الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد كتائب شهداء الأقصى - فادي أحمد حسن العامودي
بقلم الكاتب// سامي إبراهيم فوده
Tiger.fateh.1@hotmail.com
بكل إجلالاً وإكبار وتقدير تنحني الهامات أمام عظمة وشموخ شهدائنا العظام الذين إرتقت أرواحهم الطاهرة إلى علياء السماء وصاروا في جوار ربهم, فسلامٌ على كل قطرة دم نزفت من دمائهم المنثورة نوراً وشهادة وسلامٌ على أشلائهم الملتهبة كالنجوم المتلألئة في كبد السماء وعلى أرواحهم الصاعدة شوقاً لملاقاة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين في جنان النعيم,حقاً فأنتم أيها الشهداء الورود التي لا تذبل والعطاء المتجدد والنبع الذي لا ينضب,والعطاء اللامحدود الذي شقه الأبطال بدمائهم وسلكوا العابدون بإيمانهم وإخلاصهم, ليجودوا بأغلى ما يملكون أرواحهم التي لا تباع إلا لله,لأن سلعتها هي الجنة بإذن الله, فدمائهم لا تعرف سوى شعبتين جهاداً حتى الشهادة أو مواصلة حتى التمكين, فلقد أبدعوا شهدائنا الأبرار خير إبداع ورسموا لنا من دمائهم الطاهرة الزكية خارطة الوطن صوب مآذن الأقصى وكنائسها و جعلوا من أجسادهم جسوراً كي تعبر الأجيال إلى شاطئ البر والأمان بأمان نحو النصر والاستقلال والحرية,ما أروع شهدائنا الأحبة الأوفياء وهم يترجلوا دائماً بهدوء وصمت ويتركوا لنا من أجسادهم وأرواحهم وسيرتهم العطرة عبق المسك والعنبر والريحان والبخور والعود والفل والياسمين والأزهار والورود..
بسم الله الرحمن الرحيم.. فإن الله سبحانه وتعالى يقول:{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
فما أنا بصدد اليوم من خلال مقالي هو تسليط الضوء على إحدى الأبطال الصناديد الذين قدموا حياتهم رخيصة قرباناً في سبيل الله وابتغاء مرضاته,وفداءً ودفاعاً عن ثرى وحمى الوطن وصيانة حرماته وأعراضه وممتلكاته, فالشهيد البطل الاستشهادي فادي أحمد حسن العامودي "أبو عدي" أحد أبناء حركة فتح وابن كتائب شهداء الأقصى" مجموعات الشهيد أيمن جودة" مفجر العملية الاستشهادية المشتركة بين كتائب عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى في ما يسمى بمعبر"إيرز" منطقة بيت حانون بجسده الطاهر المنثور عن عمر يناهز 22 عاماً فهو من مواليد 6/2/1982م فقد هاجرت عائلته من قرية برقة إحدى القرى والبلدات الفلسطينية التاريخية العريقة والتي احتلت ودمرت1948م فهو من سكان مشروع بيت لاهيا مسقط رأسه شمالِ قطاع غزة ويحتل الترتيب الثالث من بين أشقائه الستة من الذكور وهم على النحو التالي ادهم ,حسن, فادي,محمد,جهاد,سليم والأخت الوحيدة لهم وقد تلقى تعليميه الابتدائي والإعدادي في مدرسة وكالة الغوث للاجئين للبنين الفاخورة في مخيم جباليا وبعدها ترك المدرسة من أجل إعالة أسرته وتوجه الشهيد فادي ليتعلم مهنة ميكانيكي السيارات وقد حاز على شهادة دبلوم صناعة, كما عمل الشهيد في الضفة الغربية في تصليح السيارات وبعدها عاد وعمل في الصناعة بمنطقة"إيرز" (مكوجي)حيث بقي يداوم في هذا العمل لفترة من الزمن ماعدا أيام السبت والجمعة وخلال هذه المدة الزمنية استطاع الشهيد فادي من التعرف على جميع نقاط التفتيش لدى الاحتلال داخل معبر "إيرز" فكان دائماً فكره وشغله الشاغل أثناء تواجده بالعمل هو الانتقام من خلال قيامه بعملية فدائية في المعبر ضد هؤلاء الجنود الصهاينة الحاقدين بسبب ممارساتهم التعسفية وإجراءاتهم الإذلالية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني..
فقد استشهد البطل الشهيد فادي العامودي في عملية استشهادية ناسفة مشتركة بين كتائب عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى-مجموعات الشهيد/ أيمن جودة في تمام الساعة 3:35 بتوقيت القدس المحتلة من يوم السبت بعد الظهر بتاريخ 27 صفر 1425 هـ ، الموافق 17 / 4 / 2004 م في المحطة النهائية في المعبر"دفاع12" حيث غرفة التفتيش التي يقيمها الصهاينة في ما يسمى بمعبر " إيرز " وفي نفس المكان الذي فجرت به الاستشهادية " ريم الرياشي " نفسها في حشد من الجنود الصهاينة في 14/1/2004م وقد أسفرت عن هذه العملية الفدائية الجريئة النوعية عن مقتل أربعة من شرطة حرس الحدود ومنهم موظف في امن الموانئ والمطارات وإصابة اثنين آخرين وذلك حسب اعتراف العدو الصهيوني وقد شاهد الجميع عبر وسائل الإعلام المرئية حالة الإرباك والاستنفار بين صفوف الجنود وقد هرعت إلى مكان الانفجار طائرة الهيلوكبتر وسيارات الإسعاف التابعة لنجمة داوود الحمراء لنقل المصابين إلى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع وإلى مستشفى "برزيلاي" في مدينة أشكلون,ونقلت الطائرة المصابين الذين وُصفت حالتهم بالصعبة إلى مستشفى "سوروكا" ..
وقد جاءت هذه العملية الاستشهادية المشتركة كرد طبيعي على جرائم الاحتلال في قطاع غزة والتي طالت جرائمهم النكراء البشعة الشيخ المجاهد احمد ياسين وتضامناً ومؤازرةً مع أسرانا البواسل القابعين خلف الأسوار في السجون الصهيونية وتعد هذه العملية حسب المحللين العسكريين والساسة وجهات عديدة من المجتمع المدني قد أدلوا بدلوهم بأنها من انجح العمليات الاستشهادية التي نفذها رجال المقاومة الباسلة في قطاع غزة لتعطي هذه العملية البطولية زخماً ودعماً كبيراً للوحدة الوطنية الفلسطينية والتي جاءت هذه العملية لتدلل على مدى توافق وتكاتف المقاومة الفلسطينية في مواجهة المحتل الزنيم,واحتفاءً بوصول جثامين الشهداء الطاهرة إلى قطاع غزة فقد زحفت المئات من جماهير أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم واحتشدوا أمام منزل الشهيد فادي العامودي قبل وصوله بساعات ليستقبلوا رفاته حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات المقاومة وسط حالة من الهتافات والتكبيرات والفرح والبكاء والشجن بعد ثمانية سنوات ونيف من مرارة الفقد والحسرة وألم الفراق وبكاء الأحبة على استشهاد الشهيد فادي احمد العامودي ليعود إلى أرض الوطن والى ذويه ومحبيه وأصدقائه مظفراً منتصراً رغم أنف الاحتلال موشحاً جثمانه الطاهر بالعلم الفلسطيني بعد احتجاز جثمانه طوال تلك الفترة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني في ما يسمى بـ مقابر الأرقام وكان قبره رقم(5213 ) مع11 من جثمان الشهداء الذين وصلوا قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" في صفقة الجندي الإسرائيلي قلعاد شاليط, حيث وصل الشهيد فادي العامودي إلى مسقط رأسه في مشروع بيت لاهيا وسط فرحة عارمة ممزوجة بالبكاء والحزن والزغاريد المدوية كالرصاص من أفواه النساء اللواتي استقبلن إبنهم الشهيد البطل فادي العامودي بالرصاص والزغاريد والحلوى والعطور الفواحة فور وصوله إلى بيته الذي انطلق منه قبل ثمانية سنوات لتنفيذ العملية الاستشهادية...
وقد حملت الجماهير الغفيرة جثمان الشهيد على الأكتاف وصارت في مسيرات حاشدة وصولاً إلى مسقط رأسه ليوارى الثرى في مقابر المسلمين وقد دفن الشهيد على الشريعة الإسلامية بجوار والدته السيدة الفاضلة المرحومة عطاف محمد أحمد العامودي المناضلة"أم ادهم" حسب وصيتها,والمرحومة من مواليد 1953م فقد كانت تعاني من مرض فشل كلوي والذي قد ألم بها بعد فترة بسيطة من عملية استشهاد ابنها واحتجاز جثمانه في مقابر الأرقام من قبل قوات الاحتلال الصهيوني, وبتاريخ 20/1/ 2008م قد فارقت الحياة ولفظت أنفاسها الأخيرة بعد ثلاثة سنوات ونصف من رحيل ابنها فادي فانضمت السيدة الفاضلة إلى قافلة شهداء ضحايا حصار غزة بسبب تعنت سلطات الاحتلال من السماح لها بالخروج للعلاج في إطار الحصار المشدد على سكان قطاع غزة مما عرض حياتها إلى الإصابة بأمراض عديدة حتى توفيت والحسرة في داخلها على فراق ابنها الشهيد, فكانت تحلم بعودة جثمان ابنها الشهيد حتى وهي على فراش الموت لتلقي نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل وفاتها,فكانت تتمنى أن يكون لابنها المحجوز في مقابر الأرقام قبراً بين الأموات في مقبرة بيت لاهيا المجاورة لمنزلها,حتى تتمكن متى تشتاق إليه لتزوره وهذا الفراق والبعد والعجز الذي أصابها في مرضها قد آلمها بشدة فلا يمر يوم بطوله والدموع لا تفارق مقلتيها ولا تتوقف عن احتضان صورته والبكاء عليه, هذه هي أم الشهيد "أم ادهم" والدة الشهيد فادي العامودي الأم الفلسطينية أرقى نموذج لأمهات العالم وعلى رأسهن أمهات فلسطين الحبيبة...
اللهم ارحمهم وأسكنهم فسيح جناته,اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم برحمتك يارب العالمين, وتقبل منهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد, فقد توجه أهل الشهيد فادي العامودي إلى الجهات المختصة في حكومة حماس المقالة (جهاز الأمن الداخلي) قبل شهرين من أجل إحياء الذكرى التاسعة لاستشهاد ابنهم الشهيد على أمل إقامة حفل تأبين للشهيد وقد أعطت الجهات المختصة الموافقة لإقامة التأبين وعلى هذا الأساس وبناء على الموافقة وعندما اقترب الموعد فقد شرع أهل الشهيد بالتحضير والتجهيز لفعاليات هذا اليوم وإذا بالجهات المختصة في جهاز الأمن الداخلي تبلغ أهل الشهيد من خلال اتصال معهم بتاريخ 16/4/ 2013 وبلهجة التهديد والوعيد بعدم الموافقة والسماح لهم من إقامة أية فعاليات للشهيد وقد حذروهم من إقامة حفل التأبين وتعليق صور للشهيد وسيكون الجميع تحت طائلة المسؤولية وإياكم وتجاوز التعليمات الصادرة وإلا فقد أعذر من أنذر.. إنا لله وإنا إليه راجعون....
المجد كل المجد لشهدائنا الأبرار..
والتحية كل التحية لروح الشهيد فادي العامودي..
والى أبطال كتائب شهداء الأقصى ومجموعات الشهيد أيمن جودة..
بقلم الكاتب// سامي إبراهيم فوده
Tiger.fateh.1@hotmail.com
بكل إجلالاً وإكبار وتقدير تنحني الهامات أمام عظمة وشموخ شهدائنا العظام الذين إرتقت أرواحهم الطاهرة إلى علياء السماء وصاروا في جوار ربهم, فسلامٌ على كل قطرة دم نزفت من دمائهم المنثورة نوراً وشهادة وسلامٌ على أشلائهم الملتهبة كالنجوم المتلألئة في كبد السماء وعلى أرواحهم الصاعدة شوقاً لملاقاة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين في جنان النعيم,حقاً فأنتم أيها الشهداء الورود التي لا تذبل والعطاء المتجدد والنبع الذي لا ينضب,والعطاء اللامحدود الذي شقه الأبطال بدمائهم وسلكوا العابدون بإيمانهم وإخلاصهم, ليجودوا بأغلى ما يملكون أرواحهم التي لا تباع إلا لله,لأن سلعتها هي الجنة بإذن الله, فدمائهم لا تعرف سوى شعبتين جهاداً حتى الشهادة أو مواصلة حتى التمكين, فلقد أبدعوا شهدائنا الأبرار خير إبداع ورسموا لنا من دمائهم الطاهرة الزكية خارطة الوطن صوب مآذن الأقصى وكنائسها و جعلوا من أجسادهم جسوراً كي تعبر الأجيال إلى شاطئ البر والأمان بأمان نحو النصر والاستقلال والحرية,ما أروع شهدائنا الأحبة الأوفياء وهم يترجلوا دائماً بهدوء وصمت ويتركوا لنا من أجسادهم وأرواحهم وسيرتهم العطرة عبق المسك والعنبر والريحان والبخور والعود والفل والياسمين والأزهار والورود..
بسم الله الرحمن الرحيم.. فإن الله سبحانه وتعالى يقول:{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
فما أنا بصدد اليوم من خلال مقالي هو تسليط الضوء على إحدى الأبطال الصناديد الذين قدموا حياتهم رخيصة قرباناً في سبيل الله وابتغاء مرضاته,وفداءً ودفاعاً عن ثرى وحمى الوطن وصيانة حرماته وأعراضه وممتلكاته, فالشهيد البطل الاستشهادي فادي أحمد حسن العامودي "أبو عدي" أحد أبناء حركة فتح وابن كتائب شهداء الأقصى" مجموعات الشهيد أيمن جودة" مفجر العملية الاستشهادية المشتركة بين كتائب عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى في ما يسمى بمعبر"إيرز" منطقة بيت حانون بجسده الطاهر المنثور عن عمر يناهز 22 عاماً فهو من مواليد 6/2/1982م فقد هاجرت عائلته من قرية برقة إحدى القرى والبلدات الفلسطينية التاريخية العريقة والتي احتلت ودمرت1948م فهو من سكان مشروع بيت لاهيا مسقط رأسه شمالِ قطاع غزة ويحتل الترتيب الثالث من بين أشقائه الستة من الذكور وهم على النحو التالي ادهم ,حسن, فادي,محمد,جهاد,سليم والأخت الوحيدة لهم وقد تلقى تعليميه الابتدائي والإعدادي في مدرسة وكالة الغوث للاجئين للبنين الفاخورة في مخيم جباليا وبعدها ترك المدرسة من أجل إعالة أسرته وتوجه الشهيد فادي ليتعلم مهنة ميكانيكي السيارات وقد حاز على شهادة دبلوم صناعة, كما عمل الشهيد في الضفة الغربية في تصليح السيارات وبعدها عاد وعمل في الصناعة بمنطقة"إيرز" (مكوجي)حيث بقي يداوم في هذا العمل لفترة من الزمن ماعدا أيام السبت والجمعة وخلال هذه المدة الزمنية استطاع الشهيد فادي من التعرف على جميع نقاط التفتيش لدى الاحتلال داخل معبر "إيرز" فكان دائماً فكره وشغله الشاغل أثناء تواجده بالعمل هو الانتقام من خلال قيامه بعملية فدائية في المعبر ضد هؤلاء الجنود الصهاينة الحاقدين بسبب ممارساتهم التعسفية وإجراءاتهم الإذلالية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني..
فقد استشهد البطل الشهيد فادي العامودي في عملية استشهادية ناسفة مشتركة بين كتائب عز الدين القسام وكتائب شهداء الأقصى-مجموعات الشهيد/ أيمن جودة في تمام الساعة 3:35 بتوقيت القدس المحتلة من يوم السبت بعد الظهر بتاريخ 27 صفر 1425 هـ ، الموافق 17 / 4 / 2004 م في المحطة النهائية في المعبر"دفاع12" حيث غرفة التفتيش التي يقيمها الصهاينة في ما يسمى بمعبر " إيرز " وفي نفس المكان الذي فجرت به الاستشهادية " ريم الرياشي " نفسها في حشد من الجنود الصهاينة في 14/1/2004م وقد أسفرت عن هذه العملية الفدائية الجريئة النوعية عن مقتل أربعة من شرطة حرس الحدود ومنهم موظف في امن الموانئ والمطارات وإصابة اثنين آخرين وذلك حسب اعتراف العدو الصهيوني وقد شاهد الجميع عبر وسائل الإعلام المرئية حالة الإرباك والاستنفار بين صفوف الجنود وقد هرعت إلى مكان الانفجار طائرة الهيلوكبتر وسيارات الإسعاف التابعة لنجمة داوود الحمراء لنقل المصابين إلى مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع وإلى مستشفى "برزيلاي" في مدينة أشكلون,ونقلت الطائرة المصابين الذين وُصفت حالتهم بالصعبة إلى مستشفى "سوروكا" ..
وقد جاءت هذه العملية الاستشهادية المشتركة كرد طبيعي على جرائم الاحتلال في قطاع غزة والتي طالت جرائمهم النكراء البشعة الشيخ المجاهد احمد ياسين وتضامناً ومؤازرةً مع أسرانا البواسل القابعين خلف الأسوار في السجون الصهيونية وتعد هذه العملية حسب المحللين العسكريين والساسة وجهات عديدة من المجتمع المدني قد أدلوا بدلوهم بأنها من انجح العمليات الاستشهادية التي نفذها رجال المقاومة الباسلة في قطاع غزة لتعطي هذه العملية البطولية زخماً ودعماً كبيراً للوحدة الوطنية الفلسطينية والتي جاءت هذه العملية لتدلل على مدى توافق وتكاتف المقاومة الفلسطينية في مواجهة المحتل الزنيم,واحتفاءً بوصول جثامين الشهداء الطاهرة إلى قطاع غزة فقد زحفت المئات من جماهير أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم واحتشدوا أمام منزل الشهيد فادي العامودي قبل وصوله بساعات ليستقبلوا رفاته حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات المقاومة وسط حالة من الهتافات والتكبيرات والفرح والبكاء والشجن بعد ثمانية سنوات ونيف من مرارة الفقد والحسرة وألم الفراق وبكاء الأحبة على استشهاد الشهيد فادي احمد العامودي ليعود إلى أرض الوطن والى ذويه ومحبيه وأصدقائه مظفراً منتصراً رغم أنف الاحتلال موشحاً جثمانه الطاهر بالعلم الفلسطيني بعد احتجاز جثمانه طوال تلك الفترة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني في ما يسمى بـ مقابر الأرقام وكان قبره رقم(5213 ) مع11 من جثمان الشهداء الذين وصلوا قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "إيرز" في صفقة الجندي الإسرائيلي قلعاد شاليط, حيث وصل الشهيد فادي العامودي إلى مسقط رأسه في مشروع بيت لاهيا وسط فرحة عارمة ممزوجة بالبكاء والحزن والزغاريد المدوية كالرصاص من أفواه النساء اللواتي استقبلن إبنهم الشهيد البطل فادي العامودي بالرصاص والزغاريد والحلوى والعطور الفواحة فور وصوله إلى بيته الذي انطلق منه قبل ثمانية سنوات لتنفيذ العملية الاستشهادية...
وقد حملت الجماهير الغفيرة جثمان الشهيد على الأكتاف وصارت في مسيرات حاشدة وصولاً إلى مسقط رأسه ليوارى الثرى في مقابر المسلمين وقد دفن الشهيد على الشريعة الإسلامية بجوار والدته السيدة الفاضلة المرحومة عطاف محمد أحمد العامودي المناضلة"أم ادهم" حسب وصيتها,والمرحومة من مواليد 1953م فقد كانت تعاني من مرض فشل كلوي والذي قد ألم بها بعد فترة بسيطة من عملية استشهاد ابنها واحتجاز جثمانه في مقابر الأرقام من قبل قوات الاحتلال الصهيوني, وبتاريخ 20/1/ 2008م قد فارقت الحياة ولفظت أنفاسها الأخيرة بعد ثلاثة سنوات ونصف من رحيل ابنها فادي فانضمت السيدة الفاضلة إلى قافلة شهداء ضحايا حصار غزة بسبب تعنت سلطات الاحتلال من السماح لها بالخروج للعلاج في إطار الحصار المشدد على سكان قطاع غزة مما عرض حياتها إلى الإصابة بأمراض عديدة حتى توفيت والحسرة في داخلها على فراق ابنها الشهيد, فكانت تحلم بعودة جثمان ابنها الشهيد حتى وهي على فراش الموت لتلقي نظرة الوداع الأخيرة عليه قبل وفاتها,فكانت تتمنى أن يكون لابنها المحجوز في مقابر الأرقام قبراً بين الأموات في مقبرة بيت لاهيا المجاورة لمنزلها,حتى تتمكن متى تشتاق إليه لتزوره وهذا الفراق والبعد والعجز الذي أصابها في مرضها قد آلمها بشدة فلا يمر يوم بطوله والدموع لا تفارق مقلتيها ولا تتوقف عن احتضان صورته والبكاء عليه, هذه هي أم الشهيد "أم ادهم" والدة الشهيد فادي العامودي الأم الفلسطينية أرقى نموذج لأمهات العالم وعلى رأسهن أمهات فلسطين الحبيبة...
اللهم ارحمهم وأسكنهم فسيح جناته,اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم برحمتك يارب العالمين, وتقبل منهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد, فقد توجه أهل الشهيد فادي العامودي إلى الجهات المختصة في حكومة حماس المقالة (جهاز الأمن الداخلي) قبل شهرين من أجل إحياء الذكرى التاسعة لاستشهاد ابنهم الشهيد على أمل إقامة حفل تأبين للشهيد وقد أعطت الجهات المختصة الموافقة لإقامة التأبين وعلى هذا الأساس وبناء على الموافقة وعندما اقترب الموعد فقد شرع أهل الشهيد بالتحضير والتجهيز لفعاليات هذا اليوم وإذا بالجهات المختصة في جهاز الأمن الداخلي تبلغ أهل الشهيد من خلال اتصال معهم بتاريخ 16/4/ 2013 وبلهجة التهديد والوعيد بعدم الموافقة والسماح لهم من إقامة أية فعاليات للشهيد وقد حذروهم من إقامة حفل التأبين وتعليق صور للشهيد وسيكون الجميع تحت طائلة المسؤولية وإياكم وتجاوز التعليمات الصادرة وإلا فقد أعذر من أنذر.. إنا لله وإنا إليه راجعون....
المجد كل المجد لشهدائنا الأبرار..
والتحية كل التحية لروح الشهيد فادي العامودي..
والى أبطال كتائب شهداء الأقصى ومجموعات الشهيد أيمن جودة..
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007