هل تذكرون الـمسلسل السوري "يوميات مدير عام"، والذي سلّط الضوء على مسارب الفساد في الـمؤسسات؛ ما يؤدي إلى خرابها على الـمدى الطويل.
ما لفت انتباهي في حينه مسابقة لوظيفة إدارية تخللتها أسئلة تعجيزية للـمتقدمين للوظيفة، التي فُصّلت بشكل تام لشخص آخر "غبي"، ولعل السؤال الـمشهور هو الطلب من الـمتقدم الأفضل عدّ أسماء سكان الصين!!.
هذا الـموقف الدرامي، الـمضحك الـمبكي، نسمع عنه في كثير من مؤسساتنا باختلاف مسمياتها (الخاصة، الأهلية، العامة، الحكومية، شبه الحكومية) بحيث يتم الإعلان عن الوظيفة "لـموظف جاهز"، ويأتي الإعلان ضمن قواعد الشفافية والنزاهة، وهو أبعد ما يكون عن النزاهة.
قضية مواطن تقدم لوظيفة في إحدى الوزارات لـم تخرج عن نطاق يوميات الـمدير العام، وحتى نبتعد عن التخصص أو الاتهام، لن نذكر اسم الوزارة أو الوظيفة، وإليكم ملخصاً للقصة على لسان الراوي الذي أكدها تحت القسم يقول: "قرأت إعلاناً في جريدة يومية حول وظيفة في إحدى الوزارات، تقدمت بطلب، ثم تحدد موعد الامتحان العملي، الذي كان سهلاً، ولـم يستغرق حل الأسئلة أكثر من بضع دقائق، ولا أبالغ إذا قلت إن علامتي كانت فوق الـ 95%.
بعد الامتحان والغربلة بقيت ضمن مجموعة صغيرة أنا واحد منها طُلبَت للـمقابلة الشخصية، وعلى الرغم من أن الـمتقدمين حضروا من محافظات بعيدة وهم يرتدون الـملابس الرسمية والربطات الـملونة وربما استدان أحدهم "البدلة" من شقيق أو جار وتكلف مشقة السفر من أجل إعطاء انطباع جيد عنه، فإن الـمقابلة كانت من ذلك النوع الذي دار في مسلسل "يوميات مدير عام" كما يقول.
ويكمل في الجزء الأول من الـمقابلة تقدمنا لامتحان بسيط حول برامج الكمبيوتر الـ (Word) و(Excel) ثم انتقلنا إلى الأسئلة، أول سؤال أجبته كان صحيحاً 100% إلا أن أحد أعضاء اللجنة، قال إن الإجابة خطأ، أصررت على إجابتي وأكدت أنها صحيحة وهي فعلاً الإجابة الصحيحة.
ويستطرد: تفاجأت بالسؤال الثاني وكان: اذكر تاريخ إقامة وزارة شؤون الـمرأة؟ علـماً أن الوظيفة ليست لها علاقة بالـمرأة، ولا الوزارات، وهي بعيدة عن ذلك بشكل مطلق، السؤال الأخير كان على نمط عَدِّدْ أسماء سكان الصين، ولكنه جاء على الشكل الآتي: بدأ أحد أعضاء اللجنة بقراءة نص فلسفي طويل من صفحة مطبوعة، وكان السؤال من هو كاتب هذا النص؟!".
انتهت الـمقابلة، وبعد أيام تبين أن أحد الـموظفين العاملين بالقسم في الوزارة الـمعنية هو الذي تولى الوظيفة، يقول الـمواطن متحدياً "أدعي أنني أفضل منه كثيراً، ولديّ من الـمعلومات والشهادات والخبرة ما يؤهلني لتلك الوظيفة".
هذه القصة بكل أبعادها تضعنا جميعاً في موقف تساؤل: هل الخطأ في النظام الذي نسير عليه؟ أم الخطأ فينا؟ وهل الخطأ في ثقافتنا ووعينا وقدرتنا على البناء والتنمية؟! نعم، أين الخطأ؟ ربما مئات من الذين يتقدمون للوظائف يومياً يتحدثون عن يوميات مدير عام بشكل أو بآخر، وربما بشكل مبالغ فيه، ولكن "لا دخان دون نار".
مشكلتنا عند إقامة السلطة الوطنية أنه كانت هناك خطيئة في طريقة التوظيف والاصطفاف الحزبي الكاذب لكثيرين من أجل الفوز بالوظيفة العامة، الذين طعنوا الحزب الذي اتخذوه سلـماً للوصول إلى مصالحهم وهم يبحثون عن مدير عام ووكيل مساعد ووكيل وغيرها من الـمسميات وقلنا يجب تغيير هذا النهج، ولكن في كثير من الـمؤسسات الأهلية والحكومية ما زالت هناك علامات استفهام كثيرة حول أحقية الفوز بالوظيفة للشخص الـمؤهل القادر على القيام بالعمل الجيد، نحن في مرحلة بناء ونحتاج إلى بناة مهرة وليس إلى....!!.
a-najjar@al-ayyam.com
ما لفت انتباهي في حينه مسابقة لوظيفة إدارية تخللتها أسئلة تعجيزية للـمتقدمين للوظيفة، التي فُصّلت بشكل تام لشخص آخر "غبي"، ولعل السؤال الـمشهور هو الطلب من الـمتقدم الأفضل عدّ أسماء سكان الصين!!.
هذا الـموقف الدرامي، الـمضحك الـمبكي، نسمع عنه في كثير من مؤسساتنا باختلاف مسمياتها (الخاصة، الأهلية، العامة، الحكومية، شبه الحكومية) بحيث يتم الإعلان عن الوظيفة "لـموظف جاهز"، ويأتي الإعلان ضمن قواعد الشفافية والنزاهة، وهو أبعد ما يكون عن النزاهة.
قضية مواطن تقدم لوظيفة في إحدى الوزارات لـم تخرج عن نطاق يوميات الـمدير العام، وحتى نبتعد عن التخصص أو الاتهام، لن نذكر اسم الوزارة أو الوظيفة، وإليكم ملخصاً للقصة على لسان الراوي الذي أكدها تحت القسم يقول: "قرأت إعلاناً في جريدة يومية حول وظيفة في إحدى الوزارات، تقدمت بطلب، ثم تحدد موعد الامتحان العملي، الذي كان سهلاً، ولـم يستغرق حل الأسئلة أكثر من بضع دقائق، ولا أبالغ إذا قلت إن علامتي كانت فوق الـ 95%.
بعد الامتحان والغربلة بقيت ضمن مجموعة صغيرة أنا واحد منها طُلبَت للـمقابلة الشخصية، وعلى الرغم من أن الـمتقدمين حضروا من محافظات بعيدة وهم يرتدون الـملابس الرسمية والربطات الـملونة وربما استدان أحدهم "البدلة" من شقيق أو جار وتكلف مشقة السفر من أجل إعطاء انطباع جيد عنه، فإن الـمقابلة كانت من ذلك النوع الذي دار في مسلسل "يوميات مدير عام" كما يقول.
ويكمل في الجزء الأول من الـمقابلة تقدمنا لامتحان بسيط حول برامج الكمبيوتر الـ (Word) و(Excel) ثم انتقلنا إلى الأسئلة، أول سؤال أجبته كان صحيحاً 100% إلا أن أحد أعضاء اللجنة، قال إن الإجابة خطأ، أصررت على إجابتي وأكدت أنها صحيحة وهي فعلاً الإجابة الصحيحة.
ويستطرد: تفاجأت بالسؤال الثاني وكان: اذكر تاريخ إقامة وزارة شؤون الـمرأة؟ علـماً أن الوظيفة ليست لها علاقة بالـمرأة، ولا الوزارات، وهي بعيدة عن ذلك بشكل مطلق، السؤال الأخير كان على نمط عَدِّدْ أسماء سكان الصين، ولكنه جاء على الشكل الآتي: بدأ أحد أعضاء اللجنة بقراءة نص فلسفي طويل من صفحة مطبوعة، وكان السؤال من هو كاتب هذا النص؟!".
انتهت الـمقابلة، وبعد أيام تبين أن أحد الـموظفين العاملين بالقسم في الوزارة الـمعنية هو الذي تولى الوظيفة، يقول الـمواطن متحدياً "أدعي أنني أفضل منه كثيراً، ولديّ من الـمعلومات والشهادات والخبرة ما يؤهلني لتلك الوظيفة".
هذه القصة بكل أبعادها تضعنا جميعاً في موقف تساؤل: هل الخطأ في النظام الذي نسير عليه؟ أم الخطأ فينا؟ وهل الخطأ في ثقافتنا ووعينا وقدرتنا على البناء والتنمية؟! نعم، أين الخطأ؟ ربما مئات من الذين يتقدمون للوظائف يومياً يتحدثون عن يوميات مدير عام بشكل أو بآخر، وربما بشكل مبالغ فيه، ولكن "لا دخان دون نار".
مشكلتنا عند إقامة السلطة الوطنية أنه كانت هناك خطيئة في طريقة التوظيف والاصطفاف الحزبي الكاذب لكثيرين من أجل الفوز بالوظيفة العامة، الذين طعنوا الحزب الذي اتخذوه سلـماً للوصول إلى مصالحهم وهم يبحثون عن مدير عام ووكيل مساعد ووكيل وغيرها من الـمسميات وقلنا يجب تغيير هذا النهج، ولكن في كثير من الـمؤسسات الأهلية والحكومية ما زالت هناك علامات استفهام كثيرة حول أحقية الفوز بالوظيفة للشخص الـمؤهل القادر على القيام بالعمل الجيد، نحن في مرحلة بناء ونحتاج إلى بناة مهرة وليس إلى....!!.
a-najjar@al-ayyam.com
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007