نحاول في هذه المقالة التعرف ، في عجالة، على إشكالية الوعي وأثرها على الأزمات المعاصرة. الجزء الأول من المقالة هو محاولة لتشخيص إشكالية الوعي.
ونتعرف في الجزء الثاني "حتى لا يصبح الوعي ترفاً" على سبل الخروج من الإشكالية ومعالجة هذه الأزمات.
إن المتابع لأحوال هذا الزمان يخلص إلى نتيجة مفادها أن الأزمة أصبحت ظاهرة ملازمة مألوفة لجميع أحوال المجتمعات والشعوب، وعلى مختلف المستويات، حتى أصبحت صفة غالبة بدلاً من أن تكون مجرد حالة إستثنائية.
أما مظاهر هذه الأزمة وأبعادها فأصبحت من الشيوع حيث لم يعد إدراكها مقتصراً على نخبة فكرية أو ثقافية، أو على مرحلة عمرية أو طبقة إجتماعية أو إقتصادية بعينها. بل وإن الأزمة تخطت حدود الجغرافيا والثقافات حتى باتت ظاهرة عالمية شمولية.
تنعكس آثار هذه الأزمة بأشكال عدة أهمها الضيق في العيش، حتى أصبحت لقمة العيش ورغيف الخبز ترفاً عند الملايين من شعوب الأرض، بل وفي دول كانت حتى عهد قريب في مصاف زعامة العالم المتحضر ونماذج لسلات الأمن الغذائي. كما وتنعكس هذه الأزمة في تفشي الأزمات النفسية والجرائم غير المبررة وانتشار الصراعات والنزاعات. أما على صعيد المؤسسات فنجد الأزمة تتجلى في هامشية أدائها وتدني كفاءة العاملين بها. ويمكننا إجمال هذه الأزمات وإنعكاساتها بتفشي ظاهرة الفشل.
لو نظرنا إلى واقع اليوم سواء على مستوى المجتمعات المحلية او على مستوى الدول والمجتمع الدولي فإنه يمكننا القول ان البشرية تعيش اليوم أزمة صراع وصدام، وتكاد تختفي أية مظاهر للتعايش السلمي والوئام. هذه الظاهرة وإن اختلفت في تفاصيلها إلا أنها اليوم سائدة في كثير من المجتمعات، من إرتفاع في معدلات الأزمات النفسية والجرائم إلى إنتشار الإضطرابات والحروب والإنتهاكات والإجتياحات.
ولعله من اللافت للنظر أن كثيرا من الكتابات التي تحاول استقراء أو معالجة هذه الظاهرة إنما يشوبها دافع أيديولوجي أو عقائدي يهدف لتكريس الأزمة وترسيخها، كمقدمة لتذكية نظرية الصراع والصدام، مما يؤكد بأن بعض القوى السائدة اليوم قد تبنت الصدام والصراع كإستراتيجية للحفاظ على مصالحها وتنمية هذه المصالح.
كما يلاحظ انشغال بعض الكتاب والمفكرين في استعراض جوانب الأزمة والإستغراق في تفصيل مظاهرها دون توجه حقيقي نحو تحليل ونقد الظاهرة وأبعادها والأسباب الكامنة التي أدت إلى ظهورها، ومن ثم محاولة وضع تصور تحليلي وشمولي لكيفية معالجة الأزمة للخروج منها بدلاً من مجرد الإستغراق في معالجة أعراضها.
من هنا، وفي قراءة أولية لمحاولة تشخيص الأسباب العضوية لظاهرة الأزمة فلا بد من الإشارة إلى أن الأسباب الكامنة تختلف وتتعدد تبعاً لأبعاد الأزمة، وإن كان يتراءى لي وجود نوع من النمطية في الأسباب من تجربة لأخرى مع الفارق في خصوصية كل تجربة.
أما فيما يتعلق في التباين والتمايز الحضاري بين المجتمعات، فيبدو أن بعض المجتمعات تتحمل مسؤوليات تتجاوز تخطي أزماتها الخاصة بها لتشمل المسؤولية عن الإسهام في حل أزمات غيرها من المجتمعات.
تشخيص الأزمة:
ولعله يمكن تلخيص أهم وأخطر مستويات الأزمة في ثلاثة مستويات:
أولاً: أزمة الوعي.
ثانياً: أزمة المسؤولية.
ثالثاً: أزمة القيادة.
تعتبر أزمة الوعي أم الأزمات، حيث يتولد غياب الوعي عن عدم الإدراك والفهم العميق للواقع. ويترتب على غياب الوعي قصور في تصور حجم المسؤولية وأبعادها، والإستهتار بخطورة وعظم أعباء القيادة، فيكون الإهمال والإستهتار سبباً في ظهور قيادات قاصرة تقبل على تولي القيادة والمنازعة عليها في حين تعجز هذه القيادات عن التصدي للتحديات مما يؤدي بدوره إلى تفاقم الأزمات. ومن الملاحظ أن القصور في القيادة ظاهرة عالمية شاملة حيث لا تقتصر على قيادات الدول والشعوب فحسب، بل تتعدى كل ذلك إلى مستوى المؤسسات والمنظمات، بل وعلى مستوى الأسر والعائلات.
ولعله لا يختلف في تشخيصنا لأبعاد الأزمة هذا إثنان، حيث يسود عدم الرضا عن القيادة والثقة بأهليتها في الكثير من بقاع االعالم . ولو اقتصر التقييم على مدى خدمة المصلحة العليا للشعوب والجماعات لوجدنا أن البلاد التي تحظى قياداتها برضا الأغلبية من شعوبها لا يتجاوز عددها أصابع اليد، وذلك على الرغم من أن كثيرا من هذه القيادات وصلت إلى كراسي الحكم بوسائل ديموقراطية، سواء كانت هذه الديموقراطيات فعلية أو صورية.
كذلك الأمر لو استعرضنا كفاءة الإدارة على مستوى المؤسسات والمنظمات لوجدنا نسبة قليلة من مجموع المؤسسات والمنظمات يتمتع بهذه الكفاءة، بل وتجد المؤسسات أكثر حرصاً على الإستئثار بنجاحاتها دون إفادة غيرها بما لديها من خبرات.
أما على صعيد الأسر والعائلات فأصبح الإهتمام بالنشء وتربيته مسؤولية تعزف الكثير من الأسر عن الإلتفات إليها ، ويلجأ بعضها إلى مؤسسات التعليم لتربية أبنائها بالوكالة عنها، وقليل من الأسر من يمارس دوره في تربية وإعداد الأبناء.
ولعله في الحكمة العمرية: "من أمثالكم ولي عليكم" الكثير من الدروس والعبر لفهم ظاهرة القيادة والعلاقة العضوية بين القائد والتابع، أو بين الحاكم والمحكوم.
وإن كان يحلو للبعض تصنيف الدول كنخب حاكمة ومحكومين، فإنه لمن المفيد الإشارة إلى أن مصطلح النخبوية يستخدم هنا مجازاً للدلالة على السلطوية، حيث يندر أن تتمتع القيادة بإدراك أو وعي أو ثقافة بالتحديات التي تواجه مجتمعاتها كذلك الوعي الذي يتمتع به المحكوم. بل إن الإصرار على استغلال مكاسب السلطة والترف والإنعزال عن المجتمع غالبا ما يؤدي إلى انفصام القيادات عن تلمس وإدراك ما تعيشه وتعانيه الشعوب.
وإذا أدركنا بأن طبيعة الحياة هي عدم الديمومة والزوال، أيقنا بأن أية مزايا أو مكاسب آنية تتمتع به القيادة هي بحد ذاتها أزمة وتحدي للقيادة نفسها، لا تلبث أن تجني ثمارها وتعيش نتائجها.
من هنا فإن المقولة بدوران تجربة الحكم حيث تبدو عملية السلطة وتداولها كحلقة مفرغة من تناوب الفشل، إلى حد ما صحيحة. حيث يتحمل كل من الحاكم والمحكوم مسؤولياتهما وبصورة تكاد تكون حتمية، فإن أساء المحكوم في تربية أسرته نشأ جيل غير جدير بتحمل المسؤولية، يفرز بدوره قيادات تسيء استغلال السلطة، مما ينعكس على أزمات للشعوب تنعكس على منجزات ومصير القيادة نفسها.
وهنا لا بد من التطرق إلى مفهوم الإسترعاء أو الإستخلاف، إذ أن المسؤولية وإن وقعت على الراعي فانها بمثابة التزام تجاه الرعية، وتتعداها لسائر أفراد المجتمع دون أفراد الرعية. وكما أن الأمور إنما هي بأسبابها ومسبباتها، فكذلك المسؤولية فهناك من يحملها وهناك من يتحملها.
ولا أجد أجمل من التعبير القرآني في قول الله سبحانه: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوماً جهولاً" في تبيان إفتتان الإنسان بنفسه حين يتصدر لحمل الأمانة على عجزه وضعفه، وما ذلك إلا لجهله وظلمه لنفسه ولغيره.
والجهل نقيض الوعي كما الظلم نقيض العدل. والقصور في تحمل المسؤولية، وقبول حملها مع العجز عن أدائها، لهو عين الجهل وعين الظلم.
وإن من أجمل ما ورد في تبيان هذه الحقيقة قصة الأعرابي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فأجابه: "إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة . فقال الأعرابي : فكيف إضاعتها يا رسول الله؟!. قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
وقبل أن يسارع أي منا إلى إعفاء نفسه من المسؤولية عما آلت إليه أحوالنا، لا بد من أن نتذكر جميعاً قوله صلى الله عليه و سلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته".
من هنا فإن أولى الخطوات نحو الوعي والإدراك لا بد وأن تبدأ بأن يتعرف كل منا على رعيته، وموضع وحدود مسؤوليته. ثم، بإذن الله، يكون لنا لقاء في الجزء الثاني بعنوان: "حتى لا يصبح الوعي ترفاً" .
ونتعرف في الجزء الثاني "حتى لا يصبح الوعي ترفاً" على سبل الخروج من الإشكالية ومعالجة هذه الأزمات.
إن المتابع لأحوال هذا الزمان يخلص إلى نتيجة مفادها أن الأزمة أصبحت ظاهرة ملازمة مألوفة لجميع أحوال المجتمعات والشعوب، وعلى مختلف المستويات، حتى أصبحت صفة غالبة بدلاً من أن تكون مجرد حالة إستثنائية.
أما مظاهر هذه الأزمة وأبعادها فأصبحت من الشيوع حيث لم يعد إدراكها مقتصراً على نخبة فكرية أو ثقافية، أو على مرحلة عمرية أو طبقة إجتماعية أو إقتصادية بعينها. بل وإن الأزمة تخطت حدود الجغرافيا والثقافات حتى باتت ظاهرة عالمية شمولية.
تنعكس آثار هذه الأزمة بأشكال عدة أهمها الضيق في العيش، حتى أصبحت لقمة العيش ورغيف الخبز ترفاً عند الملايين من شعوب الأرض، بل وفي دول كانت حتى عهد قريب في مصاف زعامة العالم المتحضر ونماذج لسلات الأمن الغذائي. كما وتنعكس هذه الأزمة في تفشي الأزمات النفسية والجرائم غير المبررة وانتشار الصراعات والنزاعات. أما على صعيد المؤسسات فنجد الأزمة تتجلى في هامشية أدائها وتدني كفاءة العاملين بها. ويمكننا إجمال هذه الأزمات وإنعكاساتها بتفشي ظاهرة الفشل.
لو نظرنا إلى واقع اليوم سواء على مستوى المجتمعات المحلية او على مستوى الدول والمجتمع الدولي فإنه يمكننا القول ان البشرية تعيش اليوم أزمة صراع وصدام، وتكاد تختفي أية مظاهر للتعايش السلمي والوئام. هذه الظاهرة وإن اختلفت في تفاصيلها إلا أنها اليوم سائدة في كثير من المجتمعات، من إرتفاع في معدلات الأزمات النفسية والجرائم إلى إنتشار الإضطرابات والحروب والإنتهاكات والإجتياحات.
ولعله من اللافت للنظر أن كثيرا من الكتابات التي تحاول استقراء أو معالجة هذه الظاهرة إنما يشوبها دافع أيديولوجي أو عقائدي يهدف لتكريس الأزمة وترسيخها، كمقدمة لتذكية نظرية الصراع والصدام، مما يؤكد بأن بعض القوى السائدة اليوم قد تبنت الصدام والصراع كإستراتيجية للحفاظ على مصالحها وتنمية هذه المصالح.
كما يلاحظ انشغال بعض الكتاب والمفكرين في استعراض جوانب الأزمة والإستغراق في تفصيل مظاهرها دون توجه حقيقي نحو تحليل ونقد الظاهرة وأبعادها والأسباب الكامنة التي أدت إلى ظهورها، ومن ثم محاولة وضع تصور تحليلي وشمولي لكيفية معالجة الأزمة للخروج منها بدلاً من مجرد الإستغراق في معالجة أعراضها.
من هنا، وفي قراءة أولية لمحاولة تشخيص الأسباب العضوية لظاهرة الأزمة فلا بد من الإشارة إلى أن الأسباب الكامنة تختلف وتتعدد تبعاً لأبعاد الأزمة، وإن كان يتراءى لي وجود نوع من النمطية في الأسباب من تجربة لأخرى مع الفارق في خصوصية كل تجربة.
أما فيما يتعلق في التباين والتمايز الحضاري بين المجتمعات، فيبدو أن بعض المجتمعات تتحمل مسؤوليات تتجاوز تخطي أزماتها الخاصة بها لتشمل المسؤولية عن الإسهام في حل أزمات غيرها من المجتمعات.
تشخيص الأزمة:
ولعله يمكن تلخيص أهم وأخطر مستويات الأزمة في ثلاثة مستويات:
أولاً: أزمة الوعي.
ثانياً: أزمة المسؤولية.
ثالثاً: أزمة القيادة.
تعتبر أزمة الوعي أم الأزمات، حيث يتولد غياب الوعي عن عدم الإدراك والفهم العميق للواقع. ويترتب على غياب الوعي قصور في تصور حجم المسؤولية وأبعادها، والإستهتار بخطورة وعظم أعباء القيادة، فيكون الإهمال والإستهتار سبباً في ظهور قيادات قاصرة تقبل على تولي القيادة والمنازعة عليها في حين تعجز هذه القيادات عن التصدي للتحديات مما يؤدي بدوره إلى تفاقم الأزمات. ومن الملاحظ أن القصور في القيادة ظاهرة عالمية شاملة حيث لا تقتصر على قيادات الدول والشعوب فحسب، بل تتعدى كل ذلك إلى مستوى المؤسسات والمنظمات، بل وعلى مستوى الأسر والعائلات.
ولعله لا يختلف في تشخيصنا لأبعاد الأزمة هذا إثنان، حيث يسود عدم الرضا عن القيادة والثقة بأهليتها في الكثير من بقاع االعالم . ولو اقتصر التقييم على مدى خدمة المصلحة العليا للشعوب والجماعات لوجدنا أن البلاد التي تحظى قياداتها برضا الأغلبية من شعوبها لا يتجاوز عددها أصابع اليد، وذلك على الرغم من أن كثيرا من هذه القيادات وصلت إلى كراسي الحكم بوسائل ديموقراطية، سواء كانت هذه الديموقراطيات فعلية أو صورية.
كذلك الأمر لو استعرضنا كفاءة الإدارة على مستوى المؤسسات والمنظمات لوجدنا نسبة قليلة من مجموع المؤسسات والمنظمات يتمتع بهذه الكفاءة، بل وتجد المؤسسات أكثر حرصاً على الإستئثار بنجاحاتها دون إفادة غيرها بما لديها من خبرات.
أما على صعيد الأسر والعائلات فأصبح الإهتمام بالنشء وتربيته مسؤولية تعزف الكثير من الأسر عن الإلتفات إليها ، ويلجأ بعضها إلى مؤسسات التعليم لتربية أبنائها بالوكالة عنها، وقليل من الأسر من يمارس دوره في تربية وإعداد الأبناء.
ولعله في الحكمة العمرية: "من أمثالكم ولي عليكم" الكثير من الدروس والعبر لفهم ظاهرة القيادة والعلاقة العضوية بين القائد والتابع، أو بين الحاكم والمحكوم.
وإن كان يحلو للبعض تصنيف الدول كنخب حاكمة ومحكومين، فإنه لمن المفيد الإشارة إلى أن مصطلح النخبوية يستخدم هنا مجازاً للدلالة على السلطوية، حيث يندر أن تتمتع القيادة بإدراك أو وعي أو ثقافة بالتحديات التي تواجه مجتمعاتها كذلك الوعي الذي يتمتع به المحكوم. بل إن الإصرار على استغلال مكاسب السلطة والترف والإنعزال عن المجتمع غالبا ما يؤدي إلى انفصام القيادات عن تلمس وإدراك ما تعيشه وتعانيه الشعوب.
وإذا أدركنا بأن طبيعة الحياة هي عدم الديمومة والزوال، أيقنا بأن أية مزايا أو مكاسب آنية تتمتع به القيادة هي بحد ذاتها أزمة وتحدي للقيادة نفسها، لا تلبث أن تجني ثمارها وتعيش نتائجها.
من هنا فإن المقولة بدوران تجربة الحكم حيث تبدو عملية السلطة وتداولها كحلقة مفرغة من تناوب الفشل، إلى حد ما صحيحة. حيث يتحمل كل من الحاكم والمحكوم مسؤولياتهما وبصورة تكاد تكون حتمية، فإن أساء المحكوم في تربية أسرته نشأ جيل غير جدير بتحمل المسؤولية، يفرز بدوره قيادات تسيء استغلال السلطة، مما ينعكس على أزمات للشعوب تنعكس على منجزات ومصير القيادة نفسها.
وهنا لا بد من التطرق إلى مفهوم الإسترعاء أو الإستخلاف، إذ أن المسؤولية وإن وقعت على الراعي فانها بمثابة التزام تجاه الرعية، وتتعداها لسائر أفراد المجتمع دون أفراد الرعية. وكما أن الأمور إنما هي بأسبابها ومسبباتها، فكذلك المسؤولية فهناك من يحملها وهناك من يتحملها.
ولا أجد أجمل من التعبير القرآني في قول الله سبحانه: "إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان، إنه كان ظلوماً جهولاً" في تبيان إفتتان الإنسان بنفسه حين يتصدر لحمل الأمانة على عجزه وضعفه، وما ذلك إلا لجهله وظلمه لنفسه ولغيره.
والجهل نقيض الوعي كما الظلم نقيض العدل. والقصور في تحمل المسؤولية، وقبول حملها مع العجز عن أدائها، لهو عين الجهل وعين الظلم.
وإن من أجمل ما ورد في تبيان هذه الحقيقة قصة الأعرابي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فأجابه: "إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة . فقال الأعرابي : فكيف إضاعتها يا رسول الله؟!. قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
وقبل أن يسارع أي منا إلى إعفاء نفسه من المسؤولية عما آلت إليه أحوالنا، لا بد من أن نتذكر جميعاً قوله صلى الله عليه و سلم: "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته".
من هنا فإن أولى الخطوات نحو الوعي والإدراك لا بد وأن تبدأ بأن يتعرف كل منا على رعيته، وموضع وحدود مسؤوليته. ثم، بإذن الله، يكون لنا لقاء في الجزء الثاني بعنوان: "حتى لا يصبح الوعي ترفاً" .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007