التعصب هو نقيض التسامح والانفتاح و رديف الانغلاق بمعنى الانغلاق على الذات والانغلاق الفكري بحيث يتم التمسك بأفكار معينة يتم التقوقع حولها ولا يتم التفكير في التحليق خارجها، بل يبقى الفرد أسير هذه الأفكار دون سواها.
إذن التعصب يحمل معنى الشدة والتشدد بصحة الرأي وعدم الاستعداد لتقبل الرأي الآخر حتى لو كان على صواب. ويبدو أن هناك تقاطعاً بين مظاهر التعصب وأسبابه ولكن الذي لا شك فيه أن التعصب ارتبط بكلمه الأعمى ويعد لهذا الارتباط دلالة كبيرة بحيث يعني ذلك أن التعصب هنا يعمي البصر والبصيرة فيتحول الإنسان المتعصب إلى شخص أعمى حتى لو كان مبصراً. فهو هنا لا يرى أمامه إلا ما هو مرسوم وراسخ في عقله وبالتالي تفقد العين هنا قدرتها على الرؤية.
أفه المجتمع الفلسطيني في التعصب الحزبي الذي أدى إلى استقطاب ثنائي حاد في مجتمعنا، وساهم في إحداث حالة من الانقسام السياسي الخطير. ومع ذلك فإن ما نراه أخطر من الانقسام السياسي هو الانقسام الاجتماعي الحاد الذي تبع الانقسام السياسي، حيث أن الانقسام الاجتماعي يشكل مرضاً مجتمعياً يصعب وتطول فترة علاجه.
والذي لا شك فيه أن التعصب الحزبي وما تبعه من انقسام سياسي واجتماعي حاد هو الذي ولد الانغلاق عن الآخر في المجتمع الفلسطيني وعدم تقبله، وهو هو الذي يقف وراء ثقافة الإقصاء والتهميش وصولاً إلى حالة من التطهير التي تعبر عن نفسها من خلال الاقتتال والصراع الداخلي الذي يشكل ليس استنزافاً بشرياً بل قيمياً لما هو جميل في قضيتنا ومشروعنا التحرري.
وهو الذي يقف وراء فشل جولات الحوار الواحدة تلو الأخرى، وسقوط الاتفاقيات وعد صمودها لأشهر أو لأيام أو حتى لساعات قليلة. وهو الذي يقف حجر عثرة في طريق الوصول إلى شراكة وطنية حقيقية. لأن التعصب لرأي يعني نفي الرأي الآخر والتعصب لفصيل يعني التخلص من الفصيل الآخر، والتعصب لقائد يعني إقصاء القادة الآخرين.
وهنا أصبحنا ندور في حلقة مغلقة من التعصب والانغلاق والتحجر، وتراجعت قيم التسامح والتضامن والتكافل وحل محلها ثقافة الحقد والكراهية والقتل والتدمير... الخ.
وهنا نرى أن الإشكالية الكبرى في التعصب هو أنه يرتكز على مرجعية فكرية، وهو هنا يشكل نمط سلوكي متعدد المظاهر. وهذه المرجعية الفكرية التي يرتكز عليها التعصب ويستمد منها وجوده واستمراره لا توجد إلا في المجتمعات التي تتسم بالعصبية العقائدية والتخلف الفكري والثقافي، وتضخم نرجسية الذات على صعيد الفرد أو على صعيد الحزب.
كما أنها لا توجد إلا في المجتمعات التسلطية القمعية التي ينتفي فيها حرية التعبير عن الرأي، وانعدام الحرية الفكرية. وهي بالتالي مجتمعات مريضة تقوم على الكذب والنفاق والتزلف والمداهنة مما هو في الأسفل لما هو في المرتبة العليا. كما أن هذه المرجعية توجد في المجتمعات القبلية حيث أن التعصب في تعريفه مستمد أيضاً من العصبية أي التعصب لفئة محددة قبيلة كانت أم أسرة وهكذا.
ولابد من الإشارة هنا أن التعصب كنمط سلوكي ينطلق من مرجعية فكرية مغلقة يتم نقله وتعميمه في المجتمع من خلال التربية. حيث أن التعصب هو في الوقت نفسه مظهر من مظاهر التربية التي تمارس في البيت على اعتبار أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وهي البيئة الأولى الذي يكتسب منها الفرد قيمه وثقافته، ومنظوره إلى العالم الخارجي المحيط.
وهنا يتم الارتباط بين البعد التلقيني والسلطوي في التربية وبين التعصب لأن الارتباط هنا ارتباطاً عضوياً بمعنى أن التربية البيتية القمعية والتلقينية التي يغيب فيها حرية التعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر لا يمكن أن تنتج إلا شخصاً متعصباً سلطوياً قمعياً تلقينياً يقوم بعملية تقمص مستمرة لشخصية من قام بقمعه سواء على صعيد الأب أو الأم أو الأخ الأكبر، وهو هنا يدور في عملية لا متناهية من تقمص الأدوار.
ومن هنا فإن معالجة آفة التعصب في مجتمعنا يتطلب بالتأكيد البحث عن الأسباب دون الخلط بينها وبين المظاهر والأنواع، ولا يتحقق ذلك إلى بإعادة النظر في فلسفة وأهداف التربية التي نتبعها في بناء المنظومة القيمية في مجتمعنا وأن تكون هذا الفلسفة ليست صياغة نظرية تطفح بها صفحات الكتب المدرسية بل هي سلوك ممارس.
إذن التعصب يحمل معنى الشدة والتشدد بصحة الرأي وعدم الاستعداد لتقبل الرأي الآخر حتى لو كان على صواب. ويبدو أن هناك تقاطعاً بين مظاهر التعصب وأسبابه ولكن الذي لا شك فيه أن التعصب ارتبط بكلمه الأعمى ويعد لهذا الارتباط دلالة كبيرة بحيث يعني ذلك أن التعصب هنا يعمي البصر والبصيرة فيتحول الإنسان المتعصب إلى شخص أعمى حتى لو كان مبصراً. فهو هنا لا يرى أمامه إلا ما هو مرسوم وراسخ في عقله وبالتالي تفقد العين هنا قدرتها على الرؤية.
أفه المجتمع الفلسطيني في التعصب الحزبي الذي أدى إلى استقطاب ثنائي حاد في مجتمعنا، وساهم في إحداث حالة من الانقسام السياسي الخطير. ومع ذلك فإن ما نراه أخطر من الانقسام السياسي هو الانقسام الاجتماعي الحاد الذي تبع الانقسام السياسي، حيث أن الانقسام الاجتماعي يشكل مرضاً مجتمعياً يصعب وتطول فترة علاجه.
والذي لا شك فيه أن التعصب الحزبي وما تبعه من انقسام سياسي واجتماعي حاد هو الذي ولد الانغلاق عن الآخر في المجتمع الفلسطيني وعدم تقبله، وهو هو الذي يقف وراء ثقافة الإقصاء والتهميش وصولاً إلى حالة من التطهير التي تعبر عن نفسها من خلال الاقتتال والصراع الداخلي الذي يشكل ليس استنزافاً بشرياً بل قيمياً لما هو جميل في قضيتنا ومشروعنا التحرري.
وهو الذي يقف وراء فشل جولات الحوار الواحدة تلو الأخرى، وسقوط الاتفاقيات وعد صمودها لأشهر أو لأيام أو حتى لساعات قليلة. وهو الذي يقف حجر عثرة في طريق الوصول إلى شراكة وطنية حقيقية. لأن التعصب لرأي يعني نفي الرأي الآخر والتعصب لفصيل يعني التخلص من الفصيل الآخر، والتعصب لقائد يعني إقصاء القادة الآخرين.
وهنا أصبحنا ندور في حلقة مغلقة من التعصب والانغلاق والتحجر، وتراجعت قيم التسامح والتضامن والتكافل وحل محلها ثقافة الحقد والكراهية والقتل والتدمير... الخ.
وهنا نرى أن الإشكالية الكبرى في التعصب هو أنه يرتكز على مرجعية فكرية، وهو هنا يشكل نمط سلوكي متعدد المظاهر. وهذه المرجعية الفكرية التي يرتكز عليها التعصب ويستمد منها وجوده واستمراره لا توجد إلا في المجتمعات التي تتسم بالعصبية العقائدية والتخلف الفكري والثقافي، وتضخم نرجسية الذات على صعيد الفرد أو على صعيد الحزب.
كما أنها لا توجد إلا في المجتمعات التسلطية القمعية التي ينتفي فيها حرية التعبير عن الرأي، وانعدام الحرية الفكرية. وهي بالتالي مجتمعات مريضة تقوم على الكذب والنفاق والتزلف والمداهنة مما هو في الأسفل لما هو في المرتبة العليا. كما أن هذه المرجعية توجد في المجتمعات القبلية حيث أن التعصب في تعريفه مستمد أيضاً من العصبية أي التعصب لفئة محددة قبيلة كانت أم أسرة وهكذا.
ولابد من الإشارة هنا أن التعصب كنمط سلوكي ينطلق من مرجعية فكرية مغلقة يتم نقله وتعميمه في المجتمع من خلال التربية. حيث أن التعصب هو في الوقت نفسه مظهر من مظاهر التربية التي تمارس في البيت على اعتبار أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، وهي البيئة الأولى الذي يكتسب منها الفرد قيمه وثقافته، ومنظوره إلى العالم الخارجي المحيط.
وهنا يتم الارتباط بين البعد التلقيني والسلطوي في التربية وبين التعصب لأن الارتباط هنا ارتباطاً عضوياً بمعنى أن التربية البيتية القمعية والتلقينية التي يغيب فيها حرية التعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر لا يمكن أن تنتج إلا شخصاً متعصباً سلطوياً قمعياً تلقينياً يقوم بعملية تقمص مستمرة لشخصية من قام بقمعه سواء على صعيد الأب أو الأم أو الأخ الأكبر، وهو هنا يدور في عملية لا متناهية من تقمص الأدوار.
ومن هنا فإن معالجة آفة التعصب في مجتمعنا يتطلب بالتأكيد البحث عن الأسباب دون الخلط بينها وبين المظاهر والأنواع، ولا يتحقق ذلك إلى بإعادة النظر في فلسفة وأهداف التربية التي نتبعها في بناء المنظومة القيمية في مجتمعنا وأن تكون هذا الفلسفة ليست صياغة نظرية تطفح بها صفحات الكتب المدرسية بل هي سلوك ممارس.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007