ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


2 مشترك

    غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة

    ماركوس
    ماركوس

    وكيل  وكيل



    ذكر
    عدد الرسائل : 962
    العمر : 40
    المزاج : مخوا صنع ايدوا
    رقم العضوية : 24
    الدولة : غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة Palest10
    نقاط : 6427
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 25/11/2007

    غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة Empty غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة

    مُساهمة من طرف ماركوس الأربعاء يوليو 09, 2008 1:23 am

    غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة




    غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة 2_new32

    8/7/2008
    العرب اليوم - اسلام سمحان
    ثمة فراغ ظل في صهريج الوقت, فلا تقنطوا ايها
    الواقفون تحت الشمس, ثمة يانسون وياسمين في حارتنا وهناك شعاع مخملي بلون الدم
    وهنالك قمر على الابواب, ما زالت "باطية" الخبز دافئة وحجر الرحى لم
    تهجره الجعجعة بعد, ايها الواقفون تحت الشمس سنحتفل بانكسار الحصى في كف حورية,
    بصمودنا سنرقص على شفة الأمس رغم الشقوق النازفة
    , ونبتهج, رغم الفجيعة
    ما زالت صبايا الحقول يرشرشن حبات الخير شاهدة فشاهدة, القبور تشبه ساكنيها,
    القبور ندى الحقول فانتشي يا ارض بجثث معصوبة الراس ناقصة الاطراف, فربما كسيح او
    جريح او عاشق في قلبه وردة وفي يده حجر سيلج اليك عما قليل
    .
    عائد الى حيفا... الحمام يبشر بالخير اني ارى
    اثنتي عشرة حمامة تحمل نعشك, لبنان تزف العاشقين, تصبح السيارة تختا فتمدد بلياقة
    ولباقة "الحازمية" استأذنت بيروت شرف الشهادة على ارضها, "عريسنا
    زين الشباب, زين الشباب عريسنا", يا ثلاثيني الطلة يا حنطي البشرة يا كنعاني,
    ذكراك باقية ما بقي الحب والموت, ذكراك اوكسترا النشيد العذب فتهيأ بما انت فيه من
    عرس ودم
    .
    "
    برقوق نيسان" لم ينضج بعد, ظل "على امه", ينتظر حبر المداد وما تألفه الارض, فحك جبينك يا راحلا
    قبل الاوان, واعصر برتقالة الظل, ظل السنديانة الوارفة رغم انف الشمس, تمر ذكرى
    الشهادة كالكحلة في العين الواسعة.. العمياء
    .
    "
    الاعمى والاطرش" كل على حدة ذلك يرى ما لا
    يراه سواه, ودعت عكا احبتها, في حضن الغريبة, وهذا يسمع دبيب النمل, همس القبل,
    سننجب بعد حين سحابة / سجيل, سننجب نهارا ابيض ابيض من غير سوء, الطائرات ستشل,
    سمائنا بكر
    .
    في قاع الروح جروح, حساسين كثيرة, كمشة ارز,
    زغاريد, بكاء النساء الفرحات/مكسورات الخاطر ينعين شبابك, فاهنأ, اهدأ ريثما تتعب
    العاصفة فنعود, شهداء او قتلى, سمهم ما شئت, نموت ونترك انثى الموت حبلى
    .
    تصادف هذه الايام ذكرى الشهيد غسان كنفاني الذي
    اغتيل على ايدي جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في
    8 تموز 1972 وعمره 36
    عاما بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت
    .
    كتب بشكل أساسي بمواضيع التحرر الفلسطيني. فأسس
    مدرسة للنضال من خلال رواياته وقصصه الشهيرة مثل "رجال في الشمس"
    و"عائد الى حيفا". كذلك اعماله غير المكتملة مثل "الاعمى والاطرش
    " و"برقوق نيسان".
    تميز العمل الابداعي عند غسان كنفاني بروح
    المقاومة وبتجسيد مأساة الشعب الفلسطيني خاصة في الشتات فكان اشبه بالتحريض على
    المقاومة والصمود مما شكل تهديدا للكيان الصهيوني
    .
    ماركوس
    ماركوس

    وكيل  وكيل



    ذكر
    عدد الرسائل : 962
    العمر : 40
    المزاج : مخوا صنع ايدوا
    رقم العضوية : 24
    الدولة : غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة Palest10
    نقاط : 6427
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 25/11/2007

    غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة Empty رد: غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة

    مُساهمة من طرف ماركوس الأربعاء يوليو 09, 2008 1:24 am

    غسان كنفاني: أرأيت
    كيف تصبح النهايات؟
    !

    في الذكري السادسة الثلاثين لرحيله
    نصر جميل شعث
    08/07/2008






    يَظلّ اليسار
    الفلسطيني رائدًا في مَجال أدب وفكر القضية الفلسطينية، وصاحبَ حكمةٍ في قراءة
    أبعاد المواقف البعيدة، وصاحبَ يدٍ نظيفةٍ مِن الدّم وسوء التصرّف الفلسطيني
    الفلسطيني. فكما ترون تلك هي أفعال أيادي اليمين ومجهولي الوسط الفلسطينيين، تصدر،
    الآن، عن حماقة وطيش أهداف؛ متزامنًا ذلك والذكري السادسة والثلاثين لرحيل أديب
    الهدف الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، الذي اغتالته يد الاحتلال الإسرائيلي، بتفجير
    سيارته الشخصية التي كان يقودها، ومعه ابنة أخته الطفلة الرشيقة القريبة إلي قلبه
    لميس . وقد نفذت حادثة الاغتيال في صيف لبنان، بتاريخ 8/7/1972، وفي الحازمية تحديدًا
    .
    إذن، لم يكن المستهدف كاتبًا
    عاديّا. إنه أحد أعلام الأدب الفلسطيني، صاحب المنجز المتنوع والعقل الوطني النظيف
    من سياسات الحقائب والاتّجار، الرجل المقاوم بالكلمة الشجاعة التي آلمتْ عدوّ
    الروح العالية. وقد بلغَ السموّ بصاحب الروح أنه رفض محاولاتٍ من رفاقه لاقناعِه
    بحمل مسدس شخصي مَخافة تعرّضه لخطر مُحقق؛ طالما ظلّ رفيقَ جُرأةِ الكلمة والوعي.
    وفي هذا الصدد، تحدّث رفيقه القيادي في الجبهة الشعبية: عبد الرحيم ملوح، والذي
    سارع، وقتئذ، للمّ أشلاء الشهيد من تراب وجدران الحازمية .. يقول ملّوح: (حاولت قيادة
    الجبهة الشعبية إقناعه بأن يرافقه حارس وسائق من أجل حمايته، ولكنه رفض بشكل مطلق.
    وجرَتْ محاولة ثانية لإقناعه بِحَملِ مُسدّس، رفضَ استلامه، وأعادَه مَع حامله،
    مَع شتيمةٍ من العيار الثقيل لِمن أرسله، وأضاف قائلاً: إن قلمي هو الذي أخافهم!).
    وقد جاءت مطالبة غسان كنفاني بحمل مُسدّس في أثر تعرّضه للضرب العنيف، قبل اغتياله
    بفترة، من مجموعة جندتها إحدي الدول العربية؛ لردعه وترهيبه، في أثر توجيهه
    انتقادًا قويّا لها، في صحيفة الهدف الأسبوعية، التي كان يرأس تحريرها
    .
    وقد سَمَتْ روحُ كنفاني دون أن
    يتجاوزَ السادسة والثلاثين من عمره؛ مخلّفًا أرشيفًا أدبيّا ثريّـا ومتنوعًا، من
    روايات وقصص قصيرة ومسرحيات ودراسات تاريخية ونقدية سباقة ورائدة في مجالها، في
    حينه. من أشهرها في مجال الرواية: (رجال في الشمس 1963، ما تبقي لكم 1966، عائد
    إلي حيفا
    1969، و أم سعد1969). وفي مجال القصة
    القصيرة: (موت سرير رقم 12 1961، أرض البرتقال الحزين 1962، عالم ليس لنا 1965،
    وعن الرجال والبنادق 1968). وفي المسرح: (الباب 1964، القبعة والنبي 1967، وجسر
    إلي الأبد 1965). وأما في الدراسات والأبحاث فله: (الأدب الفلسطيني المقاوم تحت
    الاحتلال 1968، المقاومة ومعضلاتها 1970، وثورة 36-39 في فلسطين 1972) وبالإضافة
    للأعمال الأخري التي لم تكتمل، ونشرها علي حلقات في صحف ودرريات، ولم تجمع في كتب
    . وولد غسان كنفاني في عكا عام 1936، وعاش في يافا واضطر
    إلي النزوح عنها كما نزح آلاف الفلسطينيين إثر نكبة 1948، تحت ضغط وقمع الاحتلال.
    وأقام مع ذويه لفترة قصيرة في جنوبي لبنان، ثم انتقلت العائلة إلي دمشق
    .
    عمل غسان كنفاني منذ شبابه المبكر
    في النضال الوطني، وبدأ حياته العملية معلما للتربية الفنية في مدارس وكالة غوث
    اللاجئين (الأنروا) في دمشق، ثم انتقل إلي الكويت عام 1956، حيث عمل مدرسًا للرسم
    والرياضة في مدارسها الرسمية. وكان في هذه الأثناء يعمل في الصحافة، كما بدأ
    إنتاجه الأدبي في الفترة نفسها. في عام 1960، انتقل إلي بيروت، وعمل محرّرًا
    أدبيّا لجريدة الحرية الأسبوعية، ثم أصبح عام 1963 رئيسًا لتحرير جريدة المحرر ،
    كما عمل في الأنوار و الحوادث حتي عام 1969 حين أسّس صحيفة الهدف الأسبوعية وبقي رئيسًا
    لتحريرها حتي استشهاده
    .

    أرأيت كيف تتحوّل النهايات؟ :

    يقول صديق القاصّ والروائي الراحل
    غسان كنفاني محمد البطراوي في شهادة له عنه، منشورة في العدد (11) تموز/يوليو
    1997، من شهرية دفاتر الفلسطينية
    : (كان يحلو لغسان كنفاني، دائمًا، تحويل النهايات، ففيما
    كنا نشاهد معًا فيلمًا حزينًا جدّا، هو سارق الدراجة ؛ عند خروج الناس من السينما؛
    احتشدوا في الصالة، والكلّ متأثر أو دامع العينين. قال غسان بصوت عالٍ، بحيث يسمعه
    جميع من في الصالة: لماذا لَمْ يَشترِ له أحد درّاجةً ليغنينا عن هذا البكاء ،
    فضحك أغلبُ من في الصالة، ثمّ قال هامسًا: أرأيت كيف تتحوّل النهايات؟ ). غير أن
    الراحل غسان كنفاني لم يفعل الشيءَ ذاته، في نهاية روايته الشهيرة رجال في الشمس ،
    فلم يضحكنا؛ لأنه أنهاها بشكل لا يسمح لأحدٍ بتحويل شخصية محورية تدعي أبا
    الخيزران، سائق شاحنة خزان المياه الصدئ . وهنا، لا يفوتنا أن ننقل كلامًا آخرَ،
    ومهمّا جدّا، أدلي به محمد البطراوي، في شهادته المذكورة سابقًا.. يقول: (نشأت
    بيننا صداقة قوية، وكان ينظر الي تجربتي الحياتية والسياسية بإعجاب كبير. وكان
    يحاول، دائمًا، أن يعرف اسمي الحقيقي، ذلك أنني كنت أعيش وأعمل في الكويت بجواز سفر
    مزيف واسم مزيف، وعندما كفّ عن السؤال عرفت أنه عرف الاسم الحقيقي
    . كنا نتحدث كثيرًا عن فلسطين، حدثته عن قريتي أسدود
    طويلاً، وحدثته عن وقوعي في الأسر عام 1948، وعن التعذيب الذي مررت به علي أيدي
    أمن معكسر الأسري. وقد ظهر في إحدي قصصه فيما بعد، حديث له عن التعذيب تحت نقطة الماء
    المتقاطرة وإرهاق الأعصاب، بما يقارب الشكل الذي حدثته به كما حدثَ معي. وحدثته عن
    المعتقلات الصحراوية في سيناء، وعن هروبي من غزة عام 1952 متسللا عبر إسرائيل إلي
    الأردن. وقد ظهرتْ ملامح واسعة عن طريقة هذا الهروب واحتراف العمل السياسي في
    روايته ما تبقي لكم ، ومسرحيته الباب
    . ولعلّ أبرز تأثّره بهذا القصص كان في روايته رجال في
    الشمس ، ذلك أنني رَويت له كيف دخلتُ الكويت، بصورة غير شرعية تهريبًا ، حيث أنني
    لم أكن أمتلك فيزا للدخول، وكانت الطريقة هي الاختباء داخل خزان فارغ لسيارة تنقل الماء
    فنطاس .) وبدورنا، عند القراءة في الرواية ذاتها، نجد أن السائق، أبا الخيزران، هو
    صاحب الفكرة الجهنمية، المتمثلة في تهريب ثلاثة فلسطينيين من البصرة للكويت، في
    خزان مياه فارغ تحمله شاحنة مملوكة لرجل كويتي ثري يدعي الحاج رضا. هذه الفكرة
    الجهنمية أرادت، بقبول الثلاثة لها، أن تكونَ تَحايلاً من السائق علي الأمن
    الكويتي، وفي الوقت نفسه أن تكونَ تحديًا أو تحمّلا مشتركًا لجهنم الصحراء
    الملتهبة. نعم، لقد كان قبول الفكرة الجهنمية من الذوات المشتركة، في الهدف،
    بمثابة الإرادة أو الترياق في مواجهة جهنم ظروف وطقوس الصحراء. وبقدر ما كانت
    الفكرة نادرة وذكيّة كانت ماكرة لا تعطي الأمان الواسع. لذا، جاء مستوي المخاطرة
    أعلي واحتمال فشل العملية أقرب، في مثل ظروف الصحراء بوصفها واقعًا موضوعيّا
    وفنيّا، في الرواية، بطيءَ التحوّل إلي خضرة وحياة، إن لم يكن مَعدومًا علي مستوي المعني!
    وقد بَقي التطمينُ الشخصي من السائق أبي الخيزران للفلسطينيين الثلاثة أقلّ مساهمة
    في إنقاذ حياتهم من الأخطار غير المتوقعة؛ علي الرغم من ارتكاز السائق علي ما يحظي
    به من معاملة وتسهيلات خاصة علي نقاط التفتيش والعبور الحدودية حيث اعتاد عناصر
    الأمن عليه، وكانت بينهم ممازحة؛ فهو يعمل لدي الحاج رضا الشخصية المعروفة
    والمتمتّعة بعلاقات واسعة، وبالتالي تسهيلات له ولمن يعمل من طرفه
    .
    لم يستطع أبو الخيزران أن يتدارك
    النهاية، ولا أنْ يُحوّلها، حيث فطس أسري الإرادة المشتركة، الذين أجبروا علي قبول
    خيار خزان مهجور، ظنوا في دخوله مَخرجًا إلي الحياة. فسرعان ما تحوّل المَخْرجُ
    مأزقـًا استطاعَ أن يقدّم للقارئ فرصة للمشاركة اليائسة في تدارك الوضع
    بالاحتمالات والتمني. غير أن كنفاني لم يكنْ، حقيقة، يطالب المشاركة في الحلول،
    كما يحدث في سلسلة الراويات التي تنتهي بألغاز؛ بقدر ما كان الراوي يطالب المتلقي
    بفهم عجزه، وعدم جدوي أي محاولة لتحويل النهاية من الموت إلي الحياة. وكيف للقارئ
    أن يعدّل في تحوّلات وصيرورات، حيث من خزّان ناقل وحافظ للماء، إلي سجن طارئ ومظلم
    وخانق للأرواح، ثم إلي برزخ من حديد صدئ مظلم ، في العيون، قبل أن يذهب الشهداء
    إلي النوم الطويل في رمال الصحراء؟!! كيف له ذلك ، كيف؟؟
    !!

    مزحة من مزحات القدر الحاسمة :

    لقد قُـدّرَ للفكرة أنْ توفّرَ
    الأمان المؤقت، وذلك عندما اجتازت الشاحنة أول نقطة حراسة وهي مركز صفوان ، وبعد
    مسافة محددة -حجبت المركز- خَرَج أسعد ومروان وأبو القيس، من الخزان، أحياءً. وذلك
    تنفيذًا للخطة المعدّة لهم من قبل أبو الخيزران. وبعد مسافة قليلة، أي قبل الوصول
    إلي النقطة الثانية، مخفر المطلاع ، ومتابعة لتنفيذ خطوات الخطة؛ عاد الثلاثة
    ليموتوا مؤقتًا داخل الخزان. وإلي هذه اللحظة تبدو الفكرة نادرة وذكية وربانية ومأمونة
    العواقب وتقترب بالجميع من الهدف متمثلا في ساحة الصفاة وسط الكويت إلي أن جاء
    التهديد المباشر من عرقلة بشرية نزقة، أرادها كنفاني علي شكل مزحة من مَزحات القدر
    الحاسمة. لقد تَجسّد القدر، بالأحري، في شخص الضابط أبي باقر، صاحب الفضول الجنسي
    والغريزة المستبدة بجسدِه، فبسببها أصرّ أسيرُ مخياله الجنسي، علي تأخير أبي
    الخيزران، الملعون، الذي يتأخر في البصرة لتطبيق كل ما يرد في مخيال ضابط الحدود،
    الذي لم يقدرْ علي ضبط حدود نفسه حيث طلب - بإصرارٍ وتشوق أعطاهما أسلوب الممازحة
    ـ أن يحكي له أبو الخيزران عن تفاصيل علاقته الجنسية مع عاهرة تدعي كوكب يعيش معها
    ألذ لحظاته، في البصرة، وفق ما يتصوّر مخيال الضابط. وهناك، خارج الغرفة المكيفة
    الباردة، يوجد في الخزان - الرطب الحارّ المدلهم- مَنْ هُم أسري مِخيال السلامة
    والوصول ولقمة العيش! وكان السائق أبو الخيزران قد وَعَدَ شعبَ الفكرة وأسري
    الخزان بأنّ إجراءات ختم الأوراق ، في مركز المطلاع لن تستغرق أكثر من سبع دقائق؛
    علي غرار الوقت الذي استغرقته إجراءات الجمرك والدخول، في مخفر صفوان ، والتي تمت
    بسرعة مذهلة لم تتجاوز الست دقائق، في حينه
    .
    ومن ناحيتنا كقراء، لقد فاجأنا في
    مركز المطلاع أن طلع علينا من ثنيات الرواية، ضابط فضوليّ ويتسّم بصفات الصحراء،
    حيث أخذ هذا الطالع يكيل ماءَه، جنسيّا، بالمخيال الأمر الذي أربك وأحرج أبا
    الخيزران، وأخرج وعد السرعة- التي وعد بها أهل الخزان- من يده بحيث لم يعدْ قادرًا
    علي التحكم بمقود الفكرة! فضول الضابط الجنسي ورغبته في الاستماع إلي سالفة كوكب أثارت
    حفيظة القاريء الذي تَحصّل في النهاية علي صدمة في موت ( أبو القيس وأسعد ومروان)؛
    أكثر من إثارة الموت ذاته لها. وكانت أثيرت صدمة المتلقي، علي نحو غير مسبوق، بعد
    أن تكشّفت حكاية الراقصة العاهرة كوكب عن محض كذبة كان نسجَها الحاج رضا لأصدقائه،
    ربما علي سبيل المزاح، وربما لم يردها الحاج رضا فضيحة للرجل الفلسطيني الذي يعمل
    عنده؛ بقدر ما كانت محاولة دعائية، من صاحب رأس المال، لإعادة الاعتبار للسائق
    الذي فقد رجولته في فلسطين، إثر حادثة عسكرية، قبل الهروب منها
    !
    بعد أن تخلّصَ أبو خيزرانة من فضول
    واصرار الضابط، أسرع، بعد تأخّرٍ زاد عن عشرين دقيقة، باتجاه السيارة ، وصعد لفتح
    غطاء الخزان الثقيل والصديء، أراد القول لهم أنه أتي ليحرّرهم أحياءً كما أوّل
    مرة، ولكنه أخرجهم، هذه المرة قبل وصول الكويت بفاصلة منقوطة؛ جثثـًا من سجن الماء
    الصديء المظلم
    ! ألقي
    بالجثث وأخذ من أصحابها الموتي ما تبقي معهم من نقود وأشياء شخصية بسيطة كساعة
    مروان. ولم يتبق له منهم شيء غير الحزن عليهم وهذا الخزان
    . أراد أن يكملَ الطريق وحده باتجاه الكويت ، وحين وصل
    إلي باب السيارة رفع ساقـًا إلي فوق وتفجرت فكرة مفاجئة في رأسه .. بقي واقفًا
    متشنجًا في مكانه محاولا أن يفعل شيئًا، أو يقول شيئًا .. فكر أن يصيحَ إلا أنه ما
    لبث أن أحسّ بغباء الفكرة، حاول أن يكملَ صعودَه إلي السيارة؛ إلا أنه لم يشعر
    بالقوة الكافية ليفعل .. لقد شعر َبأن رأسه علي وشك أن تنفجر، وصعد كل التعب الذي
    كان يحسه فجأة، إلي رأسه وأخذ يَطنّ فيه حتي أنه احتواه بين كتفيه وبدأ يشد شعره
    ليزيح الفكرة .. ولكنها كانت ما تزال هناك .. كبيرة داوية ضخمة لا تتزعزع ولا
    تتواري، التفت إلي الوراء حيث ألقي الجثث، إلا أنه لم يرَ شيئًا، ولم تفلح النظرة
    تلك إلا بأن أوقدت الفكرة ضرامًا، فبدأتْ تشتعل في رأسه .. وفجأة لم يعد بوسعه أن
    يكبحها داخل رأسه أكثر فأسقط يديه إلي جنبيه، وحدق في العتمة وسع حدقتيه وانزلقت
    الفكرة من رأسه ثم تدحرجت علي لسانه: لماذ لم يدقوا جدران الخزّان؟... ، دار حول
    نفسه ولكنه خشي أن يقع فصعد الدرجة إلي مقعده وأسند رأسه فوق المقود: لماذا لم تدقوا
    جدران الخزان ؟ لماذا لم تقولوا؟ لماذا؟ وفجأة بدأت الصحراء كلها تردّد الصدي:
    لماذا لم تدقوا جدران الخزان ؟ لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟ لماذا ؟ لماذا؟
    لماذا ؟
    .
    إنّ عدم القدرة علي تحويل النهاية
    راجع إلي الأسباب الكثيرة المتشاركة، بشكل أو بآخر، في صنعها. كما أن كنفاني نفسه
    كان أسير الاحساس الخفيّ بداخله، حيث لم يستطع أن يأتي بالنهاية مفتوحة علي
    امكانية التحوّل. أو أن يدًا كيد الاحتلال القاتلة لم تكن تقبل ببقاء غسان كنفاني
    إلا ذكري تلوّح لها أيادي الأحبة والقرّاء والزملاء والرفاق والمعجبين جميعهم ،
    يهودًا ومسيحيين ومسلمين
    .
    شاعر من فلسطين
    النسر الأحمر
    النسر الأحمر

    الأمين العام  الأمين العام



    ذكر
    عدد الرسائل : 11994
    العمر : 40
    العمل/الترفيه : اعلامي
    المزاج : تمام
    رقم العضوية : 2
    الدولة : غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة Palest10
    نقاط : 16092
    تقييم الأعضاء : 32
    تاريخ التسجيل : 12/11/2007
    الأوسمة : غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة Empty

    غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة Empty رد: غسان كنفاني اكتمال النشيد على اوتار مقطوعة

    مُساهمة من طرف النسر الأحمر الأربعاء يوليو 09, 2008 1:58 am

    من اقوال الأديب غسان كنفانى

    ن الموت السلبي للمقهورين و المظلومين مجرد انتحار و هروب و خيبة و فشل
    v الثورة وحدها هي المؤهلة لاستقطاب الموت..الثورة وحدها هي التي توجه الموت..و تستخدمه لتشق سبلا لحياة

    فكيف لانعجب برجل حول الكلمات الى صواريخ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 3:40 am