من طرف 5900 من صواريخ القسام خلال 7 اعوام لا ينقصنا فيتنام ثانية في غزة
يوئيل ماركوس
22/12/2007
الزعيمان الشجاعان اللذان تطلعا للتوصل الي تسوية سلمية بيننا وبين الفلسطينيين، فشلا بصورة ذريعة. آرييل شارون الذي قام باخلاء غزة بصورة أحادية الجانب ومن دون اتفاق، والرئيس بوش الذي ضغط علي الفلسطينيين لاجراء الانتخابات الديمقراطية من اجل إرساء نظام اقليمي راسخ. الاثنان لم يأخذا بالحسبان حقائق المثل المعروف بأن الطريق الي جهنم مرصوف بالنوايا الحسنة.
شارون أراد أن يفطم أبناء شعبه من حلم ارض اسرائيل الكاملة والبرهنة علي ان اسرائيل قادرة علي اخلاء مستوطنات، وان في الأفق مسارا للتسوية البراغماتية. كان من المفترض ان يكون اخلاء غوش قطيف نوعا من الحافز العملي بالنسبة للفلسطينيين حتي يقيموا دولتهم الي جانب اسرائيل بالطرق السلمية. أما بوش فقد رأي في تصوره عن الانتخابات الديمقراطية والدولة الفلسطينية التي ستتمخض عنها بؤرة نقية اخري من الارهاب وتأثير الاسلام المتطرف.
الزعيمان اخطآ بصورة كبيرة. انتصار حماس في الانتخابات تسبب في حرب أهلية من اكثر الحروب وحشية في منطقتنا، وحول غزة الي قاعدة ارهابية ضد اسرائيل. توقع انتهاء اطلاق صواريخ القسام وتحول غزة بشواطئها الجميلة الي بؤرة جذب سياحية ومصدرا للرزق، تبدد وتلاشي. سدروت التي بقيت ضحية لرشقات القسام وانضمت اليها بعد ذلك تجمعات محيط غزة ـ كلها داخل اسرائيل.
القسام الاول أطلق في عام 2001، والان أصبح العدد 5900 صاروخ وقذيفة راجمة. خلال هذه الفترة كلها قتل 18 اسرائيليا وجرح 600. اذا أخذنا في الحسبان ان 210 اشخاص قتلوا في حوادث الطرق خلال السنة الاخيرة و350 خلال شهر واحد، سيتبين ان عدد قتلي القسام خلال الست سنوات سيبدو قليلا جدا في نظر الاسرة الدولية، وهو بالتأكيد ليس مبررا لشن حرب عالمية ثالثة.
ولكن المسألة هنا لا تتعلق بحوادث الطرق، وانما بضحايا اسلوب حرب يضع مدينة اساسية في اسرائيل في حالة جزع دائم. سكان المنطقة محقون في قولهم ان أية دولة في العالم لم تكن لتمر مر الكرام علي قصف مدينة من مدنها في كل يوم وليلة. أية دولة كانت ستقبل بواقع تقوم فيه الدولة المجاورة باقامة جيش عدواني يستعد جهارا لشن عمليات ارهابية اكثر دموية من اطلاق الصواريخ مثل عمليات الاختطاف وزيادة مدي الصواريخ وصولا الي مدن اخري داخل اسرائيل؟
شارون فوجئ كثيرا عندما تجدد اطلاق صواريخ القسام بعد الجلاء عن غزة. قبل فترة قصيرة من اصابته بالجلطة الدماغية درس خيار قصف المناطق التي تطلق منها الصواريخ من خلال غارات جوية، إلا انه تراجع عن ذلك بعد أن أوضحوا له ان من يبدأ بقصف المدنيين من دون تمييز قد ينتهي به الأمر في محكمة لاهاي الدولية. في هذه الاثناء ايضا عندما يتعالي المطلب الشعبي بادخال الجيش الي غزة، لا يمكن القول ان هذا خيار بسيط، كما يبدو لاول وهلة. ليس من الممكن شن الحرب علي منطقة مكتظة بالسكان مع أزقة ضيقة يعيش فيها عشرات الآلاف من النساء والاطفال من دون دعم دولي. وهذا الدعم متوفر الآن في ظل ذريعة وجود مخطوف واحد و18 قتيلا خلال السنوات الست.
ولكن كلما مرت الايام وعاش آلاف الاشخاص غير المحميين في قلق دائم في سدروت، طرح مطلب ادخال الجيش الي غزة. تجربة حرب لبنان تشير الي ان القضاء علي الارهاب يحتاج الي بندقية إم16 وليس الي طائرة اف16، وادخال قوة برية كثيفة الي غزة كنوع من الستار الواقي الموسع، الامر الذي قد يدخلنا في اثارة حرب دموية قد تمتد لاشهر أو سنوات. كل يوم يمر وكل صاروخ يطلق علي اراضينا يزيد من مطلب الانقضاض عليهم . وزير الأمن الداخلي آفي ديختر يحذر من ان اسرائيل تمر في حرب استنزاف وفي المقابل تدعي دراسة أجريت في مركز تقاليد الاستخبارات بأن التنظيمات الارهابية ستحاول في وقت قادم من الاوقات نقل اسلوب اطلاق صواريخ القسام الي الضفة.
وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان يضغطان علي الفرامل في الوقت الحالي ويكتفيان بشن عمليات ليلية داخل غزة ويفرضان عقوبات عبر قطع امدادات الوقود والغذاء والصادرات وما الي ذلك. بذلك يقوم باراك واشكنازي بوضع الاصبع في الثقب الذي حدث في السد. الطفل منع الكارثة وفقا للاسطورة علي الأقل.
أنت تعرف كيف تدخل الي غزة من خلال عملية كبيرة، ولكنك لا تعرف متي وكيف ستخرج منها، وكم سيراق الدم خلال ذلك. نحن شهدنا فيتنام واحدة في لبنان الاولي، ولسنا بحاجة الي فيتنام ثانية في غزة.
? معلق دائم في الصحيفة
هآرتس 18/12/2007
يوئيل ماركوس
22/12/2007
الزعيمان الشجاعان اللذان تطلعا للتوصل الي تسوية سلمية بيننا وبين الفلسطينيين، فشلا بصورة ذريعة. آرييل شارون الذي قام باخلاء غزة بصورة أحادية الجانب ومن دون اتفاق، والرئيس بوش الذي ضغط علي الفلسطينيين لاجراء الانتخابات الديمقراطية من اجل إرساء نظام اقليمي راسخ. الاثنان لم يأخذا بالحسبان حقائق المثل المعروف بأن الطريق الي جهنم مرصوف بالنوايا الحسنة.
شارون أراد أن يفطم أبناء شعبه من حلم ارض اسرائيل الكاملة والبرهنة علي ان اسرائيل قادرة علي اخلاء مستوطنات، وان في الأفق مسارا للتسوية البراغماتية. كان من المفترض ان يكون اخلاء غوش قطيف نوعا من الحافز العملي بالنسبة للفلسطينيين حتي يقيموا دولتهم الي جانب اسرائيل بالطرق السلمية. أما بوش فقد رأي في تصوره عن الانتخابات الديمقراطية والدولة الفلسطينية التي ستتمخض عنها بؤرة نقية اخري من الارهاب وتأثير الاسلام المتطرف.
الزعيمان اخطآ بصورة كبيرة. انتصار حماس في الانتخابات تسبب في حرب أهلية من اكثر الحروب وحشية في منطقتنا، وحول غزة الي قاعدة ارهابية ضد اسرائيل. توقع انتهاء اطلاق صواريخ القسام وتحول غزة بشواطئها الجميلة الي بؤرة جذب سياحية ومصدرا للرزق، تبدد وتلاشي. سدروت التي بقيت ضحية لرشقات القسام وانضمت اليها بعد ذلك تجمعات محيط غزة ـ كلها داخل اسرائيل.
القسام الاول أطلق في عام 2001، والان أصبح العدد 5900 صاروخ وقذيفة راجمة. خلال هذه الفترة كلها قتل 18 اسرائيليا وجرح 600. اذا أخذنا في الحسبان ان 210 اشخاص قتلوا في حوادث الطرق خلال السنة الاخيرة و350 خلال شهر واحد، سيتبين ان عدد قتلي القسام خلال الست سنوات سيبدو قليلا جدا في نظر الاسرة الدولية، وهو بالتأكيد ليس مبررا لشن حرب عالمية ثالثة.
ولكن المسألة هنا لا تتعلق بحوادث الطرق، وانما بضحايا اسلوب حرب يضع مدينة اساسية في اسرائيل في حالة جزع دائم. سكان المنطقة محقون في قولهم ان أية دولة في العالم لم تكن لتمر مر الكرام علي قصف مدينة من مدنها في كل يوم وليلة. أية دولة كانت ستقبل بواقع تقوم فيه الدولة المجاورة باقامة جيش عدواني يستعد جهارا لشن عمليات ارهابية اكثر دموية من اطلاق الصواريخ مثل عمليات الاختطاف وزيادة مدي الصواريخ وصولا الي مدن اخري داخل اسرائيل؟
شارون فوجئ كثيرا عندما تجدد اطلاق صواريخ القسام بعد الجلاء عن غزة. قبل فترة قصيرة من اصابته بالجلطة الدماغية درس خيار قصف المناطق التي تطلق منها الصواريخ من خلال غارات جوية، إلا انه تراجع عن ذلك بعد أن أوضحوا له ان من يبدأ بقصف المدنيين من دون تمييز قد ينتهي به الأمر في محكمة لاهاي الدولية. في هذه الاثناء ايضا عندما يتعالي المطلب الشعبي بادخال الجيش الي غزة، لا يمكن القول ان هذا خيار بسيط، كما يبدو لاول وهلة. ليس من الممكن شن الحرب علي منطقة مكتظة بالسكان مع أزقة ضيقة يعيش فيها عشرات الآلاف من النساء والاطفال من دون دعم دولي. وهذا الدعم متوفر الآن في ظل ذريعة وجود مخطوف واحد و18 قتيلا خلال السنوات الست.
ولكن كلما مرت الايام وعاش آلاف الاشخاص غير المحميين في قلق دائم في سدروت، طرح مطلب ادخال الجيش الي غزة. تجربة حرب لبنان تشير الي ان القضاء علي الارهاب يحتاج الي بندقية إم16 وليس الي طائرة اف16، وادخال قوة برية كثيفة الي غزة كنوع من الستار الواقي الموسع، الامر الذي قد يدخلنا في اثارة حرب دموية قد تمتد لاشهر أو سنوات. كل يوم يمر وكل صاروخ يطلق علي اراضينا يزيد من مطلب الانقضاض عليهم . وزير الأمن الداخلي آفي ديختر يحذر من ان اسرائيل تمر في حرب استنزاف وفي المقابل تدعي دراسة أجريت في مركز تقاليد الاستخبارات بأن التنظيمات الارهابية ستحاول في وقت قادم من الاوقات نقل اسلوب اطلاق صواريخ القسام الي الضفة.
وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان يضغطان علي الفرامل في الوقت الحالي ويكتفيان بشن عمليات ليلية داخل غزة ويفرضان عقوبات عبر قطع امدادات الوقود والغذاء والصادرات وما الي ذلك. بذلك يقوم باراك واشكنازي بوضع الاصبع في الثقب الذي حدث في السد. الطفل منع الكارثة وفقا للاسطورة علي الأقل.
أنت تعرف كيف تدخل الي غزة من خلال عملية كبيرة، ولكنك لا تعرف متي وكيف ستخرج منها، وكم سيراق الدم خلال ذلك. نحن شهدنا فيتنام واحدة في لبنان الاولي، ولسنا بحاجة الي فيتنام ثانية في غزة.
? معلق دائم في الصحيفة
هآرتس 18/12/2007
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
» أقوال جورج حبش
» اليسار التونسي الآن وهنا
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
» مرحبا
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
» جميع البومات فرقة صابرين
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
» اشحن رصيدك مجانا
» ماتفوت لهون