بقلم: ماجد عزام
ماجد عزام /مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
"السلطة الفلسطينية من دون اى سلطة وانما تمارس خدمات شبيهة بخدمات البلديات لا توجد لدينا اى سلطة على المنطقة ج التى تساوى ستين بالمائة من الضفة ولا على المستوطنات ولا على المنطقة أ الخاضعة اداريا وامنيا للسلطة لذلك فالافضل لنا ان يتسلمها الاسرائيليون على ان نظل ندير سلطة بلدية" .
"اسرائيل تستفيد من احتلالها الاراضى الفلسطينية لذلك يجب ان توضع امام مسؤولياتها اسرائيل تستولى على 600 مليون متر مكعب من المياه سنويا من اصل 800 مليون متر مكعب تنتج فى الاراضى الفلسطينية وتصدر ما قيمته ثلاثة مليارات دولار للاراضى الفلسطينية والمستوطنون ياتون ليسكنوا على رؤوس الجبال فى الضفة بعيدا عن ضجيج تل ابيب وقادة الجيش ياخذون مواقع لهم فى مجالس ادارات الشركات الاسرائيلية العاملة فى الاغوار لذلك فانهم لا يفكرون بالرحيل وانهاء احتلالهم المربح جدا".
الكلام السابق ليس لاحد المعارضين لعملية التسوية بمنحاها الحالى او حتى الرافضين لاتفاق اوسلو وكل ما تمخض عنه بما فى ذلك السلطة طبعا بل لمحمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمستشار المقرب جدا من الرئيس ابو مازن فى الفترة الاخيرة .
كلام اشتية يطرح علامات استفهام عديدة من قبيل هل و متى وكيف واين ولماذا عوضا عن تناوله لامرين متداخلين دور السلطة ومبرر وجودها اضافة الى عملية التسوية والمفاوضات بمسارها المعروف خلال العقدين الماضيين الذى حول الاحتلال الى عملية مربحة لاسرائيل وضباطها ومستوطنيها .
الحقيقة ان السلطة وجدت اصلا بلا سلطة ولم تكن فى الجوهر رغم فهلويات واكروبات الشهيد ياسر عرفات سوى اطار تجميلى وكاذب خال من اى سيادة جدية وحقيقية على الارض علما ان الامر اقتضى عملية خداع عميقة للراى العام الفلسطينى وايهامه انها ستؤدى الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة رغم انها فى الحقيقة ليست سوى مملكة من الوهم كما اقر ابو مازن نفسه اثناء القمة العربية الاخيرة فى طرابلس .
وحتى مع تصديق كذبة ان حكومة نتن ياهو -الذى مر على وجودها فى الحكم اكثر من سنة ونصف -هى من قامت بسلب السلطة سيادتها وولايتها القانونية والسياسية والامنية على الارض يصبح السؤال عن رد فعل القيادة الفلسطينية ولماذا سكتت عن هذا الامر ولمَ قبلت ان تستمر فى لعب دورها فى مسرحية الخداع والوهم وتنفيذ التزامات مشتركة نقضها الجانب الاسرائيلى بشكل منهجى ومتعمد طوال سنة ونصف على الاقل .
البعد الاخر فى كلام او اعتراف اشتية يتعلق بالاحتلال الاسرائيلي المربح للاراضى الفلسطينية وهنا ايضا تطرح الاسئلة عن متى حدث ذلك هل فقط فى العامين الاخيرين ام طوال عقدى التسوية والى اى حد ساهمت السلطة الفلسطينية نفسها فى خفض تكلفة الاحتلال بل حتى فى تحويله الى عملية مربحة للاسرائيليين وما هى مسؤولية القيادة الفلسطينية فى الصمت او حتى عدم المبادرة والمضى قدما فى خيار ومسار كان اساسيا ومفصليا فى مسيرة تحول الاحتلال الى عملية مربحة جدا للاسرائيليين افرادا وجماعات .
السلطة بلا سلطة فى الحقيقة وهى ليست اكثر من ادارة ذاتية او بلدية للاشراف على حاجات السكان والمواطنين الخاضعين للاحتلال وسيطرته ان فى الضفة الغربية او فى قطاع غزة غير ان ما يثير الاسى هو حالة الانكار التى تتعاطى بها الحكومة فى غزة مع هذه الحقيقة فالسيد اسماعيل هنية كما وزير داخليته فتحى حماد يتحدثان عن انجازات وابداعات ونموذج فريد للحكم مع ان من المعيب الحديث عن ذلك فى ظل تزايد معدلات البطالة والفقر والفلتان الامنى والانهيار شبه التام للقطاعات الاقتصادية والحياتية المختلفة من زراعة وصناعة وتعليم وصحة ومع كامل الانتباه الى المسؤولية الاسرائيلية والحصار غير الاخلاقى وغير القانونى إلا ان هذا لا يلغى واقع الانفصام والهرب المنهجى الى الامام وتحاشى تشخيص الحالة فى غزة –كما فى الضفة- كونها سلطة ذاتية بلدية خالية من اى سيادة بينما اشكال السيادة الوهمية والمصطنعة والمختلقة تتنافى مع حقيقة الاحتلال الاسرائيلى غير المباشر ولكن الجوهرى للقطاع عبر التحكم فى حدوده البرية والبحرية والسيطرة على سمائه والتحكم بحركة المواطنين والبضائع منه واليه علما ان هذا المعطى يطرح بدوره السؤال المحزن عن اسباب وحيثيات الاقتتال على سلطة او بالاحرى على سلطتين وهميتين خاضعتين للاحتلال وان بدرجات متفاوتة .
مهم جدا ما ذهب اليه السيد اشتية غير انه على اهميته لا يمثل اكثر من نصف الطريق نحو الخلاص من المازق الحالى للمشروع الوطنى الذى لا يمكن ان يتحقق دون استخلاص الاستنتاجات السياسية المناسبة من المعطيات والاحصائيات التى طرحها ,والتى يفترض ان تثير نقاشات وحوارات معمقة وجدية على الساحة الفلسطينية عن كيفية رفع تكلفة الاحتلال الاسرائيلي وهل تقف السلطة عائقا وحائلا امام هذا الامر وهل ما زالت ضرورة وطنية –على افتراض انها كانت كذلك يوما ما- ام انها باتت بمثابة العبء على الشعب الفلسطينى وحقوقه واماله الوطنية؟! مع الانتباه الى حتمية انهاء الانقسام الكارثى وتحقيق المصالحة كشرط لازم وضرورى للاجابة على هذه الاسئلة الصعبة والملحة .
ماجد عزام /مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
"السلطة الفلسطينية من دون اى سلطة وانما تمارس خدمات شبيهة بخدمات البلديات لا توجد لدينا اى سلطة على المنطقة ج التى تساوى ستين بالمائة من الضفة ولا على المستوطنات ولا على المنطقة أ الخاضعة اداريا وامنيا للسلطة لذلك فالافضل لنا ان يتسلمها الاسرائيليون على ان نظل ندير سلطة بلدية" .
"اسرائيل تستفيد من احتلالها الاراضى الفلسطينية لذلك يجب ان توضع امام مسؤولياتها اسرائيل تستولى على 600 مليون متر مكعب من المياه سنويا من اصل 800 مليون متر مكعب تنتج فى الاراضى الفلسطينية وتصدر ما قيمته ثلاثة مليارات دولار للاراضى الفلسطينية والمستوطنون ياتون ليسكنوا على رؤوس الجبال فى الضفة بعيدا عن ضجيج تل ابيب وقادة الجيش ياخذون مواقع لهم فى مجالس ادارات الشركات الاسرائيلية العاملة فى الاغوار لذلك فانهم لا يفكرون بالرحيل وانهاء احتلالهم المربح جدا".
الكلام السابق ليس لاحد المعارضين لعملية التسوية بمنحاها الحالى او حتى الرافضين لاتفاق اوسلو وكل ما تمخض عنه بما فى ذلك السلطة طبعا بل لمحمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمستشار المقرب جدا من الرئيس ابو مازن فى الفترة الاخيرة .
كلام اشتية يطرح علامات استفهام عديدة من قبيل هل و متى وكيف واين ولماذا عوضا عن تناوله لامرين متداخلين دور السلطة ومبرر وجودها اضافة الى عملية التسوية والمفاوضات بمسارها المعروف خلال العقدين الماضيين الذى حول الاحتلال الى عملية مربحة لاسرائيل وضباطها ومستوطنيها .
الحقيقة ان السلطة وجدت اصلا بلا سلطة ولم تكن فى الجوهر رغم فهلويات واكروبات الشهيد ياسر عرفات سوى اطار تجميلى وكاذب خال من اى سيادة جدية وحقيقية على الارض علما ان الامر اقتضى عملية خداع عميقة للراى العام الفلسطينى وايهامه انها ستؤدى الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة رغم انها فى الحقيقة ليست سوى مملكة من الوهم كما اقر ابو مازن نفسه اثناء القمة العربية الاخيرة فى طرابلس .
وحتى مع تصديق كذبة ان حكومة نتن ياهو -الذى مر على وجودها فى الحكم اكثر من سنة ونصف -هى من قامت بسلب السلطة سيادتها وولايتها القانونية والسياسية والامنية على الارض يصبح السؤال عن رد فعل القيادة الفلسطينية ولماذا سكتت عن هذا الامر ولمَ قبلت ان تستمر فى لعب دورها فى مسرحية الخداع والوهم وتنفيذ التزامات مشتركة نقضها الجانب الاسرائيلى بشكل منهجى ومتعمد طوال سنة ونصف على الاقل .
البعد الاخر فى كلام او اعتراف اشتية يتعلق بالاحتلال الاسرائيلي المربح للاراضى الفلسطينية وهنا ايضا تطرح الاسئلة عن متى حدث ذلك هل فقط فى العامين الاخيرين ام طوال عقدى التسوية والى اى حد ساهمت السلطة الفلسطينية نفسها فى خفض تكلفة الاحتلال بل حتى فى تحويله الى عملية مربحة للاسرائيليين وما هى مسؤولية القيادة الفلسطينية فى الصمت او حتى عدم المبادرة والمضى قدما فى خيار ومسار كان اساسيا ومفصليا فى مسيرة تحول الاحتلال الى عملية مربحة جدا للاسرائيليين افرادا وجماعات .
السلطة بلا سلطة فى الحقيقة وهى ليست اكثر من ادارة ذاتية او بلدية للاشراف على حاجات السكان والمواطنين الخاضعين للاحتلال وسيطرته ان فى الضفة الغربية او فى قطاع غزة غير ان ما يثير الاسى هو حالة الانكار التى تتعاطى بها الحكومة فى غزة مع هذه الحقيقة فالسيد اسماعيل هنية كما وزير داخليته فتحى حماد يتحدثان عن انجازات وابداعات ونموذج فريد للحكم مع ان من المعيب الحديث عن ذلك فى ظل تزايد معدلات البطالة والفقر والفلتان الامنى والانهيار شبه التام للقطاعات الاقتصادية والحياتية المختلفة من زراعة وصناعة وتعليم وصحة ومع كامل الانتباه الى المسؤولية الاسرائيلية والحصار غير الاخلاقى وغير القانونى إلا ان هذا لا يلغى واقع الانفصام والهرب المنهجى الى الامام وتحاشى تشخيص الحالة فى غزة –كما فى الضفة- كونها سلطة ذاتية بلدية خالية من اى سيادة بينما اشكال السيادة الوهمية والمصطنعة والمختلقة تتنافى مع حقيقة الاحتلال الاسرائيلى غير المباشر ولكن الجوهرى للقطاع عبر التحكم فى حدوده البرية والبحرية والسيطرة على سمائه والتحكم بحركة المواطنين والبضائع منه واليه علما ان هذا المعطى يطرح بدوره السؤال المحزن عن اسباب وحيثيات الاقتتال على سلطة او بالاحرى على سلطتين وهميتين خاضعتين للاحتلال وان بدرجات متفاوتة .
مهم جدا ما ذهب اليه السيد اشتية غير انه على اهميته لا يمثل اكثر من نصف الطريق نحو الخلاص من المازق الحالى للمشروع الوطنى الذى لا يمكن ان يتحقق دون استخلاص الاستنتاجات السياسية المناسبة من المعطيات والاحصائيات التى طرحها ,والتى يفترض ان تثير نقاشات وحوارات معمقة وجدية على الساحة الفلسطينية عن كيفية رفع تكلفة الاحتلال الاسرائيلي وهل تقف السلطة عائقا وحائلا امام هذا الامر وهل ما زالت ضرورة وطنية –على افتراض انها كانت كذلك يوما ما- ام انها باتت بمثابة العبء على الشعب الفلسطينى وحقوقه واماله الوطنية؟! مع الانتباه الى حتمية انهاء الانقسام الكارثى وتحقيق المصالحة كشرط لازم وضرورى للاجابة على هذه الاسئلة الصعبة والملحة .
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007