ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


4 مشترك

    رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد

    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5941
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Empty رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد الأحد أكتوبر 26, 2008 7:52 pm

    دموع كاللآلئ تحجّرت في المقل ، رفاقه يحملون جثمانه الطاهر الملفوف بعلم فلسطين ، عرق المسك لا زال يقطر من جبينه ، ورائحة زكية لفّت المكان فخيّمت على الحاضرين بطمأنينة الوداع الأخير ، حمام أبيض يرفرف فوق صدره كأنها ملائكة تستعجل اللقاء ، وصبايا المخيم تجمّعت خلف الحشود تارة تزغرد ، وتارة تنثر الورد فوق رؤوس السائرين ، وآخرين انشغلوا في الحديث عن عملية الأمس ، ما بين الحقيقة والخيال راحوا يرددون حكاية هذا البطل الذي اقتحم موقعاً " للجيش الإسرائيلي " على أطراف المخيم هو ورفاقه ، أمطروه بوابل من نيرانهم ، صبوا عليه حمم غضبهم ، تعالت من هناك صيحات الله أكبر ، وصيحات الهاربين من الموت ، تعزيزات غفيرة حضرت إلى المكان ، بعد ساعات طويلة أحكم العدو قبضته عليهم ، طلب أشرف من رفاقه أن ينسحبوا ، وهو سيغطي انسحابهم ، رفضوا في البداية ، ولكنه تقدّم ، لوّح لهم بيده ثم ودّعهم بابتسامة النصر ، واجه حتى نفذت ذخيرته ، أطلقوا النار عليه من كل حدب وصوب ، أخافهم حتى بعد استشهاده ، لم يجرؤ أحد منهم أن يقترب منه ، تركوه حتى جاءت كلابهم النجسة فأخذت تنهش ملابسه ، تشده إلى اليمين وإلى الشمال ، بعدها تيقنوا من موته .
    رحل أشرف بعد أن رسم لوحة رائعة من البطولة والفداء ، دفن في مقبرة الشهداء بعد أن ودّعوه رفاقه . . ثلاثة مسلحين وقفوا فوق القبر وأطلقوا رصاصات في الهواء ، ثم غادروا المكان بسرعة ، نظرات الإعجاب كانت تلفّهم ، وكأن الجميع يعرفهم ، فهُم رفاق أشرف الذين نفّذوا معه عملية الأمس ، رشّت أمه وزوجته العطر والماء على قبره ، بدأت الجموع الغفيرة تنسحب من المكان وبقيت أمه التي كانت تحدّث ابنها وهي تضع صورته على القبر .

    الضابط "آفي" في غرفته كعادته كل صباح ينفرد بجنوده يقدّم لهم نصائحه وتعليماته ، غرفته كأنها قطعة من متحف صهيوني ، على جدرانها اجتمعت صور بن غوريون وهيرتزل وغولدا مائير وآخرين من القادة الصهاينة ، وفي أحد الزوايا شمعدان ضخم وبعض الهدايا وفي زاوية أخرى كتب ضخمة وضعت على رفوف أثرية تأخذك إلى زمان غير زماننا كأن صاحبها يبحث عن جذور له في التاريخ .
    حضر فيلكس في موعده وبسهولة وصل غرفة الضابط المسئول عن ملف العمال العرب في تل أبيب والمسئول عن أمن المدينة .
    - " الضابط آفي مشغول الآن ، يمكنك الانتظار بعض الوقت " ، نظر إليها غاضباً ، لكنها امتصت غضبه بابتسامة رقيقة وطلبت منه الجلوس " أنا آسفة يا سيدي ، إنها التعليمات " ، ابتسم في وجهها وجلس في انتظار أن يفتح الباب .
    بعد قليل خرجت من الغرفة مجندة شقراء تتمايل بغنج ، تركت خلفها الباب مفتوحاً ، وضحكت في غرور كأنها تفصح بما كان من أمرها داخل الغرفة .
    - " لقد كان الضابط آفي مشغولاً حقاً " هزّ فيلكس رأسه بسخرية
    - " أهلاً فيلكس " خرج فيلكس مُرحّباً بضيفه .
    - " أهلاً بك عزيزي " آفي "
    دخلا معاً الغرفة ، لكن آفي انشغل قليلاً في ترتيبها فقد أنسته الشقراء أن يحافظ على وقاره وهيبته أمام جنوده وزائريه .
    - " هل يمكنني أن أعرف سبب استدعائي إلى هنا "، سأل فيلكس باستغراب ، ثم جلس .
    - " على الرحب والسعة ، ارتاح قليلاً ثم أخبرك بما لديّ "
    - " أعذرني سيدي فأنا مشغول الآن ووقتي لا يسمح لي بالانتظار أكثر من ذلك "
    - " حسناً ، لقد وصلتنا معلومات خطيرة بشأنك لهذا طلبنا مقابلتك " .
    - " معلومات خطيرة . . بشأني أنا !! " قال بقلق وارتباك .
    - " وصلتنا معلومات بأن أحد أصدقاء رياض الملقب هنا برودي قد قتل في اشتباك مع " جيش الدفاع " ، وهذا يعني لنا ولك الكثير ، لا بد أن تعرف بأن حياتك الآن في خطر " .
    - " لقد طلب رودي إجازة عن العمل لمدة أسبوع ، عندما سألته عن السبب ، أجابني بأن زوجته مريضة ، وأنه سيذهب لغزة لمتابعة علاجها هناك " صمت قليلاً ثم تساءل " ما الذي جعله يخفـي عنـي ذلك " .
    - " يجب أن تسيطر على انفعالاتك ، وعليك أن تتعامل معه بحذر " أجابه ناصحاً . . " ويجب أن تتعاون معنا لنضع له حداً لو تجاوز حدوده " ثم اقترب من فيلكس وربّت على ظهره ليهدّئ من روعه ، هز فيلكس رأسه بالموافقة وانصرف .
    مكث فيلكس في مركز الشرطة أكثر من ساعتين ، وعاد من هناك يضرب أخماساً بأسداس ، أعداد كبيرة من الشباب عملت في مصنعه خلال العشر سنوات الأخيرة ومن جنسيات مختلفة ، لكن رودي تميّز عنهم جميعاً بإخلاصه وأمانته ، وإتقانه لعمله . . والأهم من ذلك كله حفظه لأسرار مديره .

    رودي كثير السرحان ، يقضي معظم ساعات يومه مختلياً بنفسه دون ممازحة الآخرين ، حتى ميرا عشيقته ، لم يعد يطلبها كعادته .
    أثار صمت رودي فضول الجميع ، ميرا ودينا راحتا تتهامسان بجانبه دون أن يسمع حديثهما :
    - " ما الذي حدث لرودي ، تنطفئ عيناه من الحزن والكآبة ، أليس كذلك ؟ " قالت إحداهما .
    - " منذ أن عرفت رودي ، لم أره بهذه الطريقة ، تعوّدت عليه كغيره من العرب غارقاً بين أفخاذ النساء " ردّت الأخرى .
    رجع إلى تل أبيب قبل أن تنتهي إجازته ، جاءت معه هذه المرة صورة رفيقه أشرف ، يضعها في محفظته ، ذكريات الطفولة والصبا تتزاحم أمام عينيه ، أيام الفرح والحزن معاً تمران كالسحاب ، ودموعه لا تعرف الاستئذان تنهمر دون أن يحس ، راح يقبّل الصورة ، يرفض الاقتناع بحقيقة الموت . .
    " هو حي ، حي لم يمت ، كل ما حدث هو حلم ، كذب ، ربما سافر إلى حيث مكان نجهله وبعد أيام سيعود ، نعم سيعود ، ربما بعد سنوات ولكنه سيعود !! " رودي يحدّث روحه يريد أن يمسك بحبال القدر فيبعثرها ويعيد صياغتها من جديد ، رفع رأسه للسماء ناقماً يريد أن يصرخ ويصرخ لعلها تأتيه إجابات من هناك . .
    " ولكنه مات فعلاً ، ولن يعود . . لا أعرف ما الذي جرى لي بعد رحيلك يا أشرف ، كل شيء حولي تغيّر ، أحس الآن بالقرف من كل شيء "
    ضعفٌ مستبد ، كتلة من اللحم لا تملك إلا أن تمضي نحو مصير محتوم ، تخفق بالحياة إلى أجل ثم فجأة ينتهي كل شيء . . " كان يمكنك أيها الأبله أن تبقى على قيد الحياة ، لماذا اخترت هذا الطريق ، من يذهب للموت بهذه الحماقة !!! " ظل يهذي إلى أن وقعت عينه على زجاجة البيرة بالقرب من السرير ، وبسرعة التقطها وألقى بها في الحاوية ، ألقاها بلا رحمة كأنه ينتقم من أيام سوداء في حياته ، فيدفن ماضيه العبثي ويتبرأ منه . . ثم أخذ نفَساً عميقاً واثقاً وعاد للصورة مرة أخرى وقال :
    " ربما عرف أشرف كيف يموت ، منح لاسمه الخلود ، ومنح لروحه البقاء ، أما أنا فإنني ميت هنا بلا موت ، لا معنى لوجودي ، لا قيمة لحياتي ، أنا هنا بلا قيمة ، بلا فائدة ، هناك يصنعون بموتهم أمجاداً ، مستقبلاً مشرقاً لنا جميعاً وأنا هنا أموت بين كئوس الخمر وأفخاذ النساء ، تباً لها من حياة تعيسة !! " .
    محطة هامة بدأت في حياة رودي ، ترى إلى أين ستأخذه صورة الشهيد أشرف ؟؟

    انتهت الحلقة الخامسة
    أبو فريد
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Palest10
    نقاط : 16079
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Empty

    رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الإثنين أكتوبر 27, 2008 4:26 pm

    بصراحة وبكل صدق استطعت يارفيقى ان ترسم لنا بنخيلتنا لحظة وداع الأبطال
    فطرنا بمخيلتنا وأمتلئت نفوسنا بالفخر
    ونحن نرى ابطالنا يتقدمون نحو الموت لايهابون أحدا
    بنت ابا الميسا
    بنت ابا الميسا

    مشرف المنتديات الــعـــامــة
     مشرف المنتديات الــعـــامــة



    انثى
    عدد الرسائل : 2920
    العمر : 38
    رقم العضوية : 533
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Soudia10
    نقاط : 6833
    تقييم الأعضاء : 5
    تاريخ التسجيل : 06/05/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف بنت ابا الميسا الإثنين أكتوبر 27, 2008 10:33 pm

    نسختها لأقرائها لاحقا
    تقبل مروري وشكري واحترامي
    تحياتي
    icon_flower
    يافا
    يافا

    الهيئة الأدارية  الهيئة الأدارية



    انثى
    عدد الرسائل : 1746
    العمر : 50
    رقم العضوية : 180
    الدولة : رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Jordan10
    نقاط : 6271
    تقييم الأعضاء : 7
    تاريخ التسجيل : 27/01/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف يافا الثلاثاء أكتوبر 28, 2008 9:47 am

    رفيقي ابو فريد...
    تشدنا في كل حلقة لما هو قادم...فننتظره بشغف حقيقي
    شهادتي فيما كتبت مجروحة، فانا لست ناقدة، ولكن تدخل عبارات قصتك فتلمس الوجدان

    تقديري رفيقي فقد ابدعت
    أبو فريد
    أبو فريد

    عريف  عريف



    ذكر
    عدد الرسائل : 381
    العمر : 54
    رقم العضوية : 884
    نقاط : 5941
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 09/10/2008

    رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد Empty رد: رواية عكا أخيراً // الحلقة الخامسة // بقلم : أبو فريد

    مُساهمة من طرف أبو فريد الثلاثاء أكتوبر 28, 2008 10:20 am

    رفاقي الأعزاء
    النسر الأحمر
    بنت أبا الميسا
    يـــــــــافــــــا
    يسعدني جداً تواصلكم مع أحداث الرواية ويسعدني أكثر أنها تشدكم فتنتظروا الجديد منها
    سأنزل الحلقة السادسة اليوم
    أتمنى أن تكون بمستوى سابقاتها وتضعكم أمام الجديد
    مع تحياتي
    رفيقكم
    أبو فريد

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 12:06 am