خلال رحلة البحث عن السعادة، بعضنا شعر بالوهن والاكتئاب، والبعض الآخر حاول إقناع نفسه، بعبارات من قبيل: أتمتّع بالصحة ولديّ منزل وعائلة سعيدة وأصدقاء محبون وعمل، لا بد، إذاً، منأن أشعر بالسعادة. لكن آخرين قرروا أن "السعادة صناعة"، ومشوار البحث عنها هو السعادة بعينها.
خلال الأيام القليلة الماضية تناقلت وسائل الإعلام والصحف خبراً مفاده أن هناك عجوزاً فرنسية في العقد السادس من العمر، بحثت طويلاً عن معنى "ساعة السعادة" ولم تجد طوال حياتها جواباً شافياً، فقررت أخيراً أن تلجأ إلى الإنترنت لتسأل عبره عن معنى هذه الجملة.
وقد حاولت هذه العجوز أن تبحث في القواميس عن جواب مقنع فلم تفلح، وذهبت إلى مراكز بحوث اجتماعية ونفسية ولم تقع على ما تريده، وتقول إن الشروح التي كانت تسمعها "مملة جداً ومعقدة لا علاقة لها بالسعادة".
لا شك أن سؤالاً على شاكلة: كيف نكون سعداء؟و أين نجد السعادة الحقيقية؟ يتم طرحه من قبل الآلاف حول العالم على أنفسهم كل يوم وهم مقتنعون إلى حد ما بأن المال لا يشتري السعادة. وأن التجارب "المادية" لن تحقق الفرح الذي قد يجلبه الاختلاط مع الناس.
بتقديري هذا صحيح؛ فالتاريخ سجل حالات كثيرة لأشخاص وجدوا السعادة بامتلاك المال والثراء والجاه والسلطة إلا أن نهاياتهم أثبتت أنهم لم يكونوا بالقدر الذي رسموه لأنفسهم من سعادة ، فالأخيرة لم تكن سوى إطار كانوا يزينون به عالمهم الذي يعيشون فيه ليقنعوا الآخرين أنهم سعداء..إلا أن الزبد ما لبث أن ذهب سريعا؛ لتمتلئ أخبارهم كتب التاريخ وصفحات الجرائد ووسائل الإعلام مثل: نيرون روما، وهتلر، ومارك أنطونيو وإرنست همنغواي ومارلين مونرو وداليدا وغيرهم كثير، يمكن قراءة أسمائهم في موسوعات أشهر المنتحرين....فلماذا يا ترى؟
ثمة أطباء وعلماء نفس غربيون تحدثوا عن تجاربهم وأكثر الحالات التي أثرت في حياتهم وثمة قاسم مشترك عن الاختلاف الرهيب بين رؤيتنا لإنسان وبين رؤية هذا الإنسان لنفسه، وعن هذه الأقنعة التي يغطى الناس بها آلامهم ولا يحس بها أحد،فهذا ملياردير اقتصادي ناجح يملك شركات في كل أنحاء العالم ويؤثر في اقتصاد دول بأكملها لكنه في الحقيقة إنسان حزين يتألم داخلياً لأنه يعتقد أنه أضاع حياته في جمع المال وأخذته الحياة بعيداً عن حلمه أن يكون مؤرخاً ومكتشفاً للآثار والحضارات، ورغم نجاحه الساحق في مجاله إلا أن هذا النجاح ما هو إلا قناع يغطى به آلام الفشل التي احتلت قلب روحه وجعلته إنسانا حزينا رغم أن صورته على غلاف مجلة (فوربس) تحمل ابتسامة يظن من يراها أن هذا الرجل هو أسعد إنسان في العالم.
ولا ننسى أن هناك ظاهرة انتحار أو حوادث موت أناس يظن كل منا أنهم في غاية السعادة والنجاح في حياتهم إلا أن تحقيقات الشرطة والطب الشرعي تثبت أننا لم نكن نعرفهم فهم كانوا محطمين داخليا وكل هذا النجاح والشهرة والمال والضحكات على شاشات التلفاز لم تكن إلا أقنعة تغطى أمواجا كالجبال من مشاعر الألم والوحدة تغرق فيها أرواحهم ولا يحس بهم أحد...
مايكل جاكسون والذي ظن الناس أنه ملك كل شيء في الدنيا لم يكن يملك أن ينام ليلة واحدة نوما عميقا طبيعيا مثل أي إنسان فقير في أفقر مكان في العالم ، وكان جاكسون لا يمكنه النوم إلا بالتخدير الكلي عن طريق طبيب وظل ذلك سراً لا يعرفه أحد عن (مايكل جاكسون) الذي ارتدى قناع النجاح الساحق حتى مات بسبب جرعة تخدير زائدة وكان كل أمله بضع ساعات من النوم كي ينسى أحزانه.
العلماء يقولون أن المفهوم الشائع (عن تحقيق السعادة من خلال السلطة والثروة) دافعه غرائزي بالأساس، فشهوات الإنسان ورغباته وضعفه أمام مظاهر الحياة المختلفة وحاجته تستدعي ذلك بشكل أو بآخر وهو ما قد يؤدي إلى الخلط بين مفهوم السعادة لدى الإنسان وبين ما يحقق إشباع رغباته، وكأنهما شيء واحد.
ولكن، لو كان المال والجاه والجمال كاف لتحقيق السعادة، لما وجدنا أولئك المترفين بإشباع الشهوات والذين يمتلكون المال والجاه والجمال مصابين بحالات اكتئاب تجعل منهم زبائن دائمين لدى عيادات أطباء النفس وأوكار المشعوذين.
قد يقول قائل إن مفهوم السعادة لدي هي بالجانب الروحاني وهذا صحيح وقد يقول آخر أن مفهوم السعادة لدي أن لا أخجل من النظر إلى وجهي في المرآة؟وكثيراً ما أسمع ذلك! وهنا أتساءل فإذا كانت السعادة هكذا كم منا ينظر إلى نفسه بالمرآة ويحاسبها؟لو دققنا بتفاصيل وجوهنا في المرايا ونحن نبحث عن السعادة لوجدناها وقد اعتلاها غبش أفعالنا! ومع ذلك هل يستطيع أحدنا أن يستنكر وجهه وهو أمام المرآة؟!
خلال الأيام القليلة الماضية تناقلت وسائل الإعلام والصحف خبراً مفاده أن هناك عجوزاً فرنسية في العقد السادس من العمر، بحثت طويلاً عن معنى "ساعة السعادة" ولم تجد طوال حياتها جواباً شافياً، فقررت أخيراً أن تلجأ إلى الإنترنت لتسأل عبره عن معنى هذه الجملة.
وقد حاولت هذه العجوز أن تبحث في القواميس عن جواب مقنع فلم تفلح، وذهبت إلى مراكز بحوث اجتماعية ونفسية ولم تقع على ما تريده، وتقول إن الشروح التي كانت تسمعها "مملة جداً ومعقدة لا علاقة لها بالسعادة".
لا شك أن سؤالاً على شاكلة: كيف نكون سعداء؟و أين نجد السعادة الحقيقية؟ يتم طرحه من قبل الآلاف حول العالم على أنفسهم كل يوم وهم مقتنعون إلى حد ما بأن المال لا يشتري السعادة. وأن التجارب "المادية" لن تحقق الفرح الذي قد يجلبه الاختلاط مع الناس.
بتقديري هذا صحيح؛ فالتاريخ سجل حالات كثيرة لأشخاص وجدوا السعادة بامتلاك المال والثراء والجاه والسلطة إلا أن نهاياتهم أثبتت أنهم لم يكونوا بالقدر الذي رسموه لأنفسهم من سعادة ، فالأخيرة لم تكن سوى إطار كانوا يزينون به عالمهم الذي يعيشون فيه ليقنعوا الآخرين أنهم سعداء..إلا أن الزبد ما لبث أن ذهب سريعا؛ لتمتلئ أخبارهم كتب التاريخ وصفحات الجرائد ووسائل الإعلام مثل: نيرون روما، وهتلر، ومارك أنطونيو وإرنست همنغواي ومارلين مونرو وداليدا وغيرهم كثير، يمكن قراءة أسمائهم في موسوعات أشهر المنتحرين....فلماذا يا ترى؟
ثمة أطباء وعلماء نفس غربيون تحدثوا عن تجاربهم وأكثر الحالات التي أثرت في حياتهم وثمة قاسم مشترك عن الاختلاف الرهيب بين رؤيتنا لإنسان وبين رؤية هذا الإنسان لنفسه، وعن هذه الأقنعة التي يغطى الناس بها آلامهم ولا يحس بها أحد،فهذا ملياردير اقتصادي ناجح يملك شركات في كل أنحاء العالم ويؤثر في اقتصاد دول بأكملها لكنه في الحقيقة إنسان حزين يتألم داخلياً لأنه يعتقد أنه أضاع حياته في جمع المال وأخذته الحياة بعيداً عن حلمه أن يكون مؤرخاً ومكتشفاً للآثار والحضارات، ورغم نجاحه الساحق في مجاله إلا أن هذا النجاح ما هو إلا قناع يغطى به آلام الفشل التي احتلت قلب روحه وجعلته إنسانا حزينا رغم أن صورته على غلاف مجلة (فوربس) تحمل ابتسامة يظن من يراها أن هذا الرجل هو أسعد إنسان في العالم.
ولا ننسى أن هناك ظاهرة انتحار أو حوادث موت أناس يظن كل منا أنهم في غاية السعادة والنجاح في حياتهم إلا أن تحقيقات الشرطة والطب الشرعي تثبت أننا لم نكن نعرفهم فهم كانوا محطمين داخليا وكل هذا النجاح والشهرة والمال والضحكات على شاشات التلفاز لم تكن إلا أقنعة تغطى أمواجا كالجبال من مشاعر الألم والوحدة تغرق فيها أرواحهم ولا يحس بهم أحد...
مايكل جاكسون والذي ظن الناس أنه ملك كل شيء في الدنيا لم يكن يملك أن ينام ليلة واحدة نوما عميقا طبيعيا مثل أي إنسان فقير في أفقر مكان في العالم ، وكان جاكسون لا يمكنه النوم إلا بالتخدير الكلي عن طريق طبيب وظل ذلك سراً لا يعرفه أحد عن (مايكل جاكسون) الذي ارتدى قناع النجاح الساحق حتى مات بسبب جرعة تخدير زائدة وكان كل أمله بضع ساعات من النوم كي ينسى أحزانه.
العلماء يقولون أن المفهوم الشائع (عن تحقيق السعادة من خلال السلطة والثروة) دافعه غرائزي بالأساس، فشهوات الإنسان ورغباته وضعفه أمام مظاهر الحياة المختلفة وحاجته تستدعي ذلك بشكل أو بآخر وهو ما قد يؤدي إلى الخلط بين مفهوم السعادة لدى الإنسان وبين ما يحقق إشباع رغباته، وكأنهما شيء واحد.
ولكن، لو كان المال والجاه والجمال كاف لتحقيق السعادة، لما وجدنا أولئك المترفين بإشباع الشهوات والذين يمتلكون المال والجاه والجمال مصابين بحالات اكتئاب تجعل منهم زبائن دائمين لدى عيادات أطباء النفس وأوكار المشعوذين.
قد يقول قائل إن مفهوم السعادة لدي هي بالجانب الروحاني وهذا صحيح وقد يقول آخر أن مفهوم السعادة لدي أن لا أخجل من النظر إلى وجهي في المرآة؟وكثيراً ما أسمع ذلك! وهنا أتساءل فإذا كانت السعادة هكذا كم منا ينظر إلى نفسه بالمرآة ويحاسبها؟لو دققنا بتفاصيل وجوهنا في المرايا ونحن نبحث عن السعادة لوجدناها وقد اعتلاها غبش أفعالنا! ومع ذلك هل يستطيع أحدنا أن يستنكر وجهه وهو أمام المرآة؟!
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007