الشعر في الزمن الثوري الجميل : رسالة إلى شهداء الحزام الأخضر
عندما يسقط الشهداء هذه الأيام على تخوم مدنهم وقراهم ومخيماتهم دفاعاً عن أهلهم وعن حقهم في الحياة يستعيدون في الذاكرة أؤلئك الشهداء العظام الذين بدأوا شلال الحرية من دمهم الطاهر على ربوع الوطن . خطوا لنا طريقاً بعد طول تشرد ومعاناة ، لكنهم آثروا أن يرسموه بدمائهم الزكية ويكتبون لأمتهم وشعبهم سفر الرجوع لوطن لا زال ينتظرهم منذ ستين عاماً .
كان البوح بالروح حباً للأوطان ، لم يكن فيهم متردداً أو جزعاً أو جاهلا الطريق لأنها كانت طريق الكرامة والنور . كانوا يذهبون للعدو ولا ينتظروه ، تنتظرهم سفوح جبالهم وتحتضنهم سهولهم وأوديتهم ، وكم غنت لهم وطربت لمقدمهم هضاب فلسطين وغدرانها ، بحورها وأنهارها ، سكبوا فوق ترابها عطرهم فالتصق بجدار الزمن ولا زال يعطي للحياة رائحة المسك ولون الأمل . يظن أولادنا من صغار السن أن ما تحقق لشعبنا من استعادة ظافرة لهويته الوطنية وفرض قضيته ووجوده على عالم ظالم تم بسهولة وبسر ، وما يدريهم كم كان الثمن باهظاً ومكلفاً على جيل الثورة والانطلاقة الأولى . ربما يعرفون لكنهم لا يقدرون الأمر حق قدره فتجد بعضهم يتندر على منظمة التحرير بسخرية مؤلمة ، ولا يعلمون كم مؤامرة حيكت ضد هذه المنظمة وسددت ثمن إفشالها ثورتنا وبدم شهدائنا الأبرار ، وكم من ضغوط مورست علينا وعلى ممثلنا الشرعي والوحيد وصمدنا ، وكيف انتقلت ساحات الوغى من مكان لآخر وقيادتنا تحمل على كتفيها أثقال الرحيل ومعها جموع المقاتلين كالقطط تحمل صغارها من مكان لآخر . من قال أن الثورة بدأت مع الانتفاضة الأولى ؟ إن الانتفاضة هي نتاج لهذه الثورة ، كما أن حركتي حماس والجهاد لم تكونا نبتاً شيطانياً ، بل امتداد لواقع ثوري قدم لهما الأرضية والمجال لتساهما في العطاء من أجل فلسطين بعدما كانتا مجرد جنين في رحم حركة الإخوان المسلمين . إن أبوة الوضع الثوري الذي أنتج هؤلاء العظام من أبناء وطننا ، وخصوصاً فقراءه وكادحيه كانت إرادة شعبنا وتلك الثلة المؤمنة من طلائع لاجئينا وخيرة مثقفيه وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات والدكتور جورج حبش وغيرهم من جيل رحل بعضهم وبقي الآخر في نهاية العمر ( أمد الله في أعمارهم جميعاً ) ، وعندما نقول ذلك إقراراً بفضلهم فإننا لا نعفيهم من مسؤولية الأخطاء والهزائم التي منينا بها وتعثر قضيتنا وارباكات المبادرات التي قادت إلى ما نحن فيه من مأزق نرجو أن نتجاوزه بوحدتنا وباستحضار أرواح شهدائنا الكرام . كان ذلك زمن الثورة والثوار بفعله العسكري وبأغانيه أيضاً ، نستلهم منه زادنا لأيامنا القادمة ، ونتأمل التجربة وفي قلوبنا وعقولنا يرسخ الإيمان بعدالة قضيتنا وحقنا في وطننا الذي عاش فيه آباؤنا وأجدادنا آلاف السنين . كنا نرى قوافل الشهداء تمر في شوارع عمان ترافقها زغاريد النساء وقبضات الرجال ودعائهم ، فتتزين الشوارع بل تتضوع مسكاً ونستمع لنشرة الأخبار لنرى ما يقوله العدو عن معارك كل يوم ، كان الشباب يتسابقون لقطع النهر والاشتباك مع العدو ، ولا زالت قصص البعض تتلى حتى يومنا هذا ... إن استذكارهم يعيدنا إلى أعوام طويلة خلت كتبنا فيها أشعارنا على خطى أقدامهم الشريفة ، وصوب الشمس التي كانوا يخرجوها من مخبئها بأيديهم المجردة لتضيء على أمتنا في ظلمة الهزيمة القاسية بعد عام 1967 ، ولأنني لو كتبت عشرات المعلقات فلن أفيهم حقهم ، ولو تبارزنا في ذلك وكتبنا حتى بماء الذهب فان شمس هؤلاء وقمرهم سيبقى أكثر لمعاناً وأشد وهجاً من كل الأشعار . لكني شعرت اليوم أن هناك معنى لنشر قصيدتي التي كتبتها لشهداء عملية الحزام الأخضر الشهيرة وهي العملية التي شارك فيها عشرات المقاتلين وعلى امتداد عشرات الكيلومترات داخل وطننا فلسطين على امتداد الحدود الأردنية الفلسطينية والتي سقط فيها أيضاً عشرات الشهداء في مواجهات مع العدو الصهيوني استمرت 36 ساعة وباغت فيها أبطالنا والمخططون للعملية هذا العدو بحجم الفدائيين المشاركين وباتساع رقعة المعركة . إن استذكارهم هو واجبي اليوم ونحن على أعتاب الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة فتح العظيمة ، وقبل أن أكتب قصيدتي لابد أن انوه بأن تلك العملية وان كانت في أغلب من شارك فيها من حركة فتح إلا أن كل الفصائل الفلسطينية ساهمت أيضاً في مواجهاتها البطولية وأوقع أبطالنا فيها الخسارة الأشد إيلاماً للعدو الصهيوني باعترافه . وقد كتبت أفضل أشعارنا وأكثرها جمالاً في تلك المرحلة ... رحم الله هؤلاء الشهداء وأسكنهم فسيح جناته وتبقى أرواحهم الطاهرة نبراساً لنا ولكل الأجيال اللاحقة وبهم نتأسى ونقتدي .. واليكم ما أرسلناه لهم بعنوان " رسالة إلى شهداء عملية الحزام الأخضر" ، والتي كتبتها في الذكرى الثانية للعملية قبل ( ستة وثلاثين ) 36 سنة :
سأتهم قالوا فدائيون
لا نرهب الموت إن أتى أو اندحر
يتساوى أن تبزغ الشمس أو تستتر
فنحن نرسمها بالدم
لتشع نوراً أخضر
يضفي على القبر زينته
وفي رحم التاريخ ينتشر
ليأتي مارد الثورة فينادي الشهيد
دمائي ستبقى على الدهر
علامات فارس مضى
يردد أغنية الحياة
يحث في الدرب خطاه
وعزمه أن ينتصر
يتساوى في صوت الرصاص
الحزن والسرور
يقول بصدره إني لها
لشجرة ورد عميقة الجذور
وينتشي طرباً بالموت
وزغاريد الحياة
ويزرع في الأرض عمراً
ينبت الحب المروى بالدماء
فنصنع منه أكفان الشهيد
وننادي همة الطريد
لا تبالي فالوجهة حق
أسمالنا قد حرقناها
وخلعناها أثواب الحداد
ولبسنا ثوب الموت والحب
ولبسنا أثواب الحياة
لتحيا في أرضنا الحياة
تضيء الليل تبدله
فيغدو خائر العزم منتصباً
يدوي صوته الهادر
كأنما الموت تهالك
ليحيي ميت الزهر
يضفي على الميلاد بشراً
فتعود الروح من جديد.......
تعود الروح من جديد
يعود الوطن .
عندما يسقط الشهداء هذه الأيام على تخوم مدنهم وقراهم ومخيماتهم دفاعاً عن أهلهم وعن حقهم في الحياة يستعيدون في الذاكرة أؤلئك الشهداء العظام الذين بدأوا شلال الحرية من دمهم الطاهر على ربوع الوطن . خطوا لنا طريقاً بعد طول تشرد ومعاناة ، لكنهم آثروا أن يرسموه بدمائهم الزكية ويكتبون لأمتهم وشعبهم سفر الرجوع لوطن لا زال ينتظرهم منذ ستين عاماً .
كان البوح بالروح حباً للأوطان ، لم يكن فيهم متردداً أو جزعاً أو جاهلا الطريق لأنها كانت طريق الكرامة والنور . كانوا يذهبون للعدو ولا ينتظروه ، تنتظرهم سفوح جبالهم وتحتضنهم سهولهم وأوديتهم ، وكم غنت لهم وطربت لمقدمهم هضاب فلسطين وغدرانها ، بحورها وأنهارها ، سكبوا فوق ترابها عطرهم فالتصق بجدار الزمن ولا زال يعطي للحياة رائحة المسك ولون الأمل . يظن أولادنا من صغار السن أن ما تحقق لشعبنا من استعادة ظافرة لهويته الوطنية وفرض قضيته ووجوده على عالم ظالم تم بسهولة وبسر ، وما يدريهم كم كان الثمن باهظاً ومكلفاً على جيل الثورة والانطلاقة الأولى . ربما يعرفون لكنهم لا يقدرون الأمر حق قدره فتجد بعضهم يتندر على منظمة التحرير بسخرية مؤلمة ، ولا يعلمون كم مؤامرة حيكت ضد هذه المنظمة وسددت ثمن إفشالها ثورتنا وبدم شهدائنا الأبرار ، وكم من ضغوط مورست علينا وعلى ممثلنا الشرعي والوحيد وصمدنا ، وكيف انتقلت ساحات الوغى من مكان لآخر وقيادتنا تحمل على كتفيها أثقال الرحيل ومعها جموع المقاتلين كالقطط تحمل صغارها من مكان لآخر . من قال أن الثورة بدأت مع الانتفاضة الأولى ؟ إن الانتفاضة هي نتاج لهذه الثورة ، كما أن حركتي حماس والجهاد لم تكونا نبتاً شيطانياً ، بل امتداد لواقع ثوري قدم لهما الأرضية والمجال لتساهما في العطاء من أجل فلسطين بعدما كانتا مجرد جنين في رحم حركة الإخوان المسلمين . إن أبوة الوضع الثوري الذي أنتج هؤلاء العظام من أبناء وطننا ، وخصوصاً فقراءه وكادحيه كانت إرادة شعبنا وتلك الثلة المؤمنة من طلائع لاجئينا وخيرة مثقفيه وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات والدكتور جورج حبش وغيرهم من جيل رحل بعضهم وبقي الآخر في نهاية العمر ( أمد الله في أعمارهم جميعاً ) ، وعندما نقول ذلك إقراراً بفضلهم فإننا لا نعفيهم من مسؤولية الأخطاء والهزائم التي منينا بها وتعثر قضيتنا وارباكات المبادرات التي قادت إلى ما نحن فيه من مأزق نرجو أن نتجاوزه بوحدتنا وباستحضار أرواح شهدائنا الكرام . كان ذلك زمن الثورة والثوار بفعله العسكري وبأغانيه أيضاً ، نستلهم منه زادنا لأيامنا القادمة ، ونتأمل التجربة وفي قلوبنا وعقولنا يرسخ الإيمان بعدالة قضيتنا وحقنا في وطننا الذي عاش فيه آباؤنا وأجدادنا آلاف السنين . كنا نرى قوافل الشهداء تمر في شوارع عمان ترافقها زغاريد النساء وقبضات الرجال ودعائهم ، فتتزين الشوارع بل تتضوع مسكاً ونستمع لنشرة الأخبار لنرى ما يقوله العدو عن معارك كل يوم ، كان الشباب يتسابقون لقطع النهر والاشتباك مع العدو ، ولا زالت قصص البعض تتلى حتى يومنا هذا ... إن استذكارهم يعيدنا إلى أعوام طويلة خلت كتبنا فيها أشعارنا على خطى أقدامهم الشريفة ، وصوب الشمس التي كانوا يخرجوها من مخبئها بأيديهم المجردة لتضيء على أمتنا في ظلمة الهزيمة القاسية بعد عام 1967 ، ولأنني لو كتبت عشرات المعلقات فلن أفيهم حقهم ، ولو تبارزنا في ذلك وكتبنا حتى بماء الذهب فان شمس هؤلاء وقمرهم سيبقى أكثر لمعاناً وأشد وهجاً من كل الأشعار . لكني شعرت اليوم أن هناك معنى لنشر قصيدتي التي كتبتها لشهداء عملية الحزام الأخضر الشهيرة وهي العملية التي شارك فيها عشرات المقاتلين وعلى امتداد عشرات الكيلومترات داخل وطننا فلسطين على امتداد الحدود الأردنية الفلسطينية والتي سقط فيها أيضاً عشرات الشهداء في مواجهات مع العدو الصهيوني استمرت 36 ساعة وباغت فيها أبطالنا والمخططون للعملية هذا العدو بحجم الفدائيين المشاركين وباتساع رقعة المعركة . إن استذكارهم هو واجبي اليوم ونحن على أعتاب الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة فتح العظيمة ، وقبل أن أكتب قصيدتي لابد أن انوه بأن تلك العملية وان كانت في أغلب من شارك فيها من حركة فتح إلا أن كل الفصائل الفلسطينية ساهمت أيضاً في مواجهاتها البطولية وأوقع أبطالنا فيها الخسارة الأشد إيلاماً للعدو الصهيوني باعترافه . وقد كتبت أفضل أشعارنا وأكثرها جمالاً في تلك المرحلة ... رحم الله هؤلاء الشهداء وأسكنهم فسيح جناته وتبقى أرواحهم الطاهرة نبراساً لنا ولكل الأجيال اللاحقة وبهم نتأسى ونقتدي .. واليكم ما أرسلناه لهم بعنوان " رسالة إلى شهداء عملية الحزام الأخضر" ، والتي كتبتها في الذكرى الثانية للعملية قبل ( ستة وثلاثين ) 36 سنة :
سأتهم قالوا فدائيون
لا نرهب الموت إن أتى أو اندحر
يتساوى أن تبزغ الشمس أو تستتر
فنحن نرسمها بالدم
لتشع نوراً أخضر
يضفي على القبر زينته
وفي رحم التاريخ ينتشر
ليأتي مارد الثورة فينادي الشهيد
دمائي ستبقى على الدهر
علامات فارس مضى
يردد أغنية الحياة
يحث في الدرب خطاه
وعزمه أن ينتصر
يتساوى في صوت الرصاص
الحزن والسرور
يقول بصدره إني لها
لشجرة ورد عميقة الجذور
وينتشي طرباً بالموت
وزغاريد الحياة
ويزرع في الأرض عمراً
ينبت الحب المروى بالدماء
فنصنع منه أكفان الشهيد
وننادي همة الطريد
لا تبالي فالوجهة حق
أسمالنا قد حرقناها
وخلعناها أثواب الحداد
ولبسنا ثوب الموت والحب
ولبسنا أثواب الحياة
لتحيا في أرضنا الحياة
تضيء الليل تبدله
فيغدو خائر العزم منتصباً
يدوي صوته الهادر
كأنما الموت تهالك
ليحيي ميت الزهر
يضفي على الميلاد بشراً
فتعود الروح من جديد.......
تعود الروح من جديد
يعود الوطن .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007