فاليوم يسجل التاريخ أسماء أكرم من في الدنيا... ليكون عبرة للصمود ... ومثلاً للتحدي.. ففي ذكرى 5 حزيران سقط عدد من الشباب برصاص الاحتلال الإسرائيلي, ورغم التشديد الأمني لم يأبهوا, ولم يخافوا, حيث اكتسبوا من الشهادة حرفة, يعلموها للأجيال.
"عزت مسودة" استشهد في يوم النكسة، فنال الشهادة التي لطالما حلم بها ومعه خيرة من الشباب العربي ليثبتوا أن الشباب العربي عائدون لتحرير فلسطين، وهذا الحلم الموعود لهم سيتحقق عاجلاً أو آجلاً، وسينتهي مشوار الحلم بالعودة ليحل محله أمل ببناء حياة غد أجمل, وكان لموقع إن سيريا شرف لقاءه منذ أيام قليلة وأجرت معه الحديث التالي:
ثقافة الموت، وجنون الفكرة
عن فكرة دخول مجدل شمس يصفها "مسودة" بالمجنونة قائلاً: " بالنسبة لدخول مجدل شمس كانت فكرة مجنونة، وتعود لثمانية أشخاص كنت أحدهم، حيث كانت أمام الأسلاك الشائكة توجد سيارة إسرائيلية بدأ الشباب يرموها بالحجارة، ثم خطرت في بال أحد الشبان الموجودون فكرة العبور نحو مجدل شمس من خلال إسقاط الشبك، لكن حكايات الماضي عن أن يكون السلك مكهرب منعتنا وجعلت الحوار بين الأخذ والرد يطول لدقائق، ليقاطعنا أحد الشبان الذي لم يتجاوز السابعة عشر من عمره، ودون الاكتراث بما سيحدث له، راكضاً نحو الشباك وضربه بكتفه دون أن يحدث له أي شي، فكما هو معروف أن ثقافة الموت لدى الشعب الفلسطيني لا توصف، وعندما شاهد الموجودون هذا المشهد صاروا يقفزوا من فوق الشبك والبعض الآخر حاول أن يزيله وكنت من بينهم، وعندما وصلنا الشبك الثاني كان لابد من تنزيله، وبدأنا بتنزيله من جهتنا، بينما صار إخواننا أهالي مجدل شمس يساعدونا من الداخل، الحالة كانت لا توصف حيث بات كل الشباب والنساء يتركون أولادهم عند الأهالي في المنصة وينزلون معنا، فمجموعة الثقافات التي تكونت لدى الشعب الفلسطيني أقوى من أي شيء آخر".
دافع وطني
داخل قرية "مجدل شمس" بدأت الصور تتغير نحو المفاهيم حتى أنها تبلورت صورة الدخول إلى فلسطين منها حتى الفرحة صورها "مسودة" بالكلمات التالية: "إن أهالي قرية مجدل شمس مثال رائع جداً، فهم لم ينسوا القضية الفلسطينية، معبرين عن ذلك بطريقة احتفالية رائعة بنا، وتفاعلهم معنا كان لا يوصف حينما سمحوا لنا برفع العلم الفلسطيني جانب العلم السوري، وبمحض الصدفة أصبحت مسؤولاً عن 68شخصاً موجودين في مجدل شمس، فأنا ابن تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموجودين كانوا من جميع الفصائل، فنحن دخلنا بدافع وطني لا بدافع فصائلي، وبدأت صورة الفرحة تتغير معالمها حينما قام بعض الموجودين بالوقوف على تمثال "سلطان باشا الأطرش" ورفاقه، معلنين عن فرحهم، حتى دخل إلى أذني صوت أحد الأهالي يقول" هذا عيب نحن قدمنا لهم كل شيء، فلماذا يدوسون على رأس التمثال"، فما كان مني إلا أن طلبت من أحد الرفاق أن يرفعني على كتفيه وبدأت بمخاطبة الشبان كي ينزلوا من على التمثال لأنه رمز لكل العرب، بعدها بدأ الشبان بالنزول خجلين من تصرفهم".
نحو العودة
الفرحة دائماً لا تكتمل هكذا تعلمنا من الحياة، فكيف إن كانت في مكان تواجد فيه العدو، هل لها أن تتواجد، ففكرة العودة باتت لازمة لا محالة، والتي كانت أبعد ما يكون عن ذهن الموجودين حسبما قال "مسودة" : " تقدم نحوي اثنين من أهالي القرية قائلين: " أنتم بضيافتنا ونحن نفديكم بأرواحنا لكن الواقع أننا تحت الاحتلال وهو قادر على إبادتنا"، مقترحاً استضافتنا لمدة ساعتين على أن نأخذ أسماء الشباب الموجودين لتأمين العودة عبر الصليب الأحمر، في هذه الأثناء كانت سيارات الجيش الإسرائيلي تتقدم، لكن الأهالي طلبوا منهم العودة واعدين بالسيطرة على الوضع، وهنا أصبح أهالي مجدل شمس يعرفونني وباتوا يخبروني عن الجرحى والشهداء، فبت صلة وصل بين أهالي القرية والشباب الفلسطيني، وبعد تسجيل الأسماء حان موعد العودة، لأن الإسرائيليين قادمون حتماً، حينها ألقيت كلمة شكرت فيها أهالي القرية، مطالباً الشبان بالعودة، وقمنا بتوصيل الرسالة التي دخلنا من أجلها، وحتى هذه اللحظة فكرة دخول فلسطين غير موجودة في ذهني، في هذه الأثناء تدخل شاب عمره 14 سنة، معارضاً العودة، ومالبث أن تقدم حوالي 200شخصاً كي يأخذوا جثمان الشهيد "قيس" معتقدين أنه في الساحة، فعادت الفوضى للساحة مجدداً، وخرج الوضع عن السيطرة، حتى تدخل أحد الشيوخ مطالباً نقل الشهيد حيث يوجد أهله، حينها فكرت ملياً بأن هذا الشاب جاء ليموت من أجل فلسطين وليس من أجل الجولان، رغم أنه بالنهاية وطن واحد، لكن هذا مفهومه كشاب من أرض محتلة، بدأت الشباب بالعودة، وتكون حاجز من أهالي مجدل شمس وشيوخ عقل وساروا قبل الرتل حتى يؤمنوا طريق آمن لأهل الشهيد حتى يستطيعوا أخذ جثمان الشهيد.
هدف الدخول
لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي هذه الأثناء تغيرت المخططات والأحوال في رأس "عزت مسودة" الذي قال عن فكرة دخول فلسطين: " جاء على مسمعي صوت أحدهم يتحدث بالهاتف قائلاً: " لا يعقل 180 جريح"، هنا لم أعد التحمل، فخطرت في بالي فكرة الذهاب إلى فلسطين عبر وسيلة نقل من مجدل شمس، لم استطع أن استقل باص لأنها تحمل لافتات كتب عليه باللغة العبرية، فأخذت سيارة أجرة باعتبارها الحل الأسرع والأضمن، وهذا بعد أن علمت بإغلاق الشبك، وعودة الجميع تجاه سورية، والفكرة التي تكونت لدي حينها ليس دخول فلسطين فحسب بل الدخول إلى القدس والصلاة بالأقصى، ثم آتي بالكاميرات وأعرف عن نفسي معلناً عن دخول 150 شخصاً موجودين حالياً في القدس، كي أسبب رعباً وزعزعة لصف الكيان الصهيوني، فبدأت صورة الجيش وهو مرتبك وقوى الأمن منتشرة في المكان تحتل عقلي، وكذلك انشغال الرأي العام بهذه القضية، مسبباً ثورة من الشعب الإسرائيلي على حكومته، وهذا كان الهدف من ذهابي إلى فلسطين".
نهاية الحلم
من الطبيعي بعد ما حدث في قرية "مجدل شمس" أن تنتشر الحواجز الأمنية على البوابات، التي أوقفت المناضل "مسودة" الذي استطاع العبور بانتحاله صفة صحفي قائلاً: " أوقفني حاجز على مدخل القرية مخاطبني بكلمات لم أفهمها لكن مؤكد أنه يسأل عن البطاقات، فأجبته أني صحفي، فسمح لي بالعبور، هنا بدأت ملامح بلادي تتوضح لدي فهو أجمل شعور انتابني خلال حياتي، فأنا أرى بلادي التي حلمت بها، ولن تكفي كلمات العالم للتعبير عن هذا الشعور، لا يسعني القول سوى أنها "وطني" التي ستختزل كل معاني الحب والشوق والجمال والروعة، وأنا في طريق الذهاب إلى فلسطين تم القبض على مجد ورشا، حينها نشرت حواجز اسرائيلية على كل مناطق اسرائيل في القطاع الأخضر التي أنا فيها، وتفاجئنا بهذا الحاجز، هنا لم يعد بإمكاني النزول أو العودة، أو حتى إخبار السائق، وفي هذه النقطة كانت نهاية رحلتي نحو فلسطين، ونهاية الحلم والهدف الذي تحدثت عنه."
الانتصار الفلسطيني
تم إلقاء القبض على "مسودة" الذي لم تنته رحلته عن ذاك الحاجز، بل على حد قوله بدأت رحلة أكثر متعة وإثارة عبر اللعب مع الكيان الصهيوني بقوله: " بعد إلقاء القبض علي، بدأت أجمل رحلة بالعالم، وهي اللعب بأعصاب الكيان الصهيوني، وهذا الانتصار أجمل وأقوى من الانتصار العسكري، فعندما أدخلوني غرفة التحقيق بقيت انتظر نصف ساعة وصول المحققين من تل أبيب، بعدها دخل 12محققاً غير الحراسات، وأنا بوضعية المقيد ومجرد من كافة أغراضي وملابسي ، هنا شعرت بأني شخصية كبيرة ومهمة جداً، فأكبر محققي اسرائيل جاؤوا من أجل استجوابي، رغم أن فكرة الموت هي الفكرة الوحيدة الموجودة لدي، وهذا الموت الذي أرغب به، بالنسبة لي قضيت أيام التحقيق وأنا أضحك عليهم، لأني اعتبر نفسي ميت لا محال، وهم يتناوبون على التحقيق معي، ثلاثة أيام دون أكل وشرب ونوم، فأنا كشاب أعزل أقف أمام الكيان الذي أخافنا مدة 63عاماً حربياً وسياسياً، فكنت إذا تحركت حركة صغيرة تتوجه نحوي الأسلحة، رغم أني أعزل ومفتش تفتيش دقيق أكثر من عشرين مرة، فهنا علمت أن الرعب الذي يسببه لهم الفلسطيني ليس بسلاحه وإنما بعقيدته التي تكبر معه."
منقول من موقع ان سيريا
المجد والخلود لك يا رفيقنا عزت ...وكما انا فخور بك وبشرف الحديث معك ..هنيئا لك جنه السماء
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007