حكاية قديمة كان يسردها على مسامعي جدّي رحمه الله.. أنقلها لحضراتكم بتصرّف قليل ولكن بأمانة:
يحكى أن تاجراً غنيّاً "ما غنيّ إلا الله" كان يعتمد في ترويج ونقل تجارته كما كانت الحال في تلك الأيام على قوافل عظيمة تنقل بضائعه من مكان إلى آخر، وكانت الجمال والدواب هي الوسائل المثلى في ذلك الوقت.. وكان على تلك القوافل أن تمخر عباب البوادي والصحارى.. مما كان يعرّضها غالباً إلى غزوات اللصوص وقطّاع الطرق، حتى ضاق ذلك التاجر الموسر بالأمر ذرعاً.. وأصبح يعاني من خسائر متواصلة أشرفت أن تضعه على شفا الإفلاس، وراح يبحث في كل مكان عن حراسة قويّة تؤمّن الحماية لقوافله من غزوات المارقين.
وقد أجمع الناصحون من الأقرباء والأصدقاء على ترشيح شخص اسمه "غضب" يستطيع وحده تأمين أفضل حماية.
و"غضب" هذا كما جاء في وصفه، رجل ضخم الجثّة، طويل عريض، قويّ البنية، إذا مشى اهتزّت الأرض تحت قدميه، وإذا نظر في وجه امرأة حامل تسقط حملها على الفور، ولا يقدر أحد على تثبيت النظر في عينيه، له عينان تقدحان شرراً، لا تأخذه بخصمه في مواقع النزال رأفة ولا رحمه، حتى أن مجرّد ذكر اسمه كان يرعب الناس.
وبما أن صاحب الحاجة أرعن، فقد استخدمه التاجر في الحال، وأعطاه من المال ما شاء دون سؤال، ووهبه ما شاء من الحلال، إضافة إلى حصان أشهب يساوي من حيث شكله وقوته عشرة من الخيول الأصائل.
وبعد أن توكّل على الله، شد الرحال مطمئنّا، يسوق قافلة عظيمة من الجمال على ظهورها نفائس الأحمال، وما هي إلا ساعات قليلة حتى أطبقت عليهم اللصوص من كل صوب وحدب، وعاثوا بأحمال القافلة نهباً وسلباً بينما "غضب" ينظر إليهم دون اكتراث بخمول وكسل.. وسيّده التاجر على أحر من الجمر، يستنهض همّته المرّة تلو المرّة، ويحثّه على الإسراع في ملاقاة الأعداء، مؤكّداً أن الهجوم في مثل تلك الأحوال هو خير وسيلة للدفاع.
لكن "غضب" استغرق أكثر في حالة بلادة وخمول، ولم يعر الأمر كله أدنى اهتمام.
اكتشف زعيم عصابة اللصوص أن "غضب" هذا هو نفسه "غضب" المشهور، من وصل ذكره إلى أقاصي البلاد، وكان قد سمع عنه وعن فعاله قصصاً أغرب من الخيال، فدفعه حب الإمعان في إذلال التاجر، والاستخفاف به وبحارسه المرعب، أن اقترب من "غضب" ودعاه إلى النزال.. لكن صاحبنا "غضب" لم يحرّك أمام ذلك التحدي ساكناً.
عندها طلب سيد العصابة من كل فرد من أفراد عصابته أن يصفع "غضب".. بينما السيوف مسلطة على عنقه، وتصادف أن يكون عدد أفراد العصابة أربعون شقيّاً يزيد عليهم زعيمهم واحداً.. وقد امتثل الأربعون تباعاً لأمر سيّدهم، وأعملوا ضرباً على وجه "غضب"..
وكان زعيمهم آخر المتقدّمين، قاصداً أن تكون الضربة القاضية بيديه، وقبل أن يهوي بقبضة يده ليلطم وجه "غضب".. فجأة تمطى "غضب" وتحطى، فرد ذراعيه، وطقطق أصابع كفّيه، وأنقضّ على أفراد العصابة كصاعقة سقطت لتوّها من السماء.. وراح يمسك في كل مرة اثنين من الأشقياء يضربهما ببعضهما ويلقي بهما صرعى تحت قدميه، دون أن يجد أحدهم فرصة سانحة للنيل منه، وهكذا حتى قضى على أفراد العصابة جميعهم، وأنقذ القافلة.
وصل التاجر سالماً بأحماله ونفائسه إلى مقصده.. لكنّه فور وصوله، نقد "غضب" أجرته، وجازاه جائزة مجزيّة، وأبلغه باستحياء استغناؤه عن خدماته.!
عندما سألوه: كيف تفعل ذلك وقد أنقذ قافلتك.؟
أجابهم وهو يضحك:
ـ هذا صحيح، ولكن من أين لي في كل مرّة أن آتيه بأربعين رجل يصفعونه على وجهه حتى تستثار حميّته.؟
تُرى.. هل يمكن أن نحتاج إلى أكثر من أربعين كفّ ثقيلة تصفع كرامتنا صباح مساء حتى تستثار حميّتنا.؟!
سؤال تمنيّت لو أن جدّي "رحمه الله" على قيد الحياة.. لأسأله
يحكى أن تاجراً غنيّاً "ما غنيّ إلا الله" كان يعتمد في ترويج ونقل تجارته كما كانت الحال في تلك الأيام على قوافل عظيمة تنقل بضائعه من مكان إلى آخر، وكانت الجمال والدواب هي الوسائل المثلى في ذلك الوقت.. وكان على تلك القوافل أن تمخر عباب البوادي والصحارى.. مما كان يعرّضها غالباً إلى غزوات اللصوص وقطّاع الطرق، حتى ضاق ذلك التاجر الموسر بالأمر ذرعاً.. وأصبح يعاني من خسائر متواصلة أشرفت أن تضعه على شفا الإفلاس، وراح يبحث في كل مكان عن حراسة قويّة تؤمّن الحماية لقوافله من غزوات المارقين.
وقد أجمع الناصحون من الأقرباء والأصدقاء على ترشيح شخص اسمه "غضب" يستطيع وحده تأمين أفضل حماية.
و"غضب" هذا كما جاء في وصفه، رجل ضخم الجثّة، طويل عريض، قويّ البنية، إذا مشى اهتزّت الأرض تحت قدميه، وإذا نظر في وجه امرأة حامل تسقط حملها على الفور، ولا يقدر أحد على تثبيت النظر في عينيه، له عينان تقدحان شرراً، لا تأخذه بخصمه في مواقع النزال رأفة ولا رحمه، حتى أن مجرّد ذكر اسمه كان يرعب الناس.
وبما أن صاحب الحاجة أرعن، فقد استخدمه التاجر في الحال، وأعطاه من المال ما شاء دون سؤال، ووهبه ما شاء من الحلال، إضافة إلى حصان أشهب يساوي من حيث شكله وقوته عشرة من الخيول الأصائل.
وبعد أن توكّل على الله، شد الرحال مطمئنّا، يسوق قافلة عظيمة من الجمال على ظهورها نفائس الأحمال، وما هي إلا ساعات قليلة حتى أطبقت عليهم اللصوص من كل صوب وحدب، وعاثوا بأحمال القافلة نهباً وسلباً بينما "غضب" ينظر إليهم دون اكتراث بخمول وكسل.. وسيّده التاجر على أحر من الجمر، يستنهض همّته المرّة تلو المرّة، ويحثّه على الإسراع في ملاقاة الأعداء، مؤكّداً أن الهجوم في مثل تلك الأحوال هو خير وسيلة للدفاع.
لكن "غضب" استغرق أكثر في حالة بلادة وخمول، ولم يعر الأمر كله أدنى اهتمام.
اكتشف زعيم عصابة اللصوص أن "غضب" هذا هو نفسه "غضب" المشهور، من وصل ذكره إلى أقاصي البلاد، وكان قد سمع عنه وعن فعاله قصصاً أغرب من الخيال، فدفعه حب الإمعان في إذلال التاجر، والاستخفاف به وبحارسه المرعب، أن اقترب من "غضب" ودعاه إلى النزال.. لكن صاحبنا "غضب" لم يحرّك أمام ذلك التحدي ساكناً.
عندها طلب سيد العصابة من كل فرد من أفراد عصابته أن يصفع "غضب".. بينما السيوف مسلطة على عنقه، وتصادف أن يكون عدد أفراد العصابة أربعون شقيّاً يزيد عليهم زعيمهم واحداً.. وقد امتثل الأربعون تباعاً لأمر سيّدهم، وأعملوا ضرباً على وجه "غضب"..
وكان زعيمهم آخر المتقدّمين، قاصداً أن تكون الضربة القاضية بيديه، وقبل أن يهوي بقبضة يده ليلطم وجه "غضب".. فجأة تمطى "غضب" وتحطى، فرد ذراعيه، وطقطق أصابع كفّيه، وأنقضّ على أفراد العصابة كصاعقة سقطت لتوّها من السماء.. وراح يمسك في كل مرة اثنين من الأشقياء يضربهما ببعضهما ويلقي بهما صرعى تحت قدميه، دون أن يجد أحدهم فرصة سانحة للنيل منه، وهكذا حتى قضى على أفراد العصابة جميعهم، وأنقذ القافلة.
وصل التاجر سالماً بأحماله ونفائسه إلى مقصده.. لكنّه فور وصوله، نقد "غضب" أجرته، وجازاه جائزة مجزيّة، وأبلغه باستحياء استغناؤه عن خدماته.!
عندما سألوه: كيف تفعل ذلك وقد أنقذ قافلتك.؟
أجابهم وهو يضحك:
ـ هذا صحيح، ولكن من أين لي في كل مرّة أن آتيه بأربعين رجل يصفعونه على وجهه حتى تستثار حميّته.؟
تُرى.. هل يمكن أن نحتاج إلى أكثر من أربعين كفّ ثقيلة تصفع كرامتنا صباح مساء حتى تستثار حميّتنا.؟!
سؤال تمنيّت لو أن جدّي "رحمه الله" على قيد الحياة.. لأسأله
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007