فضائيات التطبيع 4 : تحقيق صحفي الحلقة الرابعة
ريبورتاج لاحمد بلال منقول حرفيا عن صحيفة البديل المصرية
حصريا.. «روتانا أمام محاكم إسرائيل».. مش ح تقدر تغمض عينيك الاتفاق بين «روتانا» و«نيو ساوند» الإسرائيلية ينص علي تحصيل حقوق الأداء العلني والترويج وبيع إنتاجها الفني داخل إسرائيل .
[size=12][size=12][size=12][size=12][size=12]ملف يحققه:أحمد بلال
تكشف «البديل» واحدة من أخطر مراحل قضية التطبيع مع "الكيان الصهيوني" متمثلا فيما أقدم عليه عدد من كبري شركات الانتاج العربي الفضائي من إبرام عقود واتفاقات مع شركات اسرائيلية بغرض تسويق وعرض أغاني وأفلام ومنتجات هذه الشركات في "إسرائيل" بعد الحصول علي مقابل مادي مجز.
ليس هذا فحسب، بل يحق للجانب الإسرائيلي ملاحقة كل من تسول له نفسه عرض منتجنا العربي أمام المحاكم، أي أن العلاقة بين الطرفين علاقة شراكة كاملة، وتعاون منظم، وبيزنس "فاجر" لا تستعطفه القضية، ولا تستوقفه دماء "اليمامة" علي كل شبر من أراضينا.. بيزنس "يصالح" فيما "يتوخي الهرب".
بالمستندات والوثائق، نستعرض وقائع الاتفاقات بين شركات الإنتاج العربية الكبري مثل «روتانا» و«عالم الفن» و«ميلودي» و«العين» و«مزيكا»، وعدد من الفضائيات التابعة لهذه الشركات، مع الجانب الإسرائيلي،سواء عن طريق الوساطات المتعددة والالتفافات الوقائية حتي لا ينكشف الأمر، أو عن طريق المعاملات المباشرة التي لم تتعب نفسها كثيرا ولم تجد ما "تختشي" منه حينما وقعت علي عقود قانونية،كان إمضاء طرفها الثاني بحروف "عبرية" صريحة، وكانت عناوينه في بعض الاحيان " .
1 شارع هعيميك" /كريمئيل/ إسرائيل!
القضية لا تقف عند هذا الحد، بل ستتطور في الحلقات القادمة، كما سنكشف، عن وقوف أطراف مصرية وعربية أمام المحاكم الإسرائيلية في خلافات وشقاقات البيزنس المشترك، وبين الحلقة والأخرى ستبرز أسماء الوليد بن طلال ومحسن جابر وآخرين كمهندسي اتصال ومقاولين كبار مع الجانب الصهيوني .
التطبيع "مالوش رجلين".. هكذا يمكننا أن نلخص حالة اللف والدوران التي تمارسها شركات الإنتاج الفني العربية كـ"روتانا"، و"مزيكا"، و"عالم الفن"، فالجميع يبرئ نفسه من تهمة التطبيع ويدفعها عنه دفعا. لكن أروقة المحاكم الإسرائيلية ومستندات الدعاوي التي رفعتها شركات إسرائيلية ضد أخرى ايضا إسرائيلية يتردد فيها العديد من أسماء الشركات الفنية العربية ورؤسائها . الشركات الإسرائيلية تدعي أنها الممثل الوحيد للشركات العربية داخل إسرائيل بينما تسكت الشركات العربية حرجا وخوفا من فضيحة قد تكبدها الكثير من الخسائر في الدول العربية لكنها تطمع أيضا في استرداد حقوقها من مواقع قرصنة الأغاني والإذاعات الإسرائيلية التي تعيد بث إنتاجها الفني، فتوكل محامين إسرائيليين يتحدثون باسمها أمام المحكمة المركزية في تل أبيب. تكشف "البديل" في هذه الحلقة المزيد من تفاصيل مسلسل التطبيع الفني بين شركات عربية وإسرائيلية من خلال الأوراق والمستندات القانونية التي حصلت عليها وتطرحها من خلال هذا التحقيق للرأي العام .
توجهت شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" برسائل تهديد قضائية إلي العديد من الشركات الإسرائيلية، بما فيها شركات الهواتف المحمولة، والإذاعات، ومواقع الإنترنت، وغيرها، مدعية تمثيل كل من "روتانا"، و"ميلودي"، وحتي "العين" صاحبة مصنفات فنية إسلامية كأغاني سامي يوسف وأخرين، داخل إسرائيل، ومن ثم فقد طالبت "نيو ساوند" الشركات الإسرائيلية بدفع مبالغ طائلة، علي اعتبار أن هذه الشركات تقوم بانتهاك حقوق الملكية لمنتجات فنية وغنائية وسينمائية تعود ملكيتها للشركات المذكورة، بحسب ادعاءات "نيو ساوند". وتؤكد المستندات التي حصلت عليها "البديل" أن شركة "نيو ساوند انتراكتيف" الإسرائيلية هي الشركة الوحيدة المصرح لها بتمثيل حصري لـ"روتانا" وعدد من الشركات العربية الأخري وجباية مستحقات مالية في مقابل استغلال المصنفات الفنية لهذه الشركات داخل إسرائيل. وهو ما يعني أيضا أنها الجهة الوحيدة المصرح لها بالتوجه للقضاء الإسرائيلي وتوكيل محامين إسرائيليين في القضايا التي ترفعها باسم "روتانا" وغيرها من الشركات العربية الأخرى.
أحكام مؤقتة
وهذه الأوضاع منحت "نيو ساوند إنتراكتيف"، التي يملكها مواطن من عرب الداخل يدعي يوسف مصطفي خلف، الحق في التوجه للمحكمة المركزية الإسرائيلية في تل أبيب، متهمة أحد مواقع الإنترنت العربية داخل إسرائيل ببث أغاني لـ"روتانا" وإتاحة خدمة تنزيل النغمات والفيديو كليب الذي أنتجته روتانا، لزوار الموقع، مطالبة بمبلغ مالي قدره ثلاثة ملايين شيكل إسرائيلي، أي أقل من مليون دولار، كتعويض، ووقف بث هذه الأغاني علي الموقع، وحجب الموقع بشكل مؤقت، وقد جاء في لائحة الاتهام، التي حصلت "البديل" علي نسخة منها، أن "الموقع المذكور خرق حقوق الإنتاج والملكية الفكرية لأغان من إنتاج "روتانا"، ومنح زائريه من جميع أنحاء العالم، وليس فقط من داخل إسرائيل أو المناطق الفلسطينية، إمكانية تحميل أغان بلا مقابل".
و قد جاء في ورق الدعوي القضائية المقدمة إلي هيئة المحكمة طلب باسم شركة "نيو ساوند إنتراكتيف"، إصدار أحكام مؤقتة لحين الحكم في القضية الأساسية. وقد جاءت تلك الاحكام المؤقتة كالتالي حكم منع مؤقت، يمنع المدعي عليهم من استخدام أي من المصنفات الفنية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنشرها أو توزيعها علي الإنترنت، بما في ذلك موقع "بانيت" الذي ينشر أعمال من إنتاج روتانا وميلودي وشركة العين التي تملك الشركة الإسرائيلية الحقوق الحصرية في تمثيلهم في "هاآرتس". الملفت للنظر أن محامي شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" لم يستخدم كلمة "إسرائيل" في الدعوي القضائية، واستخدم بدلاً منها كلمة "هاآرتس"، وهي مصطلح صهيوني يعني "الأرض" أي أرض إسرائيل التي يؤمنون أن الله وعدهم بها في التوراة، وهو مصطلح قائم علي الرواية الصهيونية التي تعطي الحق للصهاينة في احتلال فلسطين. الغريب في الأمر أن شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" المسجلة في إسرائيل ويمتلكها أشخاص عرب، قد أقروا الدعوى القضائية بهذا المصطلح.
طالبت شركة "نيو ساوند" وفقا لأوراق القضية الموجودة حاليا في المحكمة المركزية في تل أبيب، بحجب الموقع المتهم من علي شبكة الإنترنت من خلال مزودي الخدمة، حتي يثبت أمام المحكمة إزالة كل المواد التي تخرق قانون حقوق النشر الإسرائيلي، ويقضي التنويه إلي أن حجب الموقع لا يحتاج إلا إجراءات تقنية بسيطة جدا من قبل مزودات الإنترنت دون مصاريف إضافية واستندت الشركة في ذلك إلي حكم أصدره القاضي ج. بينت قبل أيام من المحكمة المركزية في حيفا بحجب موقع بسبب خرقه قانون حقوق النشر لشركة "إن إم سي موسيقي م.ض" الإسرائيلية، بحسب ما جاء في نص الدعوى.
رفع أصحاب شركة "نيو ساوند انتراكتيف" ومكتبها في حي "روش هعاين" الواقع شرقي مدينة تل أبيب، دعوي قضائية أخرى أمام المحكمة المركزية في تل أبيب مثلهم فيها المحامي الإسرائيلي "إيتاي ليشيم"، من مكتب "شيبوليت" للمحاماة واحد من أكبر مكاتب المحاماة في تل أبيب. وأبرز مندوبو ومحامو "نيو ساوند إنتراكتيف" في جلسة المحاكمة عددا من المستندات حصلت "البديل" على نسخة منها، تؤكد حقهم في تقديم الدعوي وتحصيل المبالغ المطلوبة، وتؤكد أيضا أن شركة "روتانا" السعودية قد فوضت شركة " نيو ساوند إنتراكتيف" بتمثيلها داخل إسرائيل .
حساسية قضائية
من المستندات التي قدمتها "نيو ساوند إنتراكتيف" للمحكمة المركزية في تل أبيب، اتفاق بين شركة نيوساوند للانتاج الفني، الشركة الأم التي تتبعها شركة نيوساوند انتراكتيف، وبين شركة مصرية تحمل اسم "انتراكتيف فويس اند ميديا" والتي تملك جميع التراخيص اللازمة لاستغلال منتجات شركة روتانا الفنية، وهي التراخيص التي منحتها لشركة "نيو ساوند" بموجب هذا الاتفاق الذي أرفق معه أيضا توكيل من روتانا للشركة المصرية "انتراكتيف فويس اند ميديا IVOICE"، أعطتها فيه الحق في تمثيلها وتوكيل طرف ثالث لاستغلال منتجاتها.
كما قدمت "نيوساوند انتراكتيف" الإسرائيلية رسالة توكيل من "انتراكتيف فويس اند ميدياIVOICE المصرية، إلي شركة "نيوساند انتراكتيف" وموقعة من السيد يوسف مغربل الذي يشغل منصب مسئول الإعلام الرقمي، وهو منصب إداري رفيع في "روتانا". كما قدمت "نيو ساوند" أيضا رسائل توكيل تتعلق بباقي الشركات مثل شركة العين، وبحسب الوثائق فإن روتانا والشركات العربية الأخري لم تمنح شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" التي تحمل الجنسية الإسرائيلية الحق في تحصيل حقوق الأداء العلني فقط، وإنما أيضا تم تكليفها بترويج وبيع إنتاجهم الفني للشركات الإسرائيلية المختلفة بما فيها التليفزيون والإذاعة الإسرائيليين.
رغم كل المستندات التي قدمتها "نيو ساوند" للمحكمة المركزية في تل أبيب، إلا أن مدير الموقع المتهم باستغلال منتجات «روتانا» دون دفع أي مستحقات للشركة "بسام جابر"، قد أبدي في اتصال مع "البديل" شكوكا في حقيقة تمثيل "نيو ساوند" لـ"روتانا" وادعائها بحسب كلامه أنها مكلفة بالتوجه إلي القضاء باسم ميلودي وروتانا وشركات أخري عارضة للبيع المصنفات الفنية للمطربين العرب من مصر، وسوريا، ولبنان، والخليج من خلال ميلودي وروتانا عارضة إياها علي الشركات الإسرائيلية بما فيها التليفزيون الإسرائيلي وصوت إسرائيل، مؤكداً أن "قائمة الاتجار لشركة نيوساوند انتراكتيف الإسرائيلية بأعمال الفنانين العرب تشمل عشرات الشركات الإسرائيلية، وقال جابر: "نحن نشك في هذه الادعاءات، لكن حتي الآن لم يصلنا أي تكذيب رسمي وقاطع لا من ميلودي ولا من روتانا"، ورفض جابر الخوض في تفاصيل القضية مبررا ذلك بـ "حساسية الأمر قضائيا" بالنسبة له.
من أجل حفنة دولارات
رفضت المحكمة المركزية في تل أبيب إصدار حكم لصالح شركة "نيو ساوند إنتراكتيف"، وأبقت الدعوى قائمة للبت فيها لاحقا، حيث ستلزم المحكمة، بحسب مصادرنا في الداخل، شركة "نيو ساوند إنتراكتيف"، بتصديق الأوراق في السفارة الإسرائيلية في مصر، والحصول علي جميع المستندات القانونية اللازمة من روتانا وغيرها من الشركات، بالاضافة إلى استدعاء مندوبين من روتانا وميلودي وغيرهما للإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة الإسرائيلية في هذه القضية، واستكمالا للمطالب يقول بسام جابر مدير الموقع الإلكتروني المتهم أن الشركة التي يجب عليها توفير أوراق أكثر وأوضح وأكثر صراحة هي شركة مصرية لا أدري إن كانت حقيقية أو أنها على الورق فقط وتعمل من أجل حفنة دولارات، في إشارة إلى شركة "إنتراكتيف فويس آند ميديا".
كما ستطلب المحكمة الإسرائيلية، بحسب مصادرنا، من "نيوساوند" تقديم كافة المستندات المتعلقة بالمصنفات الفنية كتنازلات من المؤلف والملحن والموزع والمؤدي. السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل سيوافق المغنون والمغنيات العرب على الذهاب إلي تل أبيب ليشهدوا أنهم أعطوا موافقتهم لإسرائيليين لتمثيلهم أمام المحاكم الإسرائيلية، أو على الأقل هل سيوافقون علي كتابة توكيلات لشركة إسرائيلية لتمثيلهم أمام أي محكمة إسرائيلية، حيث ينص القانون الإسرائيلي على أن صاحب الإنتاج الفني نفسه، أي المطرب أو المطربة، هم الوحيدون الذين يستطيعون أن يطلبوا ثمنا لانتاجهم من الإسرائيليين .
محامي الموقع المتهم ، شعاع منصور مصاروة استند إلي القانون الإسرائيلي في دفاعه وطلب حضور ممثلين عن شركة روتانا نفسها للشهادة أمام محكمة تل أبيب بأن روتانا هي التي وكلت الشركة للحصول علي أموالها، وقال مصاروة: "الحديث يدور عن مبالغ زهيدة من الموقع قياسا بالاسعار في السوق الإسرائيلية، كل ما نريده هو إثبات من روتانا بانها هي التي انتدبتهم ليمثلوها في اسرائيل" وأضاف: "عليهم ايضا أن يثبتوا أن أصحاب الانتاج، المطربون انفسهم، هم الذين وكلوا الاسرائيليين بتمثيلهم امام المحاكم الإسرائيلية". إثبات هذا الأمر يتطلب ذهاب مسئولين من روتانا إلي تل أبيب، بالإضافة إلي الفنانين العرب أنفسهم، والذين سيطلب منهم علي الأقل كتابة توكيلات لمحامين إسرائيليين لتمثيلهم أمام المحاكم الإسرائيلية، وطلب حق إذاعة أغانيهم.
[
ريبورتاج لاحمد بلال منقول حرفيا عن صحيفة البديل المصرية
حصريا.. «روتانا أمام محاكم إسرائيل».. مش ح تقدر تغمض عينيك الاتفاق بين «روتانا» و«نيو ساوند» الإسرائيلية ينص علي تحصيل حقوق الأداء العلني والترويج وبيع إنتاجها الفني داخل إسرائيل .
[size=12][size=12][size=12][size=12][size=12]ملف يحققه:أحمد بلال
تكشف «البديل» واحدة من أخطر مراحل قضية التطبيع مع "الكيان الصهيوني" متمثلا فيما أقدم عليه عدد من كبري شركات الانتاج العربي الفضائي من إبرام عقود واتفاقات مع شركات اسرائيلية بغرض تسويق وعرض أغاني وأفلام ومنتجات هذه الشركات في "إسرائيل" بعد الحصول علي مقابل مادي مجز.
ليس هذا فحسب، بل يحق للجانب الإسرائيلي ملاحقة كل من تسول له نفسه عرض منتجنا العربي أمام المحاكم، أي أن العلاقة بين الطرفين علاقة شراكة كاملة، وتعاون منظم، وبيزنس "فاجر" لا تستعطفه القضية، ولا تستوقفه دماء "اليمامة" علي كل شبر من أراضينا.. بيزنس "يصالح" فيما "يتوخي الهرب".
بالمستندات والوثائق، نستعرض وقائع الاتفاقات بين شركات الإنتاج العربية الكبري مثل «روتانا» و«عالم الفن» و«ميلودي» و«العين» و«مزيكا»، وعدد من الفضائيات التابعة لهذه الشركات، مع الجانب الإسرائيلي،سواء عن طريق الوساطات المتعددة والالتفافات الوقائية حتي لا ينكشف الأمر، أو عن طريق المعاملات المباشرة التي لم تتعب نفسها كثيرا ولم تجد ما "تختشي" منه حينما وقعت علي عقود قانونية،كان إمضاء طرفها الثاني بحروف "عبرية" صريحة، وكانت عناوينه في بعض الاحيان " .
1 شارع هعيميك" /كريمئيل/ إسرائيل!
القضية لا تقف عند هذا الحد، بل ستتطور في الحلقات القادمة، كما سنكشف، عن وقوف أطراف مصرية وعربية أمام المحاكم الإسرائيلية في خلافات وشقاقات البيزنس المشترك، وبين الحلقة والأخرى ستبرز أسماء الوليد بن طلال ومحسن جابر وآخرين كمهندسي اتصال ومقاولين كبار مع الجانب الصهيوني .
التطبيع "مالوش رجلين".. هكذا يمكننا أن نلخص حالة اللف والدوران التي تمارسها شركات الإنتاج الفني العربية كـ"روتانا"، و"مزيكا"، و"عالم الفن"، فالجميع يبرئ نفسه من تهمة التطبيع ويدفعها عنه دفعا. لكن أروقة المحاكم الإسرائيلية ومستندات الدعاوي التي رفعتها شركات إسرائيلية ضد أخرى ايضا إسرائيلية يتردد فيها العديد من أسماء الشركات الفنية العربية ورؤسائها . الشركات الإسرائيلية تدعي أنها الممثل الوحيد للشركات العربية داخل إسرائيل بينما تسكت الشركات العربية حرجا وخوفا من فضيحة قد تكبدها الكثير من الخسائر في الدول العربية لكنها تطمع أيضا في استرداد حقوقها من مواقع قرصنة الأغاني والإذاعات الإسرائيلية التي تعيد بث إنتاجها الفني، فتوكل محامين إسرائيليين يتحدثون باسمها أمام المحكمة المركزية في تل أبيب. تكشف "البديل" في هذه الحلقة المزيد من تفاصيل مسلسل التطبيع الفني بين شركات عربية وإسرائيلية من خلال الأوراق والمستندات القانونية التي حصلت عليها وتطرحها من خلال هذا التحقيق للرأي العام .
توجهت شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" برسائل تهديد قضائية إلي العديد من الشركات الإسرائيلية، بما فيها شركات الهواتف المحمولة، والإذاعات، ومواقع الإنترنت، وغيرها، مدعية تمثيل كل من "روتانا"، و"ميلودي"، وحتي "العين" صاحبة مصنفات فنية إسلامية كأغاني سامي يوسف وأخرين، داخل إسرائيل، ومن ثم فقد طالبت "نيو ساوند" الشركات الإسرائيلية بدفع مبالغ طائلة، علي اعتبار أن هذه الشركات تقوم بانتهاك حقوق الملكية لمنتجات فنية وغنائية وسينمائية تعود ملكيتها للشركات المذكورة، بحسب ادعاءات "نيو ساوند". وتؤكد المستندات التي حصلت عليها "البديل" أن شركة "نيو ساوند انتراكتيف" الإسرائيلية هي الشركة الوحيدة المصرح لها بتمثيل حصري لـ"روتانا" وعدد من الشركات العربية الأخري وجباية مستحقات مالية في مقابل استغلال المصنفات الفنية لهذه الشركات داخل إسرائيل. وهو ما يعني أيضا أنها الجهة الوحيدة المصرح لها بالتوجه للقضاء الإسرائيلي وتوكيل محامين إسرائيليين في القضايا التي ترفعها باسم "روتانا" وغيرها من الشركات العربية الأخرى.
أحكام مؤقتة
وهذه الأوضاع منحت "نيو ساوند إنتراكتيف"، التي يملكها مواطن من عرب الداخل يدعي يوسف مصطفي خلف، الحق في التوجه للمحكمة المركزية الإسرائيلية في تل أبيب، متهمة أحد مواقع الإنترنت العربية داخل إسرائيل ببث أغاني لـ"روتانا" وإتاحة خدمة تنزيل النغمات والفيديو كليب الذي أنتجته روتانا، لزوار الموقع، مطالبة بمبلغ مالي قدره ثلاثة ملايين شيكل إسرائيلي، أي أقل من مليون دولار، كتعويض، ووقف بث هذه الأغاني علي الموقع، وحجب الموقع بشكل مؤقت، وقد جاء في لائحة الاتهام، التي حصلت "البديل" علي نسخة منها، أن "الموقع المذكور خرق حقوق الإنتاج والملكية الفكرية لأغان من إنتاج "روتانا"، ومنح زائريه من جميع أنحاء العالم، وليس فقط من داخل إسرائيل أو المناطق الفلسطينية، إمكانية تحميل أغان بلا مقابل".
و قد جاء في ورق الدعوي القضائية المقدمة إلي هيئة المحكمة طلب باسم شركة "نيو ساوند إنتراكتيف"، إصدار أحكام مؤقتة لحين الحكم في القضية الأساسية. وقد جاءت تلك الاحكام المؤقتة كالتالي حكم منع مؤقت، يمنع المدعي عليهم من استخدام أي من المصنفات الفنية، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنشرها أو توزيعها علي الإنترنت، بما في ذلك موقع "بانيت" الذي ينشر أعمال من إنتاج روتانا وميلودي وشركة العين التي تملك الشركة الإسرائيلية الحقوق الحصرية في تمثيلهم في "هاآرتس". الملفت للنظر أن محامي شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" لم يستخدم كلمة "إسرائيل" في الدعوي القضائية، واستخدم بدلاً منها كلمة "هاآرتس"، وهي مصطلح صهيوني يعني "الأرض" أي أرض إسرائيل التي يؤمنون أن الله وعدهم بها في التوراة، وهو مصطلح قائم علي الرواية الصهيونية التي تعطي الحق للصهاينة في احتلال فلسطين. الغريب في الأمر أن شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" المسجلة في إسرائيل ويمتلكها أشخاص عرب، قد أقروا الدعوى القضائية بهذا المصطلح.
طالبت شركة "نيو ساوند" وفقا لأوراق القضية الموجودة حاليا في المحكمة المركزية في تل أبيب، بحجب الموقع المتهم من علي شبكة الإنترنت من خلال مزودي الخدمة، حتي يثبت أمام المحكمة إزالة كل المواد التي تخرق قانون حقوق النشر الإسرائيلي، ويقضي التنويه إلي أن حجب الموقع لا يحتاج إلا إجراءات تقنية بسيطة جدا من قبل مزودات الإنترنت دون مصاريف إضافية واستندت الشركة في ذلك إلي حكم أصدره القاضي ج. بينت قبل أيام من المحكمة المركزية في حيفا بحجب موقع بسبب خرقه قانون حقوق النشر لشركة "إن إم سي موسيقي م.ض" الإسرائيلية، بحسب ما جاء في نص الدعوى.
رفع أصحاب شركة "نيو ساوند انتراكتيف" ومكتبها في حي "روش هعاين" الواقع شرقي مدينة تل أبيب، دعوي قضائية أخرى أمام المحكمة المركزية في تل أبيب مثلهم فيها المحامي الإسرائيلي "إيتاي ليشيم"، من مكتب "شيبوليت" للمحاماة واحد من أكبر مكاتب المحاماة في تل أبيب. وأبرز مندوبو ومحامو "نيو ساوند إنتراكتيف" في جلسة المحاكمة عددا من المستندات حصلت "البديل" على نسخة منها، تؤكد حقهم في تقديم الدعوي وتحصيل المبالغ المطلوبة، وتؤكد أيضا أن شركة "روتانا" السعودية قد فوضت شركة " نيو ساوند إنتراكتيف" بتمثيلها داخل إسرائيل .
حساسية قضائية
من المستندات التي قدمتها "نيو ساوند إنتراكتيف" للمحكمة المركزية في تل أبيب، اتفاق بين شركة نيوساوند للانتاج الفني، الشركة الأم التي تتبعها شركة نيوساوند انتراكتيف، وبين شركة مصرية تحمل اسم "انتراكتيف فويس اند ميديا" والتي تملك جميع التراخيص اللازمة لاستغلال منتجات شركة روتانا الفنية، وهي التراخيص التي منحتها لشركة "نيو ساوند" بموجب هذا الاتفاق الذي أرفق معه أيضا توكيل من روتانا للشركة المصرية "انتراكتيف فويس اند ميديا IVOICE"، أعطتها فيه الحق في تمثيلها وتوكيل طرف ثالث لاستغلال منتجاتها.
كما قدمت "نيوساوند انتراكتيف" الإسرائيلية رسالة توكيل من "انتراكتيف فويس اند ميدياIVOICE المصرية، إلي شركة "نيوساند انتراكتيف" وموقعة من السيد يوسف مغربل الذي يشغل منصب مسئول الإعلام الرقمي، وهو منصب إداري رفيع في "روتانا". كما قدمت "نيو ساوند" أيضا رسائل توكيل تتعلق بباقي الشركات مثل شركة العين، وبحسب الوثائق فإن روتانا والشركات العربية الأخري لم تمنح شركة "نيو ساوند إنتراكتيف" التي تحمل الجنسية الإسرائيلية الحق في تحصيل حقوق الأداء العلني فقط، وإنما أيضا تم تكليفها بترويج وبيع إنتاجهم الفني للشركات الإسرائيلية المختلفة بما فيها التليفزيون والإذاعة الإسرائيليين.
رغم كل المستندات التي قدمتها "نيو ساوند" للمحكمة المركزية في تل أبيب، إلا أن مدير الموقع المتهم باستغلال منتجات «روتانا» دون دفع أي مستحقات للشركة "بسام جابر"، قد أبدي في اتصال مع "البديل" شكوكا في حقيقة تمثيل "نيو ساوند" لـ"روتانا" وادعائها بحسب كلامه أنها مكلفة بالتوجه إلي القضاء باسم ميلودي وروتانا وشركات أخري عارضة للبيع المصنفات الفنية للمطربين العرب من مصر، وسوريا، ولبنان، والخليج من خلال ميلودي وروتانا عارضة إياها علي الشركات الإسرائيلية بما فيها التليفزيون الإسرائيلي وصوت إسرائيل، مؤكداً أن "قائمة الاتجار لشركة نيوساوند انتراكتيف الإسرائيلية بأعمال الفنانين العرب تشمل عشرات الشركات الإسرائيلية، وقال جابر: "نحن نشك في هذه الادعاءات، لكن حتي الآن لم يصلنا أي تكذيب رسمي وقاطع لا من ميلودي ولا من روتانا"، ورفض جابر الخوض في تفاصيل القضية مبررا ذلك بـ "حساسية الأمر قضائيا" بالنسبة له.
من أجل حفنة دولارات
رفضت المحكمة المركزية في تل أبيب إصدار حكم لصالح شركة "نيو ساوند إنتراكتيف"، وأبقت الدعوى قائمة للبت فيها لاحقا، حيث ستلزم المحكمة، بحسب مصادرنا في الداخل، شركة "نيو ساوند إنتراكتيف"، بتصديق الأوراق في السفارة الإسرائيلية في مصر، والحصول علي جميع المستندات القانونية اللازمة من روتانا وغيرها من الشركات، بالاضافة إلى استدعاء مندوبين من روتانا وميلودي وغيرهما للإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة الإسرائيلية في هذه القضية، واستكمالا للمطالب يقول بسام جابر مدير الموقع الإلكتروني المتهم أن الشركة التي يجب عليها توفير أوراق أكثر وأوضح وأكثر صراحة هي شركة مصرية لا أدري إن كانت حقيقية أو أنها على الورق فقط وتعمل من أجل حفنة دولارات، في إشارة إلى شركة "إنتراكتيف فويس آند ميديا".
كما ستطلب المحكمة الإسرائيلية، بحسب مصادرنا، من "نيوساوند" تقديم كافة المستندات المتعلقة بالمصنفات الفنية كتنازلات من المؤلف والملحن والموزع والمؤدي. السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل سيوافق المغنون والمغنيات العرب على الذهاب إلي تل أبيب ليشهدوا أنهم أعطوا موافقتهم لإسرائيليين لتمثيلهم أمام المحاكم الإسرائيلية، أو على الأقل هل سيوافقون علي كتابة توكيلات لشركة إسرائيلية لتمثيلهم أمام أي محكمة إسرائيلية، حيث ينص القانون الإسرائيلي على أن صاحب الإنتاج الفني نفسه، أي المطرب أو المطربة، هم الوحيدون الذين يستطيعون أن يطلبوا ثمنا لانتاجهم من الإسرائيليين .
محامي الموقع المتهم ، شعاع منصور مصاروة استند إلي القانون الإسرائيلي في دفاعه وطلب حضور ممثلين عن شركة روتانا نفسها للشهادة أمام محكمة تل أبيب بأن روتانا هي التي وكلت الشركة للحصول علي أموالها، وقال مصاروة: "الحديث يدور عن مبالغ زهيدة من الموقع قياسا بالاسعار في السوق الإسرائيلية، كل ما نريده هو إثبات من روتانا بانها هي التي انتدبتهم ليمثلوها في اسرائيل" وأضاف: "عليهم ايضا أن يثبتوا أن أصحاب الانتاج، المطربون انفسهم، هم الذين وكلوا الاسرائيليين بتمثيلهم امام المحاكم الإسرائيلية". إثبات هذا الأمر يتطلب ذهاب مسئولين من روتانا إلي تل أبيب، بالإضافة إلي الفنانين العرب أنفسهم، والذين سيطلب منهم علي الأقل كتابة توكيلات لمحامين إسرائيليين لتمثيلهم أمام المحاكم الإسرائيلية، وطلب حق إذاعة أغانيهم.
[
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007