ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    الصعود الى الكرمل لمحمود درويش

    نهاد
    نهاد

    ملازم  ملازم



    ذكر
    عدد الرسائل : 1829
    العمر : 39
    العمل/الترفيه : تربية رياضية-ثقافة عامة
    المزاج : عادي
    رقم العضوية : 204
    نقاط : 6089
    تقييم الأعضاء : 0
    تاريخ التسجيل : 30/01/2008

    الصعود الى الكرمل لمحمود درويش Empty الصعود الى الكرمل لمحمود درويش

    مُساهمة من طرف نهاد الخميس أبريل 10, 2008 7:54 pm

    الصباح الأدبي - شعر: الصعود الى الكرمل
    الصعود الى الكرمل لمحمود درويش 15994_200X150
    الصعود الى الكرمل
    محمود درويش
    احاول ما استطعت ان انزع عن هذا اللقاء صفة الحديث ...



    اذ ان من الطبيعى ان يلتقى المرء بماضيه الحاضر ، وباهله ، ومشهده الطبيعى وعناصر تكوينه الاول . ولكن ليس من الطبيعى ، الا الا فى حياتنا الغير طبيعيه ، ان يصبح هذا اللقاء شائا عاما احتفالى المظهر وليس من الطبيعى ايضا ان اسال الا تخشى على حياتك من زيارة الكرمل وان اجيب لا اتمنى نهايه اعلى .. واجمل ... واكمل .

    هنا الان دون ان اتساءل : لماذا نزلت على الكرمل ؟ ودون ان اضيف : كيف صعدت الى الكرمل ؟ اذ انى اعلم انى بما يعنيكم منى وهو ان يكون صوتكم صوتى وصوتى صوتكم لم اغب تمام ولا احضر الا لماما لان المجاز هو اداة الشاعر القادر على جعل الخيالى واقعيا وعلى جعل الواقعى خياليا دون ان تفقد اللغة طريق العودة الى ارض مرجعيتها الاولى :

    وهنا تكونت مرجعياتى الوطنيه وتبلورت ذاتى الشعريه وسلكت الطريق الوعرة الى مغامراتى قفزت الى ما وراء البحر الى مجهول لا سر فيه .. فليس للفلسطينى ذات ذاتيه ولا حق له فى الوجود خارج صراع حقه مع القوة التى اقترحت عليه طريقا وحيدا للنجاه هو : ان يكون الخروج من الجغرافيا خروجا من التاريخ . وقد تاذن له بتاليف اسطورته الخاصة شرط ان تكون ركيكة النهايه :

    من سء حظنا ان الركاكه مائله امامنا بعدتها الكامله ومن حسن حظنا ان البدايه ما زالت مفتوحه على تجارب جديدة وما يبدو انه نهاية ركيكة ليس اكثر من فشل المؤلف فى السيطرة على النص لكننا نجحنا فى امر واحد نجحنا فى الا نموت حتى لو ارتكبنا من الاخطاء ما سيدفع هوميروس الى اعادة يوليسيس الى اكلة اللوتس ليتنستوه طريق العودة .

    لكننا لم ننسى تاريخنا الذى نحاول اصلاح ما اصابه من عطب بكل ما اوتينا من قوة الذاكرة وتفاؤل الارادة وعناد الصمود وبراءة الرومانسيين حتى لو لم نكن كنعانيين فليس من حق المؤرخيين ان يسلخوا عن هذة الارض اسمها وان يشككوا بهوية اصحابها الاصليين ولان الاصراف فى البحث عمن سبق من فى بناء الاسطورة ومن كتب على الحجر قبل الاخر ... لا يخص سوى علماء الاثار العاجزين عن الاتيانبالبرهان فان حقنا فى وطننا الوحيد لا ينصاع الى سجال البراهين المترف لاننا نحن ... نحن البرهان اذ اننا لم نولد فى غير هذا المكان ولم نضع على الورق مشروعا لبناء امة تبحث عن ارض خاليه من السكان

    ولان للتاريخ طريقته الوحشيه العشوائيه فى تحديد المصادر ولانه لا يرحم ضحاياه ولا يمتثل لابطاله دائما ولان البشر هم ضحاياه ونتاجه فى ان واحد فقد ادركت الضحيه الفلسطينيه ان عليها لتبقى وتبقى حقها فى الغد ان تجرى تمييزا ما بين حقها فى الوطن وحقها فى دوله على ارض وطنها الذى جعلته العمليه التاريخيه بلدا لشعبيين ... لعل سلاما ممكنا يحل على ارض سميت مجازا بارض المحبه والسلام دون ان تتمتع بهذه التسميه .

    لكن اللحظة التاريخيه ظلت تسخر من حلم هذا السلام لان عقلية الجيتو الاسرائيليه تقبض على هويتها المضغوته كما تقبض على قنبله وتخشى من اندماج محتمل بين اللاعادى والعادى وتغلق الذات على الذات خوفا من هواء الاخرين والاخرون جميعا من الدول المعتدلة والمتطرفة يتوسلون اتفاق سلام ما كامل التطبيع والاوصاف مقابل كيان هزيل عليل يسمى دولة فلسطين قد يلبى عطش الهوية الفلسطينيه الى سراب فى صحراء هذا العبث والخراب لكن الجواب هو الجواب تنازلوا اكثر الى ان تصبح صورة خونه ويصبح المتطرفون هم ابطال المحبطين القادرون على الحل وهكذا ينتقل صراع الحضارات والاديان من فريضة الى واقع لان الفوضى هى بديل العدل فوضى فى كل مكان وتعديل خرائط ولماذا تعجبون ؟ يقولون ؟ فمن حق من رسم خرائطكم ان يجرى عليها تعديلا ضروريا لمتطلبات العصر الجديد .

    لكن كوابيسنا لم تزج بغزة فى هذا المشهد الى ان صحونا من الغيبوبة على علم ذى لون واحد يصرع علما رباعى الالوان وعلى محاولة انتحار المعنى علانيه فى الشوارع وعلى اسرى بزى عسكرى يسوقون اسرى غراة الى كاميرا النصر انتصارنا واستقلت غزة عن الضفة الغربية وصارة لشعب واحد دولتان ؟ زنزانتان لا تتبادلان التحيه فيا لنا من ضحايا فى زى جلادين وادركنا ان لكل واحد منا اكثر من اب واحد لالاننا ابناء زنا بل لان الانا المتضخمة تعمى البصر والبصيرة انتصارنا ونحن نعلم ان الاحتلال هو المنتصؤر فمن يصدق فى هذه اللحظة اننا نؤتمن على مصادرنا وعلى مستقبل بلادنا الديمقراطى التعددى .

    سيجد الاحتلال من بلاغة الزيف ما يشرع له الوصاية وبناء مزيد من المستوطنات التى ستجعل امكانية بناء الدولة الفلسطينيه واحدة من عجائب الدنيا وهو الذى اسهم هو الاحتلال لا سواه فى شحن المحاصرين المحبطين بطاقة العنف التى انفجرت داخل الاسرة الواحدة المنتصر فينا مهزوم دون ان يعلم والمهزوم فينا لا يتعلم درس الهزيمه لكننا نؤمن ان الروح الحيه فى هذا الشعب البطل الذى استعصى على مشروع ابادته السياسية على ايدى اعدائهستعرف كيف تضع حد لجنون ابناءه وكيف تمنع العبث المتربص بالمعنى من قتل المعنى .

    ان لى ان اتذكر ان هذا المساء مكرس للشعر فماذا يفعل الشعر فى زمن المحنه الطويل تعديلا لسؤال ادورنو الشهير ؟ اكاد اقول : لا شيئ وكل شيئ فى ان واحد وبين اللا شيئ وكل شيئ ثمة الشيئ البسيط هو الاصعب لان على اللغة الشعريه ان تلملم شظايا الواقع وان تكون وفيه لتاريخيتها ولتعاليها المجازى معا ويصبح الصعب هو الابسط لان فى اللغة الشعريه من مكر الاستعارات ومراوغة الغموض ما يجعلها توحى لنا بانها تقول مالا تقول ولا تقول ما تقول وبان المعنى متخفا فى ما وراء الكلام قيل ان الصدق من الانبياء وان حسن الكلام يراد من الشعراء فكيف تسفر بشاعة واقعنا عن حسن الكلام فى عملية التحويل الكيميائى الكبرى فى مختبر الشعر وبعيدا عن اخلاقية اولا اخلاقية عملية صنع الجمال الكلامى من مواد تراجيديه فليس علينا ان نصدق الشعراء الا اذا اتقنوا هذا الكذب الصادق فتلك هى طبيعة مهنتهم الخاصة لا ان يقولوا الحقيقة كما تراها الة التصوير بل ان يقولوا ما حجب منها وراؤه بالحدس والخيال والرؤيا وشفافية الحلم .

    ان على ارض وجودنا الانسانى والوطنى ما يستحق الحياة وما يستحق ان نحيا له وبه ومعه يتمراى اوضح واصرح فى تطوير ثقافة الحياة وهى الهبة الالهيه الاسمى واذا كان من موت ضرورى فتلك تضحية نبيله من اجل ان تكون الحياه اجمل واسلس من اجل رفع الموت الى مستوى الغايه المشتهاة ان الشعر هو المرافعة النوعيه المجانية للدفاع عن الحياة وعن حقنا فى ان نحيا حياتنا كما نريدها ببداهة وحرية وسلام وهو دفاع عن الروح والذاكرة الجمعية والهوية دفاع عن الحب والجمال وعما فى اعماقنا من موسيقى خفية وفرح وهو مقاومة لكل ما يجعل الحياة عبثا على الاحياء ومقاومة لكل ما يعيق حرية الانسان وتطبيع علاقاته مع ذاته ومع وجودة الانسانى انه البحث عن الامل او هو اختراع الامل .

    شكرا لكم يا ملح هذه الارض

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء سبتمبر 24, 2024 2:27 am