العرب في المدن المختلطة: "شبح ديمغرافي" و"احتلال عربي"..
** "هناك حملة منظمة من قبل العرب للسيطرة على المدن اليهودية"..
** نتسيرت عيليت: قلقون من تطورات ديمغرافية تحصل في المدينة..
** مستوطن يقول إن المدينة اليهودية التي جاء ليعيش فيها معروضة الآن للبيع.. ويزعجه أنه لا يسمع في الشارع من يتحدثون اللغتين العبرية والروسية، وإنما العربية فقط..
** "مع خروجي من نتسيرت عيليت دوّت أجراس الكنائس في الناصرة، وعندها قال أحدهم "هذه مشكلة أخرى.. ثلث المهاجرين الجدد في نتيسرت عيليت ليسوا يهودا، وهذه الأجراس تذكرهم باستمرار بحقيقتهم"..
** "اليهود حاصروا المدن والقرى العربية، لأنهم اعتقدوا أن ذلك سيدفع العرب إلى الرحيل، إلا أن العرب لم يرحلوا بل وجدوا طريقة لمحاربة الحصار، فقد انتقلوا للسكن في المدن اليهودية"..
** رئيس بلدية نتسيرت عيليت: "لقد حصل السكان اليهود على امتيازات بدون حدود.. الأرض مجانية، بالإضافة إلى المساهمة في التطوير، ومساعدات في القروض السكنية (المشكنتا). والآن يقومون ببيع البيوت للعرب"..
** مستوطن: "عندما وصلت إلى "نتسيرت عيليت" إلى حي "ابن بيتك"، كان هناك عائلة عربية واحدة، أما اليوم فإن أكثر من 35% من سكان الحي هم من العرب.. لقد هاجر والدي من تونس لكي يعيش أبناؤه في دولة اليهود، وليس في مدينة مختلطة"..
** نائبة رئيس بلدية كرميئيل: "كرميئيل أقيمت كمدينة يهودية، ويجب المحافظة على طابعها، حتى لا ينشأ وضع مماثل لوضع نتيسيرت عيليت التي تفقد طابعها اليهودي تدريجيا"..
عــ48ـرب/ هاشـم حمــدان
30/08/2008 10:04
تتناول التقارير الإسرائيلية بقلق ظاهرة سكن العائلات العربية في المستوطنات/المدن اليهودية والتي أقيمت بشكل خاص في الجليل. ولا تخلو هذه التقارير من تناول هذه الظاهرة بأدوات ومضامين عنصرية، ولا تتردد في وصفها "خطرا ديمغرافيا" أو "شبحا ديمغرافيا" أو "ظاهرة خطيرة" أو "نهاية العالم" أو "احتلالا عربيا" أو "سيطرة عربية" أو "تطورات ديمغرافية مثيرة للقلق"، في حين يذهب بعض المسؤولين في عدد من السلطات المحلية فيها إلى القول بأن الحديث هو عن حملة منظمة من قبل العرب للسيطرة على المدن اليهودية.
يجدر التأكيد هنا إلى أن هذه المدن/ المستوطنات كانت قد أقيمت في إطار مخطط تهويد الجليل، وهي قائمة على أراضي القرى العربية المحيطة بها والتي تمت مصادرتها. وفي ظل الحصار الذي فرض على القرى العربية بالإضافة إلى سياسة المصادرة فقد بات تطور واتساع هذه القرى محدودا، علاوة على الجمود والإجراءات المعقدة والتي لا تنتهي لعملية توسيع مسطحات البناء في أية خارطة هيكلية لأية بلدة عربية، وأدى بالتالي إلى تضييق حيز السكن مع الزيادة السكانية، ما يدفع الأجيال الشابة إلى البحث عن أماكن أخرى قريبة للسكن.
وغني عن البيان الإشارة إلى أن هذه المستوطنات التي أقيمت لتهويد الجليل لم تأخذ في الحسبان عملية "الزحف العربي" إليها في ظل السياسة العنصرية القائمة تجاه العرب. وبالنتيجة، ومع ارتفاع نسبة السكان العرب فيها، فقد بات هناك حاجة ملحة لتوفير خدمات خاصة بهم، خاصة في مجال التربية والتعليم (مدارس عربية مثلا) ومؤسسات ثقافية وخدماتية وأطر تربوية، وفضاء خاص يتلاءم واحتياجات وخصوصيات السكان العرب، الأمر الذي يفرض على العرب في هذه المدن تعزيز تنظيمهم ووحدتهم من أجل المطالبة بتحصيل هذه الخدمات، وخاصة في ظل مخاوف جديدة قد تنشأ مع مرور الوقت، بحيث تتغلغل الأسرلة تدريجيا إلى حياة العائلات العربية، علاوة على المخاوف من فقدان الهوية القومية، وبالتالي وبدل بناء مجتمع عربي عصري ومنظم ومناضل من أجل تحصيل حقوقه فوق أرضه، من جهة أحقيته الخاصة ومن جهة الأحقية التاريخية، فهناك مخاوف من حصول عملية انحلال وتفكك تؤدي بالنتيجة إلى حالة من العدمية القومية تخلق مجموعة من المؤسرلين والمهمشين الذين ينخر صفوفهم الإنحلال والفساد والجريمة.
ونتناول في هذا التقرير بعض الجوانب التي تمس العرب في هذه المستوطنات/ المدن التي باتت مختلطة، وخاصة نظرة السلطات المحلية فيها تجاه العرب، ومع التأكيد على أن مثل هذا الموضوع يتطلب دراسة مستفيضة تتناول كافة جوانب هذه المسألة، خاصة وأن هذه المستوطنات تحولت إلى "إسرائيلات" مصغرة، بكل ما يعني ذلك من تمسكها بالطابع اليهودي وحربها على الوجود العربي فيها، بالإضافة إلى المحاصرة والمصادرة والتهميش وغياب المؤسسات والهيئات الخاصة بالعرب، والنقص في الخدمات، والتمييز العنصري، باعتبار أن المستوطنين هم أصحاب الحق في السكن، في حين أن العرب هم "مهاجرون" أغراب، رغم أن الأرض المقامة عليها المستوطنة هي أرضهم.
في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن "بنك المعلومات – ركاز" ( وهو بنك معلومات اقتصادي واجتماعي حول المجتمع الفلسطيني في الداخل، وتقوم جمعيّة الجليل بدعمه وتطويره) قد أشار في إحصائية له إلى أنه في نهاية العام 2006، بلغت نسبة السكان العرب في "نتسيرت عيليت"13%، وفي "معالوت – ترشيحا" 22%، في حين لا يوجد هناك إحصائيات دقيقة بشأن "كرميئيل".
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن "نتسيرت عيليت" ومنذ 3 سنوات قد تم تسجيلها في الوثائق الرسمية في مكتب رئيس الحكومة بعلامة "كود 20"، الذي يصنف المدن المختلطة. وبحسب تقرير نشر في صحيفة "هآرتس" فإن ذلك يأتي خلافا لحلم دافيد بن غوريون، الذي قرر قبل 50 عاما إقامة مدينة يهودية فوق مدينة الناصرة على الأراضي العربية التابعة للناصرة وقرى عين ماهل وكفركنا والمشهد والرينة.
والمدينة التي يبلغ عد سكانها 50 ألفا، باتت مدينة مختلطة، في حين أن عدد السكان العرب في المدينة في ارتفاع مستمر، مقابل هجرة سلبية للسكان اليهود من المدينة.
ومن خلال التجوال في أحياء المدينة تظهر عشرات اللافتات التي كتب عليها "للبيع" في المباني متعددة الطبقات أو الطوابق الأرضية. وفي الغالب فإن البائعين من اليهود، في حين أن المشترين من العرب. وبحسب التقرير "اليهود يغادرون، والعرب يدخلون". ومن اللافت أن اليهود يتحدثون عن هذه المسألة بمصطلحات "احتلال" و"سيطرة"، في حين أن العرب يقولون إن من حقهم العودة إلى أراضيهم التي تمت مصادرتها لإقامة مستوطنة "نتسيرت عيليت".
ويقول أحد المستوطنين الذي هاجر إلى البلاد قبل 18 عاما، إيليا روزنفيلد، الذي ينافس على عضوية البلدية وكان قد عمل في مكتب رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون، إن "المدينة اليهودية التي جاء ليعيش فيها معروضة الآن للبيع"، وبحسبه فإنه يزعجه أنه لا يسمع في الشارع من يتحدثون اللغتين العبرية والروسية، وإنما العربية فقط.
ويشير المستوطن المذكور إلى عدد من الشوارع التي تم تغيير مظهرها من خلال قيام العرب بهدم المنازل التي بنيت قبل 50 عاما، وبناء مبان جميلة مكانها، في حين أن الشوارع التي تكثر فيها المكاتب والمصالح، تظهر فيها لافتات، وبكثافة، تحمل أسماء محامين وأطباء ووكلاء عرب.
كما لم يتردد الحاخامات والربانيم في التجند لوقف هذه الظاهرة، حيث يتوجهون إلى اليهود الذين يعرضون بيوتهم للبيع بعدم بيعها للعرب، وأحيانا ينجحون في ذلك، ولكن بشكل محدود، حيث لا تزال تستمر عملية البيع للعرب.
وضمن القوائم المرشحة لرئاسة البلدية، هناك قائمة "عوري عير" التي يترأسها شمعون غابسو، والذي من الممكن أن تتعزز إمكانية وصوله إلى رئاسة البلدية في حال تمكن من ضم إثنين من المرشحين إليه. ويدعي مرشح القائمة أن لديه خطة بديلة تتمثل في تشكيل صندوق لشراء المباني من اليهود بدل أن يقوم العرب بشرائها.
ويتابع التقرير أن الميسورين العرب على استعداد لدفع مبالغ تصل إلى 500-600 ألف دولار مقابل "فيلا جميلة"، بدون أن يقلقوا بمكان العمل أو بجهاز التربية والتعليم، حيث أنها متوفرة في مكان آخر. وبينما يغادر اليهود المدينة إلى مناطق أخرى لتحسين معيشتهم، فإن العرب يغادرون مدينة الناصرة المكتظة إلى "نتسيرت عيليت" للسبب نفسه. مع الإشارة إلى أن هذا الحديث لا يؤخذ بسذاجة، خاصة وأنه يتصل بمدينة حصلت فيها "يسرائيل بيتينو" على غالبية الأصوات في الانتخابات العامة للكنيست، وقبل 3 شهور من الانتخابات البلدية حيث يلعب "الشبح الديمغرافي والعنصري دورا مركزيا".
وحول نسبة العرب في المدينة، يقول رئيس البلدية مناحيم أرياف الذي يشغل منصبه مدة 32 عاما، وقرر مؤخرا التنحي، بلهجة لا تخلو من الدفاع كأنما هو متهم بما حصل، إن "نسبة العرب لا تتجاوز 10%. وفي المقابل، يقول غابسو إن نسبتهم أكثر من 20%. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الأخير الذي يضع الخطط لحل هذه "المشكلة" يقترح تغيير اسم "نتسيرت عيليت" وذلك لتمييزه عن "الناصرة" التي يطلق عليها بالعبرية "نتسيرت"، وذلك من أجل تعزيز التوجه الصهيوني فيها.
ويقول غابسو إنه عندما وصل إلى "نتسيرت عيليت" إلى حي "ابن بيتك"، كان هناك عائلة عربية واحدة، أما اليوم فإن أكثر من 35% من سكان الحي هم من العرب. ويضيف إن والده قد "هاجر من تونس لكي يعيش أبناؤه في دولة اليهود، وليس في مدينة مختلطة" على حد تعبيره..
ويضيف أنه قدم إليه وفد عربي من السكان العرب في مدينة، وطلبوا منه إقامة كنيستين ومسجدين في المدينة، بالإضافة إلى قسيمتين لتحويلهما إلى مقبرة محلية. وفي محاولة منه للسخرية من الوفد سألهم إن كانوا قد قدموا من "سفينة نوح" ويطلبون أن يكون كل شيء بشكل زوجي، أجابوه بأنهم يتوقعون أن يحصلوا على نصف مطالبهم، وهذا ما يريدونه. وبالطبع فقد رفض طلبهم، مشيرا إلى أنه "مع نتسيرت عيليت ديمقراطية، ولكن يهودية أولا"..
وفي المقابل، يقول رونين بلوط، وهو مرشح الليكود لرئاسة المدينة إن "المشكلة ليست العرب، وإنما اليهود.. وحقيقة مجيء العرب للسكن في المدينة يدل على أنهم يبحثون على مستوى حياة أفضل، ولكن المشكلة في أن اليهود يغادرون المدينة بسبب غياب الفرص في العمل، كمجال الهايتك، على سبيل المثال".
** "هناك حملة منظمة من قبل العرب للسيطرة على المدن اليهودية"..
** نتسيرت عيليت: قلقون من تطورات ديمغرافية تحصل في المدينة..
** مستوطن يقول إن المدينة اليهودية التي جاء ليعيش فيها معروضة الآن للبيع.. ويزعجه أنه لا يسمع في الشارع من يتحدثون اللغتين العبرية والروسية، وإنما العربية فقط..
** "مع خروجي من نتسيرت عيليت دوّت أجراس الكنائس في الناصرة، وعندها قال أحدهم "هذه مشكلة أخرى.. ثلث المهاجرين الجدد في نتيسرت عيليت ليسوا يهودا، وهذه الأجراس تذكرهم باستمرار بحقيقتهم"..
** "اليهود حاصروا المدن والقرى العربية، لأنهم اعتقدوا أن ذلك سيدفع العرب إلى الرحيل، إلا أن العرب لم يرحلوا بل وجدوا طريقة لمحاربة الحصار، فقد انتقلوا للسكن في المدن اليهودية"..
** رئيس بلدية نتسيرت عيليت: "لقد حصل السكان اليهود على امتيازات بدون حدود.. الأرض مجانية، بالإضافة إلى المساهمة في التطوير، ومساعدات في القروض السكنية (المشكنتا). والآن يقومون ببيع البيوت للعرب"..
** مستوطن: "عندما وصلت إلى "نتسيرت عيليت" إلى حي "ابن بيتك"، كان هناك عائلة عربية واحدة، أما اليوم فإن أكثر من 35% من سكان الحي هم من العرب.. لقد هاجر والدي من تونس لكي يعيش أبناؤه في دولة اليهود، وليس في مدينة مختلطة"..
** نائبة رئيس بلدية كرميئيل: "كرميئيل أقيمت كمدينة يهودية، ويجب المحافظة على طابعها، حتى لا ينشأ وضع مماثل لوضع نتيسيرت عيليت التي تفقد طابعها اليهودي تدريجيا"..
عــ48ـرب/ هاشـم حمــدان
30/08/2008 10:04
تتناول التقارير الإسرائيلية بقلق ظاهرة سكن العائلات العربية في المستوطنات/المدن اليهودية والتي أقيمت بشكل خاص في الجليل. ولا تخلو هذه التقارير من تناول هذه الظاهرة بأدوات ومضامين عنصرية، ولا تتردد في وصفها "خطرا ديمغرافيا" أو "شبحا ديمغرافيا" أو "ظاهرة خطيرة" أو "نهاية العالم" أو "احتلالا عربيا" أو "سيطرة عربية" أو "تطورات ديمغرافية مثيرة للقلق"، في حين يذهب بعض المسؤولين في عدد من السلطات المحلية فيها إلى القول بأن الحديث هو عن حملة منظمة من قبل العرب للسيطرة على المدن اليهودية.
يجدر التأكيد هنا إلى أن هذه المدن/ المستوطنات كانت قد أقيمت في إطار مخطط تهويد الجليل، وهي قائمة على أراضي القرى العربية المحيطة بها والتي تمت مصادرتها. وفي ظل الحصار الذي فرض على القرى العربية بالإضافة إلى سياسة المصادرة فقد بات تطور واتساع هذه القرى محدودا، علاوة على الجمود والإجراءات المعقدة والتي لا تنتهي لعملية توسيع مسطحات البناء في أية خارطة هيكلية لأية بلدة عربية، وأدى بالتالي إلى تضييق حيز السكن مع الزيادة السكانية، ما يدفع الأجيال الشابة إلى البحث عن أماكن أخرى قريبة للسكن.
وغني عن البيان الإشارة إلى أن هذه المستوطنات التي أقيمت لتهويد الجليل لم تأخذ في الحسبان عملية "الزحف العربي" إليها في ظل السياسة العنصرية القائمة تجاه العرب. وبالنتيجة، ومع ارتفاع نسبة السكان العرب فيها، فقد بات هناك حاجة ملحة لتوفير خدمات خاصة بهم، خاصة في مجال التربية والتعليم (مدارس عربية مثلا) ومؤسسات ثقافية وخدماتية وأطر تربوية، وفضاء خاص يتلاءم واحتياجات وخصوصيات السكان العرب، الأمر الذي يفرض على العرب في هذه المدن تعزيز تنظيمهم ووحدتهم من أجل المطالبة بتحصيل هذه الخدمات، وخاصة في ظل مخاوف جديدة قد تنشأ مع مرور الوقت، بحيث تتغلغل الأسرلة تدريجيا إلى حياة العائلات العربية، علاوة على المخاوف من فقدان الهوية القومية، وبالتالي وبدل بناء مجتمع عربي عصري ومنظم ومناضل من أجل تحصيل حقوقه فوق أرضه، من جهة أحقيته الخاصة ومن جهة الأحقية التاريخية، فهناك مخاوف من حصول عملية انحلال وتفكك تؤدي بالنتيجة إلى حالة من العدمية القومية تخلق مجموعة من المؤسرلين والمهمشين الذين ينخر صفوفهم الإنحلال والفساد والجريمة.
ونتناول في هذا التقرير بعض الجوانب التي تمس العرب في هذه المستوطنات/ المدن التي باتت مختلطة، وخاصة نظرة السلطات المحلية فيها تجاه العرب، ومع التأكيد على أن مثل هذا الموضوع يتطلب دراسة مستفيضة تتناول كافة جوانب هذه المسألة، خاصة وأن هذه المستوطنات تحولت إلى "إسرائيلات" مصغرة، بكل ما يعني ذلك من تمسكها بالطابع اليهودي وحربها على الوجود العربي فيها، بالإضافة إلى المحاصرة والمصادرة والتهميش وغياب المؤسسات والهيئات الخاصة بالعرب، والنقص في الخدمات، والتمييز العنصري، باعتبار أن المستوطنين هم أصحاب الحق في السكن، في حين أن العرب هم "مهاجرون" أغراب، رغم أن الأرض المقامة عليها المستوطنة هي أرضهم.
في هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن "بنك المعلومات – ركاز" ( وهو بنك معلومات اقتصادي واجتماعي حول المجتمع الفلسطيني في الداخل، وتقوم جمعيّة الجليل بدعمه وتطويره) قد أشار في إحصائية له إلى أنه في نهاية العام 2006، بلغت نسبة السكان العرب في "نتسيرت عيليت"13%، وفي "معالوت – ترشيحا" 22%، في حين لا يوجد هناك إحصائيات دقيقة بشأن "كرميئيل".
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن "نتسيرت عيليت" ومنذ 3 سنوات قد تم تسجيلها في الوثائق الرسمية في مكتب رئيس الحكومة بعلامة "كود 20"، الذي يصنف المدن المختلطة. وبحسب تقرير نشر في صحيفة "هآرتس" فإن ذلك يأتي خلافا لحلم دافيد بن غوريون، الذي قرر قبل 50 عاما إقامة مدينة يهودية فوق مدينة الناصرة على الأراضي العربية التابعة للناصرة وقرى عين ماهل وكفركنا والمشهد والرينة.
والمدينة التي يبلغ عد سكانها 50 ألفا، باتت مدينة مختلطة، في حين أن عدد السكان العرب في المدينة في ارتفاع مستمر، مقابل هجرة سلبية للسكان اليهود من المدينة.
ومن خلال التجوال في أحياء المدينة تظهر عشرات اللافتات التي كتب عليها "للبيع" في المباني متعددة الطبقات أو الطوابق الأرضية. وفي الغالب فإن البائعين من اليهود، في حين أن المشترين من العرب. وبحسب التقرير "اليهود يغادرون، والعرب يدخلون". ومن اللافت أن اليهود يتحدثون عن هذه المسألة بمصطلحات "احتلال" و"سيطرة"، في حين أن العرب يقولون إن من حقهم العودة إلى أراضيهم التي تمت مصادرتها لإقامة مستوطنة "نتسيرت عيليت".
ويقول أحد المستوطنين الذي هاجر إلى البلاد قبل 18 عاما، إيليا روزنفيلد، الذي ينافس على عضوية البلدية وكان قد عمل في مكتب رئيس الحكومة السابق أرئيل شارون، إن "المدينة اليهودية التي جاء ليعيش فيها معروضة الآن للبيع"، وبحسبه فإنه يزعجه أنه لا يسمع في الشارع من يتحدثون اللغتين العبرية والروسية، وإنما العربية فقط.
ويشير المستوطن المذكور إلى عدد من الشوارع التي تم تغيير مظهرها من خلال قيام العرب بهدم المنازل التي بنيت قبل 50 عاما، وبناء مبان جميلة مكانها، في حين أن الشوارع التي تكثر فيها المكاتب والمصالح، تظهر فيها لافتات، وبكثافة، تحمل أسماء محامين وأطباء ووكلاء عرب.
كما لم يتردد الحاخامات والربانيم في التجند لوقف هذه الظاهرة، حيث يتوجهون إلى اليهود الذين يعرضون بيوتهم للبيع بعدم بيعها للعرب، وأحيانا ينجحون في ذلك، ولكن بشكل محدود، حيث لا تزال تستمر عملية البيع للعرب.
وضمن القوائم المرشحة لرئاسة البلدية، هناك قائمة "عوري عير" التي يترأسها شمعون غابسو، والذي من الممكن أن تتعزز إمكانية وصوله إلى رئاسة البلدية في حال تمكن من ضم إثنين من المرشحين إليه. ويدعي مرشح القائمة أن لديه خطة بديلة تتمثل في تشكيل صندوق لشراء المباني من اليهود بدل أن يقوم العرب بشرائها.
ويتابع التقرير أن الميسورين العرب على استعداد لدفع مبالغ تصل إلى 500-600 ألف دولار مقابل "فيلا جميلة"، بدون أن يقلقوا بمكان العمل أو بجهاز التربية والتعليم، حيث أنها متوفرة في مكان آخر. وبينما يغادر اليهود المدينة إلى مناطق أخرى لتحسين معيشتهم، فإن العرب يغادرون مدينة الناصرة المكتظة إلى "نتسيرت عيليت" للسبب نفسه. مع الإشارة إلى أن هذا الحديث لا يؤخذ بسذاجة، خاصة وأنه يتصل بمدينة حصلت فيها "يسرائيل بيتينو" على غالبية الأصوات في الانتخابات العامة للكنيست، وقبل 3 شهور من الانتخابات البلدية حيث يلعب "الشبح الديمغرافي والعنصري دورا مركزيا".
وحول نسبة العرب في المدينة، يقول رئيس البلدية مناحيم أرياف الذي يشغل منصبه مدة 32 عاما، وقرر مؤخرا التنحي، بلهجة لا تخلو من الدفاع كأنما هو متهم بما حصل، إن "نسبة العرب لا تتجاوز 10%. وفي المقابل، يقول غابسو إن نسبتهم أكثر من 20%. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الأخير الذي يضع الخطط لحل هذه "المشكلة" يقترح تغيير اسم "نتسيرت عيليت" وذلك لتمييزه عن "الناصرة" التي يطلق عليها بالعبرية "نتسيرت"، وذلك من أجل تعزيز التوجه الصهيوني فيها.
ويقول غابسو إنه عندما وصل إلى "نتسيرت عيليت" إلى حي "ابن بيتك"، كان هناك عائلة عربية واحدة، أما اليوم فإن أكثر من 35% من سكان الحي هم من العرب. ويضيف إن والده قد "هاجر من تونس لكي يعيش أبناؤه في دولة اليهود، وليس في مدينة مختلطة" على حد تعبيره..
ويضيف أنه قدم إليه وفد عربي من السكان العرب في مدينة، وطلبوا منه إقامة كنيستين ومسجدين في المدينة، بالإضافة إلى قسيمتين لتحويلهما إلى مقبرة محلية. وفي محاولة منه للسخرية من الوفد سألهم إن كانوا قد قدموا من "سفينة نوح" ويطلبون أن يكون كل شيء بشكل زوجي، أجابوه بأنهم يتوقعون أن يحصلوا على نصف مطالبهم، وهذا ما يريدونه. وبالطبع فقد رفض طلبهم، مشيرا إلى أنه "مع نتسيرت عيليت ديمقراطية، ولكن يهودية أولا"..
وفي المقابل، يقول رونين بلوط، وهو مرشح الليكود لرئاسة المدينة إن "المشكلة ليست العرب، وإنما اليهود.. وحقيقة مجيء العرب للسكن في المدينة يدل على أنهم يبحثون على مستوى حياة أفضل، ولكن المشكلة في أن اليهود يغادرون المدينة بسبب غياب الفرص في العمل، كمجال الهايتك، على سبيل المثال".
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007