميرا .
- " ميرا . . أين ميرا ؟ " أجابه أحدهم بأنها خرجت بعد سماعها الخبر، فخرج هو أيضاً لا يعرف أين يتجه .
كان فيلكس قد اتخذ قراره بإغلاق المصنع حداداً على مصرع دينا ، وقد أوعز لجميع العاملين بالمشاركة في مراسم العزاء وفاءً لزميلتهم المغدورة .
مر أسبوع على مقتل دينا ، الشرطة لا تزال تبحث عن القتلة ، " كل الاحتمالات واردة " هكذا أجاب ضابط الشرطة رداً على أسئلة الصحفيين الذين طلبوا تفاصيل حول ملابسات الجريمة وما توصلت إليه الشرطة من خيوط جديدة للقبض على الجناة . . " كل ما توفر لدينا من معلومات يؤكد بأن الجريمة الأخيرة ليست إلا تصفية حسابات لا أكثر ولا أقـل "
" أين أنت يا رودي ، رحلت دينا وتركتني وحيدة "
قالت هذه الكلمات وهي تقاوم الذهاب إليه .
" لقد تغيّر . . لم يعد رودي الذي عرفته منذ أن جئت إلى تل أبيب ، لكنني لا أحتمل الوحدة ، أحس بشيء يدفعني إليه ، كأنني أتنفس من رئتيه ، هل هو الحب ، أم هو اندفاع الغريزة والشهوة ؟ ، لا أعرف . . تعبت من التفكير ، أتعبني تعلقي بك يا رودي ، ماذا فعلت بي لأتعلق بك لهذه الدرجة ، أصبحت لا أطيـق حياتي بدونك!" .
تحدّث نفسها ، تحلم بلقاء حبيبها من جديد ، وحبيبها رودي يعيش ولادة جديدة .
انتهت الحلقة السادسة
أبو فريد
انزوت السيارة المعتدية في شوارع المدينة بعيداً عن موقع الجريمة ، قبل أن يدرك أحد ما الخبر ، ديفيد غارق في دمه ودينا تسبح في بحر من الدم ، بعد أن تحولت ليلهما إلي ليلة تفوح منها رائحة الموت .
- " هذا جزاء من خان أصحابه " قال أحدهم وهو يشعل سيجارته بعد أن نفذوا عمليتهم باقتدار .
- " لقد تسرعنا في قتله ، كان يجب أن نعرف أولاً أين يخبّئ النقود والمجوهرات التي سرقناها مؤخراً " قال آخر وهو يخفي البنادق أسفل مقعد السيارة .
التفت إليهم زعيمهم سائق السيارة وقال : " لسنا بحاجة إلى المال بقدر ما نحن بحاجة للخلاص من هذا الوغد الذي حاول أن يغرر بنا ويستفرد بالمال والمجوهرات " ثم أخرج زجاجة البيرة وارتشف منها قليلاً وقال : " دعونا ننسى ما حدث ، ولنفكر جيداً في عملينا القادمة " .
- " بنك ديسكونت . . أليس كذلك ؟ " سأل أحدهم .
- " بلا " أجاب الزعيم . . " لكننا بحاجة إلى رابع ، سنختاره هذه المرة بدقة حتى لا يغرر بنا مثل الوغد ديفيد ، لعنه الله " .
بعد جولة تفقدية سريعة في المصنع ، عاد فيلكس إلى مكتبه يقلّب صفحات الجرائد كعادته كل صباح ، فاجأته صورة دينا القتيلة ، تشنجت أصابعه وتخشبت أنفاسه وهو يقرأ خبر مصرعها " جريمة قتل جديدة تودي بحياة أحد أخطر لصوص البنوك في تل أبيب وعشيقته " . . . وقبل أن يقرأ التفاصيل ،حمل الجريدة وطاف بها أرجاء المصنع يصرخ كالمخبول بصوت باكٍ :
- " قُتلت دينا . . قُتلت دينا "
أصيب الجميع بالصدمة وامتلأ المصنع بالكآبة والحزن ، أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات قاطعة :
" كيف !! " . . " متى !! "
وصل الخبر صديقتها ميرا التي ركضت باتجاه فيلكس لتتأكد من صحة الخبر ، أمسكت الجريدة تقلّب في صفحاتها تبحث عن دينا ، " كعادتها كل صباح تصحو تل أبيب غارقة في الدم . . . جريمة جديدة تشهدها تل أبيب . . . . " صورة دينا وعشيقها ديفيد تحت الخبر .
- " هي دينا إذن " . . .
" بعد أن تعرضت سيارتهما ليلة أمس إلى إطلاق نار كثيف تسبب في مصرعهما على الفور "
- " لا . . لا !! " ، صرخت بعلو صوتها وهي تتابع قراءة الخبر .
- " لماذا أنت يا دينا !! " ، أجهشت بالبكاء وظلت تهذي إلى أن خارت قواها فسقطت على الأرض مغشي عليـها .
وصل رودي متأخراً إلى المصنع ، مصرع دينا كان محور حديث الجميع هناك ، فاجأه أحدهم بالخبر فلم يستوعب شيئاً , " كيف ومتى ؟ ولماذا دينا بالذات ؟ " أسئلة كثيرة سألها وما من مجيب ، لم يبتلع الخبر من هول الصدمة ثم جرى إلى الداخل يبحث عن ميرا .
- " ميرا . . أين ميرا ؟ " أجابه أحدهم بأنها خرجت بعد سماعها الخبر، فخرج هو أيضاً لا يعرف أين يتجه .
كان فيلكس قد اتخذ قراره بإغلاق المصنع حداداً على مصرع دينا ، وقد أوعز لجميع العاملين بالمشاركة في مراسم العزاء وفاءً لزميلتهم المغدورة .
مر أسبوع على مقتل دينا ، الشرطة لا تزال تبحث عن القتلة ، " كل الاحتمالات واردة " هكذا أجاب ضابط الشرطة رداً على أسئلة الصحفيين الذين طلبوا تفاصيل حول ملابسات الجريمة وما توصلت إليه الشرطة من خيوط جديدة للقبض على الجناة . . " كل ما توفر لدينا من معلومات يؤكد بأن الجريمة الأخيرة ليست إلا تصفية حسابات لا أكثر ولا أقـل "
" أين أنت يا رودي ، رحلت دينا وتركتني وحيدة "
قالت هذه الكلمات وهي تقاوم الذهاب إليه .
" لقد تغيّر . . لم يعد رودي الذي عرفته منذ أن جئت إلى تل أبيب ، لكنني لا أحتمل الوحدة ، أحس بشيء يدفعني إليه ، كأنني أتنفس من رئتيه ، هل هو الحب ، أم هو اندفاع الغريزة والشهوة ؟ ، لا أعرف . . تعبت من التفكير ، أتعبني تعلقي بك يا رودي ، ماذا فعلت بي لأتعلق بك لهذه الدرجة ، أصبحت لا أطيـق حياتي بدونك!" .
تحدّث نفسها ، تحلم بلقاء حبيبها من جديد ، وحبيبها رودي يعيش ولادة جديدة .
انتهت الحلقة السادسة
أبو فريد
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007