ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    الى الشهيد غسان كنفاني الغائب الحاضر قصيدة

    المختــار
    المختــار

    وكيل  وكيل



    ذكر
    عدد الرسائل : 888
    العمر : 44
    الدولة : الى الشهيد غسان كنفاني الغائب الحاضر قصيدة Palest10
    نقاط : 6055
    تقييم الأعضاء : 4
    تاريخ التسجيل : 24/10/2010
    الأوسمة : الى الشهيد غسان كنفاني الغائب الحاضر قصيدة Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : الى الشهيد غسان كنفاني الغائب الحاضر قصيدة Empty

    الى الشهيد غسان كنفاني الغائب الحاضر قصيدة Empty الى الشهيد غسان كنفاني الغائب الحاضر قصيدة

    مُساهمة من طرف المختــار الأربعاء نوفمبر 24, 2010 11:27 am

    نِصفُ النَّبي

    أحمد أبو سليم

    الى الشهيد غسان كنفاني الغائب الحاضر



    --------------------------------------------------------------------------------


    نِصفُ النَّبيِّ يَفِرُّ مِن وَحيِ الغِيابِ

    كَأَنَّني نُتَفُ السَّحابِ

    كَأَنَّني أَسرَجتُ رُوحي واهِماً

    وَنَفَحتُ في الجَسَدِ الجَوابَ

    وَقُلتُ كَنْ مِثلَ التُّرابِ إذا ارتَوى

    كُن لَيِّناً يا صاحِبَ الماءِ المَشاعِ

    فَلَم يَكُنْ إلاّ الحَجَرْ

    كانَ السَّريرُ يَضُمُّ فاتِحَةَ الكِتابْ

    كانَ الحَمامُ بَريدَ عِشقٍ غابِرٍ بَينَ القِبابْ

    وَالرّيحُ كانَت ثَوبَ عاشِقَةٍ تُغَنّي لِلتُّرابْ

    وَأَنا التُّرابُ

    أَنا التُّرابُ

    أَنا التُّرابْ

    في أَيِّ وَجهٍ تاهَ وَجهي خَلفَ عَكّا

    مُنذُ عامِ الحُزنِ تَنأى

    وَالمُخَيَّمُ يَحتَمي بالشَّيءِ شَكلاً

    هَل تَعَلَّمَ آدَمُ الأَسماءَ مَعنىً

    أَم مَجازاً ؟

    وَالمُخَيَّمُ ، ما المُخَيَّمُ بَعدَ آدَمَ ؟

    ضِلعُ أُنثى ؟

    شاةُ راعٍ ؟

    لَعنَةُ السَّردينِ في بَحرٍ مَشاعٍ ؟

    صُورَةُ الطِّفلِ الَّذي ما خُنتُهُ

    وَأَنا أُرَمِّمُ بِالطَّحينِ أَسى وَداعٍ ؟

    ما المُخَيَّمُ ؟

    مِيسَمُ النّارِ الَّذي وَسَمَ الوُجوهَ

    بِدَمعِ " أُوديسَ " المُخَبَّأ في شِراعٍ ؟

    ما المُخَيَّمُ ؟

    لَم يَكُنْ مَوتُ السَّريرِ سِوى سِتارٍ

    وَانتِظارٍ

    كُلَّما أَسلَمتُ رُوحاً

    دَقَّ قَلبي باعتِذارٍ

    كَيفَ صارَ الوَقتُ وَقعاً لِلخَسارَةِ

    مِثلَ رَقّاصٍ تَدَلّى دونَ وَجهٍ

    فَوقَ أَشلاءِ الجِدارْ ؟

    ما كُنتُ رِتقاً

    غَيرَ أَنَّ الرُّوحَ تُمسي حِنطَةً بَعدَ البِذارِ

    تَبَدَّدَتْ لُغَةُ الغُبارِ

    وَكُلَّما قايَضتُ كَفّاً بالمَدينَةِ

    رَفَّ قَلبي

    كُلَّما بايَعتُ وَجهاً في السَّقيفَةِ

    جَفَّ قَلبي

    وَانحَنيتُ عَلى كِتابي كَالسَّنابِلِ شاحِباً

    قَطَّرتُ حِبري مِن دَمي

    وَمَلأتُ بِئري مِن دَمي

    وَلَبِستُ ثَوبي مِن دَمي

    وَأَضَأتُ شَمعي مِن دَمي

    وَسَرَقتُ حُلمي مِن دَمي

    وَرَأَيتُ في وَقعِ العَصا

    أَعمىً خَصيِّاً يَنحَني

    كَالخَيرَزانِ عَلى فَمي

    وَيَلُمُّ مِن نَثري الضَّحايا

    يَسرِقُ السَّاعاتِ مِنّي

    يَرتَوي مِن كَأسِ عِريي

    يَسأَلُ الصَّحراءَ عَنّي :

    " كَيفَ لَم يَطرُقْ جِدارَ صَفيحِهِ المُضني " ؟

    وَيَترِكُ جُثَّتي في الرَّملِ لِلغِربانِ تَنهَشُني !

    بُرودَةُ حِكمَةِ المِنشارِ عارِيَةٌ

    بِدونِ دِثارْ

    سَرَقوا الشَّوارِعَ

    فَالشَّوارِعُ لَم تَعُدْ

    غَيرَ التِباسِ الدَّربِ في غَبَشِ المَرايا

    لا طَريقَ يَعودُ مِن قُعرِ الجَّحيمِ

    وَلا يَقينْ

    سَرَقوا البَنادِقَ

    فَالبَنادِقُ لَم تَعُد

    غَيرَ انكِسارِ الزَّهوِ في جَسَدٍ سَجينْ

    فَزّاعَةٌ لِلطَّيرِ تَشكو لِلحَمامَةِ :

    لا بَريدَ مُعَلَّقٌ بِجَناحِ طَيرٍ عابِرٍ

    مَع غَيمِ عَكّا

    لا قَرينَ سِوى غَريبٍ يَرتَديني كَي يُغَنّي باكِياً

    بِلِسانِ مِفتاحٍ قَديمْ

    سَرَقوا الشَّواهِدَ

    والهَزيمَةُ لَم تَكُن

    غَيرَ انتِظارِ الوَقتِ في الزَّمَنِ البَديلِ

    كَأَنَّما ضاعَ القَتيلُ

    كَأَنَّما أَضحى السُّؤالُ مُؤَجَّلاً

    وَالحَربُ كُفراً......

    كُلُّ وَقتٍ صالِحٌ لِلحَربِ

    لكنَّ البَنادِقَ لا تُقاتِلُ خَوفَها

    مُتَكَوِّراً مِثلَ الدُّخانِ عَلى غُباري

    فَوقَ أَعمِدَةِ المَداخِنِ

    أَحتَمي بالنّارِ مِن نارِ الهَزيمَةِ

    وَالفَراغُ وَليمَةٌ

    ما عادَ مِن عادَ القَديمَةِ غَيرُ وَجهٍ حامِضٍ

    وَالذِّكرَياتُ

    مَدينَةٌ قَد غَلَّقَتْ كُلَّ النَّوافِذِ بالصَّفيحِ

    وَسَلَّمَت مِفتاحَها لِلرّيحِ تَفتَحُ بابَها

    صَدَّقتُ أَنّي كُنتُ ماءً

    حينَ كانَ الماءُ صَرحاً فانفَجَرتْ

    صَدَّقتُ أَنّي كُنتُ عِشقاً

    حينَ كانَ العِشقُ عِتقاً فانفَجَرتْ

    صَدَّقتُ أَنّي كُنتُ دَيناً

    حينَ كانَ الدَّينُ قافِلَةَ الرِّجالِ الصَّامِتينَ

    الصَّاعِدينَ

    الصَّابِرينَ

    الحالِمينَ

    الجَّائِعينَ

    المُبحِرينَ بِلا شِراعٍ فانفَجَرتْ

    صَدَّقتُ أَنّي لَم أَكُن

    نِصفَ النَّبيِّ يَفِرُّ مِن وَحي الغِيابِ

    بِلا كِتابٍ فانفَجَرتْ

    صَدَّقتُ أَنّي

    لَم أُصَدِّقْ غَيرَ روُحي

    وَهيَ تَسكُنُ في الرَّصاصَةِ

    فانفَجَرتُ اسماً رَذاذاً مِثلَ ماءٍ

    وَانتَصَرتْ

    تُمَّ انتَصَرتْ

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 15, 2024 5:01 am