ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى النسر الأحمر

أهلا وسهلا بكم فى ملتقى النسر الأحمر
رفيقى الزائر انت غير مسجل نتمنى منك التسجيل
للأستفادة من كل مميزات الملتقى

ملتقى النسر الأحمر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فكرى تعبوي تنظيمي


    المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق بقلم عطا مناع

    rita
    rita

    مشرفة المنتدي الأخباري  مشرفة المنتدي الأخباري



    انثى
    عدد الرسائل : 1809
    العمر : 30
    العمل/الترفيه : أنا شاهد المذبحة وشهيد الخريطة انا وليد الكلمات البسيطة.
    المزاج : تمام
    الدولة : المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق بقلم عطا مناع Palest10
    نقاط : 7747
    تقييم الأعضاء : 3
    تاريخ التسجيل : 22/01/2010
    الأوسمة : المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق بقلم عطا مناع Empty
    وسام مسابقة الضيف المجهول : المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق بقلم عطا مناع Empty

    المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق بقلم عطا مناع Empty المشهد الفلسطيني والاستئناس بالخازوق بقلم عطا مناع

    مُساهمة من طرف rita السبت يوليو 17, 2010 11:52 pm

    يقولون أن الإعدام بالخازوق من أبشع أشكال القتل التي تفتقت عنها العقلية البشرية، والأكيد أن الدخول في أشكال الإعدام التي تعرض لها المعارضون في مرحلة القبلية الهمجية أو الأنظمة الدكتاتورية التي تربعت على عرشها طغم لا ترحم عبر التاريخ متنوعة، ولكنها تتقاطع في جوهرها وأسباب ابتكارها والهدف الذي ترمي إلية وهو إحداث اكبر قدر من الألم للإنسان المستهدف.
    الأكيد أن ثقافة القتل بالخازوق لا تستهدف الجسد فقط بل تذهب الي ابعد من ذلك للسيطرة على العقل الباطن وبالتالي إدخال كل من يحاول أن يقول لا في عملية حوار داخلي معقدة تقوده الي الاستكانة والتسليم بالأمر الواقع وعدم الانخراط في عملية التغير، وهذا اخطر أشكال القتل بالخازوق الذي يستهدف الشعب كل الشعب.
    لم يكن الخازوق الطريقة الوحيدة للقتل البشع، فهناك ثمانية عشر طريقة استخدمتها البشرية، وجميعها همجية وبربرية تستهدف كرامة الإنسان وتمتهن جسده، ونحن الفلسطينيين استخدمنا بعض هذه الطرق وهي السحل والتقطيع، هذه الطريقة استخدمتها بريطانيا العظمي في معاقبة المتهمين بالخيانة العظمى.
    أن تموت بالخازوق أو غيرة فأنت وبرغم الألم الذي يجتاحك فأنت تموت لمرة واحدة، وان يجلسوك على الخازوق أو تتعرض للسحل في الشوارع كما حصل مع محمود المدهون القيادي في فتح، وان تتعفن وتشوى في سجون الانقسام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة فيفترض أن تكون مجرماً، لكن القضية هنا مختلفة.
    ما بين السحل في الشوارع والتعفن في سجون الانقسام يعتبر السحق هو الشكل الأخطر لأنة يمس الشعب الفلسطيني وأنا هنا لا أتحدث عن الإعدام بالسحق المباشر كما كان قديماً كأن تدوسك الفيلة ا وان تطمر بالحجارة حتى الموت، لان عملية السحق التي نتعرض لها أكثر خطورة، فالشعب كله يتعرض للسحق من قبل أطراف الانقسام، والشعب كله جالس على خازوق الانقسام.
    الخازوق الكابوس الذي يلازم الشعب الفلسطيني يكمن في هؤلاء الذي يطلون برؤوسهم علينا صباح مساء ليقولوا لنا أن البلد بخير وأنهم ينبذون الانقسام وان الوطن فوق الجميع.
    الخازوق أن الشعب يتعرض لعملية تضليل غير مسبوقة أتت على الأخضر قبل اليابس، انه الخازوق الذي دفع بنا عقود الي الوراء، خازوق السحق للثقافة الوطنية الفلسطينية وتقبل الفلسطيني للفلسطيني، وخازوق الانقلاب على حقوق الإنسان وحرية الاحتجاج وثقافة النزول الي الشوارع، أنة خازوق المحاصصة والديمقراطية الكذابة، هو الخازوق الذي أعطى الضوء الأخضر لدولة الاحتلال للانقضاض على أرضنا والمجاهرة بأنها ماضية توطين المستجلبين على الأرض الفلسطينية المحتلة، وهو الخازوق الذي لم يترك أحدا حتى أطراف الانقسام.
    حال رموز الانقسام لا يختلف عن حال شعبهم، غير أنهم يستأنسون بخازوق الانقسام ،صحيح أنهم ينادون بغير ذلك، لكن الواقع المعاش يؤكد أنهم استطاعوا التعايش مع الخازوق والدليل أنهم كلما تقدموا خطوة الي الأمام تراجعوا خطوات الي الخلف، ولا بد أن نعترف أن الخوازيق تختلف عن بعضها، وبالتالي لا يمكن التعميم، لأنة من الصعب إقناع العامل الفلسطيني العاطل عن العمل والمطلوب منة التوقف عن ممارسة العمل الأسود في المستوطنات الإسرائيلية أن خازوقه كما خازوق المدير العام الغارق في البيروقراطية حتى الرقبة، ولن يقتنع عمال الأنفاق " الأحياء الأموات" بان الخوازيق متساوية فخازوق الشاب العشريني الذي يكد على عمق ثلاثون متراً تحت الأرض لا يقارن بخازوق برجوازية الأنفاق التي هي أصلا إحدى خوازيقنا التي "اهدها" لنا أصحاب الانقلاب، وإذا ذهبنا الي ابعد من ذلك لنتجول في أرجاء مخيم جباليا ومخيمات الضفة والشتات سنقتنع أننا أمام أبشع أنواع الخوازيق.
    السؤال الخازوق: هل ندرك حجم الخازوق أم أننا لا زلنا بمرحلة الصدمة؟ إذا كنا نعيش الصدمة فالى متى؟ وإذا نجحنا وشخصنا خازوقنا الأكبر لماذا تغرق في الصمت وكأننا نستأنس به؟ أم أننا عاجزين عن التصريح بالألم الذي يجتاحنا؟وسواء كان الإجابة هذه أو تلك ؟ لماذا؟
    بصرف النظر عن الإجابة التي أخاف أن تضيف الي خوازيقنا خازوقاً أخر، خازوقاً يكشف انتكاستنا وعجزنا عن قول كلمة الحق في وجه الخوازيق التي شوهت عالمنا وخلقت منا مشاريع خوازيق للجيل القادم الذي لا ذنب له سوى أنة سيأكل الحصرم وسيتحمل الوزر الأكبر للخطايا التي اقترفوها بحقه.
    يقول الروائي السوري الرائع حنا مينا في ختام روايته الثلج يأتي من النافذة على لسان بطل رواية الذي يخاطب نفسه قائلاً" ارفعوا رؤوسكم ،غنوا رغم السياط غنوا، رغم السلاسل غنوا ولا تخافوا الحياة.... الحياة تقتل من يخافها" ويخاطب حنا مينا نفسه من خلال بطل روايته فياض قائلاً والدنيا حوله صمت والثلج يأتي من النافذة، والغرفة بكل ما فيها تصرخ في وجهه البرد يا فياض ليس من الثلج... البرد من القرية .......
    المصيبة تكمن في التعايش مع الخازوق، خازوق الانقسام والفساد وسيادة الفكر الوطنجي، المصيبة في الاستسلام لفكر الإقصاء ومصادرة حرية التعبير وسيطرة الطغم على الوطن باسم الوطن، والمصيبة أن نتعايش مع العطش والجوع وسرقة مقدراتنا، والمصيبة أن يتحول كل منا لخازوق يتربص بالأخر، وخازوق الخوازيق أن يخترق الخازوق أرواحنا ، عندها على الأرض والشعب السلام.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 06, 2024 2:07 am