[color=darkred][size=24]
يحاول بقايا افرازات أوسلو تجميل وجه تلك الفترة الحالكة من تاريخ شعبنا وقضيتنا، فترة سنوات أوسلو العجاف، والتي حاولت تحويل نضال شعبنا إلى وكالة حصرية للمحتل، عبر تعاون وتنسيق وتآمر كان في البداية مقنّعاً وأصبح اليوم علني، وهم لهذا الغرض يحشدون كم هائل من الأكاذيب والافتراءات، ويسوقون احصاءات وأرقام نسجوها دون أي مصدر أو أساس، ويجيشون الأبواق الناطقة والمسبحة بحمد فترة أوسلو المشؤومة، وجنانها المفقودة، ليتباكوا ويذرفوا دموع التماسيح حزناً على ما حل بشعبنا بعد ان تيتم بموت اوسلو!
أحد هؤلاء ظهر الأسبوع الماضي على شاشات التلفاز ليكرر ويردد ذات الاسطوانة المشروخة، والتي أشبعها الكثيرون رداً وتفنيداً، وباسلوب يثير الدهشة والاعجاب، أسلوب يجمع بين الكذب البواح والتنظير والبرود المفتعل ومعادلات رياضية سياسية غريبة الأساس والنتائج، كان أحدهم هذا هو المدلل الاعلامي لزمرة أوسلو جمال نزال، أو "جوجو" كما يشتهر في فلسطين، ضمن برنامج الاتجاه المعاكس ليوم الثلاثاء 27/11/2007، حيث حشد وساق واستجلب كل فنون الخداع لعرض "انجازات" أوسلو، وهو ما سبق ورددت عليه شخصياً في مواجهة سابقة عبر ذات البرنامج بتاريخ 10/01/2006، حين اسقط في يده، لكن لا بأس من التذكير مرة أخرى، أو ربما عاشرة أو أكثر، بمنجزات أوسلو ومفخرتها، ومن ثم نعرج على مدللنا هذا لنقرأ تاريخه و"فكره"، خاصة قبل تقريبه وتدليله من قبل عبّاس، لا من ناحية الممارسات الشخصية فهذه لا تهمنا لا من قريب ولا من بعيد، لكن ما عرضه سابقاً ولاحقاً من أفكار تميط اللثام عن سبب تدرجه السريع في المناصب، وتدليله من قبل زبانية أوسلو.
النقاط الرئيسة لمدللنا الاعلامي في الحلقة المذكورة كانت:
التمجيد في الرئيس المبدع والقائد العظيم (..) محمود عبّاس، الذي امتلك صبر أيوب وحكمة سليمان!
الاستشهاد المتصنع بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة
التغني بانجازات أوسلو الوهمية، وهذه رددت عليها بالتفصيل الممل في مواجهة معه كما سبق ذكره، ولكم العودة لحلقة الاتجاه المعاكس بتاريخ 10/01/2006
تحديد مسامير أربعة لنجاحات انابوليس كلها أوهام من نسج خياله ومخازي اسماها انجازات وهي: انتزاع تطبيق خارطة الطريق، الاقرار بوجود شريك فلسطيني، تحديد اسس جديدة كمرجعيات، والبدء بالمفاوضات، وهنا أسأل العبقري "جوجو" ببساطة ما هي المرجعيات ومتى توقفت المفاوضات لتبدأ الآن وكيف سيتم تطبيق خارطة الطريق التي تنص أن اولى مراحلها تفكيك البنى التحتية "للارهاب"
تبرير لقمع مظاهرات الضفة الغربية المعارضة لأنانبوليس
التهجم على الفصائل الفلسطينية بمجملها والتي كانت ستجتمع في دمشق واعتبارهم "طبالين وزمارين"، أما جماعته والعصابة التي ينتمي اليها والتي تسير وحدها فهم العقلاء الأبطال
ساق لتبرير خزعبلاته طائفة من الأكاذيب غير المستغربة على شخص ضليع في هذا الأمر مثله ومنها:
الادعاء بأن عضو مكتب سياسي من حركة الجهاد الاسلامي أخبره أن حماس طلبت من الحركة حل نفسها، وهو ما رد عليه القيادي في الجهاد الاسلامي خالد البطش وبقوة، مطالباً اياه بالاعتذار.
الاصرار على وجود وثيقة اسماها أحمد يوسف-جنيف وهو الأمر الذي تم نفيه من المعنيين مباشرة وثبت عدم صحته، ومنهم اليستر كروك وأحمد يوسف.
تكرار أكذوبة تجمع مليون فلسطيني في ساحة الكتيبة يوم 12/11/2007، وهو ما لايمكن عملياً ولا حسابياً والذي تم الرد عليه بشكل علمي موثق.
أن النمو الاقتصادي الفلسطيني (المعتمد على المعونات والمساعدات والديون) بلغ 6% ابان عهد أوسلو وهو ما لم تحلم به ايرلندا ولا الصين!
أنه لا يقاوم إلا فصيل واحد، وأنه منذ عرف حركته لا يمر اسبوع دون عملية، لكن وأسفاه فهو أول من يدين ويهاجم العمليات من فصيله ومن غيره، وهو الذي اعتبرها يوماً مضرة و"تجارة" خاسرة!
كان اهتزاز شخصيته واضح بشكل لا يقبل الجدال، وضعف الثقة بالنفس من خلال الاعتقاد أن هناك مؤامرة لمنعه من الكلام، ومع مضغ "العلكة" المبتذل أخطأ في اسم كاتب يقتبس منه وهو زهير قصيباتي فصحح له مدير الحلقة، وفقد كل لباقة ممكنة وبدء كعادة رموز أوسلو وابواقها بالتهجم الشخصي المباشر، واستخدم عبارات ساقطة اعلامياً وأدبياً منها: " اللي مش عاجبه يضرب راسه بالأرض"، "مشكلتي في صوتك المزعج"، "فقد أعصابه الأخ وصار ينتفض"، "انت شيعي وعندك احقاد طائفية"، وكانت ضحكاته تنم عن هستيريا نفسية صاحبتها حالات هيجان مفاجئة عند شرح معادلته الغريبة بالربط بين اليمين "الاسرائيلي" وبين حركة حماس حيث ارتفعت نبرة صوته، وارتجت العبارات وجحظت عيناه وانطلقت سبابته ليصيح "لاحظ"، وكأنه اكتشف علماً جديداً على قاعدة "وجدتها وجدتها"، ليختم باتهام الأمين العام للأمم المتحدة بالكذب، وهو الصادق الصدوق بعد سيل الأكاذيب، فأي مسخرة تلك التي شاهدنا فصولها الثلاثاء الماضي؟
معادلته الغريبة التي اكتشفها وسببت له حالة الهياج تنص على: اليمين الاسرائيلي لا يريد دولة فلسطينية، ولا يريد الاعتراف بالقرارات الدولية، ولا خارطة الطريق ولا مبادرة السلام العربية، وكذلك هو موقف حماس، اذا فحماس هي شريك اليمين الاسرائيلي! أي عبقرية تلك أو بصراحة أكبر أي غباء متميز هذا؟ ودون الدفاع عن هذا الموقف أو ذاك لأنه أوضح من الشمس لمن يملك عقل يفكر فيه، أسأل المدلل الاعلامي لو طبقنا معادلتك ذاتها عليك فمن سيكون شريكك؟ ألست أنت ومن تمثلهم تحقرون المقاومة "العبثية"، وتحاربونها، وتنزعون اسلحتها، وتزجون بأعضائها في زنازينكم، وتسلمون المطلوب منهم، وتعقدون اللقاءات والاجتماعات للتنسيق الأمني، وتطبقون الخطط على الأرض باشراف جنرالات الاحتلال؟ ترى من شريككم في هذا كله؟ ربما صعّبت عليك السؤال أنت وباقي العصابة ممن تحولوا لوكيل حصري للمحتل.
*******
يحق لنا أن نعرف من أين جاء كل هذا الحقد الدفين؟ وكيف توصل جمال لجمال أوسلو بعد أن كتب ضد رموزها؟ وكيف تلون وتغير خلال عامين فقط ليتدرج في المناصب من مستشار لنائب رئيس الوزراء (نبيل شعث في حينها)، إلى مسؤول الحملة الانتخابية لحركة فتح، إلى ناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية، ثم ناطق باسم حركة فتح ككل، ثم مستشاراً اعلامياً لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولهذا السبب وتوثيقاً للمواقف، وتوضيحاً للأمور، وحتى يتسلح كل حر شريف بالحجة والبرهات في وجه هكذا أبواق، أسرد أهم ما كتبه هذا المدلل الاعلامي قبل أن يتسلم أي منصب رسمي، وعندما كان محاضراً في جامعة برلين الحرة:
في مقال له تحت عنوان "قيادة حركة فتح تقاوم التغيير" نشر عام 2005 هاجم حركة فتح ولجنتها المركزية قائلاً: "عجلة الزمن الفتحوي (وذلك ينطبق حصرا علي المتمركزين جلوسا جامدا وعنيدا في المستوي القيادي المعتصم بحبل من تونس التي كانت ولا تزال) متوقف عند عام 1989 وذلك هو تاريخ اخر انتخابات جرت لافراز اعضاء اللجنة المركزية لاكثر حركات المقاومة الفلسطينية قدما في ساحة الحرب اللامنقطعة مع اسرائيل. من يومها الي يومنا ممنوع التجديد الانتخابي ومؤجل كذلك عقد الدورة السادسة لهذا المجلس الكريم. ذلك الرهط المصون ممن يعتصمون في اطار المجلس يقفون اليوم قانعين بحبة شعير هي ثمرة حصاد الحركة من موسم تضحيات لم يشتركوا فيها قط منذ اشتعال الانتفاضة الثانية قبل الاخيرة القادمة. (هذه لن تكون ضد اسرائيل وحدها). حبة الشعير المقصودة تعادل نصيب فتح من التأييد الشعبي" ويضيف " ومنذ اربعة عشر عاما لم يخضع المتشبثون بعضوية اللجنة المركزية (وقد انتحلت هيئة مجلس الاعيان) لمساءلة في سياق انتخابي يتيح فرصة الامساك بالمقود للقادة الحاليين واشراكهم في اتخاذ القرار ........ مسيرة وضع مقاليد الاشياء وسلطة القرار بايدي بطانة تونس المتنرجسة في كرهها واحتقارها للديمقراطية بدأت باتفاق اوسلو الذي حيد مرة والي الابد ذاك الوفد الشعبي الفلسطيني الذي ما كان ليقبل بحلول علي غير اساس الشرعية الدولية. ولمن نسي فان رئيس ذلك الوفد حيدر عبد الشافي قد قال عام 1993 فلتقطع ايدينا اذا ما وقعنا علي اتفاق للحكم الذاتي . ثم جاء (لاكمال القصة المقولة مرارا) وفد المحترفين من تونس واوقعنا توقيعا علي غزة ـ اريحا اولا وهو ما بان الان غزة ـ اريحا فقط . استقالة عبد الشافي جاءت مؤشرا علي ان ذهنية المقاولين الاتين حديثا من هناك ما كانت بعد مجهزة للتعايش مع تطلعات شعب الضفة والقطاع بحكم ديمقراطي يتساوي فيه الناس في دولة الحقوق ....... اولئك هم بوصف عدلي صادق المصيب ممن فاحت رائحتهم وممن لم يظهروا اية مواهب او مناقب وممن اصبحوا اثرياء واصحاب عقارات واطيان خلال عملهم العام . (انظر القدس العربي عدد 4502 ص 19 يوم 10 تشرين 2003) والثابت ان اللجنة المركزية لحركة فتح تحظي بشرف (اعادة) تعيين الوزراء الذين يرفضهم الشعب بوصفهم خيار الشـــعب الذي ينوب كهنة اللجنة المركزية (حسب وصف احد المبالغين بصراحتهم محــقا) عنه في اختيارهم ظلـــما وانفرادا."، اليوم يدافع "جوجو عن أوسلو ورموزها وبطانتها بعد أن كانت وبالاً ونقمة، فمالذي تغير يا هذا أم أنه المنصب والراتب
تحت عنوان " لا للتطبيع الاقتصادي أما الثقافي والعلمي فانظر إلى غسان كنفاني" وبتاريخ 02/04/2005 هاجم من يقاطع الجامعات العبرية واعتبر ذلك تخلفاً، وهاجم معاناة شعبنا التي يتباكى عليها اليوم معتراً تلك المعاناة نوعاً من التطبيع مع الاحتلال ليقول " لنترجم في مايلي طلاسم ما تقدم طرحه من قبيل النظريه، في العرف السائد حتى الساعه يحق لعامل فلسطيني أن يكنس قارعه الطريق في اسرائيل، كما يجوز لغلام فلسطيني أن يمسح الغبار عن سياره اسرائيليه او أن يزيل الشوائب عن شواطىء المستجمين، ومن ذات القبيل تجيز عقليتنا لبائعه البيض العربيه أن تتحف مستوطنه اسرائيليه بمنتجات دجاجها، كما يستساغ (امام فوهه براكين الفاقه) أن يبنى الجدار والمستوطنات بسواعد اصحاب الأرض التي استلبت لبنائها عليها. ويجوز بحكم ذات "المنطق" أصناف أخرى من صور التطبيع ويجوز سواه كذلك المزيد من سياقات الألتقاء "السلمي" (مع الآخر) ما لم تتح هده مجالا للغوص في العقول أو خلخله لمترسبات الأفكار ومتجمد القناعات، ونقصد هنا تلك المنطلقات الصداميه المحتومه التي تديم الصراع وتحمي قوى الظلام وهي تغدي "شعبيتها" بدماء تحول اراقتها بين المتطرفين وبين استحقاق تسويته" وأضاف محولاً شعبنا لحفنا من اللصوص " ادعوا إلى الثأر السلمي في المجال البحثي لبعض ما استلبه منا الأسرائيليون، "ثأرا" لا يتحقق نصابه عن طريق اختلاس حفنه من المسامير من مخازنهم، او مقدار قبصه من التوت الأرضي من حقولهم، او حتى الأمتناع عن اماطه الأذى عن طريق يسيرون بها، ولتكن حاجات جامعاتنا بمكتباتها الخاويه ومتطلبات دورنا البحثيه هي المنطلق الاساس في هذا المجال"، فهل يمكن لمن يتحدث بهذه العقلية أن يكون حريصاً على الشعب أو أميناً على حقوقه؟.
بعدها بأيام وبتاريخ 13/04/2005 معنوناً " طعم التصعيد الاسرائيلي وقططنا التي لا تجيد الحساب" ومدافعاً عن شارون ومهاجمة المقاومة التي حاول في حلقة الثلاثاء الماضي الظهور بمن يقف معها في وجه السياسات الشارونية ليقول "التصعيد اذ هو قارب النجاه الحكومي الاسرائيلي او "قنبله الأنقاد" التي يعمد عمال المناجم الى تفجيرها في حال وقوع انهيار. شارون ليس في حاله انهيار بل انه في اوج قوه حكومته ذات الدعائم السياسيه الثابته وأمام جميعهم 4 سنوات من حكم بوش الذي سيقول كل الكلمات باستثناء "قف!". فصائلنا التي أجمعت كلها على التهدئه- حتى وان جعجعت بقرب خرقها- تدرك جيدا ان للمجابهه حدودا تحفها ضرورات ألأنحناء ريثما تمر العاصفه أو يستقيل بوش أو أن تثلج في آب"
مهاجماُ وزارة الأوقاف في السلطة الفلسطينية كتب "جوجو" تحت عنوان " بحة اللاسامية في حناجر الخطباء" بتاريخ 27/05/2005 ليقول "السلطة الفلسطينية ووزارة أوقافها على وجه الخصوص هي الجهة التي تتحمل مسؤولية تحول المساجد إلى مراتع للخطباء المسيسين الذين يحرضون فئه على أخرى ويجهلون بوجود الثقافات والتاريخ غير الإسلامي أو العربي.. سكان وديان الفراغ هؤلاء يرهقون سفينتنا المطرودة من كل موانئ المنعة ببراميل الباطون مثقلة سيرنا في دهاليز الازدراء الدولي وقلة الشأن. إسرائيل برعت باستثمار أقوال "الأغبياء" من أوساطنا لتشويه قضيتنا ونحن لا نتعلم من أخطائنا الا القليل"، مضيفاً " هل فكرت السلطة بتنظيم دورات تعليمية للخطباء في التاريخ غير الإسلامي في أوروبا على سبيل المثال؟ ثمة جهل مطبق عند القلة نافخة الكير من أئمتنا بوجود وبتاريخ الثقافات الأخرى"، لكني هنا أتساءل هل قرأ هو تاريخنا واتطلع على حقوقنا؟
يا جمال أوسلو يا جمال ...
يحاول بقايا افرازات أوسلو تجميل وجه تلك الفترة الحالكة من تاريخ شعبنا وقضيتنا، فترة سنوات أوسلو العجاف، والتي حاولت تحويل نضال شعبنا إلى وكالة حصرية للمحتل، عبر تعاون وتنسيق وتآمر كان في البداية مقنّعاً وأصبح اليوم علني، وهم لهذا الغرض يحشدون كم هائل من الأكاذيب والافتراءات، ويسوقون احصاءات وأرقام نسجوها دون أي مصدر أو أساس، ويجيشون الأبواق الناطقة والمسبحة بحمد فترة أوسلو المشؤومة، وجنانها المفقودة، ليتباكوا ويذرفوا دموع التماسيح حزناً على ما حل بشعبنا بعد ان تيتم بموت اوسلو!
أحد هؤلاء ظهر الأسبوع الماضي على شاشات التلفاز ليكرر ويردد ذات الاسطوانة المشروخة، والتي أشبعها الكثيرون رداً وتفنيداً، وباسلوب يثير الدهشة والاعجاب، أسلوب يجمع بين الكذب البواح والتنظير والبرود المفتعل ومعادلات رياضية سياسية غريبة الأساس والنتائج، كان أحدهم هذا هو المدلل الاعلامي لزمرة أوسلو جمال نزال، أو "جوجو" كما يشتهر في فلسطين، ضمن برنامج الاتجاه المعاكس ليوم الثلاثاء 27/11/2007، حيث حشد وساق واستجلب كل فنون الخداع لعرض "انجازات" أوسلو، وهو ما سبق ورددت عليه شخصياً في مواجهة سابقة عبر ذات البرنامج بتاريخ 10/01/2006، حين اسقط في يده، لكن لا بأس من التذكير مرة أخرى، أو ربما عاشرة أو أكثر، بمنجزات أوسلو ومفخرتها، ومن ثم نعرج على مدللنا هذا لنقرأ تاريخه و"فكره"، خاصة قبل تقريبه وتدليله من قبل عبّاس، لا من ناحية الممارسات الشخصية فهذه لا تهمنا لا من قريب ولا من بعيد، لكن ما عرضه سابقاً ولاحقاً من أفكار تميط اللثام عن سبب تدرجه السريع في المناصب، وتدليله من قبل زبانية أوسلو.
النقاط الرئيسة لمدللنا الاعلامي في الحلقة المذكورة كانت:
التمجيد في الرئيس المبدع والقائد العظيم (..) محمود عبّاس، الذي امتلك صبر أيوب وحكمة سليمان!
الاستشهاد المتصنع بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة
التغني بانجازات أوسلو الوهمية، وهذه رددت عليها بالتفصيل الممل في مواجهة معه كما سبق ذكره، ولكم العودة لحلقة الاتجاه المعاكس بتاريخ 10/01/2006
تحديد مسامير أربعة لنجاحات انابوليس كلها أوهام من نسج خياله ومخازي اسماها انجازات وهي: انتزاع تطبيق خارطة الطريق، الاقرار بوجود شريك فلسطيني، تحديد اسس جديدة كمرجعيات، والبدء بالمفاوضات، وهنا أسأل العبقري "جوجو" ببساطة ما هي المرجعيات ومتى توقفت المفاوضات لتبدأ الآن وكيف سيتم تطبيق خارطة الطريق التي تنص أن اولى مراحلها تفكيك البنى التحتية "للارهاب"
تبرير لقمع مظاهرات الضفة الغربية المعارضة لأنانبوليس
التهجم على الفصائل الفلسطينية بمجملها والتي كانت ستجتمع في دمشق واعتبارهم "طبالين وزمارين"، أما جماعته والعصابة التي ينتمي اليها والتي تسير وحدها فهم العقلاء الأبطال
ساق لتبرير خزعبلاته طائفة من الأكاذيب غير المستغربة على شخص ضليع في هذا الأمر مثله ومنها:
الادعاء بأن عضو مكتب سياسي من حركة الجهاد الاسلامي أخبره أن حماس طلبت من الحركة حل نفسها، وهو ما رد عليه القيادي في الجهاد الاسلامي خالد البطش وبقوة، مطالباً اياه بالاعتذار.
الاصرار على وجود وثيقة اسماها أحمد يوسف-جنيف وهو الأمر الذي تم نفيه من المعنيين مباشرة وثبت عدم صحته، ومنهم اليستر كروك وأحمد يوسف.
تكرار أكذوبة تجمع مليون فلسطيني في ساحة الكتيبة يوم 12/11/2007، وهو ما لايمكن عملياً ولا حسابياً والذي تم الرد عليه بشكل علمي موثق.
أن النمو الاقتصادي الفلسطيني (المعتمد على المعونات والمساعدات والديون) بلغ 6% ابان عهد أوسلو وهو ما لم تحلم به ايرلندا ولا الصين!
أنه لا يقاوم إلا فصيل واحد، وأنه منذ عرف حركته لا يمر اسبوع دون عملية، لكن وأسفاه فهو أول من يدين ويهاجم العمليات من فصيله ومن غيره، وهو الذي اعتبرها يوماً مضرة و"تجارة" خاسرة!
كان اهتزاز شخصيته واضح بشكل لا يقبل الجدال، وضعف الثقة بالنفس من خلال الاعتقاد أن هناك مؤامرة لمنعه من الكلام، ومع مضغ "العلكة" المبتذل أخطأ في اسم كاتب يقتبس منه وهو زهير قصيباتي فصحح له مدير الحلقة، وفقد كل لباقة ممكنة وبدء كعادة رموز أوسلو وابواقها بالتهجم الشخصي المباشر، واستخدم عبارات ساقطة اعلامياً وأدبياً منها: " اللي مش عاجبه يضرب راسه بالأرض"، "مشكلتي في صوتك المزعج"، "فقد أعصابه الأخ وصار ينتفض"، "انت شيعي وعندك احقاد طائفية"، وكانت ضحكاته تنم عن هستيريا نفسية صاحبتها حالات هيجان مفاجئة عند شرح معادلته الغريبة بالربط بين اليمين "الاسرائيلي" وبين حركة حماس حيث ارتفعت نبرة صوته، وارتجت العبارات وجحظت عيناه وانطلقت سبابته ليصيح "لاحظ"، وكأنه اكتشف علماً جديداً على قاعدة "وجدتها وجدتها"، ليختم باتهام الأمين العام للأمم المتحدة بالكذب، وهو الصادق الصدوق بعد سيل الأكاذيب، فأي مسخرة تلك التي شاهدنا فصولها الثلاثاء الماضي؟
معادلته الغريبة التي اكتشفها وسببت له حالة الهياج تنص على: اليمين الاسرائيلي لا يريد دولة فلسطينية، ولا يريد الاعتراف بالقرارات الدولية، ولا خارطة الطريق ولا مبادرة السلام العربية، وكذلك هو موقف حماس، اذا فحماس هي شريك اليمين الاسرائيلي! أي عبقرية تلك أو بصراحة أكبر أي غباء متميز هذا؟ ودون الدفاع عن هذا الموقف أو ذاك لأنه أوضح من الشمس لمن يملك عقل يفكر فيه، أسأل المدلل الاعلامي لو طبقنا معادلتك ذاتها عليك فمن سيكون شريكك؟ ألست أنت ومن تمثلهم تحقرون المقاومة "العبثية"، وتحاربونها، وتنزعون اسلحتها، وتزجون بأعضائها في زنازينكم، وتسلمون المطلوب منهم، وتعقدون اللقاءات والاجتماعات للتنسيق الأمني، وتطبقون الخطط على الأرض باشراف جنرالات الاحتلال؟ ترى من شريككم في هذا كله؟ ربما صعّبت عليك السؤال أنت وباقي العصابة ممن تحولوا لوكيل حصري للمحتل.
*******
يحق لنا أن نعرف من أين جاء كل هذا الحقد الدفين؟ وكيف توصل جمال لجمال أوسلو بعد أن كتب ضد رموزها؟ وكيف تلون وتغير خلال عامين فقط ليتدرج في المناصب من مستشار لنائب رئيس الوزراء (نبيل شعث في حينها)، إلى مسؤول الحملة الانتخابية لحركة فتح، إلى ناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية، ثم ناطق باسم حركة فتح ككل، ثم مستشاراً اعلامياً لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولهذا السبب وتوثيقاً للمواقف، وتوضيحاً للأمور، وحتى يتسلح كل حر شريف بالحجة والبرهات في وجه هكذا أبواق، أسرد أهم ما كتبه هذا المدلل الاعلامي قبل أن يتسلم أي منصب رسمي، وعندما كان محاضراً في جامعة برلين الحرة:
في مقال له تحت عنوان "قيادة حركة فتح تقاوم التغيير" نشر عام 2005 هاجم حركة فتح ولجنتها المركزية قائلاً: "عجلة الزمن الفتحوي (وذلك ينطبق حصرا علي المتمركزين جلوسا جامدا وعنيدا في المستوي القيادي المعتصم بحبل من تونس التي كانت ولا تزال) متوقف عند عام 1989 وذلك هو تاريخ اخر انتخابات جرت لافراز اعضاء اللجنة المركزية لاكثر حركات المقاومة الفلسطينية قدما في ساحة الحرب اللامنقطعة مع اسرائيل. من يومها الي يومنا ممنوع التجديد الانتخابي ومؤجل كذلك عقد الدورة السادسة لهذا المجلس الكريم. ذلك الرهط المصون ممن يعتصمون في اطار المجلس يقفون اليوم قانعين بحبة شعير هي ثمرة حصاد الحركة من موسم تضحيات لم يشتركوا فيها قط منذ اشتعال الانتفاضة الثانية قبل الاخيرة القادمة. (هذه لن تكون ضد اسرائيل وحدها). حبة الشعير المقصودة تعادل نصيب فتح من التأييد الشعبي" ويضيف " ومنذ اربعة عشر عاما لم يخضع المتشبثون بعضوية اللجنة المركزية (وقد انتحلت هيئة مجلس الاعيان) لمساءلة في سياق انتخابي يتيح فرصة الامساك بالمقود للقادة الحاليين واشراكهم في اتخاذ القرار ........ مسيرة وضع مقاليد الاشياء وسلطة القرار بايدي بطانة تونس المتنرجسة في كرهها واحتقارها للديمقراطية بدأت باتفاق اوسلو الذي حيد مرة والي الابد ذاك الوفد الشعبي الفلسطيني الذي ما كان ليقبل بحلول علي غير اساس الشرعية الدولية. ولمن نسي فان رئيس ذلك الوفد حيدر عبد الشافي قد قال عام 1993 فلتقطع ايدينا اذا ما وقعنا علي اتفاق للحكم الذاتي . ثم جاء (لاكمال القصة المقولة مرارا) وفد المحترفين من تونس واوقعنا توقيعا علي غزة ـ اريحا اولا وهو ما بان الان غزة ـ اريحا فقط . استقالة عبد الشافي جاءت مؤشرا علي ان ذهنية المقاولين الاتين حديثا من هناك ما كانت بعد مجهزة للتعايش مع تطلعات شعب الضفة والقطاع بحكم ديمقراطي يتساوي فيه الناس في دولة الحقوق ....... اولئك هم بوصف عدلي صادق المصيب ممن فاحت رائحتهم وممن لم يظهروا اية مواهب او مناقب وممن اصبحوا اثرياء واصحاب عقارات واطيان خلال عملهم العام . (انظر القدس العربي عدد 4502 ص 19 يوم 10 تشرين 2003) والثابت ان اللجنة المركزية لحركة فتح تحظي بشرف (اعادة) تعيين الوزراء الذين يرفضهم الشعب بوصفهم خيار الشـــعب الذي ينوب كهنة اللجنة المركزية (حسب وصف احد المبالغين بصراحتهم محــقا) عنه في اختيارهم ظلـــما وانفرادا."، اليوم يدافع "جوجو عن أوسلو ورموزها وبطانتها بعد أن كانت وبالاً ونقمة، فمالذي تغير يا هذا أم أنه المنصب والراتب
تحت عنوان " لا للتطبيع الاقتصادي أما الثقافي والعلمي فانظر إلى غسان كنفاني" وبتاريخ 02/04/2005 هاجم من يقاطع الجامعات العبرية واعتبر ذلك تخلفاً، وهاجم معاناة شعبنا التي يتباكى عليها اليوم معتراً تلك المعاناة نوعاً من التطبيع مع الاحتلال ليقول " لنترجم في مايلي طلاسم ما تقدم طرحه من قبيل النظريه، في العرف السائد حتى الساعه يحق لعامل فلسطيني أن يكنس قارعه الطريق في اسرائيل، كما يجوز لغلام فلسطيني أن يمسح الغبار عن سياره اسرائيليه او أن يزيل الشوائب عن شواطىء المستجمين، ومن ذات القبيل تجيز عقليتنا لبائعه البيض العربيه أن تتحف مستوطنه اسرائيليه بمنتجات دجاجها، كما يستساغ (امام فوهه براكين الفاقه) أن يبنى الجدار والمستوطنات بسواعد اصحاب الأرض التي استلبت لبنائها عليها. ويجوز بحكم ذات "المنطق" أصناف أخرى من صور التطبيع ويجوز سواه كذلك المزيد من سياقات الألتقاء "السلمي" (مع الآخر) ما لم تتح هده مجالا للغوص في العقول أو خلخله لمترسبات الأفكار ومتجمد القناعات، ونقصد هنا تلك المنطلقات الصداميه المحتومه التي تديم الصراع وتحمي قوى الظلام وهي تغدي "شعبيتها" بدماء تحول اراقتها بين المتطرفين وبين استحقاق تسويته" وأضاف محولاً شعبنا لحفنا من اللصوص " ادعوا إلى الثأر السلمي في المجال البحثي لبعض ما استلبه منا الأسرائيليون، "ثأرا" لا يتحقق نصابه عن طريق اختلاس حفنه من المسامير من مخازنهم، او مقدار قبصه من التوت الأرضي من حقولهم، او حتى الأمتناع عن اماطه الأذى عن طريق يسيرون بها، ولتكن حاجات جامعاتنا بمكتباتها الخاويه ومتطلبات دورنا البحثيه هي المنطلق الاساس في هذا المجال"، فهل يمكن لمن يتحدث بهذه العقلية أن يكون حريصاً على الشعب أو أميناً على حقوقه؟.
بعدها بأيام وبتاريخ 13/04/2005 معنوناً " طعم التصعيد الاسرائيلي وقططنا التي لا تجيد الحساب" ومدافعاً عن شارون ومهاجمة المقاومة التي حاول في حلقة الثلاثاء الماضي الظهور بمن يقف معها في وجه السياسات الشارونية ليقول "التصعيد اذ هو قارب النجاه الحكومي الاسرائيلي او "قنبله الأنقاد" التي يعمد عمال المناجم الى تفجيرها في حال وقوع انهيار. شارون ليس في حاله انهيار بل انه في اوج قوه حكومته ذات الدعائم السياسيه الثابته وأمام جميعهم 4 سنوات من حكم بوش الذي سيقول كل الكلمات باستثناء "قف!". فصائلنا التي أجمعت كلها على التهدئه- حتى وان جعجعت بقرب خرقها- تدرك جيدا ان للمجابهه حدودا تحفها ضرورات ألأنحناء ريثما تمر العاصفه أو يستقيل بوش أو أن تثلج في آب"
مهاجماُ وزارة الأوقاف في السلطة الفلسطينية كتب "جوجو" تحت عنوان " بحة اللاسامية في حناجر الخطباء" بتاريخ 27/05/2005 ليقول "السلطة الفلسطينية ووزارة أوقافها على وجه الخصوص هي الجهة التي تتحمل مسؤولية تحول المساجد إلى مراتع للخطباء المسيسين الذين يحرضون فئه على أخرى ويجهلون بوجود الثقافات والتاريخ غير الإسلامي أو العربي.. سكان وديان الفراغ هؤلاء يرهقون سفينتنا المطرودة من كل موانئ المنعة ببراميل الباطون مثقلة سيرنا في دهاليز الازدراء الدولي وقلة الشأن. إسرائيل برعت باستثمار أقوال "الأغبياء" من أوساطنا لتشويه قضيتنا ونحن لا نتعلم من أخطائنا الا القليل"، مضيفاً " هل فكرت السلطة بتنظيم دورات تعليمية للخطباء في التاريخ غير الإسلامي في أوروبا على سبيل المثال؟ ثمة جهل مطبق عند القلة نافخة الكير من أئمتنا بوجود وبتاريخ الثقافات الأخرى"، لكني هنا أتساءل هل قرأ هو تاريخنا واتطلع على حقوقنا؟
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007