الإسلام السياسي ' بين نموذج ' نور ' و نموذج ' نجاد '
2008-09-16
بقلم / حسن عصفور
في سابقة فريدة قاد د . يوسف القرضاوى ، احد أهم الشخصيات الفكرية للإسلام السياسي المعاصر هجوما غير مسبوق ، و مفاجئ و حاد جدا ضد ما اسماه حرب ' التشيع ' في الآونة الأخيرة ، متهما إيران بقيامها بهذه الحرب و التى اعتبرها الأخطر على المذهب السني في السنوات الحالية ، و اعتبر أن هناك أسباب خفية تكمن خلف تلك الحرب ' التشيعية ' .
هجوم د . القرضاوى ليس بالجديد من حيث المضمون ، إذ سبق له أن قام ببعضه في فترات سابقة ، إلا انه اضطر أن يصدر بيانا توضيحيا على لسان احد مساعديه ، لكنه لم يقم بذلك بعد هجومة الأخير ، الأمر الذي ردت عليه إيران ببيان حمل هجوما مضادا ، يحمل تشكيكا في النوايا التى حملها تصريح د . القرضاوى.
ولا شك أن قول د. القرضاوى ، ضد إيران و حربها ' الطائفية ' ليس سوى بعض من بروز خلافات تقف خلف تلك التصريحات و الرد عليها تتجاوز البعد الذي ظهرت عليه،فبعضها يتعلق بالنشاط ' الطائفي ' في منطقة الخليج ، و بعضها من الدور الايرانى في العراق و خطره الحقيقى على ' الوجود السني ' هناك ، إلى جانب الاضطهاد الذي يعانيه ' أهل السنه ' في إيران.
موقف د . قرضاوى بقيمته الفكرية و السياسية داخل ' الإسلام السياسي 'اقليميا ودوليا ترافق مع حملة إعلامية ـ سياسية يقودها بعض مريديه وانصاره من كتاب و إعلاميين ، بتغيير التوجهات الكتابية من ' المديح ' و ' التغنى ' بالتجربة الإيرانية و دورها التاريخي في مواجهة المخططات الإسرائيلية ـ الأمريكية قبل الان، إلى الإشارة و الاهتمام بالنموذج التركي الجديد ، الذي يشكل بعدا جديدا في مفهوم ' الإسلام السياسي ' كتجربة حكم متميزة.
' انقلاب ' بعض أنصار ' الإسلام السياسي ' على الدور والنموذج الايرانى ، يأتي استجابة لواقع سياسي جديد ، يعتقد البعض انه سيكون أساس عقد تحالفات إقليمية و دولية جديدة ، تلعب تركيا فيها رأس حربة ، خاصة و أنها ' سنية ' الطائفة ،و هو ما يتناغم مع موقف و رؤية د . قرضاوى .
و لكن كيف يمكن اتخاذ التجربتين نموذجا لذات الاتجاه السياسي الاسلامى ، فإيران لا تزال تمثل السند الاساسى لحركة حماس ، خاصة بعد سيطرتها الانقلابية على قطاع غزة ( هذا ما أعلنه قبل أيام أحمد نجاد و بأنه سيدعم حماس و مشروعها إلى أن تحقق أهدافها ) مالا و تسليحا و تدريبا ، و ترى قيادة حماس خاصة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ، في التجربة الإيرانية ' نموذجه ' الخاص .
في الوقت ذاته أخذت بعض غالبية مكونات ' السلام السياسي ' بالابتعاد عن اى شكل من أشكال الارتباط بذلك النموذج ، بل بدأت ترفع أسهم النقد ، و النقد الحاد ضد ' التجربة الإيرانية ' الراهنة و تحت قيادة احمدي نجاد ( التى يراها بعض الإيرانيون منهم مجموعة هاشمي رفسنجانى و خاتمي أنها ألحقت الكارثة بإيران ) تجربة غير مشرقة ، و نقلوا ' بندقية ' الإعجاب إلى ' النموذج التركي ' .
المفارقة الأبرز و الأهم أن هؤلاء ذاتهم الذين هتفوا واشادوا الى حد التطبيل و لوقت قريب جدا ، لنموذج إيران القائم ،ينتقلون الآن للإشادة و التطبيل بذات الحماسة و الفخر و الاعتزاز بالدور التركي الجديد ، و أسلوب إدارة القيادة السياسية و ذكائها في التعامل مع التطورات الإقليمية ، و أن ذلك هو بعض من ' قدرات نموذج الإسلام السياسي ' الذين انتظروه طويلا ، ابتدأت بالانبهار بمسلسل ' نور و مهند ' الذي اعتبره كتاب ' الاسلام السياسي ' دليل ذكاء ' النموذج ' ، متناسين موقف بعض رجال الدين منه ( سواء كانوا على حق أم غيره) مرورا بالتحالف الاستراتيجي مع أمريكا و إسرائيل ،الذي يشكل قاعدة الانطلاق للدور الاقليمى التركي الجديد ، هذا التحالف هو من أعطى تلك ' القوة ' و الرشاقة ' و ' القدرة ' على قيام تركيا بما تقوم به ، خاصة في المسار السوري ـ الاسرائيلى ، حيث يراه كتاب ' الإسلام السياسي ' الآن عملا استراتيجيا ، فقط لان تركيا هي الوسيط ، و مادام حزبهم ' العدالة و التنمية ' يقوم به فهو ' عمل استراتيجي ' يستحق كل تلك الإشادة و الترحاب ..
إن حزب ' العدالة و التنمية ' التركي الذي بات جزءا من الإستراتيجية الأمريكية و حليف استراتيجي لإسرائيل ، يدرك تماما ' أصول اللعبة ' الديمقراطية و يعمل جاهدا من اجل إرسال الرسائل الخاصة ، بأنه ليس ذلك ' الحزب الظلامى ' كالأصل الذي خرج منه ، و المفارقة أن كتاب ' الإسلام السياسي ' و ممثليه يفتخرون بذلك الدور ، في حين أنهم يكرسون كل أشكال الظلامية و الكراهية للآخرين في بلادنا، بل و يدعمون توجها به سمات فاشية واضحة ، و يبحثون له عن مبررات بلا خجل ( أحداث على ايدى قوات حماس ) وسلوكها الاقصائي في قطاع غزة.
و الآن و في سياق ابتعاد للإسلام السياسي عن إيران المتناقضة مع أمريكا و إسرائيل ( شكلا )، و نحو تماثل مع نموذج تركي ،يمثل الحليف الاستراتيجي الاهم اقليميا لأمريكا و إسرائيل ، هل تشهد حركة حماس ما يوازى ذلك الابتعاد والتغيير 'الاستراتيجي 'الاقليمى' نحو شراكة من نوع جديد .. ؟!
هناك مؤشرات اخذت في البروز لكنها لاتزال مؤشرات اؤلية بعد لكنها في ذات الاتجاه.
2008-09-16
بقلم / حسن عصفور
في سابقة فريدة قاد د . يوسف القرضاوى ، احد أهم الشخصيات الفكرية للإسلام السياسي المعاصر هجوما غير مسبوق ، و مفاجئ و حاد جدا ضد ما اسماه حرب ' التشيع ' في الآونة الأخيرة ، متهما إيران بقيامها بهذه الحرب و التى اعتبرها الأخطر على المذهب السني في السنوات الحالية ، و اعتبر أن هناك أسباب خفية تكمن خلف تلك الحرب ' التشيعية ' .
هجوم د . القرضاوى ليس بالجديد من حيث المضمون ، إذ سبق له أن قام ببعضه في فترات سابقة ، إلا انه اضطر أن يصدر بيانا توضيحيا على لسان احد مساعديه ، لكنه لم يقم بذلك بعد هجومة الأخير ، الأمر الذي ردت عليه إيران ببيان حمل هجوما مضادا ، يحمل تشكيكا في النوايا التى حملها تصريح د . القرضاوى.
ولا شك أن قول د. القرضاوى ، ضد إيران و حربها ' الطائفية ' ليس سوى بعض من بروز خلافات تقف خلف تلك التصريحات و الرد عليها تتجاوز البعد الذي ظهرت عليه،فبعضها يتعلق بالنشاط ' الطائفي ' في منطقة الخليج ، و بعضها من الدور الايرانى في العراق و خطره الحقيقى على ' الوجود السني ' هناك ، إلى جانب الاضطهاد الذي يعانيه ' أهل السنه ' في إيران.
موقف د . قرضاوى بقيمته الفكرية و السياسية داخل ' الإسلام السياسي 'اقليميا ودوليا ترافق مع حملة إعلامية ـ سياسية يقودها بعض مريديه وانصاره من كتاب و إعلاميين ، بتغيير التوجهات الكتابية من ' المديح ' و ' التغنى ' بالتجربة الإيرانية و دورها التاريخي في مواجهة المخططات الإسرائيلية ـ الأمريكية قبل الان، إلى الإشارة و الاهتمام بالنموذج التركي الجديد ، الذي يشكل بعدا جديدا في مفهوم ' الإسلام السياسي ' كتجربة حكم متميزة.
' انقلاب ' بعض أنصار ' الإسلام السياسي ' على الدور والنموذج الايرانى ، يأتي استجابة لواقع سياسي جديد ، يعتقد البعض انه سيكون أساس عقد تحالفات إقليمية و دولية جديدة ، تلعب تركيا فيها رأس حربة ، خاصة و أنها ' سنية ' الطائفة ،و هو ما يتناغم مع موقف و رؤية د . قرضاوى .
و لكن كيف يمكن اتخاذ التجربتين نموذجا لذات الاتجاه السياسي الاسلامى ، فإيران لا تزال تمثل السند الاساسى لحركة حماس ، خاصة بعد سيطرتها الانقلابية على قطاع غزة ( هذا ما أعلنه قبل أيام أحمد نجاد و بأنه سيدعم حماس و مشروعها إلى أن تحقق أهدافها ) مالا و تسليحا و تدريبا ، و ترى قيادة حماس خاصة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ، في التجربة الإيرانية ' نموذجه ' الخاص .
في الوقت ذاته أخذت بعض غالبية مكونات ' السلام السياسي ' بالابتعاد عن اى شكل من أشكال الارتباط بذلك النموذج ، بل بدأت ترفع أسهم النقد ، و النقد الحاد ضد ' التجربة الإيرانية ' الراهنة و تحت قيادة احمدي نجاد ( التى يراها بعض الإيرانيون منهم مجموعة هاشمي رفسنجانى و خاتمي أنها ألحقت الكارثة بإيران ) تجربة غير مشرقة ، و نقلوا ' بندقية ' الإعجاب إلى ' النموذج التركي ' .
المفارقة الأبرز و الأهم أن هؤلاء ذاتهم الذين هتفوا واشادوا الى حد التطبيل و لوقت قريب جدا ، لنموذج إيران القائم ،ينتقلون الآن للإشادة و التطبيل بذات الحماسة و الفخر و الاعتزاز بالدور التركي الجديد ، و أسلوب إدارة القيادة السياسية و ذكائها في التعامل مع التطورات الإقليمية ، و أن ذلك هو بعض من ' قدرات نموذج الإسلام السياسي ' الذين انتظروه طويلا ، ابتدأت بالانبهار بمسلسل ' نور و مهند ' الذي اعتبره كتاب ' الاسلام السياسي ' دليل ذكاء ' النموذج ' ، متناسين موقف بعض رجال الدين منه ( سواء كانوا على حق أم غيره) مرورا بالتحالف الاستراتيجي مع أمريكا و إسرائيل ،الذي يشكل قاعدة الانطلاق للدور الاقليمى التركي الجديد ، هذا التحالف هو من أعطى تلك ' القوة ' و الرشاقة ' و ' القدرة ' على قيام تركيا بما تقوم به ، خاصة في المسار السوري ـ الاسرائيلى ، حيث يراه كتاب ' الإسلام السياسي ' الآن عملا استراتيجيا ، فقط لان تركيا هي الوسيط ، و مادام حزبهم ' العدالة و التنمية ' يقوم به فهو ' عمل استراتيجي ' يستحق كل تلك الإشادة و الترحاب ..
إن حزب ' العدالة و التنمية ' التركي الذي بات جزءا من الإستراتيجية الأمريكية و حليف استراتيجي لإسرائيل ، يدرك تماما ' أصول اللعبة ' الديمقراطية و يعمل جاهدا من اجل إرسال الرسائل الخاصة ، بأنه ليس ذلك ' الحزب الظلامى ' كالأصل الذي خرج منه ، و المفارقة أن كتاب ' الإسلام السياسي ' و ممثليه يفتخرون بذلك الدور ، في حين أنهم يكرسون كل أشكال الظلامية و الكراهية للآخرين في بلادنا، بل و يدعمون توجها به سمات فاشية واضحة ، و يبحثون له عن مبررات بلا خجل ( أحداث على ايدى قوات حماس ) وسلوكها الاقصائي في قطاع غزة.
و الآن و في سياق ابتعاد للإسلام السياسي عن إيران المتناقضة مع أمريكا و إسرائيل ( شكلا )، و نحو تماثل مع نموذج تركي ،يمثل الحليف الاستراتيجي الاهم اقليميا لأمريكا و إسرائيل ، هل تشهد حركة حماس ما يوازى ذلك الابتعاد والتغيير 'الاستراتيجي 'الاقليمى' نحو شراكة من نوع جديد .. ؟!
هناك مؤشرات اخذت في البروز لكنها لاتزال مؤشرات اؤلية بعد لكنها في ذات الاتجاه.
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007