محمود درويش .. كجذع الزيتون أو ...
بقلم : ناريمان ركاد كروم ـ الرامة
سأترك نصي دون عنوان فالدمعة تغلفه بشيء من الحزن الأبيض برحيل شاعر الأرض المنغرس فيها كجذع الزيتون .... الآن وفي هذه اللحظة المتفاجئة من لحظتها ،
الشاعر المرحوم محمود درويش
أراني خارج الشعر الزمني والحاضر الشعريّ في آنٍ يُخضِع الحزن المُغنَّى بتراتيل لا معنى لها في غيابه . من هنا من على هذه الأرض التي وَلَّدت النبي بعد النبي وقبل النبي شَبَّ وشمخ كالزيتون من بين أوراقه مُحاصَرًا, يحاصره الشهيد القريب البعيد ، ليستشهد في كل قصيدة على قيد الكلمة بكل شموخ وسمو وعزة وكبرياء . للقدر أن يشاء وقد شاء أن ينفيه مُخيَّرا من هنا فاقتات غربته ومنفاه بالكلمات الممزوجة بالمشاعر المفعمة بالغضب والحب والحياة والأمل على عتبات الألم - كان وما زال أقرب منَّا إلينا بكلماته وقصائده الخالدة في القلب والوجدان والمحفورة في كل مكان وعلى جذع كل زيتونة ولوزة , من هناك من الغربة التي تآكلت فيه علمنا كيف نربي الأمل وعلمنا كيف نحمل الوطن في قلوبنا ونسير به أينما أردنا ,علمنا النضال ومعنى الأمومة علمنا أن نكون نحن " نحن " دون الخضوع لعمليات الإنتحال المكتسبة ... قد فقدت البرتقالة الفلسطينية أحد شقيها لكن نحمد الله إن شق البرتقالة الفلسطينية " شاعر العروبة سميح القاسم " ما زال على قيد الحياة لينير الدرب أمامنا فقد نهلنا من أخوتهما الكثير الكثير ولم تكن رسائلهما الا نموذجا أخويا طيبا صرفا فتشقى الفرحة الثكلى في تغريبة موزعة في جهات الروح .
الشاعر سميح القاسم
هنا يتوجب علينا ان نتقدم للكبير القدير شق البرتقالة الفلسطينية سميح القاسم بأحر التعازي بفقدان أخيه البار محمود درويش قائلين : " ورُبَّ أخٍ لَكَ ..." يحضرني في هذه اللحظة ما اشتد واحتد في صدر القاسم في ال "تغريبة" حين غرَّد الألم على حافة الدمع : من " الرامة " الخائفهْ إلى " البروة " السالفه إلى دمعةٍ بيننا واقفه تقوم على الرمل دنيا وتسقط في الوحل دنيا وأعداؤنا لعنةٌ يُحجمُ الموتُ وهْيَ على رِسلها زاحفه وأنصارنا عملةٌ زائفه فماذا عساني أفعل وحدي وماذا ستفعلُ وحدكْ وقد صار لحدي مهدي ومهدك لحدك؟ أأنشد عنكَ وتُنشد عني لصحراء قاحلة يموت على ساعديها المغني وتتركه خلفهما القافلة ؟ .... نحن نعزي أنفسنا بأنفسنا كلنا فقدناه جسدا لكن عزاءنا الوحيد روحه المسطرة بعبق كلماته , روحه التي نستشفها من طراوة النسيم ... لربما رحل لكنه خالدا أبدا بقصائده وكلماته وانسانيته وضميره , لقد سلَّمنا الشعلة ببراءة الطفولة الملخصة في عينيه وكلنا أمل أن نبقيها مُضاءة إلى أبد الآبدين . نعم , قد ترجل الفارس تاركا الحصان وحيدا بعد أن أنهكه السفر بين الكلمات العابرة ليُزَفّ عريسا ساريا نحو الأعلى بكل طهارة ليحتفل بميلاده الجديد المديد حيث لا أعلم ان كان ذاك الميلاد أجدر به منا بعيدا عن مواقيت الصلاة وأفعال الليل والنهار - نحن هنا نرقبه ونلقاه كزهر اللوز أو أبعد تاركا في نفوسنا أثر الفراشة وأملا أكبر نردده : "على هذه الأرض ما يستحق الحياة " . أما الآن وبعد تكاثرت وتناثرت مواطن الدموع على صفحة باغتها الحنين والغضب من حرمان جثمانه الطاهر أن يستريح في مكانه الطبيعي "مسقط رأسه – البروة " أقول : لن أرفع راية الوداع المنكسة كراية الحزن على وجناتنا بل سأرفع راية اللقاء على أمل لقياه هناك حيث يكون ما يجب أن يكون في كونية الزمان والمكان الذي لا نعرف عنه شيئا سوى انه يتسع ليحتضن من نحب ومن يحب . الآن وبعد أن أسعفتني الكلمات على كتابة ما كتبت لا يسعني إلا أن أقول رحم الله شاعرنا الكبير ورحم الوطن من بعده بمن فيه ومن عليه سائلين الله له الوسيلة والفضيلة بين الأنبياء والصديقين .
بقلم : ناريمان ركاد كروم ـ الرامة
سأترك نصي دون عنوان فالدمعة تغلفه بشيء من الحزن الأبيض برحيل شاعر الأرض المنغرس فيها كجذع الزيتون .... الآن وفي هذه اللحظة المتفاجئة من لحظتها ،
الشاعر المرحوم محمود درويش
أراني خارج الشعر الزمني والحاضر الشعريّ في آنٍ يُخضِع الحزن المُغنَّى بتراتيل لا معنى لها في غيابه . من هنا من على هذه الأرض التي وَلَّدت النبي بعد النبي وقبل النبي شَبَّ وشمخ كالزيتون من بين أوراقه مُحاصَرًا, يحاصره الشهيد القريب البعيد ، ليستشهد في كل قصيدة على قيد الكلمة بكل شموخ وسمو وعزة وكبرياء . للقدر أن يشاء وقد شاء أن ينفيه مُخيَّرا من هنا فاقتات غربته ومنفاه بالكلمات الممزوجة بالمشاعر المفعمة بالغضب والحب والحياة والأمل على عتبات الألم - كان وما زال أقرب منَّا إلينا بكلماته وقصائده الخالدة في القلب والوجدان والمحفورة في كل مكان وعلى جذع كل زيتونة ولوزة , من هناك من الغربة التي تآكلت فيه علمنا كيف نربي الأمل وعلمنا كيف نحمل الوطن في قلوبنا ونسير به أينما أردنا ,علمنا النضال ومعنى الأمومة علمنا أن نكون نحن " نحن " دون الخضوع لعمليات الإنتحال المكتسبة ... قد فقدت البرتقالة الفلسطينية أحد شقيها لكن نحمد الله إن شق البرتقالة الفلسطينية " شاعر العروبة سميح القاسم " ما زال على قيد الحياة لينير الدرب أمامنا فقد نهلنا من أخوتهما الكثير الكثير ولم تكن رسائلهما الا نموذجا أخويا طيبا صرفا فتشقى الفرحة الثكلى في تغريبة موزعة في جهات الروح .
الشاعر سميح القاسم
هنا يتوجب علينا ان نتقدم للكبير القدير شق البرتقالة الفلسطينية سميح القاسم بأحر التعازي بفقدان أخيه البار محمود درويش قائلين : " ورُبَّ أخٍ لَكَ ..." يحضرني في هذه اللحظة ما اشتد واحتد في صدر القاسم في ال "تغريبة" حين غرَّد الألم على حافة الدمع : من " الرامة " الخائفهْ إلى " البروة " السالفه إلى دمعةٍ بيننا واقفه تقوم على الرمل دنيا وتسقط في الوحل دنيا وأعداؤنا لعنةٌ يُحجمُ الموتُ وهْيَ على رِسلها زاحفه وأنصارنا عملةٌ زائفه فماذا عساني أفعل وحدي وماذا ستفعلُ وحدكْ وقد صار لحدي مهدي ومهدك لحدك؟ أأنشد عنكَ وتُنشد عني لصحراء قاحلة يموت على ساعديها المغني وتتركه خلفهما القافلة ؟ .... نحن نعزي أنفسنا بأنفسنا كلنا فقدناه جسدا لكن عزاءنا الوحيد روحه المسطرة بعبق كلماته , روحه التي نستشفها من طراوة النسيم ... لربما رحل لكنه خالدا أبدا بقصائده وكلماته وانسانيته وضميره , لقد سلَّمنا الشعلة ببراءة الطفولة الملخصة في عينيه وكلنا أمل أن نبقيها مُضاءة إلى أبد الآبدين . نعم , قد ترجل الفارس تاركا الحصان وحيدا بعد أن أنهكه السفر بين الكلمات العابرة ليُزَفّ عريسا ساريا نحو الأعلى بكل طهارة ليحتفل بميلاده الجديد المديد حيث لا أعلم ان كان ذاك الميلاد أجدر به منا بعيدا عن مواقيت الصلاة وأفعال الليل والنهار - نحن هنا نرقبه ونلقاه كزهر اللوز أو أبعد تاركا في نفوسنا أثر الفراشة وأملا أكبر نردده : "على هذه الأرض ما يستحق الحياة " . أما الآن وبعد تكاثرت وتناثرت مواطن الدموع على صفحة باغتها الحنين والغضب من حرمان جثمانه الطاهر أن يستريح في مكانه الطبيعي "مسقط رأسه – البروة " أقول : لن أرفع راية الوداع المنكسة كراية الحزن على وجناتنا بل سأرفع راية اللقاء على أمل لقياه هناك حيث يكون ما يجب أن يكون في كونية الزمان والمكان الذي لا نعرف عنه شيئا سوى انه يتسع ليحتضن من نحب ومن يحب . الآن وبعد أن أسعفتني الكلمات على كتابة ما كتبت لا يسعني إلا أن أقول رحم الله شاعرنا الكبير ورحم الوطن من بعده بمن فيه ومن عليه سائلين الله له الوسيلة والفضيلة بين الأنبياء والصديقين .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007