الجامعات الفلسطينية والتسييس المتخلف
كتبنا من قبل وقلنا إن عملية تسييس التعليم في المؤسسات العلمية الفلسطينية ، سوف تؤدي إلى كارثة تعليمية؛ لا تُبقي ولا تذر، وقلنا ان الواجب الوطني يحتّم على أُولي الأمر ،
د. أسامة محمد أبو نحل
تحييد تلك المؤسسات عن المناكفات السياسية التي لا يجيدون سواها. فدمروا كل شيء وخربوا كل شيء، إلاَّ شيئاً واحداً هو: العملية التعليمية؛ فإن تمَّ تدمير تلك العملية؛ فإذن لن يتبقى لنا شيئ نحيا من أجله، وسوف تولد أجيال تحمل إلى جانب الكراهية لبعضها البعض، إرثاً من الجهل والتخلف؛ ووقتها لن يرحم التاريخ المتسببين في نشرها. إن ما تتعرض له جامعاتنا اليوم يفوق التصور، فثمة فئة تعمل بدأبٍ ودون كلل على وأد مسيرتها؛ ومما يؤسف له أن الأقطاب السياسية الفلسطينية على مختلف مشاربها وألوان طيفها، مسؤولة عمَّا وصلت إليه تلك الجامعات من ترهلٍ مبكر؛ وهي لم تصل بعد إلى سن الفتوة والقوة؛ فلحساب من تُخرب جامعاتنا؟؛ فبالأمس تعرضت جامعة الأزهر بغزة لعملية تخريب طالت كل شيء في حرمها، ما كان يجب أن تتم، مهما كانت الأسباب والدوافع وراءها؛ وقيل ان السبب وراء تلك الأحداث أن إدارة الجامعة قامت بفصل عددٍ من الطلاب المحسوبين على الكتلة الإسلامية بالجامعة. وكان الأحرى بمناصري هؤلاء الطلاب المفصولين اللجوء إلى السُبل الحضارية، والقوانين المعمول بها في الجامعات لحل تلك الأزمة، لا القيام بفعلٍ مخالف البتة لمستوى طلبة يدفع أولياء أمورهم دم قلبهم لكي يتحصّلوا على مؤهلٍ ينفعهم في مستقبل أيامهم، أيَّاً كان هؤلاء الطلبة. فالجامعة التي يخرّبون محتوياتها ليست ملكاً لشخوص بعينهم بل ملكاً للمجتمع الفلسطيني ككل، والتعليم متاح لكل أبناء الشعب دون استثناء، والمسألة ليست فرض عضلات لكي يتغلب طرف على آخر؛ فسياسة فرض العضلات يقوم بها فئة من الصعاليك الفاشلين تعليمياً، لكي يحصلوا من خلالها على مؤهلٍ دون أن يبذلوا جهداً مقابله. فما حدث في أروقة جامعة الأزهر بغزة بالأمس مرفوض جملةً وتفصيلاً ولا يقبله أحد أيَّاً كان، حتى الذين ينتسب إليهم هؤلاء الفاعلين. وإذا كنا قد رفضنا - وهذا واجب وطني وشرعي - ما حدث للجامعة الإسلامية في مطلع العام الماضي من اقتحامٍ وتخريبٍ، فالأمر نفسه ينطبق على جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات الفلسطينية؛ فتلك الجامعات ليست خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه فقط ، بل الواجب الوطني والشرعي كما أسلفنا يحتم علينا الذود والدفاع عنها بأرواحنا قبل مبادئنا. كما ان الواجب يحتم علينا وأد النفايات الفصائلية والتنظيمية من أروقة الجامعات الفلسطينية، لكي تستعيد عافيتها ورونقها الذي كان ونبتهل إلى الله أن يستمر، وأن نمنع أي فئة كانت من الفصائل والتنظيمات من تعكير صفو العملية التعليمية.
من هذا المقام نطالب ويشاركنا العديدون من أكاديميي فلسطين، بشطب أي معلم أو رمز من رموز تلك الحزبية من داخل أروقة الجامعات، فمن يُريد أن يتحزّب فليكن خارج أسوار تلك الجامعات لا داخلها؛ وبالتالي لا داعي أصلاً لوجود مجالس طلبة مسيسة داخل الجامعات، لا همَّ لها إلاَّ فرض سياسة تنظيماتها على إدارات الجامعات وطلابها؛ فقد تلقينا تعليمنا في الجامعات المصرية وغيرها؛ ولم نرَ يوماً تدخلاً لمجالس الطلبة في سياسات الجامعات إلاَّ عندنا؛ ولم يكن دور تلك المجالس في الجامعات خارج فلسطين سوى القيام بفعاليات ثقافية واجتماعية. أما عندنا فتلك الفعاليات مفقودة ومهمشة، وعملية التسييس هي التي لها نصيب الأسد؛ فأصبح غالبية طلابنا إلاَّ من رحم ربه، متعلمون اسماً لكنهم جهلة ثقافةً، لا يعنيهم سوى الانتماء لفصائل وتنظيمات بعينها؛ فلربما يحالفهم الحظ ويحصلون على الرضا السامي بالحصول على وظيفة مرموقة؛ مما أدّى إلى فساد البلاد والعباد.
أرجوكم وأرجو تنظيماتنا العتيدة كلها بلا استثناء؛ أن ترحموا جامعاتنا وطلابنا من مناكفاتكم السياسية؛ ولا تنقلوا فشلكم السياسي في داخل الوطن وخارجه، إلى أقدس أماكن تلقي العلم في البلد بعد المساجد، فتذهب ريحنا ولا يعود شيء يستر سوأتنا، بعد أن انكشف سترنا السياسي؛ فهل قومي فاعلون؟ للأسف أشك في حدوث ذلك؛ لأن التخلف الحزبي ضرب أطنابه في كافة مناحي حياتنا السياسية والتعليمية
كتبنا من قبل وقلنا إن عملية تسييس التعليم في المؤسسات العلمية الفلسطينية ، سوف تؤدي إلى كارثة تعليمية؛ لا تُبقي ولا تذر، وقلنا ان الواجب الوطني يحتّم على أُولي الأمر ،
د. أسامة محمد أبو نحل
تحييد تلك المؤسسات عن المناكفات السياسية التي لا يجيدون سواها. فدمروا كل شيء وخربوا كل شيء، إلاَّ شيئاً واحداً هو: العملية التعليمية؛ فإن تمَّ تدمير تلك العملية؛ فإذن لن يتبقى لنا شيئ نحيا من أجله، وسوف تولد أجيال تحمل إلى جانب الكراهية لبعضها البعض، إرثاً من الجهل والتخلف؛ ووقتها لن يرحم التاريخ المتسببين في نشرها. إن ما تتعرض له جامعاتنا اليوم يفوق التصور، فثمة فئة تعمل بدأبٍ ودون كلل على وأد مسيرتها؛ ومما يؤسف له أن الأقطاب السياسية الفلسطينية على مختلف مشاربها وألوان طيفها، مسؤولة عمَّا وصلت إليه تلك الجامعات من ترهلٍ مبكر؛ وهي لم تصل بعد إلى سن الفتوة والقوة؛ فلحساب من تُخرب جامعاتنا؟؛ فبالأمس تعرضت جامعة الأزهر بغزة لعملية تخريب طالت كل شيء في حرمها، ما كان يجب أن تتم، مهما كانت الأسباب والدوافع وراءها؛ وقيل ان السبب وراء تلك الأحداث أن إدارة الجامعة قامت بفصل عددٍ من الطلاب المحسوبين على الكتلة الإسلامية بالجامعة. وكان الأحرى بمناصري هؤلاء الطلاب المفصولين اللجوء إلى السُبل الحضارية، والقوانين المعمول بها في الجامعات لحل تلك الأزمة، لا القيام بفعلٍ مخالف البتة لمستوى طلبة يدفع أولياء أمورهم دم قلبهم لكي يتحصّلوا على مؤهلٍ ينفعهم في مستقبل أيامهم، أيَّاً كان هؤلاء الطلبة. فالجامعة التي يخرّبون محتوياتها ليست ملكاً لشخوص بعينهم بل ملكاً للمجتمع الفلسطيني ككل، والتعليم متاح لكل أبناء الشعب دون استثناء، والمسألة ليست فرض عضلات لكي يتغلب طرف على آخر؛ فسياسة فرض العضلات يقوم بها فئة من الصعاليك الفاشلين تعليمياً، لكي يحصلوا من خلالها على مؤهلٍ دون أن يبذلوا جهداً مقابله. فما حدث في أروقة جامعة الأزهر بغزة بالأمس مرفوض جملةً وتفصيلاً ولا يقبله أحد أيَّاً كان، حتى الذين ينتسب إليهم هؤلاء الفاعلين. وإذا كنا قد رفضنا - وهذا واجب وطني وشرعي - ما حدث للجامعة الإسلامية في مطلع العام الماضي من اقتحامٍ وتخريبٍ، فالأمر نفسه ينطبق على جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات الفلسطينية؛ فتلك الجامعات ليست خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه فقط ، بل الواجب الوطني والشرعي كما أسلفنا يحتم علينا الذود والدفاع عنها بأرواحنا قبل مبادئنا. كما ان الواجب يحتم علينا وأد النفايات الفصائلية والتنظيمية من أروقة الجامعات الفلسطينية، لكي تستعيد عافيتها ورونقها الذي كان ونبتهل إلى الله أن يستمر، وأن نمنع أي فئة كانت من الفصائل والتنظيمات من تعكير صفو العملية التعليمية.
من هذا المقام نطالب ويشاركنا العديدون من أكاديميي فلسطين، بشطب أي معلم أو رمز من رموز تلك الحزبية من داخل أروقة الجامعات، فمن يُريد أن يتحزّب فليكن خارج أسوار تلك الجامعات لا داخلها؛ وبالتالي لا داعي أصلاً لوجود مجالس طلبة مسيسة داخل الجامعات، لا همَّ لها إلاَّ فرض سياسة تنظيماتها على إدارات الجامعات وطلابها؛ فقد تلقينا تعليمنا في الجامعات المصرية وغيرها؛ ولم نرَ يوماً تدخلاً لمجالس الطلبة في سياسات الجامعات إلاَّ عندنا؛ ولم يكن دور تلك المجالس في الجامعات خارج فلسطين سوى القيام بفعاليات ثقافية واجتماعية. أما عندنا فتلك الفعاليات مفقودة ومهمشة، وعملية التسييس هي التي لها نصيب الأسد؛ فأصبح غالبية طلابنا إلاَّ من رحم ربه، متعلمون اسماً لكنهم جهلة ثقافةً، لا يعنيهم سوى الانتماء لفصائل وتنظيمات بعينها؛ فلربما يحالفهم الحظ ويحصلون على الرضا السامي بالحصول على وظيفة مرموقة؛ مما أدّى إلى فساد البلاد والعباد.
أرجوكم وأرجو تنظيماتنا العتيدة كلها بلا استثناء؛ أن ترحموا جامعاتنا وطلابنا من مناكفاتكم السياسية؛ ولا تنقلوا فشلكم السياسي في داخل الوطن وخارجه، إلى أقدس أماكن تلقي العلم في البلد بعد المساجد، فتذهب ريحنا ولا يعود شيء يستر سوأتنا، بعد أن انكشف سترنا السياسي؛ فهل قومي فاعلون؟ للأسف أشك في حدوث ذلك؛ لأن التخلف الحزبي ضرب أطنابه في كافة مناحي حياتنا السياسية والتعليمية
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007