النكبة في الذاكرة الجماعية الفلسطينية:
على الرغم من تتابع الأحداث الكارثية والمأساوية على الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، إلا أن هذه الأحداث لم تؤثر شيئا على مكانة النكبة في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، فبقيت هي المحطة الأساسية والأبرز التي تبوأت مكان الصدارة من بين المحطات التي سبقتها وكذلك المحطات التي تبعتها. ومن يستمع إلى روايات اللاجئين وخاصة الذين عاشوا التجربة لا يجد غرابة في ذلك فالنكبة بالنسبة لهم هي اللحظة التاريخية العنيفة التي انتزع فيها الوطن من أصحابه الشرعيين وانتهت فيها الحياة الطبيعية لهم ليجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مشردين لا يملكون قوت يومهم، وقد أظهرت روايات اللاجئين الفلسطينيين التي جرى تسجيلها في إطار توثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني من خلال بعض الباحثين بأن مخيلة اللاجئين تنطوي على الكثير من الخبرات والمشاهدات والصور المؤلمة التي تأبى أن تفارق الذاكرة من شدة أثرها ومرارتها عليهم وعلى مجرى حياتهم بشكل عام منذ لحظة الاقتلاع والتهجير وحتى يومنا هذا، فالنكبة بأحداثها الدرامية حاضرة دائما في ذاكرة اللاجئين ووجدانهم، هذا بالإضافة إلى أن الظروف القاسية التي يعيشها غالبية اللاجئين في المخيمات تذكرهم في كل لحظة بالظلم والغبن الذي تعرضوا له.
والشعب الفلسطيني من أعرق الشعوب حضارة وامتدادا زمنيا والتصاقا جسديا وروحيا بأرضه وتاريخه وحضارته وتراثه، وما حدث في العام 1948 لم يكن عملية هجرة جماعية أو خروج طوعي كما روجت لذلك الصهيونية عبر إمبراطوريتها الإعلامية ومؤرخيها ولوبياتها المنتشرة في مختلف أنحاء العالم وإنما كان عبارة عن عملية اقتلاع وتهجير قسري ممنهجة ومنظمة انسجاما مع أهداف المشروع الصهيوني في فلسطين الذي كان من أهمها تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال اليهود المستقدمين الذين تم لملمتهم من الغيتوهات اليهودية المنتشرة في العالم مكانهم وذلك انسجاما مع الشعار الذي رفعوه آنذاك والذي يقول :" ارض بلا شعب لشعب بلا ارض". ولترجمة أهداف ومخططات المشروع الصهيوني وشعاراته على الأرض قامت العصابات الصهيونية المسلحة بتنفيذ العديد من المجازر البشعة بحق الشعب الفلسطيني لإرغامه على ترك أرضه وكان من بينها – على سبيل المثال لا الحصر- مجزرة دير ياسين والدوايمة واللد وغيرها .
وفي الوقت الذي قامت فيه الصهيونية بتنفيذ مشروعها الكولنيالي في فلسطين الذي نجم عنه انهيار مجتمع بكامله وتشريد غالبية سكانه أي ما يزيد عن (800) ألف لاجئ فلسطيني وتفريغ أكثر من (400) قرية وتجمع سكاني ومن ثم تدميرها والاستيلاء على أراضي الفلاحين( ما يعادل 80 % من مساحة فلسطين) دأبت هذه الحركة العنصرية على الترويج للمحرقة (الهلوكوست) Holocaust من خلال وسائل عديدة ومتنوعة على أنها الحدث الأبرز والفريد من نوعه في التاريخ البشري برمته من خلال أسطره الذكرى ورفعها من مستوى الواقع إلى مستوى الحدث الميثولوجي وأغفلت (الصهيونية) بذلك أنها ومن خلال مشروعها الاستيطاني في فلسطين مارست ما هو أبشع واشد فظاعة من المحرقة.
هذا ولم يتوقف المشروع الصهيوني في فلسطين عند حد اقتلاع السكان العرب (الأصليين) من مدنهم وقراهم وإقامة الكيان الصهيوني بل تعدى ذلك إلى حد تغيير المشهدية الحقيقية للجغرافيا، فعمل هذا المشروع بكل إمكاناته على طمس المشهدية العربية للمكان وإحلال مشهديه مصطنعة لتتوافق مع الادعاءات الصهيونية والذاكرة المصطنعة التي تم الترويج لها في الأوساط اليهودية، فجرى تدمير الكثير من الأوعية المادية للذاكرة الجماعية الفلسطينية وإزالتها عن الوجود كما تم تغيير أسماء القرى والمواقع العربية واستبدلت
على الرغم من تتابع الأحداث الكارثية والمأساوية على الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، إلا أن هذه الأحداث لم تؤثر شيئا على مكانة النكبة في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، فبقيت هي المحطة الأساسية والأبرز التي تبوأت مكان الصدارة من بين المحطات التي سبقتها وكذلك المحطات التي تبعتها. ومن يستمع إلى روايات اللاجئين وخاصة الذين عاشوا التجربة لا يجد غرابة في ذلك فالنكبة بالنسبة لهم هي اللحظة التاريخية العنيفة التي انتزع فيها الوطن من أصحابه الشرعيين وانتهت فيها الحياة الطبيعية لهم ليجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها مشردين لا يملكون قوت يومهم، وقد أظهرت روايات اللاجئين الفلسطينيين التي جرى تسجيلها في إطار توثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني من خلال بعض الباحثين بأن مخيلة اللاجئين تنطوي على الكثير من الخبرات والمشاهدات والصور المؤلمة التي تأبى أن تفارق الذاكرة من شدة أثرها ومرارتها عليهم وعلى مجرى حياتهم بشكل عام منذ لحظة الاقتلاع والتهجير وحتى يومنا هذا، فالنكبة بأحداثها الدرامية حاضرة دائما في ذاكرة اللاجئين ووجدانهم، هذا بالإضافة إلى أن الظروف القاسية التي يعيشها غالبية اللاجئين في المخيمات تذكرهم في كل لحظة بالظلم والغبن الذي تعرضوا له.
والشعب الفلسطيني من أعرق الشعوب حضارة وامتدادا زمنيا والتصاقا جسديا وروحيا بأرضه وتاريخه وحضارته وتراثه، وما حدث في العام 1948 لم يكن عملية هجرة جماعية أو خروج طوعي كما روجت لذلك الصهيونية عبر إمبراطوريتها الإعلامية ومؤرخيها ولوبياتها المنتشرة في مختلف أنحاء العالم وإنما كان عبارة عن عملية اقتلاع وتهجير قسري ممنهجة ومنظمة انسجاما مع أهداف المشروع الصهيوني في فلسطين الذي كان من أهمها تفريغ الأرض من سكانها الأصليين وإحلال اليهود المستقدمين الذين تم لملمتهم من الغيتوهات اليهودية المنتشرة في العالم مكانهم وذلك انسجاما مع الشعار الذي رفعوه آنذاك والذي يقول :" ارض بلا شعب لشعب بلا ارض". ولترجمة أهداف ومخططات المشروع الصهيوني وشعاراته على الأرض قامت العصابات الصهيونية المسلحة بتنفيذ العديد من المجازر البشعة بحق الشعب الفلسطيني لإرغامه على ترك أرضه وكان من بينها – على سبيل المثال لا الحصر- مجزرة دير ياسين والدوايمة واللد وغيرها .
وفي الوقت الذي قامت فيه الصهيونية بتنفيذ مشروعها الكولنيالي في فلسطين الذي نجم عنه انهيار مجتمع بكامله وتشريد غالبية سكانه أي ما يزيد عن (800) ألف لاجئ فلسطيني وتفريغ أكثر من (400) قرية وتجمع سكاني ومن ثم تدميرها والاستيلاء على أراضي الفلاحين( ما يعادل 80 % من مساحة فلسطين) دأبت هذه الحركة العنصرية على الترويج للمحرقة (الهلوكوست) Holocaust من خلال وسائل عديدة ومتنوعة على أنها الحدث الأبرز والفريد من نوعه في التاريخ البشري برمته من خلال أسطره الذكرى ورفعها من مستوى الواقع إلى مستوى الحدث الميثولوجي وأغفلت (الصهيونية) بذلك أنها ومن خلال مشروعها الاستيطاني في فلسطين مارست ما هو أبشع واشد فظاعة من المحرقة.
هذا ولم يتوقف المشروع الصهيوني في فلسطين عند حد اقتلاع السكان العرب (الأصليين) من مدنهم وقراهم وإقامة الكيان الصهيوني بل تعدى ذلك إلى حد تغيير المشهدية الحقيقية للجغرافيا، فعمل هذا المشروع بكل إمكاناته على طمس المشهدية العربية للمكان وإحلال مشهديه مصطنعة لتتوافق مع الادعاءات الصهيونية والذاكرة المصطنعة التي تم الترويج لها في الأوساط اليهودية، فجرى تدمير الكثير من الأوعية المادية للذاكرة الجماعية الفلسطينية وإزالتها عن الوجود كما تم تغيير أسماء القرى والمواقع العربية واستبدلت
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007