من مفارقات الدهر العجيبة أن قادة المبادرات الشجاعة لنصرة القضايا الإنسانية المسلمة رجالاً ونساءً لا يدينون بدين الإسلام، ولا يتلون القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار, في المقابل غابت عمائمالإسلام وحفظته من العلماء والفقهاء عن المشهد، وتركوا ساحة المعركة المقدسة يتصدرها غيرهم.
بقدر فخرنا بالرجل الشجاع "جورج جلوي" وبالفتاة المقدامة "راشيل كوري" وغيرهم الذين ضحوا بحريتهم وامتيازاتهم، بل وبأرواحهم من أجل المسلمين المستضعفين، فإننا نستهجن السلبية الممجوجة فيمن نتوسم بهم تزعّم الثورات والانتفاضات والمشاركة فيها قبل أن يدعوا غيرهم لذلك.
رحم الله زماناً كان فيه العلماء طليعة التغيير في مقدمة الصفوف, ولا أهلاً ولا سهلاً بحقبة تاريخية عَثرَة أصبح فيها العلماء تبعاً لمبادرات التغيير من خارج الأمة، الذين في غالبيتهم من غير المسلمين أصلاً ولا فصلاً.
لقد ولى زمن العز بن عبد السلام والأمام أحمد بن حنبل وغيرهم الذين شكلوا معادلة التأثير الحقيقية، ورسخوا في عقول الجيل دور العلماء وهيبتهم، ودفعوا ثمن ذلك من سني عمرهم التي ضاعت في الزنازين, ومن لحوم أجسادهم التي التصقت على حوائط الناس.
إن الهيمنة السلطانية على عمائم المسلمين والتي قوبلت بالخنوع والركون لها حولت العلماء من قادة للتأثير إلى أدوات مملوكة تتحرك في مربع المسموح والمتاح والممكن .. الخ محاطون بجدر السياسة والمال.
وإلى الذين يخافون على أنفسهم من الجراح نقول: ويحكم يا قوم "أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل", هل سمعتم يوماً عن عالم فذ لمع اسمه في سجلات التاريخ، وساهم في صناعة الحياة وتشكيل الوقائع, فعل ما فعل وسَلِمَ من السجن أو الإبعاد أو القتل أو حتى التشهير؟!
هل مر بكم في صفحة من كتب التاريخ أن عالماً أرضى الله ودينه بحق وكانت علاقته مع سلطانه يسودها الوئام والحنان؟!
كلا, لا يجتمع التأثير والتغيير مع الراحة والهناء, وإن النعيم لا يدرك بالنعيم, والناس لا يلقون بالحجارة إلا النخيل المثمر, ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر.
دمُ الثـوارِ تعرفهُ فرنسـا... وتعـرفُ أنهُ نـورٌ وحـقُّ***وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ... بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ
إن اختياركم للطريق الأسهل والأملس اختيار محبب إلى النفس لا عنت فيه ولا شوكة, غير أنه لن يؤدي بكم إلا إلى النهايات العادية التي ينتهي إليها 98% من الناس على قاعدة "السلامة غنيمة".
أما عن الطريق الثاني وفيه ما فيه من عنت ونصب ووصب فإن نهايته إلى عالم المجد مع الخالدين في سجلات العز والشرف, وصحيح أن الجسد في اللأواء يفنى ولكن تبقى الأفعال الشجاعة الصادقة حياة تتجدد, فالموت في درب الهدى ميلاد.
رسالة العلماء الحقيقية هناك في الصف الأول من الجيش المقدام, وعلى الثغور المشتعلة, وفي الثكنات المتاخمة, وفي مقدمة القوافل الشجاعة برا وبحرا لغوث المعوزين, وليس فقط في قاعات الجرح والتعديل وتخريج الأحاديث وعند أرفف المكتبات وأمام كاميرات الفضائيات!.
إن لم تفعل آيُ القرآن في سورة الأنفال والتوبة بعلماء التفسير شيئاً! فلا طائل من حفظها وترديدها في الصلوات.
وإن كان العلم الذي في الصدور لا يؤدي إلى تحرير الأوطان، وإنقاذ الملهوفين، ونصرة المقدسات، وحماية الأعراض، والذود عن الحياض, فلا بارك الله فيه ولا زاد من حملته إلى يوم يبعثون, ونسأل الله أن يغفر لنا ولهم ولا يفتنّا بعدهم ولا يحرمنا أجرهم, والفاتحة عليهم
بقدر فخرنا بالرجل الشجاع "جورج جلوي" وبالفتاة المقدامة "راشيل كوري" وغيرهم الذين ضحوا بحريتهم وامتيازاتهم، بل وبأرواحهم من أجل المسلمين المستضعفين، فإننا نستهجن السلبية الممجوجة فيمن نتوسم بهم تزعّم الثورات والانتفاضات والمشاركة فيها قبل أن يدعوا غيرهم لذلك.
رحم الله زماناً كان فيه العلماء طليعة التغيير في مقدمة الصفوف, ولا أهلاً ولا سهلاً بحقبة تاريخية عَثرَة أصبح فيها العلماء تبعاً لمبادرات التغيير من خارج الأمة، الذين في غالبيتهم من غير المسلمين أصلاً ولا فصلاً.
لقد ولى زمن العز بن عبد السلام والأمام أحمد بن حنبل وغيرهم الذين شكلوا معادلة التأثير الحقيقية، ورسخوا في عقول الجيل دور العلماء وهيبتهم، ودفعوا ثمن ذلك من سني عمرهم التي ضاعت في الزنازين, ومن لحوم أجسادهم التي التصقت على حوائط الناس.
إن الهيمنة السلطانية على عمائم المسلمين والتي قوبلت بالخنوع والركون لها حولت العلماء من قادة للتأثير إلى أدوات مملوكة تتحرك في مربع المسموح والمتاح والممكن .. الخ محاطون بجدر السياسة والمال.
وإلى الذين يخافون على أنفسهم من الجراح نقول: ويحكم يا قوم "أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل", هل سمعتم يوماً عن عالم فذ لمع اسمه في سجلات التاريخ، وساهم في صناعة الحياة وتشكيل الوقائع, فعل ما فعل وسَلِمَ من السجن أو الإبعاد أو القتل أو حتى التشهير؟!
هل مر بكم في صفحة من كتب التاريخ أن عالماً أرضى الله ودينه بحق وكانت علاقته مع سلطانه يسودها الوئام والحنان؟!
كلا, لا يجتمع التأثير والتغيير مع الراحة والهناء, وإن النعيم لا يدرك بالنعيم, والناس لا يلقون بالحجارة إلا النخيل المثمر, ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر.
دمُ الثـوارِ تعرفهُ فرنسـا... وتعـرفُ أنهُ نـورٌ وحـقُّ***وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ... بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ
إن اختياركم للطريق الأسهل والأملس اختيار محبب إلى النفس لا عنت فيه ولا شوكة, غير أنه لن يؤدي بكم إلا إلى النهايات العادية التي ينتهي إليها 98% من الناس على قاعدة "السلامة غنيمة".
أما عن الطريق الثاني وفيه ما فيه من عنت ونصب ووصب فإن نهايته إلى عالم المجد مع الخالدين في سجلات العز والشرف, وصحيح أن الجسد في اللأواء يفنى ولكن تبقى الأفعال الشجاعة الصادقة حياة تتجدد, فالموت في درب الهدى ميلاد.
رسالة العلماء الحقيقية هناك في الصف الأول من الجيش المقدام, وعلى الثغور المشتعلة, وفي الثكنات المتاخمة, وفي مقدمة القوافل الشجاعة برا وبحرا لغوث المعوزين, وليس فقط في قاعات الجرح والتعديل وتخريج الأحاديث وعند أرفف المكتبات وأمام كاميرات الفضائيات!.
إن لم تفعل آيُ القرآن في سورة الأنفال والتوبة بعلماء التفسير شيئاً! فلا طائل من حفظها وترديدها في الصلوات.
وإن كان العلم الذي في الصدور لا يؤدي إلى تحرير الأوطان، وإنقاذ الملهوفين، ونصرة المقدسات، وحماية الأعراض، والذود عن الحياض, فلا بارك الله فيه ولا زاد من حملته إلى يوم يبعثون, ونسأل الله أن يغفر لنا ولهم ولا يفتنّا بعدهم ولا يحرمنا أجرهم, والفاتحة عليهم
الثلاثاء فبراير 28, 2023 12:27 am من طرف samarahmad78
» خسارة عليك يا منتدى النسر الاحمر
الأحد فبراير 26, 2023 1:48 am من طرف راهب الفكر
» أقوال جورج حبش
الأحد فبراير 26, 2023 1:47 am من طرف راهب الفكر
» اليسار التونسي الآن وهنا
الثلاثاء مارس 02, 2021 11:20 am من طرف mouyn
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
الإثنين ديسمبر 10, 2018 12:52 am من طرف Iyad
» أغنية يا أسرانا يا بواسل (جديد الشعبية)
السبت ديسمبر 08, 2018 6:14 pm من طرف Iyad
» فش غلّك واحكي .^ اكثر ظاهرة او عادة بتتمنى زوالها من مجتمعنا ^.
الخميس فبراير 22, 2018 5:00 pm من طرف زهر اللوز
» اربع كلمات تكشف عن حالتك
الخميس فبراير 22, 2018 4:58 pm من طرف زهر اللوز
» حصريا اغنية غسان كنفانى اسمو على الريشة
الجمعة أغسطس 21, 2015 2:33 pm من طرف ابو الحكيم 1
» احدث اغنية للجبهة:هيلا هيلا ديمقراطية جبهة قوية 200% تربي رجال
الخميس فبراير 26, 2015 12:56 pm من طرف ابن الديمقراطية
» مرحبا
الأربعاء يناير 28, 2015 9:33 am من طرف mared althawra
» أغاني رائعة للفرقة اليسارية...فرقة الطريق العراقية
الثلاثاء يناير 27, 2015 6:22 am من طرف izzildin
» جميع البومات فرقة صابرين
الخميس سبتمبر 18, 2014 9:56 am من طرف ooyy
» ويستمرّ النضال في تـــونس..
السبت مارس 29, 2014 8:16 am من طرف mouyn
» حصريا اغنية وصية الشهيد من شريط الهدف 11
الأربعاء مارس 12, 2014 4:53 pm من طرف safwan zaben
» اغنية الزحف الجبهاوي للانطلاقة 42
السبت فبراير 15, 2014 12:06 pm من طرف mof2014
» حصري على ملتقى النسر الاحمر اغنية القدس تشرررع
السبت نوفمبر 30, 2013 12:40 am من طرف القدس عربية
» ******* ابو الفقر .. حداية نار موسى حافظ والجلماوي وكمان شاعر ثالث
الخميس أكتوبر 24, 2013 3:43 pm من طرف غالوب
» اشحن رصيدك مجانا
الإثنين سبتمبر 09, 2013 9:04 pm من طرف ندي فلسطين
» ماتفوت لهون
الجمعة يوليو 26, 2013 3:11 pm من طرف yayaba007